رواية طفلة في صحراء الذئاب
التعريفات💛💛 والاول
ادم السوهاجي :يبلغ من العمر 28 عاماً... خمري اللون... ذو جسد مشدود وعضلات مفتوله..
وسيم...شعره اسود كثيف.. طويل القامه..
من اكبر رجال الاعمال في عائله السوهاجي..
بطل الروايه 💛
****************
ندي السوهاجي :بطله الروايه 💛تبلغ من العمر 24 عاماً.. ذو جسد ممشوق.. بيضاء اللون.. شعرها بندقي طويل .. عيناها خضراء كأوراق الشجر..
قصيرة القامه... في كليه هندسه..
****************
صفاء المُحمدي :والده ندي السوهاجي
تبلغ من العمر 55 عاماً.. قصيرة القامه.. ذو عيون زرقاء.. بيضاء اللون... شعرها اسود وقصير..
****************
عاصم السوهاجي :والد ندي السوهاجي.
يبلغ من العمر 57 عاماً..قصير القامه..
شعره اسود خفيف... عيناه بندقية..
خمري اللون..
*************
مليكه المنشاوي :
تبلغ من العمر 26 عاماً ذو جسد مشدود.. وبيضاء اللون.. شعرها اسود.. طويله القامه.. عيناها فيروزيه.. من ابطال الروايه...
************
جاسر الحديدي..
طويل القامه.. شعره اسود. عيناه زيتونية..
ذو جسد مشدود... وعضلات مفتوله..
يبلغ من العمر 30 عاماً... من اكبر رجال الاعمال في عائله الحديدي...
***********
منه السوهاجي..
شقيقه ادم السوهاجي.. تبلغ من العمر 23 عاماً..
قصيرة القامه... بيضاء اللون... شعرها احمر.
عيناها عسليه... تدرس في كليه الهندسة..
************
مراد الهاشمي...
شقيق ادم السوهاجي... يبلغ من العمر 26 عاماً..
خمري اللون.. وسيم... ذو هيبه كبيرة... وجسد رياضي... وعضلات مفتوله... من احدي رجال الأعمال في عائله الهاشمي.. يعمل في شركات السوهاجي..
*************
بارت 1 من روايه طفلهُ في صحراء الذئاب..
في احدي القصور الفخمه بالريف .... كانت تقفُ تلك الفتاه ذات البشره البيضاء الصافيه... وتلك العيون الخضراء مثل اوراق الشجر... وشعرها المنسدل خلفها باناقه الملون باللون البندقي....
كانت تقفُ امام ذلك الباب اللعين.. تستمع لحديث والدها المُلطخ بسواد مستقبلها.... تكتم شهقاتها بيدها.... وجهها الملون باللون الاحمر اثر كتم شهقاتها.... تسيل تلك الدموع من عيناها... تلسع وجهها الصافي البرئ... كان حديثه يلجمها لارض الواقع بقسوه... كانت تريد ان تنشق الارض وتبتلعها.. انهارت جميع حصونها مهدمه بالصخور... انهار كيانها الشامخ ارضاً... شعرت بأنها ريشه رقيقه.. تهوي من شجره باهته...
حاولت التماسك قدر الامكان حتي لا تقع غائبة عن العالم... كانت تريد انعاش لقلبها الفاقده للحياه...
عاصم بجديه :بنتك هتتجوز يا صفاء يعني هتتجوز... البت بقت كبيره مش صغيره.. وبعدين هي هتتجوز حد غريب... دي هتتجوز ابن عمها... اكبر رجال الاعمال في القاهره... اي يا صفاء فوقي.. ولا عاوزة تتجوز حد غريب يدخل وسطينا... وياخد كل حاجة.... وساعتها يرميها عضم....
نظره له صفاء نظرات استحقار.. وعدم رضا.. تفكر في ابنتها... وكيف يكن ذلك الخبر عليها... صواعق تنزل علي قلبها... تلسعها آلماً وقهراً.. ليس بيدها اي شئ لفعله... قاسي.. ومستبد... كانت تتمني لو ان تتخلص منه وتعيش هي وابنتها في راحه تامه....
=ردت عليه صفاء بحديه وتحدي :يعني انت كل اللي همك فلوس البت.. وميراثها.. مش همك انها لسه صغيره... وده هيأثر عليها ازاي... يا راجل اختشي علي دمك.... البت هتكمل تعليمها ازاي..!؟ وافرض لو كانت مش قبلاه هتعيش معاه ازاي..!؟
عاصم بصرامه واصرار :خلص الكلام يا صفاء.. بنتك هيتكتب عليها بعد يومين... وهكلم ابن عمها... يجي يتجوزها.. وانا عارف انه هيوافق..
صفاء بسخرية :اي لحقت عرفت انه هيوافق بالسرعة دي... وانت نسيت اللي انت عملته فيه.. ده مش بعيد يتجوز بنتك علشان ينتقم منك اشد انتقام... وبنتك هي اللي تشيل الليله... بلا هم... رجاله اخر زمن.... احمد ربنا انه صابر عليك.. ده صبره طال ايوب...
نظر لها بحده.. وقد اسودت عيناه من الخوف.. حل بها الظلام المُخيم... تذكر ما فعله ب ادم السوهاجي... ويعلم انه سوف يخوض معركه معري فيها من كافه الاسلحه... ويفكر ما الذي يخفيه ادم السوهاجي عنه منذ هذا الوقت...
زفر عاصم بضيق وزمجر بخشونه قائلاً بحديه مرتعشه من فرط القلق عليه.. :لا هيوافق يا صفاء... متدخليش انتي بس في اللي ملكيش فيه... جواز بنتك هيتم... والبلد كلها هتحضر الفرح.... ومتفتحيش بوقك بكلمه تانيه بدل ما اخرسك خالص... بلا هم....
وهب عاصم واقفاً بجموديه... وهو يخرج من المكتب.....معلناً سيطرته علي كل شئ ونجاح خطته الخبيثة...
فتح عاصم الباب ووجد ندي تقف امامه بذهول... عيناها منتفخه اثر بكائها.... ترمقه بنظرات الخذلان والكره...
رمقها عاصم بنظرات السخريه.. وارتسمت ابتسامه سوداء علي ثغره ومال علي اذنها هامساً بنبره مستفزه.. :مبروك يا عروسه.. روحي جهزي نفسك بقا ها.... مش عايزين عياط ومناحه.. احنا مش في عزا.... وابتعد عنها... ناظراً لها بشماته... صاعداً لغرفته لاكمال خطته...
اندفعت ندي ناحيه الباب بقوه... صوت لهاثها مسموع بشده... كان من يراها.. يظن انها قد فقدت الاكسجين من رئتيها.... توقفت انفاسها لوهله من الذعر... ارتسم الخوف والقلق علي ملامحها.... شدت في خصلات شعرها بجنون... وصاحت بوالدتها التي تجلس بلا حول ولا قوة قائله بعنف :انتي هتسبيه يجوزني لادم السوهاجي. انتي واعيه اللي قاله... انا ما اعرفش عنه حاجة.. مشوفتوش اصلاً... وانتي لسه قايله ليه طار عند ابويا... يعني مش بعيد ينتقم مني بسببه.. انتوا بتعملوا فيا كده لي... ارحموني بقي....
ووقعت علي الارض ألم... وزاد بكائها الهيستيري.... كانت تسيل دموعها بحسره.. تريدها عجزاً فوق عجزها وذعرها... هي ندي السوهاجي لا تخشي اي شئ... حطمت بالكامل... وبدات اللامبالاة والعجز والبرود.. تسطر صفحات جديدة من حياتها المدمرة...
هبت صفاء من علي الكرسي متجه لابنتها الصامته... والذي حل عليها شحوب بشرتها...
اقتربت منها ودنت لمستواها.... واحتضنتها بقوه... تخشي فقدانها.... كانت تغرز اظافرها في جسدها... خوفاً من ضياعها... مستقبلها المجهول... وجنود تلك الحرب التي سوف تخوضها... سوف يقضون عليها بالكامل...
ندي بقهر :لي... لي عمل كده.. كل ده علشان الميراث. ملعون ابو الفلوس اللي تخلي اب.. يعمل في بنته كده.. ميراث اي اللي يجوزني لواحد انا ما اعرفش عنه حاجة... اسماً ابن عمي.. لكن انا مش بعترف بيه.... ميراث اللي خلاني ما اتعرفش علي الناس علشان خاطره.. وتعليمي.. هكمله ازاي... بعد ما عافرت ووصلت لحلمي.. الاقيه في غمضة عين بيتهد...
ربتت صفاء علي كتفها بحسره... قائله برجاء :اهدي يا بنتي.. انا قلبي بيتقطع عليكي.. ربنا ينتقم منه المفتري.... يحسر قلبه زي ما حسر قلبي عليكي.... اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين.... اهدي يا نور عيني...... مش مهم ربنا معانا. قادر يغير حكمه..
نظرت لها ندي بسخريه :مبقتش فارقه.. هو كدة كدة دمرني خالص.. ! نهاني من علي وش الدنيا......!!حتي اللي بحبه راح من ايدي خلاص..!! شهقت صفاء بصدمه قائله :انتي بتحبي يا ندي.. بتحبي حد غريب... مش من وسطينا.. انتي عارفه لو ابوكي سمعك بتقولي الكلام ده هيحصل اي!!! هيدفنك صاحيه..!! قابلتيه فين ده يا بنتي!!؟
ندي بسخريه :اي انتي عموتي علي عومه خلاص.. غسل دماغك.. وعلي العموم قابلته في الجامعه.. متعرفين علي بعض حوالي 5شهور... وكان هيجي يتقدم ليا... بس لسه ظروفه متسمحش... ارتاحتي... خليني بقي اشوف مستقبلي الزفت ده..!!
صفاء بقله حيله :انا ما اقصدش يا بنتي.. بس كلامك وغوشني اوي..!!
ندي ببرود :خلاص.. كل شئ انتهي....!!
ارتجفت شفتاها من تلك الرعشه التي تملكت جسدها.. زاد هدير انفاسها... كانت تشعر بأنها قد فقدت حركتها بفعل تلك الصخره الكبيره التي دمرتها كلياً....
كان الصمت قد ساد المكتب...
هبت ندي من حضن والدتها واقفه بلامبالاه.. تتجه نحو الباب دون اي حديث.... كانت تشعر بأنها قد فقدت النطق تماماً.. اثر تلك الصدمات اللعينه..
خرجت ندي من الباب تاركه والدتها في صمام ذهولها.... متجهه لغرفتها....
******************************
عند ادم السوهاجي....
في شركه ادم السوهاجي..
كان يجلس علي كرسيه... يريح جسده عليه... وبيده بعض الاوراق الخاصه بالعمل.... ويقطع اندامجه في العمل... صوت طرق هاتفه...
وضع ادم الاوراق علي المكتب... والتقط هاتفه ونظر له... ووجد عمه عاصم السوهاجي...
تأفأف ادم عند رؤيته ذلك الاسم... وكان يراوده احداث ذلك اليوم المشؤوم... يجمع جميع غلطاته... لكي يأتي يوماً ما ويحاسبه عليها....
رد ادم علي عمه قائلاً ببرود :اهلاً يا عمي...
عاصم بفرح والخبث يتطاير من عينه :اهلا يا ادم.. ازيك يا غالي...
ادم ببرود :خير يا عمي.. بتتصل دلوقتي لي!!؟ في حاجة حصلت..!!؟
عاصم بمكر :انا كنت محتاج منك خدمه.. لو مفيهاش اساءة ادب...!!؟
عاصم بصرامه :اتفضل...!
عاصم بخبث :انت عارف ان ندي بنتي بقت عروسه ما شاء الله... وجه الاوان تروح بيت عدلها.... فمفيش حد نقدر نثق فيه غيرك...! وانت عارف مفيش حد في الريف بيتجوز من برا عيلته..! واحنا خايفين علي البت!! لتتجوز حد وياخد كل حاجة ليها ويرميها بعد كده..!
فأحنا عاوزينك تتجوز بنتنا ندي..!
ارتسم علامات الذهول علي وجه ادم... وكان مراد يراقبه بعدم فهم..! شعر بأن ثقل شديد نزل علي قلبه من سماع حديثه اللعين...كيف يجرؤ علي طلب هذا...!!؟ ولكن فكر بعد ذلك بأنها فرصه ثمينه.. للانتقام من ذلك اللعين....
مط شفتيه ببرود وخبث قائلاً :وانا موافق... تحب الفرح يبقي امتي.. بس اعمل حسابك يا عمي..جوازنا هيبقي صوري قدام الناس في القاهره... يعني بنتك هتيجي القاهره معايا علي انها بنت عمي وبس.. وبعدين هي في كليه اي دلوقتي...
عاصم بفرح :هندسه...
عاصم ببرود :اممم... هتيجي معايا كانها بتكمل تعليمها وبس.. فاهم يا عمي.!. ولا نفضها سيره...!!
عاصم بتمسك شديد :لا يا ادم. فاهم.. صوري صوري.. مش مهم... المهم تكون في بيت عدلها...
ادم بسخريه :اي.. انت مستعجل اوي كده..!!؟
عاصم بخبث :ما انت عارف البت بقت عروسه دلوقتي... ومحدش مش بيتجوز دلوقتي...
ادم ببرود :طيب انا بكره هاجي البلد... وهنحدد كل حاجة.. عن اذنك بقي علشان عندي شغل ومش فاضي...!!
واغلق ادم الخط دون انتظار رده...
مراد بعدم ارتياح :انا حاسس ان في حاجة مش مظبوطه... انت ناوي علي اي..!! اوعي تمرمط البت معاك...!! اه هو عمك واطي.. بس البت ملهاش زنب...
ادم بسخريه :وافرض ان هي اللي قالتله يعمل كده.. اصل العيله دي كلها زباله... مفيش فيهم غير صفاء عمتي اللي عدله....
مراد بفروغ صبر :وافرض ولو واحد في الميه انها مجبوره عليك هتعمل اي..!!؟
ادم ببرود وملامح متجمده :عادي... مش هي دخلت مملكه ادم السوهاجي.. يبقي تستحمل بقي...!! اللي بيدخل مملكه ادم السوهاجي.. مش بيخرج منها الا وهو ميت...!
كاد مراد ان يتكلم ولكن قُطع حبل كلامه صوت طرق الباب.....
ارتسمت ملامح الجمود علي وجه ادم.... وقال بخشونه :ادخل...
دخلت السكرتيره وهي تتقدم بعض الخطوات بتمايل... وادم ومراد لا يعيروها اي اهتمام...
نيروز بدلال :مستر ادم.....في ورق كنت عاوزة حضرتك تمضي عليه....
كان ادم ينظر للورق الذي في يده ولا ينظر لها.. قائلا بصلابه :حطيه علي المكتب وامشي...
اقتربت نيروز بعض الخطوات لتصل لادم ولكن منعها... واشار بيده بأن تقف مكانها... كما كانت...
بهت وجه نيروز من ذلك القرار... وتجمد الدماء في جسدها... ووضعت الورق علي المكتب وخرجت وهي مطأطأه الرأس....
مراد بقرف :انا مبحبش البت دي... مستفزه.. ومتسهوكة كده في نفسها...!!
ادم بسخريه :انت فاكرني نايم علي ودني. ومش عارف حركتها الرخيصة اللي ذيها...!!؟
مراد بملل :طيب خلينا في الموضوع اللي كنا بنتكلم فيه..؟!
ادم ببرود :موضوع اي يا مراد.. هو فين الموضوع ده اصلاً... واحد وهيتجوز بنت عمه.. اي الموضوع في كده...!؟
مراد وهو يجز علي اسنانه :ادم... متجننيش.. انت عارف.. انه مش موضوع جواز وبس.!!
ادم بجموديه :مراد...انا مش عيل صغير.. انا عارف انا بعمل اي كويس...!! وبلاش كتر كلام في الموضوع ده..!
دخلت مليكة.. بدون ان تطرق علي الباب... واقتربت من ادم.... والتصقت به قائله بدلال :وحشتني اوي والله...
ازاحها ادم بعيداً عنه قائلاً بصلابه كالفولاز جعلت جسدها يرتجف... :خير يا مليكة... في ايه!!؟
مليكة بخبث :ولا حاجه كنت جايه اطمن عليك..!!
كان مراد يراقبها بنظرات الاستحقار والاشمئزاز...
هب مراد واقفاً... قائلاً بحديه وهو ينظر لمليكة :ادم انا همشي بقي.. علشان ورايا مشوار.. وبعيد عنك الاكسجين اتشفط فجاه...
ادم بجموديه :روح يا مراد.. وانا هبقي اكلمك بعدين...
خرج مراد من المكتب.. يلعن تلك الحربايه التي دخلت حياه ادم.... فهو لا يشعر بالرضا عند رؤيتها....!!
مليكة بضيق :هو صاحبك ده.. فيه حاجه...مش بيطقني اول ما بيشوف وشي لي!!؟
رمقها ادم بنظرات الغضب... واحتقن وجهه باللون الأحمر.... وبرزت ذلك العرق من رقبته الذي يدل علي غضبه الشديد....
انتفضت مليكة من مكانها.. وشحب وجهها.. وانسحب الدم من جسدها... كانت تشعر بأنها قد اثارت غضبه عليها بحديثها الباهت...
كانت تشبه الارنب المذعور....
صاح بها ادم بصوت مُخيف بعض الشئ قائلاً :مليكة... انتي ملكيش حق.. تدخلي في اللي ملكيش فيه... انتي نسيتي نفسك ولا اي..!!اياكي اشوفك بتجيبي سيره مراد بالسخافه دي تاني انتي فاهمه... والا قسماً بالله.. لا اربيكي من اول وجديد يا مليكة. انتي فاهمه ولا لا..!!
اومأت مليكة راسها بالموافقة... وسرعان ما دفعها ادم بعيداً عنه... وخرج من المكتب.. صافقاً الباب خلفه بقوه..
وقف ادم امام الامن قائلا :قفلوا الشركه.. وخرجوا كل الموظفين.. وخرج الحربايه اللي في المكتب بتاعي فاهميم..!!
الامن برعب ؛تحت امرك يا ادم بيه...
وخرج ادم من الشركه.. والجميع يرتعب من هيئته الغاضبه.... ركب ادم سيارته.. صافقاً باب السياره خلفه بقوه... دليلاً علي غضبه.. وانطلق عائداً للمنزل....!
************************
في مكتب ادم...
كانت تجلس في صمام ذهولها. والغضب يرتسم علي وجهها.... قائله بعنف :ماشي يا ادم... والله ماهسيبك الا وانت ليا.. ونشوف مين اللي هيكسب..
وخرجت من الشركه لاعنه ذلك اليوم باكمله...
************************
عند عاصم السوهاجي...
صعدت صفاء لغرفتها... وهي لا حول ولا قوة لها.... تسب ذلك الرجل الظالم المستبد..
دخلت صفاء الغرفه... وهي لا تنظر له.. كأنه ليس موجود بالغرفة....
جلست على السرير.. واعطته ظهرها...
نظر لها عاصم بسخرية وحاول توبيخها قائلاً :اي.. شايله طاجن ستك لي...ولا تكوني زعلانه علشان المحروسة بنتك هتتجوز.. ثم خبط علي راسه بكف يده قائلا بسخرية واستفزاز :الا انا نسيت اقولك... ادم وافق علي بنتك.. وهيجي بكره البلد علشان يحدد معاد الفرح.... انبطي يا هم....
نزل ذلك الخبر عليها كالصاعقه.. وسالت دموعها الهاربه علي وجهها.. معلنه استسلامها للواقع القاسي.... تاركه امرها لله وحده...
وناموا هما الاثنان...
*********************
في غرفه ندي..
كان الظلام قد اسدل ستاره ليلاً
كانت تقفُ امام النافذه.. تنظر لتلك النجوم المضيئة في السماء.... وقطرات دموعها تتساقط كالامطار..... اصبح الكبتُ والحزن اثراً جانبياً عليها... تشعر بأنها تهشمت تماماً.. اصبحت دميه رخيصه... تُباع وتُشتري... لا يحق لها الاختيار في اي شئ... مطوقه بطوق العبوديه والاهانه...
كان حظها الاسود.. لا يجيب اخر امنياتها..
التقطت هاتفها من جيبها... وصممت بالاتصال علي حبها المنتهي منذ ذلك اليوم.. لتخبره بذلك الصاعقة...
اتصلت ندي علي جاسر الحديدي.... تدعي ربها بأن يجيب سريعاً...
اجاب جاسر بعد عده محاولات... قائلاً بلهفة :ازيك يا ندي.. عامله اي... وحشاني..
ندي بصوت مبحوح :جاسر.. انا كنت عاوزة اقولك علي حاجه.. بس غصب عني...
جاسر بقلق من نبره صوتها :قولي يا ندي... صوتك مش مريح..!!؟
ندي بانكسار :انا هتجوز...!
نزل ذلك الخبر علي جاسر كطعنه خنجر سام.. قائلا بعدم تصديق :انتي بتتكلمي جد... انتي بتعملي مقلب فيا.. علشان تشوفي رد فعلي..!!
ندي بانكسار ودموعها تسيل قهراً :هو ده اللي حصل... انا مغصوبه والله يا جاسر...
جاسر بعصبيه :وانتي مش هتتجوزي يا ندي. علي جثتي.... وهاخدك منه يا ندي. اياً كان هو مين!!
واغلق جاسر الهاتف دون انتظار ردها.....
توجهت ناحيه السرير.. والقت نفسها عليه... تاركه العنان لدموعها وصرخاتها التي تدوي كل جزء في جسدها.... تنتظر محاكمه السماء والأرض...
غائبة عن كل ما يحدث حولها...
***********************************
عند ادم السوهاجي....
وصل ادم لمنزله بعد ان هدأ البركان الذي كان بداخله..... نزل ادم من سيارته.... وتوجه ناحيه المنزل.... وفتح الباب بالمفتاح....
دخل ادم المنزل.. ووجد اخته الوحيده جالسه علي الاريكة تشاهد التلفاز....
ابتسم ادم لها واغلق الباب خلفه بهدوء.. واقترب منها وجلس بجانبها علي الاريكة وضمها له.
ادم بحنان :ازيك يا قرده..
احتضنته منه بكل قوتها.. قائله برقه :انا الحمد لله يا ادم....
ربت ادم علي ظهرها قائلاً بلطف :انتي ما نمتيش لي لحد دلوقتي..!!
منه بمرح :هو انا من امتي بنام.. غير لما انت بتيجي...!!!
ادم بمرح وهو يقرص خدها :طيب قومي نامي علشان ورانا سفر الصبح...!!
ابتعدت عنه منه قائله باستغراب :سفر اي!؟
ادم ببرود :هنروح علشان اكتب كتابي علي ندي بنت عمي.. وعمك عاصم...
منه بصدمه :انت بتستهبل... عاوز تتجوز الحربايه دي.. مش كفايه اللي عملوه فينا..
ادم بلطف :اهدي يا منه..انا بعمل كل ده علشان انتقم منه اشد انتقام.... مش علشان سواد عيونه....!!؟
منه بسخرية :وانت فاكر ان الحربايه دي.. هتبقي علي نيتها زي عمتي صفاء.. دي هتبقي شاربه الكره والخبث من ابوها... دي عيله كلها زباله..
ادم بسخريه :متقلقيش... هنهيها هي وابوها... مش هخليهم يتهنوا ولو للحظة واحدة...
منه بخوف :يارب استر.....
ادم بلطف :هيستر متقلقيش.. اطلعي نامي.. وانا كمان هنام علشان نصحي بدري..!!
اومأت منه راسها بالموافقة.. وصعدت لغرفتها ولحقها ادم...
دخل ادم غرفته.. وخلع سترته والقاها علي الكرسي باهمال...
وتوجه لخزانه الملابس واخرج منها بيجامه رمادية واسعه... وبدا في ارتدائها.....
انتهي ادم من ارتداء ملابسه وجلس علي السرير يفكر ما الذي سوف يحدث غداً... وهل حقاً ليست مثلهم.. ام ماذا....
غرق ادم في التفكير.. حتي تمكن منه سلطان النوم... وذهب في سبات عميق...
عافلين عن ما سوف يحدث غداً..
الفصل الثاني
استيقظت تلك الفتاة واشعه الشمس تداعب خصلات شعرها البندقي.... بدات تفتح عيناها بتماطل.... لتظهر جمال عيناها الخضراء... رمشت عده
رمشات.. ثم اغمضت عيناها مره اخري بسبب اندفاع ذلك الضوء.... بدأت تفتح
عيناها مره اخري بهدوء.. بعد استيعاب ما يحدث.. بدأت الرؤية بالوضوح تماماً.....
نهضت من فراشها بعدم نشاط...
... فهي اصبحت جسد بلا روح...
عيناها التي ظهر بها الهلاك... وجهها الذي حل عليه التعب... وقفت امام النافذه... تنفي احداث ذلك اليوم المشؤوم.... كانت تتمني لو ان لا يأتي اليوم... لكي لا تكن ضعيفه مهدمه... كانت تشعر بأنها طفله القت نفسها في بئر عميق....
اختطف الخوف ملامحها.. صارت في كابوس لا تدري متي سوف تنتهي منه...!!!
******************************
في غرفه عاصم وصفاء..!
استيقظت صفاء بتعب... ونظرت بجانبها لزوجها النائم... ورمقته بنظرات الاستحقار والاشمئزاز.. لوت شفتاها بتهكم مرير تحدث نفسها قائله :قطر يلهفك يا بعيد يقطعك حتت.. ربنا ينتقم منك.. علي اللي انت عامله في بنتي. وفيا....
نهضت صفاء من فراشها بعضب وهي تلقي الغطاء بعيداً عنها.... وتوجهت نحو الباب وخرجت من الغرفه صافقه الباب بقوه.. جعلته ينتفض من نومه...
عاصم بهلع :يهدك يا بعيده... حد يصحي حد كده.... ام اليوم الاسود ده.....وسرعان ما اكمل نومه بتجاهل...
******************
وقفت صفاء امام باب غرفه ندي متردده في الدخول...!! لا تريد ان تحزن ابنتها اكثر من ذلك.... دخلت صفاء غرفه ابنتها... ورأتها لا تدري بأي شئ.... غائبة عن هذا العالم.. في ملكوت اخر..!
تنهدت صفاء بحزن... وتقدمت خطوات ناحيه ابنتها... ووقفت امامها.. وربتت علي كتفها بحنان قائله بحزن عميق :عارف اللي انتي فيه.. بس ما باليد حيله... اتحطينا قدام الامر الواقع خلاص.. ومعدش العياط ولا الحزن له نفعه!
التفت ندي لها... ونظرت لها بعيون باهته.. تحمل نظرات الالم والدموع تتجمع في عيناها.. تأبي ان تسيل... ملامحها متجمده... خاليه من التعبير...
قلبها يعزف سينفونيه من الالم... ولوت شفتاها بتهكم مرير قائله بسخرية :لا متقلقيش.. انا زي الفل... اي يعني هتجوز.. عادي.. اصل عاصم بيه كل همه الميراث الرخيص بتاعه... بس عادي.. مسير الايه تتقلب... وكل واحد هياخد جزائه تالت ومتلت....
صفاء بعدم ارتياح :اي اللي في بالك يا بنت بطني... متوجعيش قلبي عليكي... انتي مش قد الحرب مع عاصم... ده بيتلكك ليكي باي غلطه. علشان يلهف ميراثك.. لمي الدور... وبعدين ممكن يكون ابن عمك حنين عليكي. ويرحمك من القرف ده....
انفجرت ندي ضاحكه بسخريه... حيث دوت صوت ضحكتها المكان بأكمله... اثارت قلق والدتها بضحكها المفاجئ... واختطف الذعر ملامح والدتها....
صمتت ندي فجأه قائله ببرود :حنين..!! والله انتي علي نياتك... انتي نسيتي اللي عاصم عمله... انتي في عالم غير عالمنا... ده لو طال يقطعني انا وعاصم حتتت هيقطعنا ومش هيسمي علينا. هو خلاص اخد فكره ان انا كمان زباله.... انا مش عارفه هو ساكت عليه كل الوقت ده لي..!!
يمكن علشان ينتقم منه عن طريقي.. منا بقيت شوطه.. كل واحد بيشوط فيا شويه...!!
صفاء بقهر :ربنا يصلح الحال يا بنتي.. ريحي اعصابك... النهاردة ابن عمك هيجي يحدد كل حاجة.. بلاش الحزن يتمكن منك.... سبيها علي اللي خلقنا...
ندي بصلابه :وانا مالي.. ما يحدد... ثم اكملت حديثها بسخريه... ولا عاصم بيه.. عاوزني انزل اتمحلس ليه زي البنات الرخيصة... لا يا امي.. اسمعي بقي الكلمتين دول وبلغيه بيهم.. انا مش هنزل تحت لو جه... هو مش هيشوف وشي الا يوم ما اروح بيته... وحتي مش هعمل فرح.. تمام... وهو ده اللي عندي. ولو عاوز يعمل اي حاجة يعملها.....انا بقي بتحداه... واعلي ما في خيله يركبه... اصل انا مبقتش باقيه علي حاجه الصراحه..
صفاء بتوتر علي اصرار ابنتها :اهدي يا بنتي واغزي الشيطان.... انا مش مستعده اخسرك.. ولو علي حكايه الفرح.. انا اللي هكلم ابن عمك فيها.. خلاص.. بطلي عناد.....روحي اتوضي وصلي ركعتين لله...
ندي بصوت مبحوح :ماما سيبيني في حالي دلوقتي... روحي شوفي وراكي اي..!
ثم هتفت بسخرية :او روحي وضبي البيت اصل عاصم بيه لازم يخلي كل حاجة علي سنجت عشرة...!
تهشم قلب صفاء من حال ابنتها.. تحكم منها الألم والقسوه...
خرجت صفاء من غرفه ندي... غافله عن ما يحدث اليوم!!
جزت ندي علي اسنانها بقوه.. وبرز ذلك العرق في رقبتها من شده الغضب.... تتذكر مكالمه جاسر لها... وما الذي سوف يخطط له..!!؟
زفرت ندي بضيق... ومسحت علي شعرها بقوه. فأصبحت حقاً شهرزادت تعجز عن التعبير عن ما بداخلها من قهر...
*************************
في منزل ادم السوهاجي...
طرقت منه باب غرفه اخيها عده طرقات.. ودلفت للغرفه...
وجدت منه ادم مازال نائماً وشعره المبعثر حوله..
ابتسمت منه علي مشهده... واقتربت منه مزحزه اياه بهدوء قائله :ادم... ادم اصحي... هنتأخر علي السفر....
استيقظ ادم علي صوت اخته قائلاً بضيق ونعاس :اي يا منه في اي... بتصحيني بدري لي..!!ريحي نفسك مش رايح الشركه اقعدي بقي ساكته..!
نكزته منه في ظهره قائله بضيق :شركة اي يا كسول.. قوم هنتاخر علي السفر... عاوزين نلحق نسافر بدري.. ونرجع بدري قبل ما الليل يضلم..
ثم هتفت باستغراب :ولا انت غيرت رايك!!؟
انتفض ادم من فراشه مسرعاً قائلاً بفزع :نهار اسود... السفر انا نسيت... كويس انك فكرتيني.
منه بفزع :بااااس براحه.. اي طور هايج.. براحه يا عم الحج.. الساعه لسه تسعه.. انا بصحيك علشان نروح بدري شويه... ثم هتفت بضيق :وبعدين انا قلبي مش مرتاح للروحه هناك.. احنا مش كنا خلصنا منهم اي اللي ربطنا بيهم تاني...
هدأ ادم من فزعه.. واقترب من اخته... وربت علي كتفيها قائلاً بحنان :لازم اعمل كده. علشان اخد حقنا اللي راح هدر يا منه.. انتي عارفه اني عمري ما بسيب حقي.. انا اه هصبر يوم اتنين.. سنه بحالها. بس هيجي في يوم واخد حقي. واهو اليوم جه.. نضيعه من ايدنا....!!
منه بحيره :طيب افرض لو البت مكنتش زيهم.. هتعمل اي..!! هتنتقم من برده عن طريقها..!! يبقي كده بناخد زنب تعذيب روح في رقبتنا..!!
فكر صح يا ادم قبل ما تتهور... لو طلعت ملهاش في الكره زيهم... ارحمها منهم.. لكن متعذبهاش..!!
متكسرش قلبها.. انت مش عارف اي اللي بيحصل معاها... روح وشوف الوضع هناك...
تنهد ادم بفروغ صبر.. قائلا بلطف :حاضر يا منه.. هروح واشوف الوضع هناك.. بس برده هتجوزها علشان اعرف كل حاجة منها بنفسي...
اومأت منه راسها بالموافقة.... وسرعان ما انحني ادم بجسده مقبلاً راسها بحنان...ثم هتف بمرح :طيب بما ان حضرتك سبقتيني ولبستي ممكن تسبيني البس..!
منه بمرح :حاضر...
وتركته منه خارجه من الغرفه.....
جلس ادم علي السرير بفروغ صبر... يُفكر في كلام شقيقته... كان كلامها يهز من داخله بركان من المشاعر المضطربة... كان هدير انفاسه عالياً.. يضغط بيده علي الغطاء... محاولاً تهدأت مشاعره.... جف الكلام من حلقه....تنهد بقوه... ودلف للمرحاض لاخذ حمام دافئ يريح اعصابه المشتته....
**********************
في قصر عاصم السوهاجي...
استيقظ عاصم بكسل... وبدأ باستكشاف المكان حتي وضحت الرؤية له.... نظر بجانبه ووجد الفراش خالي وبارد....
عاصم ببرود :تلاقيها بتنضف زي الخدامين...!! علشان منظرها قدام ابن عمها.. مهي يعيني المسكينه اللي فينا..!!
توجه عاصم للخارج تاركاً تلك الغرفه الباهته...
نزل عاصم للخارج ووجد صفاء تقوم بعمل المنزل..
هتف عاصم بسخرية :اي الهمه مسكاكي كده لي..!!؟ عاوزة تبيضي وشك قدام الناس..!! وتباني انك ست الحسن والجمال مش كده!!؟ ستات عره!!؟
علمت صفاء بأنه يقوم بتوبيخها لكي تشتعل غضباً.... ولكن التفت له وارتدت قناع البرود باحترافية قائله ببرود تام كاد ان يقتله :ولي مخليش وشي ابيض قدام قرايبي... ولا حلو ليك.. ووحش ليا... وبعدين انا بعمل ده لاجل اني اشرف بنتي.. واخلي الناس تشوفها كويسه... مش تاخد عنها فكره مش ولابد.. وانت فاهمني يا عاصم..!! ولا تحب نلعب علي المكشوف..!!
وفجأه صرخت بقوه وألم... حين جذبها من خصلات شعرها السوداء بعنف ... وكان ينظر لها بتوعد... وملامحه تنبض بالقسوه والغضب.. وهو يهدر فيها قائلاً :اسمعي يا مره انتي... كلمه واحده ومش هعيدها.. عليا الطلاق بالتلاته منك... لو ما اتعدلتي... واتكلمتي عدل.. وعرفتي انك بتتكلمي مع جوزك.... هدفنك صاحيه انتي فاهمه....
وسرعان ما دفعها ارضاً لتسقط بقوه كأنها وباء...!!
صاحت صفيه به بقوه قائله :ما تطلقني يا خويا ونفضها سيره.... وبعدين حمئتك الكلمه اوي..!! لما عرفت الاعيبك القذره... جاي تتشطر علي الحريم.. روح اتشطر علي اللي هيدفنك صاحي وقت ما هيقرر مصيرك... وساعتها محدش هينجدك من ايده...!!
وكادت ان تتفوه بأي كلمه... صفعها بقوه... جعلت راسها ترطم بالارض بقسوه....
اكتفت فقط باطلاق صرختها المتحجرشه والملتويه..... دوت تلك الصفعه كبركان حاد في المنزل....
كانت ندي تتابع ما يحدث في ذهول... سالت تلك الدمعه الساخنه من عيناها... اقتربت منه ودفعته للوراء بعنف... تراجع هو بعض الخطوات اثر دفعة لها.... وهتفت به بقوه :اياك تمد ايدك عليها... لو هتتشطر علي ولايا.. ابقي روح برده اتشطر علي اللي هيقتلك بدري....
هدرها عاصم بحده :والله عال يا بنت صفاء.. بقيتي تتشطري علي ابوكي يا خلفه العار...
ندي بحديه والغضب يتطاير من عيناها :ايوه بتشطر عليك... ولو عاوز تقتلني اقتلني..انا بقي مبقتش باقيه علي حاجه....
نظر لها عاصم بحده وقبض يده بشده.. وصعد لفوق من غضبه.. حتي لا يقوم بقتلها حقاً..
دنت ندي لمستوى امها.. وجلست بجانبها.. واحتضنها بقوه... قائله برقه :خلاص يا امي.. متعيطيش... ربنا قادر ينتقم منه..
صفاء ببكاء :متقلقيش عليا يا ندي.. انا كويسة... انا كنت بضرب امر من كده.. ده هو كده بيلمس عليا بالضرب...
اشتعلت ندي من الغضب... واسودت عيناها.. وحل بها الظلام المُخيم...
قامت ندي بتسنيد امها... وصعدت بها لغرفتها.. حتي لا يتعرض لها لاذي..
ندي بهدوء :ماما اقعدي هنا.. متتحركيش.. وانا اللي هنزل.. اوضب البيت...
اومأت صفاء راسها بالموافقة.. والتعب يتملك منها.... وسرعان ما نزلت ندي للخارج.. لتبدأ في التنظيف...
**************************
عند ادم السوهاجي...
انتهي ادم من حمامه... وخرج من المرحاض.. وهو يلف منشفه حول خصره... وتوجه لخزانه الملابس.... واخرج منها بدله سوداء انيقه.. مناسبه لأوقات المناسبات.... وبدا في ارتدائها....
********************
عند مليكة المنشاوي...
كانت تجلس بغضب.. وتهز قدميها بقوه... وعيناها التي يحل بها الظلام....
نازلي بحده :تستاهلي... حد قالك رخصي نفسك..... انتي فاكرة انه هيبوصلك.. ولا مش عارف حركاتك الزفت دي... ادم السوهاجي محدش بتحداه يا مليكة.. افهمي.. ولو اتحديتيه.. يبقي جنيتي علي نفسك بالموت....
هتفت مليكه بغضب :يعني اسيبه يتاخد مني... اسيبه للسنيورة نيروز تاخده مني... اي الجنان ده... انا مش هسيبه الا وهو ليا انا لوحدي...
نازلي باشمئزاز :اولعي.. لو حط علي العند مش هيرحمك... انا زهقت من الجدال معاكي...!!
وصعدت نازلي لغرفتها.. وهي في اشد حالات الغضب...
مليكة بخبث :ماااشي. والله ما هسيبك يا ادم...
مش بعد كل المجهود ده.. يروح هدر...
وانطلقت ذاهبه للشركة
*******************
عند ادم السوهاجي...
انتهي اد من ارتداء ملابسه... ومشط شعره.. ووضع لمساته الاخيره......وارتدي ساعته..
وخرج من غرفته..
نزل ادم للخارج.. وكانت منه في انتظاره..
ادم بلطف :منه يلا خلصت..
منه بمرح :اي كل ده بتلبس..!! انا بلبس في خمس دقايق...
ادم بمرح :ماشي يا لمضه.. يلا علشان نلحق نسافر في النور..
منه بلطف :ماشي...
وخرجوا من المنزل.. وتوجهوا ناحيه السياره.
ركب ادم السياره وبجانبه منه.. وانطلقوا ذاهبين لسبيلهم... 💛
**********************
في شركة ادم السوهاجي...
وصلت مليكة للشركة.. ودخلت بكل تعالي وكبرياء... والجميع يرمقها بنظرات السخريه علي غرورها.. فلا احد يشعر بالاطمئنان من ناحيتها...
وقفت مليكه امام نيروز قائله بكبرياء :انتي يا بتاعه انتي..
رفعت نيروز نظرها ووجدت مليكه امامها.. اشتعلت نيروز غضباً... والدم يغلي في عروقها.. قائله بغضب مكتوم :البتاعه دي ليها اسم.. تقدري تندهيها بيه.. واظن حضرتك بنت زوادت وفي بوقك معلقه دهب.. ومتعلمه الاصول كويس.. ولا اهلك محدش علمك فيهم الاصول....
خبطت مليكة بكفها علي المكتب بعنف. وهدرتها بغضب :انتي بتقلي ادبك عليا يا بتاعه انتي.. انتي نسيتي نفسك ولا اي.. لا فوقي لنفسك...
ده انا هخلي ادم يرفدك من هنا...اشكال زباله...
*******************
في مكتب ادم السوهاجي..
كان مراد يجلس في مكتب ادم.. ويراجع بعض الاوراق... وسمع صوت عنيف يصرخ...
تأفأف مراد بضيق والقي الاوراق من يده. وخرج من المكتب...
مراد بغضب :اي اللي بيحصل ده... اي المهزله دي..!!؟
صمت الجميع عندما تحدث مراد.. اندفعت مليكه ناحيه مراد قائله بعنف :الزباله اللي انتم جايبنها في الشركه.. بتقل ادبها عليا... وبتعلمني الادب.. هي نسيت هي بتتكلم مع مين...
هدرها مراد بحديه :مليكه.. احترمي نفسك.. مش من حقك تهيني اي حد من الموظفين.. حتي لو كان غلط...لو غلط انا اللي اتصرف معاه... او ادم.. مش تهينيه.. وتعلي صوتك في الشركه مش زريبه هي.... واقل موظف هنا كرمته من كرامتي.. واي حاجه تمسه.. يبقي مست كرامتي انا كمان..
مليكه بغضب :يعني اي..!! هتسيبها تهني.. وتقل ادبها عليا وانت متاخدش موقف...
مراد بحديه :مليكه.. انا مفيش موظف مش هنا بيقل ادبه علي حد.. وانا واثق ومتاكد.. ان الكلام اللي قالته نيروز اياً كان هو اي.. ليه سبب معين.. واكيد السبب ده من تصرفك.... واوعي تفتكري ان ادم هيطرد موظف واحد علشان خاطرك تبقي بتحلمي.. خلاصه الموضوع.. انتوا الاتنين هتعتزروا لبعض وانتهي الكلام...
شعرت مليكه بأن كبريائها قد هُدم...
مليكه بغضب :انا استحاله اعتذر لدي. علي جثتي..!!
ونظرت مليكه لنيروز بغضب.. وخرجت من الشركه لاعنه هذه الشركة... ولكن مازالت مصممة علي قرارها..!
مراد بغضب :كل واحد يشوف شغله.. مش عاوزين دلع....
ثم نظر لنيروز ورمقها بنظرات الشك قائلا بحديه :وانتي شوفي شغلك... واياكي اسمع منك شكوي تانيه..
ودخل المكتب صافقاً الباب خلفه بقوه..
*************************
عند عاصم السوهاجي..
انتهت ندي من تنظيف المنزل... والتفت عندما شعرت بأنفاس احد امامها... ووجدت عاصم يرمقها بنظرات الغضب...
ندي بقوه :خير!!
عاصم بحده :روحي جهزي نفسك.. ابن عمك زمانه علي وصول...
تنهدت ندي بقوه... ولم تعطي له اي اهتمام.. ولم تنظر له.. وصعدت لغرفتها....
عاصم بجديه :جوازك هيتم يعني هيتم يا ندي..
ويا انا يا انتي...
************************
قد اسدل الليل ستائر ظلامه......
ووقفت تلك السياره امام منزل عاصم السوهاجي....
منه بضيق :يا الله....كنا فاكرين اننا هنوصل بدري لاقينا الليل ضلم علينا...!!
ادم بجموديه :معلش يا منه...هي قرفتهم هباب زي وشهم.... ثم لوي شفتيه بما يشبه الابتسامة السوداء قائلا بخبث :بس خلاص قربت اوصل للي انا عاوزه....
ونزل ادم ومنه من السياره...
متوجهين للمنزل...
وقف ادم امام المنزل وطرق الباب بهدوء عكس العاصفة التي بداخله..
*************
كان الجميع في استقباله.. ما عدا ندي. كانت جالسه في غرفتها تبكي بحرقه... علي الامر الواقع... لم تستطيع كتم شهقاتها وانين قلبها. فلا احد يستمع لها سوي جدران غرفتها الباهته من كثرة البكاء..
فتح عاصم الباب.. واعتلت الابتسامه علي ثغره.. والتمعت عيناه..
ادم بسخريه :ازيك يا عمي..!!
عاصم بخبث :ازيك يا ادم.. اتفضل.
دخل ادم المنزل.. واقترب من صفاء.. وقال بابتسامة صافيه :ازيك يا عمتي صفاء...
صفاء بابتسامة صافيه :انا الحمدلله يا ابني.. انت عامل ايه..!!
ادم بلطف :انا الحمد لله...
منه بلطف :ازيك يا عمتي صفاء..
صفاء بحنان :ازيك يا منه.. والله كبرتي وبقيتي قمر.. ربنا يحميكي لشبابك يا بنتي..
منه بلطف :ربنا يخليكي...
عاصم بتمسك شديد :اتفضلوا اقعدوا.. بيتكم ومطرحكم...
جلس ادم ومنه وصفاء وعاصم...
ادم ببرود :طيب يا عمي... انا مبحبش المقدمات.. فهدخل في الموضوع علطول...
عاصم بمكر :اتفضل يا ادم..
ادم ببرود وملامح متجمده :بنتك هتروح معايا القاهرة.. كانها بتكمل تعليمها.. ونبه عليها.. متقولش لمخلوق واحد ان هي مرات ادم السوهاجي... والا هيبقي ليا تصرف وحش اوي معاها...
وبمناسبة الفرح بقي... قاطعته صفاء باحراج قائله :لامؤخذاه يا ابني.. اني قطعتك.. بس البت بنتي مش عاوزة فرح...
تجمدت ملامح عاصم عند سماعه لحديثه.. وقبض علي كفيه بغضب.. وينظر لصفاء بتوعد....
ادم بسخريه :لي يا عمتي.. هي بنتك عليها طار.. ثم نظر لعاصم بخبث..! وتوعد!!
تنحنح عاصم بخوف قائلا برعشه لم يستطع اخفائها :يمكن مكسوفه من حكايه الفرح دي...
ادم بجموديه :احنا مش في عزا... مش مرات ادم السوهاجي اللي ميتعلمش ليها فرح..
صفاء بقله حيله :معلش يا ابني.. سيبها علي راحتها.. متكسرش بخاطر البت...
تنهد ادم بفروغ صبر قائلاً بلطف :حاضر يا عمتي.. اللي تشوفيه...
عاصم بجديه :امال فين بنتك يا صفاء.. مش هتنزل تسلم على عريسها...
كاد ادم ان يتكلم ولكن قاطعه صوت كسر شئ صلب...
انتفض الجميع علي صوت ذلك الكسر.. ونهض الجميع من مكانه متجهين لغرفه ندي...
كان الخوف يتملك ادم. يثير بركان مشاعر خامده..
فتح ادم باب الغرفه ووجدوا...!!!!!!!؟
***********
كااااااااااااااااااات
بارت 3 من روايه طفلهُ في صحراء الذئاب..
اندفع الجميع ناحيه الباب مسرعين... وفتح ادم الباب ووجد ندي تغرز قطعه من الازاز في رقبتها.... والدماء تسيل منها بغزارة...
تخشب ادم مكانه.. كان يشعر بالعجز... مشهدها اثار فتيل مشاعر خامده بداخله... كان يشعر بأن احد طعنه بخنجر سام ولا يزال الخنجر موجود... افاق من شروده علي صوت صراخ عمته قائله ببكاء :الحقني يا ادم... البت غرقانه في دمها.. مفيش نبض. ... البت بتموت...
انحني ادم بجسده مسرعاً وحملها بين ذراعيه... وقال بقوه :حصلوني علي العربيه....
وسرعان ما خرج مسرعاً من الغرفه واتجه للخارج.... خرج ادم من المنزل... ومن داخله بركان من نار....
توجه ادم ناحيه سيارته... وفتح الباب الخلفي.. ووضع ندي بداخله....
واغلق الباب مره اخري....
وصل الجميع امام سياره ادم في لمح البصر..
وركبوا جميعهم... وكانت صفاء تجلس في الخلف محتضنه ابنتها بقهر... والدموع تسيل من عيناها بقوه.... لا تقارن بالامطار...
اما منه.. فكانت تجلس بجانب ادم تتابع ما يحدث في صمت.. ملامحها خاليه من المشاعر... تتسأل في نفسها.. هل حقاً لا تريد الزواج من اخيها.. هل حقاً لم تكن مثل ابيها!!؟ اسئله عديده تدور في عقل منه ولا تجد لها اجابه..!!
اما عاصم.. فكان يتابع ما يحدث في غل وكره... ملامحه جامده عميقه... ترتسم في عينيه الغضب والاستحقار... يحدث نفسه بقسوه قائلا :بقي انتي بتتحديني يا بنت صفاء.... بتحطيني قدام الامر الواقع.. فكرتي نفسك كبيرة عليا.. بس جوازك هيتم يعني هيتم مهما عملتي..!
وهنشوف مين اللي هيكسب...
كان ادم يقبضُ علي مقبض السواقه بعنف.. وابيضت يداه من الغضب... وبانت تلك العروق في يده.. يلعنُ تلك الفتاة... ملامحه تنبض بالقسوه والكره.... وعيناه الحاده مثل عيون الصقر... التي زادها الغضب و الظلام حده..
يتوعد من داخله لتلك الفتاه.. وسوف يجعلها تلعن ذلك اليوم التي وقفت فيه امام ادم السوهاجي..!
**************************
عند مليكة المنشاوي..
دخلت مليكه المنزل.. صافقه الباب خلفها بقوه.. جعلت والدتها تنتفض من مكانها اثر ذلك الصوت..... وكانت والدتها تنظر لها بشماته.. وعيون غاضبه... ارتدت قناع البرود في ثواني قليله... قائله بأسف مصطنع :يعيني علي زهره شبابك اللي راحت هدر.. وانتي لسه بتحومي حوالين ادم السوهاجي... ثم مطت شفتيها ببرود ولا مبالاه قائله :انا لو منه اخليكي علي نارك كده... تاكلي في نفسك اكل... مهو ابن عمك متقدملك... راجل صعيدي ملوي هدومه.. ومعاه شغله ووظيفته... مش عارفه انتي متبته كده لي في ادم بتاعك ده؟!! بلا خيبه..!!
رمقتها مليكه بنظرات الغيظ... واحتقن وجهها باللون الاحمر.... وبان ذلك العرق الذي كاد ان يطق من شده غضبها... واسودت عيناها... شق الظلام طريقه بها....وهتفت بضيق :انتي هتجننيني والله... بقي شيفاني باكل في نفسي.. وانتي شغاله بستفه فيا.... اتقي الله.. تعالي قوليلي كلمتين يهدوني.. مش تولعي فيا اكتر..!!
نازلي بحده :قالك الائل وتعب السر يا بعيده... جنان لما يركبك... اقولك كلمتين اي.. ده انا لو كنت مكانه كنت ولعت فيكي بجاز وسخ وارتحت من محلستك دي..!!
مليكة بغضب :انتي بتستلذي تولعي دمي صح!!؟ راعي ان انا محروقه من عمايله السوده..!
انا مش عارفه اي اللي مش عاجبه فيا....!
ده انا الرجاله بيتمنوا نظره واحده بس!
وده عاملي دور رشدي اباظه.. في ايامه..!!
نازلي بسخرية :مهو الواد حلو... والبنات كلها بتجري عليه... من حقه يبقي كده....!!
مليكه بغضب :وانا بقي مش هخليه يبقي لحد غيري... حتي لو علي حساب حياتي..! مش هطلع من المولد بلا حمص...! مش مليكه المنشاوي اللي تطلع من معركه خسرانه ومطأطأه رسها..!!
نازلي باحتقار :يا خوفي يختي.. ليجي الزمن عليكي.. ويديكي بالجزمه.. وتتعلمي ان الله حق....!!
مليكه بسخرية :لا متقلقيش.. مش انا اللي الزمن يديني بالجزمه...!
نازلي باشمئزاز :هنشوف يختي.. هنشوف..!!
*********************
عند ادم السوهاجي..!!
نزل ادم من سيارته.. وبداخله نار تلسعه بقوه.. لا يستطيع اخفاء ذلك الخوف الذي تمكن منه.. مشاعر ممزوجة باضطرابات عديده...
اتجه ادم ناحيه الباب الخلفي... وفتحه وحمل ندي علي ذراعيه... ونظر لصفاء نظره اطمئنان بأنها ستكون بخير... حتي تهدأت من بكائها وذعرها الذي سلب عقلها وقلبها...!
توجه ادم ناحيه المستشفى.. ونزل الجميع خلفه... ولاحقوه...
دخل ادم المستشفي.. والجميع مذهولين.. من الذي يحملها ادمن علي ذراعيه...!!؟
جاء احد الاطباء مسرعاً.... قائلاً باحترام :اؤمر يا ادم بيه.!!
ادم بجموديه :هاتلي ترولي بسرعه .. وبلاش كلام كتير..!!
اشار الطبيب مسرعاً لاحدي الممرضين... وجاءوا ومعهم ترولي...
انزل ادم ندي علي الترولي برفق.... وسرعان ما توجه بها الممرضين لغرفه العمليات...!
الطبيب بذعر :ادم بيه.. دي متعوره في رقبتها.. وتقريباً متصفيه.. هنعالجها ازاي!!؟
هدره ادم بحديه قائلاً :بقولك اي... متستهبلش..!! انتي وظيفتك انك تعالج المريض حتي لو بيموت... ولا انت دكتور ملوخيه!!
الطبيب برعب :حاضر يا ادم بيه.. حاضر...
وتوجه الطبيب مسرعاً لغرفه العمليات...
كانت صفاء تقفُ علي الباب بخوف.. وجسدها ينتفض من تلك الرعشه.... فقدت الأمل في رجوع ابنتها.... فقدت اعز ما تملك... كان قلبها يناشد خوفها للسماء... سالت تلك الدموع مره اخري... تكتم انين قلبها... وحسرتها وقهرها...
التف ادم لها ووجدها في تلك الحاله..!!
تنهد ادم بضعف.. واقترب منها. واحتضنها بحماية.... قائلاً بحنو :اهدي يا عمتي.. خير بأذن الله.... متقلقيش..... تعالي بس نروح نقف قدام اوضه العمليات...
تدخل عاصم في الحديث قائلاً باشمئزاز :مش لازم خليها مرميه جوا زي الكلبه.. ربنا ياخدها ونخلص بقي... دي خلفه عار... دي اخره اللي يخلف بنات...
رمقه ادم بنظرات الحده... واحتقن وجهه باللون الأحمر.... وهتف بصوت كحفيف الافاعي :تلاته بالله العظيم.. لو كلمه تانيه طلعت من بوقك يا عاصم.. لهدفعك تمن طارك ودلوقتي... اصل انت مش بعيد عن ايدي.... انت فاهم ولا لا... اللي بتدعي عليها دي هتبقي مراتي.. وانا ما اسمحش انك تدعي عليها.... واوعي تنسي انت بعتها ليا لي ها!!؟
اختطف القلق ملامح عاصم.. وخفض راسه ارضاً بعد ان هُدِم كبريائه... وايقن ما تفوه به من حديث لا معني له..!!
ادم بجموديه :يلا يا عمتي.. انتي ومنه.. وهو خليه مرمي هنا.. مش ناقصين هم.. كفايه اللي احنا فيه...!
وتوجهوا جميعاً لغرفه العمليات...
ووقف عاصم في الخارج عند باب المستشفي والغضب يتطاير من عيناه...
*******************
عند جاسر الحديدي...
اخذ جاسر يرن علي ندي.. ولا تجيب عليه...
قلق جاسر بشأن ندي.. ولا يعرف لماذا لا تجيب..!!
حقاً قد تزوجت كما قالت.. ونسيته تماماً..!!
هل كانت تكذب عليه..!! وتوهمه بحبها له!!
وضع جاسر وجهه بين يديه بألم.. شعر بوخز في قلبه!! سكاكين الخذلان تطعن قلبه..!!
جاسر بقهر :للدرجه دي يا ندي مبقتش فارق معاكي.. للدرجه دي... كنتي بتوهميني بحبك ليا.....!!؟
ثم اكمل حديثه بحده من بين اسنانه :بس وحياه قهرتي دي.. لاخليكي تندمي علي كسره قلبي يا ندي.. مبقاش انا جاسر الحديد الا لما سففتك التراب..!!
************************
في شركة ادم السوهاجي...
نهض مراد من مقعده... بعد انهماكه في العمل بقوه.... وشعر بثقل رأسه... والصداع الذي يستولي عليه بقوه...!!
خرج مراد من المكتب وسرعان ما اندفعت نيروز امامه وهتفت بدلال قائله :مستر مراد.. انا كنت عاوزه اشكرك جداً علي اللي حضرتك عملته معايا..... انا مش عارفه من غير حضرتك كنت هعمل ايه!!دي كانت هانتني جامد...! والبركه في حضرتك اخدت حقي تالت ومتلت..
شعر مراد بأن صوتها يصيبه بالغثيان قائلاً بجموديه وهو ينظر لها من فوق لتحت :اظن ده كان واجبي يا نيروز.. واظن برده انتي عارفه انك غلطانه.. ومش معني اني سكت ليكي.. اني هعديلك... انا سكت علشان ما اكبرش المشكله وتوصل لادم... واتفضلي روحي يا نيروز علشان الشركة هتقفل.. اظن وجودة دلوقتي ملوش لازمه...!!؟
شعرت نيروز بالاحراج... ثم هتفت بضيق قائله :اه فعلاً.. انا لازم امشي عن اذنك..!!
وانصرفت نيروز من امامه تاركه الشركه بأكملها...!!
ابتسم مراد ابتسامه سوداء خبيثه مغمغماً بصوت هادئ :والله عال.. فكراني اهبل ومش عارف لعبك القذر...
توجه مراد ناحيه الامن وهتف بجموديه قائلا :طبعاً مش هحتاج اقول ليكم انتوا هتعملوا اي.!! الشركة لازم تفضل متأمنه فاهمين!!
اومأ الامن راسهم بالموافقة... وخرج مراد من الشركه... واتجه لسيارته...
ركب مراد سيارته واغلق الباب خلفه بهدوء... واتجه عائداً للمنزل....
****************************
في مستشفى السوهاجي..
مر بعض الوقت والاجواء تشدت حده وتوتر.. الصمت يسود المكان.. ورائحة التوتر تملأ المكان....
كانت صفاء تجلس ُ علي الارض بضعف. تسند راسها علي الحائط... ودموعها تغمر وجهها.. تدعي ربها في قلبها بأن تكون ابنتها بخير.. وايضاً تدعي علي زوجها بأن ينتقم ربها منه... ويجبرُ خاطرها....بعد كل هذا العذاب..!!
شعرت بأنها قد تجمد قلبها... فقدتُ الحياه منه....تريد اكسجين لرئتيها التي تملائها الحزن والأسي...... شعرت بتلك الصخره التي ارادت تدميرها بقوه.... مستسلمه لارض الواقع....
***********
كان ادم يتجول انحاء الممر ذهاباً وإياباً... والعرق يتصبب من جبينه بغزارة... لا يُنكر انه قد اشتعل المشاعر الخامده بداخله... وان بها شئ غريب يجعل قوته تسقط امامها.. كأنها سحر..!!
قصيده مشاعر خوف قد رُسِمت في عيناه...!!
كان جسده متجمداً بفعل تلك الصدمه..!!
صواعق تنزل عليه بلا رحمه..!!
*****************
كانت منه تتابع تلك الاجواء في صمت تام..!! عقلها مبرمج.. ولكن قلبها شارد في مكان اخر..!!
صار مشهدها كابوس في عقلها..!!!
لوهله شعرت بأن قلبها سوف ينتزع من الذعر...!!
كانت انفاسها تتسارع بشكل ملحوظ..!!
وصدرها يعلو ويهبط من شده الصدمه..!!
رأت تلك العالم المنشود المُخيف..!!
وشعرت بتلك الحرب الذي سوف تقوم ما بين الطرفين....!!
****************
فتح الطبيب باب غرفه العمليات...
وخرج منها... وسرعان ما هب الجميع واقفاً...
ووقف ادم امامه... متسائلاً بقلق وجموديه :طمنا يا دكتور... عامله اي!!!؟
نظر له الطبيب لثواني...نظرات لا احد يفهم مغزاها.. ثم هتف قائلاً..........!!
كااااااااااااااااااات