أخر الاخبار

رواية الوحش والنمرة الفصل السادس والسابع والثامن بقلم داليا السيد

رواية الوحش والنمرة 

الفصل السادس والسابع والثامن 

بقلم داليا السيد


الفصل السادس 

ازمه

استلمت العمل من فوزي تحت اشراف فتحي لم تستطع ان تخفي سعادتها كما لم تخفي ايضا خوفها من ذلك المنصب الجديد ولكن كلمات فتحي كانت


 واضحة واعطاها خطوط عريضة عن باب النجاح في هذا المنصب احترمته جدا


 وشكرته لتعامله الرقيق معها واندمجت في استكشاف عملها الي ان سمعت الهاتف الخاص به يرن فردت

 " امرك يا فندم " قال " تعالي واحضري ملف شركه... "

قالت " حاضر يا فندم "

 لحظات وكانت امامه لم 


ينظر اليها وقد تبدل مزاجه منحته الملف فقال " هل حددتي موعد مع البنك " 

تذكرت علي الفور وقالت " العاشرة صباحا يا فندم لقد أكدت على الموعد "

قال " تمام ستكونى معي لأنني ستقابل بعض الإنجليز بعد ذلك.. " قالت " حاضر يا فندم " 

قام وامسك بالجاكيت ارتداه وقال " سأخذ الملف معي لابد أن أذهب الآن ويمكنك انتى ايضا الذهاب إذا أنهيت عملك لا تتأخري في الصباح.. "

 تحرك من أمامها ثم استدار وقال" لا تنسى الأوراق الخاصة بالبنك " هزت رأسها وهي تتابعه فهي أصبحت مدينه له وعليها أن تتقن عملها لترد له الجميل... 

وصل الفيلا مبكرا عن موعد العشاء ولكن يبدو أن الضيوف كانوا قد وصلوا كان الضيق والإرهاق يبدوان عليه حاول أن يصعد ليغير ملابسه ويأخر حضوره إلا أن والدته نادته فاضطر ان يذهب اليها

 طبع قبله علي رأسها وهو يقول " مساء الخير "

 ابتسمت امه التي لاح جمال عيونها العسلية وبشرتها البيضاء وفمها الرقيق المغطى بروج وردي وذلك التربون الذي تضعه علي شعرها في رقه وذوق متناهي نظرت اليه وقالت 

" جميل انك حضرت مبكرا لتتعرف علي ضيوفي .مدام هدي احدي أعضاء الجمعية.. وهذه ابنتها الرقيقه رنا... وهذا ابني الوحيد أدهم " 

نظر إلى المرأتين كانت الأم تنظر إليه نظرة ذات معنى وكأنها تتفحصه جيدا وتتمنى لو اتمت الصفقه التي أتت من اجلها أما الفتاه فبدت صغيرة في اوائل العشرينات عسلية العيون مستديرة الوجه شعرها الطويل الناعم ينساب كالشلال على ظهرها.. ابتسم لهما بغرور 

سمع الأم تقول " غني عن التعريف سمعتك تسبقك " 

قال بهدوء " أشكرك استأذنكم في تغيير ملابسي لألقاكم على العشاء " 

تضايقت امه ولكنه لم يهتم صعد إلى جناحه ألقى بالجاكيت علي الفراش وخلع ملابسه ودخل الحمام آخذ حمام استعاد به نشاطه وانتقي بنطلون وقميص بالطبع واضح عليهما الثراء وأكمل ملابسه وصفف شعره ولم ينسى عطره 

رن هاتفه كان فتحي الذي قال " أنا وصلت بورسعيد وكل شيء كما أردته يا فندم " قال وهو يعدل من حذاؤه " جميل متى الافتتاح ؟ "

قال فتحى " أسبوع او اثنين  بالكثير "

رد بهدوء " والموضوع الآخر "

 فتحي " البضاعة بالميناء عرفت أنها لم تخرج اوقفوها بعدما امتنعنا نحن عن إخراجها يا فندم انا لا أعرف ما السر وراء ذلك " 

قال بنفس الهدوء " لا تهتم سأخرجها ولكن ليس الآن لابد أن يتأدب أولا في" 

رد فتحي " يا باشا أنا لا أفهم لماذا دخلنا هذا العمل أصلا نحن نعمل بالسياحة فلماذا ؟ " 

ابتسم أدهم وقال " أعلم أنك غير راضي عن هذا العمل وها أنا انهيته فلماذا القلق " 

كان فتحي مدير أعماله وكاتم أسراره لذا اكمل " لأنني لا أحب الخسارة يا باشا وهذه البضاعة تخسر في كل يوم ليس عليه وحده وإنما نحن ايضا "

 ألقى نظرة أخيرة على نفسه في المرآة وقال " أعلم ولكن أنا لا يهمني عليه أن يأتي ويعتذر ووقتها ربما أعفو عنه... " 

قال فتحى مستسلما " لن أجادلك يا باشا ولكن هل تسمح لي أن أسألك هل هي تستحق " 

صمت قليلا قبل أن يقول " تعلم أن الأمر لا يتعلق بها كلية لأنها كانت معي لذا الأهانه كما لو انها وجهت لي وهذه المغرورة علي والدها ان يعلمها الادب.. وعلي ذكرها هل تري انها ستصلح للمنصب الجديد "

 ضحك فتحي وقال " يا باشا انت لا تخطيء انها جيدة وتعلمت بسرعه لكن تحتاج لبعض الوقت كي تكتسب ثقه وخبرة اكثر ولكني اعلم انها ستفعل " 

دق الباب فقال " ادخل " كانت الخادمة " الهانم تخبر حضرتك بان العشاء جاهز " هز رأسه واكمل " حسنا يا فتحي اخبرني بكل جديد " " تمام يا باشا " 

انتهي العشاء دون اي نقاش وبالطبع اوقعته امه في مقابله فرديه مع تلك الفتاه التي نسي حتي اسمها تناول القهوة واضطر الي ان يبدء معها اي محادثه فقال 

" وحضرتك طالبه أم... "

 قالت بأدب زائد " نعم سنه رابعه تربيه اساسي "

 أطفأ السيجارة وقال " وماذا تنوين أن تفعلي بعد انتهاء الدراسة "

هزت كتفيها وقالت " لا شيء " تراجع وقال " ألن تبحثي عن عمل او ما شابه " 

هزت رأسها وقالت " بالطبع لا ليس لدي وقت ثم أنا لا أحب العمل لأنه لن يمكنني من حضور الحفلات مع أصحابي والخروج معهم لا يمكنني "

 نهض وقال " إذن لا اعتقد أننا متناسبين فأنا لا أحب أن تكون زوجتي امرأة كل هدفها الخروجات والسهرات واعتقد انني لست مناسب لكي لأنني سأحرمك من كل ذلك عن اذنك " وتركها وهي في ذهول... 

بالطبع ما ان بدل ملابسه بملابس النوم حتي كانت والدته تدق الباب وتدخل في غضب وهو يعلم سره 

قالت " ما الذي قلته للفتاه بالضبط البنت كانت منهارة واسرعت تطالب بالرحيل "

 جلس علي الفوتيه وهو يشعل سيجارته وقال " لا شيء سوي الحقيقة انني لا اصلح لها لأنني سأحرمها من ملذات الحياه " 

قالت بغضب " ادهم انا مللت من تصرفاتك كلما احضرت لك عروسه فعلت معها ذلك اسمع يا ادهم انا لن اتحمل اكثر من ذلك " 

ضاق صدره من ضغطها عليه وقال " ماما من فضلك أنا لست بصغير حتى تجبريني على شيء أنا لا أريد أن أتزوج فارتاحي واتركيني أعيش في هدوء"

 قالت بنفس الغضب " آه وتظل تعيش على ذكرى تلك الفتاه التي أجبرتني على أن أوافق على زواجك منها إلى أن أصبحت ارمل وانت في السابعة والعشرين وها أنت تعيش على ذكراها ولكن أنا لن أتركك تفعل بي ذلك كما وافقت على رغبتك عليك أن تلبي لي رغبتي هذا حقي عليك " 

قام وقد عصبه كلامها خاصة عند ذكر الماضي فقال " لن يجبرني احد على مالا أريد تعلمين ذلك "

 قالت بأصرار " هكذا إذن أنا راحله الي العزبة ولن اعود هنا مرة اخرى وأنت لست ابني ولن أعرفك حتى أموت "

 كادت تذهب لولا أن اسرع إليها وامسك يدها وقال " امي من فضلك لا تفعلي ذلك لا تضغطي علي وانتى تعلمين انني لا اتحمل بعدك "

 كان الغضب مازال يتملكها فقالت " وانا لن اضعف هذه المرة اقارب والدك ينتظرون ان تصيبك اي مصيبه حتي يرثوا كل شيء وانا لن انتظر حتي اري ذلك ثم انني ام واريد ان اري ابني الوحيد وهو عريس وله اسرة واري اولاده انا لا اطلب اكثر من حقي " 

لاح الحزن والترجي في عيونه وقال " امي الا تفهمين لا احتمل وجود اي امرأة في حياتي لا اريد من فضلك "

 قالت دون يأس " ولكن انا اريد انا لا اطالبك بان تعيش قصة حب جديدة ولكن علي الاقل اغلق علي الماضي بابا يمنحك حريتك لتعود للحياة يا بني انا لن اعيش للابد من حقي ان اراك بين اسرتك واطمئن عليك لا يمكن ان تعيش حياتك وحيدا " 

ابتعد عنها وقال " ولكني أريد ذلك من فضلك يا أمي تفهميني "

 ولكنها أكملت الضغط على الجرح المفتوح ربما تداويه " إذن عش وحدك أنا راحله غدا إلى العزبة ولا تأتي لتترجاني بان اعود لن أفعل وأنسى آن لك ام من الاساس" ....

وتركته وانصرفت وأصبح الأمر أكثر سوءا بالنسبة له تهاوي على أقرب مقعد فهو بين نارين نار أمه ونار الذكرى ذكرى حب حياته ولكنه لم يعرف ماذا يفعل في تلك الأزمة ان امه تحاول ان تضغط عليه والذكرى تضغط عليه. هل يتركها غاضبه ام يستسلم لها واذا فعل من تلك المرأة التي يمكن ان يتزوجها دون ان تكون زوجه فعليه فهو لا يملك قلب لأي امرأة اغمض عيونه وتنهد وهو لا يعلم اين الحل .. 

كانت أختها تخبرها عن الإعدادات الخاصة بكتب الكتاب وهي تحاول أن تركز معها وأخيرا انتهت فقالت وهي تعطيها مبلغ كبير من المال

 " حسنا خذي هذا المبلغ واشتري الفستان واحجزي الكوافير واتفقي على ما يتطلب الأمر فأنا ليس عندي وقت " 

قبلتها حنان وقالت " حبيبتي يا أختي ربنا يخليك ليا.. آه محمد اخبرني اننا يمكننا الذهاب الي دمياط لشراء الاثاث بعد كتب الكتاب بأسبوع ما رأيك "

 نظرت اليها انها لم تجمع بعد ثمن الموبيليا فلم ترد فعادت حنان تقول " ريم لماذا لا تردين ماذا اخبر محمد ؟" 

حاولت الابتسام وهي تقول " دعينا اولا نفرح بكتب الكتاب ثم بعد ذلك نفكر بالزواج خطوة خطوة " لم ترد حنان وانطوت هي تحاول ان تفكر في مخرج من تلك الازمه ..


الفصل السابع

حل 

"انتهي اللقاء بالوفد الفرنسي والذي شعرت بعده بالإرهاق فتركيزها كان عالي جدا كي لا تفوت اي صغيرة او كبيرة ولاحظت ان مزاجه لم يكن كالمعتاد ودعت الوفد وعادت اليه بالكافية الذي كان به اللقاء كان يدخن سيجارته ... 

جلست وقالت " هل تحب حضرتك آن نذهب الآن ام تفضل تناول الغداء الآن ؟ "

 لم يرد عليها بل لم ينظر لها وكأنه لم يسمعها فعاودت السؤال مرة أخرى فانتبه لها وقال 

" نتناول الغداء ثم نذهب " 

طلبوا الغداء ورن هاتفها كانت حنان أشار لها آن ترد ففعلت

 " أهلا حنان ماذا هناك " قالت " محمد اخبرني آن والده تحدث مع صديق له سيمنحنا تخفيض رائع على الأثاث ولكن علينا الذهاب يوم السبت القادم فماذا أخبره " 

نظرت إليه وأخفضت صوتها وهي تقول " حنان أنا لم اجهز الأموال بعد امنحينيي بعض الوقت لماذا تتعجلون الأمر " 

ردت حنان بحزن " خسارة أنه يقول إن الرجل لديه أشياء رائعة وربما لن نجدها إذا تأخرنا على العموم سأخبره انكي لستي مستعدة بعد ولكن متى "

 قالت" لا أعلم فقط امنحيني بعض الوقت أتصرف في المبلغ "

 سألتها حنان " وماذا سنفعل في الفرح وفلوس القاعة ريم ماذا أقول "

 لم تعرف بماذا ترد إلى أن قالت " لا تكبري الأمور سأدبر الأمر اذهبي فأنا عندي عمل الآن ولا تخبري محمد أي شيء إلا عندما أخبرك " 

أغلقت الهاتف وحضر الطعام فنظر إليها وقال " أختك ؟ " 

هزت رأسها وقالت " نعم الصغيرة " نظر إليها وقال " أرى انكي تتحدثين عن المال هل تحتاجين شيء ؟ اعلم انكى تجهزين لزفاف اختك واعلم ايضا بأن عليكى ديون مالية" 

هزت رأسها وهى تندهش من انه يعرف كل شىء ولكنها قالت بكذب " لا انا لا اريد اى مساعدة شكرا"

 احترمها ولكنه لم يتركها فقال " كاذبه "

 نظرت إليه فلم يبادلها النظرة وإنما قال " احترم كرامتك ولكن أنا مديرك وإذا احتجت شيء فأنا أولى الناس بذلك " 

رفعت رأسها وقالت " أنا لا احتاج شيء يمكنني تدبر الأمر " هز رأسه ولم يكمل .. 

عاد الي الفيلا مساءا واتجه لغرفة والدته ولكنه لم يجدها نادي على الخادمة وسألها فأخبرته أنها رحلت ألي العزبة مع أول النهار.. أدرك أنها تنفذ تهديدها وتضغط عليه دخل غرفته واتصل بها ولكنها لم ترد حاول مرات اخري ولكنها كانت جاده ولم ترد القي نفسه علي الفراش فامه هي كل من له ولا يمكنه ان يعيش بدونها كما انه لا يمكنه ان يتزوج او ان يلقي بحب حياته خلف ظهره تري اين الحل لما هو فيه... 

" اسمعي يا ريم انا كنت محرجه جدا وانا اتحدث مع محمد انتى اخبرتينى ان لا اقلق من اي شيء فلماذا تغير موقفك " 

نظرت لأختها وقالت " لأنني تركت عملي مع خيري ولم يعد بإمكاني الحصول علي المال وقتما اريد فالرجل الذي اعمل معه الان ليس مثل خيري لا يعرف ظروفي وانا لا يمكنني ان اشعره باحتياجي " 

غضبت حنان وقالت " وماذا افعل انا الان كيف اخرج من هذه المشكلة ؟ "

 ربتت علي اختها وقالت " امنحيني فقط بعض الوقت وانا سأحاول ان اتصرف " 

قالت حنان والدموع في عيونها " ومن اين ستتصرفين انا اعلم كل شيء كان عليكى ان تخبريني حتي لا احلم واعيش الحلم انتى السبب في كل ذلك وكيف سأواجه حماي وماذا اخبرهم اننا فقراء ولا نملك المال وان اختي عشمتني وخلت بي انا لا اعرف ماذا افعل " وتركتها واسرعت الي غرفتها وهي منهارة في البكاء وهي لا تملك من الامر شيء 

" صباح الخير يا فندم " كان يقف امام النافذة ولم يشعر بها عندما دخلت ولكن سمعها فقال 

" لا اريد اي مقابلات اليوم الغي كل المواعيد "

 اندهشت من الامر فتحي اخبرها ان ادهم لا يتوقف عن العمل الا اذا كان طريح الفراش ..

تجرأت وقالت " اسفه ولكن هل تسمح لي اسالك هل حضرتك بخير ؟ " لم يرد عليها فتركته وخرجت 

علي منتصف اليوم رأت اختها امامها وحالتها صعبه من البكاء فقامت واسرعت اليها واجلستها وهي تسألها " ماذا حدث ماذا اصابك.. ؟" 

بعد ان هدأت قالت " تشاجرت مع محمد لأنني طلبت منه تأجيل السفر لدمياط ولم يمنحني اي فرصه وتركني وذهب في غضب "

 تملكها الغضب وقالت " ماذا اصابه هل يظن اننا اله خلقت لتنفيذ اوامره نحن لنا ظروف وعليه ان يتحملنا فلماذا يريد التحكم بنا انتم لم تتزوجوا بعد " 

قالت حنان بحزن " انا اسفه يا ريم يمكنني ان اتركه ولكن لا تغضبي مني انتى كل ما لي " 

احتضنت اختها وقالت " لا تفعلي انا اعلم انكي تحبينه وانا احاول ان احصل علي المال في اقرب وقت لا تقلقي ولا تحزني هيا اذهبي للبيت ولا تقلقي وانا ساجد الحل بأذن الله هيا اذهبي " 

ذهبت اختها ولم تنتبه هي الي ان ادهم سمع كل كلامها مع اختها التي ما ان ذهبت  حتي سمعته يناديها فعدلت من نفسها واتجهت اليه 

نظر اليها وقال " اجلسي " 

جلست وهي لا تفهم شيء فقال وهو ينظر اليها " انتى في ازمه اليس كذلك " 

نظرت اليه وقالت " انا.. لا اقصد " 

قام واتجه اليها كادت تقوم لولا ان اشار اليها فجلست وجلس امامها وقال " للأسف انا سمعت ما حدث بالخارج اسف ولكني لم اقصد " 

اخفضت عيونها فقال " لا داع للخجل انتى انسانه محترمه وانا اقدر ما تفعليه مع اختك ولكن الا تظني ان مستلزمات الزواج اكثر مما يمكنكى تحمله " 

هزت راسها وقالت " نعم ولكن كنت اظن انني يمكنني تدبر الامر ربما اطلب سلفه من حضرتك او... " 

قام وتحرك وقد قرر ان ينفذ ما فكر فيه فقال " وهل تظنين انني يمكن ان أمنحك مبالغ كبيرة واسدد ديونك وانا لم اعرفك بعد وماذا يضمن لي ان ترديها بل كيف ستردينها ومرتبك معروف " 

قالت " يمكنني ان امضي شيكات اي ضمانات تطلبها حضرتك " تراجع ونظر اليها وقال " بالطبع تعلمين انني لن افعل من شيكات لشيكات فماذا فعلنا ؟ على العموم انا اعتقد ان هناك حل.. " 

تعلقت بالأمل الذي لاح في كلماته فقالت بعيون راجيه " وما هو انا اوافق علي اي شيء " 

اقترب منها وانحني يواجه عيونها وقال " تزوجيني... " 



الفصل الثامن

اتفاق 

تراجعت من الصدمة وحدقت في عيونه من المفاجأة ظل علي وضعه لحظات الي ان قال " لماذا لا تردين ؟ " 

حاولت ان تستوعب الامر اي عرض الذي يعرضه عليها وهل يمكنها ان ترفض مثل ذلك العرض من مثل ذلك الرجل انها بالفعل معجبه به كثيرا ومن يمكنها الا تفعل مع وسامته وشياكته واخلاقه معها وغناه كلها اسباب تجعل اى فتاه تهيم بحبه ..

.قام وقال " اين ذهبتي ؟" عادت لنفسها وقالت " انا احاول ان استوعب الامر "

 ابتعد وقال " لا داع لكل ذلك انا بحاجه اليكى كما انكي بحاجه الي لذا انا اقترحت هذا الحل " 

اندهشت وقالت " حضرتك بحاجه الي كيف " قال " احتاج لزوجه لا تكون زوجه "

 لم تفهم فقالت " ماذا انا لا افهم " 

قال " انا اعتزلت الزواج منذ زمن ولكن للأسف امي لا تقبل بالوضع وتحاول ان تضغط علي من اجل الزواج وانا لا اتحمل غضب امي ولا بعدها عني ...لها مكانه كبيرة بقلبي لذا فكرت ان اتزوجك فقط من اجل ارضاءها ولكن عليكى ان تعرفي انني لن اكون الزوج الذي تتمناه اي فتاه فانا قلبي مات مع الماضي ولا مكان لأي امرأة فيه ستكونى زوجة فقط امامها وامام الجميع ولكن بيننا لا توجد اي علاقه.. انا اخترتك لعدة اسباب احترمت اخلاقك وكفاحك ثم ان ذلك الاتفاق سيمكنني من مساعدتك في زواج اختك دون حاجه الي الاستدانة او... " ولم يكمل 

طال الصمت الي ان قاطعه " انا لا اطالبك بالرد الان خذي وقتك ولو ان الوقت ليس في صالح أيا منا ولكن من حقك ان تفكري "

 لم ترد ايضا وقامت وكأنها مخدرة تحركت الي الخارج وهي لا تعرف ماذا تفعل ولماذا اختارها وهل يمكنها ان تتزوج بعد ما فعله معها ياسين هل تسمح لأي رجل ان يدخل حياتها ولكنه ليس اى رجل ثم انه اخبرها انه لن يكون زوج وانما مجرد شكل امام امه والمجتمع اذن فى حياته امرأة اخرى.. فماذا تفعل هل توافق ام ترفض ام ماذا تفعل ..

بالطبع كانت حالة اختها صعبه ومنهارة ولم تتحدث معها اغلقت علي نفسها وظلت طوال الليل تفكر ماذا عساها تفعل.. 

في الصباح اتصلت بمحمد ولكن كلامه كان واضح من انه يريد رؤيه الاثاث الذي اخبره عنه والده وانه لن يقبل باي شيء سواه وانهم لم يصدقوا معه. كما اتصل بها احد المدينين يذكرها بموعد السداد .. لم تجد ما تقوله ووجدت نفسها تغلق الهاتف وتتجه الي العمل وداخلها صراع غريب هل يمكنها ان تقبل بذلك الاتفاق وتحكم عل نفسها بان تعيش هكذا دون حب مع رجل يحب امرأة اخرى ..حياة تقوم علي الغش ولكن اختها بحاجه اليها وعليها ان تضحي مهما كان الثمن عليها ان توجد المال وتزوجها ثم يفعل بها ما يشاء والامر ليس بسيء ادهم رجل تتمناه اي فتاه فما الخطأ في ان توافق...يكفى انها ستكون زوجته  

انتهي من لقاؤه ودونت هي كل ما تم في اللقاء وانهت الأوراق التي أمامها واتجه هو إلي مكتبه وقد أثقله هم والدته التي لا ترد عليه ولكنه لم يبدي ضيقه 

سمعها وهي تقول " هل تأمرني بشيء " لم ينظر اليها فادركت انه ليس علي ما يرام

 فقالت " هل حضرتك بخير ؟ " نظر اليها وقال " هل فكرتي بالأمر ؟ " 

هزت رأسها فقال " وماذا " 

نظرت اليه وقالت " تعلم انني ساوافق انا بحاجه للمال من اجل اختي كنت تعلم اليس كذلك " 

ابعد نظره عنها وقال " لا يهم المهم انكي وافقتي اذن علينا ان نعد للأمر لابد ان تراكي امي وتعرف انكي من عائله معروفه ولكن من الصعيد كي لا تسال   عنكي وعليك ان تغيري من نفسك وملابسك لابد ان تبدين من اسرة غنيه "

 نظرت اليه وقالت " هل تريدني ان اغشها " قام وقال " انا اريد ان اخرج من هذا الكابوس واعود الي حياتي ولكني اعلم ان الامر ليس بسهل امي لن تتنازل هذه المرة لذا علي ان احقق لها مرادها وانتى ستنفذين "

 قالت "ولكني لا اوافق علي خداعها ما بني علي خطأ فهو خطأ "

 ابتسم وقال " علي اساس ان الزواج اصلا صحيح لا تدعين البراءة الان الامر حسم وانتهي " 

قالت بضيق " لا لم ينتهي انا لا اوافق لن يمكنني ان اخدع ام ثم كيف افعل شيء لم اعتاده ولماذا ؟"

 اتجه اليها وامسكها من ذراعها وقال بغضب " لقد وافقتي وانتهي الامر لن يمكنكى التراجع الآن انتى لم تعرفيني بعد فلا تحاولي ان تثيري الوجه الاخر مني وما قلته ستفعلينه والان سنذهب لشراء ملابس غير    تلك الملابس ثم تفعلي شيء بشعرك هذا اما اختك فستحصلين مني علي جزء من المال وسأسدد ديونك وبعد كتب الكتاب الجزء الباقي كي اضمن الا تعودي في كلامك فانا لا املك صبر للعب العيال هل فهمتي "

 تراجعت من نبرته وهي تهز رأسها وقد دق قلبها خوفا منه وقالت " ذراعي حضرتك تؤلمني " 

انتبه لذراعها فتركها واتجه الي مكتبه اخذ جاكتته وعاد جاذبا إياها إلى الخارج 

اشتري لها الكثير من الملابس كان يدخل أفخم المحلات يجلس والجميع يخدمونه بطريقه مبالغ فيها ورغم أنها لم تعرف ماذا تفعل وكأنها فقدت الوعي الا آن عقلها لم يستطع آن يستوعب ما يحدث لها أوقف سيارته أمام منزلها وقال

 " غدا ستاتين معي أعرفك على امى لا تنسي ما اخبرتك به عن عائلتك هل فهمتي " 

هزت رأسها كادت تنزل لولا ان قال " متي كتب كتاب اختك "

 ابتلعت ريقها وقالت " بعد الغد " لم يرد لحظه ثم قال " حسنا اذهبي ولا تنسي

 آن تخبري أختك بالأمر كي لا تفسد الأمر امام أمي انتى ليس لكي احد هل فهمتي "

 لاحت الدموع في عيونها فلم تنظر إليه وهي تهز رأسها وتركته وذهبت وهي لا تعلم بأي كابوس القت نفسها ولماذا لا تتركه

 ولكنها أدركت أنها لم تستطع أن تحارب رجل مثل ادهم وماذا تفعل لو تراجعت من اين ستحصل علي المال لزواج اختها... 

القت بالأكياس التي معها علي الفراش والقت بنفسها بجانبهم وهي تحاول 

ان تستوعب ما يحدث لها ولكنها لم تستطع لقد


 بدا لها من اول الامر انسان رائع ولكن اليوم رأت شخص آخر اخافها

 فلم يعد امامها الا الخضوع والاستسلام لهذا الاتفاق.. 


                    الفصل التاسع من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-