رواية بين عشقه وانتقامه الفصل الرابع والعشرون والخامس والعشرون بقلم علا محمد فائق


 (جحيــــم حُبــــــك 2)

(بين عشقـــه وإنتقامــــــه)

(الفصـــل الرابع والعشـــــــرون)

   والخامس والعشرون

بقلم علا فائق

(هَــل تَغَفِـــــري !..)

                                       ______________


_تعالي نرچع يا سيدرا ،،كفاية بُعد!

قال تلك الكلمات بصوتٍ رخيم وهو يُربت على كتفها ومازال مُحتضنهم ..


سمعت كلماته جيدًا وتردد صداها في أُذنها وبدأت تعود لواقعها مرة أخرى!

فتحت عينيها وكأنها راحت في غفوة وردية سريعة وعادت من جديد لواقعها القاتم الأليـم ..

إبتعدت فجأه لتبدو كـ إنتفاضة منها مُعترضة على تلك اللحظة العائلية السعيدة وجذبت إبنتها من أحضانه واستقامت في وقفتها وهي تجفف دموعها سريعًا وكأنه سيرى دموعها الأن لأول مرة لم تختلط دموعها بدموعه منذُ قليل ..

ذهبت سيدرا العاشقة التي ذابت في أحضانه منذ قليل وعادت تلك التي استطاعت أن تهجره خمس سنوات ..


_نرجع فين!..


_مصـر يا سيدرا ،،مش كفاية هچر بجى!!


_في ايــه ..،، زين انتَ تعرف مامي منين؟


صوتها أنهى شجارًا كان سيبدأ للتو وقد نسوا الفتاة التي تقف بينهم غير مُدركة ما يحدث ..


جذب صوتها انتباهه فـ نظر لها بفرحة شديدة وكأنه تذكر للتو انها فتاته فـ انحنى قليلا وحملها عن الأرض وهو يحتضنها بقوة واشتياق شديد مُجددًا وهو يُقبل كل إنش في وجهها وشعرها قائلًا بصوت هادئ مُشتاق:

_حبيبة بابا ..حبيبة بابا،،

زينة انا بابا يا حبيبتي ..


رددت الفتاة بنبرة مصدومة :

_بابي مين ،،بابي اللي مسافر !


_ايوه انا يا حبيبتي وچاي عشان نرچع كُلنا مصر وتشوفي بيتك وتشوفي اهلك .


نظرت له الفتاة بحُزن وقالت :

_ليه يا بابي .


_ليه ايه يا حبيبتي


قالت بنبرة مُعاتبة :

_ليه سافرت وسبتني انا ومامي لوحدنا !


نظر لـ سيدرا التي تنظر إليهما بغرابة والتي رفعت عينيها في عينيه عندما سألت الفتاة ذلك السؤال ..


تنحنح بهدوء ونظر في عينيها بحُب وقال :

_مش كل حاچه لازم تعرفيها يا زينة ،،المهم انك تعرفي اني من هنا ورايح چمبكوا وعُمري ما اسيبكوا او ابعد عنكوا تاني خالص ..


_نظرت له الفتاة نظرات حزينة وقوست فمها بحُزن واكتفت بالصمت فقط ،،أمسك ذقنها بحنو ورفع رأسها إليه وقال :

_زينة ،،انا مش عايز اشوفك زعلانه ياحبيبتي ،،زعلك دا بيجطع في جلبي يا بابا 


قالت الفتاة بعينين دامعتين :

_انا خايفه تسيبنا تاني ..


_عمري ما اسيبكوا وابعد تاني ابدًا .


لم ترد عليه فقط اكتفت بأنها عانقته هي هذة المرة بقوة وقبلت وجنته بلطف شديد وقالت :

_انا بحبك اوي يا بابا 


_وانا كمان يا جلب بابا،،يلا يا سيدرا ..


نظرت لهما بخوف وكأن استقرارها سيتزعزع وكل ما بنته خلال تلك السنوات سيُهدم وقالت بإستنكار :

_يلا فين انا مش هتحرك من هنا ،،مش راجعة مصر ،،هات زينة ..


ردت الفتاة بإعتراض :

_بس انا عايزة نرجع مع بابي 


_زينة!!


حركت الفتاة رأسها يمينًا ويسارًا برفض شديد وتمسكت بوالدها أكثر قائلة :

_لا يا مامي مليش دعوة ،،متسبنيش يا بابي


نظرت لها سيدرا نظرات لائمة وعينيها دامعتين وقالت :

_يعني ايه يا زينه هترجعي مصر وتسيبني هنا !


_لا طبعا يا مامي هترجعي معانا 


هتفت بإعتراض وهي تمد يديها للفتاة :

_مستحيل ،،

هات البنت يا زين ،،هاتها وارجع من مكان ما جيت .


تقدم منها وهو مازال حاملًا الفتاة ونظر داخل عينيها قائلًا بإشتياق :

_مكاني هو المكان اللي انتي موجوده فيه .


نحّت نظرها بعيدًا عنه وقالت بجمود مزيف :

_إنسى يا زين ،،تعالي لمامي يا زينة يلا ياحبيبتي نطلع بيتنا ..


_لا يا مامي انا عايزة بابي كمان 


دبت بقدمها في الأرض وقالت وعينيها مغرورقتان بالدموع وتشعر ان الدنيا تضيق في وجهها :

_يا زينة حرام عليكي متتعبيش قلبي اكتر من كدا تعالي ياحبيبتي يلا ..


اقترب منها أكثر وقال بنبرة حانية صادقة :

_حبيبتي انتي اللي بتتعبي في جلبك ،،عشان خاطري يا سيدرا اديني فرصة ..

فرصة واحدة بس ،،إنسي كُل اللي فات وتعالي نرچع لبيتنا واهلنا ،،بلاش انا يا سيدرا ماما سلوى موحشتكيش ،،حضنها موحشكيش ،،بابا سليم موحشكيش تحضنيه وترمي حمولك عليه وتشتكيله من الدنيا ووچعها ،،اخواتك ..مش عايزة حتى تشوفي ابن رامي ولا بنات هاني ،،مرتاحة هنا وانتي بين اربع حيطان لو حصلك حاچه محدش هيحس بيكي ..


أعادت نظرها إليه وأجهشت في البكاء وقالت بخوف شديد :

_هيثم ،،هيثم عايزاني ارجعله ببنتي 


_ضعيف وعايش يستخبى ،،انا بدور عليه بجالي خمس سنين مش جادر اعتر فيه ولو عترت فيه ولله ما راچع الا ومموته حتى لو هيعدموني بس كفاية اني عارف انك في وسط اهلك وعايشة في امان ..


قالت بلهفه وهناك قبضة اعتصرت قلبها :

_بس انا مش عايزة اخسرك ..

قصدي مش عايزاك تخسر حياتك عشانه ..


ردد بقلة حيلة :

_ارچعي بس واللي هتطلبيه هنفذه من غير ما اناجشك ..

ارچعي يا سيدرا انا شبعت غُربة رغم اني وسط اهلي..


نظرت للسماء التي بدأت تُمطر منذ قليل وللمطر الذي يزداد حدة شيئًا فـ شئ وملابسهم التي ابتلت بالكامل فقالت :

_تعالي يا زينة نطلع هتاخدي برد وانتَ ارجع مكان ما كُنت الايام اللي فاتت وارجع مصر لأني مستحيل ارجع معاك ..


قال بنبرة كاذبة وهو ينظر للجانب الأخر :

_كنت في فندج ومش معايا فلوس اجضي يوم واحد زيادة حتى طيارتي راحت ،،يعني انا الوقتي مكاني الشارع ..


أدرات الفتاة وجهه إليها وقالت بنبرة طفولية حزينة :

_لا يابابي متقولش كدا مامي اكيد هتخليك تطلع معانا صح يا مامي ..


نقلت سيدرا نظرها بين الفتاة وأبيها بقلة حيلة وزفرت أنفاسها بقلة حيلة وسارت دون أن تنبث ببنت كلمة صاعدة سُلم البناء وخلفها زين يسير حاملًا الفتاة مُبتسمًا بسعادة شديدة ..


وصلت إلى الطابق المنشود ووقفت أمام الباب تنظر له مطولا وخبطت كفها في رأسها مُتذكرة انها نست المفاتيح عندما خرجت على عجلة من امرها ..


وصل هو والفتاة بعدها وهو يلهث من ثقل الحقيبه والفتاة ،،نظر اليها بإستغراب وهي توليه ظهرها واقفه بثبات .

وضع الحقيبة على الارض وأنزل الفتاة أيضًا وحاول التقاط انفاسه وقال :

_ايه رجعتي في كلامك ومش هتفتحي الباب .


_لا انا نسيت المفتاح جوا لما نزلت ادور عليها


_يعني هتعملي ايه الوقتي !


_معرفش بتسألني أنا .


قال بنبرة متهكمة وعلى وجهه إبتسامة ذات معنى :

_طبعا وانتي هتعرفي منين ،،انتي تعرفي تستخبي بس ،،كان هيحصل ايه يا سيدرا لو كنتي فتحتيلي الباب الصبح لما كنت بهده اهنه ..


_هو دا وقته يعني يا زين 


_خلاص خلاص ابعدوا بس اكده 


_هتعمل ايه 


قال بلامبالاة :

_هكسر الباب ..


رددت بتساؤل خالطه القلق وهي تنظر إليه :

_ايه دا واحنا هنبات في الشقة والباب مكسور 


_منا بايت معاكوا يا سيدرا مش دكر بط في البيت يعني 


_خلاص خلاص اكسر الباب يلا 


تقدم من الباب ودفع الباب بكتفه بعنف مرة وأخرى ..

كانت تقف بجانب إبنتها تتأمله بإشتياق شديد تنظر لطوله الفارهه وظهره العريض ذلك الجاكت الاسود المصنوع من خامة الجلد أضاف إليه جاذبيه كادت تفتك بقلبها الذي ذاب في عشقه ،،قوته وهو يدفع الباب بكتفه وشعره الذي نمى أكثر من قبل بجانب لحيته الحديثه أضافوا إليه وسامة شديدة وكأنها تراه لأول مرة وكأنها تسقط في عشقه لأول مرة إبتسمت بخجل شديد من وجوده جانبها ومن قلبها وعينيها اللتان تتغزلان به بلا إستحياء..

كُسر الباب فزفر أنفاسه بتعب وصفف شعره للخلف وحمل حقيبته وأشار لهما بالدلوف اولاً ..

                     __________________


مرت ساعة تقريبا قاموا بتغير جميع ملابسهم المُبتلة من المطر وقامت سيدرا بتحضير وجبة العشاء لهم فتناولتها الفتاة في نهم شديد وهي تجلس على قدم والدها وهو يُطعمها ويدللها بين الفينة والاخرى وسيدرا تنقل بصرها بينهم في خِلسة وهي تشعر بمرارة داخلها وكم كانت أنانية وسيئة عندما قررت أن تحرم فتاتها من والدها وكانت تسعى إلى ذلك عمدًا ،،كيف عماها شيطانها وكبريائها لولا الصدفة ومشيئة الله لكانت أضحت الفتاة ضحية لكبرياء والدتها ..!


جاء موعد النوم فـ رتبت سيدرا الفراش ونادتها فنهضت وهي ممسكة بيد والداها تجذبه معها نحو الفراش وبالفعل جلس واستلقت الفتاة على ظهرها وأشارت لوالدها أن يقترب ..

لاحظ زين تعلق الفتاة الشديد به ونسيانها لسيدرا ،،يعلم جيدا ما تُفكر به الأن ويعلم أنها تشعر بالضيق الشديد ولولا وجوده لدخلت في نوبة بكاء شديدة من تجاهل الفتاة لها ..


نظر لـ سيدرا التي همت بمغادرة المكان وقبل أن يتفوه بكلمة تحدثت الفتاة:

_راحه فين يا مامي مش هتنامي معايا زي كُل يوم ..


_لا ما هو بابا موجود بقى ،،خليه هو ينيميك النهارده


_بس انا عايزاكي انتي كمان تنامي جمبي ..


_انا في شوية حاجات هخلصها بس ..


_تعالي نيميها يا سيدرا انا خارج برا .


_لا نام جمبها النهارده ،،انا معنديش مشكلة..

قالتها وشعورها بالذنب يفتك بقلبها ونامت على طرف السرير الاخر وأشارت له أن ينام هو أيضًا فأنصاع لها بفرحة شديدة ونام بجانب الفتاة ونامت هي أيضًا ليصبح رأسهم بنفس المستوى وتلتقى نظراتهم في لحظة ندم وعتاب !!

اخفضت بصرها إلى ابنتها ..

اما هو فأخذ ينقل بصره بينها وبين فتاته وكأنه يحفر ملامحهم داخله بإشتياق ..


بعد مرور دقائق أغمض عينيه بتعب وقد غلبه النوم داخل حضن صغيرته النائمة بسلام ..

أما هي ف أخذت تنظر إليهما بحُب شديد ودون وعي منها اقتربت قليلا من رأسه وقبلته بحنو ونظرت له عن قرب بإشتياق شديد وكررت فعلتها مع الفتاة وأحكمت الغطاء عليهم جيدًا وتركت الغرفة ..


دلفت للمطبخ لتشرب الماء فـ سمعت هاتفه يرنّ

اقتربت من الهاتف فوجدتها "شوق"


رفعت الهاتف على أذنها وأجابت :

_الو


على الجانب الأخر "في مصر"


إنتفضت من جلستها وهي تسمع صوتها عبر هاتف أخيها وصرخت بصدمة :

_سيدرا 


قالت بهدوء :

_عاملة ايه يا شوق 


_انا كويسة ،،كلنا كويسين جوي ياخيتي ،،إنتِ عاملة ايه لجيتي بنتك 


_الحمدلله ،،الحمدلله يا شوق ،،ماما وبابا عاملين ايه كويسين ؟


_حاچات كتير ناجصاكي ياخيتي ،،كلهم بخير بس مش فرحانين ،،فرحي جلبهم وارچعي يا سيدرا ،،متحرميهمش منك ولا من بنتك يا حبيبتي 


_ان شاء الله يا شوق ،،سلميلي على رامي 


_الله يسلمك ،،بالسلامة


وضعت الهاتف على الطاولة وجلست بإنهاك نابع من قلبها وأمسكت رأسها بقلة حيلة وبدأت دموعها تسيل بقهر وشريط حياتها يمر أمام عينيها كفيلم سينمائي أليم ..


شعرت بيد حنونه توضع على كتفها تربت عليها بحنو شديد وكأن لُطف العالم أجمع كان بهذه اليد ..

رفعت نظرها إليه بعينين داميتين من كثرة البكاء وكانت نظرة ضعيفة عاجزة ..

وكأنها تقول له أنا أغرق هُنا إنتشلني ..

خُذ بيدي من هذا الماضي الأليـم ..

أعادت نظرها للأرض وهي تحتوي رأسها بين يديها ،،

نزل هو على رُكبيته وأمسك بذراعها لينزله عن رأسها ويحتوي كفيها بين كفيه ونظر بداخل عينيها بعينيه النادمتين وكأنها يُشاركها مشاهدة ذلك الفيلم الأليم ..

كلاهما كان ضحية  ..

كلاهما عانا من نفس الألم وذاقا مرارة الفراق والندم 

كلاهما مُشتت .. مُحطم .. ،،

يحتاج إلى لمسة الآخر ليرمم جراحه العميقة ..

لم يتفوها بكلمة قط ..فقط لغة العيون هي التي سادت ذلك الحوار الصامت ..


نهضت من مكانها وتوجهت للبلكونه فـ سار هو خلفها ..


وقفت رافعة رأسها للأعلى ناظرة للسماء وكأنها تشكو همها الثقيل لخالقها ،،

وقف خلفها ناظرًا لها نظرة متأملة وأمسك بكتفيها بحنو فأستدرات له ..


_تعالي نفتح صفحة چديدة ..خلينا نرچع بيتنا تاني ونربي بنتنا وسط اهلنا ،،خلينا نرچع للدفا اللي كُنا عايشنه لما كُنا هناك ..

هنا بَرد يا سيدرا وهناك برد بردو من غيركوا !


قالت له من وسط بكائها وهي تسترجع كُل ما حدث بنبرة ضعيفة :

_ليه عيشنا كل دا ،،ليه اتوجعنا وبعدنا ،،ليه معشناش حياة هادية زي الناس دي كُلها !!


_البيوت اللي انتي شايفاه مجفولة وهادية دي انتي متعرفيش اهلها عاملين ازاي ..

نصيب اننا نعيش كُل اللي فات بحلوه وبمره وبوچعه لكن اللي چاي في ايدينا احنا بلاش نضيعه ،،خمس سنين فاتوا خسرنا فيهم كتير لكن لسه جادرين نعوض كل اللي خسرناه ..

ارچعي واوعدك كُل حاجه هتتغير ..


_وافرض هيثم رجع ،،افرض عمل حاجه فيك او في زينه ،،انا استحملت وجع خمس سنين غُربة عشانها ومش مستعدة اخسرها عشان اي حاجه في الدنيا يا زين .


_انسي هيثم يا سيدرا ،،هيثم خلاص بقى سراب ،،وهم ولو ظهر همحيه من على وش الدنيا ،،شيليه من حسابتك وارچعي معايا لبيتنا واهلنا ..


أعادت نظرها للسماء بعينين مغرورقتان بالدموع فـ اقترب منها وضمها إليه بحُب شديد ومسد على شعرها بحنو مُقبلًا رأسها وقال بنبرة ضعيفة انهكها ألم الفراق :

_تعبت يا سيدرا ،،بُعدك كان بيموتني بالبطئ ،،عارفة يا سيدرا حرقة القلب ،،دا اللي كُنت بحسه كُل يوم وانا حاطط رأسي على المخدة وانا مش عارف انتِ فين وبتعملي ايه ومرتاحة ولا لا وابني او بنتي حالهم ايه ..

انا اول مرة احس بالراحة دي من زمان يا سيدرا ،،حسيت فجأه ان الخمس سنين دول كانوا كابوس طويل وانتي صحتيني منه ولقيتكوا لسه جمبي ..


دفن رأسه في شعرها يشم عبقه بإشتياق شديد فـ دفنت هي رأسها في صدره بصمت ودموعها تسيل وبادلته العناق بضعف شديد وتردد ..

                   __________________


بعد مرور حوالي أسبوع ..

فعل خلاله زين كُل الأفاعيل كي تعفو عنه وتنسى ماحدث قبل خمس سنوات وأيضًا حاول تعويض فتاته عن غيابه عنها كُل تلك السنوات ..


في ذلك اليوم ..

عادوا إلى المنزل تقريبًا منتصف الليل يحملون أغراض عديدة من ألعاب وحلوى وزيارات للملاهي والحدائق ومطاعم عديدة بمساعدة رامي الذي قام بتحويل مبلغ ضخم على حساب زين ..


دلفوا إلى الداخل وجلسوا بإنهاك من كثرة اللعب في الخارج والمشي أيضًا ونظر إلى سيدرا وإلى فتاته وقال :

_عندي ليكوا مفاچأه ..


قفزت الفتاة من مكانها وقالت بحماس وفرحة شديدة وقالت :

_ايه هي ،،قولي .


أخرج من جيبه ثلاث تذاكر ورفعهم أمام أعينهم ناظرًا لـ سيدرا بقلق ..


_دي ايه 

قالتها الفتاة بتساؤل وهي تأخذهم من يده 


_تذاكر عشان نرجع مصر ،،تذاكر ذهاب بلا عودة ..


قالت الفتاة بفرحة شديدة :

_بجد يا بابي ،،هنرجع مصر ونشوف خالوا رامي وجدو وتيتا والناس كلهم 


_ايوه يا حبيبتي هنرجع نشوف جدو وتيتا وعمتو والناس كلها ..


_انا بحبك خالص يا بابي ..


_وانا بحبك اكتر من اي حاجه في الدنيا كلها يا زينة 


أعاد نظره لسيدرا وهو يعانق إبنته فوجدها تنظر بقلق وعدم ارتياح وفي نفس الوقت كانت عيونها مُدمعة وهي تتخيل لقائها بأهلها منذ الأن ..

نظر لها بهدوء وكأنه يقول لها تقلقي فـ كل شئ سيصبح أحسن من قبل !

                  _________________


"في مـصر"


في مكانًا ما تحديدًا بالمستشفى ..

كانت واقفه في المرحاض الخاص بالعاملين مُمسكة بشريط صغير تنتظر منه إشارة واحدة فقط تنطق بحكم إعدامها ..

شهقت بخضه وهي تضع كفها على فاهها وفرت دمعة هاربة وهي ترى إشارة حمراء ترافق أخرى على إختبار الحمل الخاص بها ...

أتكبر داخلها روح الأن بعد أن فقدت الأمل وظنت أنها ستظل وحيدة طيلة حياتها ،،هل سيقبل هو تلك الروح ويحتضنهما بحنو ليكبر في كنفهما أم سيتخلى عنها وعنه في بداية طريقهما !!..

بالتأكيد سيفرح كثيرًا بذلك الخبر وسيسعى جاهدا لتأتي تلك الروح على الحياة هي وثقت به وأحبته حتما لن يخيب ظنها ويكسر روحها ...



(جحيــــم حُبــــــك 2)

(بين عشقـــه وإنتقامــــــه)

(الفصـــل الخــامـــــس والعشـــــــرون)

(شـــــرارة)

                                         _______________


بعد مرور ثلاثة أشهر ..


كانوا مُجتمعـين في منزل "سليـــم العيـــاد"

كان السيدات الاربعة واقفات في المطبخ كُلًا منشغلة في مهمة ما في المطبخ فواحدة تقطع الخضروات وواحدة تغسل الاواني والثالثة تطهو الطعام والسيدة "سلوى" تُشرف عليهن والمرح هو سيد اللحظة ..

كانت سيدرا تقطع الخضروات وهي تجلس أمام والدتها مباشرة وتنظر لها مطولًا بحُب وهي تتأمل ملامحها التي اشتاقت لها كثيرًا رغم مرور ثلاثة أشهر على عودتها للبلاد ورُغم كثرة الزيارات الا أن إشتياقها لم يقل يومًا وتشعر وكأنها هجرتها خمسون عامًا وليس فقط خمسة اعوام ،،شعرت انها فقدت الكثير في خلال هذه الاعوام وشعرت أيضًا بألم والدتها عندما فقدت فتاتها فجأه ،،كم أذنبت بحق نفسها وبحق والدتها بهذا السفر لكن حاولت أمها أن تمحي عنها هذا الذنب والألم التي تشعر له بمسامحتها لها ولكن لم يُفلح لأنها مازالت لا تسامح نفسها ..

إبتسمت لأمها وبادلتها والدتها الابتسامة وتذكرت لقائهما الاول بعد الخمس سنوات ..

عندما غرقت في أحضان والدتها حوالي نصف ساعة واغرقتها بوابل من القُبل والدموع أيضًا ..

كما كان لـ زينة نصيب من تلك الأحضان والقُبلات وهي تتأمل حفيدتها الجميلة التي رأت بها والدتها في صغرها وطفولتها ،،فأصبحت زينة تحظى بمكانه خاصة لدى جدها وجدتها دونًا عن بقية الأحفاد فكان لها كُل الحُب والدلال ليعوضها عما حُرمت منه خلال تلك السنوات ..

ولن ننسى سليم بالطبع والتي رأت سيدرا دموعه لأول مرة في حياتها عندما استقبلها بعناق ابوي حنون وشعرت بدموعه تبلل عنقها فما كان منها إلا أن تُكمل وصلة البكاء التي بدأتها مع والدتها ليُنهيها رامي بطريقته الخاصة ..

استفاقت من شرودها على السكين تجرح اصبعها فتركت السكين ونهضت لتغسل إصبعها بجانب شمس التي تغسل الصحون فنظرت لها بود وهي تشكر ربها على أنها كانت سببًا في تكوين تلك العائلة الصغيرة الدافئه كيف كانت أُمًا حقيقة لـ ملك ومليكة ،،أُمًا حنونه عوضهم بها الله عن أمهم الحقيقه ،،كيف كانت الفتاتين عوضًا لها عن عقمها وكيف منحاها شعور الأمومه رغم فقدانها أياه ،،كيف أحبها بصدق وكيف أحبتهم بقلب أم حُرمت من نعمة الإنجاب !!

كيف عوضها هاني عن العائله وعن الأب والأخ والحبيب ،،أحبها بقلب لم يرى غيرها في حياته ..

كيف يزيد حبها في قلبه يومًا عن يوم ،،

وكيف هي تعشقه وأدمنت وجوده في حياتها يُنيرها كما فعل في اول لقاء !!


جذب إنتباهها صوت رامي العالي في الخارج وعلىّ صوت زين على صوته !!

 صاح رامي في وجه زين بغضب مزيف وهو يجذب صغيره من يد زين المُحكمه على ياقته :

_أنا قولتلك كام مرة تسيب الواد في حاله يجدع انتَ هاا ،،إنتَ شكلك كدا عايزني انفجر فيك واجبلك القديم قبل الجديد ..


_أنا عايزاك تنفچر يا رامي ،،انفچر بقى وهات أخرك 


_في ايه يا رامي صوتك عالي ..


_يا سيدرا عاجبك كل شوية يتغاشم على سليم بسبب بنتك المايصه ،،يتخلي البت تلم نفسها وتبعد عن الولا يا تلمي جوزك وتخليه يبعد عن الولا ولا اقولك لموا بعضكوا كدا ومشوفش وشكوا هنا تاني ..


اتجهت نحوه وهي تلوح بيدها قائلة بإنفعال مزيف :

_في ايه يالا ما تهدى على نفسك الله ،،انا عاملة نفسي مش واخده بالي ان الولا طالع سافل زيك وبنتي مش مايصه .


جاءت شوق أيضًا تسأل عن سبب نزاعهم وقالت :

_ايه اللي حُصل يا سيدرا !


_جوزك رجع يلعب بديله وانا شوفته وبيخلي الواد يلعب بديله زيه واخوكي شاهد عليهم ..


_ايه دا انتوا هتتكاتروا عليا ولا ايه ،انا معملتش حاجه كله بسبب المفعوصه بتاعت فرنسا دي ،،بت لو شوفتك جيتي جمب سليم تاني هعلقك وشوفي مين هينجدك من ايدي ..


قالت الفتاة بنبرة مستفزة وهي تخرج لسانها :

_بابي هيعلقك جمبي ويُفكني


علىّ صوت الضحك وقام رامي بحمل الفتاة بالعكس وركض بها والفتاة تصرخ بمرح وتُنادي والدها الذي ركض خلف رامي وركض "سليم الصبي" خلفهم في لهو ..

_____________


في مكان آخر ..

تحديدًا في منزل في الطابق الأرضي في منطقة شعبية ،،كانت جالسة في غُرفتها تنظر للفارغ ودموعها تسيل بصمت مُغرقة وجهها وتتحسس بطنها المُنتفخ قليلًا وهي تتذكر ماحدث خلال تلك الثلاثة أشهر ..


"عودة بالزمن لثلاثة أشهر مضت"


قال هيثم بصدمة وهو يعتدل من جلسته :

_نعم ،،مين اللي حامل


أجابته بنبرة ضعيفة وهي تجلس أمامه بخجل :

_أنا 


_مني أنا 


أجابته ببعض الحدة :

_ايوه طبعا ايه الاستهبال دا 


_لا هو الاستهبال اللي انتي بتقوليه ،،يعني ايه حامل من اسبوع ،،اكيد مش مني


قالت بإستغراب ودموعها بدأت بالسيلان :

_انتَ ايه الكلام اللي انتَ بتقوله دا ،،اومال من مين 

ردد بنبرة فظة لها معنى آخر :

_وانا اعرف منين هو انا كُنت معاكي 


قالت في وسط بكائها وهي تشعر بإلاهانة :

_هيثم بلاش كلامك اللي يوجع دا ،،إنتَ عارف اني بنت ناس مش بتكلم واحدة من الشارع 


قال بنبرة خبيثة مُتعمدًا جَلدها بكلماته الحادة :

_وهو في واحدة بنت ناس حامل من غير جواز دا كلام بردو يا نونو


إرتفعت نبرة صوتها وقالت :

_انتَ عارف انتَ بتقول ايه ،،هيثم فوق 


نهض من مكانه وصاح في وجهها بغضب وهو ينظر داخل عينيها الباكيتين:

_انا فايق وزي الفل اهو ولا المفروض اقبل بواحد مش ابني عشان ابقى عارف انا بقول ايه ،،

فوقي لنفسك يا ماما مش عشان إحنا متجوزين عُرفي يبقى لما تيجي تقوليلي حامل هخدك بالحضن واقولك ابني حبيبي ،،الجواز دا زي عدمه اصلا متضحكيش على نفسك ..


نظرت إليه بصدمة ودموعها تنهمر بقوة على وجنتيها وقالت بنبرة راجية تخشى الخذلان :

_يعني ايه الكلام دا ،،انا وثقت فيك يا هيثم بلاش تكسرني كدا ..


أجابها بنبرة جامدة تحمل الإهانة :

_يعني اللي في بطنك مش ابني وميخصنيش ،،اقولك انتي شخصيًا متخصنيش يا نورهان ،،

روحي اخلصي من اللي في بطنك بدل ما اهلك يخلصوا عليكي ..


نظرت له بضعف وقالت بنبرة مُرتجفة من البكاء :

_يعني ايه انتَ مش هتتجوزني زي ما اتفقنا ،،مش انتَ اللي قولتيلي بكره لما ظروفي تسمح هتقدملك ونتجوز وتخلصي من اهلك ..


أجابها بلامبالاة :

_لا مش فاكر اني قولت كدا ،،اقولك لا فاكر بس كُنت بضحك عليكي ،،اصل انا بحب العب ببنات الناس اوي ،،استني استني هجيبلك الكبيرة 


كانت جالسة منكمشة محنية الظهر غارقة في نوبة بكاء شديدة وجسدها ينتفض بقوة وتتعالى شهقاتها وهي تتابعه بعينيها وهو يدلف للداخل ومن ثم خرج وبيده ورقتين يلوح بهما وعلى وجهه إبتسامة مستفزة ووصل إليها واقترب منها قليلا وهو يتأمل هيئتها ووجها التي تسيل منه الدموع بغزراة وعلى وجهه إبتسامة مُنتشية وقال وهو يرفع أمام عينيها ورقتين الزواج العرفي وقال :

_شايفة دول ،،شايفة عملت فيهم ايه 

شهقت بقوة وهي تضع كفها على فمها بصدمة وهي تراه يمزق الورقتين لنصفين ثم لأربع ثم لجزئيات صغيرة جدا ويليقيهم في وجهه بإستحقار وهو يُكمل قائلًا بتقليل منها ومن عقلها :

_شوفتي انا عملت ايه ،،كدا اكننا متجوزناش ،،كدا انتي متخصنيش في حاجه يبقى ابنك دا من مين ،،جه منين ،،اخص عليكي يا نورهان ،،انتي ازاي غبية كدا ازاي 

في واحدة تآمن لواحد زيي ،،في واحدة تبيع نفسها لمجرد انها مضت على ورقتين في الخفىٰ ،،حقيقي انتِ غبية ،بتفكريني بواحدة كدا بس التانيه كان عندها اهل بيخافوا عليها وحاطينها في عينهم انتي للأسف بقى عريانة ،،ضهرك للخلىٰ ولا أهل يُعتمد عليهم وقادرين يبقوا أهل ولا حتى راجل ،،انتِ صعبانة عليا اوي ،،مش دي نورهان اللي كُنت متعرف عليها وكانت غالية ،،الوقتي شايف قدامي بني آدمه رخيصة ذليله ضعيفه ومكسورة اوي يلا قومي من هنا بلاش تقطعي قلبي عليكي اكتر من كدا يلا ..

جذبها من ذراعها بقوة ليجعلها تقف فـ ترنحت وهي تشعر وكأنها في كابوس مرير غير واعية لِما يحدث فزفر أنفاسه بضيق وجذبها حتى الباب ودفعها خارجه بقوة فتعثرت ووقعت على الأرض الباردة فإبتسم لها بشماته واغلق الباب في وجهها بقوة جعلت الارض تهتز من تحتها ..


"عودة بالزمن"


استفاقت من شرودها على صوت أخيها وهو يـُناديها بصوت عالٍ لا يبشر بالخير ..


_يا نورهان ،،انتي فين يا هانم ..


كفكفت دموعها وهي تنهض وتوجهت للخارج وهي تضبط حالها :

_ايوه يا محمد ايوه ..


_في واحد معرفة شافك وعايز يتقدم ..


_بردو يا محمد ،،جواز تاني 


_هو ايه بردو وجواز تاني هو انتي ناوية تخللي ولا حاجه انتي بقيتي 19 سنة اللي قدك متجوزه ومخلفة 


_انا مليش دعوة بحد يا عم ،،سيبني في حالي بقى مش بشتغل وبساعد في البيت بمرتبي عايز ايه تاني ..


_عايزك تفضي البيت عشان اشوف حالي انا كمان واتجوز ولا انا هخلل قصادك ..


_ماتتجوز انا حوشتك ،،متنساش بعد وفاة بابا وماما انا ليا في البيت زيك بالظبط ..


هوى كفه على وجنته فوقعت من قوة الضربة وقال بقسوة وجفاء :

_بيت ايه اللي ليكي يبت انتي ،،انا مقعدك معايا كدا حسنة لكن ابوكي كاتبلي الشقة دي قبل ما يموت ،،اجهزي عشان تقابلي الراجل بليل ..

                      _________________


مرّ ذلك اليوم وجاء اليوم التالي ..


استعد زين وسيدرا للرحيل إلى الصعيد بعد قضاء يومين بالقاهرة مع والدتها ووالدها وشقيقها ..

استقلوا السيارة وتحركوا بعيدًا عن المنزل ولكن ظمأت الفتاة فتوقف زين عند احدي المحلات لشراء بعد الأشياء للفتاة تُسليها خلال الطريق الطويل ..

ركن زين السيارة على جانب الطريق وظلت سيدرا داخلها ونزل زين والفتاة وتوجهوا للسوبر ماركت ..


دلف زين وفي يده الفتاة وتجولوا بين ممرات المحل الضخم ليبتاع زين بعض الأشياء التي تحبها ،،تجولت الفتاة بعيدًا عنه قليلًا فقال زين بصوت عالي وفي يده منتج :

_تعالي هنا يا زينة متبعديش 


_أنا هنا يا بابا 

قالتها الفتاة وهي تنظر له ومن ثم سارت بعض الخطوات وهي تنظر للمنتجات المعروضة ومن ثم لمحت رجل واقف يدفع الحساب فوقفت تنظر له بشرود ومن ثم اتجهت إليه عندما سقطت نقوده وهو يُخرج محفظته للحساب ..

إنحنت عند قدمه وجمعت النقود وجذبت بنطاله للأسفل كي ينتبه لها .

نظر لها وهو مُرتديًا نظارة شمسية سوداء عريضه الحجم وعقد حاجبيه بإستغراب وقال :

_في حاجه يا قمر .


_الفلوس دي وقعت منك دلوقتي ..


إنحنى إليها وأخذ النقود من يدها بإبتسامة وقال :

_شكرا ياستي ،،إنتِ إسمك ايه بقى ..


_يا زينة 

جاءه صوت يعرفه جيدًا بالإجابه قبل أن تُجيب الفتاة ،،رفع نظره بهدوء شديد من تحت النظارة الشمسية ناظرًا لمصدر الصوت خلفها واكتملت الصورة في ذهنه عندما ظهر زين أمامه مُقتربًا منه ..

استقام بهدوء وقلبه يكاد ينفجر من قوة ضرباته من شدة الخوف وجبينه بدء يندي بالعرق وهو يدعي ربه ألا يتعرف عليه ..

اقترب زين من ابنته فقالت له وهي تقترب الخطوة الباقية :

_نعم يا بابي 


_مش قولتلك متبعديش عني يا زينة ومين دا ..

قالها بضيق طفيف وهو ينظر للرجل الواقف بجانب فتاته بتركيز


أجابته الفتاة ببساطة وهي فخورة بتصرفها :

_عمو وقع منه فلوس وروحت اديهاله ..


_شاطرة يا حبيبتي ..

قالها وهو ينظر للرجل الصامت بإستغراب وقدم أغراضه للكاشير كي يدفع الحساب وهو ينظر لظهر الرجل الغامض وهو يشعر انه مألوف جدًا بالنسبة إليه ومن ثم لهته الفتاة في الحديث معه والتهى معها في تقديم نصائح لها للتعامل السليم مع الغُرباء ..

في الخارج شكر الحظ الذي جمعهم وجهًا لوجه مرة واحدة في حياته فقط وهي يوم محاكمته منذ سبع سنوات تقريبا ،،شكر الحظ الذي جعله يستطيع التعرف عليه سريعًا والذي جمعه بالتي ستخمد قلبه من نار الانتقام ،،كانت تلك الصدفة بمثابة الشرارة التي اشعلت قلبه مرة اخرى ..

نظر أمامه فوجد "سيدرا" واقفه خارج السيارة تنتظرهم وتستند عليها بملل ..

إبتسم بـشر شديد وقرر أن يلعب بأعصابها ورفع نظارته على شعره وأكمل سيره للأمام بإتجاهها وعلى وجهه إبتسامة شر ناظرًا لها في عينيها مُباشرة ..

كانت واقفة تنظر في اللا شئ بملل حتى ظهر أمامها رجل يقترب نحوها من العدم ،،ضيقت عينيها ناظرة إليه وسرعان ما اتسع بؤبؤ عينيها بصدمه وشهقت بخضه ،،شعرت وكأن الكون توقف من حولها ولا تستطيع أخذ انفاسها حتى وقالت وهي تراه يتجه للجانب الأخر من الطريق وهو على بضع امتار منها وعلى وجهه إبتسامه تعرفها جيدا :

_هيثــــــم !!!!

            الفصل السادس والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>