الفَصْلُ السَآدَسُ عَشَرْ والسابع عشر والثامن عشر
رواية طفله في صحراء الذئاب..
بقلم الكاتبة الصغيرة
هتفت صفاء بقلق :تفتكري ي منه انا قسيت علي ادم وندي بكلامي...!!
تنهدت منه بعمق..وشعرت بألم عمتها..!!
وهتفت بلطف محاوله تهدأت اعصابها المشدوده...
"عمتي انتي ام وادري مني ميه مره باللي عملتيه..! واكيد انتي عارفه من نفسك اللي عملتيه هيكون صح ولا غلط...!انا ما اقدرش ادخل في حاجه زي دي"
شعرت صفاء بشعور الاسف مشابكاً بشعور الندم....!!
شعرت بأن حياتها تسقط..! كأوراق الخريف الذابله...!!
قُطع حديث كلاهما... بطله ادم وهيبته التي يخشاها الجميع..!!
فتح ادم باب السياره الذي بجانب بابه وادخل ندي بداخله بهدوء...! وهو يتجنب النظر لصفاء..!!
اغلق ادم باب السياره بهدوء ومن ثم اتجه للباب الاخر.!!
ركب ادم سيارته... واغلق الباب بهدوء..!!
تاركاً شعوره بالحزن والالم..!! لكي لا يكن ضعيفاً....!!
ولكن كانت اعصابه مشتته...! ومُلطخه بالجنون..!! كان يشعر بأنه في اسر..!!
ولكن متي سوف يتخلص من ذلك الاسر.!!
لتبقي روحه متحرره من تأنيب الضمير ..!!
قبض ادم علي مقبض السواقه بقوه..!!
وانطلق ذاهباً للمنزل بسرعه عاليه عن عمد. !!
**************************
{في شركة ادم السوهاجي }
كان مراد يقف امام النافذه...!!
غارق في افكاره..!!
يُفكر في قرار ادم عندما قال بأنه سوف يتزوج مليكة..!!
شعر بأن صديقه سوف يدخل في معركة لا نهايه لها...!!
شعر بأن افكاره تنهار من حوله...!!
لم ينام او يغمض له جفن عند معرفته بذلك الخبر الذي ذلذل كيانه الشامخ..!!
شعر بأنه انقسم نصفين..!! واحتل الخوف قلبه..!!
دق الباب عده طرقات خفيفة..!! لتصل الي مسامع مراد.. ليفيق من شروده.. وهو يلتف ويوجه نظره امام الباب قائلاً بجموديه :ادخل..!!
دخلت نيروز المكتب... وهي تتمايل في خطواتها...!! لتقوم باصطناع الأنوثه..!!
ومن ثم هتفت بدلال :مستر مراد ممكن اتكلم معاك شويه...!!
جلس مراد علي المقعد... وبدأت علامات البرود واللامبالاة... تظهر علي ملامح وجهه..!!
ومن ثم هتف ببرود :اسمها اتكلم مع حضرتك مش معاك..!! مش زريبه هي..!! في حاجه اسمها احترام.!! وتقريباً يعني انتي اتعلمتيه...!!
تجمد جسد نيروز اثر رد مراد عليها..!!
الثي يُشبه الثلج..!! نعم فهو اصبح بارد جداً..!!
تنحنحت نيروز باحراج قائله بهدوء :انا متأسفه يا مستر مراد..! ممكن تسمح ليا اتكلم مع حضرتك شويه.. !!
زفر مراد علي مهل.. واشار لها بالجلوس..!!
جلست نيروز سريعاً ومن ثم هتفت بفضول واضح لم تستطع اخفائه.. :هي مليكة كانت بتعيط لي..!! ولما طلعت من المكتب كانت بتضحك فجاه لي. !! =حاجة غريبة الصراحه.... اول مره اشوفها بتعيط..!!
ولما كنت بقولها ان ادم باشا جوا في المكتب قالتلي علطول ووقفت عياط وعادت لطبيعتها دخليني ليه بسرعه..!!
ولما قولتلها ان اول مره اشوف حد بيعيط ويرجع بطبيعته فجاه كده...!! رجعت عيطت تاني.!!
كأنها بتصطنع العياط...!!
ضاقت عين مراد بتنمر وشك..!!
وبدأ القلق يشق طريقه في عيناه..!!
كأنه كان يعلم بأن هناك مغزي في هذا الحدث..!!
صارت عيناه مغلقه بسجائن الحديه..!!
هتف بجديه وقلبه يصرخ بالتوتر..!
"تقصدي اي بكلامك ده"
تبدلت ملامح نيروز للتوتر فوراً..!!
وشعرت بأنها قد ذل لسانها بالحديث الباهت..!!
اصبح صوت انفاسها مُختنق..!!
حاولت تجميع شتات نفسها وروحها...!! لكي لا يشك بها.!!
احتلت الشوائب والقلق عيناها...!!
وهرب الكلام من فمها اثر جفاف حلقها من التوتر..!!
يأبي الحديث ان يخرج من فمها..!!
حاول مراد تجميع افكاره وروحه..!! وقلبه كان ينتفض بشده...!!
هتف بحديه :ردي يا نيروز... "تقصدي اي بالكلام ده....!!؟"
غمغمت نيروز باختناق قائله :هي قالت اي بالظبط وانا هوضح كل حاجة...!!
هتف مراد بقسوة :قالت" انها حامل.. !! وقعدت تعيط وتصرخ.. لحد ما خليت ادم يتجوزها..!!"
شهقت نيروز بدهشه... واتسعت حدقتها بذهول..!! ومن ثم صاحت بجنون :"لا لا... دي كدابه..!دي اكيد بتعمل لعبه علي ادم علشان توقعه...!! متصدقهاش...!! مليكة مش سهله..!!
مليكة ممكن تبيع اي حد علشان تمشي مصلحتها صح.....!!"
كان مراد ينصت لحديثها باهتمام..!!
وعلم حقاً انها مخادعه..!!
شعر بأن روحه اصبحت عاريه ومملؤه بالعبء والالم...!! تخترقها شظايا الذكريات اللعينه.. والكره...!!
ضحك هو بتهكم مرير.... ومن ثم هتف باستهزاء "وانتي بقي اي اللي عرفك انها كدابه..!! واي مصلحتك انك تقولي كده...!! ده انتي حتي بتكرهي ادم ومليكه وبتكرهيني انا شخصياً..!! مش ممكن برده تكوني بتوقعي ما بينهم علشان تضربي الكل في بعضه.. ومنها برده انك طلعتي المحترمه.....!"
هتفت نيروز بهدوء :"انا مليش مصلحه في ده..!!بس انا عارفه مليكة وعارفه انها اصلاً بتكره ادم..!! هي عاوزة بس تبقي لقب حرم ادم السوهاجي..!! وتبقي فلوسه ملكها..!!
علشان كده انا بحظرك..!! وبكره تعرف اني صح!!"
اندفعت مليكة ناحيه الباب...!! ودخلت المكتب دون ان تطرق الباب..!!
دخلت مليكة المكتب..! لتصوب نظرها علي المكتب.. لتجد مراد ونيروز جالسين يتحدثون مع بعضهم...!!
اشتعل فتيل الكره في عين مليكة...!!
وحاولت اطفاء تلك النار التي اشتعلت بداخلها.!!
ورسمت ابتسامه مرتعشه علي ثغرها قائله بهدوء :اهلاً يا نيروز..!! اي اللي مقعدك هنا..!! مش في شغلك لي!!
رمقها مراد بنظرات الحديه... ونهرها بقوه وقسوة ارسلت القشعريره لجسدها :مليكة...!! هو انتي فاكره نفسك.. صاحبة الشركة ولا ايه..!!
المفروض اللي يشوف شغله هو انتي مش هي..!!
انتي مجرد بتتفسحي في الشركه بتيجي تشوفي ادم ولما يطردك بتروحي زي الكلبه تروحي...!!
فمتجيش تأمري حد من الموظفين بأنك تقوليلهم راحوا شوفوا شغلكوا..!! واحمدي ربنا ان ادم مسمعش اللي قولتيه والا كان رد فعله وحش..! واظن انك مجربه...!!
اتسعت عين مليكة من الصدمه.. وهي تشعر بكلمات مراد السامه تخترق جسدها ومسامعها..!!
شعرت بأغلال تحاصر روحها...!! كم استحقرها مراد في حديثه..!!لم تكن بحاله متزنه...!!
هتفت مليكة بقسوة :"انت بتكلمني كده لي علشان دي...!! علشان واحده سكرتيره لا راحت ولا جت..!!"
نهرها مراد بقسوة :مليكة اطلعي برا بدل ما اندهلك الامن يجي ياخدك من هنا..!! ولما ادم يجي انا هخليه يتصرف معاكي ويعلمك تحترمي الموظفين كويس..!!
قبضت مليكة علي يدها بقوه قائله بصوت كحفيح الافاعي.. وكانت نبرتها تتخللها الغيره والحقد والكره :"ماشي يا مراد.. !! بس في علمك انا بقي مش هسيب حقي للزباله دي..!وتطلع هي المحترمه..!!"
ومن ثم خرجت مليكة من المكتب صافقه الباب خلفها بقوه...!! وشظايا الغضب تتناثر من عيناها..!!!
***********************
{في مكتب مراد }
هتفت نيروز بخوف :"هي ممكن تعمل فيا حاجة..!! دي سمها محدش بيقدر عليه..!"
=" انا مش عاوزة اتأذي...! مش معني اني ساعدتك ابقي اتأذي...!! "
هتف مراد بهدوء :"مش هتعمل حاجه..!! متجرؤش..!!"
اومأت نيروز رأسها بالموافقة..!! ومن ثم هتفت نيروز بخوف ؛"ممكن اروح" مش قادره اشتعل..!!
=رد عليها مراد بجديه... :روحي...!! مش لازم تكملي شغلك النهاردة..!!
اومأت نيروز راسها بالموافقة ومن ثم غادرت المكتب في غمضه عين...!!
خبط مراد بقبضة يداه علي المكتب بغضب ليفرغ غضبه...!!
هتف مراد بحديه :ماشي يا مليكة... والله ما هرحمك غير لما اكشف الاعيبك دي..!!
*****************************
{في الخارج }
كانت مليكة تقود بسرعه جنونية.. وعيناها يشق فيها الظلام المُخيم.. والنيران تشتعل باوردتها لتزيد من احتراقها..!!
حدثت مليكة نفسها بتوعد "ماشي يا مراد..!! مبقاش انا الا لما ربيتك... ونيروز الزباله يا انا يا هي في الشركة..!! ومبقاش انا الا لما خلصت عليها...."
كادت مليكة ان تصدم باحدي الارصفه من شده الغضب..!! وعدم وضوح رؤيتها بسبب غضبها..!!
اوقفت مليكة السياره فجاه وصاحت بحديه "اهدي يا مليكة... الخيط لسه في ايدك... مش كلمتين من العيل ده هيجننوكي.. وهيخلوكي مش عارفه تعملي حاجة..!!!
وانطلقت مليكه للمنزل....!!
وهي لا تعلم بقدرها القادم...!!! ليقضي علي كيانها... لتنهار حصونها بفعل الصدمه..!!
*********************
{عند ادم السوهاجي }
وصل ادم للمنزل بعد مده طويله..!!
واوقف سيارته وخرج منها...!!
واشار لمنه وصفاء بالنزول..!
تنهدت صفاء بقوه..!؟ وهي تشعر بجفاف معامله ادم ناحيتها...!!
فتح ادم باب السياره وحمل ندي من داخله بهدوء علي ذراعيه.. وهي غارقه في بحور النوم...!!
اغلق ادم باب السياره وصعد للمنزل...!!
فتحت صفاء باب السياره ونزلت من السياره هي ومنه...!!
واتجهوا للمنزل وراء ادم..!!
دخل ادم المنزل ومعه صفاء ومنه...!!
هتف ادم بجموديه :انا طالع اودي ندي الاوضه..!! وهنزل تاني..!!
اومأ الجميع راسهم بالموافقة وصعدوا لغرفتهم..!!
صعد ادم لغرفته...!!
وفتح الباب بهدوء وتوجه ناحيه الفراش ووضع ندي علي الفراش بهدوء.. ودثرها في الغطاء..!!
جلس ادم بجانبها يتلمس خصلات شعرها..!
ويحفر ملامح وجهها في عقله بحنو..!!
******************
{عند مليكه.. }
وصلت مليكة للمنزل...!! وخرجت من سيارتها صافقه الباب بقوه.. وهي مازالت تجز علي اسنانها بغيظ..!! ومازال كلمات مراد ترن في اذنها.. تزيد من لهب عيناها.!!
دخلت مليكه المنزل...!! وفتحت الباب..!!
ودخلت المنزل وصوبت نظرها نحو اركان المنزل بهدوء لتجد...!!!
**********************
.......!💜💫
الفَصْلُ السَآبِعُ عَشَرْ من رواية طفله في صحراء الذئاب...
دخلت مليكة المنزل... وصوبت نظرها في انحاء المنزل لتجد والدتها فاقده للوعي والدماء تسيلُ من انفها بغزارة....!!
تخشب جسد مليكة عند رؤيتها لهذا المشهد..!!
وشعرت لوهله بأنها قد فقدت الحياه..!!
شعرت إحساس الالم والخزي يراودها..!!
كان سقيع المنزل يجلدها بقوه..!! كأنه يعاقبها علي حديثها مع والدتها...!!
شعرت بأن عالمها اصبح مليئ بالسواد..!!!
اقتربت مليكة من والدتها بسرعه... وهتفت بغضه مرير تنحرُ في قلبها....!! وهي تشعر بأنها تحتاج لمسكن لقلبها لكي يتوقف عن النزيف..!!
"ماما.... اصحي.... انتي كويسه صح...!! انتي بتعملي فيا مقلب علشان زعلتك..!! ماما فوقي انا مليش غيرك...!! ماما انا عايشه بيكي انتي..!!
قومي يا ماما متعمليش فيا كده..!! انا اسفه..!! انا مش هزعلك تاني بس متسبنيش لوحدي..!! انا من غيرك اموت...!!"
اصبحت عيناها مغلقه بغلائل الدموع...!!
انهمرت الدموع من مقلتيها...!! لتلسع وجهها..!!
لتشعر بألم الوداع والفراق...!!
لجم لسانها من الصدمه..!! كأنها شُلت من قوة الصدمه...!!
شعرت انها علي حافه الأنهيار..!!
لتقوم فجأه من الارض... محاوله تجميع شتات نفسها... والتماسك بقدر الامكان..!!
وقامت بالاقتراب من والدتها وقامت بتسنيدها للخارج...!!
خرجت مليكة من المنزل.. وهي تتجه لسيارتها..!!
والحراس مذعورين من المشهد الذي اثار خوفهم..!! ولكن لا يقدرون علي التفوه بأن كلمه..!!!
فتحت مليكة باب السياره الذي بجانب بابها... ووضعت والدتها بحرص شديد...!!
ومازالت دموعها تستمر في الهطول..!!
اغلقت مليكة باب السياره.. واتجهت مسرعه للباب الثاني...!!
ركبت مليكة السياره... ومن ثم انطلقت بسرعه جنونية للمستشفى...!! لتحاول قدر الامكان انقاذ والدتها..!! وهي تعلم بأنها المذنبه..!! وانها لن تسامح نفسها علي فعلتها...!!
***************************
{في منزل ادم }..{تحديداً في غرفه ادم }
بدأت ندي في التململ في الفراش بهدوء..!!
وشعرها المتناثر حولها كالستار يحجبها عن الرؤية..!!
ابتسم ادم ابتسامه خفيفة عاشقه..!!
وقلبه يرقص طرباً علي الحان عشق صغيرته..!!
كان يشعرُ بأنه يُريد معانقتها بشده..!!
يود تخفيف الالم عنها..!! فهو يشعر بتأنيب ضميره...!!
لأول مره يشعر بذلك الضعف... وأن كل خليه في جسده تؤلمه...!!
اقترب منها ببطء واحتضنها بشده..!! ويدفن رأسه في عنقها..! كأنه يتشبع من حبه لها..!!
شعرت ندي بذلك العطر الذي سكر عقلها.!!
وظنت بأنه حلم... وكانت لا تريد ان تفتح عيناها.. لكي لا تُفسد ذلك الحلم..!!
وظلت مستمتعه بذلك الحضن... ولكن بالنسبة لها لم يكن مجرد {حضن }بل كان حياه جديده لها..!! مملؤه بالحب..!
ظل ادم محتضنها لفتره.. وهو مسمتع باحتضانها ويستنشق عبيرها..!
خرج ادم من احضان ندي ولكن وجد صغيرته تمسك بقميصه. رافضه ابتعاده عنها..! وهي تعقد حاجبيها بتذمر طفولي..!!
اعتلت الابتسامة ثغر ادم... وامسك بقبضه يدها وقبلها بحنو....!!.
ومال علي اذنها وهمس بنبرة تتخللها الشغف :يعني انتي صاحيه اهو..!! امال عامله نفسك نايمه لي..!!
اشرقت عيونها بهدوء لتظهر جمال عيونها الخضراء الذي يتوه فيهم...!
واشرق وجهها بصفاء حتي شعر كأنه كالبدر في نظره...!
ومن ثم اقتربت منه مالت علي اذنه وهمست بها.... قائله بحنو :علشان عارفه انك كنت هتعمل كده..!! ولو صحيت هقلقك وهتبعد...!! انا كنت صاحيه من ساعه ما وصلنا اصلاً..!!
اتسعت عين ادم بذهول..!! والتمعت عيناه بشغف...!!
شعر بأنه تخلص من انياب الالم التي كانت تُغرز في قلبه..!!
اشتاق لشراستها وصوتها الحاد..!!
جذبت روحه لها...!!
هتف ادم بذهول وحنو :"ندي انتي بتتكلمي"
شهقت ندي بصدمه..!!
ومن ثم صرخت بفرحة واحتضنت ادم بسعاده لتهرب في احضانه :"انا بتكلم يا ادم.. بتكلم..!!"
ابتسم ادم بفرح وشدد احتضانه لها..!! ودفن راسه في شعرها بقوه..!! ورائحة شعرها التي تُدغدغ عقله وتجعله كالأثمل...!!!
كانت نبضات قلبه تزداد بجنون..!! ويزداد تراقص قلبه علي اوتار الشغف..!!
كان قلبه يعزف ترانيم خاصه لذلك العشق الذي حل عليهما..!!
وهتف بسعاده تغمره :"مبروك يا قلب ادم"
هتفت ندي بحب:الله يبارك فيك..!!
ابتعد ادم عنها...! واخذ ينظر لها بأشتياق..!!
ومن ثم هتف بأسف :"بصي انا لازم اروح الشركة..!! كان علي عيني ما اروحش واقعد معاكي.. بس لازم اروح علشان اخلص شويه ورق..!!"
نظرت له ندي بحزن...وحاولت اخراج ابتسامه باهته علي شفتيها... ومن ثم هتفت بقله حيله :"ولا يهمك يا ادم...!! المهم شغلك ومصلحتك..! انا كويسه..!"
تنهد ادم بحزن وهو يعلم بأن تلك الابتسامة ليست من قلبها... وهي تخفي ورائها الكثير من الاحزان..!!
شعر هو بشظايا صدمتها وآلمها مازالت عالقه في روحها..!!
لمس علي خصلات شعرها البندقي بحنو قائلاً وهو يحاول الابتسامه بمرارة :"الابتسامة دي خارجه من قلبك..!! ولا جبران خواطر علي الله..!"
=ردت عليه ندي بهدوء :"لا من قلبي.!!"
انحني ادم برأسه وطبع قبله حانيه علي جبينها..!
ليبعث لها الاطمئنان..!!
ابتعد ادم عنها ومن ثم هبط من الفراش..!!
وهو يهتف لصغيرته بهدوء :ساعه بالكتير وهكون عندك..!
اومأت ندي رأسها بالمواقفه... ومن ثم غادر ادم الغرفه... وهو يحمل في قلبه الاف الكلمات التي تطعنه في قلبه..!!
**************************
{في الخارج }
ركب ادم سيارته بعد ان اطمئن علي صغيرته..! ولكن مازال شعور الندم يلاحقه ولا يستطيع التخلص منه...!!
فقد اتصاله بعقله الشارد...!!
اصبح ككتله مشاعر مشوشه..!! لا يقدرُ علي فهم نفسه..!!
امسك مقبض السواقه بضعف..!!
وزفر علي مهل..!! وهو يشعر بألم قلبه يزداد..!!
وانطلق ذاهباً للشركة..!!
*********************
{عند مليكة }
وصلت مليكة للمشفي... بعد طول طريق..!!
نزلت مليكة من سيارتها..!!
وفتحت الباب المقابل لبابها وخرجت والدتها منه..!!
اسندت مليكة والدتها لداخل المشفي..!!
وعندما دخلت المشفي صاحت بقوه :هاتوا اي دكتور هنا... والدتي تعبانه...!!
جاء الممرضين مسرعين ناحيه مليكة ومعهم ترولي وقاموا بوضع نازلي علي الترولي..!!
وفي لما البصر كانوا قد اختفوا من امامها..!!
سبقتهم مليكة حتي وصلت لغرفة العمليات.. وصممت علي الدخول ولكن الممرضين منعوها بقدر الامكان...!!
اغلق باب العمليات....!!
ومن ثم انقبض قلب مليكة...!! لاول مره تشعر بهذا الضعف...!!
جلست مليكة علي الارض كطفله تائهة... لا تجد لها مأوي...!
وبدأت روحها بأن تُحاصر بتلك الاغلال مره اخري..!!
تجمعت الدموع في عيناها كحبات المطر..!!
وهي تلعن قسوتها وشفتاها الساكنة علي حديثها مع والدتها...!!
لم تعرف قيمتها الا عندما شعرت بفقدانها..!!
شعرت بنار تحرقها بعنف..!! كأنها تعاقب على ما فعلته..!!
كأنها اصبحت في حرب بدون نهايه.!! وهي ايضاً معراه من كافه الاسلحه... لتعلم هي بأنها سوف تخسر تلك المعركة.. ليزداد سواد حياتها..!!
***************************
{في شركة ادم السوهاجي }
وصل ادم للشركة... لينزل بطالته المعتاده التي يخشاها الجميع وينبهروا منها...!!
دخل ادم الشركة وصوب نظره علي العاملين بالشركة...!!
ويتوجه لمكتبه... ونظراته خاليه من اي تعبير..!!
وصل ادم لمكتبه ولكن لم يجد نيروز كعادتها..!!
عقد ادم حاجبيه بتعجب... وارتسم الجمود علي ملامحه... وكانت تلك النظاره السوداء تُخفي عيناه وهي تلتمع بوميض الغضب....!!
دلف ادم لمكتبه ليجد مراد جالساً وبيده بعض الاوراق ومنشغل في قرائتهم..!!
اغلق ادم الباب بهدوء.. ومن ثم طل عليه ادم بطلته العريضة... وهتف بهدوء :"بتقرأ اي..!"
رفع مراد نظره لادم بلامبالاه ليهتف بهدوء :مفيش ورق الشركة.. كالعاده اي الجديد يعني..!!؟
هتف ادم بجدية :"مالك شكلك مش عاجبني..!! في حاجه حصلت وانا مش موجود..!! "
رد عليه مراد بفروغ صبر وانفجار تلك الذرة المشحونة بالغضب :"بصراحه بقي انا زهقت من اللي اسمها مليكة دي وشاكك فيها واللي قالته نيروز برده زود الشك جوايا..!! ومبقتش عارف مين الكداب من الصادق... والصراحه برده مليكة شايفه نفسها اوي علي الموظفين كأنها هي اللي ماسكه الشركة مش انت..!!"
جلس ادم علي المقعد باهتمام ومن ثم هتف بجديه :احكي ليا حصل اي..!! عشان شكلها هيبقي ليلتها طين علي دماغها...!!"
تنهد مراد بضيق وبدأ في قص كل شئ علي ادم..!
*********************
{في المستشفى }
كانت تعد اللحظات بلهفة... منتظره خروج الطبيب من الغرفه...!!
كانت تنظر للسقف بنظرات قلقه من القادم.. !!
كانت تشعر بتلك النار التي سُكِبت بين ثنايا قلبها....لتزداد ناراً فوق نارها.. !!
كان القلق يلجم لسانها..!!
كأن شئ ثمين سُلب من يدها.. !!
خرج الطبيب من الغرفه....!!
ومن ثم انتفضت مليكة من الارض ووقفت امامه تلتقط انفاسها بذعر...!! ولسانها لا يقدر علي نُطق جملة واحدة صحيحه..!!
هتفت مليكة بخوف :"ها.. يا دكتور.. ماما عامله إيه....!!!"
نظر لها الطبيب مطولاً في نظرته..!!
ومن ثم هتف بهدوء.............!!
*********************
أُحبُك حقاً... ولا نهايه لحبنا...!!
أحبك بكل حالاتك...!!
انت من جعلت قلبي ينبض عشقاً من جديد..!!
وقعت في عشقكِ يا صغيرتي منذ الوهله الاولي..!!
بداخلي كتله مشاعر... احتاج لاخراجها لك..!!
تبتسم النجوم عند رؤيتكِ..!!
فأنتي وريدي... ودمائي..!!
جعلتني اغرق في بحور عشقك..!!
وانقذتني من ذلك الالم...!!
لأمحي تلك الذكري وهي "طفلهُ في صحراء الذئاب"
******************
........!!!💥💜
الفَصْلُ الثَآمِنُ عَشَرْ من رواية طفله في صحراء الذئاب..
هتف الطبيب بهدوء :"والده حضرتك جالها صدمه عصبيه..! وده اللي خلاها تفقد الوعي وتنزف...!! هي الحمد لله بقت كويسه دلوقتي..!! بس ياريت تبعد عن جو الانفعال والاضطرابات علشان ميأثرش علي نفسيتها....!!"
شعرت هي بذلك القدر الحارق...!! شعرت بأن جزء كبير من قلبها يُنتزع بأشواك ضارية...!!
كان كلام الطبيب ينزل عليها يجلدها بقوه بسوط الواقع المؤلم...!!
هتفت مليكة بحزن :"طيب انا اقدر اشوفها...!!؟"
هتف الطبيب بنفس نبره الهدوء وبمهنيه "ايوه تقدري تشوفيها... بس بلاش تخليها تنفعل لانه مش هيبقي في صحتها...! "
اومأت مليكة رأسها بالموافقة... ومن ثم تركها الطبيب مغادراً الممر.. تاركها في مرار صدمتها...!!
اقتربت مليكة امام الباب بخطوات ثقيله.... واكتاف شبه متهدله اثر الصدمات....!!
فتحت مليكة باب الغرفه ودخلت فيه بهدوء..!!
وهي تري والدتها نائمه علي ذلك السرير...!!
والاسلاك والمحاليل الطبيه في يدها...!!
اقتربت منها مليكة بخوف...!!
وجلست بجانبها...!!
كم كانت متأثره بفراق والدتها...!!
كانت ترتجف وتحترق بنيران الذعر والألم..!!
لتشعر بذلك السواد الذي غطي حياتها...!!
تلعنُ شفتاها وعقلها علي ذلك الحديث...!!
كانت تتزوق مرار فقدان والدتها التي زحفت لجوفها.. رويداً رويداً....!!
اصبح خوفها وقلقها يَسيلُ كالسيل...!!
تنهدت مليكة بحزن عميقه... ومازالت جالسه بجانب والدتها... منتظره تلك الساعات تمر لكي تستيقظ والدتها....!!!
***************************
{في شركة ادم السوهاجي }
انتهي مراد من قص كل ما حدث من مليكة اثناء غيابه...!!
وبعد ان كانت ملامح ادم هادئه.... اصبحت متحوله لملامح الاجرام..!!
كانت عيناه تسطر صفحات الدمار في حياه مليكة....!!
كانت ملامح وجهه كفيله تعبر عن شروح طويله..!! كان غضبه كأعصار قوي.... كاد ان يُدمر من حوله..!!
كانت نظراته موجهه باتهام شنيع لمليكة..!!
ومن ثم هتف بقسوة....:"بقي كل ده يحصل يا مراد وانا نايم علي ودني...!! مقولتليش ليه من الاول كنت اتصرفت...!! قبل ما اتنيل اخد قرار زي ده...!! وازاي..!!؟.....ازاي قدرت تلعبها بالشكل ده.....!!؟ فكراني اهبل ومش هكتشف الاعيبها..!!"
تنهد مراد بجديه.... وهتف بصلابه :"مكنتش اقدر
اقولك حاجة.. او اتهمها بأي حاجة غير لما اجيب دليل كافي.. !! لأني لو اتهمتها بدون دليل... هتقول اني بشوه سمعتها عن عمد...!! وانا مش عاوز اي شوشره وبالذات انك اصلاً بتمر بظروف صعبة..!! ومش مستحمل ضغوطات...!! بس لما نيروز حكت اتاكدت ساعتها انها كدابه وبتمثل علينا كلنا...!!وكانت لازم اقولك..!!"
اخترق كلام مراد اذن ادم... وكانت كلامه يرن في اذنه كالطبول الصاعقة...!!
اصبح مشتتاً من شده الصدمه...!!
كان كم الضغوطات التي عليه يفوق قدره البشر.!!
تذكر هو صياح ندي فجاه ومعاملته القاسيه... وكلماتها التي كانت تطعنه بخناجر سامه..!!
تشنج جسد ادم...!! ولم يعرف ماذا يقول..!!
وحاول ان يستجمع قواه لاخراج جمله صحيحه..!!
وهتف وهو يجز علي اسنانه بقوه :"ماشي...!! بس لازم البت دي تقضل تحت عيني...!! ونيروز بكره تجبها المكتب هنا...!!ومليكه بقي هتمم جوازي عليها.... علشان اقدر اجيب اخرها معايا... واعرف هي بتفكر ازاي... لان العنف يا مراد عمره ما هيجيب معاها نتيجه...!!"
كان كلام ادم يجعل مراد يخضع لفكرته.... وزفر مراد علي مهل.. وهتف بوجه يقطر حنقاً "ماشي.. بس خلي بالك من البت دي لان لدعتها والقبر يا ادم....!!خليك فاكر كلامي كويس...!! وياريت متقولش لندي حاجة علشان منزدش الطين بله..!! انت مش ناقص...!!"
اومأ ادم رأسه مؤكداً وهتف بجديه وصلابة :"اكيد مش هقول ليها حاجة... مش عاوز نفسيتها تدمر اكتر...!! "
عقد مراد حاجبيه باستنكار.... وهتف بتعجب :"اول مره تتكلم عن نفسيه ندي يا ادم...!! اي انت حبتها ولا ايه..!! شكلك وقعت في عشقها منذ الوهله الاول ها...!!"
رمقه ادم بنظرات الجديه ومن ثم رد عليه بهدوء ما قبل العاصفه :"مش عارف... بس تقريباً كده..!!!
واكمل حديثه بشبح ابتسامه سوداء خبيثة :"تحب يا مراد اقوم اكلك علقه علشان تبطل تستظرف....!!اظن انت مجرب ايدي وحلاوتها في الضرب....!!"
تنحنح ادم بخوف وهتف بتلعثم :"لا... ي... يا عم و..وعلي اي الاذيه...!! خليني محترم..!!"
هتف ادم بجديه :"طيب يلا علشان نشوف شغلنا..!!"
اومأ مراد رأسه سريعاً وبدا هو وادم في الاندماج في العمل...!!
ولكن كان عقل ادم يتزاحم بالأفكار...!! وكانت اشباح القلق لم تخلو من وجهه...!!
****************************
{في غرفه ندي.. }
كانت تجلس علي الفراش بحنق...!! والتوتر يملاؤها...!!
كام الصمت يحتضن بروده الغرفه..!!
كانت عيناها مُسلطه علي السقف...!!
كان قلبها منطفئاً من النور..!!
هتفت بأسمه وكان اسمه كأكسير حياه لها..!!
قاطع شرودها صوت طرق الباب...!!
هتفت ندي بهدوء :ادخل...!!
دخلت صفاء بخطوات مرتعشه... فما رد فعل ابنتها عندما تراها..!!
وجههت صفاء نظرها لابنتها.. وحدقت بعيناها وبحر عيناها الراسي...!! وسكونها التام الذي لا يُبشر بالخير...!!
هتفت منه بخفوت تحاول قدر المستطاع السيطره علي دموعها وعدم هطولها.. :نعم يا امي.... في حاجه....!!
هتفت صفاء بصدمه: ندي.. انتي بتتكلمي.. انتي رجع النطق ليكي..!!؟
تجمعت الدموع في عين ندي كحبات اللؤلؤ... وهتفت بغضه مريره :اه شوفتي...!! رجع النطق ليا....!! علشان لما احاول اسند نفسي الاقي صوتي بيدافع عني...!! لي عملتي كده..!! لي كنتي عاوزة تحرميني منه...! انتي اكتر واحده عارفه انا مريت بأيه...!! لي لما لقيت الحنان جاي لحد عندي منعتيني منه...!!؟ عملت انا اي لكل ده..!!
كفايه مره واحده انكسرت فيها....! مش عاوزة انكسر تاني مره..!!مش هتحمل...!! لحد امتي هفضل اقول اني كويسه..!! لحد امتي هفضل اتحمل قسوه وعصبيه..!! انا روح... يعني من حقها تصرخ وتتكلم وتعيط...! لي منعتيني من ده..!!
هتفت صفاء بدموع :كان لازم اعمل كده... كانت لازم اوقفه عند حده علشان ميأذكيش.. افهمي.. انا عمري ما كنت هعمل ده بقصد.. انا عملت كده علشان احميكي لما لقيتك بتنهاري قدامي والكل بيضغط عليكي...!!
=مكنتش اعرف انك بتحبيه كده..!! وانه بقي كويس معاكي.. !! مكنتش اعرف انه روحه فيكي.. وانه عرف خلاص انك مش زي ابوكي.. !!
=لي بتحاسبيني دلوقتي علي غلطه انا كنت بعملها علشان كنت فاكره اني بحميكي..!! انا عمري ما اتمنيت الاذيه ليكي..!!لي فكرتي اني في يوم هفكر ائذيكي..!!
هتفت ندي بصراخ وهي تشد في خصلات شعرها بجنون..!! وشعرت بتمزق روحها..!!:"ما اعرفش...!انا نفسي ما اعرفش انا بعمل اي..!! انا تايها ومحدش حاسس بيا.. !! كله بيجي يلوم ويعاتب... وانا مفكرتش اعاتب.. !! مفكرتش اقول اي اللي جوايا علشان محدش هيسمع..!!
بحاول اكون قويه.. لكن خلاص فاض بيا..!! مبقتش قادره اكابر...!! ارحميني بقي..!!
اقتربت صفاء من ندي واحتضنتها بقوه... وربتت علي ظهرها بحنو...!
وهتفت ببكاء:" انا اسفه..انا اسفه يا نور عيني..!! ضغط عليكي وانا مش حاسه...!!
انهارت ندي في البكاء... وانهارت حصونها حقاً.. شعرت بأنيهار العالم من حولها..!!واخذت تبكي بعنف.... تفرغ تلك الذرة المشحونة بالالم والقهر...!!!
**************************
{عند مليكة }
بدات والده مليكة بالاستيقاظ....!! لتشرق عيناها بهدوء لتبدأ في استكشاف المكان...!! وهي تتنهد بعمق...!!
حاولت نازلي الاعتدال في جلستها. !!
ولكن تأوهت بألم.. بسبب تعب جسدها وارهاقه...!! وتلك الصخره التي تشعر بها في راسها..!!
فكاد الالم ان يُفتك رأسها...!!
انتفضت مليكة من مكانها بخوف... ونظرت لوالدتها بهدوء.... تعمق في نظراتها لها كانها تترجاها بأن تسامحها علي ما فعلته..!!
هتفت مليكة بخفوت وهي تشعر بتلك الغضه المريرة التي تقفُ في منتصف حلقها... :"حمد الله علا سلامتك يا امي.. "
رمقتها نازلي بنظرات لا احد يعرف تحديد مغزاها.... ووجها ليس عليه اي تعبير... كانه جامد متحجر...!! كانت عقلها مُبرمج تعرف ما يحدث حولها..!! ولكن قلبها...!! قلبها هو الذي لا يدري بأي شئ سوى الالم والخذلان...!!
هتفت نازلي ببرود وهي متمسكة بقناع البرود القاتل.........!!