رواية عشق الرجال الفصل الثامن والثلاثون38 بقلم ساره مجدي

رواية عشق الرجال 

الفصل الثامن والثلاثون  


عاد تمام إلى البيت بعد أن أوصل ورد إلى بيت الوريدى ورغم أن قلبه يتألم لفراقها وخروجها 


من منزلها من أجل خاطر أمه لكنه أنتبه من كلماتها لتلك المشكلة التى لابد أن يقوم



 بحلها من أساسها حتى يرتاح الجميع 


وقف فى وسط البهو يفكر عليه أن يبدء من الأن 


صعد إلى غرفة جده وطرقها ودلف بعد أن سمع صوت جده يسمح له بالدخول 


أبتسم حين و قعت عينيه على جده الذى يجلس فى منتصف السرير يقرأ فى المصحف الشريف جلس أمامه و أطرق برأسه أرضاً  ليقول عمران 


- حمد الله على سلامتك يا ابنى رجعت أمتى 


نظر إليه تمام بحزن وقال 


- من شويه 


- وعملت أيه هناك فهمت حاجه


قص تمام كل ما حدث وعلمه ثم قال 


- حمزه مات وهو رافع راسه و راسنا يا جدى 


أبتسم عمران رغم الدموع التى تجمعت فى عينيه وبعد عدة دقائق قال 


- طيب واتأخرت عليا ليه يا ابنى


صمت تمام قليلاً ثم قال 


 - أنا آسف يا جدى بس كنت بوصل ورد بيت الوريدى 


هز عمران رأسه بنعم وقال 


- إللى أمك عملته مش سهل والبنت بصراحه بنت أصول استنتك لما رجعت 


نظر تمام إلى جده وقال 


- بس كده مش صح يا جدى أنا لازم ألاقى حل أنا عارف ومقدر حالة أمى النفسيه  بس ورد ملهاش ذنب ومش هبقل أنها تتهان يا جدى حتى لو من أمى خصوصاً وهى مغلطتش فى حد ولا عملت حاجه  


أبتسم عمران إبتسامة سعاده وفخر بحفيده الذى تتلخص به كل معانى الرجولة وصمت قليلاً ثم قال 


- أنا عندى فكره اسمعنى كويس 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


فى اليوم التالى لوفاة حمزه دلف خالد إلى الغرفه التى كانت تضمه هو وصديقه طوال اليوم كم ضحكا وتناقشا وأيضاً اختلفى ولكن دائما هم أصدقاء توجه مباشرة إلى مكتب حمزه يتحسس كل أنش فيه يتذكر صديقه حين كان يجلس خلف مكتبه  جلس مكانه وهو يضع    يده على سطح المكتب يتحسس أثر حمزه فيه هو هنا ليس فقط لاشتياقه لصديقه ولكنه هنا أيضاً حتى يجمع أغراضه أخرج العلبه الكبيره ووضعها على سطح المكتب وبدء فى جمع الأغراض كان يحبس دموعه داخل عينيه بقوه هو لن يبكى الأن سوف يبكى حين يأخذ بثأر صديقه 


وفى إحدى الإدراج وجد ظرف أصفر كبير فتحه ويلا الصاعقه 


مر وقت طويل و كان خالد يجلس على مكتب حمزه وبين يديه مجموعه من الأوراق ينظر إليها و يظهر على ملامحه كل علامات الشر فلقد فهم الأن كل شىء جلس يتذكر كل ما حدث فى الفتره الأخيرة والتغيرات التى طرئت على صديقه الذى كان يشعر وقتها أنها غير مبرره شعر بألمه ووجع قلبه تلهفه لإنهاء تلك المهمه هو يعلم حمزه جيداً هو كان يشعر أنه السبب فيما حدث للدكتور حسن رحمه الله وتأتى الطامة الكبرى بما فى تلك الأوراق  


اعتدل فى جلسته وهو يفكر فى حل قاطع وسريع فلابد من أخذ ثأر صديقه ورد اعتباره وشرفه وقف على قدميه وتوجه إلى مكتب اللواء شاكر طرقه ودخل بعد أن سمع الأذن بالدخول وقف بانتباه وأدى التحيه ليشير له شاكر بالجلوس وهو يقول 


- تعال أقعد يا خالد 


جلس خالد بهدوء عكس كل ذلك الجحيم المستعر بداخله وقال 


- مساء الخير يا فندم كنت جاى لحضرتك فى طلب 


أنتبه شاكر جيداً لحالة خالد ونظرة عينيه المشتعله والتوتر الواضح فى تشنج عضلات وجهه ويديه قال بهدوء 


- خير 


- أنا محتاج نديم العربى


قطب شاكر حاجبيه باندهاش وهو يفكر فيما يريد خالد نديم العربى صقر الداخليه رجل المهام الخاصه .... بل الخاصه جداً ليجيبه خالد عن أسئلته غير المنطوقة قائلاً


- أنا مش هقدر أقول لحضرتك سبب اختيارى الأساسى وطلبى لنديم لكن إللى أقدر أقوله أن بعد حمزه أنا مش هقدر أخلص الموضوع لوحدى ونديم الشخص الوحيد إلى أقدر أثق أنه هيساعدنى أنهى المهمة دى وأخد تار حمزه وخصوصاً أن علاقة نديم وحمزه كانت قويه جداً لحد ما أتنقل نديم من هنا 


شعر شاكر أن القادم سيكون كبير ولكن سيكون عظيم أيضاً وسوف يأخذون ثأر الفارس ويردون حقه


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظ كامل بعد أن غرق بالنوم بعمق يشعر بالراحة وأنه استعاد نشاطه من جديد فالأيام الماضيه كانت ثقيلة ومؤلمه نظر حوله ليشعر بالاندهاش هو بغرفة النوم أين نجاة إذا ظل صامت لبعض الوقت ليتذكر ما حدث أمس أبتسم إبتسامه صغيره وهو يتذكر تعابير وجهها المصدومة أنزل قدميه أرضاً وتحرك ليغادر الغرفه وحين    خرج منها سقطت عينيه عليها مباشرةً نائمه على الأريكة اقترب بهدوء ووقف يتأملها لم يشعر بنفسه وهو يجثوا على ركبتيه ليقترب من وجهها الرقيق الهادىء المستكين بدء بتأمل    كل إنش من وجهها عينيها المغمضتان باسترخاء بأهدابها الطويله وأنفها المستقيم وفمها المنفرج باسترخاء أبتسم بمشاغبه وكاد أن يمد يده يلامس تلك الشفاه التى تغريه أن يقترب منها ويقبلها ولكن فجاءه فتحت نجاة عيونها تنظر إليه باندهاش تحول إلى غضب وهى تقف سريعاً فوق الأريكة واضعه يدها حول خصرها قائله 


- أنت بتعمل أيه هنا ؟ 


ضحك كامل بصوت عالى بسب هيئتها و وقفتها تلك لتقطب هى جبينها وهى تقول بعصبيه 


- ممكن أعرف حضرتك بتضحك على أيه ؟ وأيه إللى مقعدك كده ؟ 


وقف كامل على قدميه ينظر إليها بابتسامه مشاغبه وقال 


- ولا حاجه أنا بس صحيت من النوم اتفاجأت أنى نايم فى أوضة النوم خفت لا تكونى اتخطفى ولا حاجه طلعت أدور عليكى ولما لقيتك نايمه هنا محستش بنفسى إلا وأنا بحضنك و ببوسك بسبب سعادتى أنك بخير 


كانت تستمع إليه ويرتسم على وجهها معالم السخريه وعدم التصديق حتى قال جملته الأخيره لتشهق بصوت عالى وتجحظ عيناها وهى تردد خلفه 


- حضنتنى وبوستنى 


ليهز رأسه بنعم لتصرخ بصوت عالى وهى تلقى بنفسها من فوق الأريكة حتى تضربه ولكنه ركض سريعاً لتركض خلفه 


- اه يا سافل يا قليل الأدب 


كان يضحك بصوت عالى وهو يركض وهى خلفه تتعثر وتسقط أرضاً ثم تقف وتعاود الركض حتى قالت 


- يا متحرش يا مغتصب 


وقف مكانه ينظر إليها بشر لتصطدم به وارتدت إلى الخلف ورفعت رأسها تنظر إليه وكادت أن تكمل حين رأت عينه يخرج منها شرر ينظر إليها بغضب شديد لتبتعد خطوه للخلف ليقترب هو خطوتان وامسكها من ذراعها وقال 


- أنا متحرش ومغتصب علشان بقولك أنى حضنت مراتى وبوستها ليه شيفانى حيوان قدامك 


كانت تنظر إليه بخوف حقيقى ليقترب منها أكثر حتى لفحت أنفاسه وجهها وقال. 


- من يوم ما أتجوزنا فكرت ألمسك أو أجبرك على حاجه اتعاملت معاكى بقلة إحترام علشان تقولى عليا مغتصب ومتحرش 


هزت رأسها بلا وقالت بصوت ضعيف 


- أنا أسفه مقصدش ده 


ترك يدها وابتعد عنها ودلف إلى الغرفه دون أن يرد على اعتذارها ولو بكلمه واحده لتظل واقفه مكانها دون أن تقوى على التحرك من مكانها ليخرج هو من الغرفه بعد بعض الوقت وقد بدل ملابسه وتحرك مباشرةً إلى الباب ليغادر الجناح ولكن قبل أن يغلق الباب رفع عينيه إليها وقال 


- على فكره أنا لا حضنتك ولا بوستك أنا بس كنت بهزر معاكى بس أنتِ غبيه 


لتشهق بصوت عالى ليبتسم بتهكم وغادر وأغلق الباب بقوه لينتفض جسدها ثم جلست أرضاً تشعر بالصدمه ودموعها تسيل من عينيها دون شعور منها  


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


خرج سليمان من غرفته بعد أن ارتدى ملابسه ليجد سعاد الفتاه التى تعمل لديهم التى احضرتها حور ولا يعلم سبب لذلك ولكن لا مشكله هو يهمه راحتها فى جميع الأحوال جلس على الكرسى ليجد حور تخرج من المطبخ و بين يديها حامل وفوقه كوبان من الشاى أبتسم لسعاد وقال 


- روحى أنتِ كمان افطرى 


هزت الفتاه رأسها بنعم  ودلفت إلى المطبخ لتجلس حور بجانبه وهى تقول 


- أنا هروح البيت الكبير النهارده 


نظر إليها سليمان طويلاً ثم قال 


- أنتى بتعرفينى مش بتخدى الإذن 


نظرت له حور باندهاش وقالت مردده خلفه 


- إذن ليه 


ليترك ما بيده ويعتدل فى جلسته ينظر إليها بتمعن وقال 


- علشان أنا جوزك وعلشان ده إللى المفروض يحصل 


اعتدلت هى الأخرى تنظر إليه بتحدى وقالت 


- لا مش المفروض .... أنا حره أعمل إللى أنا عايزاه طالما صح و مش عيب ولا هو فرض سيطره وبس 


وقف سليمان على قدميه وهو يقول بأمر 


- مفيش خروج من البيت غير بإذن منى يا حور قولى بقى فرض سيطره مجتمع ذكورى متعفن قولى عليا سى السيد لكن خروج من غير إذنى ممنوع 


وتحرك ليغادر المنزل ولكنه وقف فى منتصف الطريق إلى الباب وقال 


- لما تخلصى شغل بيتك وتبقى مستعده تروحى البيت الكبير اتصلى بيا علشان ابعتلك السواق مفهوم 


كانت تغلى غضباً  وكادت أن ترد على كلماته ولكنه كان قد غادر 


لتجلس مكانها من جديد وهى تفكر فيما ستقوم به خلال الفتره القادمة فسليمان بحاجه لتقويم سريع وإلا تحول إلى منصور جديد


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


استيقظ راشد يشعر بألم فى عظامه وألم حاد فى رأسه هو لم يستطع النوم طوال الليل رغم أن كارما كانت هادئه ومسالمه وغارقه فى النوم 


فى الحقيقه هو كان يشعر بالخوف أول مره منذ زواجه الذى لم يمر منه سوى أيام تبتعد عنه شعر أمس أنها تركته إلى الأبد كان يفكر هل سيعيش وحيداً هو وابنته 


كان يود لو يتصل بها يستمع إلى صوتها ولكنه منع نفسه بالقوه ظل يتأمل صغيرته طوال الليل وقلبه ينتفض خوفاً حتى غفى بجوارها بعد وقت طويل 


وكانت هى تجلس فى غرفتها فى منتصف سريرها تنظر إلى هاتفها وكأنها تنتظر أن يتجسد راشد أمامها الأن تفتح الهاتف وتقرر الأتصال به ثم تغلقه من جديد وظلت هكذا حتى غفت وهى جالسه وفى صباح  اليوم التالى استيقظت لتجد نفسها نائمه وبين يديها الهاتف 


نظرت إلى الهاتف بإحباط حين لم تجد أى أتصال أو رسائل منه ولكن قبل أن تتحرك خطوه واحده وجدت رنين الهاتف يعلو بنغمته الخاصه واسمه ينير شاشته إجابته سريعاً وهى تقول 


- راشد  أنت فين من أمبارح 


ليبتسم بسعاده ويشعر براحه داخليه وقال 


- وحشتينى جداً يا حسناء أنا من غيرك ضايع و كارما كمان أنتِ وحشيتها اووووى 


لتبتسم حسناء وهى تقول 


- هنت عليك تسيبنى لوحدى أمبارح 


أغمض عينيه بألم وهو يقول 


- على عينى وأنتِ عارف وبعدين والدتك أمبارح كانت محتجاكى وبعدين أنا أصلاً مش قادر أبعد عنك أكتر من كده هتروحى معايا النهارده بيتنا 


لتصمت قليلاً ثم قالت 


 - أكيد بس على آخر اليوم ماشى 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


على طاولة الإفطار فى بيت النادى  كانت جميع العائلة مجتمعه معادا عبله وحسان الباقيين مع ابنتهم فى المستشفى  جلس تمام أمام أمه دون أن يتكلم بحرف واحد كانت وداد تنظر إليه بقلق مستتر ليجلس الحج عمران على رأس الطاولة ثم قال 


- عامر ترجع أنت ومراتك على بيتك و تتابع أبوك وأمك وأختك فى المستشفى 


قطب عامر حاجبيه بعدم فهم ولكنه هز رأسه بنعم ثم نظر الحج عمران إلى حسناء وقال 


- وأنتِ هتفضلى سايبه جوزك وقاعده هنا 


نظرت حسناء إلى أمها بقلق ثم إلى جدها وقالت 


- راشد هيعدى عليا بليل و هنروح 


هز الحج عمران رأسه بنعم ثم قال


- كويس .... طلعتى عاقله 


نظرت وداد إلى حسناء دون أن تهتم بكلمات عمران وقالت بلوم 


- هتسيبينى وتمشى هتسيبى أمك فى إللى هى فيه ده وتروحى مع الراجل إللى 


ضرب عمران سطح الطاولة بيده ليقطع سيل كلماتها وقال 


- وداد مسمعش منك كلمه تانيه زياده أوعى تفكرى للحظه تغلطى فيهم بدون سبب .... موت حمزه جوز بنتك ومرات إبنك ملهمش علاقه بيه 


ثم نظر إلى تمام وقال 


- وأنت ناوى تسيب مراتك عند أهلها كتير ولا أيه هى مكانها فى بيت جوزها  


اخفض تمام رأسه لعدة دقائق ثم قال 


- مراتى أمى طردتها  من بيتها وبيتى يا جدى ده غير أنها أصلاً وأكتر من مره قالتلها أنها مش عايزاها ومش قابلاها فبعد إذنك يا جدى  وبعد إذنك طبعاً يا بابا أنا هشوف بيت بره علشان أريح أمى واحفظ لمراتى كرامتها 


ظل الجميع صامت أمام كلمات تمام التى لا يستطيع أحد رفضها هو باقى على أمه و زوجته وهذا حقه وقفت وداد على قدميها وهى تشعر بالفخر بابنها وخوف من خسارته اقتربت منه ليقف تمام ينظر إليها بحب حقيقى لا يشبه أى حب  


لتقول هى بصوت متألم 


- أنت كمان هتسبنى يا تمام زى ما أخوك سابنى أنا مش عايزاك تبعد عنى خليك يا ابنى هنا خليك وأنا مش هكلمها تانى مش هاجى جمبها ولا هضايقها تانى أبوس إيدك يا ابنى


كان الجميع يتابع ما يحدث بقلوب متألمه انحنى  تمام  وقبل يدها وهو يقول 


- يا أمى متقوليش كده صدقيني ورد بتحبك ونفسها تلاقى فى حضنك إللى كانت طول عمرها محرومه منه أنتِ أمى وفوق راسى وجنتى تحت رجلك وهى مراتى و ربنا هيحاسبنى عليها لو ظلمتها 


رفعت وداد رأسها وأمسكت رأسه بيدها لينحنى لها من جديد لتقبل رأسه وهى تقول 


- ربنا ما يحرمنى منك يا ابنى .... وحقكم عليا 


وألقت نظره سريعه على الجميع وغادرت غرفة الطعام كاد تمام ان يلحق بها ولكن أشار إليه والده أن ينتظر وقال بهدوء 


- أنا هشوفها هى دلوقتى محتجانى أنا .... وأنا كمان محتاجها 


وغادر الغرفه بهدوء وظل الباقيين ينظرون إلى بعض بحالة حيره وقلق وأيضاً شفقه 


جلس تمام من جديد فى مكانه ليقول له عمران 


- خليك النهارده جمب أمك وبكره أبقى روح هات مراتك 


هز تمام رأسه بنعم ورغم أن جده معه حق إلا أن قلبه يشتاق إليها وإلى وجودها بجانبه ولكن أمه أيضاً بحاجه له وهو أبدا لن يحزن أمه 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كانت علياء هادئه تماماً منذ أمس نائمه بهدوء رغم تلك الدمعات التى تغادر عينيها دون توقف 


كانت عبله تشعر بالخوف عليها  فصمتها يقلقها 


اقتربت منها لتجدها مستيقظة ولكنها ثابته تماماً لا تتحرك اقتربت منها وقبلت جبينها وهى تقول


- يا بنتى متخوفينيش عليكى  اتكلمى معايا يا علياء 


لم تتحرك و لم يرف لها جفن تجمعت الدموع فى عيون عبله حزناً وقهراً على ابنتها التى لم تكتمل سعادتها باقترانها بحب عمرها حتى فارقها دلفت فدوى من الباب واقتربت من عبله تضمها بقوه وهى تقول 


- أهدى يا ماما ان شاء الله هتكون كويسه 


نظرت عبله إلى زوجة إبنها وقالت 


- خايفه عليها اوووى يا بنتى 


ظلت فدوى تربت على ظهر عبله وهى تبكى حتى هدأت اجلستها على الأريكة وجثت أمامها وهى تقول برفق


- ارتاحى هروح أجبلك عصير ماشى 


ثم ربتت على ركبتها وغادرت الغرفه لتجد الدكتور أكرم يقف أمام الغرفه وكاد أن يطرق الباب ابتسمت له إبتسامه بسيطه  كتحيه وقالت 


- أهلا دكتور أكرم اتفضل 


وأشارت إلى الباب ليقول هو بهدوء 


- أهلاً بحضرتك .... أخبار مدام علياء أيه 


صمتت فدوى قليلاً ثم قالت 


 - أنا عايزه أطمن على علياء والدتها ووالدها مقهورين عليها ومحتاجة أفهم حاجات كتير 


نظر أكرم أرضاً ثم قال 


- ان شاء الله هتكون بخير اطمنى 


شعرت فدوى أن هناك شىء آخر لا تفهمه وتشعر أيضاً أن ذلك الطبيب لديه شىء ما لا أحد يعلمه 


كادت أن تغادر من أمامه ولكنها وقفت مكانها من جديده  وقالت 


- دكتور أكرم لو احتجت مساعده فى حالة علياء أنا جاهزه ومتقلقش السر فى بير 


استطاع أكرم إخفاء صدمته من احساسه بأنها تعلم ما لا يعلمه الآخرين ولكنها لم تترك له فرصه للسؤال أو الاستفهام وغادرت سريعاً ظل واقف مكانه يفكر  ثم أخذ نفس عميق ودلف إلى الغرفه


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


حين خرجت عبله من الغرفه بعد أن وضعت النقاب على وجه علياء جلس أكرم على الكرسى القريب من السرير وقال بهدوء 


- إزيك النهارده يا مدام علياء 


لم تجيبه بشىء لكنها نظرت إليه بانكسار ليقول هو 


- لازم تردى عليا علشان نعرف نتواصل ولا أنتِ مش عايزه تعرفى رسالة حمزه ليكى 


نظرت إليه بدموع عينيها وقالت بصوت ضعيف مرتعش 


- مات من غير ما يسامحنى  قبل ما يروح المهمة دى قالى أنه هياخد قرار فى علاقتنا يسامحنى أو يسيبنى بس ما قالش أنه هيسيب الدنيا كلها ويمشى 


ظل أكرم ينظر إليها طويلاً ثم قال 


- ممكن أسألك سؤال 


نظرت إليه بألم ليقول هو 


- أنتِ لما حصل إللى حصل وحسيتى بغلطك وقررتى أنك تتوبى كنتى بتعملى كده علشان حمزه ولا علشان ربنا يغفرلك ذنبك 


صمتت قليلاً ثم قالت 


- كنت فاكره أن لو حمزه سامحنى يبقى ربنا تقبل توبتى لكن دلوقتى أنا مش عارفه حاجه 


وقف أكرم وبدء فى الحركه ذهاب وإياب وكأنه يفكر ثم قال 


- ربنا يا علياء هو إللى خلقنا وهو الرحمن الرحيم والغفور ..... ربنا بيسامح و بيغفر للإنسان إللى من قلبه طالب التوبه والمغفرة .... أما البشر فا مش سهل عليهم أنهم يسامحوا ويفغروا ومش صح أنك تفكرى أن مسامحتهم هى دليل على مغفره الله 


اعتدلت علياء فى جلستها وهى تقول 


- هو بجد حمزه سايب رساله معاك 


ظل أكرم ينظر إليها  دون أن يظهر على وجه أى شىء


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


ظلت حور تشعر بالغضب طوال اليوم حتى أنها نست تماماً فكرة ذهابها إلى البيت الكبير كانت تفكر فى الأسلوب الذى يجب اتباعه مع سليمان العنيد عليها تغيره هى حور وليست نعمات لن تكون يوماً خاضعه لجبروته وسطوته  وذكوريته 


عادت من أفكارها على صوت الباب يفتح لتنتبه لنفسها ولضياع الوقت 


ظلت جالسه مكانها دون حركه لم تستقبله أو تنظر إليه 


وكان هو طوال اليوم يفكر لماذا لم تتصل به هل كسرت كلمته وذهبت للبيت الكبير دون إذنه أراد الأتصال بها ولكنه تراجع ثم قرر الأتصال بالبيت الكبير بحجه الاطمئنان عليهم حتى يعلم إذا ذهبت إلى هناك أم لا 


بعد أن أنهى اتصاله جلس وعلى وجهه إبتسامة راحه وشعر من داخله بإحساس الانتصار 


و ذلك الأحساس ظل مرافقه حتى تلك اللحظه الذى يقف فيها أمامها وحين رفعت عيونها إليه شعرت به وفى تلك اللحظه أخذت قرارها 


••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


كان عائد من معاينة الموقع هو وسليمان حين أوصله سليمان إلى مقر الشركه وعاد هو إلى



 البيت كان يشعر بالغضب من داخله ولم يرد العوده إلى


 البيت حتى لا يتفاقم الأمر ولكن يا ليته عاد فا هو يقف أمام أكبر كوابيسه الماضى بكل مساوئ

           الفصل التاسع والثلاثون من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>