CMP: AIE: رواية الوحش والنمرة الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية الوحش والنمرة الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم داليا السيد

رواية الوحش والنمرة

الفصل الثالث والرابع والخامس 

بقلم داليا السيد



 الفصل الثالث 

لقاء الماضي 

تراجعت من امامه ولم ترد وهي تشعر بارتباك ابتسم ابتسامه صغيرة وقال " نعود للعمل انا اريدك هنا من اجل مندوبي الشركات التي تأتي هنا واحيانا انا شخصيا عندما التقي ببعض المندوبين او حتي بعض الافواج التي ربما تحتاج لمقابلتي الشخصية .." 

نظرت اليه وقالت " حضرتك تعني ان العمل داخل وخارج الشركة " هز رأسه وابعد عيونه عن عيونها وقال وهو يشعل سيجاره

 " نعم هل توافقين " 

فكرت ثم قالت" لا اعلم انا لم اعتد علي ذلك " 

ابتعد وقال " هل تخشين من شيء ؟" تضايقت وقالت " انا لا اخشي من اي شيء ولكن الامر غريب علي "

 اتجه الي مكتبه وجلس وهو يقول " ستعتادين واعتقد ان المرتب الذي سأمنحك اياه لن يجعلك تتراجعين ...غير العلاوات التي ستحصلين عليها من تلك المقابلات الخارجية ها ما رأيك " 

تسمرت قدماها وحاولت ان تفكر. ما المانع في ان توافق طالما ان الامر في اطار العمل فلا داع لان ترفض. لذا استدارت اليه وقالت " حسنا وانا اوافق متي تريدني ان ابدء ؟ " 

 اطفأ السيجارة وقال " حسنا يمكنكى استلام العمل الان سيدلك الاستاذ فتحي علي مكتبك هيا تفضلي " ...

مرت عدة ايام كانت لا تري اختها كثيرا خاصه بعد عملها الجديد الذي لم تشعر فيه باي     تعب او ارهاق وانما كانت سعيدة واقتصر عملها علي ترجمة بعض الرسائل او مراجعة البعض الاخر ..الي ان استدعاها مديرها الجديد الذي لم تراه منذ اول يوم  ... 

اتجهت الي مكتبه في نفس ثقتها المعتادة دقت الباب فأذن لها دخلت كان يبدو وسيما وهو ينكب علي مكتبه وقد خلع جاكتته وشمر اكمام القميص وانتشر عطرة بالمكان ولكنه لم يكن يهتم او يشعر الا عندما وقفت امامه وقالت 

" تحت امرك يا فندم " نظر اليها لحظه ثم قذف اليها ملف وقال " اجلسي وترجمي هذا الملف الان " 

امسكت الملف وجلست امامه وقالت " ولم هنا وليس بمكتبي " لم ينظر اليها وهو يقول " لأنني لا اريد ان يعرف بما فيه احد ...هيا " 

لم تتحدث كثيرا وانما ادت عملها دون ان تهتم بالمضمون  فهي تحب عملها كمترجمة وتمنت ان تعمل في ذلك المجال ولكن لم تساعدها الظروف لأكثر مما هي عليه الان ..

" تفضل يا فندم " اخذ منها الاوراق وقال " بهذه السرعة ؟ " 

القي نظرة سريعة علي الاوراق وقال " لا احتاج ان اخبرك عن سرية الامر " 

هزت رأسها وقالت " لا ..انا افهم  " قامت واكملت " هل تامر بشيء آخر "

 نظر اليها وقال بهدوء " اه غدا اريدك معي في لقاء خارجي بفندق ... بعض المندوبين الفرنسيين استعدي ..اه وهناك فرح بنفس القاعة ربما احضره ويمكنك الحضور معي .." 

قالت بنفس الهدوء " سأحضر الجلسة مع حضرتك ثم ارحل فاعتقد ان اهتماماتي تتوقف عند العمل "

 قام بعد ان اشعل سيجارته واتجه اليها ووقف امامها وتأمل عيونها وقال " نعم. على العموم لا يهم انا ايضا لا يهمني الا العمل ستاتين هنا وسنذهب سويا هيا يمكنكى الذهاب " 

كانت طريقته غريبه في التعامل معها ولكن الامر لا يعنيها فهو مجرد مديرها بالعمل ...

كان الفندق الذي دخلته معه جميلا ويدل علي ان من يقيمون به علي درجه عالية من الثراء ولكن ادهم ايضا بدا من اولئك الاثرياء رغم بساطته في التعامل الا ان طريقته دلت علي انه ابن اسرة عريقة في الثراء وهو    ما عرفته ممن يعملون معها من ان اسرته من اغني الاسر بالإسكندرية وانه بعد وفاة والده اصبح كبير العائلة ووالدته امرأة معروفه بجمالها وشياكتها ولكن بعد وفاة زوجها انطفأ بريقها واصبحت تحيا من اجل ذكرياتها..

جلست امامه في فستانها الرمادي وشعرها الذي اعتاد علي ان يشد الي الخلف في اصرار من صاحبته نظر اليها وقال بطريقته الأرستقراطية

 " تبدين مثل مديرة مدرستي التي كانت ترفض الابتسام لأي احد ولا يبدو علي ملامحها الا الغضب من اي شيء وكل شيء ... فلماذا هذا الوجه المتجهم دائما والعيون التي لا تحمل الا نظرة الحزن ؟ " 

اندهشت من انه يتحدث معها هكذا وفي امور شخصيه انه بالكاد يعرفها قالت " لا ابدا ولكني اعتدت علي ذلك من كثرة وجودي في مجتمع رجال الاعمال وتعلمت ان كل كلمه ونظرة بحساب " 

تراجع وقال " منذ متي تعملين ؟ " تأملت اصابعها الرفيعة الطويلة وقالت " تصدقني لو اخبرتك اني نسيت عدد السنوات فهي كثيرة ..." 

كاد يرد لولا ان اقترب منه مدير اعماله فتحي واخبره ان الوفد وصل فتراجع وقال وهو ينظر الي باب المطعم " لقد وصلوا "...

دام الاجتماع لفترة غير قصيرة تناولوا خلالها العشاء وادت عملها علي اكمل وجه ولاحظت   انه ليس برجل اعمال عادي وانما ذكي وسريع البديهة وواثق جدا في نفسه مما دفع المندوبين الي ان ينساقوا لما اراد هو وتحقيق طلباته بحنكه منه وذكاء ...

انتهي الاجتماع وتحرك المندوبين بعد ان ودعهم بأدب قامت لتتحرك فقال " مازال الوقت مبكرا لم لا تحضرين معي الفرح ثم اوصلك ..ام لا تفضلين ذلك "

 نظرت اليه لم تفهم نظراته ولا تصرفاته فقالت " لماذا حضرتك تعاملني هكذا وكأنك تعرفني من قبل " 

اشعل سيجارته ونظر اليها من بين دخانها وقال " لأنني احترم الاشخاص ممن هم مثلك مجتهدون في الحياه ولا يهتمون الا بعملهم بصراحه تذكريني بشخص عزيز علي لذا اتعاطف معكي "

 نظرت اليه وقالت " لست بحاجه للشفقة انا اعمل واكسب من عملي ولست بحاجه لاحد عن إذنك " 

كادت تقوم لولا ان قال وهو يمسك يدها " لا داع لان تفهميني خطأ اجلسي انا لم اتحدث عن الشفقة اجلسي " 

لا تعلم لماذا تراجعت وجلست امامه وهي تجذب يدها فقال " انا اتحدث عن الاحترام لا الشفقة .. لماذا تشوهين الصورة ؟"

 قالت " لم افعل ولكني لا افهم حضرتك انت بالكاد تعرفني واول مرة نعمل سويا بشكل مباشر فكيف تعرفني "

 ابتسم وقال " انتى تعملين عندي ..اذن لابد ان اعرف عنكي كل شيء ربما لم نتقابل كما قلتي ولكني عرفت عنكي كل شيء مثل باقي العاملين عندي .." 

نظر لساعته وقال " هلا نذهب للفرح انها مجامله لصديق قديم واعدك الا نتأخر هيا خذي قسط من الراحة من ذلك الجو الذي تعيشين فيه لابد من بعض المرح في حياتنا " 

لم تجد نفسها الا وهي تسير بجانبه الي تلك القاعة التي بدا عليها الفخامة ابطأت قدماها فقال " ماذا بكي ؟" 

نظرت اليه وقالت " الا تظن حضرتك انني لا يمكن ان ادخل مثل ذلك المكان انا لا ارتدي ما يليق به "

 ابتسم وقال " المظاهر ليست كل شيء يا آنسه .. هيا لا تقلقي لن يهتم الموجودين بذلك " 

لم تفهم كلماته الا عندما دخلت ورأت ان الموجودين بالفعل مشغولين بأشياء اخري ربما   اهمها متابعة ذلك المطرب المشهور الذي يتوسط الموجودين وهم يتمايلون حوله بلا احتشام او خجل في تلك الملابس التي تظهر من اجسامهم اكثر مما تخفي وحولهم الرجال يتلاصقون فيهم دون اي خجل 

فجأة شعرت بيده تجذب ذراعها فنظرت اليه ولكنه كان يقودها وسط الزحام ورأت خيري   مديرها اشار لها من بعيد ثم عاد الي الكاس الذي بيده اتجه بها الي المنصة التي يجلس بها العروسان الذين كانا يتحدثان الي ان التفتا اليهما وتبينت ملامحهما لتتفاجأ بما رأت .....




الفصل الرابع

كرامة

تسارعت دقات قلبها وجف حلقها وشعرت بأن الدنيا ذهبت من حولها عندما رأت نفسها تحدق في وجه ياسين حبيبها الأول والذى ظنت انها لن تنساه   هل يمكن أن تقسو عليها الأقدار إلى هذه الدرجة فتاتي بها إلى هنا لتراه عريسا يزف إلي امرأه أخرى غيرها ولكن يبدو انها الان فهمت لماذا يتزوج مثل هذه المرأة .. 

عرفها ادهم " الأنسة ريم البنهاوي المترجمة الخاصة بي.. ياسين محمود وهذه عروسته الجميلة جاسمين .." 

كانت هذه صدمتها الثانية فهي تعرف جاسمين جيدا فقد كانوا زميلتين أيام المدرسة والأكثر   إيلاما أنها كانت تعرف بمشاعرها تجاه ياسين حدقت في الاثنين وهي تحاول أن تتمالك نفسها الان اكتملت الصورة فجاسمين ابنة رجل اعمال معروف وغنى لذا انتقاها ياسين ..

شردت فى أفكارها إلى أن جذبها صوت أدهم " ريم.. ريم اين ذهبتي ؟ " 

عادت إلى نفسها وهي تمد يدها الي ياسين الذي ضاقت عيونه وهو ينظر إليها نظره غريبه بينما افاقت على صوت جاسمين تقول " آه.. ريم انه انتى كيف حالك ؟" 

قالت بصوت حاولت أن تجعله طبيعي " بخير مبروك " قال ياسين " انتى تعرفينها ؟ " 

ضحكت جاسمين ضحكه ذات مغزى وهي تقول " بالطبع أنها جارتك ألا تذكرها ؟ ...آه أعلم أنها كانت تضايقك ولكنها كانت تحتاج إلى كل من يمد إليها يد المساعدة فنحن في المدرسة كنا نجمع لها الأموال كي تدفع المصاريف .... " 

حريق نشب داخلها من كلمات تلك الوقحة.. إهانات أصابتها في صميم كبرياءها فقالت   وهي تقاوم دموعها " ولكنك تذكرين أنني كنت أخذ هذه الأموال وافرقها على الفقراء وانا كنت ارفض ذلك لأنني لم أكن بحاجه إليها عملي كان يكفيني... " 

ضحكت جاسمين وقالت " آه انه ذلك العمل يا حرام فتاه في سنك تعمل وتذاكر يا لها من مأساة " 

قالت بثقه " ليست مأساة بقدر ما هي وسيله تعصمني من الاحتياج واعتقد انه ليس ذنبي أن خلقني الله بدون والدين ولكن كان سيكون ذنبي    لو بعت نفسي لمن يدفع أكثر ام نسيتى منير العريس الثري الذي اخترتيه من أجل أمواله والآن ياسين تري من منكم اختار الآخر .."

 لمع الغضب في عيون جاسمين وقالت " انتى وقحه كيف تتحدثين معي هكذا هيا اخرجي من هنا لا أريدك " ابتسمت بسخريه وقالت مخفيه الألم " بل أنا التي لا يشرفني الحضور مبروك حقا تستحقون بعضكم " 

ثارت الفتاه وقالت " اخرجي قبل أن أنادي الآمن لإخراجك " 

تحركت ولكن يد ادهم أمسكتها فنظرت إليه فقال " انتى اتيتي معي وستذهبين معي " 

لاحظ الدموع ونظرات الترجي في عيونها ولكنه تغاضى عنها وهو يقول " ياسين بك عروستك اهانت شخص يهمني وهذه الأهانه أنا لن أتغاضى عنها إلا إذا اعتذرت لها الآن " 

حدقت فيه ولم تعرف ماذا يمكنها أن تقول أو تفعل ووقف الأربعة يتأملون بعضهم البعض وكأن ما يدور حولهم من صخب ورقص لا يمت لهم بصله... 

أخيرا نظر ياسين لجاسمين ولكنها أسرعت تقول بغضب " لا تفكر حتى بذلك لن افعل من هذه الجربوعة التي تريدني أن اعتذر لها " 

ضاق صدرها ولم تعد تتحمل بينما لم يترك هو ذراعها وهو يقول " حسنا وأنا اكتفي بذلك فقط تذكروا أنني منحتكم فرصة وأنا لا أمنح سواها " 

كاد يتحرك لولا أن اسرع إليه ياسين الذي كان يعلم أهمية رجل مثل أدهم وقال " أدهم بيه من فضلك الخلافات الشخصية لا علاقة لها بالعمل أليس كذلك هما بنات بينهم خلافات لا دخل لنا بها ثم إنها مجرد فتاه تعمل عندك أي لا أهميه لها.... " 

كانت تنظر إليه وتلعن نفسها الف مرة لأنها في يوم أحبته هل هذا هو فارسها الذي حلمت به لا يمكن... 

رد أدهم " العلاقات الشخصية هي التي توضح لنا مع من نتعامل وأنا الآن عرفت ثم إنك إذا كنت تهتم بي كشخص فكان عليك أن تهتم بمن يخصني والأنسة ريم تخصني "رد ياسين  " ولكنها مجرد مترجمة " 

اقترب أدهم منه وقال " كل من يعمل عندي هو فرد من عائلتي الكبيرة وكرامته من كرامتي هل فهمت ؟" 

وجذبها وتحرك بها وسط الزحام إلى أن خرجت ولم تقو على أن تتحدث إلى أن فتح لهما الرجل باب السيارة وانطلق السائق والصمت حليفهم 

نظرت إلى سيارته بعد أن أوصلها إلى منزلها وهي تفكر من ذلك الرجل ولماذا فعل ذلك معها لقد حفظ لها كرامتها وهو بالكاد يعرفها.. عادت إلى منزلها رأسها تمتلأ بالأفكار ربما لم تعد تفكر في إهانات جاسمين لها بقدر ما احتارت من تصرفه 

" صباح الخير يا فندم " نظر خيري إليها وقال " صباح النور اجلسي أريدك في شيء " جلست فقال " ماذا حدث امس بالفرح مصطفى بيه والد جاسمين اتصل بي ومستاء جدا منكي ويقول انكي اهنتي ابنته " 

تراجعت في دهشه وقالت " أنا!! إنها هي التي... " قاطعها خيري وهو يقوم ويتجه إليها قائلا " اسمعي يا ريم لا يمكن أن تكون الغيرة مقياس لنا في الحياه فهي شيء لا يقودنا إلا لتدمير أنفسنا.. " 

رددت " غيرة.. أي غيرة أنا لا أفهم.. " جلس أمامها وقال " مصطفى أخبرني انكي تغارين منها منذ الصغر طبعا لأنها غنيه و.. ثم إنها الآن تزوجت وحسب كلامه من الشخص الذي كنتي تحبيه إذا .." 

قاطعته بغضب " هذا ليس صحيح هي التي كانت تغير مني لتفوقي ولإعجاب الشبان بي وكانت تقول لي ذلك بنفسها أما ياسين فأنا لا أنكر أنني كنت احبه ولكن الان ادركت انه ليس الشخص الذى كنت اظنه انا الان اكرهه ,, إنني لم أراه منذ سنوات كثيرة ولولا الأستاذ ادهم لما رأيتهم امس " 

تراجع خيري وقال " انه أدهم أصبحت الآن المشكلة بسببه " ضاقت عيونها وقالت " أي مشكله لا أفهم " قال خيري " أدهم انهي كل تعاملاته مع   شركه ياسين وطالبه بكل ما عليه من ديون له ومن الواضح انه اتخذ الأمر شخصي بسببك "

 تراجعت وأنتابها الصمت هل حقا فعل ذلك من اجلها.. سمعت خيري يكمل " اسمعي يا ريم أنا في وضع لا أحسد عليه مصطفى العسال يضغط على أن له تعاملات كثيرة معنا و... " 

قام خيري وهي تحاول أن تفهم ما يريد أن يقوله ابتعد عنها وهو يقول " بصراحة هو غاضب جدا منكي ويريدني أن ...اقصد انتى تعلمين أنني أحبك كابنتي وطالما أحببت مساعدتك لأنني معجب بكى و.. " 

بدأت تفهم ما يريد فقامت وقالت " لا داع لكل هذه المقدمة استقالتي ستكون أمامك بعد دقائق عن إذنك " 

تحركت ولكنه قال " أنا آسف يا ريم ولكن مصطفى يهددني بأشياء قد تهد ما أمضيت عمري في بناؤه وانتى لن تقبلي بذلك " هزت رأسها وقالت بحزن " افهم.. لا تقلق "

 وخرجت وهي تحاول أن تتحكم في ما يجيش في صدرها من غضب وألم وحزن... أسرعت تكتب استقالتها وتلملم اشيائها وهي تحاول أن تتذكر عدد السنوات التي قضتها هنا ولكن هكذا هو المكتوب ولا مفر منه... 



الفصل الخامس 

لا تقلقي

عادت الي المنزل لم تكن حنان قد وصلت بعد أعدت الغداء وجلست تعمل إلى أن عادت حنان التي اندهشت من وجودها وقالت " ما هذا لماذا اتيتي مبكرة وأعددت الغداء أيضا متي عدتي ؟"

 لم تخبر أختها بشيء وإنما قالت " أنهيت عملي مبكرا هيا لتناول الغداء انتى ستنزلين لإكمال عملك وأنا ايضا " 

أعدتا المائدة وجلستا إلى أن قالت حنان " ريم ..محمد طلب مني أن نحدد موعد كتب الكتاب والفرح ثم متى سنذهب لشراء الأثاث " 

نظرت إليها وتوقفت عن تناول الطعام وهي تتذكر أنها بحاجه للمال من أجل الأثاث وباقي مستلزمات الزواج وكذلك الديون التى عليها شردت قليلا فيما اصابها ولكن صوت حنان اخرجها " ريم لماذا لا تردين هل هناك شيء.. " 

حاولت الابتسام وهي ترد " لا يا حبيبتي متي تريدين كتب الكتاب انا موافقه علي اي موعد تريدينه ولا تقلقي سنحضر الاثاث بعد كتب الكتاب " تهلل وجه حنان واسرعت الي ريم تحتضنها وتقبلها بسعادة وتقول 

" ريم حبيبتي انا بحبك اوي ما رأيك الخميس القادم نكتب الكتاب وبعدها نذهب لشراء الاثاث وبعد شهرين الفرح ها ما رأيك " 

ادركت ان هذا ما خططت له اختها مع خطيبها فحاولت الابتسام وهي تقول " هكذا اتفقتم اذن " اسرعت حنان تقول " لا والله انا لم اوافق علي اي شيء قبل ان توافقي عليه " 

ابتسمت وقالت " وانا اوافق علي اي شيء يسعدك حبيبتي "

 قبلتها حنان وقالت بسعادة " ربنا يخليك ليا يا احن واجمل اخت في الدنيا.. عن اذنك سأتصل بمحمد لأخبره " 

قبلتها مرة اخري وتركتها في حيرتها لقد فقدت للتو مورد رزق كبير فكيف ستوفي مطالب اختها وهي لم تعتد علي الا تلبي لها اي مطلب لم تعرف بماذا يمكنها ان تفكر ودق الصداع رأسها ولكن دقات هاتفها جعلتها تنتبه ورأت رقم غريب 

فردت " الو ." جاءها صوت لا تعرفه  يقول " آنسه ريم انا فتحي مدير مكتب ادهم بيه هو يريدك الان هل يمكنكى المجيء "

 قالت دون تردد " طبعا يا فندم نصف ساعه واكون عندك " 

دقت باب مكتبه بعد ان اخذت نفس عميق وحاولت الا تبدي شيء مما داخلها علي   وجهها ..سمعته يسمح لها فدخلت واشتمت رائحة عطر النفاذة المختلطة برجولته الواضحة وقوته الباديه على عضلاته التى تختفى خلف قميصه 

وقفت أمام مكتبه وقالت " مساء الخير يا فندم حضرتك طلبتني "

 نظر إليها وقال وهو يشير إليها " نعم تفضلي " 

قالت " قبل أي شيء أردت أن أشكر حضرتك على ما فعلته معي امس وكذلك ما فعلته مع شركة ياسين " 

أشعل سيجارته وقام إلى النافذة وقال " لم افعل من أجلك ولكن فعلت من أجل الكرامة كان عليه احترامي ولكنه لم يفعل فاستحق ما أصابه "

 لم ترد فنظر إليها وقال " ماذا فعل معكي خيري " نظرت إليه بدهشه وقالت " لا أفهم " 

لم يتحرك وهو يدخن سيجارته ويقول " أعلم أن مصالح خيري ترتبط بمصطفي ومصطفى   والد جاسمين وبالتأكيد لن يعجبه ما فعلته بزوج ابنته ولكنه ايضا لن يملك أن يفعل معي أي شيء وبالتالي ليس امامه الا انتى ام انا مخطئ "

 اخفضت عيونها ولم ترد فقال " علي العموم انا توقعت كل شيء لذا مكانك هنا نعم انا اريدك ان تتفرغي لشركتي لدي من العمل ما يملأ كل وقتك بالإضافة للترجمة بالطبع ما رأيك " 

حاولت ان تخفي نظرات الحزن من عيونها وهي تقول " اشكرك ولكن حضرتك لست ملزم بي انا لا احب ان اكون عبأ علي احد يمكنني ان اتدبر شؤني بنفسي " 

تحرك تجاهها وقف أمامها فنظرت إليه كانت عيونه تميل للخضار ولكن أكثر عمقا   مما يمكن أن تقرأ ما بداخلها شعرت أنها ضئيلة جدا بجانبه وانها تنجذب الى تلك العيون وتريد ان تعرف ما يدور بداخل صاحبها .. 

سمعته يقول " أعلم انكي تعرفين كيف تدبرين أمورك ولكن أنا لا اشفق عليك انا حقا أريدك بالشركة خبرتك واللغات التي تتقنيها أنا أريدها أنا ابحث عن المؤهلات التي تتوافق مع مصلحتي أي كما يقولون نفع واستنفع..." 

نظر في عيونها لحظه قبل أن يبتعد ويكمل " لقد افتتحت فرع جديد لشركتنا ببورسعيد   وفوزي تحت اشراف فتحي بالطبع  سيتولى ادارتها لذا أصبح منصبه خالي ولا أملك وقت للبحث عمن يصلح لمكانه لذا رأيت انكي تصلحين لذلك.. " 

حدقت فيه وفتحت فمها في حركه لا اراديه هل هو يهذي.. أم أنه في حالة فقدان للوعي جلس خلف مكتبه وقال " هل ستظلين هكذا كثيرا ألن تخبريني هل توافقين أم أن لديكي وظيفه افضل بمكان آخر " 

ابتلعت ريقها وقالت وهي تتدارك ما يحدث لها " يا فندم انا بالتأكيد لا اصلح لمثل ذلك المنصب انا اجيد السكرتارية او الترجمة ولكن .." 

قال بنفس الهدوء " اعتقد أن أنا من يمكنه أن يقول ما إذا كنتي تصلحين أم لا فدعيني أرى واحكم ها متى يمكنك البدء فوزى سيسلم مكتبه اليوم هل تستلمين منه " 

ظلت تحدق فيه فاضطر إلى أن يقول بصوت مرتفع " يا آنسه أين ذهبتي ؟ " انتبهت وقالت " نعم يمكنني أن افعل .." 

عاد إلى أوراقه وقال دون أن ينظر إليها " حسنا يمكنكى الذهاب وتعلمي منه كل شيء هل تفهمين كل شيء أنا أحب الدقة والانتباه ." 

هزت رأسها وتحركت ولكنها نظرت إليه وقالت " أدهم بيه " نظر إليها فقالت " شكرا حقا أنا مدينه لك " 

وتحركت للخارج وهو يتابعها بنظراته تراجع في كرسيه منذ أن علم بظروفها وتذكرها حبيبته سمر التي تعلق بها قلبه منذ أن كان بالجامعة كانت تشبهها في كل شيء تلك العيون الزرقاء والوجه الأبيض المستدير اجتهادها في الحياه لتحصيل الرزق احبها وحلم معها بالبيت   السعيد والأولاد المرحة ولكن لم يستطع تحقيق حلمه فبجانب رفض والدته لها لأنها ليست من نفس الوسط الاجتماعي إلا أن ذلك لم يكن السبب الأساسي فهو كان يمكنه أن يفعل ما يريد دون قيود لكن هناك مالا يمكن أن يقف أمامه وهو المرض ومن قبله الموت اغمض عيونه عندما تذكر يوم علم بأنها مريضه بذلك المرض الملعون 

نظر للطبيب الذي أخبره وقال " أليس هناك أمل أي أمل يمكنني أن أسافر بها إلى مكان " 

نظر إليه الطبيب في حزن وقال " للأسف الحالة متأخرة ليس أمامها اكثر من شهرين فقط بعدها ستنهار تماما " 

كان عليه أن يطمئنها فأخذها بين أحضانه ونظر لعيونها وقال " حبيبتي لا تقلقي انتى بأفضل حال ولذلك انا قررت ان نتزوج نعم اخر الاسبوع ونقضي شهر العسل سويا لا اريدك ان تبعدي عني لحظه واحده " 

كانت مذهولة مما يحدث لها ولكن بالفعل نفذ كل ما اراد كما نفذ القدر ايضا مراده و... 

رن هاتفه كانت والدته نفض حالة الحزن عنه وقال " مليكتي كيف حالك ؟ " جائه صوتها الرقيق رغم سنها " لا تحاول معي انا غاضبه " 

قال " لا يمكنني ان اكون سببا في غضبك " قالت " وكيف لا اغضب وانا لم ارك منذ ثلاثة ايام وكأنك لا تقيم معي بنفس المنزل " 

اشعل سيجارته وقال " اسف امي ولكن انتى تعلمين العمل انا احيانا ابيت هنا بالشركة ولكن اعدك ان اتناول العشاء معكي الليلة ما رايك هل انال الغفران " 

قالت " نعم ولكن هناك من اريدك ان تقابلهم الليلة لذا لن نتناول العشاء وحدنا فلا تتأخر ضاقت عيونه وقال " ومن الذين سأقابلهم احد من اقاربنا الذين لا نراهم " 

قالت " لا انها احدي صديقاتي بالجمعية وابنتها " 

اغمض عيونه وقد ادرك الغرض من اللقاء فقال " ماما الا تملين ؟ تعرفين رأي فمن فضلك " 

قالت بصوت لاح فيه الغضب " لن نتناقش بالهاتف ولن تغضبني بعدم الحضور ولا تتأخر هل تفهم ؟ حاول ان يجادل ولكنها اغلقت الخط القي بالهاتف علي مكتبه في ضيق وهو يعلم ان امه لن تستسلم.. 


                  الفصل السادس من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-