رواية بين عشقه وانتقامه الفصل الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر بقلم علا محمد فائق


 ••§ جحيم_حبك2 §••

••§ بين_عشقه_وإنتقامه §••

••§ الفصـــــل الحادي عشــــر §••

والثانى عشر والثالث عشر

بقلم علا فائق

••§الخطة تسير على النحو المخطط لها••§

______________


أما في الخارج لا تعلم لِم شعرت بذاك الشعور الغريب ،،وكأن أنفها التقط رائحة للخيانه ولكن هناك جانب منها يشفق عليها وعلى حالها ،،ظلت مُمسكة بمقبض الباب وقررت أن تقف تتنصت عليها كي يستريح قلبها وتطرد ذلك الشك من داخلها ............


في الغُرفة كانت تنظر "سُمية" لنقطة ما وسمعت صوته عبر هاتف "سيدرا" فقالت بشجن ونبرة تمتلئ بحزن زائف :

_الو ايوه يا فاطمه ،،البقاء لله ياحبيبتي ...


أنهت تلك الكلمات بإبتسامة صغيرة متهكمه  وهي ترى ظل الأخرى من أسفل الباب ،،

أما "هيثم" فتيقن أن هناك أمر ما والتزم الصمت ...

أما "سيدرا" فقتلت الشك الذي في قلبها من ناحية "سمية" ولامت نفسها كثيرًا على تنصتها عليها وظنها السئ بها وتركت مقبض الباب وغادرت بخطوات بطيئه إلى المطبخ .....

 

كانت ترفع كأس الماء إلى فمها لتشبع عطشها فسمعت باب السرايا يُفتح ..

فـ سارت كعادتها بخطوات مُسرعة تُلقي بنفسها داخل أحضانه وتعانقه بقوة فيبادلها العناق بسعادة وحب شديد يبدوان كأب وإبنته بسلوكها الطفولي وركضها إليه عند وصولها وبإحتوائه لطفولتها وبرائتها ....


مسد على شعرها بحنو فرفعت هي انظارها إليه بعيون بها برءاة طاغية وقالت بنبرة خجولة ووجنتين حمرواتين وإبتسامة عاشقة على ثغرها :

_وحشتني اوي اوي يا زين ..


_وانتِ كُمان اتوحشتك جوي جوي ...


نظرت له بسعادة شديدة وهي تتأمل تفاصيله التي تغمرها بعشقه كُل يوم وقالت له :

_طيب اطلع بقى وانا هحضر العشا واجيلك ..


اومأ بالإيجاب وقبّل جبينها بحُب وصعد للأعلى ويبدو عليه التعب الشديد ....


اما هي فدلفت للمطبخ تحضر العشاء بسعادة شديدة وتتحرك داخل المطبخ كفراشة من خفتها ونشاطها ...


خرجت "سمية" تنظر في الارجاء جيداً وسارت بخطوات خفيفه غير محسوسه ووضعت الهاتف على الطاولة في الصالون ونظرت لها وهي تتحرك في المطبخ بسعادة فـ لوت شدقها بسخرية على سعادتها الشديدة وانها لن تدوم طويلًا .......!!

 

أنهت "سيدرا" تحضير الطعام وخرجت إلى الصالون تنظر على باب غرفة "سمية" تريد الذهاب لأخذ الهاتف ولكن أثناء تفكيرها لمحته على الطاولة فحمدت ربها أنها لم تذهب تطلبه منها والتقفته ووضعته في جيبها وحملت صنية الطعام وصعدت إلى الأعلى ....

______________


في القاهــــــرة .....

في شقـــة "رامـــي"


نظرت شوق للساعة لتجدها تجاوزت نصف الليل ومازال غاضبًا منها ولم تره منذ مغادرته صباحًا بعد تلك المشكلة ،،سمعت صوت الباب يُفتح مُلعنًا عن وصوله ..


زاد توترها وارتباكها وحاولت ضبط حالها ورفعت خصلاتها خلف أذنها وهندمت ملابسها وجلست على طرف الفراش ناظرة لباب الغرفة بترقب شديد ..

مرت عدة دقائق وهي على نفس الحالة فنهضت وفتحت باب الغرفة ونظرت من خلال تلك الفتحة الصغيرة لتجده أغلق الأنوار واستلقى على الأريكه ...


وقفت تنظر مطولًا وكبريائها يمنعها من الخروج إليه لكن قلبها وعشقه الذي إمتلكها جعلها تخرج إليه بخطوات هادئه حتى وصلت للأريكه وجلست على رُكبتيها تنظر إليه بندم وتشعر أنها بالغت في ردة فعلها ...


خرج صوتها الرقيق بضعف ليصبح خفيض يكاد يسمع وهتفت بنبرة شَجِن :

_رامـي ..


كان مُستلقي على ظهره ينظر للسقف بشرود شديد لاحظ وجودها وسمع صوتها الخفيض لكن حقًا ولأول مرة منذ أن عرفها ويشعر بكل ذلك الحزن من ناحيتها ،،لم يُحرك ساكنًا ولكن ظل ينظر لتلك النقطة الفارغة فقط ....


وضعت كفها على كتفه وترقرقت العبرات في عينيها كـ البحور ،،بدت كـ طفلة صغيرة نادمة على فعلتها حزينة من عقاب والديها ،،غمغمت بنبرة مُختنقه بالبكاء :

_رامي انتَ خاصمتني ..


نظر لها نظرة سريعة بقلة حيلة فهو لا يستطيع أن يسمع تلك النبرة ولا ينتفض لها ولا أن يرى عينيها غارقتين في العَبرات ويكون هو سببها ،،استقام من نومته ليبرح لها مكان ويشير لها لتجلس بجانبه ...


نظرت له بعيون جرو حزين ومازالت الدموع تجري فيهما فجذبها من ذراعها بخفه لتجلس بجانبه ولف يده حول عنقه ليشاكسها ولكن لم يفلح في محو الحزن عن ملامحها وعن نبرته الحزينة عندما قال :

_مالك يا ست شوق ،،زعلانة وهتعيطي ليه ..


قوست ثغرها بحزن شديد وقالت بشجن :

_عشان انتَ بطلت تحبني يا رامي ...


ضم رأسها لصدره وقبّل جبينها قائلًا بصوت رخيم :

_بردو يا شوق بتزعليني منك ،،يابنتي انا من اول مرة شوفتك فيها وانا مش قادر اشوف غيرك ،،انتِ مالية عيني من زمان وحبك كل يوم بيكبر في قلبي عن اليوم اللي قبله ،،اللي بينا مش هين عشان تيجي واحدة زيها ترمي كلمتين يهدوا اللي ما بينا ،،لازم تكوني واثقه فيا أكتر من كدا يا شوق احنا لسه ياما هنشوف ....


_بغير عليك يا رامي ،،إنتَ مش شايف شكلها ولا لابسه ايه ...


_ياحبيبتي ولله هي في عيني ما تفرق عن هاني حاجه ،،يبت بقولك انتِ ماليه عيني من زمان ،،تقولي لابسه وعاملة دي شبه المقشه بتدخل من هنا تعفر المكان من هنا ..


أطلقت ضحكة انثوية رقيقه على حديثه ودفنت رأسه في عنقه وعانقته بإشتياق وكأنه كان غائبًا وعاد للتو إلى ملاذه .

_______________


في صباح اليوم التالي ....

في مُحافظـــة القاهــــــــــرة حيث الشركة التي يعمل بها "رامي" و"هاني" ...


كان جالسًا في مكتبه مع زملائه شاردًا في نقطة ما بالفراغ ممسكًا بالكأس بقوة شديدة تكاد تكسره إلى أن لمح شئ جعله يستقيم من جلسته ويخرج دون أن ينبث ببنت شفة ....


لمح طيفها وهي تدلف إلى المكتب الخاص بها فدلف خلفها مباشرة وجذبها من ذراعها بقوة جعلتها تتأوه بصوت عالٍ فوضع كفه الاخر فوق فمها يعيق خروج صوتها المزعج وغمغم بعينين مُظلمتين ونبرة مُحذرة :

_من غير كلام كتير ولف ودوران اقسم بالله يا نادين لو ما شلتيني انا وشوق من دماغك ما هراعي انك واحدة ولا اني كنت اعرفك قبل كدا وهوريك وش هاتضربي نفسك بالجزمة كل يوم انك شوفتيه ،،فاهماني ...انا لا عبيط ولا هقعد اتفرج عليكي وانتِ بتهدمي بيتي لا انا هاروح زي الشاطر كدا واعرف ادهم كل حاجه وساعاتها نشوف مين هينجدك منه ،،انا مش نايم على وداني هنا انا فاهم كل حاجه كويس اوي ،،كلامي واضح ولا افهمك بأسلوب تاني ....


نظرت لعينيه المظلمتين بخوف شديد ولأول مرة تراه بتلك الحالة ،،اومأت له بإيجاب فدفعها هو على الاريكه الكائنه خلفها وجذب بعض المناديل الورقيه من سطح مكتبها ومسح أحمر شفاهها العالق بكفه وهو يلقيها بنظرات احتقار ورمى تلك المناديل في صندوق القمامة وغادر المكان مُسرعًا ومعالم وجهه جامدة ...


__________________


بعد مرور أسبوع .....


إستطاعت "سُمية" بخداعها ومكرها أن تعرف كلمة السر الخاصة بهاتف "سيدرا"وأصبحت تتواصل مع "هيثم" بسهولة شديدة بسبب تلك التي تضع اشيائها وتنسى مكانها وتبحث عنها طيلة النهار لتجدها في النهاية في أحد الزوايا فتلعن ذاكرتها على ضعفها الشديد في تذكر تلك التفاصيل البسيطة ...أو أثناء وجودها في المرحاض أو ذهابها للمطبخ تحضر بعض الوصفات لزوجها وغيرها من تلك الأمور التي جعلت مهمة "سمية" في غاية السهولة وتسير كما خطط لها "هيثم" ...


أما في الولايات المتحدة الأمريكية ....


تلقت "سمر" ذلك الخبر بصدمة وتشعر وكأنها صُعقت للتو ورددت بغير تصديق :

_يعني قبضوا على بابا ،،بابا يستحيل يكون تاجر مخدرات ..


قاطع ذلك الهاتف الذي كان بمثابة كارثة سقطت على رأسها صوت طرقات عنيفة على باب منزلها ،،نهضت وحاولت تجميع شتات نفسها وتوجهت إلى الباب لتفتحه لتتسع حدقتيها بصدمة وحدسها يُخبرها أن هناك كارثة أكبر أمامها ...قالت للشرطي الواقف أمامها وهي تزدرد لعوبها بصعوبة شديدة :

_إتفضل ،،في حاجة ..


_معانا أمر بإخلاء البيت دا ...


_نعم ،،ايه الكلام اللي بتقوله دا ...


_إتفضلي يا مدام دا قرار من النيابه بالحجز على جميع ممتلكات والد حضرتك بما فيهم البيت دا ....

_______________


في مساء ذلك اليوم ....


كانت سيدرا جالسة بملل تعبث بهاتفها فلفت نظرها ذلك الرقم الغريب على سجل هاتفها ،،ضغط على جهة الاتصال لترى أنه تمت مُحادثته عدة مرات خلال هذه الأيام وأول مكالمة من حوالي أسبوع ،،نظرت لنقطة ما تحاول التذكر لمن ذلك الرقم ومتى أجرت تلك المكالمات معه ولكن لم تستطع التذكر أبدًا فقررت مسح جهة الاتصال من سجل المكالمات وفجأة تُنير شاشة هاتفها بمكالمة واردة من رامي ،،لم تعلم لِم قُبض قلبها فجأة وبردت أطرافها لتصبح كقطع من الجليد وشعرت أن هناك شئ سئ خلف هذه المكالمة .. 

فتحت الخط ورفعت الهاتف على أذنها وهي تطرد من داخلها ذاك الشعور السئ ولكن تتلقى خبر كاد أن يصم أذنها :



••§جحيم حبك2§••

••§بين عشقه وإنتقامه§••

••§الفصـــــل الثانــــــي عشـــــر§•• 

••§صدمــــــــــــة ..!!!§••

____________


_هاني عمل حادثة ونقلناه المستشفى يا سيدرا ..!!


تلقت هذا الخبر الذي صّم أذنيها بصدمة كبيرة جعلتها حتى غير قادرة على نطق كلمة واحدة ...

أغلقت الهاتف ونهضت بسرعة شديدة ترتدي ما قابلها من ثياب ووضعت حجاب رأسها بشكل فوضوي ونزلت للاسفل بخطوات مُسرعة تكاد تسابق الزمن وهي تُجري إتصالًا هاتفيًا بـ "زين" ولكن لا يوجد رد ....


في تلك الأثناء رأتها "سُمية" بتلك الحالة الفوضوية ولم تستطع اللحاق بها حتى لتسئل ماذا أصابها ...!

_______________


في المستشفى ......!!


كانوا جميعًا واقفين بالممر الخاص بالمستشفى والمؤدي إلى غُرفة العمليات حيث ينتظرونه منذُ ساعة تقريبًا .....

كانت "سلوي" جالسة في احدي المقاعد تبكي بعينين جفتا من كثرة البكاء وبجانبها "شوق" تأخذها في أحضانها وتخبرها أنه سيكون بخير وبجانبها الاخر كانت "شمس" كانت جالسة بعينيها المتورمتين من كثرة البكاء ومازالت عبراتها تسيل بقهر ..تشعر وكأن قطعة منها نُزعت من داخلها بدون رحمة الخوف يقتلها والافكار السيئه تفتك بها فتكًا ،،

أما "رامي" كان جالس على الأرض الباردة بظهر محني وكأن السماء سقطت فوق رأسه ليس هين أبدًا أن يرى شقيقه قطعة منه تصدمه سيارة بدلًا عنه ،،إحتوى رأسه بين كفيه ناظرًا للأرض بشرود والدمع يسيل من عينيه كطفل صغير ....!! 


وكان هناك بعض زملائهم الذين شاهدوا الحادث بعد انتهاء دوامهم وكانت هي ..

واقفه امامهم تتفحص حالتهم وخاصة هو فكانت لا تستطيع رفع عينيها عنه تود الجلوس بجانبه تُضمد جروحه ولكن أعادت نظرها إلى شوق بحقد وبغضاء شديدة وبعينين مظلمتين من الكرهه .. تقول لنفسها 

"لو لم تكوني انتِ لكنت أنا "


بادلتها شوق التي تراقبها جيدًا منذ قدومها إلى المستشفى بنظرة مُشتعلة من الغضب والغيرة وهي تضبط نفسها حتى لا تثير المشاكل بهذه الظروف ،،زفرت أنفاسها بضيق شديد والتفتت لشمس تحاول تهدئتها هي الأخرى ....!!

______________


في الولايات المتحدة الامريكية .....!!


كانت جالسة بقوامها الممشوق واضعه قدم على الأخرى بغرور وبجانبها العربة الخاصة بطفلتيها ،،كانت تنتظر صديقها الذي تأخر كثيرًا عليها ،،نظرت في هاتفها بضجر شديد فوجدته يجلس أمامها بإبتسامة مُصطنعه وألقى عليها التحية ..


_إنتَ اتأخرت عليا ليه كدا ؟

قالتها بنبرة مُشتعلة من قوة الغضب فأجابها هو ببرود مُنافي لحالتها قائلًا بنبرة مُستفزة أثارت أعصابها :

_معلش يا بيبي مشغوليات ...


_عرفت أن بابا إتقبض عليه النهارده ...


أخذ كأس العصير الموضوع أمامها وقال لها بنبرة شامتة ويأخذ رشفة منه :

_عرفت عرفت 


نظرت له بإستغراب شديد لحالته واستئنفت حديثها قائلة :

_وعرفت ....


_عرفت انهم حجزوا على كُل املاكه بما فيهم البيت اللي كُنتي عايشة فيه ...


_إنتَ ايه البرود اللي إنتَ فيه دا ،،إنتَ فرحان فيا ...


_عيب عليكي يا سوسو أنا كدا بردو


تجاهلت نبرته المتهكمه تلك وقالت له بجمود :

_حاول تشوفلي مكان اقعد فيه ،،انا روحت فندق بس مش هاقدر اقعد فيه أكتر من أسبوع ...


_وأنا مالي يا سمر ،،اشوفلك ليه كنت من بقيت اهلك ...


_انتَ بتتكلم معايا كدا ليه ،،انت نسيت اللي بينا ...


_اللي بينا انتهى من زمان يا سمر ،،مش عارف انتِ مصممه على في دماغك ليه ،،الخلاصة يا سمر انتِ من طريق وانا من طريق ..


_يعني ايه الكلام دا ،،بتبيعني ..


_سمر انا ناوي ابدأ صفحة جديدة والصفحة دي انتِ مش هاتكوني موجودة فيها ،،اخر حاجه عرفتها ومتعلقة بيكي انا عرفت النهاردة ان هاني عمل حادثة وكدا يبقى ملكيش عندي اي حاجه ولو عايزة فلوس قوليلي دا اللي اقدر اعمله غير كدا اسف ....


_شكرا يا محمد ،،انا مبشحتش ...

قالتها وهي تنهض وتهندم هيئتها وجرت عربة طفلتيها وإبتعدت عنه مغادرة المكان برمته ......!!

______________


مساء ذلك اليوم ....

في القاهــــــــــــرة .....!!


وقفت سيدرا أمام المشفى ولم تستطع الدخول فـ موعد الزيارة قد انتهى منذ ساعات طويلة ،،كانت وحيدة في ذلك الشارع الهادئ المظلم لا توجد فقط سوى إضاءة المشفى ...

ثُــم ...

شعرت به يقتحم ذلك الهدوء الموحش بطلته التي دبت داخلها السكينة والألفـــه ....

تمتمت بتلك الكلمات وشعور العجز والإنكسار يتفاقم داخلها بعيون أغرورقت بالدموع :-

_مرضوش يدخلوني يا زين ،،أنا لازم اشوفه قلبي واجعني عليه اوي ...


ضمها إليه بحنو شديد وطبع قُبلة حانية على رأسها وهو يمسح عليه بحنو وبيده الأخرى كان يضمها برفق بينما هي دفنت رأسها في صدره وكأنما أزاح هو بذلك العناق ذلك الحجر الثقيل التي تحمله فوق قلبها وأطلقت العنان لعبَراتها لتنهمر كـ فيضانات مدوية فـ شدد هو بدوره على عناقها وهو يبث فيها الأمن والطمأنينه بكلمات رقيقة فـ كان هو دائمًا نعم الحبيــب ونعم الزوُج ونعم السنــد ....


في منزل "سليم العياد"


كان رامي واقفاً في شرفة غرفته سابقاً ينظر والقلق يأكل داخله على شقيقته التي لم تظهر حتى الأن بعد مُحادثته لها صباحًا وبعدها أُغلق الهاتف فقام بإخبار زين كُل ما حدث ...


إرتخت فرائصه بعدما رأهما أسفل المبنى وكانت سيدرا تتكأ عليه كـ عجوز واهنه وهو عكازها ..

ترك الشُرفة وخرج ليُقابلهم بالأسفل بعدما جفت دمائه بعروقه بسبب إختفائها ....

أشار له زين بالصمت دون أن تلاحظ سيدرا وصعدوا ليقضوا تلك الليلة في هدوء وسكينة كـ محاولة فاشلة في تناسي تلك الاحداث السيئه ونوم بضع ساعات هادئه ......

________________


في صباح اليوم التالي ....

"موُعد الزيارة في المستشفى"


_هانـــي ...

نادت بها سيدرا بقلب مخلوع لرؤية نصفها الأخر وظهرها التي تستند إليه بهذه الحالة ...


إرتسمت إبتسامة ضعيفة على وجه هاني ومد ذراعه نحوها وكأنه يدعوها للارتماء داخل أحضانه ليطمئنها أنه بخير ...


اقتربت منه ببطء ووضعت رأسها على كتفه بخفه وصمتت ..،،

فقط دموعها تسيل بصمت فوضع يده السليمه على رأسها وربت عليه مرتين وهتف في هدوء واهن :-

_أنا كويس .. 


وأعاد نظره هذه المرة لزوجته ذو الوجه الباكي والعينين المنتفختين من كثرة البكاء ...

أطال النظر لها وكأن عينيه تعانق عينيها وتخبرها أنه بخير فقط يكفيه ألا تبكي ....


الباكيات حوله كُثر وسوءًا كانت والدته أو شقيقته أو زوجته فهو لا يُفرط في دمعه واحدة تسقط من عينهنّ بسببه فـ كان دائمـًا ما يُلقى المزحات ويضحك ويرمي بالحديث إلى زين لينشأ جو من المرح يلتهين فيه كي لا يروا ملامحه المُتألمه بفعل ذلك الحادث القوي ....


في نهاية اليوم ...


_زين .. انا محتاجه شوية حاجات من السرايا عشان عايزة افضل مع هاني شوية كدا على الاقل لحد ما يخرج من المستشفى ...


عبست ملامحه ونظر لها مطولًا وكأنه يرجو منها أن تعود عن كلامها فهو لن يستطيع المكوث بالقاهرة أكثر من ذلك وأيضا لا يستطيع البقاء بدونها في منزلهما ..


لاحظت عبوس ملامحه فتمتمت بنبرة راجية وهي تمسك كفيه بين راحتيها :

_زين ... عشان خاطري ... احساس انه كان ممكن يروح من بين ايديا في ثانيه دا مش سهل انا محتاجه ع الاقل اتطمن عليه انه وصل بيته بالسلامه ...


_خلاص يا سيدرا شوفي انتِ محتاچه ايه وانا هچيبهملك ...

قال عبارته بإقتضاب ومازالت ملامحه عابسه فـ طبعت هي قُبلة على وجنته برقة ....


_______________


صباح اليوم التالي ....


وصل زين إلى الصعيد وصعد في خفه وكأنه يأكل الدرج في خطواته متجهاً إلى غرفتهما وأخرج حقيبه ظهر ووضع بها ثياب خاصة بـ سيدرا وبعض الأغراض الأخرى ...


في ذلك الوقت رأته سمية وهو يركض مسرعاً للأعلى فوقفت سمية عند باب المطبخ تُراقب ما سيحدث فوجدته ينزل على الدرج بنفس السرعة التي صعد بها وبيده حقيبة ظهر خاصة بـ سيدرا ...


إستغلت سُمية ذهاب زين وتسللت خارج السرايا وتوجهت حيث يكمن منبع الشر والحقد وأفضت له بكل ما رأت واستطاعت أن تعرفه ...


_عارفة يا سمية انا جت في دماغي حاجه كدا لو صابت هتسهل علينا كتير اوي وهتبقى خطوة جامدة ونقله في علاقة زين وسيدرا لو صابت هقدر اهز صورة سيدرا في عيون زين ...

قال عبارته تلك بعيون ضيقة ترسم أمامها خريطة متكاملة الأركان للخطى التي سيخطوها الفترة القادمة وشق ثغره إبتسامة ثعلبية ماكرة ،،قطع شروده صوت سمية التي قالت بتساؤل :-

_يعني هاعمل ايه دلوك .!


_المرة دي مش انتي اللي هاتعملي انا اللي هنزل القاهـــــرة ...!!

غمغم بغموض قاتل بتلك الجُملة التي وقفت عندها سمية حائرة واستطردت قائلة :-

_مش بتخاطر إنتَ اكده 


وضع السيجارة بفمه واشعلها وأخذ شهيق قوي وزفر دخانها قائلًا بخبث :-

_..............

_______________


بعد مرور أسبوع ....


كان الأشقاء الثلاثه مُجتمعين بشقة والدهم وقد بدأ هاني يتماثل للشفاء ..


كانت جلسة عائلية رائعة لا تخلو من المزاح والضحكات النابعة من القلوب لتخرجهم ولو للحظات من هموم الحياة ومتاعبها ....


كانت شمس جالسة داخل أحضان زوجها الذي جذبها للتو في دلال اغدقها به في الايام الأخيرة متخطيًا خجلها الشديد أمام العائلة ولكن هو لا يشغل عقله بتلك الحسابات الفارغة بل يفعل ما يُمليه عليه قلبه وفقط ...


شعر بغصه تقف في حلقه وتزداد قوة يوم عن يوم وكأن حدسه ينبهه بقدوم مُصيبة ما لم تكن في الحسبان ولكن دائمًا ما يحاول التغاضي عن ذلك الأمر كي لا تصبح حياته الوردية مُره كالعلقم قبل ميعادها ...


رنَّ جرس الباب فشعر وكأن تلك الغصه تحولت لطوق ناري التف حول عنقه شعور سئ اجتاح داخله ..

نهضت شمس من جانبه وتوجهت إلى الباب لتفتحه وأشارت لـ سيدرا وشوق في المطبخ أن يتوقفا ستذهب هي لترى الطارق ...

خرجت سيدرا خلف شمس لتستقبل زوجها كما ظنت هي ولكن تسمرت في منتصف الصالة واتسعت حدقتيها في صدمة ألجمت لسانها أمام تلك الضيفة التي لم يخطر ببال أي حد أن تظهر أبدا ..


نظرت شمس لـ شوق نظرات مبهمه فضولية عن حالة سيدرا تلك وماهية تلك المرأة الواقفه بغرور امامها وأمامها عربة بها طفلتين  ،، تصلبت فرائص شمس عندما ألقتها تلك السيدة بنظرة مُحتقرة من أعلاها لأخمص قدمها وكأنها صندوق قمامه كائن أمامها ...


أما هاني فذلك الهدوء المريب أوقع قلبه في قدميه والتقط عكازه وقرر النهوض ومواجهة خوفه مطمئنًا نفسه أنها فقط وساوس ولكن ما إن خرج إلى الصالة شعر وكأنه صُعق عندما رأها ونظرت هي له نظرة متفحصة وعلى وجهها نصف إبتسامة شامته ..


إشتعلت شمس من الغضب والحنق على تلك المرأة التي تلقيهم بنظرات فقط ما بين كرهٍ وتملك وقررت قطع ذلك الصمت الموحش قائلة:-

حضرتك مين ..


نظرت داخل عيني هاني ومازالت محتفظة بتلك الابتسامة الشامته وقالت :-


_أنا سمر مرات هاني الاولى وأم بناته ملك ومليكه ،،تقدري تقوليلي بقى إنتِ مين ...!!


وجهت سؤالها الأخير بتحدٍ لتلك الواقفة أمامها كالمحمومه التي فقدت قدرتها على النطق فقط إمتلأت عينيها بالعبرات كالبحور ونظرت للطفلتين ووجهت نظرها لـ هاني وعينيها أفاضت بالكثير من الآلام والخذلان ولم تنتطق ببنت شفة .......


في الأسفل


وصل زين للتو إلى منزل سيدرا ليأخذها إلى المنزل الذي أصبح لا حياة فيه من دونها ،،تقدم قليلا ليصف سيارته في إحدى الاماكن ولكن ...!

تتسع عينيه صدمةً مما رأه ،،نزل من سيارته بإهتياج كثور لا يرى أمامه سوى هدفه فقط وخصيمه وصفق باب سيارته بعنف كاد يخلعها من مكانها ماذا يفعل هنا وكيف يجرأ على السير والحوم حول منزلها مرة أخرى حتماً كتب صحيفة موته بيديه فلا يلوم سوى نفسه على تلك الفعلة ،،

أنزل الأخر الهاتف من على أذنه ونظر له نظرة لم يفهمها أبدًا وفي لمح البصر استقل هيثم سيارته وانطلق بها فـ صاح زين وعروق رقبته تكاد تنفجر من قوة ضخ الدم فيها ورأسه تغلي وعينيه قد اسودت تمامًا :-

_هيثـــــم .........!!



••§جحيم حبك2§••

••§بين عشقه وإنتقامه§••

••§الفصـــــل الثالــــــث عشـــــر§••

••§وقع الشاطر في مصيدة الشك§••

______________


_أنا سمر مرات هاني الاولى وأم بناته ملك ومليكه ،،تقدري تقوليلي بقى إنتِ مين ...!!


وجهت سؤالها الأخير بتحدٍ لتلك الواقفة أمامها كالمحمومه التي فقدت قدرتها على النطق فقط إمتلأت عينيها بالعبرات كالبحور ونظرت للطفلتين ووجهت نظرها لـ هاني وعينيها أفاضت بالكثير من الآلام والخذلان ولم تنتطق ببنت شفة .......


في الأسفل


وصل زين للتو إلى منزل سيدرا ليأخذها إلى المنزل الذي أصبح لا حياة فيه من دونها ،،تقدم قليلا ليصف سيارته في إحدى الاماكن ولكن ...!

تتسع عينيه صدمةً مما رأه ،،نزل من سيارته بإهتياج كثور لا يرى أمامه سوى هدفه فقط وخصيمه وصفق باب سيارته بعنف كاد يخلعها من مكانها ماذا يفعل هنا وكيف يجرأ على السير والحوم حول منزلها مرة أخرى حتماً كتب صحيفة موته بيديه فلا يلوم سوى نفسه على تلك الفعلة ،،

أنزل الأخر الهاتف من على أذنه ونظر له نظرة لم يفهمها أبدًا وفي لمح البصر استقل هيثم سيارته وانطلق بها فـ صاح زين وعروق رقبته تكاد تنفجر من قوة ضخ الدم فيها ورأسه تغلي وعينيه قد اسودت تمامًا :-

_هيثـــــم .........!!

_________


في الأعلى ...


مازالوا جميعًا واقفين كالأصنام فقط ينظروا إلى بعضهم البعض ...

تنحنح هاني بخشونة وهتف بنبرة أجشه ومعالم وجه جافة :

_انا طلقتك من زمان والعيال دول مش عيالي ،،اضحكي على حد تاني احسن يلا برا بيتي مش عايز اشوف خلقتك ..


دفعت العربة قليلًا داخل الشقة وسارت بتباهٍ وهي تنظر نظرات إستحقار لـ شمس بجانب عينيها وقالت بثقة مُطلقة :

_اولًا هاتلي قسيمة الطلاق اللي تثبت كلامك ..

ثانياً البنات دول بناتك واعمل تحليل لو حابب ..


غلت الدماء برأسه وذلك المشهد البشع يُعاد كـ فيلم سينمائي بعقله مرة أخرى توجه صوبها وهو يستند على عُكازه وأشار لها هاتفًا بصياح ونبرة حادة مُهينه:

_انا رميت عليكي اليمين ومش لازم افكرك باليوم دا قدامهم العيال دول مش عيالي فاهمه انا ميشرفنيش يكون عندي عيال من واحدة زيك ..


_بالذوق بالعافية أنا مراتك ودول بناتك رضيت أو مرضتيش ولو حابب نلجأ للمحاكم معنديش مشكلة أنا رأيي بس بدل الفضايح دي نعمل التحليل وبعدها تقرر ونشوف مين ملوش لازمه هنا ويغور للزريبه اللي جه منها ومين هايرجع مكانه الاساسي ..


غمغمت بتلك الكلمات المهينه وخصت شمس بالنظر إليها في اخر حديثها وهي تلقيها بنظرة مشتعله من رأسها لأخمص قدمها ..


فجأها هاني عندما جذبها من ذراعها بعنف ورماها خارج الشقه ودفع العربة خلفها وسط بكاء الطفلتين نظر لهما لوهلة قبل دفعهم إليها ورق قلبه وإنتفض لوهلة بشعور غريب لم يشعر به من قبل ولكن أسكت قلبه ودفعهم إليه وطردها خارجًا وهتف بغضب شديد وبرزت عروق رقبته :

_برا يا *** شوفي الخرابة اللي انتِ جايه منها وارجعليها تاني انتِ لو بتموتي قدامي مش هبصلك شمس دي ست الكل وتاج رأسك ،، هي ميشرفهاش تبقى خدامتها فاهمه يلا برا مش عايزة اشوف خلقتك تاني 


_هستناك تكلمني خلال اليومين دول والا هتلاقي القضية مرفوعة عليك في أول الاسبوع على طول وساعتها هاتحفىٰ ورا ولادك ومش هاتشوفهم بعينك حتى طول ما الفلاحة دي جمبك ..


_بتتكلمي عن مين اكده يا ست انتِ ..

جاءها صوت أجش من خلفها يهدر بتلك الكلمات بنبرة مُتبرمة فنظرت خلفها بإرتباك أخفته خلف نظراتها المُتعالية ليطل عليها رجل بهيبة كادت تنزع قلبها من الخوف وملامح وجهه المكفهره وخطواته البطيئه الواثقه ،،أعادت نظرها لـ هاني وقالت بتحذير :

_انا قولتلك اللي عندي ،،هستناك ..


ونظرت لـ زين من أعلاه لأسفله بإشمئزاز وشتمت بسرها وتوجهت صوب المصعد الكهربائي ...


دلف "زين" إلى داخل الشقة بوجه مُتجهم ..،،

نظر هاني إلى شمس ولدموعها التي أغرقت وجهها وشوق تربت على كتفها ونظرات سيدرا المُعاتبة له ولأبيه الذي جلس على الأريكة بخيبة أمل بجانب زوجته الذي تابعت كل تلك الأحداث بصمت وروح لم تعد تقوى على مجابهة كل تلك المصائب المتتالية ...


رنين هاتف سيدرا نبه جميع حواسه ليمعن النظر إليها وكل تلك الأحداث التي مضت عليهما نجحت بإلقاء بذرة الشك داخل قلبه وخصوصا بعد نظرها لشاشة هاتفها لثوانٍ ثم رفض المكالمة وتلاقت عينيها بعينيه المعتمه ونظراته الغامضه فـ عبست وهزت رأسها ونظرت له بعينيها بمعنى "ماذا هناك ؟"

أدار وجهه للجانب الآخر وقال بنبرة جافه وصوت أجش:

_مين الست دي وتقصد مين بكلامها ..


توجهت صوبه وجلست بجانبه ووضعت كفه على كفه وقالت :

_بعدين اقولك يا زين يلا نمشي احنا الوقتي 


نظر لعينيها بعمق وللحظة ..،،

كأنه غرق ببراءة تلك العينين وذاب غضبه في تلك اللحظة قبض بأصابعه على كفه بخفه وقال بنبرة لينه :

_يلا اجهزي ..

_____________


أسدل الليل ستائره التي تحمل من الوجع والأسرار والمكائد ما يكفي لإنتزاعهم من بعضهم البعض ليبتعدا بُعد السماء عن الأرض ...


في القاهرة ....

(في شقة هاني)


_وقتها اتغابيت ورميت عليها اليمين بس ،،الصدمة خلتني مقدرش افكر في ورق وتوثيق وخلافه انا كنت بتلاشى اشوفها عشان مرتكبش فيها جريمة واروح في واحدة رخيصة زيها ...

غمغم هاني بتلك الكلمات وهو ينظر اليها بإستعطاف كـ طفل مذنب يقف أمام والدته ،،نظر لدموعها بروحٍ مُتألمه واستطرد قائلًا بنبرة راجيه :

_بالله عليكي كفاية عياط دموعك بتموتني يا شمس 


نظرت له شمس بجانب عينها ومازالت دموعها تنساب حتى أغرقت وجهها وقالت بصوت مرتجف مختنق من البكاء :

_وبناتك يا هاني ..


_مش بناتي وهعمل التحليل وهثبتلك كلامي ..


لفت رأسها صوبه وقالت بنبرة واثقه وصوت يحمل وجعًا وألمًا على ذاتها وقلبها المسكين :

_بناتك يا هاني ،،أنا حسيت بيهم ... حته منك 


هز رأسه عدة مرات بإستنكار وقال :

_لا مش بناتي وحتى دا مش هيغير حاجه ،،هاخدهم منها يعيشوا معانا وتبقى انتِ امهم وتربيهم احسن تربية ..


تقوس فمها لأسفل كـ الأطفال وهي تحاول إمساك دموعها التي مازالت تسيل رغمًا عنها وقالت :

هتاخد عيال من امهم عشاني ،،انتَ واعي لحالك ..

طـ...طـلجني يا هاني 


إنتفض من مكانه على عُكازه وقال بنبرة مُستنكرة من جُملتها الأخيرة :

_لا طبعا إنتِ اتجننتي ،،يستحيل اتخلى عنك انا ما صدقت لقيتك يا شمس ...


_مش هاتتخلى عني وهاتتخلى عن لحمك ودمك ،،هاتتخلى عن بناتك اللي ملكش غيرهم في الدنيا ،،طلاجنا هو الصح يا هاني ..،،

انا كنت ضيفة شرف لحد ما صاحبة البيت الاساسية وصلت ،،انا مكانش ليا مكان من الأول ،،أنا عمري ما كان ليا مكان في اي حاجه ..،،

ضيفة زي ماچت هاتروح من غير أثر وكأني مكنتش ... ،،

دور على بناتك يا هاني احسن مني يمكن متعرفش تچيب غيرهم واصل 


_شمس بطلي جنان ،،اي التخريف اللي بتقوليه دا ،،انا مش هسيبك ولو دول بناتي بجد هاخدهم منها بالعافيه وانتي تبقي امهم ،،وانا واثق ان البنى ادمه دي لحد النهارده مقدرتش تكون ام ليهم ولو ليوم واحد ...


_كلامك مش هيفيد بحاچه يا هاني كدا كدا هي لسه على ذمتك وبجت ام عيالك ،،طلجني وكل واحد يروح لحاله ..تصبح على خير ...


قالت كلماتها وغادرت سريعا قبل أن تنهار أمامه مرة أخرى وتثنيه عن قرارها ...


______________


في الصعيد(محافظة قنا)


طلت عليه من خلف ذلك الباب المتهالك بنظرات لا مبالاة ..،،تنحى جانبًا لتمر وأغلق الباب خلفها ..


_ولله وليكي وحشه يا سمسمه ..

قالها بنبرة ساخرة وإبتسامة متهكمة وهو يجذب الكرسي ليجلس عليه بالعكس فبادلته الابتسامة وهتفت بنفس النبرة المتهكمة :

_وحش اما يلهفك يا هيثم بيه ،، خلصني وجول عايز ايه انا مش بنت العمدة اخرج وادخل على كيفي لو زين عكشني هسلمك ليه وفوجيك بوسه ...


_يادي النيلة على السيرة القرف اللي كل ما تشوفيني تقرفيني بيها ،،ما خلاص بقى انا عارف كل الكلام دا واعرضك للخطر ليه وانا رقبتي في ايدك تكوني وحشاني بجد مثلا 


_يبجى خلص الليلة دي بدري بدري عشان مسخت وانا زهجت من سحنتك اللي تقطع الخميرة من البيت دي ..


_سمية اخرسي خالص وسيبني اقول الكلمتين وغوري بلسانك دا ماشي 


تأففت بتبرم ونظرت للجانب الأخر وبدأ هو بالحديث عن خطته القادمة بعقل شيطاني خبيث حقًا يُخشىٰ منه ....


_____________


 في سرايا الصيـــاد ...


فتح زين الباب للتو ودلفا إلى المنزل ،،تقدمته بخطوات بطيئه وأكتافها ساقطين دِلالة على شدة إنهاكها ولحق هو بها وبيده حقيبة ثيابها وصعد خلفها للأعلى ..


أما سمية فسبقتهم بدقائق فقط وجلست بغرفتها وهي تُعيد خطوات خطته بتركيز شديد داخل عقلها ...


مرت حوالي ساعة تحممت فيها سيدرا تزيل عنها مشقة الطريق وايضًا ثقل همومها ..

كانت جالسة أمام المرأة تمشط خصلاتها الطويلة الغجرية بلطف عندما خرج زين من المرحاض بعدما وقف تحت الماء البارد يحاول إخماد تلك الجمرات التي تحرقه منذ رؤية الآخر صباحاً ..

كان يلف منشفة على خصره ووقف أمام خزانة الملابس وأخرج تيشرت قطني باللون الأسود وبنطال من نفس اللون ....


كانت سيدرا تمشط خصلاتها بعناية وهناك ما يشغل بالها وعقلها تركت سيدرا الفرشاة واستدرات لتكون مواجهه له وقالت بنبرة مُستفهمه :

_مالك يا زين فيك ايه ..


هز رأسه ونظر لها بإعتيادية وقال بنبرة فاترة :

_مفيش مالي 


_مضايق كدا وساكت على طول بتفكرني بزمان .


_مش لازم بس شوية حاچات چت ورا بعض مضايجني ..

قالها وهو يهز كتفه بلا مبالاة غير مألوفة عليه واستلقى على سريره واضعًا يديه أسفل رأسه ناظرًا لسقف الغرفة وسقط في بحور افكاره مرة اخرى يحاول ربط جميع الخيوط ببعضها البعض ..


جلست بجانبه على السرير ونادته بتردد وداخلها لا يُريد الافصاح عن مافي داخلها :

_زين


_امممم

أصدر صوتًا دون أن يحرك شفتيه بعدم اهتمام ولكن وقع على سمعه سؤال جعل جميع حواسه تنتبه إليها ..


_هو انتَ لقيت هيثم او شوفته ..


إنتصب مكانه وهتف بحدة:

_نعم ،،ايه السؤال دا ..


_سؤال عادي مش قصدي حاجه بس انتَ بالك مشغول اوي وباين عليك مضايق فكنت بقول يعني ممكن تكون قابلته او لقيته ودا اللي مضايقك ..

قالت تلك الكلمات بتبرير عندما شعرت بأصابع الاتهام تصوب نحوها خِشية أن يظن أنها مازالت تهتم لأمره ...


نظر لعينيها مطولا وقال بجمود :

_ماشي 


_هنزل اعمل عصير عشان حاسه بهبوط اجبلك ؟


_لا هنام 

قالها وهو يغمض عينيه ببرود وتصرفاته أوجعت معدتها يبدو انه يُخفي شيئًا ليس هين ابدًا وصمته لا ينم عن خير ...


نزلت إلى الأسفل في طريقها للمطبخ ودلفت حتى تُحضر بعض العصير ..


إخترق أذنه رنين هاتفها في منتصف هذا الليل نظر إليه بعينين مترقبتين وداخله طرفين أحدهم يُريد أن يُمسك بهذا الهاتف ويُجيب حتى يرضي فضوله والأخر يجابهه قائلًا أين ثقتك بزوجتك هل نسيت ما فعلته من قبل ..!! ألم تتعلم الدرس بعد ؟

لكن رد عليه الطرف الأخر قائلًا "في السابق بنيت اوهامًا وصدقتها أما الآن فأنا أمام دلائل ملموسة هذة المرة سأتحرى جيدًا كي أرتاح" وبهذا سمح لنفسه بإمساك هاتفها والنظر للمكالمة التي انتهت للتو شعر وكأن هذا الرقم مألوف جدًا إليه أضاء الهاتف من جديد مُلعنًا عن مكالمة واردة من نفس الرقم واتسعت حدقتيه عندما داهتمه  ذكرى تلك الرسالة من نفس الرقم الذي يهاتفها الان ...

فتح الخط ووضع الهاتف على أذنه وهناك برودة اعترت جوفه خوفًا من تأكد ظنونه ،،اخترق صوته الكريه مسامعه صوت لم يسمعه سوى مرتين أو ثلاث لكن حفظه عن ظهر حقد وكره ،،أظلمت عيناه وهو يُقسم بـ فنائه وهناك جمرة ألقيت بقلبه كانت كافية بإضرام نيران هوجاء بصدره فتكت به....

              الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>