رواية بين عشقه وانتقامه الجزء الثانى2من جحيم حبك الفصل الخامس5بقلم علا محمد فائق


 #جحيم_حبك2

#بين_عشقه_وإنتقامه 

الفـصــل الخامـــــــــس 

"كابوس مفزع وحقيقه أكثر فزعًــــا ..!!!"         

________________

في القاهـــــــرة

في شقـة "رامـي"               


"صباح الخير يا كُل الخير"

قالها "رامي" بنبرة مُتيمة وهو يداعب أرنبة أنفها.


فتحت عينيها وعلى وجهها إبتسامة هادئه ونظرت له بهيـام وقالت بإستيحاء:-

-صباح الخير يا حبيبي 


مال عليها مُقبلًا جبينها بحُب قائلًا:-

-احلى صباح الخير سمعتها في حياتي


دفعته برقة في كتفه ونهضت تمطي جسدها بكسل ،،نظر لها بحُب شديد إلى جمالها الآخاذ برائتها الطاغية ،،أقسم أنها القرار الوحيد الذي لم يُخطئ بإتخاذه بل هو أعظم إنتصار حققه في حياته العابثه .

                 __________________


في شقـة "هاني"


فرك وجهه بعنف وفتح عينيه بإنزعاج من تسلل أشعة الشمس إلى الغُرفة ،،إعتدل جالسًا وهو يخلل أصابعه في خصلات شعره السوداء ونظر جانبه ليجد مكانها فارغ ،،نزل إلى الأرض وسار بخطوات متكاسلة حتى المطبخ ،،كانت تحضر الفطور وتركت خصلاتها الذهبيه الملساء  على ظهرها بحريه ،،سار بهدوء نحوها وعانقها من الخلف فوضعت يديها على صدرها بفزع وقالت :-

 حرام عليك يا هاني ،،هتجطع خلفي إكده


أسند ذقنه على كتفه ومال يُقبل عنقها قائلًا بغزل ومشاكسة:-

-تؤ تؤ متقلقيش على خلفك يا شموستي ..وبعدين مقولتليش ايه الحلاوة دي في ناس بتبقى صاحية من النوم حلوة كدا


زينت ثغرها إبتسامة أظهرت تلك الحُفرة بوجنتيها ونظرت للأرض بخجل ،،قال هو بغزل وهو يديرها إليه واضعًا يديه أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه قائلًا يهيـام:-

-لا لا أنا مش قد الضحكه دي


قالت بنبرة خجوله ومازالت إبتسامتها تزين ثغرها :-

-طيب يلا ،،ماما سلوى مستنيانا ،،مش عايزين نتأخر عليها.


              ____________________


في شقة "سليم"..


كانت تحضر طعام الفطور بعيون لامعه وقلب يتألم لحال صغيرتها،،لا تشعر أبدًا انها بخير رُغم مهاتفتها يوميًا وصوتها الذي بدأ بالتحسن يوماً عن يوم لكن تلك الأحلام المُفزعه التي تراها كل ليلة عن صغيرتها تغرز سكين بمنتصف قلبها سالت دموعها بصمت فغريزة الأم تخبرها بخطر وشيك يحيط بحبة قلبها وتلك الغريزة لا تخطئ ابدًا .

             ____________________


في الصعيــد تحديدًا سرايا الصيـاد ..


أنهت كوب الحليب الصباحي ،،وضعت الكوب على الكومود بجانبها وتنهدت بعمق وتشعر أن هناك جبلًا على صدرها نغزة في منتصف قلبها وشعور بالخوف لا يفارقها ،،وضعت كفها على بطنها المتكورة ونظرت لها وكأنها تنظر لإبنها ،،فرت دمعة هاربة سقطت على بطنها ،،قالت لصغيرها بنبرة متألمه تحكي له عن مخاوفها وهناك سهم مشتعل إخترق قلبها ،،أشعل به نيران الخوف ،،نيران الفقد:-

-سليم ،،حبيبي إنتَ سامعاني صح ،،حسيت بيا وبقلبي زي منا حاسه بيك ياحبيبي ،،حاسه بروحك اللي بتسند روحي نبضات قلبك ،،حركتك ساعة ما بزعل او بكون فرحانه وكأنك بتقولي انا جمبك مشاركك فرحك ووجعك ،،انت حاسس بيا صح،،طيب حاسس بخوفي عليك ،،انا مرعوبه اوي يا سليم ،،خايفه اخسرك ،،خايفه تكون انتَ تمن اللي هادفعه لغلطة بلعن نفسي كل يوم عشان عملتها ،،انا مش هقدر استحمل بُعدك مش هستحمل خسارتك يا حبيبي ،،متوجعش قلبي يا سليم ،،يارب متوجعش قلبي فيه يارب ،،يارب عاقبني بأي حاجه تانيه الا هو ،،خُد مني روحي بس سيبه هو هو ملوش ذنب في غلطتي دي ،،يارب أنا من ساعة ما حبيت زين وانا توبت توبت عن اي ذنب عملته قبل كدا يارب سامحني واعفو عني وخليلي ابني جمبي يا رب . 


مسحت على بطنها برفق وقالت بحنو أمومي:-

-بحبك اوي يا سليم ،،تعرف انك جميل اوي ،،أصل انا شوفتك ،،شوفتك بقلبي ،،لسه 4شهور ونص واشوفك بعنيا وتنور حياتي يا حبيبي بس عشان خاطري بلاش الهدوء اللي انتَ فيه دا ،،قلة حركتك دي بتخوفني.


             --------------------------


في الأسفـل 

تجمعوا حول مائدة الفطور ،،كُلًا من عبدالكريم ،،زين،،هانم ولحقت بهم سيدرا ..


نظرت هانم للكراسي الشاغرة الخاصة بـ"شوُق"و"شمس"بحسرة على فراقهما وبعينين تلمعان فيها العبرات قالت:-

-فراجهم جطع بيا جوي يا عبدالكريم ،،السرايا مبجاش ليها روح ولا فيها حياة ..


احتضن"عبدالكريم"كفها بكفه بحنو وقال بشجـن:-

-ومين جالك ان فراجهم مجطعش في جلبي بس دي سُنة الحياة والبركة في زين ومرته والعيل اللي چاي ،،حفيدنا بعد كام شهر هيملى السرايا فرحة وهيعوضك غيابهم ان شاء الله..


نظرت "سيدرا"لـ"زين"بحزن على حال والدته ومن ثم وضعت يديها على بطنها المتكورة وتنهدت وكأن جبال العالم تجمعت فوق صدرها..

                _________________


كانت واقفه تنظر بسعادة لتلك المشاهد الطبيعيه الخلابه الخاصة بتلك المدينة الفرنسية التي يذهبون إليها في كُل ذكرى ثانوية خاصة بزواجهم ،،شعرت به يحتضنها من الخلف واضعًا رأسه على كتفها وينظر إليها بولّه شديد ومال على عنقها يُقبله بعشـق جارف فأغمضت هي عينيها بسعادة بالغه مُستمتعه بتلك اللحظات العاشقة ،،لكن شعرت وكأن موجة ساخنة تلفح وجهها ،،صوت النيران تلتهم ما حولها وشعرت بفراغ شديد خلفها وكأنها وحدها في تلك النيران ،،فتحت عينيها لترى ذلك المنظر البشع ،،نيران تحيط بها في كُل مكان ،،إلتفتت حولها ونادته بصوت مذعور مُرتجف وخائف ،،تُنادي ملاذها الوحيد ،،ذلك الحائط التي كانت تستند عليه منذُ لحظات ،،صرخت بصوت نابع من أعماق قلبها المُرتجف ،،صوت يخشى أن يبقى وحيدًا ،،صوت طفلة تبحث عن أبيها وسط تلك النيران :-

-زيــــــن ،،زيـــــــــن ،،زيــ......


صمتت فجاءه عندما رأته خلف تلك النيران ينظر لها بعينين سوادء تشتعلان غضبًا كـ تلك النيران ،،وكأنها رأت ذاك الذي عرفته من قبل ليس زوجها العاشق ،،رأت "زين" قبل ذلك الحادث الذي تعرضت له ،،مدت يدها إليه تُناديه ،،تستغيث به من تلك النيران التي أوشكت على إلتهامها هي الأخرى وبدأت عبراتها بالسيلان وهي تشعر بمرارة القهر والخذلان ،،إبتعد هو بخطوات بطيئه للخلف فإزداد صراخها عليه بالتوقف وإثارة شفقته على حالها ،،إتسعت حدقتيها بصدمة عندما رأت الأخر يظهر متقدمًا صوبها من خلف "زين" ،،قالت بصوت مبحوح خائف وهي تومئ يمينًا ويسارًا رافضة ما تراه عينيها :-

-هيثم ،،لا زين ،،زين متسبنيش ،،زين انتَ وعدتني مش هتكسرني ،،زيـــــــن ...


سقطت على رُكبتيها صارخة بإسمها وهي تراه يبتعد عنها والأخر يقترب وأضحت هي بينهما وسقطت في نيرانهما رأت "زين" ينظر لـ "هيثم" وينظر لها وكأنها تساوت في عينيه مع ذاك ،،هي زوجته حبيبته معشوقته وليست عدوته كيف يتركها له ،،كيف يتخلى عنها ،،شهقت بإنهيار وتقطعت أنفاسها وهي تهتف بإسمه من كثرة البكاء ومن دخان النيران وكأن هناك المزيد من البكاء الذي لم تبكيه بعد ،،تزداد الشهقات والعبرات وتزداد قوة تلك القبضه التي تعتصر قلبها فتمزقه تمزيقا ،،إختفى زين وظل هيثم واقفًا هناك يستمتع برؤية عذابها وإختناقها وسط تلك النيران ،،سعلت بقوة وبدأت قوتها بالتلاشي والإنهيار ،،إستندت بكفيها على تلك الارضية ورأسها منخفض وخصلاتها تُغطي وجهها من الجانبين ،،منتظرة تلك النيران لتأكلها لن تكون أكثر ألمًا من تلك النيران المُشتعلة داخلها ولكن إخترق أذنها صوت حاني رقيق ،،نظرت تجاهه لتجد طفلة صغيرة بهيئة ملاك واقفه معها بتلك النيران ولكن تبدو بعيدة جدًا وتمد إليها كفها الصغير وهي تقول:-

-ماما ،،ماما تعالي هنا ،،تعالي معايا ...


فتحت عينيها بثقل شديد وكانت تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة شديدة لكن بالفعل قد إختنقت بدخان تلك النيران وسقطت على تلك الارضية ،،نظرت حولها بضعف قبل ان تفقد وعيها ،،كانت هناك النيران وكان هيثم أيضًا ينظر لها بتشفى وصوت تلك الفتاة يتردد بإذنها ومن ثم اغمضت عينيها عنوة وقد أكلت النيران داخلها وطالت جسدها......


إستقيظت من ذاك الكابوس المُفزع على كابوس أكثر فزعًا ولكن الأخير كان حقيقًا ،،صرخت بقوة وهي تشعر وكأن مئات من السكاكين تُغرز ببطنها ورحمها ،،شعرت بدماء جنينها تسيل على فخذيها ،،وضعت كفها على بطنها وصرخت بقوة وكأنها رأت فلذة كبدها يموت أمام عينيها وهي عاجزة عن إنقاذه :-

-إبنــــــــي ،،سليـــــم...


إنتفض "زين" من مكانه مذعورًا من صراخها وعويلها بذاك الشكل وأضاء مُفتاح النور بجانبه ونظر لها ليرى ما يخلع قلبه من مكانه ،،كانت "سيدرا" واضعه كفها على بطنها وتصرخ صرخات مقهورة ورسمت دماء طفله لوحة على ملاءة فراشهما لن ينسوها أبدًا ....



                الفصل السادس من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 

لقراءة الجزء الاول جحيم حبك كاملة من هنا  



تعليقات



<>