رواية لن تصمدى الفصل الاول1والثاني2 بقلم ماري نبيل


تفتح تلك الرموش التى تحجب خلفها لون عيون يشبه لون السماء لتستعد لعملها الجديد



 الذى استلمته منذ ثلاثه اشهر 

لقد تعينت فى تلك الشركه لوظيفه صعبة المنال

لم تقابل حتى الآن صاحب تلك الاسطوره الذين يتحاكون عنه فالبعض يقول شاب متسلط 

للغايه والبعض الآخر يقول إنه اخد طباعه الحاده من طبيعة عمله فى القوات المسلحه والبعض يقول لقد ترك عمله فى القوات المسلحه للشكاوى العديده ضده من تعامله مع العساكر 

كما يقال إن العديد من الاستقالات يتلقاها بسبب طريقته  القاسيه فى التعامل.

لم تأبه لكل تلك الاقاويل التى قيلت عنه فهى ذهبت لتعمل بجد فقط وتثق أنها ابدا لن تتعامل معه

تخرج كعادتها فى منتهى التألق وتدخل تلك المؤسسه التى معظم العاملين بها رجال ولقد تسالت كثيرا لما معظم العاملين رجال أو سيدات فى عمر الأربعينات.

استعدت للذهاب لعملها حيث ارتدت ملابسها وتركت لشعرها الطويل الاشقر العنان .

ذهبت لعملها مبكرا كما اعتادت لتقابل إحدى زميلاتها فى المكتب سيده بعمر الاربعين وقوره وتحب عملها 

رونا. صباح الخير  يا مدام هاله

هاله .عامله ايه يارونا.... اشربى شايك ويلا حبيبتى اطلعى هاتى الملفات اللى خلصتيها امبارح

رونا.متقلقيش كله هيخلص قبل الاجتماع 

وبعد مرور نصف ساعه تصعد رونا لتحضر تلك الملفات التى أخذت منها ثلاثه ايام لترتيب أوراقها واثناء عودتها لمكتبها تصطدم بأحدهم وتقع كل الملفات وأوراقها تتناثر ارضا

لقد رأت مجهود ثلاثة أيام ملقاه أرضا أمام أعينها لتنظر بغضب لهذا الذى يقف أمامها

رونا.انا مش قادره افهم انت ازاى ماشي كدا مش تبص قدامك ايه رافع راسك وماشى كانك فى مملكه لوحدك وبحاول اتجنبك علشان حساك هتخبطنى وبردوا اتخبط وبسببك الورق اللى بقى لى تلت ايام بشتغل فيه وقع

ينظر لها ليتوقف الزمن حوله حريته أمامه مره اخرى ولكنها غاضبه

شعرها مرفوع بقلم لونه كستنائى وعيونها الزرقاء الساحره ....ماهذا القلم الاحمق الذى وقع من شعرها لتتناثر تلك السلاسل الذهبيه التى تصل إلى الأرض وهى تحاول لم تلك الأوراق المبعثره

أصبح الان وجهها احمر من الانفعال وعندما انتصبت تحمل الاوراق المبعثرة اصبح شعرها يصل لقبل ركبتيها من الخلف ببعض سنتيمترات 

هل هو فى حلم تلك الحوريه تتطاول عليه 

انتبه لنفسه عندما قالت وهى فى منتهى الانفعال

رونا .ايه هو حضرتك اعمى واطرش كمان يعنى قلت يمكن النضاره اللى انت لبسها دى علشان اعمى لكن ايه كمان اطرش

بدء الغضب من كلماتها تعيده لطبيعته قليلا وتجعله يخرج من مجال جاذبيتها التى تلجم لسانه 

امجد . انتى بتكلمنى مين كدا 

رونا. لا مش مصدقه هو انت مطلعتش اخرس 

بكلمك انت وقعت لى شغل تلت ايام دا اقل واجب 

لتحاول تفاديه والعبور من جانبه بعد أن جمعت اوراق الملقاه أرضا دون ترتيب

ليمسكها من تلك الملفات التى تحاول أن تحتضنها لتتجنب وقوعها مجددا

امجد .اوعدك انى هعرفك ازاى تتكلمى معايا كدا بس بطريقة الاعمى الاطرش اللى كنتى بتتكلمى عنه 

لتتكلم بسخريه اغضبته اكثر

رونا .على أساس انى خفت منك كدا صح!

تتركه فى صدمته لتصعد السلالم  لتحاول تجميع وترتيب تلك الأوراق من أصولها مره اخرى

بعد أقل من نصف ساعه يرن هاتفها

رونا .الو مدام هاله معلش اتاخرت بس فى واحد اعمى خبطنى وقع لى كل الورق

هاله . ورق ايه بس الدور كله هنا مقلوب مستر امجد موجود وقالب الدنيا وعمال يزعق وموقف الموظفين كأنهم فى طابور فى الجيش انا قلقانه يقول اجتماع واحنا مش جاهزين بالملفات اللى فيها جرد الشركات اللى هتورد للفندق انجزى بسرعه


نزلت بالملفات والاوراق بداخلها غير مرتب  لتدخل إلى الدور الارضى الذى يفصله باب الكترونى وعند دخولها فوجئت بصف من الموظفين حقا كما شبهته هاله  كأنه طابور عسكرى وأحدهم يقف بظهره لها ولكنه سرعان ماانتبهه لتلك التى تقف فى اخر الممر وتحمل ملفاتها الغاليه 

ليلتفت لها وعلى وجهه ابتسامة سخريه ويلتفت مره اخرى للعاملين

امجد. كل واحد على مكتبه والوارد اللى اتاخر دا كلكم هتتحاسبوا عليها 

نظر لهاله وقال .هاله اجتماع انهارده ملغى 

يلف ليجد تلك الحوريه كما سماها فى عقله تقف وتنظر له بهاله من الهلع تحاول جاهده اخفاءها ليبتسم لها ابتسامه مليئه بالسخريه اللاذعه ويمر من جانبها بهدوء ليقف ظهره لظهرها ويرجع خطوه واحده ويقترب من اذنها بهدوء

امجد.اسالى هاله على مكان مكتبى وتعالى لى

خمس دقايق وتبقى قدامى

لم تنطق بحرف ولكنها حقا شعرت بأنها اوقعت نفسها فى مشكله مع ذلك المتسلط كما يسمونه

سالت هاله على مكان مكتبه التى قابلت سؤالها بتوتر هائل وتساؤلات عديده منها انتى عملتى ايه  أنتى اتكلمتى بعتى ورق غلط ... مئه سؤال تقريبا 

مما جعل رونا تقلق أكثر

تخرج من الدور الارضى ومن المبنى بأكمله لتدخل إلى المبنى الإدارى وتصعد إلى مكتبه 

تقف على الباب فهو دور كامل به مكتبه فقط وبجانبه مكتب يوجد به مساعد بمجرد رؤيته لها انتفض سريعا وفتح لها باب مكتبه وقال لها ان تنتظره


دخلت ذلك المكتب لقد كان غايه فى الروعه لاحظت تلك الصور على الحائط ،صوره  مرتدى بها بدله عسكريه وصوره اخرى من الواضح يتم فيها تكريمه ولاحظت وجود صالة جيم من ملحقات مكتبه .

دقائق وسمعت صوت باب يفتح ولكنه باب اخر غير الذى دخلت منه 

امجد .اهلا ايه مكتبى عجبك

رونا . .....

جلس امجد على كرسي مكتبه بينما تقف رونا أمامه لم تتفوه ولم ترد عليه فلا تعلم اى حظ هذا لم تتخيل أن هذا الاحمق الذى أوقع أوراقها أرضا ويرتدى ملابس غير كلاسيكيه لتعليق بصاحب هذه المؤسسه هو فعلا صاحبها!



كانت نظراته تكفى بجعلها ترتبك لأقصى الحدود

امجد.ايه فين لسان حضرتك اللى كان عمال يهزء فيا من شويه 

رونا. انا مقلتش حاجه غلط 

امجد. ايه دا انتى مش فارق بقى معاكى انك طولتى لسانك على صاحب الشركه اللى حضرتك بتشتغلى فيها؟

رونا .انا مطولتش لسانى وانت وقعت لى شغل بقالى تلت ايام بظبط فيه

لاحظ امجد إحدى الرسومات على معصمها فقام واقفا واقترب منها وهو ينظر ليديها، شعرت رونا بالارتباك ففرق الطول بينهم جعلها تشعر بصغر حجمها أمامه استنشقت هذا العطر المميز بالنسبه لها انتفض قلبها لا تعلم لما تشعر أنها تعرفه سابقا أو لربما رأته قبلا ثم انتبهت لنظراته ليدها لتنظر بدورها إلى مرمى عينيه الرماديه وتسالت 

رونا .هو فى حاجه !

تكلم امجد بغضب يحاول أن يخفيه

امجد .هو حضرتك فاكره نفسك جايه فين ايه الهباب اللى رسماه على ايديك دا

رونا.هباب ايه اللى حضرتك بتتكلم عنه

امجد . انتى فى  مؤسسه صاحبها كان قائد لوحده عسكريه يعنى من الاخر بحب الالتزام والاحتشام فحضرتك تيجى تشتغلى وانتى عملالى وشم على ايدك 

رونا .وشم ؟دا تاتوه وشم ايه اللي هعمله وبعدين حضرتك زى ماقلت كنت ...كنت فى وحده عسكريه وهنا بقى مش وحده عسكريه ولا انا عسكرى عندك وأحط تاتوه احط وشم زى ماانت بتقول فدى حاجه تخصنى انا أما  انت كل اللى يخصك أن شغلك اللى انا مسؤوله عنه يبقى تمام

لاحظت رونا إحدى الاورده فى رقبته تنتفض بوضوح، فمن الواضح أنها استفزته حقا

امجد. انتى قلتى أن دا مش وشم يعنى بيطلع صح

رونا.ايوه ....

لتجده قبل أن تكمل كلماتها امسك يدها بتسلط ويجلسها على كرسي امام مكتبه

امجد.متتحركيش من مكانك

وقبل أن تفكر حتى بالاعتراض على مسكته ليدها قد

احضر زجاجه مياه ومناديل من على مكتبه ومسك معصمها بمنتهى التملك 

رونا .انت بتعمل ايه سبب ايدى

حاولت تحرير يدها من بين أصابعه ليشد بأصابعه على يدها لتتالم لم تشعر بهذا المقدار من التوتر من قبل هل هو مجنون!

رونا .انت بتعمل ايه 

بلل إحدى المناديل وحاول مسح مااسمته تاتوه تملكها الغضب وارتفع صوتها

رونا. انت ايه اللى بتعمله دا سيب ايدى انت مش من حقك تعمل كدا

لينظر لها بطريقه جعلتها تعلم أنه لن يتراجع ولربما جعلتها تشعر بأنه حقا أوشك على أن يتسبب فى أذى لها

بدأت رونا بالانفعال الشديد 

رونا.انت فاكر نفسك مين سيب ايدى هو انت بتتحكم فى اللى بيشتغلوا عندك ...انت ايه سيب ايدى مسمحلكش 

وكأنها لم تتكلم لقد مسح المرسوم التاتوه كما اسميته

انها لا تصدق مايفعله هل هذا الشخص مجنون 

كادت أن تبكى وتسألت من هذا ليفعل معها هذا الموقف!

شدت يدها بمجرد انتهائه ولكنه فى حقيقه الامر هو من افلت يدها لقد كانت وجنتيها ملونين باللون الاحمر وعيونها الزرقاء مليئه بالدموع التى تأبى النزول أمامه.

ليجلس أمامها ويسند ظهره على كرسيه الوثير ويتكلم بمنتهى التملك والغرور

امجد.انتى هنا بتشتغلى عندى وانا حر مش عاجبنى الهباب اللى كنت عملاه فى ايدك وياريت تبقى تلبسي لبس أوسع انتى فى شركه محترمه وزى ماقلت لك انا بحب الانضباط 

لن تصمت رونا فهى ترى أمامها شخص مجنون متسلط كما كانوا يقولون عنه فتكلمت بغضب عارم وصوت مرتفع وتوتر مما فعله معها 

رونا. إذا كنت بتعامل كدا كل اللى بيشتغل عندك فانا مش هشتغل عندك ولو كان آخر شغل فى الدنيا 

حاولت الخروج بره المكتب ولكنه كان اسرع منها ليسند بظهره الباب وينظر لها بتحدى

امجد.رأى اهدى كدا وأدى فرصه لنفسك تفكرى قبل ما تتكلمى واتاكدى أن دخول موؤسسه زى موؤسستى دى اكيدا مش زى الخروج منها ....

رونا. مش فاهمه ايه دخول وخروج انا مش هشتغل عند واحد متسلط زيك وبيتصرف مع اللى شغالين عنده كأنهم عبيد

رفع كتفيه بلا مبالاه

امجد. وماله متشتغليش وانا بفكر ارفع شكوى تطاول وسب وقذف وفى رائد جيش سابق ايه رأيك مع حبه تلافيق محترمه .. .... 

نظرت له برعب هل يستطيع فعل هذا 

امجد. بس اكيدا مش هسمح أنهم ياخدوكى يحققوا معاكى وخصوصا انك شغاله عندى وفى شركتى ومش هتسيبيها ..... صح

لقد فهمت رونا تهديده هل من الممكن أن يتسبب فى سجنها اى حول وقوى لها أمام شخص مثله أنها سمعت عنه الكثير ولكن ما تراه الان فاق كل توقعاتها لترد بهدوء يسبقه بكاء

رونا .صح

يتحرك ليفتح لها الباب ويشاور بيده لأخرى 

امجد. اتفضلى

تخرج رونا من مكتبه وتبداء بالبكاء الشديد

اى مجنون هذا اى مجنون هذا الذى يسمح لنفسه بالتعامل مع موظفيه هكذا 

ولكنها هدأت لثوانى لتتذكر ذلك الهاجس الذى تملكها منذ أن اصطدمت به

أنها تستطيع تميز ملامحه فهى غالبا رأته قبلا، اين أو متى لا تعرف .

كما أنها تترجم نظراته لها وكأنه يعرفها جيدا !

وايضا ذلك العطر الذى استنشقته مألوف لديها

 
رواية لن تصمدى 

الجزء الثانى 

بقلم مارى نبيل

تخرج رونا من مكتبه وهى تبكى هل هذا الرجل مختل عقليا 


بأى حق يفعل ما فعله لتنظر إلى يدها حيث يوجد علامات مكان أصابعه 

تخرج من المبنى الإدارى وشكرت الظروف التى جعلت الجميع فى مكاتبهم ولم يراها أحد هكذا

دخلت إلى الدور الارضى حيث مكتبها حاولت جاهده أن تخفى ماحدث لها ولكن بمجرد رؤيتها لهاله انهارت وحكت لها كل شئ 

فى بادئ الأمر كانت هاله مصدومه ولكنها نصحتها وحاولت من تهدئتها

هاله .بصى يارونا بصراحه هو عمره مااتعامل كدا مع اى موظفه هنا دايما لما بيتعصب أو بيجازى بيكون لرجاله وغالبا هو دا السبب أنه مخلى معظم الشغالين هنا رجاله علشان يستحملوا أسلوبه بس حقيقى هو عمره حتى مارفع صوته عليا رغم انى غلط كذا مره يمكن عمل كدا لأنك تطاولتى عليه ...بصى انا رأى اهدى وشوفى شغلك من سكات وحاولى بقدر الإمكان الايام اللى موجود فيها فى الشركه تتجنبى انك تظهرى قدامه 

رونا .حاضر ربنا يستر

أنهت رونا عملها وعادت إلى منزلها وفى اليوم التالى نزلت مبكرا لتتفاضى زحمه المواصلات 

دخلت إلى الشركه فى حوالى الثامنه ونصف أنه وقت مبكر حيث أن عملهم يبدأ عند التاسعه صباحا

دخلت إلى مكتبها حيث جاءها اتصال هاتفى جلست وأخرجت هاتفها من الحقيبه لترد ببهجه 

رونا.كريم مش مصدقه انت بتتصل من مصر

كريم .وحشتنى ياصغيره

رونا .تبتسم لتقول وانت اكتر بجد 

أثناء ذلك ولسوء حظها كان امجد قد وصل إلى عمله مبكرا وجلس فى مكتبه وفتح كاميرات المراقبه الاماميه لبوابه الشركه وعند روئيته لها تعجب من قدومها مبكرا فقرر النزول لمعرفه ماذا تفعل مبكرا هكذا أو بمعنى أصح ليراها وجها لوجه ويحاول تخفيف مافعله أمس معها خصوصا انها من الواضح أنها اهتمت لتعليماته وارتدت ملابس أكثر احتراما

ليدخل على صوتها وهى تتحدث فى الهاتف ولأن المكاتب متفرقه وبينها مسافات فلم تلاحظ دخوله وجلوسه على مكتب هاله حيث أنها كانت تتحدث فى الهاتف ليستمع الاتى

رونا.وانت اكتر بجد

كريم.......

رونا. بجد انت هتيجى انهارده احلى خبر سمعته انا هحاول اخد إذن ساعتين واجى لك نعد سوا

كريم.......


ضحكت بمرح

رونا . ماشي ياكريم هتاكلو من غيرى ، بس احلى مفاجئه انك ترجع بادرى كدا يارب بس تستنى معانا شويه انت واحشنى اصلا اوى 

كريم..... 

رونا .طيب يالا هقفل معاك علشان انا فى الشغل وزى ماتفقنا هحاول اخد إذن ساعتين واجى بادرى يلا باى باى

تغلق الهاتف وعلى وجهها ابتسامه لينظر لها امجد من مكتب هاله ويتكلم بطريقه استفزازية

امجد.بيتهى لى لو اخدت كل الورق اللى على مكتب هاله وطلعت دلوقت انتى ولا هتحسي

لتقم رونا منتفضه من مكتبها .....وتتسال بداخلها متى أتى وهل سمع مكالمتها بأى حق يستمع إلى حوارها فى الهاتف

رونا......حضرتك موجود من بادرى

امجد.. ايه الاسلوب المنمق دا ! حضرتك..

اللى يشوفك امبارح وانتى بتهزئى حضرتى ميشوفش وشك اللى جايب الوان الطيف وبيقولى حضرتك ....

ليقف ويتحرك من مكتب هاله ليقف أمام مكتبها ويقول

امجد.اه انا موجود من بادرى............. 

عمتا انا جاى اشكرك على احترامك لكلامى ولبسك انهارده يعنى واسع ومحتشم

وابتسم ابتسامه مستفزه كما اسمتها فى عقلها 

وخرج امجد من مكتبها ليمر اليوم بهدوء حتى الساعه الثانية عشر ظهرا حيث قالت لهاله أنها ستاخذ إذن ساعتين وكتبت الطلب وأعطته لمكتب الشئون ولكنها تفاجئت برفض الاذن وعند اتصالها بمكتب الشئون قالوا لها أن امجد رفض أذن الخروج.

شعرت بمحاولة استفزازه لها وهمت بالصعود له لكن هاله اوقفتها 

هاله.راى متطلعيش لانه مش هيرجع فى قراره

لتتركها رونا وتدخل المبنى الإدارى وتتوجهه ناحية مكتبه وتطرق الباب دون إذن من مساعد مكتبه واقتحمت المكتب دون سماحه لها بالدخول 

امجد. كنت متوقع انك تيجى بس مش بالطريقه دى الصراحه 

رونا.هو انت ليه ممضتش الاذن بتاعى مع العلم أنك مضيت لاكتر من عشر افراد غيرى اشمعنا انا

امجد.بصراحه .... مش شايف داعى لانى اديكى إذن ساعتين

رونا. ازاى يعنى واشمعنا الناس الباقيه اللى مضيت ليهم إذن الخروج 

تكلم بتساؤل

امجد.قولى لى انتى عندك حاجه مهمه تخليكى تسيبى شغلك بادرى ساعتين وتمشي ؟

رونا .ايوه عندى حاجه مهمه

تكلم بطريقه أقل ما يقال عنها مستفزه

امجد. طيب ايه هى بقى الحاجه المهمه دى

رونا. بتسأل ليه هو انت بتسأل اى حد بياخد منك إذن أو اجازه

امجد.بصراحه لا....( وغمز لها بعينه بطريقه استفزتها )

امجد. انتى مش اى حد 

رونا .وانا مش هقولك انا عايزه الاذن ليه وياريت تمضيهولى زى زى باقى الناس

امجد.لا مش همضيهولك وياريت تنزلى على شغلك انا مش فاضى للعب العيال بتاعك دا

شعرت رونا بالاحراج ونزلت من مكتبه وهى تلعنه بداخلها

دخلت إلى مكتبها ومر باقى اليوم بملل شديد فلقد كانت تريد رؤيه ابن عمتها وتجلس معه حتى ولو كان سيظل معهم ليومين ولكنها وعدته 

عند خروجها من العمل أوقفها الأمن الخارجى للبوابه الرئيسيه وقال لها 

فرد الأمن.مش مسموح لحضرتك بالخروج 

رونا .نعم مش فاهمه 

فرد الأمن. الرائد امجد أمر بكدا. ....وقالى أبلغ حضرتك تطلعى له مكتبه

انفعلت بشده واتجهت لمكتبه لتقتحمه بطريقه أقل ما يقال عنها وقحه ولكن امام استفزازه لها فهذا حقها

رونا.ممكن افهم ايه اللى بيحصل دا هو ايه اللى ممنوع أخرج على فكره احنا مش عبيد ولا عساكر عندك 

كانت تتحدث بصوت عالى وانفعال شديد 

ليترك الورق فى يده وينظر لها نظره جعلتها تتأكد أنها فى مأزق حاولت جاهده الاتظهر خوفها 

ترك مكتبه واتجهه إليها بهدوء ليقف على بعض قليل منها ويده فى جيبه ونظر لها بجمود مخيف وتكلم بثبات

امجد.طالما انتم مش عبيد ولا عساكر ايه اللى منعك من الخروج من البوابه

رونا .فرد الأمن بيقولى ممنوع أخرج وانك عطيه تعليمات بكدا

امجد.فعلا وهينفذ تعليماتى بعدم خروجك على فكره ان شاء لمده شهر لو حبيت اعمل كدا

رونا.شهر ايه

امجد.يعنى لو قلت له يمنعك من الخروج لمده شهر هيمنعك

رونا.ايه اللى انت بتقوله دا فى حاجه اسمها قانون عمل انت فاكر نفسك فين

امجد .القانون دا مش عندى انا 

شعرت أنها تقف أمام مختل 

رونا. انت عايز ايه

امجد. اعرف انت رايحه تقابلى مين انهارده 

رونا. مش مصدقاك بجد على الرغم من أنه ميخصكش لكن أنا هقفل المهزله دى...دا ابن عمتى ومتربيه معاه وجاى انهارده من الامارات اجازه عمل خمس ايام بس 

امجد.... اممممم(فكر للحظات) طيب تقدرى تروحى 

ليضغط امجد على زر على مكتبه ويقول....خلى انسه رونا تخرج انا لغيت ساعتين العمل الاضافى ليها

حقا لا تفهم اى ساعتين عمل يتكلم عنهم لتنظر له باستفهام

كانت عيون امجد مراقبه لانفعالها ليكمل كلماته الساخره

امجد.يعنى همنعك ليه عن الخروج الا إذا كان فى عمل متاخر وفى طلب من مديرك لاضافه ساعتين عمل مقابل أجر .... انا بفهم فى القانون على الفكره...وغمز لها مع ابتسامه سخريه

تترك رونا المكتب دون ان تتفوه بكلمه وتسال هل هذا الرائد أو كما يسمونه مجنون بأى حق يتعامل بهذا التسلط معها وتغادر مكان العمل 

ولكنها قررت أن تريه حصاد تسلطته معها

تعود إلى منزلها وتقابل ابن عمتها تقفز لتحتضنه 

كريم.وحشانى اوى ياصغيره

ضحكت على طريقته 

رونا. مش هتبطل تقولى ياصغيره انا بقى عندى واحد وعشرين سنه

تكلم كريم بمشاكسه

كريم.لا طبعا انتى صغيره لسه ،وبعدين اتاخرتى ليه

دخلت معه لحجرتها وجلست لتحكى له كل شئ وكل ماحدث معها 

ألقى كريم اللوم عليها لا تعلم سبب لما لم تشعر بتضامنه معها كالعاده رغم أنها تثق كل الثقه ان المدعو امجد متسلط ومغرور ومن المؤكد أنها ستستقيل قريبا

قضت وقت لطيف معه للغايه وقررت انها لن تذهب للعمل فى اليوم التالى

تأتى لها مكالمه هاتفيه فى صباح اليوم التالى 

رونا .الو 

مريم.ايه دا انتى نائمه مش هتروحى شغلك

رونا.لا انا اجازه

مريم.ياسلام ازاى اخدتى اجازه من مديرك مش دا اللى كان بيقرفك امبارح علشان إذن ساعتين 

رونا.لا انا هاخدهم اجازه عرضه

مريم.مش عارفه بس مش متفائله اللى بتحكيه عنه يخلينى اقلق 

رونا .طظ فيه هو رفض إذن ساعتين ليا وانا هاخد يومين اجازه وأعلى مافى خيله يركبه انا مش هخاف منه 

مريم.افتكرى انى حظرتك

اتصلت  رونا بصديقتها أثناء عودتها فى اليوم السابق من العمل لأقصى لها معاناتها.

يمر اليومين وفى اخر اليوم الثانى تجد اتصال من هاله

رونا.هاله ازيك

هاله.رونا حبيبتى انتى مش بتيجى لى مستر امجد نزل وسأل عليكى وبصراحه مش عايزه اخوفك بس من الواضح أن عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشه من اجازتك انتى ليه مبلغتيش 

رونا .معلش حصل ظروف غصب عنى غير انى كمان تعبانه 

هاله. طيب انتى جايه بكره

رونا. إنشاء الله

هاله. طيب ربنا يسترها

فى صباح اليوم التالى وبمجرد دخوله لمكتبها وجدت هاله فى حاله من الذعر

هاله.رونا سيبى شنطتك واطلعى لرائد امجد 

رونا .فى ايه 

هاله .اسمعى الكلام دا جاى اول واحد انهارده وبيتكلم بكل ثقه كأنه عارف انك جايه انهارده وقالى اول ماتيجى تطلعى له


رونا.حاضر 

تركت رونا حقيبه يدها على مكتبها وصعدت إليه 

لتنظر الى مساعده الذى يبدوا عليه الهلع من الواضح وجود حاله عامه من الزعر وسمعت صوت أحدهم بالداخل 

مساعد مكتبه يتوجه إليها ويقول لها ان تنتظر سماحها بالدخول ...لم يمر ثوانى حتى رفع مساعده هاتفه وسمح لها بالدخول 

تدخل لتسمع إلى ذلك الحوار الحاد الذى لم يتسنى لها الفرصه وهى فى خارج المكتب لسماع تفاصيله

امجد ينظر لها وهو واقف وأمامه إحدى الرجال ومن الواضح أنه يعمل لديه ولكن ليس فى تلك المؤسسه 

ويشاور لها بالجلوس على إحدى الارائك البعيده عن مكتبه

امجد يوجهه كلامه لهذا الشاب 

امجد.انت عارف انى استحمل اى حاجه لكن انك تضر شغلى وتبعت توريده فاسده للفندق لولا أننا انتباهنا كان زمان نصف الفندق داخل فى حاله تسمم 

الشاب.انا معرفش حاجه عن الوارد دا

ليصفع امجد ذلك الشاب على وجهه أمام رونا فيمتلى فمه بالدماء ولم يكتف ليمسكه من ملابسه ويكمل

امجد. عارف لولا انى عارف انك بتصرف على يتامى انا كنت قطعت عيشك  وسجنتك كمان مش كفايه عملتك لا وكمان كدااااب ابقى راجع تاريخ صلاحيه اى حاجه بتستلمها فااااهم

الشاب يمسح فمه الغارق دماء جراء تلك الصفعه التى هوت على وجهه

لا تعلم كيف له أن يضربه بهذا الشكل ولما هذا الشاب يحتمل أن يتطاول عليه !

لا تعلم لما شعرت أنها على وشك أن تكون التاليه أصبحت مقلتيها غارقتان دموع أثر الهلع الذى فى نفسها مما رأت بأى حق يضربه هكذا فمن الممكن أن يجازيه او يفصله عن العمل

يامر امجد هذا الشاب بالانصراف

وعند خروجه يذهب وراءه ويغلق الباب من الداخل بمفتاح أخرجه من جيبه ويلف بهدوء مرعب لتلك الجالسه على إحدى الارائك الموجود باستراحه المكتب  كانت تحاول أن لا تسقط دموعها أمامه ولكنها حقا تشعر بالتوتر لا انها تشعر بالرعب فبقدر إقناعها بأنه ليس له الحق فيما يفعله فى العاملين معه بقدر تأكدها انها ستعاقب الان

ليقترب منها ويجلس قبالتها ويقول

امجد.يارب تكون أجازه سعيده

رونا تذكرت أنه قال الشاب أنه لايجب الكذب ولكن لا

مفر

رونا.انا كنت تعبانه علشان كدا مقدرتش اجى 

ويشاور لها لتكمل حديثها كأنه و

على ثقه بانها تهزى

رونا.لو مش مصدقنى معايا اجازه مرضى

امجد.امممممم ودى بقى دكتور الإمارات اللى هو ابن عمتك ضربهالك عادى كدا ؟

رونا.... انت عرفت منين أنه دكتور

امجد. انا عارف كتير اوى عنك

ينظر لها وهى تشعر أنه قارئ

لكل افكارها

رونا.ممكن اعرف حضرتك عايزنى ليه

حقا تشعر بالرعب بداخلها  فمن الواضح أن ليس من السهل التعدى على قوانينه

امجد يخرج من جيبه هاتفه 

امجد.عايزك تسمعى مكالمه صغيره كدا على مااروح اغسل ايدى واجى واطمنى انا سمعتها لوحدى كتير علشان أدى لنفسي المبرر ومحسش بالذنب على اللى هعمله معاكى

كانت شعرت بالهلع والتوتر حقا من كلماته عندما

فتح إحدى التسجيلات الصوتيه لتسمع صوت رنه هاتف وتسمع الاتى

رونا .الو 

مريم.ايه دا انتى نائمه مش هتروحى شغلك

رونا.لا انا اجازه

مريم.ياسلام ازاى مديرك سمح لك باجازه مش دا اللى كان بيقرفك امبارح علشان إذن ساعتين 

رونا.لا هاخدهم اجازه عارضه

مريم.مش عارفه بس مش متفائله اللى بتحكيه عنه يخلينى اقلق 

رونا .طظ فيه هو رفض إذن ساعتين ليا وانا هاخد يومين اجازه وأعلى مافى خيله يركبه انا مش هخاف منه

شعرت رونا بحلقها يجف من الرعب اى موقف هى فيه الآن لم تستطع الكلام إلى أن عاد بجانبها وقال بصوت يشبه فحيح الأفاعي وهو مقارب لها 

امجد.انتى مش متخيله اللى ممكن اعمله فيكى علشان تقولى أعلى مافى خيلى اركبه

أدمعت عيونها من موقفها حقا بدأت تخاف منه وخصوصا عندما رأته يضرب ذلك الشاب وانتبهت لاول مره لتلك العضلات التى يبرز عنها قميصه اى حظ اوقعها تحت يده

رونا لا تعلم من أين خرجت كلماتها .انت بتسجل لى 

امجد .كل تليفوناتك  وانتى نفسك مراقبك ومن زمان كمان

بس سيبك من الحوار دا دلوقتى وردى على سوالى انتى متخيله انا ممكن اعمل فيكى ايه

                   الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>