رواية عزلاء امام سطوة ماله الفصل الرابع والاربعون44 والخامس والاربعون45 بقلم مريم غريب

 

رواية عزلا امام سطوة ماله 

الفصل الرابع والاربعون والخامس والاربعون 

بقلم مريم غريب


( 44 )


_ تشهير ! _


عندما وصل "عثمان" إلي بيته ... كان لا يزال تحت تأثير الحالة العصبية التي سببتها له "سمر"


أراد أن يصعد إلي غرفته فورا ، و لكن إستوقفه صوت عمه قبل أن حتي يضع قدمه علي الدرج ..


-عمي ! .. قالها "عثمان" حين إلتفت و شاهد "رفعت" جالسا هناك في ركن معتم ، بالكاد كان مرئيا تحت إضاءة البهو الخافتة


رفعت بصوت هادئ :


-تعالي يا عثمان . تعالي أقعد معايا شوية أنا مستنيك من بدري.


يمضي "عثمان" نحوه و هو يقول :


-حضرتك سهران ليه لحد دلوقتي ؟ كنت إطلبني أول ما تصحي الصبح و كنت هاجيلك بنفسي .. و جلس قبالته


أشعل "رفعت" مصباح بجانبه ليستطيع كلاهما النظر إلي بعضهما بوضوح ..


-أولا لو كنت إستنيت للصبح كلامي ماكنش هيبقاله فايدة يا عثمان ! .. قالها "رفعت" بنبرة ذات مغزي ، و تابع :


-ثانيا موبايلك مقفول و ماكنتش عارف أوصلك !


عثمان بلهجة بسيطة عادية :


-معلش فصل شحن . من الصبح و أنا برا و اليوم كان مشغول من أوله .. المهم حضرتك كنت عاوزني في إيه ؟!


صمت قصير ... ثم قال "رفعت" :


-رشاد الحداد كلمني إنهاردة.


تجهم وجه "عثمان" فجأة و وصل صوت صرير أسنانه إلي أذن عمه ..


-ماينفعش إللي إنت عايز تعمله ده د آا ..


-من فضلك يا عمي خليك إنت برا الموضوع ده .. قاطعه "عثمان" بصوت خشن


رفعت بحدة :


-يعني إيه أخليني برا الموضوع ؟ أنا عمك و من حقي لما أشوفك بتغلط أوقفك عند حدك.


عثمان بصرامة :


-أنا مش غلطان و كل حاجة حصلت قدامك و قدام الناس كلها . الكل عارف مين إللي غلطان محدش يقدر يلومني و أنا سكت علي الـ------- دي مرة بسبب ضغط أبويا عليا لكن المرة دي مش هرحمها . هقضي عليها خالص طالما ماحرمتش و إفتكرت إن عثمان البحيري بيهوش.


رفعت بصبر :


-طيب . إنت عندك حق في كل إللي قولته . هي واحدة زبالة فعلا و تستاهل الحرق كمان . بس ماينفعش تفضحها يا عثمان . فكر في ستات البيت ده . أمك و أختك و بنت عمك !


عثمان بغضب :


-محدش يقدر يمسهم بكلمة طول ما أنا عايش . و بعدين مافيش مقارنة هنا أصلا دي ------- و بنت ستين ---.


-أوك مافيش مقارنة زي ما قلت و أنا عارف إننا كبار أكبر من لعبة رخيصة زي دي مش هنكسب من وراها غير التشهير بسمعتنا و بس.


عثمان مصححا :


-التشهير بسمعتها هي.


رفعت بلطف :


-طيب معلش . عشان خاطري أنا . إرجع عن إللي في دماغك المرة دي إديها فرصة أخيرة.


عثمان بدهشة :


-إنت مالك يا عمي مهتم أووي كده بالموضوع ده ؟ بتحامي لواحدة زي دي ليه ؟؟؟


رفعت بنفاذ صبر :


-مش بحامي لحد . أنا عايز أحميك إنت و أحمي العيلة دي كلها.


عثمان بحدة :


-محدش يقدر يهوب ناحيتنا.


رفعت بإنفعال :


-يابني سيب غرورك ده علي جنب شوية و إسمعني . مافيش في الدنيا حاجة مضمونة الموازين كلها ممكن تتقلب في لحظة . رشاد الحداد دلوقتي عامل زي النمر الجريح لو حد قرب منه أو حاول يآذيه تاني هيستوحش أكتر هيتجنن و محدش هيقدر يوقفه.


عثمان ببرود :


-يتجنن علي نفسه . أنا عايز أجيب أخره معايا بقي و أشوف هو ممكن يعمل إيه !


رفعت بحنق :


-و أنا مش هستناه لما يعمل . مش ممكن أسمحله يآذيك و لو فكر بس أو حاول الحرب بينا هتقوم و كلنا هنتبهدل من أكبرنا لأصغرنا لو إنت بقي عايز كده خلاص أعمل إللي إنت عايزه.


-يعني هو هددك ؟؟؟ .. زمجر "عثمان" متسائلا و هو يغلي من الغضب


رفعت بضيق :


-يابني محدش  هددني . أنا بقولك الكلام المنطقي إللي ممكن أي حد يقولهولك . بالعقل كده واحد سيادتك فضحت بنته و طلقتها ليلة دخلتك عليها و جاي دلوقتي كمان عايز تثبت الفضيحة و تأكدها رسمي و أبوها شخصية سياسية مهمة زي ما إنت عارف . و كده مش هتكون بتآذيها هي لااا . ده إنت بالشكل ده بتقضي عليه هو و بتنهي مستقبله للأبد يعني كأنك بتموته بالظبط.


تنهد "عثمان" بسأم و قال :


-يعني حضرتك عايز إيه دلوقتي ؟


رفعت و قد عاد إلي الهدوء من جديد :


-عايزك ترجع عن إللي في دماغك . هي إتعلمت الدرس كويس . صدقني مش هتجرؤ تعمل معاك حاجة تاني . و يا سيدي لو ضايقتك مرة تانية أنا مش همنعك عن أي حاجة عايز تعملها .. إتفقنا ؟


زفر "عثمان" بضيق و أدار عيناه غير راضيا  ...


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


يأتي صباح يوم جديد ... و تخرج "سمر" من غرفة العمليات بعد أن قضت بداخلها ساعة و نصف تقريبا


كانت مستيقظة الآن و لكنها أيضا كانت تحت تأثير المخدر ، و جاهدت ليخرج صوتها قبل أن تتركها هذه الممرضة و تذهب إلي عملها ..


سمر بصوت بطيئ و ثقيل :


-لـ..ـو سـ..ـمـ..ـحـ..ـتـ..ـي . مـ..ـمـ..ـكـ..ـن . مـ..وبـ..ـايـ..ـلـ..ـلك ؟ محـ..ـتـاجـ..ـة . أعـ..ـمـ..ـل . مكـ..ـالـ..مـ..ـة !


الممرضة بلطف :


-يا مدام إنتي لسا خارجة من العمليات . هتقدري تتكلمي ؟!


أومأت "سمر" بإصرار و رجتها :


-أ.ر.جـ..ـوكـ..ـي !


تنفست الممرضة بعمق ، ثم قالت بإبتسامة :


-حاضر . هروح أجبلك موبايلي.


°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°


في شقة الجارة "شهيـــرة" ... لم تنم "زينب" طيلة الليل و ما برحت الأفكار القاتمة تتضارب برأسها حتي الآن


لم تشعر بالتعب و هي تقف أمام النافذة  قرابة إثنا عشر ساعة بدون مغالاة ، حتي أن توسلات "شهيرة" المتواصلة ذهبت سدى ..


-طيب و بعدهالك يا أبلة زينب ؟ .. قالتها "شهيرة" بتساؤل و عتب


-حرام عليكي نفسك . من إمبارح و إنتي واقفة الواقفة دي . لحد إمتي بس ؟!


زينب بحسرة :


-البت بضيع يا شهيرة . بضيع و أنا متكتفة مش عارفة أعملها حاجة . يا تري فيكي إيه يا سمر ؟ ماتصلتيش تطمنيني عليكي ليه يابنتي لحد دلوقتي ؟؟؟


شهيرة بحزن :


-لا حول و لا قوة إلا بالله . طيب إيه إللي مسكتنا بس أنا مش فاهمة ؟ ليه مانبلغش النقطة ؟؟؟


زينب بإسراع :


-لأ قسم لأ . كده البت تتفضح.


شهيرة بإستغراب :


-تتفضح ليه يا أبلة ؟ مش قولتي إنها خرجت و مارجعتش من إمبارح و قافلة تليفونها ؟ تبقي مختفية و البوليس في الحالات إللي زي دي بيدور و بيشوف شغله و إن شاء الله ترجع بالسلامة.


زينب بمرارة :


-إسكتي يا شهيرة . إسكتي إنتي مش عارفة حاجة !


شهيرة بفضول :


-طيب قوليلي . إحكيلي يا أبلة ماتسبنيش كده علي عمايا.


زينب بتردد :


-لأ .. أحسن لسانك يزلف قدام حد . تبقي مصيبة.


شهيرة بعتاب :


-كده يا أبلة ؟ بعد العشرة دي مش واثقة فيا ؟ أنا عمري طلعت سرك برا ؟؟


زينب بإستسلام :


-خلاص . خلاص يابت ماتزعليش . هقولك و أمري لله .. و حكت لها كل شئ


تشهق "شهيرة" بصدمة قائلة :


-يا حـِزني ! لأ لأ . مش مصدقة . ونبي تقولي كلام غير ده يا أبلة زينب . سمر ؟ .. سمر تعمل كده ؟؟؟ لأ مش مصدقة !!


زينب بحزن شديد :


-أهو إللي حصل يابنتي . ضاعت يا عين أمها . طول عمرها البت دي حظها قليل . عمرها ما فرحت . و كمان فرحتها ضاعت .. فينك بس يا سمر ؟ يا رب جيب العوائب سليمة !


يدق هاتف "زينب" في هذه اللحظة ، فتهرع إليه و ترد بتلهف :


-ألو ! ألوو . أيوه مين ؟ مين إللي بيتكلم ... ســـــمـــــــــــر ؟ .. إنتي فين ؟ إنتي فين يا حبيبتي ؟ مستشفي ؟؟؟ جرالك إيه يا سمر ؟ قوليلي مستشفي إيه ؟ أنا جيالك يا سمر . جيالك دلوقتي يا حبيبتي !


و أقفلت معها ، لتنطلق كلمح البصر نحو عباءتها الداكنة و ترتديها بتعجل ..


شهيرة بتساؤل :


-في إيه يا أبلة ؟ دي سمر دي إللي كانت بتكلمك ؟؟


زينب و هي تلف حچابها بسرعة و عدم إتقان :


-أيوه هي . طلعت في المستشفي من إمبارح.


-كفاالله الشر . مالها ؟؟؟


زينب بضيق :


-لسا مش عارفة يا شهيرة . المهم خلي بالك من ملك لحد ما أجي ! .. و أكملت بثقة :


-إن شاء الله تكون حاجة بسيطة و مش هرجع إلا بيها.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في ڤيلا "رشاد الحداد" ... يتصفح الجرائد و المجلات و هو يتحدث في الهاتف مع شقيقته بنفس الوقت


رشاد بصوت أجش :


-طلع عاقل يا إلهام . مانشرش حاجة !


إلهام بإرتياح :


-الحمدلله . عارف لو كان عملها و نشر أي حاجة كانت هتبقي فضيحة مستحيل نعرف نلمها.


رشاد بسخرية :


-ماكنتش هحاول ألمها . كنت هجري أخلص عليه بإيدي.


إلهام مطمئنة :


-خلاص يا حبيبي it's Over . مابقاش في خطر إطمن.


تنهد "رشاد" و هو يلقي بأخر جريدة في يده ، ثم قال :


-أيوه عندك حق . الخطر زال !


إلهام بتحذير :


-خلي عينك علي چيچي بقي من هنا و رايح.


رشاد بلهجة حادة :


-چيچي مش لازم تفضل هنا أصلا . لازم تسيب مصر خالص و إلا هفضل ألم وراها و أغرق في مشاكلها أكتر.


إلهام بإستغراب :


-مش فاهمة قصدك إيه ؟!


رشاد بصرامة :


-هبعتهالك علي كندا زي ما بعتلك أختها . كمان إسبوع أكون جوزتها للمحروس بتاعها بعدين هقطعلهم التذاكر و أبعتهملك.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


عندما وصلت "زينب" إلي المشفي التي وجهتها "سمر" إليها ... ذهبت إلي مكتب الإستعلامات


و من هناك أرسلوا معها ممرضة لترشدها إلي غرفة "سمر" ..


-مـامـا زينـب ! .. صاحت "سمر" بضعف في لحظة دخول "زينب" من باب الغرفة


زينب و هي تركض نحو سريرها :


-حبيبتي يابنتي . إيه إللي جرالك يا سمر ؟ فيكي إيـــه ؟؟ .. كان صوتها يقطر آسي


سمر بدموع :


-زي ما إنتي شايفة . جسمي كله متكسر.


زينب بحدة ممزوجة ببكائها :


-مين إللي عمل فيكي كده ؟ هو ؟؟؟


سمر بصوت كالأنين :


-هحكيلك بعدين . المهم خديني من هنا . مشيني بسرعة يا ماما زينب قبل ما يجي.


-حاضر حاضر يا حبيبتي .. ثم إلتفتت "زينب" إلي الممرضة و قالت :


-لو سمحتي أطلبيلنا تاكسي بسرعة.


الممرضة :


-حضرتك المدام مش هينفع تخرج و هي في الحالة دي.


زينب بحدة :


-مايخصكيش يا حبيبتي الكلام ده . أنا أمها و قلت هاخدها من هنا وريني هتمنعيني إزاي ده أنا أواديكي إنتي و المستشفي بإللي فيها في ستين داهية.


الممرضة بشئ من التوتر :


-يافندم المدام لسا خارجة من العمليات مابقلهاش ساعتين هتخرج من المستشفي دلوقتي إزاي بس ؟!


زينب بتهكم :


-هتخرج زي الناس يا حبيبتي.


و هنا جاء الطبيب ..


-في إيه ؟ إيه إللي بيحصل هنا ؟؟ .. قالها الطبيب بتساؤل و هو يوزع نظراته بين "سمر" و "زينب" و الممرضة


الممرضة بتهذيب :


-يا دكتور الحجة بتقول إنها والدة مدام سمر لسا جاية دلوقتي و عايزة تاخدها و تمشي.


الطبيب بإستنكار :


-تاخديها إزاي يا حجة ؟ إنتي مش شايفة حالتها عاملة إزاي ؟ المدام لسا خارجة من العمليات !!


زينب بغضب :


-بقولك إيه إنت و هي بالذوق كده خلي نهاركوا ده يعدي علي خير بدل ما أعملكوا فضيحة هنا و حالا . قلت هاخد بنتي يعني هاخدها.


ضغط الطبيب علي أسنانه بحنق و قال :


-ماينفعش إللي بتقوليه ده حضرتك إنتي في مستشفي محترمة و بعدين إنتي ماتقدريش تاخدي مدام سمر جوزها هو إللي جابها و هو الوحيد إللي يقدر يستلمها و يخرجها من هنا.


كادت "زينب" تنفجر بوجهه ثانيةً ، و لكن "سمر" بادرت بإسراع :


-يا دكتور أنا إللي عايزة كده .. كان صوتها واهنا هش إلي أقصي حد


الطبيب بحيرة :


-يا مدام سمر إنتي لسا مش كويسة !


سمر بتوسل :


-أرجوك . أنا لازم أخرج من هنا . و صدقني أنا هتحسن أسرع في بيتي.


الطبيب بعد تفكير :


-خلاص إللي تشوفيه .. ثم قال بحزم :


-بس لازم قبل ما تخرجي الحجة تمضيلنا تعهد الأول عشان المستشفي تخلي مسؤوليتها من إللي ممكن يحصل بعد كده.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


ظهرت الشمس من بين الغيوم بعد الظهيرة ... راحت ترسل آشعة طويلة من العقيق و الذهب نحو الأرض


و من بين كل شئ علي الأرض ، تتألق "ملك" تحت الضوء الساحر بخصلات شعرها الكستنائية الملساء ، و خضرة عيناها الواسعتان بصورة رائعة


كانت محتجزة بين ذراع "شهيرة" و صدرها ، و لكنها لم تكن منزعجة إطلاقا .. بل كانت مبتهجة و هي تشاهد الشوارع و الناس من حولها ، كانت مستمتعة و البسمة لم تفارق ثغرها الوردي الجميل ..


-إصباح الخير ياست نعيمة ! .. صاحت "شهيرة" عندما وصلت أمام محل الجزارة ، لترد السيدة "نعيمة" التي وقفت تباشر تقطيع اللحم النيئ بسكين حاد النصل :


-إصباح الخير يا أم عمر . تعالي إتفضلي.


تدخل "شهيرة" منقطعة النفس و تضع بأكياس الخضار علي الأرض عند قدميها ، ثم تقول و هي تعدل من وضعية "ملك" علي ذراعها :


-ونبي ياست نعيمة تلفيلي نص كندوز و نص مفروم.


نعيمة بإبتسامة :


-و ليه تاخدي إنصاص خليهم 2 كيلو عشان العيال.


شهيرة بحرج :


-كده الميزانية هتخرم خآالص . معلش نبقي نزودهم المرة الجاية.


نعيمة بتصميم :


-طب و الله هتاخدي الـ2 كيلو و علي حسابي كمان إيه رأيك بقي !


شهيرة مبتسمة بخجل :


-ياخبر . إن شاالله يخليكي يا أم خميس . ماينفعش و الله ده كتير كده.


نعيمة بإبتسامة ودودة :


-مش كتير و لا حاجة كله عشان العيال و أبوهم هو مش بسلامته رجع من السفر ؟


-راجع بكره إن شاء الله.


-طيب زي ما قولتلك بقي و كلمتي مش هتترد . هتاخدي الحاجة علي حسابي و مش عايزة أسمع كلمة زيادة.


-بس ده كتير.


-قولتلك مش كتير و بعدين أنا عنيا ليكي يا شهيرة.


شهيرة يإمتنان :


-تسلم عنيكي يا أم خميس . تشكري يا حبيبتي.


تلاحظ "نعيمة" الصغيرة "ملك" في هذه اللحظة ، فتتساءل بسخرية :


-هي البت ملك بقت تقعد عندك دلوقتي ؟ مش كانت بتقعد عند زينب ؟!


شهيرة و قد تغضنت ملامحها بالحزن :


-لأ ما أصل أبلة زينب سابتهالي و راحت مشوار مهم . إدعي ونبي يا أم خميس ربنا يجيب العوائب سليمة و يرجعهم بالسلامة.


نعيمة متظاهرة بالتأثر :


-خير ياختي . إيه إللي حصل ؟ مالها الحجة زينب ؟؟؟


تنهدت شهيرة بحرارة و قالت :


-أبلة زينب كويسة . دي سمر هي إللـ آا .. و بترت عبارتها فجأة


نعيمة بفضول :


-مالها سمر يا شهيرة ؟؟؟


شهيرة بإرتباك :


-مـ مالهاش . مالهاش يا أم خميس.


نعيمة بحزن مصطنع :


-أخس عليكي . يتخبي عليا ؟ مش مأمنالي !


شهيرة بإسراع :


-لأ و الله مش قصدي .. ثم قالت بتردد :


-بس ده سر . أبلة زينب هتزعل مني و إحتمال تقاطعني لو حد عرف.


نعيمة بإبتسامة خبيثة :


-إطمني يا حبيبتي سرك بير . عمر ما حد هيعرف إنتي قولتيلي إيه.


شهيرة بعد تفكير :


-طيب خلاص . هقولك ... و حكت لها ما سبق و سمعته من "زينب" و بالتفصيل


نعيمة بصدمة لم تقل عن صدمتها حين علمت :


-يا لهوي !


شهيرة برجاء :


-بالله عليكي يا أم خميس . أنا ماقولتش حاجة . إوعي تجيبي سيرة لحد و غلاوة خميس عندك.


نعيمة بنبرة متكلفة :


-لأ ياختي طبعا . و دي حاجة تتقال بردو ؟ إذا كنت أنا مش قادرة أصدق لحد دلوقتي ! معقول سمر إللي كل الحتة بتحلف بأخلاقها تعمل عملة زي دي ؟؟!!


شهيرة مؤيدة :


-و الله عندك حق . أنا هتجنن بردو . مش عارفة إزاي قبلت تعمل كده !!


نعيمة و قد إلتمع البريق الشيطاني بعينيها :


-يلا ربنا يسهلها .. و يستر علي ولايانا.


بعد ذهاب "شهيرة" بمدة قصيرة ... يصل "خميس" بالعربة المحملة بالبضاعة ، يلج إلي المحل يثيابه القذرة علي الدوام  ، لتستقبله أمه فورا ..


نعيمة و هي تقوم من مكانها و تمشي ناحيته :


-إنت شرفت ياخويا ؟ تعالي . تعالي يا سبع رجالة في بعض . تعالي شوف خبتك .. كان التهكم يملأ صوتها


خميس بتعجب :


-في إيه ياما مالك ؟ أول ما أهل عليكي كده تستلميني بالزفة دي ؟ حصل إيه ؟!


نعيمة بإنفعال :


-حصل إللي كنت بحاول أخليك تفهمه ياخويا . حصل إللي كنت عاملة حسابه . حصل إللي كنت هتتقرطس بسببه لو كنت سيبتك تعمل إللي في دماغك.


خميس بضيق :


-ياما إيه الألغاز دي علي الصبح ؟ ماتجيبي م الأخر . عايزة تقولي إيه ؟


نعيمة بغضب :


-هقولك يا حبيبي . البرنسيسة بتاعتك إللي كنت هتموت و تتجوزها . طلعت ماشية في الحرام يا روح أمك . طلعت متجوزة عرفي.


خميس بصدمة :


-تقصدي مين ؟ ســـمـــر ؟؟؟


نعيمة و هي تلوي فمها بإزدراء :


-أيوه ياخويا . السفيرة عزيزة . الدرة المصونة . سمر هانم .. ثم أكملت بغيظ :


-صحيح تحت الساهي دواهي !!


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في المستشفي التخصصي ... كان "عثمان" في طريقه إلي غرفة "سمر" عندما إستوقفته الممرضة


عثمان و ينتزع نظارته الشمسية عن عينيه :


-نعم ! في حاجة ؟!


الممرضة :


-مدام سمر مش في أوضتها يافندم.


-بتقولي إيـــــــــــــــــه ؟؟؟ .. قالها "عثمان" بصياح حاد تجمع علي إثره كل من في قسم الطوارئ


الممرضة بتوتر :


-بقول لحضرتك مش موجودة !


عثمان بغضب شديد :


-يعني إيه مش موجودة ؟ هو أنا سايبها في الشارع ؟ ده أنا هاوديكوا في ستين داهية . راحت فـــيـــــــــــن ؟؟؟


الممرضة و هي تنكمش بخوف :


-ماعرفش حضرتك . هي في ست جت و أخدتها و سابتلك الورقة دي.


مدت له يدها المرتجفة بالورقة الصغيرة ، ليخطفها "عثمان" بحركة حادة و ينظر فيها ... كانت عبارة عن رقم هاتف !!!!!




( 45 )


_ إنفصال ! _


كان وقع الصدمة عنيفا جدا عليه ... غضب إجتاحه بشدة و أخذ منه كل مأخذ


خميس صارخا بوجه أمه :


-إنتي جيبتي الكلام ده منين ؟ مين إللي قالك كده ؟؟؟؟؟


نعيمة بسخرية :


-مش مهم مين إللي قالي . المهم إن الكلام صح و الأهم إن أنا كنت صح . كل كلمة قولتهالك كان عندي حق فيها.


ضرب "خميس" الحائط بقبضته و هو يصيح بعصبية :


-إتكلمي ياما و قوليلي مين إللي قالك كده ؟ قوليلي مين و أنا أروح أقطع رقبته . محدش يمس سمر بكلمة طول ما أنا موجود . قوليلي مين إبن الـ------ ده خليني أروح أجيب أجله.


نعيمة بغضب :


-يا خبتك القوية يابن المعلم رجب . لسا يا واد بتحاميلها ؟ بعد كل إللي قولتهولك ؟؟؟


خميس بإنفعال شديد :


-إللي قالولك الكلام ده ناس متكادة منها ياما . سمر إستحالة تعمل حاجة زي دي . دول رجالة الحتة كلهم طمعانين فيها و هي و لا عبرت واحد فيهم أكيد نطع منهم هو إللي طلع عليها السمعة دي . وديني . وديني هعرفه و ساعتها محدش هيقدر يحوشه من تحت إيدي.


نعيمة بدهشة حقيقية :


-لأ ده إنت حالتك مش  طبيعية . مش مصدق عليها الهوا ..و أكملت بحنق :


-البت دي أكيد عملالك عمل !


خميس صائحا بغضب :


-إسكتي ياما . إسكتي إنتي كمان ماسمعكيش تجيبي سيرتها بالكلام البطال ده . سمر هتبقي مراتي بمزاجك أو غصب عنك محدش هيتجوزها غيري ســـــآاااامعة ؟


نعيمة و هي تضع يديها فرق رأسها و تتمايل بنواح :


-يا لهوي عليا و علي سنيني السودة . يا خيبتك يا نعيمة . يا مرارك . ماتنصفتيش في إبنك يا نعيمة . يا شماتة العدوين فيا . يا فرحتهم فيــــــــــــآااااااااا.


خميس بعناد :


-خليكي أقعدي إندبي كده من هنا للصبح . بردو هتجوزها يعني هتجوزها و لو حد قال عليها نص كلمة هقطعله لسانه !


و هنا إجتذب سمعه صوت هدير سيارة تمر من أمام المحل ، ما كان ليلتفت إن لم يكن قد سمع صوتها آت من داخل هذه السيارة ..


إلتفت "خميس" بسرعة و دقق النظر ... لمح "سمر" تجلس بجوار السيدة "زينب" في المقعد الخلفي من سيارة الآجرة


كانت في حالة يرثي لها و لاحظ الضمادات تحيط برسغيها الإثنين .. إنقبض قلبه في هذه اللحظة و لم يشعر بنفسه إلا و هو ينطلق كالسهم صوبها متجاهلا نداءات أمه المعترضة ..


-تشكر ياسطي ! .. قالتها "زيتب" عندما نزلت من السيارة


ثم شرعت في إخراج الأجرة من چزدانها ، ليسبقها "خميس" و يسأل السائق من الجهة الأخري :


-حسابك كام ياسطي ؟


تنظر "زينب" له و تقول بإرتباك :


-خـ خميس ! بتعمل إيه يابني ؟ شيل فلوسك في جيبك مايصحش كده.


خميس و هو يخفض رأسه و يلقي نظرة قلق سريعة علي "سمر" :


-بالعكس يا حجة زينب مايصحش إنتي إللي تدفعي و أنا موجود .. و حاسب السائق ، ثم إستدار حول السيارة حتي وصل عند "سمر"


فتح لها الباب و هو يتساءل بلطف :


-مالك ياست البنات ؟ إيه إللي جرالك ؟ إيه إللي عمل فيكي كده ؟؟؟


توترت "سمر" و عضت علي شفتها بقوة عاجزة عن الرد ، لتتدخل "زينب" و تنقذها من هذه المباغتة ..


-خير يابني مافيهاش حاجة ! .. قالتها "زينب" بصوت متوتر و تابعت :


-قدر و لطف عملت حادثة بس و هي راجعة من الشغل.


خميس بجزع :


-سلامتك ياست البنات . ألف سلامة عليكي.


-الله يسلمك يا خميس ! .. تمتمت "سمر" بخفوت ، ليفاجئها "خميس" في اللحظة التالية و يدس ذراعيه تحتها و يرفعها من دون جهد .. و كأنه يرفع صندوقا فارغا


تشهق "سمر" من المفاجأة و تقول بإضطراب شديد :


-إيه ده يا خميس ؟ نزلني لو سمحت . ماينفعش تشيلني كد آا ..


-إهدي يا أنسة سمر .. قاطعها "خميس" بصوت دافئ ، و أكمل :


-مش هتعرفي تطلعي السلم علي رجلك و الحجة زينب يدوب تقدر تطلع لوحدها . أنا هساعدك بس ماتقلقيش !


تنهدت "سمر" بإستسلام و أطرقت برأسها حتي لا تلتقي بعيناه ، بينما برز صوت "زينب" و هي تمشي خلفهما ..


-روح يابني إلهي يسترك . جدع يا خميس و الله إنت ما في منك في الحتة كلها.


وصلوا إلي شقة "زينب" ليمددها "خميس" علي أقرب آريكة ، ثم يبتعد خطوتين و يقول دون أن يحيد بنظره عنها :


-تؤمروني بحاجة تانية ؟!


زينب بإمتنان :


-ألف شكر يابني ربنا يخليك . مع السلامة إنت بقي و آسفين لو كنا عطلناك.


خميس بعتاب :


-ماتقوليش كده يا حجة زينب إحنا أهل.


-تسلم يا حبيبي . طبعا أهل.


خميس بجدية :


-عموما لو إحتاجتوا أي حاجة أقفي في الشباك و نادي عليا صوت بس هكون قدامك في ثانية .. ثم حمحم بشئ من التوتر و قال و هو يشيح عنها بصعوبة :


-يلا بقي . إستأذن أنا !


زينب بإبتسامة :


-مع ألف سلامة يابني.


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


بعد أن فاض به ، قرر أن يذهب إليها هو و يفهم بنفسه ماذا يحدث بالضبط ، لعله فعل شيئا إساء لها بدون قصد


يخرج "صالح" من غرفته ، و يمشي صوب غرفة "صفية" مستعينا بعكازيه المصنوعين من المعدن


يطرق بابها ثلاث مرات متتالية ، ثم يدخل بعد سماع صوتها يدعوه للدخول ..


-صالح ! .. صاحت "صفية" و هي تنظر له بتوتر


صالح بصلابة :


-أيوه صالح . إيه مالك يا بنت عمي ؟ مش مبسوطة إنك شوفتيني ؟!


أشاحت "صفية" بعيناها عنه و لم تجب ..


صالح بذهول :


-كمان مابترديش يا صفية ؟ .. معقول بالسرعة دي . ترجعي تحني لإسلوبك القديم معايا !!


و هنا نظرت له "صفية" من جديد ، و قالت بإسراع :


-إيه إللي إنت بتقوله ده يا صالح ؟ أنا لا رجعت لإسلوبي القديم و لا حاجة إنت فاهم غلط.


صالح بسخرية :


-أنا كنت فاهم غلط فعلا . إنتي زي ما إنتي . إللي عملتيه معايا الفترة إللي فاتت ماكنش أكتر من عطف . عطف بتكفري بيه عن ذنبك لإنك حاسة أن إللي حصلي إنتي السبب الأكبر فيه . بس إنتي ماكنتيش مضطرة تعملي كل ده يا صفية أنا كنت مسامحك أصلا بس دلوقتي مستحيل أقدر أسامحك.


هبت "صفية" من مكانها و هي تقول بغضب :


-صالح إيه إللي إنت بتقوله ده ؟ إنت مأڤور الموضوع أوي علي فكرة . كل ده عشان ماجتش أشوفك من إمبارح يعني ؟؟!!


صالح بصوت آجش :


-صح إنتي عندك حق . أنا دايما بأڤور المواضيع .. عشان كده لازم نوضع حد للقرف بتاعي قبل أضايقك أكتر من كده.


صفية بشك :


-قصدك إيه ؟


رفع "صالح" يده اليسري قليلا دون أن يفلت العكاز و إنتزع خاتم الخطبة من إصبعه للمرة الثانية ..


-المرة دي مش هيرجع تاني ! .. قالها "صالح" و هو يقذفه بوجهها


صفية بصدمة :


-إيه إللي عملته ده يا صالح ؟؟؟


صالح بإزدراء :


-إللي لازم يتعمل يا صافي . عمي الله يرحمه فعلا كان عنده حق . أنا و إنتي ماننفعش لبعض . إحنا ولاد عم و بس.


كانت "صفية" مشدوهة لدرجة أنها لم تنفعل من كلماته ، بل هزت رأسها سلبا و حاولت أن تتكلم ، و لكنها تحس بإنسداد في حلقها ..


رغم ذلك همست :


-إنت ماتقدرش تعمل كده !


صالح بصوت قاس :


-أنا مش لسا هعمل يا صفية . أنا خلاص عملت .. إنتي من هنا و رايح مش أكتر من بنت عمي.


و قبل أن تجيب ، و قبل أن تفهم معاني كلماته .. كان قد رحل ..


بقت "صفية" تحدق في إثره الفارغ مصدومة ، و الآن فقط شعرت بوخز كلماته .. كانت أكثر إيلاما من كلمات الهجر الأول 


شعرت بالآسي يخنقها و بركبتيها ترتجفان و تلتويان تحتها


إنهارت ، أطلقت لنفسها العنان أخيرا بعد كل هذه المقاومة الهائلة منذ وفاة أبيها .. إرتعش بدنها و تدفقت الدموع من عيناها كالشلالات دون توقف ...


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في سيارة "عثمان البحيري" ... يترجل منها متجها إلي رصيف الشاطى المهجور


يخرج هاتفهه و يتصل بالرقم الذي ترك له في مكتب إستقبال المشفي ... ينتظر للحظات ، ثم يآتي صوت أنثوي فيه مسحة غلظة ..


-ألو !


عثمان بصوت صارم :


-أنا عثمان البحيري . أيا كان إللي بيتكلم معايا . إديني سمر.


ترد "زينب" بصوت حاد :


-هو إنت بقي بسلامتك ؟ خسارة إنك بتكلمني في التليفون . عارف لو كنت قدامي أقسم بالله كنت شربت من دمك يا جبان يا حقير . بتستقوي علي بنت ضعيفة يا حيوان ! ماكفكش شرفها إللي ضيعته ؟ عايز تخلص عليها خالص ؟ ربنا ينتقم منك إن شاء الله.


أطبق "عثمان" كفه علي الهاتف بقوة ، كما إشتدت عضلات فكيه و هو يجيب من بين أسنانه :


-أنا لحد اللحظة دي هادي جدا و لسا ما قررتش أي تصرف . فلو سمحتي قبل ما أفقد إللي باقي من أعصابي .. إديني سمر !


زينب بإستفزاز :


-سمر عمرك ماهتشوفها تاني يا ندل . مش هاتشوف ضفرها و أنا إللي هاخدلها حقها منك.


في هذه اللحظة جن جنونه و صرخ بها :


-هآااااتي ســــــمـــــــــر . إديها الموبايل خليها تكلمني . خليها تكلمني أحسن آا ...


-نعم ! عاوز مني إيه تاني ؟ .. هكذا جاء صوت "سمر" فجأة بدلا من صوت السيدة التي نجحت في إثارة أعصابه الفولاذية بسهولة


عثمان بخشونة :


-إنتي إزاي تخرجي من المستشفي منغير أذني ؟؟؟


سمر ببرود :


-و أستأذنك بأمارة إيه ؟!


عثمان بحدة :


-بأمارة إني جوزك يا هانم و أبو إللي في بطنك.


سمر بسخرية :


-أولا إنت مش جوزي و لا هتكون . ثانيا إللي في بطني تنساه . أنا هنزله مش ممكن أسمح لحاجة منك تكون جوايا . مش ممكن أقبل أطفال منك إنت شيطان و ولادك هيبقوا زيك بالظبط.


يهدر "عثمان" بغضب :


-عارفة ! عارفة لو لمستيه ؟ لو آذتيه مش هرحمك يا سمر و لا هرحم عيلتك.


سمر بغضب مماثل :


-إنت ماتقدرش تعمل أي حاجة . و إسمعني بقي عشان أنا إللي ههددك دلوقتي . لو قريت مني تاني أو قربت لحد من إخواتي هقتلك . و الله هقتلك أنا ماعنديش حاجة أخسرها و بعدهم مافيش أي حاجة . سامع ؟؟؟


عثمان بصوت خال من أي شعور :


-مش هاسيبك بالسهولة دي يا سمر . سبق و قولتلك إنك ملكي.


سمر صارخة بآسي :


-يا أخي إبعد عني بقي . إنت عايز مني إيه تاني ؟ ما إنت دمرتني و خلاص عملت فيا كل حاجة . فاضل إيه تاني ماعملتوش ؟؟؟


عثمان بصوت هادئ :


-فاضل أهم حاجة . عايزك تعرفي إني مش ممكن إتنازل عنك أبدا . هاسيبك تريحي أعصابك فترة بس هترجعيلي حتي لو كان غصب عنك .. ثم قال بتحذير :


-بس من هنا لوقتها لو عرفت إنك آذيتي إبني . صدقيني يا سمر هتشوفي عثمان واحد تاني عمرك ما شوفتيه و لا تحبي تشوفيه .. باي !


و أقفل معها مطلقا تنهيدة حارة مطولة ..


-هتسامحيني يا سمر .. تمتم "عثمان" لنفسه ، و أكمل بإصرار :


-أكيد هيجي يوم و تسامحيني . حتي لو كان أخر يوم في عمري !


•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••


في شقة الجارة "زيـــنب" ... تترك "سمر" الهاتف من يدها و تتهادي رأسها الثقيلة علي ذراع الآريكة اللين


تتنهد بثقل وهي تطبق جفناها هاربة من نظرات "زينب" المتسائلة ، و لكن الأخيرة لم تصمت كما توقعت ..


-يعني المصيبة بقت مصبتين ؟! .. قالتها "زينب" بنبرة خشنة ، و أكملت بوهن مفاجئ :


-ياربي إيه الكوارث إللي نازلة ترف فوق دماغنا دي ؟ .. حامل يا سمر و في شهرين ؟ هتنزلي العيل ده إزاي و إنتي جسمك مكسر كده ؟ ده إنتي ممكن تروحي فيها !


سمر بقسوة :


-مايهمنيش . لازم الملعون ده ينزل . أنا آذيت سمعتي و سمعة إخواتي بما فيه الكفاية . مش هقدر أورطهم في فضيحة زي دي مايعرفوش يكملوا حياتهم بسببها . بسببي أنا يا ماما زينب.


زينب بحيرة ممزوجة بالألم :


-بس إنتي كده .. ممكن . تموتي يا سمر !!


صمت طويل .. ثم قالت سمر بدموع :


-مش مشكلة . أهم حاجة إخواتي يعيشوا أنا كده كده حياتي إنتهت من فترة و مستقبلي ضاع . مش هتفرق.


في هذه اللحظة دق جرس الباب ، لتقوم "زينب" متحاملة علي نفسها و تذهب لتفتح ..


-أيوه جاية أهو ياللي علي الباب .. و فتحت !!!!!!!!!

            الفصل السادس والاربعون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>