رواية صراع_الاحفاد
بقلم هاجر محمد 🌸 حبيبة 🌸
الفصل 🌸 الخامس 🌸
وقف بعيد عن أفراد العائلة المنتظرين خارج غرفة العمليات وسط قوقعة التفكيره الذي
يطارده هل سيستطيع التعايش مع هذا الذنب هل ستستطيع النظر في عينيها ماذا فعلت
بحق الحب الذي قدمته لك ماذا قدمت لها لقد حُرمت بسببك من أبسط أشيائها وأهم
أحلامها وهي الأمومة. ظل يلتمس العذر لنفسه ويبرر فعلته الشنعاء علي أنه معذور فهو يخشي أن تدور الدائرة حول نفسها ثانية
ربت الجد علي كتفه ليخرجه من هذه القوقعه قائلا بمواساه :- ما تجلجش ياولدي إن شاء الله خير
رد فهر بوجه باهت وصوت متحشرج :- ان شاء الله ياجدي
_خرجت الطبيبة بعد فتره من غرفة العمليات ليتف الجميع حولها بقلق عدا فهر الذي ظل يراقب كلامها من بعيد وهي تقول بأسف :- المدام بخير بس بس
هتف الحاج جابر بقلة صبر :- بس إيه يابتي خلصينا
تابعت الدكتوره بحزن :- بس للأسف الجنين نزل
هتف أغلبهم في صوت واحد بدهشه :- جنين!!!
انسحبت رنا من بينهم ووقفت أمام فهر الذي أغمض عينيه ما إن رأها تتجه نحوه وأولاها ظهره لكنها هتفت باسمه :- استني يافهر
تراجع فهر إليها ثانية :- عايزه إيه يارنا
نظرت إليه رنا بلوم قائلة بدموع :- إنت السبب يافهر في اللي حصلها إنت إزاي قدرت إنك تعمل كده معاها إزاي بعد كل الحب اللي هي قدمته لك تعمل معاها كده إزااي
اصفر وجهه وجف حلقه خوفا من أن تكون قد علمت شيئا ورد عليها بصوت متلبك :- أنا السبب إزاي!! إيه الكلام المجنون اللي بتقوليه ده
هزت رنا رأسها يمينا ويسارا رفضا لكلامه قائله :- كلامي مش مجنون إنت ما شوفتش المسكينه دي كانت عامله إزاي بسبب معاملتك ليها من ساعة ما عرفت إنها حامل كسرت فرحتها وكسرت بخاطرها وأكيد اللي حصلها ده نتيجة الزعل
تنفس فهر براحه ومسح علي وجهه وشعره ثم قال هربا من نظرات الاتهام التي تصوبها رنا نحوه :- أنا هروح أطمن عليها.
قبل اقترابه من غرفة العمليات خرج بها عدة أطباء من الداخل وهي محمله علي سرير متحرك وغائبة عن الوعي بفعل المخدر وتم نقلها إلي غرفة خاصه وأخبرهم الطبيب أنها ستعود إلي وعيها بعد فترة قصيرة.
ظل الجميع يواسي فيه بكلمات جعلته يقترب من الاختناق وكأنهم يعزونه في شيئ غالي لا يدركون أنه القاتل ترددت هذه الكلمه في أذنه، قاتل قاتل قاتل
هز رأسه بنفي وهو يحدثها وكأنها شخص يتجادل معه :- لست قاتل فمر الايام التي رأيتها تجعلني أفعل أكثر من هذا تجعلني أكره أن أري لي أطفالا في هذه الحياه
_لكنها حسناء يافهر هي ليست فريدة ليست فريده كيف تقارن بين ملاك وشيطان كيف
_كانت فريده أيضا تنسج خيوط الطيبة علي أبي حتي أغرم بها ثم ألقت به في جحيم عشقها الذي دمر حياتنا لم أكن مخطأ أنا أعشق حسناء لكني لن أغامر مثل أبي لن أغامر وآتي بأطفال يعيشون مثلي سأعوضها بكل شيئ لكن أطفال لا لا لا لا.
شعر بحركت رأسها وهمهماتها المتئوهه وهي تهلوس ببعض الكلمات الغير مفهومه من تأثير المخدر ثم أخذت تعود إلي وعيها رويدا رويدا حتي اتضحت الرؤيا أمامها ونظرت في أرجاء الغرفه لتجد الجميع حولها مكتوفي الأيدي والصمت سيد الموقف حركت عينيها بينهم وتغلغل الرعب إلي داخلها حتي استقرت عينيها علي فهر الذي أخفض رأسه كي لا يري الاتهام في عينيها رفعت جسدها بتعب فاقتربت منها رنا سريعا لمساعدتها حتي اعتدلن فذهبت بعينها مباشرةً إلي فهر ثم أمسكت بوجهه ونظرت إليه وهي تسأله بتوجس
_ف ف فهر أ أ أنا م م م مخسرتش ابننا ص ص صح
ابتلع فهر لعابه الذي جف وأبت الكلمات أن تخرج من فمه وطال صمته حتي اقترب منها الحاج جابر النعمان ومسح علي رأسها برفق :- ده جدر يابتي وتعويض ربك هيكون كبير لساتك صغيره وتجدري تخلفي بدل العيل عشره بس ده مالكيش نصيب فيه وربك مش رايد بيه
احمر وجهها بقوه وشعرت أن رأسها تميد بها. إنسحب الجد من الغرف وأشار إلي الجميع براسه بأن يخرجوا.
هاجر محمد. حبيبة
طال الصمت ولم تصدر حسناء أي ردت فعل مما أثار الخوف داخل فهر فنظر إليها وأخيراً فك أسر الكلمات من حلقه فأمسك بيدها ثم جلس أمامها وأردف قائلا :- حسناء أنا ما فيش حاجه في الدنيا دي تهمني غيرك ومش عايز غيرك ولا يهمني أطفال ولا غيره كل اللي يهمني إنتي
نظرت إلي حسناء ثم قالت بهدوء يسبق عاصفة إنيهيارها :- عارفه أنا عارفه إنك مش عايز أطفال بس أنا أنا كنت عايزاه كنت عايزاه يافهر.. أخذت تصرخ مره واحده وهي تتمسك بملابسه وتكررها بانهيار :- كنت عايزاه يافهر كنت عايزاه ليييه لييييه ربنا أخده مني لييييه
ضمها فهر وكلمتها تشعره بالوخز وكأن سيفا يخترق جسده ويتحرك داخل قلبه ليزيد من ألمه وعاد ضميره يحدثه بتأنيب قاتل :- كيف لك أن تفعل هذا بها كيف تصبح قاتلا ورصاصتك تصيب من تسكن قلبك كيف كنت بهذا الجبروت.
.................................................................................
في القاهره :-
وضعت يدها علي فمها بخوف بعدما اصطدمت سيارتها بشخص ما يعبر الطريق وقد ظهر أمامها من العدم، خرجت بسرعه من السيارة وهي تنظر إليه طريح الأرض يمسك قدمه بألم ورأسه تنزف بشده
انحنت أمامه بخوف وذعر قائلة :- أسفه بجد والله أنا ما أخدتش باللي منك بس انت ظهرت قدامي فجأه وما شوفتكش خالص
تحدث بألم وهو يضع يده علي رأسه يتحسس الدماء :- أنا اللي غلطان كنت مستعجل
أمسكت بذراعه تحسه علي النهوض :- قوم معايا نروح المستشفى
نهض معاها مستندا علي السيارة :- بلاش مستشفي علشان ما تدخليش في س و ج ومحضر وشغلانه وهي بس محتاجه شاش وقطن وخلاص
_طب أنا بيتي قريب من هنا تعالي معايا
_ما فيش داعي تتعبي نفسك ان
قاطعته وهي تفتح باب السيارة :- ما فيش تعب أنا اللي غلطانه اتفضل
جلس في السياره وهو يتابعها لترتسم ابتسامته السامه فقد وقعت في فخه الذي خطط له منذ أن علم أهميتها لفهر وأنها ستكون سيفاً حادا يقسمه به إلي نصفين......
...................................................................
في دوار النعمان
جلس الحريم في المندره السفليه في صمت حتي قاطعته زوجة جابر وهي تقول بجفاء :- إيه اللي حصل علشان اللي هي عملاه ده كله ما كل يوم ستات في البلد بتحبل وتسجط ولا هي عايزه أي حجه علشان تخلينا كلنا نجري وراها بت الخولي ولا إيه
جارتها زوجة إبنها البيضه جليله أم ليث وهي تقول بحقد أيضاً :- مش لازم تكايد فينا بت الخدامه وتخلينا احنا خدم تحت رجليها دلع بنات ماسخ وحفيدك هو السبب في الدلع ده
قاطعتهم رهف التي طفح كيلها من كلماتهم المجرده من الانسانيه وصاحت بهم غاضبه :- إيه الكلام اللي بتقولوه ده لو لا قدر الله ده حصل مع حنان أو مع أي بنت من بناتكم هتقولوا الكلام ده اتقوا الله في كلامكم
نظرت إليها أم فهد (حماتها) ولكزتها بتحذير وخوف عليها :- إجفلي خاشمك يارهف ما لناش صالح بحديتهم
هاجر محمد. حبيبة
اعتدلت هناء التي كانت تجلس علي الأريكة ونظرت إلي رهف تريد إشعال النيران عليها :- جري إيه ياست رهف ما عجبكيش كلام ستات الدار ولا إيه
ردت رهف بسخريه وهي تقلد طريقتها :- لاه ما عجبنيش حديت ستات الدار ياست هناء
تحدثت زوجة الحاج جابر بلهجه حاده حتي تخيف بها رهف وقالت :- ما تدخليش في الحديت اللي ما يخصكيش مره تانيه. المره الجايه هتلاجي مداسي نازل فوج راسك بيعلمك الربايه اللي ما شوفتها في بيت أهلك
نهضت ام فهد بخوف :- جومي يارهف يابتي جوزك باينه بينادي عليكي
نهضت رهف احتراما لحماتها التي تعتبرها بمثابة أم لها لكن ما ان وقفت حتي ضحكت هناء ضحكه خليعه بمكايدة لها مما أثار غضب رهف والتفت إليها والي الجده بحنق :- إنتي هتربيني بشبشبك ياحاجه كان أولي تربي بنات البيت اللي عايشين معاكي لأن واضح إن هم اللي ما شافوش تربية
ثم نظرت إلي هناء التي تفهم مغزي كلامها وقالت بقصد :- لما أروح أشوف فهد ما بيتحملش بعدي عنه خالص
ورحلت تاركه الثلاثه رؤوسهم وكأن عليها الطير والغضب والغيره تملأ قلوبهم ووجوههم.
*****.
في أثناء خروج رهف أوقفتها حماتها علي أول درجات السلم وهمست لها بصوت خافت خشية من أن يستمع لها أحد :- رهف يابتي إنتي خابره زين إني بحبك زي حنان بتي وغلاوتك عندي زيها وأكتر
ابتسمت رهف وهي تمسك بيدها وتقبلها بحب :- عارفه ياماما وأنا والله ربنا الاعلم بحبك جدا...... وعارفه إنتي عايزه تقولي إيه بس أنا ما قدرتش أمسك لساني حطيت نفسي مكان حسناء يبقي فوق الوجع والصدمه اللي هي فيها بدل ما نقف جانبها نبقي حمل عليها
_يابتي ده تار بايت بناتهم من زمان و جواز فهر حسناء اتجتل فيه زينة الدار الرجال نسيت بس الحريم ما نسيتش ولا صفيت علشان اجده عاوزاكي تخرحي عن دايرة الكره دي اجده ولا اجده حسناء هتعاود مع جوزها علي مصر وخلاص
صدمت رهف من كلام حماتها وهمت أن تناقشها إلا أنها شعرت بفهد يحوط كتفها بيده :- يلا نجهز علشان لازم أرجع مصر لأنهم محتاجني في الجامعه ضروري
رهف بتساؤل :- خير ان شاء الله في حاجه ولا إيه؟
فهد بنفي :- لا فيش بس شوية أوراق لازم أستلمهم أنا بنفسي من رئيس الجامعه
رهف :- طب مش نطمن الأول علي حسناء
فهد :- فهر هيرجع بيها علي مصر من المستشفي علي طول مش هيرجع الدوار تاني
أم فهد بتأيد :- خير ما عمل ياولدي خدني اطمن عليها جبل ما تمشي
أومأ فهد برأسها قائلا :- ماشي ياست الكل وإنتي يارهف اجهزي علشان أول ما أرجع نمشي علي طول
***********
لفت شريطة الشاش الطبي حول رأسه بإحكام بعدما طهرته ثم وضعت فوقه لاصق طبي وجلست أمامه :- كده تمام بس لازم تشوف دكتور يطمنك عليه برده لربما يحتاج خياطه أو حاجه
ابتسم بامتنان ثم قال :- اشوف دكتور بعد كل اللي عملتيه ده تعبتك معايا ياأنسه
هاجر محمد. حبيبة
ردت بابتسامه بسيطه :- ولا تعب ولا حاجه واسمي أريج
مد يده إليها ليصافحها وهو يعرف عن نفسه :- وأنا عز اتشرفت بمعرفتك ياأنسه أريج
سحبت اريج يدها منه بخجل وهي تري نظراته الغريبه لها مما أثار توترها :- ف ف في حد ممكن يجي ياخدك و ولا أوصل حضرتك أنا
ابتسم قائلا :- ده إنتي كده بتكرشيني بس بالزوق ولا إيه
اخذت تفرك يدها بحرج :- لأ مش بكرش حضرتك ولا حاجه بس زي ما انت شايف أنا ما فيش حد موجود معايا في البيت و يعني
قاطعها بتفهم :- تمام فهمت أنا كلمت حد اصلا وزمانه علي وصول علشان ياخدني يادوب أنزل
أريج :- طب هنزل معاك اوصلك
منعها برفض :- لا لا مش مستاهله انا هعرف انزل لوحدي فرصه سعيده
أريج بخجل :- م م ممكن رقم موبايلك علشان يعني اطمن عليك
أعطاها رقم هاتفه ثم رحل وهو يشعر بلذة رائحة الانتصار في ثاني الخطوات التي يخطوها لتدمير فهر النعمان وعائلة النعمان بأكملها
*********** ***********
مع حلول مساء اليوم وصل فهر بحسناء إلي القصر ثم صعد بها وهو يحملها بين ذراعيه إلي غرفتهم وهي علي حالتها منذ أن علمت بفقدان طفلها صرخت بفهر بعدها ثم التزمت الصمت فقط دموعها تدفق كنهر
جاري لايجف . لم يستطع فهر بكل محاولاته أن يغير من حالتها ظل بجوارها حتي غفت وذهب في ثبات نوم عميق ثم تركها وخرج وهو يشعر أن
بداخله ثقل لا يقوي علي حمله ويريد أن يفرغ ما بداخله لأي شخص حتي يرتاح ولو قليلاً.
*********** ***********
دق هاتفه فابستم وهو يشعر بالانتصار فقد كان ينتظر هذه المكالمه منذ أن خرج من عندها ولما طال انتظارها توغل القلق إلي داخله ظنا أنها نسيته ولن تحدثه. تركها تدق علي الهاتف وظل ينظر إليها بنظرات سعيده وقد عزم أن يتركها تطلبه مره واثنين وأن أكثرت فلا مانع من الصبر علي الطعام حتي ينضج وهو سيجعلها تنضج علي أقل من راحتها ثم سيجعلها تحترق وهو يشاهدها عن قرب هي وأخيها.
أما هي فكانت تشعر بالتوتر والحيره بين قلقها وشغفها للاطمئنان عليه وبين خجلها وأخيرا حسمت أمرها وأمسكت هاتفها بيد مرتجفه وضغطت
علي الرقم الخاص به وانتهت المكالمه ولم يرد فشعرت بالقلق يتغلغل إلي قلبها مما جعلها تطلبه مره ثانية وثالثه حتي رد عليها في النهايه بنبره متعبه أتقن تمثيلها
_ألو
أردفت بلهفه واضحه :- قلقتني عليك بقالي كتير بتصل بيك
رد ببرود ولا زال يتحدث بصوت متعب :- مين بيتكلم؟
أريج :- أنا أريج اللي خبطتك الصبح مش فاكرني؟!
رد وكأنه تذكرها :- أاااه اريج سوري ما ركزتش رجلي كانت تعباني شوية
أريج بقلق :- طمني عليك عامل ايه دلوقتي
عز :- الحمد لله بقيت كويس بعد ما سمعت صوتك
أبتسمت بخجل وقبل أن يدور حديث آخر سمعت صوت إغلاق الباب وتبعه صوت فهر الذي تفاجأ بوجودها :- أريج إنتي هنا
ألقت الهاتف جوارها بتوتر دون أن تغلقه وهي تشاهده يجلس بجوارها الاريكة ويطلق العنان لخروج زفير قوي.
نظرت إليه أريج بتوتر وأردفت بتلعثم :- ف ف فهر. إنت رجعت... ح حسناء عامله إيه
أغمض فهر عينيه بألم ثم قال :- حسناء.. حسناء في عالم تاني لا بتتكلم ولا بتاكل ولا بتشرب ولا حتي بتعيط
أريج بحزن :- اللي حصلها مش شوية وصعب علي أي أم إحساس إنها تفقد إبنها
ربتت علي كتفه بمواساه :- وأكيد مش سهل عليك إنت كمان ياحبيبي بس لازم تتماسك علشان خاطرها حسناء مالهاش حد في الدنيا غيرك
لم يستطع فهر التماسك وشعر بالدموع تتجمع في عيونه فنهض وهو يمسح علي شعره ثم أخفي وجهه بين كفيه وتبعته أريج لتواسيه
لكنها توقفت بصدمه فور سماعها صوته وهو يقول :- أنا اللي قتلته.. أنا اللي قتلته ياأريج أنا قتلت إبني
فتحت عينها علي مصرعيهم بصدمه قائلة بعدم تصديق :- إنت بتقول ايه؟ جذبته من ملابسه بقوه وأردفت بصوت مرتفع وحاد :- فهررر فهمني إيه الكلام اللي بتقوله ده
خانته دموعه وخضعت دموعه لرغبتها وخرجت من مقلتيه تحرق وجنتيه وكأنها تحاسبه هي الأخري علي فعلته ثم أردف بنحيب :- أنا اللي أجهض حسناء بإيدي أنا اللي طلبت من الدكتوره تشوفلي أي طريقه أسقطها بيها
صمت مجددا لتهزه ثانية وقد سقط قلبها في قدمها ولم تستطع الصبر علي كلامه
المتقطع والغير مفهوم فهتفت بحده :- أنا مش فاهمه حاجه سقطتها إزاي
مسح فهر أنفه بجانب سبابته ثم تابع :- أنا اللي حطيت لها حبوب الإجهاض في العصير
وما كنتش متوقع ان هحس جوايا بالاحساس البشع ده احساس
إني قاتل إحساس إني خاين لها ولثقتها فيا أنا مش عارف عملت كده إزاي
لم تتمالك نفسها وتحررت دموعها هي أيضاً غير مستوعبه لكلامه كيف بعد كل
هذا الحب يكون الخنجر الذي طعنها. أردفت بتأنيب :- طب
ليه ليه عملت فيها ثم صاحت به بقوه :- لييييه يافهر ليه
هتف بعصبية وهو ينظر إليها :- علشان خايف. خايف يعيش نفس اللي عيشته خايف
أجيب عيال علشان يدمروا في الدنيا دي ويفضولوا طول عمرهم
بيتعايروا بأمهم زي ما انا كنت بشوفها في عيون القريب
قبل الغريب حتي لو ما قالوهاش كنت بشوف كسره في عين عمر ورنا كرهتني في جنس حوا كله
حركت أريج رأسها يمينا ويسارا بعدم اقتناع لكلامه وتابعت ببكاء :- عذر أقبح من ذنب
حسناء مش فريدة حسناء سلمتك قلبها وأمنتك علي حياتها
حسناء إنت العالم بالنسبه لها إنت درع الحمايه اللي بتستخبي
فيه من الدنيا إزاي جالك قلب تفكر فيها كده أنا نفسي
مش هقدر أسامحك علي اللي عملته فيها فما بالك هي هتعمل
إيه لو عرفت؟! إنت خسرت حسناء للأبد نظرت إليه بتحسر
قبل أن تأخذ حقيبتها وهاتفها وتهم بالرحيل :- إنت اللي طلعت
النسخه التانيه من فريده مش حسناء وللأسف أنا كنت مخدوعه فيك يافهر كنت مخدوعه فيك أوي.
*********** ***********.
علي جهة اخري ابتسم بخبث بعد أن تابع كل ما حدث بين فهر وأريج ليرخي جسده ويمده
علي الأريكة فقد ساعدة القدر ووضع أمامه طريقا سالكا
ليعبر من خلاله جسر فهر النعمان ثم يهدمه فوق رأسه بعد أن يعيد حسناء إلي قاسم التي
قدمها له القدر علي إناء من ذهب.
