الفصل الثالث
بقلم امير احمد
صحيت وانا بفكر في اللي انا شوفته امبارح وحصلي بس كنت خايفه اتكلم منظر محسن اللي شوفته يرعب بس انا هاتكلم واقول ايه اهلي مبعدين عني ومفيش حد منهم جاري وخايفه انه يعرف اني شوفته يعمل فيا حاجه
_مالك بقي يا نور لسه دايخه انا جيبت دمتور وقالي لازم تاكلي كويس وتتغذي انتي ضعيفه اوي ولو فضلتي كده هايغمي عليكي كتير
_حاضر
_يلا خدي العلاج ده عشان ميعاده جه
طول اليوم وهو جمبي ماراحش الشغل كان خايف عليا كاني بنته او حته منهم تهمه اوي بس الاهتمام ده عمره مايكون حب واصل
كل يوم قبل ما انام التقيه داخل عليا يبوسني من راسي ويسالني عايزة حاجه ويناولني كوبايه مانجا هو بيعملها زيين بنفسه بااخدها من اهنه وانام من اهنه
فضلت علي الحال ده كتير وعدي كم شهر وانا كل يوم بتعلق بيه ونسيت اللي حصل اول ما جيت البيت. لعند ما في يوم انا نمت بدري وما شربتش المانحا وهو سابها وطلع. اتسحبت وقلت اكيد هو بيعمل حاجه
بصيت من جمب الجدار لقيته قاعد نفس القاعده وقدامه الكتاب وفيه صوت بيكلمه وبيقوله القربان الاخير اللي هايحررني عامل ايه
_هي كويسه وتمام. باقي ايام ونتحرر من العبوديه واعيش حياتي وانت تنفذ طلباتي اللي هاطلبها منك
كانت صورة الوحش او الشيطان اللي بيكلمه معكوسه علي اللون الاحمر اللي في الصاله وكمان لاحظت حاجه تانيه ان فيه خمس كراسي اربعه كل كرسي عليه بنت متسلسله بجنازير
انا الصراحه خوفت اوي وجريت علي الاوضه وحاولت انام بس من الخوف معرفتش
لقيته داخل الاوضه بصيت براحه عليه من غير ماياخد باله مني كان منهك وتعبان اوي زي مايكون مان بيحفر
اترمي جمبي ومتحركش لعند الصبح واول ما خرج انا صحيت وروحت جري علي المكتبه بتاعته عايزة اشوفه كان بيقرا ايه وايه الكتاب اللي كان بيفتحه امبارح
لقيت فيه كتاب محطوط قبل الرف الاخير وجمبه اجنده باللون الاحمر.
جيبت الكتاب ولسه هافتحه لقيت زي مايكون فيه كهربا اول ما لمسته اترميت بعيد عنه ولقيت فيه صوره عليه فيها تعبان والله التعبان ده اتحرك اول ما قربت من الكتاب
رجعته بسرعه مكانه ومسكت الاجنده عايزة افهم فيها ايه وبدات اقرا اللي فيها
اول صفحه كان مكتوب فيها
انا محسن محسن عبد العال فضولي هو اللي دخلني في سكه وكريق عارف ان نهايتهم الموت الناس بتورث من اهلها الفلوس والمال والجاه وانا ورثت لعنه كبيره من والدي لعنه عمرها ما هاتتفك الا. بالدم لعنه المفروض كانت مجتليش انا بس الحظ هو اللي دخلني الطريق ده
والدي كان شغال بتاع عطاره وعنده محل مشهور وكبير وشغله في العكاره خلاه يفهم اوي في شغل البخور والطقش اللي الناس كانت بتسال كتير اوي عليه وتطلبه منه
وفضوله خلاه يسال. واحد من الناس دي عن سبب طلبهم للبخور ده
الراجل اللي راح لوالدي كان باين من لهجته انه مش من مصر وساله عن طقش ونوع غريب من البخور وقال لابويا انه هايدفع اي مبلغ يطلبه لو جاب ليه البخور ده
والدي سال عطارين كتير وناس اصحابه علي نوع البخور الي الراجل ده طلبه منه وقالوا ليه. ان البخور ده نادر ومابيجيش الا من بلاد الهند او العراق
استني والدي الرجل يعدي عليه تاني بس اتاخر كم شهر ولما رجع راح تاني ليه قاله انا بعت اجيبه ليك من العراق وهايوصل خلال اسبوع بس اعرف الاول انت عايز النوع ده من البخور ليه
_النوع ده بيكون مكلوب من ملوك الحان عشان تقدر تسخرهم ويسمعوا كلامك ويلبوا طلباتك
_واسخرهم ازاي
_تسخيرهم ده له طقوس وكمان طلبات مش اي حد يعملها
_والدي قال ليه انا هاجيب ليك البخور ده ومش هاخد منك اي فلوس بس علمني ازاي اسخر الجن واخليه يسمع كلامي
_تمن البخور وقتها كان يعمل اربع الاف جنيه والراحل لو مدفعش الفلوس هايبقي كسبان كتير اوي ومفيهاش حاحه لو علم واحد مقابل انه يديله الطقش ببلاش
وبدا يعلم والدي كل يوم يعلمه بالساعات لعند ما والدي اتعلم من الراجل ده كل حاجه. وبدا يعمل اللي اتعلمه في البيت ويولع بخور كتير واوقات كان بيجيب غربان يدبحها ويحرق جتتها في النار مع البخور
فضل والدي علي الحاله ايام واسابيع وشهور وانا كنت بقف ورا الباب ابص عليه عايز افهم هو بيعمل ايه
لعند ما في يوم صحيت علي جدران البيت بتتهز ايوة بتترج اوي وصوت يرعب جاي من الصاله لما خرجت بصيت علي الصوت جاي منين لقيته جاي من المكتبه. روحت ابص علي والدي كان قافل الباب من جوه
بصيت من مكان المفتاح اللي في الباب لقيت ابويا بيترفع لفوووووووق للسقف وينزل هبد علي الارض والعربان اللي هو حابسها في الاقفاص بتلف حواليه وصوتها مزعج اووووي
انا خوفت وجريت علي اوضتي وقفلت علي نفسي
تاني يوم والدي كان متعود يصحيني انزل المدرسه بس اليوم ده مصحنيش انا صحيت لوحدي وروحت اشوفه فين مالقيتوش في اوضته سريره متلمسش يعني هو منمش هنا اصلا
روحت للمكتبه بفتح البا مان مقفول من جوه وابويا لما بصيت من مكان المفتاح كان مرمي علي الارض بقبت ازق في الباب واكسر فيه عشان افتح لوالدي اللي لما الباب اتفتح كان منظر والدي غريب جدا
نايم علي وشه وخاسس اوي ولما قربت منه وهزيته لقيت وشه غريب بقي عضم كله وعليه جلد
وبوقه مفتوح علي الاخر صرخت والجيران اتلمت اول لما شافوا منظر والدي كده محدش رضي يشيله من مكانه. مفيش غير شيخ الجامع هو اللي شاله ومعاه اتنين كمان وطول ما كانوا بيشيلوة مكنوش بيقولوا غير لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
يوم الجنازة بتاعته مكنش فيه ولا راجل من الحته راضي يمشي فيها حتي النعش محدش رضي يشيله ولا يدفنوه الشيخ الله يبارك فيه هو اللي اجر ناس عشان تشيل النعش وتدفن ابويا
***★******
ببص للساعه بعد ما القرايه اخدتني لقيت ده الوقت اللي محسن بيرجع فيه من الشغل
يانهار مهبب ده لو رجع وعرف اني دخلت المكتبه بتاعته وقريت في الكتاب هايطين عيشتي ومش بعيد يقتلني
دخلت وعملت ا كل غموس بسرعه وهو رجع لقاني واقفه بعمل اكل سالني عامله ايه
_بخير الحمد لله زيينه
_اخدتي الدوا بتاعك
_ايوة اخدته
_طيب انا هاغير هدومي انا جعان اوي وبعد ما خرج من المطبخ رجع تاني وقالي نور. انا بحبك
_كانت اول مره احس فيها بالكلمه دي وافهمها هو ليه بيحبني وليه متحمل رفضي ليه من يوم ما دخلت البيت اهنه وليه مابيغصبنيش علي اللي هو عايزة
جهزت الوكل كله وعملتله السلطه اللي بيحبها وروحت اخدت دش ولبست عبايه زينه وطلعت اكلت معاه واستنيته يقرب مني بس هو دخل وعمل العصير واول ما شربته نمت
محسيتش باي حاجه خالص الا تاني يوم وهو جمبي بفتح عنيا لقيته قاعد بيبص ليا
_مالك يا محسن
_مفيش بتامل فيكي شويه
_ليه هو انا هاموت
_سكت شويه وقال لا بس وشك حلو اوي وبعدين كلنا هانموت مفيش حد له في نفسه حاجه
لبس وخرج وانا كان الفضول هايموتني عشان اكمل اللي هو كاتبه
روحت المكتبه تاني
ببص علي الكتاب لقيت الرسمه بتاعت التعبان بتتحرك زي مايكون بيحمي الكتاب من اي حد يقرب منه او يلمسه
فتحت الاجنده
كل الحته اللي رفضت تمشي في جنازة ابويا انا بقيت بكرهم كلهم ومش عايز اكلم حد فيهم ويوم ورا يوم الكره بيولد جوايا الانتقام عايز انتقم منهم كلهم
ولما عيشت لوحدي وانا سني 16سنه في بيت وانا مكنتش فاهم اي حاجه حصلت وليه ابويا مات
جيت اشتري طلبات من الناس كلهم قالوا مفيش
طلعت فلوس وقلت انا معايا فلوس بردوا مرضيوش يدوني
حتي المحل بتاع والدي لما فتحته. لاحد رضي يدخله ولا يديني بضاعه تاني والاخر بعته عشان اقدر اعيش
روحت سالت شيخ المسجد وقلتله وانا بعيط هو ليه الناس بعيده عني ومحدش منهم رضي يحضر جنازة ابويا
قالي
يا محسن يابني الناس خافت من اللي شافته في بيتكم وقت ابوك ما اتوفي
وايه اللي شافوه عشان يخافوا منه في بيتنا
والدك يا محسن لما مات مان علي وشه علامات فزع وخوف كبيره اوي ده غير الكتاب اللي كان قدامه ووالدك كان بيقرا منه
كتاب ايه ده
ده كتاب كان بيسخر الجن والعفاريت يابني ربنا يرحم والدك ويسامحه
_بس انا والدي مكنش بيحضر عفاريت والدي كان بتاع عطاره وكل الحته عارفه كده
_يابني انت سالتني وانا جاوبتك واللي شوفته انا في اوضه والدك معناه اللي انا قلته ليك والناس معذورة يابني
_حتي لو هو كان كده يقوموا يسيبوة ومايدفنوش الجثه
_يا محسن بص لمستقبلك وادعي لابوك بالرحمه
سيبت الشيخ ومشيت وانا في اول الشارع بتاعنا لقيت واحد واقف قدام مدخل البيت واول لما شافني قالي الله يرحم ابوك انت محسن
_ايوة انا. انت تعرف والدي
_ايوة اعرفه
_فرحت اووووي ان فيه واحد بيسال عني بعد ابويا ما مات
تعالي تعالي اتفضل تعالي
طلعت البيت فوق وعملت شاي
متتعبش نفسك يابني انا جاي في كلمتين ليك يخصوك وهامشي
كلمتين ايه
انت لازم تكمل اللي ابوك بيعمله عشان روح ابوك ترتاح وانت كمان تقدر ترتاح وتنتقم من اللي عملوه فيك
_انا مش فاهم حاجه
روح ابويا ترتاح ازاي واكمل ايه وانتقم من مين
لقيته بيبتسم ليا وقالي يابني انا اعرف ابوك من زمان وكنت عارف هو بيعمل ايه وانا جيت عشان انت تكمل المشوار
_انا مش فاهم منك اي حاجه
_ابوك مان بيسخر جن والجن ده قبل التسخير ابوك مقدرش يتحمل تحضيره واتسجن معاه في نفس السجن
ابويا اتسجن مع الجن في السجن بتاعهم طب ازاي
