CMP: AIE: رواية الوحش والنمرة الفصل الثانى2بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية الوحش والنمرة الفصل الثانى2بقلم داليا السيد


 رواية الوحش والنمرة 

الفصل الثاني 

بقلم داليا السيد

عيونك  

عندما عادت حنان كانت هي قد اصبحت في وضع افضل بكثير فقد ادركت انها تعلقت


 بحبال ذائبه وها هي اوقعتها لذا عليها ان تصعد مرة اخري الي قمة الواقع ولا تترك نفسها 


لتدهسها اقدام الماضي والاوهام ...فهي دائما ما كانت تجبر نفسها على أن تكون أقوى من الأزمات وألا تضعف مهما كانت المشكلة إذا كانت في كل


 مرة تهزم آلامها وتترك أحزانها خلفها لابد أن تحارب من أجل أختها وربما من أجل نفسها فهى


 تعلمت دائما ان تواجه قدرها وبشجاعة دون هروب او ربما كانت مشاعرها ليست بالحب الكافى الذى كانت تظنه..

نظرت اليها حنان وهي تتناول العشاء وقالت " اراكي افضل حال من الاول " 

هزت رأسها وقالت " نعم لا تقلقي انا بخير وعدت لنفسي "سألتها  " الن تخبريني ماذا اصابك ؟ " 

عبثت بالملعقة وقالت " مجرد ذكري مؤلمه مرت وانتهت فلا داعي لذكرها مرة اخري ها اخبريني كيف حال محمد هل قابلتيه اليوم " 

هزت حنان رأسها فهي تعلم ان ريم لن تحكي لها اي شيء هكذا عرفتها وهكذا ستكون ... دائما ما تغلق علي احزانها ابواب قلبها ولا تشارك فيها احد طوال   عمرها وهي تراها قويه وصلبه تستمد منها الشجاعة علي مواجهه الحياة لذا اندهشت اليوم عندما رأت حالها ولكن هي ايضا كانت تعلم انها لن تخبرها باي شيء فاستسلمت وقالت

 " نعم قابلني عند الصيدلية وعاد معي ولكن طبعا لم يصعد .. " 

هزت ريم رأسها وقالت " هانت كلها ايام وتكتبوا الكتاب ويصبح من حقه ان يأتي ويجلس معكي وقتما يشاء هل حددتم موعد الزفاف ؟ " 

هزت حنان رأسها وقالت " اخبرته ان يحدده معكي لا يمكنني ان أتخطاك انتى امي واختي وابي وكل شيء وهو يدرك ذلك جيدا " 

ابتسمت بحنان لأختها وقالت " حبيبتي انتى بالفعل ابنتي ولستي اختي .." 

قالت حنان " ريم انا لا اعرف كيف يمكن ان اتزوج وأتركك وحدك ... ولا اعرف لماذا ترفضين كل عريس يتقدم لكي ريم لابد ان تعيشي حياتك انا اشعر انني السبب و..." 

قاطعتها بحنان " لا طبعا انتى لستي السبب انا فقط لم افكر بالزواج واكيد لم اجد الرجل الذي يمكن ان اشاركه حياتي فلا داع لان تقلقي انا احب حالي هذا ولا اعترض عليه .." 

حاولت حنان معها " ولكن كيف ستعيشين وحدك ؟ " ابتسمت وقالت " انتى لن تهاجري ستزورينني وازورك ولن نفترق اليس كذلك " 

ردت حنان " بالتأكيد ولكن .." قاطعتها " ليس هناك لكن هيا فلتخبريني متي تريدين الزواج لأحدد مع محمد ولا تقلقي ..ثم اننا احضرنا تقريبا كل ما يلزمك والاشياء المتبقية اعدك ان احضرها ..." 

قامت حنان واتجهت اليها واحتضنتها وهي جالسه وقالت " انا بحبك اوي يا ريم ولا اعلم كيف ارد لكي كل ما تفعليه من اجلي " 

ربتت علي ذراعيها وقالت " كفي عن هذا الهراء ليس بين الأخوات ذلك الكلام .. وهيا انا عندي عمل كثير هناك رساله لاحد الطلبة يريدني ان اترجمها له عليكى انتى بالمائدة هيا ..." 

قبلتها حنان وقامت هي لعملها الاضافي فهي تعمل كمترجمة للإنجليزية التي اتقنتها خاصه بعد ان تخرجت من كلية آدب انجليزي ثم اكملت بكورسات تدريبيه للغة الفرنسية ايضا ثم بدأت ذلك العمل الذي فتح لها مصدر مالي جيد ساعدها في ان تنفق علي دراسة حنان وكذلك تجهيزها للزواج 

"صباح الخير يا فندم " وضعت الملفات امام خيري فنظر اليها وقال " كيف حالك اليوم هل ارتحت امس " 

حاولت الابتسام وهي تقول " الحمد لله انا افضل شكرا لحضرتك "

 هز رأسه وقال " حسنا عندي لكي عمل بالمساء هل لديكي وقت "

قالت " بالطبع يا فندم انا تحت امرك " قال " احد الاصدقاء قابلني امس وكان يعاني من انه يحتاج الي مترجم هو لديه شركه سياحه معروفه والمترجمة الخاصة به تزوجت وسافرت وهو بحاجه لبديل .." 

قالت " ولكن انا لست متفرغه انا اعمل هنا " قام الرجل واتجه اليها ووقف امامها وقال " اعلم ولذا اتفقت معه ان تعملي عنده بالمساء فقط فوافق ولم يعترض لأنني اخبرته انكي ممتازة ولكني لا استغني عنكي ها ما رأيك ؟" ..

لم تفكر فهي بحاجة للعمل ولا شك خاصه لتجهيز اختها وسداد ما عليها من ديون فهزت رأسها وقالت " بالطبع اوافق يا فندم وانا اشكرك لان حضرتك رشحتني "

 ابتسم وقال وهو يتحرك للخارج " حسنا هو في انتظارك بالغد " ناولها كارت وقال " هذا هو الكارت الخاص به وبالشركة وهو ينتظرك غدا في الخامسة ..هيا انا ذاهب هل تريدين اي شيء " هزت رأسها وتابعته وهو يخرج ولم تنتظر ..

في الخامسة كانت تتقدم الي مكتب السكرتارية وقالت " مساء الخير لو سمحت انا ريم البنهاوي عندي موعد مع الاستاذ ادهم " 

نظر اليها وامسك الهاتف ليبلغ بوجودها ثم اشار اليها وقال " تفضلي هو بانتظارك .."

 تحركت الي الداخل لم تعرف بماذا تصف المكان انه رائع ومريح كل شيء به ثمين ولكن بسيط عالي الذوق لدرجه لا يمكن وصفها كانت تظن ان صاحب الشركة مثل خيري في نفس سنه وشكله ... 

كان يضع رأسه في تلك الاوراق التي امامه الي ان قالت " مساء الخير .." 

رفع رأسه ونظر اليها تأمل عيونها الزرقاء ووجهها الابيض المستدير ورموشها الطويلة    التي تتأرجح فوق عيونها وشعرها البني القصير المموج المشدود الي الخلف وقوامها المشدود في فخر وكأنه يعلم انه مثير للناظرين كما لوان بها شىء جذبه لها ولكنه لم يعرفه .. 

تراجع في كرسيه وهي تتأمله بعيونه التي لم تتبين لونها وبشرته البرونزية ووجهه الطويل وملامحه الصارمة وشعره الاسود الناعم المصفف بعنايه   حتي ملابسه كانت بسيطة ولكن واضح عليها الثراء واندهشت من انه لم يشبه خيري كما ظنت فهو اصغر بكثير ربما لم يتجاوز منتصف الثلاثينات ...

نظر الي عيونها كم هي جميله لونها الازرق يجذب من يراه ربما يذكره بجمال البحر. . 

قال بصوت بدا عميق وهادئ " مساء النور آنسه ريم تفضلي " 

جلست امامه فقال وهو يعتدل في كرسيه " اخبرني الاستاذ خيري انكي متميزة في عملك " 

قالت بثقه " الاستاذ خيري يحبني وربما يجاملني " قام فبدا امامها عملاقا بقامته العالية وقف امامها فاضطرت ان تقف فبدت قصيرة جدا امامه  

نظر في عيونها وقال " تعلمين ان لون عيونك مثير للأعجاب " احمر وجهها من كلماته وارتبكت لحظه ولم تعرف ماذا تقول ....



                    الفصل الثالث من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-