رواية طفلة في صحراء الذئاب الفصل الرابع والخامس بقلم الكاتبة الصغيرة


 روايه طفلهُ في صحراء الذئاب.. 

الفصل الرابع والخامس 

بقلم الكاتبة الصغيرة

الطبيب بخيبه أمل :انا متأسف جداً يا ادم بيه... بس احنا حاولنا بكل الطرق اننا ننقذها... بس للاسف... الوقت فات خلاص... ومعدش الانقاذ له نفعه... البقاء لله... 

اتسعت عيناه من الصدمه... وحل بها الظلام المُخيم.... وثار عليه كالثور الهائج.. يمسكه من تلابيب قميصه قائلاً بصوت عالي وقوي هز جدران المستشفي :انت بتقول ايه... انت مجنون...!! اقسم بالله لو ما عالجتها... وقولتلي انها كويسه.. هقتلك.. والله هقتلك... بدل ما هيبقوا روح ماتت. هيبقوا اتنين..... انا حياتي كلها متوقفة علي اللي مرميه في العمليات.... 

الطبيب بهلع :والله يا ادم بيه مش بايدنا.. دي حاجة بتاعت ربنا...! شد حيلك... الزعيق ملوش لزوم...! 

ادم بحديه :شوف البني ادم وبروده.... وسرعان ما لكمه لكمه قويه في وجهه جعلته يسقط ارضاً... والدماء تسيل من انف... بغزارة... 

اندفع ادم ناحيه غرفه العمليات واقتحم الغرفه... ودخل... ووجد الممرضين ينزعون الاجهزة عنها.. ويقومون بتغطيتها بالفراش الابيض....

توجه ادم ناحيه ندي وازاح الممرضين من ناحيتها بعنف قائلاً بقسوه :انتوا مجانين... مماتتش... هي كويسة.. انتوا اللي جاهلين... دي اكيد نايمه صح..!!!؟ انتوا بتكدبوا عليا!!؟ 

اخفض الممرضين أسهم ارضاً.. لا يقدرون علي الرد.. حتي لا يثور غضبه... فكاد غضبه ان يحرقهم...!! 

ازاح ادم الغطاء عن وجهها.... ونظر لوجهها الشاحب.. بشرتها تحاكي بشره شحوب الموتي... هي حقاً انضمت لعالم الاموات... البرود تسلل لجسدها...!! 

هزها ادم بعنف واخذ يصيح في وجهها قائلاً:اصحي يا ندي.. اصحي... انتي بتعملي فيا كده لي!!؟ اصحي بقي!!؟ 

وسرعان ما اخذ ادم راسها بين احضانه... متشبتاً بها بقوه.... وسالت تلك الدمعه المتحجره من عيناه.... 

نعم قد بكي الجبروت... اثارت مشاعره الخامده.. تذكر شريط حياته السئ امامه....تذكر فقدان امه وابيه... 

******************

في الخارج... 

كانت صفاء تبكي بحسره... وتصرخ طالبه الرحمه والعون..... تمسك في ثيابها بعنف.. كادت ان تمتزعها من شده القهر.... 

صفاء ببكاء هيستيري وحرقه :بنتي ماتت... منك لله يا عاصم.. يارب حسر قلبه زي ما حسر قلبي على بنتي... يارب لا تكسب ولا تربح يا عاصم.. يارب ينتقم منك... قادر يا كريم... 

بنتي راحت من ايديا خلاص!!؟ مش هشوفها تاني...!!؟ الحاجه الوحيده اللي كنت عايشه علشانها راحت خلاص!!؟ طيب اعيش لمين دلوقتي...!! حسبي الله ونعم الوكيل... 

*************

كانت منه تتابع مشهد بكاء صفاء... وقلبها يدق بعنف.... كاد ان يخرج من بين ضلوعها... 

شعرت بالحزن الشديد عليها.... 

كان ذلك المشهد من اشد انواع الخمرِ يجعل الشخص ينسي اسمه.. ونفسه... 

اصدر القدر حكمه...! 

قُتلت نفسياً وجسدياً...!! 

هبت منه واقفه من مكانها... واقتربت من صفاء..... وضمتها بين احضانها.. محاوله لتهدئتها... والتوقف عن بكائها... 

*********************

في غرفه العمليات... 

احس ادم بانامل شخص يتحرك ببطئ.!! 

اخرج ادمن راسه ندي من بين احضانه.. 

ونظر لجسدها... ووجد اصابعها بدات تتحرك ببطئ...!! 

دهش ادم مما رأه.. وفرك عيناه مره اخري.. محاولاً تصديق ما يحدث..!!؟ ولكن حقاً وجد اصابع ندي تتحرك..!! 

صاح ادم في الممرضين الواقفين امامه قائلاً :انتوا يا بني ادمين... البت صوابعها ببتحرك... 

اندفعت احدي الممرضات ناحيه ندي ووضعت يدها علي رقبتها محاولة وجود النبض.. 

اعتلت الابتسامة ثغرها..  قائله بفرح شديد :المدام رجع ليها النبض.. ووجهت حديثها للممرضين سريعاً قائله بلهفة :روح نادي الدكتور بسرعه... 

اومأ الممرض راسه بالموافقة.. واندفع ناخي من الباب وخرج منه... والجميع في الخارج في حاله ذهول مما يحدث!!؟ 

************

في الخارج....

صفاء بتوتر :هو في اي يا بنتي!!؟ 

منه بابتسامة خفيفه :ابشري.. الظاهر ندي هترجع كويسه.. وهتنور دنيتك تاني..!! 

هبت صفاء من حضن منه قائله بلهفة :بجد يا بنتي..!!؟ 

مطت منه شفتيها قائله برقه :قولي يارب..! 

اندفع الطبيب قادماً للغرفه وورائه الممرض... 

ودخلوا للغرفه..  

الطبيب بهدوء وهو يوجه حديثه لادم لو سمحت ممكن تطلع برا.. علشان نقدر نعالج المريضه.. دي معجزه ان النبض رجع... خلينا نلحقها الله يخليك...

اومأ ادم راسه بالموافقة. والقي نظره اخيره علي ندي.. وتوجه للخارج... بلا حول ولا قوة.!اول مره يشعر بهذه الاضطرابات..!! احقاً قد احييت قلبه!! ام مجرد اوهام لا نفعه لها!! ام مجرد انسانيه ليس اكثر من ذلك.. !! 

خرج ادم من الغرفه.. وبدا الطبيب في عمله...! 

توجه ادم ناحيه صفاء... ووضع راسه علي قدميها.. جالساً كموضع الجنين في رحم امه..! 

صفاء بقله حيله :اي يا ابني طمني بنتي كويسه..!! 

تنهد ادم بقوه قائلاً بهدوء :ايوه يا عمتي.. كويسه.. ربنا نجاها الحمد لله... والنبض رجع ليها.....

تنهد صفاء بارتياح... وسكنت الدموع عن النزول... وبدا قلبها بالارتياح... تبدل القدر للافضل... 

تمتمت في سرها قائله بارتياح وسعاده غارمه :الحمد لله يارب... 

شعر ادم بالخوف.... لاول مره يشعر بدخول الخوف في جسده عندما دخلت تلك الفتاة..!! لا يستطيع نسيان تلك الورده الباهته التي سقطت بداخل قلبه... وانارته مره اخري!! 

كان بين عذاب ضميره... وعذاب تلك الفتاة التي سوف يتزوجها... هل ينتقم منها ام ماذا..!! 

كم كان يشعر بالحقاره... ولكن صاح به عقله مره واحده بقوه قائلاً :انت اتجننت... فوق.. هتمشي ورا قلبك... حتت بت زي دي هتاكل عقلك.. ايش حال انها من عيلتك الزباله... واكيد هتكون منهم......وتخدعك وتخدع قلبك.. وفي الاخر تقعد مكسور زي الكلب... ومفيش في ايدك حاجة تعملها... هتهد الجبروت اللي جواك بسبب بت زي دي... فوق يا ادهم.... 

هز ادم راسه بقوه.... واغمض عيناه.. محاولاً ازاحه ذلك الافكار... وهب فجاه واقفاً.. وارتدي قناع البرود والجمود... قائلاً بخشونه اثارت دهش منه وصفاء :انا رايح اتمشي شويه عقبال ما يخلصوا شويه وهاجي... عن اذنكم..!

وتوجه ادم سريعاً للخارج... كاد ادم ان يخرج ولكن.. وجد عاصم امامه... نظر له ادم باستحقار.... ودني لمستواه... حتي شعر عاصم ان انفاسه سوف تحرقه وهمس في اذنه بخشونه قائلاً :اياك يا عاصم تروح ليهم هناك وانا مش موجود.. ها. ولو عصيت امري متلومش الا نفسك يا حزين. .. 

وابتعد ادم عنه متجهاً للخارج.. ساحباً معه انفاسه الحاده.... 

*******************

هتف عاصم بغل كاد ان يقتله :ماشي يا ابن السوهاجي.... اما اشوف اخرتها معاك ايه.. بس لازم اروح ليهم.. علشان اشوف المدعوقه وهي قاعده زي الشحاته... 

وابتسم عاصم بغل.. وتوجه سريعاً للداخل..! 

*****************

عند ادم السوهاجي.. 

كان ادم يتمشي قليلاً في الخارج.... شارد الذهن.... كانت كفيروس لعقله... تتوافد ذكرياته اللعينه.. كفيلم سينمائي... زفر بضيق.... ينظر للسماء المزينه بالنجوم المضيئة... كان ينظر لها برجاء. عكس غضبه الذي بداخله... واخذ يهدأ قليلاً من عاصفه غضبه ومشاعره... 

************************

في مستشفى السوهاجي.. 

دلف عاصم للممر الذي يوجد به غرفه العمليات... 

ووجد منه وصفاء يجلسون علي الارض بقله حيله.... مغمضين العينين.... 

التوت شفت عاصم بما يُشبه الابتسامة السوداء...... وكان الفرح يتطاير في انحاء قلبه... حقاً لقد عجزوا اخيراً.... اقترب عاصم من صفاء.. وركلها بقدمه باشمئزاز قائلاً بحديه :انتي يا وليه.. قومي قامت قيامتك...! 

فزعت صفاء عندما سمعت صوته وفتحت عيناها بقوه.. قائله بحديه :انت اي اللي جابك هنا..!! 

عاصم باشمئزاز :وانتي مالك يا وليه... ثم قال بخبث :جاي اطمن علي بنتي... 

لوت صفاء شفتاها بسخرية قائله :هو انت لسه فاكر انك ليك بنت...!! انت ملكش عيال.. البت دي بنتي انا.. وكفاية ان انت السبب في اللي هيجرالها.... 

عاصم بجموديه :لا يا صفاء.. اسمعي بقي.. البت دي بنتي انا كمان.. ومش انا اللي عملت فيها كده.. هي اللي عار.. وعاوزة تحط راسي في الطين... وانا لسه هربيها علي عملتها السوده دي.. 

كانت منه تتابع الحوار وهي تغمض عيناها.. ولكن فتحت عيناها بقوه.. وهبت واقفه.. وجُن جنونها.... وهدرته بحده وعلي وتيره تحذير :اسمع يا عاصم... انا سكتالك من الصبح.. لكن قسماً بالله.. لو قربت من عمتي او بنتها متلومش الا نفسك...! انت فاهم... 

احتقن وجه عاصم باللون الاحمر... ولم يدري بما يفعله.. وصفعها علي وجهها بقوه... جعلتها تسقط ارضاً... وتتزف الدماء من انفها.... 

صفاء بجنون :انت اتجننت.. انت ضربتها. ده ادم مش هيرحمك...!! 

منه بحديه :وديني ما انا سيباك يا عاصم.. يا انا يا انت النهاردة.. لا عاش ولا كان اللي يمد ايده عليا.... والله تمن حياتك ليكون حق القلم ده... 

تراجع عاصم بخوف... ولم ينكر انه قد اسود وجهه من الخوف.... تذكر ما فعله بادم... وهل حقاً سوف ينتقم منه..!! 

لم يمهلهم لحظات حتي اختفي من امامهم في لمح البصر..!!!

كان عاصم يجري بسرعة حتي يخرج من المستشفى.. ولكن وقع حظه.. علي انه اصطدام بشئ صلب... ووجد ادم امامه... وعلامات الغضب ترتسم علي وجهه..!! 

ادم بجموديه :انت عصيت كلامي برده وروحت ليهم.... 

ولم يمهله ادم حتي يتفوه بكلمه للدفاع عن نفسه.... ووجده يسحبه من جلبابه بقوه.. ويجره امامه بغضب.. والجميع.. يتابع ما يحدث في ذهول...!! وعلموا ان مصير ذلك الرجل الهلاك..!! 

دلف ادم لممر غرفه العمليات.. والقي عاصم علي الارض كانه وباء... 

ووجه نظره لاخته عندما سمع شهقاتها العاليه... ووجها المحتقن باللون الاحمر.... 

ادم بجموديه :بتعيطي لي يا منه مالك!!؟

اشارت منه علي عاصم وقالت ببكاء :ضربني بالقلم يا عاصم... ضربني وهاني جامد..! 

احتقن وجهه ادم باللون الأحمر. وتحكمت في شياطين الغيره والغضب و.......!!!

كااااااااااااااااااات 

بارت 5 من روايه طفلهُ في صحراء الذئاب.. 

احتقن وجه ادم باللون الأحمر من شده الغضب.......وتحكمت فيه شياطين الغيره والغضب... وسرعان ما لكمه في وجهه عده لكمات... جعلته ينزف دماً من انفه.. ويسقط علي الارض.... 

انحني ادم بجسده.. وامسكة من جلبابه.. والصقه في الحائط.. وامسكه من رقبته بعنف قائلاً بغضب.... كاد ان يحرق عاصم... وهو يشعر بانفاسه الحاده تحرق وجهه.. :انت عارف اللي يمد ايده علي اوختي يبقي عمل اي!! انت اتخطيت حدودك اووي يا عاصم... ومره في مره كنت بعدي.. لكن المره دي انا مش هعديها ليك يا عاصم.... موتك النهاردة علي ايدي... 

وكاد ان يتفوه عاصم بكلمه ووجد ادم يسدد لكمه في وجهه ليصمت... وهدره ادم بحديه قائلاً :اخرس خالص... انت ليك عين تتكلم..!! اي عاوز تبرر غلطك... وتتبلي عليها.. علشان تهز ثقتي فيها..!! بس بعينك يا عاصم..!! لو مهما عملت.. ثقتي في اوختي استحاله تتهز..! 

وسدد لكمات عديدة في وجهه.. حتي اصبحت الرؤية مشوشه لدي عاصم.. واعطي عقله امراً براحه العين... ووقع مغشياً عليه... ونجي من قسوه ادم.. وجبروته الحارق.... 

انزله ادم علي الارض بقسوه... والتف بوجهه.. ووجد جميع العاملين بالمستشفى... يتجمعون.. ويشاهدون الموقف دون اي تدخل.. وعلامات الذعر مرسومه علي وجوههم... 

نظر ادم للعاملين بقسوه.. قائلاً بحديه :حد عنده اعتراض.... حد يحب يبقي مكانه...!! 

هز العاملين سريعاً رأسهم بعدم الموافقه.. .. ينفون كلام ادم.... خوفاً علي ارواحهم... 

نظر ادم لعاصم باستحقار... قائلاً بحديه :خدوا الزفت ده انقلوه اي اوضه... وقسماً بالله لو دخل غرفه المريضه اللي في اوضه العمليات.. محدش يلوم الا نفسه.. انتوا فاهمين..!! 

هز العاملين راسهم بالموافقة وسرعان ما حملوه وذهبوا من امام ادم... 

اغمض ادم جفنيه بقوه... في محاولاً تهدأت البركان الذي يثور بداخله.... وارخي يداه المقبوضه.. حتي عاد لونها الطبيعي... 

فتح ادم عيناه مره اخري.. واقترب من اخته واحتضنها بقوه... وانحني براسه.  وقبل راسها بحنان... محاولاً تهدأتها...وهو يلعنُ عاصم في نفسه... لو كان بيده لقتله الان... وانتهي من حقده... 

منه بخوف :هو فاكر نفسه ابويا... ده لا يسوي شئ عندي... انا اصلاً اعتبرته ميت من زمان... رجعتنا للهم لي تاني يا ادم...!! ما كنا مرتاحين واحنا بعيد..!!! بقي خطر عليك يا ادم... وخطر عليا..! 

زاد ادم من ضمها له حتي شعرت منه بأن ضلوعها سوف تنكسر بسبب ضمه لها.... ولكنها هدأت عندما شعرت بوجوده جانبها وانها بأمان.. 

ادم بحديه :لسه حسابه ما انتهاش يا منه.. حسابه لسه بيتقل... وخلاص اليوم قرب يجي اللي هصفي فيه حسابي منه وارتاح...! 

صفاء بقلق :يا بني هما اتاخروا جوا لي..!!! هي البت جرالها اي تاني!!؟ انت متاكد انها كويسه.. ولا بتطمني وخلاص علشان تريح بالي..!!؟ 

ادم بلطف :متقلقيش يا عمتي... هما اكيد بيعالجوا الجرح بتاعها... اوعي تنسي انه جرح في الرقبه.. مش جرح صغير...!! واكيد هياخد وقت.. علشان تعدي مرحله الخطر..! 

نظرت صفاء للسماء.... وتنظر بقهر وألم.. وعيناها تشكي بصمت... وانين قلبها يتعالي...! شعرت بخذلان في قلبها... نسمات الخوف تتمكن منها... وتجعلها تنظر للعالم المُخيف.. وتتعايش معه..! 

شعرت بأنها قد فقدت جزء كبير من قلبها... عندما شعرت بعدم وجود ابنتها معها...!! كانت ابنتها هي اكسير الحياه لها....!

جلس الجميع... بقله حيله... وعدم القدرة علي فعل اي شئ.. فمصيرهم يتوقف علي تلك الفتاة التي بالداخل.. !! 

اغمض ادم جفنيه... حاول افراغ تلك الشحنه المملؤه بالغضب.... لكي لا يكن كالذئب المفترس......!!

كان ذلك اليوم ملئ بالقسوه التي لا حدود لها..!! 

**************************

بعض مرور ساعه كامله.... 

خرج الطبيب من الغرفه... وسرعان ما انتفض الجنيه واقفاً... منتظرين حكم المصير... القاسي..!!؟

وقف ادم امامه وقال بذعر :ها يا دكتور طمنا..!! 

الطبيب بائتمان.. :متقلقش يا ادم بيه.. الحمد لله بخير.. وعدت مرحله الخطر... وبقت حالتها مستقر تماماً... هتتنقل اوضه عاديه حالاً.. ولو تحب تاخدها وتخرج بكره.. انا معنديش مانع...! 

رد ادم عليه بجديه :تمام يا دكتور.. متشكر جداً.. 

الطبيب بهدوء :لا شكر علي واجب.. عن اذنك..! 

وذهب الطبيب مغادراً مقر غرفه العمليات..!! 

تنهدت صفاء بارتياح.. قائله بفرح :الف حمد وشكر ليك يارب... ربنا نجاها... ومحرمنيش منها... 

منه بلطف :حمد الله على سلامتها يا عمتي..

خرج الممرضين من الغرفه.. ومعهم ندي علي الترولي... نظر ادم لها... ولوجهها الصافي.. وشعرها المتناثر حولها كحوريه من الجنه.. مرسومه علي اوراق. صافيه... 

دخل الممرضين.. لاحدي الغرف.. وتبعهم ادم... 

دخل الممرضين الغرفه.. ووضعوا ندي علي السرير... ووضعوا لها المحاليل.. وخرجوا من الغرفه..! 

اقتربت صفاء منها بلهفه.. واخذت تقبل يدها.. ووجها بحب.. واشتياق.. كانها عادت للحياه..! 

تحسست صفاء ملامحها بحنان.. 

صفاء بلهفه :هي هتفوق امتي!!؟ 

ادم بهدوء :مش عارف في والله يا عمتي... المهم ان حالتها مستقره.. ده اهم شئ.. بعدين تفوق براحتها... المهم ان صحتها تمام..! 

صفاء بلهفه :انا هبات معاها النهاردة.. مش هسيبها... عاصم هيعمل فيها حاجه.. هو قال كده.!!!قالي انه هربيها... عاصم مش سهل..!! 

ادم بجموديه :عمتي. اهدي.. انا هبات معاها.. انا حجزت لحضرتك اوضه جنبا انتي ومنه.. تباتوا فيها...وندي في حمايتي.. وعاصم مش هيقدر يقرب منها... وهو اصلاً مرمي في اوضه هناك.. ومحدش عارف حاجة عنه..!

صفاء بخوف:لا يا ادم الله يخليك.. سيبني اقعد معاها... انا مش مستعده اخسرها تاني.. كل ده علشان الورث وقرفه.. الورث اللي خلاك تتجوزها... علشان محدش ياخده.. الورث اللي وراها المرارا بسببه... الورث اللي خلاها متخرجش ومتشوفش الناس بسببه.. كانت زي المسجونه.... 

رد ادم من بين اسنانه بحده قائلاً :والله لهدفعه تمن كل غلطه عملها.... والحساب هيبقي عسير اوي.. مش ادم السوهاجي.. اللي يسيب حقه لواحد زي ده... إن الله مع الصابرين.. روحي يا عمتي انتي ومنه في الاوضه اللي هناك.. علشان ترتاحي شويه.. انتي كده هتتعبي... ولو فاقت وسالت عليكي ولقتك تعبانه هيزيد تعبها الضعف..!! 

صفاء بقلق :لا لا خلاص.... كفاية اللي هي فيه.. هروح ارتاح شويه.. بس امانه عليك لما تفوق قول ليا... 

اومأ ادم راسه بالموافقة... واشار لمنه بالذهاب معها.... وسرعان ما نفذت منه كلامه وذهبت مع عمتها للغرفه الخاصه بهم... لكي يستريحوا قليلاً...! 

تنهد ادم بقوه عندما اغلق الباب... وزفر بضيق... 

وصوب نظره علي تلك الفتاة الملائكيه النائمه علي الفراش.....

اقترب ادم منها وجلس علي كرسي مجاور لسريرها... واخذ يتأمل ملامحها الملائكيه.. وبشرتها الصافيه.... وبدون وعي مد انامله ناحيه وجهها يرسم ملامحها بأنامله الخشنه ببطئ.. 

كانه يحفر صورتها في عقله.. وقلبه... 

شعر بانه قد اعطاها خذلان كبير.. ولكن ما سبب هذا الخذلان... لا ينكر ان هناك ما يثير مشاعره عندما يراها... حاول نسيان تلك الغيوم... وعيناه التي يظهر بها اللمعان... 

افاق لما يفعله... وسرعان ما ابتعد عنها مسرعاً..وهب واقفاً من الكرسي... 

متجهاً لنافذه الغرفه... 

نظر ادم من نافذه الغرفه للسماء.. واخذ يستنشق بعض النسيم العذب... الذي يُريح قلبه... واخذ يسترجع ذكرياته المؤلمه... وقلبه يكادُ يصرخ من الالم والقهر.. طالباً بعض الرحمه... 

**********************

عند صفاء ومنه... 

كانت صفاء تجلسُ علي السرير.. محدقه بالسقف الخاص بالغرفه.. وعيناها المتهدله.... يأبي جفنها ان يُغمض... ويأبي قلبها عن السكون..!! كانت تلك الكهرباء تسري بعروقها... صعقات خوف وذعر تصعقها مرات متتالية...!! شعرت بأغلال قويه.. تحاصر عنقها... تمنع دخول الهواء لرئتيها..! 

تضحكُ علي نفسها بمرارة..!! 

اعتدلت منه في جلستها.... ونظرت لصفاء وتنهدت بقله حيله.... ومشهدها الذي يُثير الخوف والفزع في قلبها...!! 

هتفت منه بخفوت بعد صمت دام لمده دقيقة قائله :هو انتي يا عمتي هتفضلي قاعده كده علطول... انتي علي الحال ده بقالك كتير..! 

كده غلط عليكي...! 

وجههت صفاء نظرها لها... قائله بالم :واعمل اي يا بنتي... لما اشوف بنتي في المستشفى ومش عارفه هتفوق امتي.. عاوزاني اكون عامله ازاي!!!؟ الضنا غالي اوي يا منه... لما تتجوزي وتخلفي هتعرفي معني كلامي.... 

منه بلطف :بس الدكتور قال انها كويسه... وده دليل يطمن قلبك... بلاش تكشري يا عمتي... اتفائلي علشان يجيلك الخير... 

صفاء بهدوء ؛حاضر يا ي بنتي... حاضر. 

*******************

في غرفه ندي... 

لم يشعر بنفسه عندما.. وجد صوت تأوه صغير يصدر من تلك الفتاة... 

التف ادم بهدوء.. وارتدي قناع البرود والجمود... 

وتوجه حول تلك الفتاة... 

ووقف امامها... 

فتحت ندي عيناها... وبدات باستيعاب ما يحدث.... حتي وضحت الرؤية لها... 

نظرت ندي امامها.. ووجدت رجل ذو هيبه عظيمه... وجسد رياضي مشدود... 

ينظر لها بجموديه..وعدم اهتمام..! 

ظلت ندي ترمقه بنظرات عدم الفهم.؟! 

حتي هتفت بهدوء قائله :انت مين...، '!!

استمع هو لذلك الصوت العذب القادم منها.. ونظر لها بهدوء تام.....يتأمل جمال عيناها.. برغم حزنها وآلمها.. الا انها اكثر جمالاً بالنسبة له... 

تنحنح ادم بخشونه قائلاً بحديه :حمد الله على سلامتك.. 

ندي بهدوء :الله يسلمك.. انت مين برده..!! 

اقترب منها ادم بهدوء وهمس في اذنها بحده قائلاً :انا اللي وقفتي قدامه واتحديتيه... وفكرتي انك هتهربي منه.....انا اللي فكرتي بس ولو للحظة انك تحطيه قدام الامر الواقع علشان ما يتجوزكيش... 

شهقت ندي بفزع.. وعلمت انه ابن عمها الذين يتحدثون عنه....

ندي بصدمه وجف الكلام في حلقها قائله :انت... اب..ابن. عمي.!!؟ 

ابتعد عنها ادم... واقترب من وجهها.. حتي شعرت بأنها تشاركه انفاسه الحاده... وانزل يده علي كتفها... وسرعان ما غرز اضافره في كتفها... 

تالمت ندي بشده قائله بوجع :ابعد عني.. انتي عاوز مني اي..!! 

ادم بحديه ومازال يضغط علي كتفها :عاوز منك طاري.... طاري اللي ابوكي عمله... وانتي بقي وقعتي تحت ايدي.... ومحدش سمي عليكي.. اصل ابوكي الظاهر نسي هو بعتك لمين... ونسي كمان انا هعمل فيكي اي..!! ثم مط شفتيه ببرود قائلاً :يعيني... ابوكي باعك علي اول الطريق.. ومحدش سمي عليكي.... زهره شبابك راحت خلاص...!! 

ندي بتوسل :ابعد عني.. وهعملك اللي انت عاوزه.... بس ارحمني..! 

نظر لها ادم ببرود.. قائلاً باشمئزاز :اي حاجة..!! 

اومأت ندي راسها بنعم...

ادم بحديه :.....

كااااااااااااااااااات 


                     الفصل السادس من هنا

لقراة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>