رواية الحب الاول
الفصل الثالث عشر والرابع عشر
بقلم ماري نبيل
ال13
مر اليوم على كل من فيولا ورامى فى عمل شاق من سحب عينات وتحليلها وعند انتهاء العمل وقبل دخول فيولا خيمتها توجه رامى لها
رامى.انا مبسوط جدا بالشغل معاكى
فيولا.انى اسعد ولقد تعلمت منك الكثير ... فانت طبيب امين وتحب عملك
رامى .. تحبى نتمشى شويه
فيولا.بالتاكيد ذهب كلاهما معا فى اتجاه البحر وجلست فيولا ببساطه ونظرت له مبتسمه
لقد كان وجهها ملائكى لأقصى الحدود
جلس بجانبها رامى ....نظرت هى للبحر وهو الآخر فعل مثلها مر حوالى ساعه من الهدوء والصمت
كأن كلاهما يكلمان البحر أو يلقوا بهمومهم به
بدأت فيولا الحديث
فيولا.لما أشعر دائما انك حزين وكانك فقدت شئ
رامى.فعلا انا كان فى حاجه ضايعه منى بس بيتهى لى انى لقيتها تانى
فيولا.حسنا فهذا جيد سأحضر لنا مشروب واعود
رامى.تمام ذهبت لتحضر لهم مشروب دافئ من خيمه الامداد
نظر رامى أمامه مره اخرى فى اتجاه البحر وخلع السلسله التى على رقبته وامسكها فى يده وظل ينظر لهذا القلب المكسور المعلق بها
عادت له لتجلس مره اخرى بجانبه بعد أن أعطته المشروب
فيولا.من الواضح أن لهذه السلسله قصه كبيره معك
كاد ان يتكلم معها ولكنه شعر بتردد غالبا هى شعرت فيولا.تكلم رامى لا تتردد
رامى.عمرك حبيتى يافيولا
فيولا.لقد كان حب حياتى هو والدى .... أحببته كثيرا وتمنيت أن اتزوج مثله يوما لقد كان رومانسي مع امى وهادئ الطباع أحببته كثيرا لم اجد حتى أن .....لم اجد مثله ....لقد كان ومازال لى اصدقاء كثيرا لكنى لم أشعر يوما باننى احببت أحد منهم حب يختلف عن الصداقه
نظرت له لتكمل كلامها
فيولا.ماذا عنك
رامى.انا حبيت واحده للاسف عمر ماقلبها كان ليا....حاولت كتير معاها ...بس للاسف يافيولا غلط فى حقها مره فخسرتها للابد
فيولا.لا تحزن ربما تعوضك الايام
رامى.لا انا مش عايز عوض عنها انا عايز حد يملى قلبى مكانها
نظر له بعد أن أنهى كلامه لتبتسم له ابتسامه جميله وتقول له
فيولا.لقد كانت محظوظه
رامى .مين مش فاهم
فيولا.من احببتها يوما يارامى
ضحك رامى لكلماتها
رامى.عندى احساس انى ابتديت الاقى اللى تقدر تشيلها من قلبى وتملاه بدل منها
فهمت فيولا ما يرمى له رامى لتقوم من مكانها وتجلس بالقرب منه أكثر
فيولا.ستكون هى الأخرى سعيده الحظ.....
سكت كلاهما وشربوا مشروبهم الدافئ وهمت فيولا بالوقوف ولكنه امسك يدها
رامى .خليكى شويه معايا
فيولا. افضل ذلك دائما واكملت جلوس بجانبه
فيولا.رامى هل تعلم انك تشبه إبى الراحل .....طريقتك ....هدوءك كونك مصرى مثله .....هل كنت دائما هكذا رومانسي وهادئ
رامى.هو انتى شيفانى كويس بس لانى مصرى
فيولا.لا فأنا لى صديق مصرى ولكنه غيرك ....انت مختلف
ضحك رامى من صراحتها ووضوحها
رامى .طيب حقيقى أنا مكنتش كدا الاول كنت عصبى وايدى سبقانى لدرجه انى مره ضربت البنت اللى بحبها من كتر ماكنت بغير عليها .....
نظر لها ليتفاجأ برد فعلها حيث اتسعت عيناها ووضعت يدها على فمها واصبح وجهها احمر
فيولا.ماذا تقول هل ضربت حبيبتك يوما......
رامى. للاسف اه .....
نظر لها ليجدها مصدومه من كلامه....فهى فى الغالب رسمت شكل له فى خيالها قد يكون بعيد عن حقيقته
فيولا.هل ستفعل ذلك مع من ستحبها يوما...أن أحببت
رامى.انا فعلا ابتديت احب واحده غيرها....
ثم ضحك ليكمل كلامه
رامى. بس اكيدا مش هعمل كدا تانى مع اللى بحبها دلوقتى
فيولا.حسنا اتمنى ذلك.....ماذا كان رد فعلها عندما فعلت
حكى لها رامى كل شىء بالتفصيل ....
كانت حزينه من كلامه ....
فيولا. انى اشعر بك انك احببتها كثيرا ولكن من المؤكد أنك خسرتها بسبب ما فعلت.......لا تحزن رامى
رامى.انا حاسس انى لقيت حد يملى قلبى بدالها
بكل تلقائيه وبراءه صدمته حقا
فيولا.هل تقصدنى يارامى
ضحك رامى بشده ....
رامى . بصراحه وفرتى عليا كتير بسؤالك.....بصراحه اه اقصدك انتى
ضحكت فيولا بفرحه
فيولا.لقد توقعت ذلك لانى رايت فى عينك نفس نظرات إبى لامى ...وساكون واضحه معك لقد سعدت بتلك النظرات ليس فقط لأنها ذكرتنى بأبى بل لأنها جعلتنى أشعر أننى انظر لك كما كانت أمى تنظر لابى حينها
شعر رامى بالرضا من كلامها ثم حكت فيولا كثيرا عن نفسها. ...
ومر الوقت لينام كلاهما والسعاده تغمر قلوبهم
ماذا سيخبئ القدر لرامى من جديد .....هل ستكون له فى النهايه.....ام سيكتب على قلبه أن يظل جريح
الجزء ال14
لقد كان يوم ملئ بالاحداث للجميع ....فلقد كان الحوار بين فريد ومريم مثمر إلى حد كبير لتصليح الأمور بينهم ....أما من جهه رامى فتأكد أنه وجد القلب الذى تمناه
دخل فريد حجرته يشعر براحه كبيره لقد تكلم معها بوضوح وهى كانت مستمعه جيده
أما من جهه مريم فشعرت لاول مره انها حقا كانت تفهمه بطريقه خاطئه ولكنها مقتنعه اقتناع تام أنه كان قاسي معها خلال الايام السابقه حتى وإن كان من وجهه نظره هناك مبررات ولكنه حقا ارعبها بطريقته الخاصه.......كما أنها اكتشفت أنه حنون بطريقته الخاصه أيضا فلقد كان حضنه به امان وحنان رغم قسوته الظاهره
مر الليل على الجميع بدون تفكير كثير
مرت الايام بهدوء على الجميع وتقرب فريد كثيرا من مريم ...كانوا يتناولون يوميا وجبه الغذاء فى هذا المطعم كانوا يتكلمون كثيرا ولكنهم ابتعدوا عن الحوارات التى تثير الجدل بينهم .... كانت تتكلم مع رامى أيضا ولقد حكى لها عن صديقته الطبيبه التى تأكد أنه بدأ يحبها....لم تعترف مريم حتى الآن لرامى بحقيقه السلسله التى معها ....
دخل فريد مكتب مريم وجلس أمامها
فريد.مريم...بكره فى عشاء عمل فى القصر عايزك متألقه وغمز لها
عادت مريم فى هذا اليوم وجهزت إحدى الفساتين التى تحبها كثيرا لحفله الغد
أما فريد فلقد كان يجهز لشئ اخر
بعد عده ساعات من عودتهم من العمل توجهت مريم لغرفه فريد وطرقت باب غرفته
فريد .مش معقول بنت عمى بنفسها بتخبط على بابى ....ووضع يده على قلبه بطريقه مسرحيه
ضحكت مريم
مريم. فريد ممكن اطلب منك طلب
رفع فريد حاجبيها
فريد .طلب مره واحده كدا
سكتت مريم
فريد.اطلبى طبعا وسند بكتفه على باب حجرته
كانت مريم قلقه من طلبها ...وشعر بذلك فريد
مسك يمينها ونزل بها أسفل وجلس أمامها على إحدى الارائك
فريد.قولى يامريم ايه الطلب اللى مخليكى قلقانه كدا انك تطلبيه
أما مريم فلقد كانت تشعر بشئ غريب بداخلها كيف يمسك يدها هكذا....لا لا لم تكن هذه هى المشكله ...المشكله التى تراها الآن أنها لم تشعر يوما بتلك المشاعر عندما كان عاصم يمسك يدها
فريد .مريم فى ايه متتكلمى
مريم.انت عارف ان انا ورامى اصدقاء
رجع فريد للخلف بظهره ونظر لها لتكمل كلامها
مريم.هو ممكن يجى بكره يعنى حفله انت هتبقى مشغول فيها وانا هبقى حاسه انى لوحدى يعنى هو هيكون معايا
لم يعجبه فريد طريقه عرضها للطلب ....
فريد.اولا انتى مش هتبقى لوحدك...أنا اللى هكون معاكى
ثانيا حتى لو هو جه وانا معنديش مانع فى دا ....فأنا بردوا اللى هبقى معاكى
فهمت مريم إلى ماذا يرمى فريد
مريم.اوكى يعنى اخليه يجى
فريد .براحتك
حاول يظهر أنه لا يبالي بحضوره ولكنه كان مازال يشعر بالغيرة منه على الرغم من تاكده أن قلبهم ليس لبعض
استأذن منها بهدوء وغادر إلى الحديقه لا تعلم لما أرادت أن تخرج ورائه
خرج فريد ووقف أمام حمام السباحه تحت إحدى الأشجار
لقد كان المنظر خلاب ..
خرجت مريم ورائه...بعدعده دقائق لتجده غارق فى أفكاره
مريم .فريد
لم يصدق أنها خرجت ورائه لينظر لها بتعجب
مريم. بتفكر فى ايه
لم يكن من المتوقع يوما أن تتقرب مريم من فريد لتساله يوما بما يفكر ولكن الايام الماضيه كانت كفيله لتقربهم من بعضهم وتجعل مريم تفهمه وتراه لاول مره بطريقه صحيحه
نظر لها فريد وكانه كان منتظر أن تسأله
فريد .عندى حكايه قديمه يامريم كنت بفكر فيها
مريم. حكايه ايه
نظر لها فريد...لربما أراد أن يحكى لها...
شاور لها بيده لأحد المقاعد أمام حمام السباحه وجلس أمامها
فريد.بصى يامريم....كان فى واحد من وهو صغير بيحب حاجه اوى للاسف مكنتش بتاعته من البدايه ..... وشويه وفى حد قريب منه اوى اخد الحاجه اللى طول عمر الشخص دا كان بيحبها ويتمنى أنه ياخدها...طبعا الشخص دا مكنش ينفع يبدى اى اعتراض لانه بيحب الشخص التانى اللى اخد الحاجه دى منه......وبعد وقت مش كبير الحاجه دى مبقتش بتاعت حد وللاسف الشخص اللى بقولك عليه دا كان ومازال مستعد يقتل اى حد يفكر يقرب من الحاجه دى تانى ..... المشكله بقى مش فى كل دا المشكله أنه خايف أنه يدمرها بسبب خوفه من أن اى حد يقرب منها
مريم.هى ايه الحاجه دى
فريد .انتى .......
لا تعلم بماذا تجيب هل كان يحبها من قبل ...هل يقصد أن عاصم اخذها منه ....
مسك فريد يدها الاثنين وكأنه يترجى أن تسمعه
فريد.مريم انا بحبك اووى ومن احنا اطفال كنت بتعصب عليكى من خوفى عليكى من تهورك وحركاتك الطايشه.....عاصم كان بيعرف يكسبك انا مكنتش بعرف اعمل حاجه غير انى اخاف عليكى ....مريم منكرش انى لما حسيت أن ممكن حد ياخدك منى تانى كنت هتجنن انتى عارفه انا فعلا كنت ممكن اعمل اى حاجه علشان أبعد رامى عنك .....مريم انا عارف انك بتخافى منى بس صدقينى انا مستحيل اذيكى انا بحبك اوى وبحب زياد جدا.....نفسي تكملى حياتك معايا ...نفسي نكون مع بعض
اتصدمت من كلامه ....هى كانت تعتقد أنه لربما يحبها الان فقط لم تتخيل أنه كان يحبها منذ أن كانوا اطفال
فريد .بصى مش عايز اسمع منك رد دلوقتى استنى لما تفكرى اكتر بعد كدا ردى عليا
فى حقيقه الامر كان ردها جاهز فهى اكتشفت من فتره ليست ببعيده أنها تحبه حتى فى أوقات قسوته .......حتى وإن كان متسلط ....حتى وإن كان يخيفها ......أنها فقط تحبه وهى ليست بيدها شيئا فلقد فرض قلبها سلطته عليها ليصبح قلبها وعقلها يعشقون حضرته .....
مريم.هفكر وارد عليك
كان ردها كفيل بأن يجعله يبتسم بسعاده مبالغ فيها
وبالنسبه له ....فيكفى انها لم ترفضه
صعدوا كل منهم لحجرته
ذهبوا للعمل صباحا وكان متفق معها أنهم سيعدون من العمل مبكرا
كانت تختلس له النظرات كثيرا كيف لم يكتشف قلبها حقيقه مشاعرها من قبل ....ولكنها ظلت تطرح سؤال لا تعلم إجابته كيف وهى احبت عاصم يمكنها أن تحب فريد.....
مر الوقت وعادوا للقصر لقد أخبرت رامى أن ياتى للحفل وهو رحب بالفكرة ....لقد أراد أن يحكى لها عن فيولا.....
جاء ميعاد الحفل وكان الجميع متالق ولكن كانت مريم كالاميرات حقا

نظر لها فريد أراد أن يخطفها عن عيون الجميع لاحظ دخول رامى للحفل نزلت مريم لتبقى مع فريد
فريد.ايه الجمال دى ....مش هينفع كدا
مريم.هو ايه اللى مش هينفع
فريد.مش هينفع تبقى حلوى كدا....مكنتش ناوى اقتل اى حد انهارده بس بشكلك دا اكيدا هيبقى فى معجبين وانا مضمنش نفسي ....وغمز لها
لتضحك بتلقائية
وفجاءه انقطع النور على جميع الموجودين بالحفل مريم.فريد
فريد.........
