رواية مجنون بحبي الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون بقلم امل اسماعيل

رواية مجنون بحبى بقلم /أمل اسماعيل


الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون


رمقته بحزن وقالت بترجى 

_ هقولك كل حاجه بس خلينا نمشى الأول


جاد : حاضر


أخذها وذهبا، عندما كادا يخرجان من النادى، وجدوا أحمد وأدم يدلفان، أختبئا فى أحد الممرات الصغيرة حتى ذهبا


كانت حياة ترمق أدم بعشق وهوا يمر من أمامها، بالرغم من تقدمه بالعمر الأ أنه مازال وسيم كما كان، بل زادته تلك الخصلات البيضاء وسامة


بعد أن أختفيا من أمامهم، أمسكها جاد من يدها وغادرا


*******************************

كان الجميع مجتمع، يفكرون فى حل لتلك المشكلة


شاديه بعتاب : أنتى غلطانه يا سلوى، مكنش لازم تضغطى عليه


أنفجرت سلوى فى البكاء وقالت

_ كنتى عايزانى إعمل إيه يعنى، أنا أم وقلبى وجعنى على أبنى، مش قادرة أشوفه كده


قاطعها راضى وقال : خلاص أل حصل حصل، عايزين نفكر فى حل


قاطعتهم أسيل وقالت

_ انا مش عارفة إيه أل حصل زمان، بس أن كان على سفر خالى دى محلوله


رمقتها لمار بخوف وقالت

_ مش عارفه ليه حاسه أن فى نصيبه هتحصل بسببك


قاطعها عادل وقال

_ نصيبة إيه بس، أسيل ذكيه سيبيها تقول أل عندها


رمقته بسعادة وقالت : تسلم ياسطا، ألمهم أحنا نقوم نحجز كلنا، ونسافر بكره، هوا قال أنه هيسافر عند أحمد


قاطعها حسين وقال

_ ده عنيد هيفكر أننا بنراقبه، وهايدايق اكتر


قاطعته أسيل وقالت

_ علشان كده بقول نسافر كلنا، بكره معاد أول مباراه ل أحمد، أحنا نسافر كلنا ونقول اننا جيين نشجعه


رمقها راضى بأبتسامة وقال

_ بالرغم من شقاوتك، ألا أن زكيه


قاطعته لمار وقالت

_ بس مينفعش نسافر كلنا، هنسيب حياة وأسيل مع مين


رمقتها أسيل بحزن وقالت بنبرة باكيه

_ ياسطا بقول كلنا


قاطعها راضي وقال

_ أنا وأحسان هنفضل هنا معاهم، أحنا مش هنستحمل السفر والبهدله


قاطعته أسيل وقالت 

_ أبوس إيدك ياسطا متقول كده، بعدين انتا لازم تسافر، انتا العاقل ال فيهم، ومحدش هيعرف يتكلم معاه غيرك


أكملت بنبره باكيه

_ بعدين أحنا ملناش نفس نتفسح، ولا أنا هعيش وأموت هنا، نفسى أخرج


ضحك على طريقتها فى الكلام وقال

_ قولى بقى أنك عايزة تسافرى، على كل حال أنتى عندك حق، أحنا هنسافر كلنا


نظر إلى عادل سامى وقال

_ روح الوقتى أحجزلنا كلنا، عايزين نوصل قبل معاد المباراة


رمقته أسيل حياة التى تجلس بسعادة وقالت

_إى خدمة ياسطا، عدى الجمايل بس


أصبح وجهها أحمر من الخجل وقالت بتوتر

_أنا هروح أوضتى أرتاح


ضحكت عليها أسيل وقالت

_ أهربى أهربى 


لكزتها لمار فى يدها وقالت

_ مش هتبطلى شقاوه


*******************************

فى مكان أخر


تجلس على المقعد، تفرك يدها بقلق وخوف، لا تريد أخباره بشئ، هى تخاف عليه لن يتحمل الصدمه


يجلس على المقعد الذى أمامها، ينتظر حديثها لتخبره بكل شئ


قاطع هوا الصمت وقال

_ ها أنتى قولتلى لما نروح هتقولى كل حاجه؛ تعرفى والد أحمد منين


تنهدت بتعب، ثم رمقته بحزن وقالت

_ أدم يبقى جوزى


رمقها بصدمه، لم يستوعب عقله ما سمع فقال بعدم تصديق

_ نعم جوزك، طب بابا يبقى إيه


أمسكت يده، ثم رمقته بحزن وقالت

_ هقولك كل حاجه من البداية، بس قبل ما قول إى حاجة، عيزاك تعرف أنى بحبك أوى، ولا يمكن أتخلى عنك


شعر بخوف وقلق من كلامها وقال

_ قولى يا ماما


تنهدت بألم، ثم قصت له كل شئ، كيف تزوجت أدم وأنجابها أحمد، كيف دخل إياد حياتهم ودمرها، كيف خطف أحمد ذلك الصغير الذى كان يبلغ شهر واحد، وقام بتهديدهم به، حتى يتزوجها، ثم زيف موتهم واحضرها إلى هنا، إيضاً أخبرته عن أعتدائه عليها وعن حملها به، وانه هددها به أن حاولت الهرب، لهذا السبب لم تخبره بشئ، لأنها كانت تخشى عليه من بطش إياد


كانت كلماتها كصاعقه أصابته، هذا يوضح نظرات الكره التى فى عينها، وذلك الشجار الدائم، كيف تتحمل كل ذلك الألم، لكن ما الذى سيحدث الأن، هل ستعود إلى عائلتها وتتركه، نعم ستتركه لن يتقبله أحد، فهوا غير مرغوب به


قاطع شروده صوت حياة وهى تقول بحزن وقلق

_ جاد أنتا كويس


رمقها بحزن وأعين دامعه وقال بألم

_ أفهم من كده أنك هترجعى لأهلك وتسبينى

قال كلمته الأخيرة بألم وكسرة


هزت رائسها بالنفى، ثم أنفجرت فى البكاء وقالت

_ أنا مستحيل أسيبك، أنتا هتاجى تعيش معايا


ترك دموعه تنزل وقال بحزن وألم

_ مستحيل حد يقبلنى، أنا طفل جيت عن طريق

لم يستطيع أن يكمل جملته


قامت حياة بضمه وقالت بجديه

_ أنتا أبنى وانا مستحيل أسيبك، وانتا ملكش دعوه بأى حاجة، مستحيل أسمح أنك تتعاقب على ذنب غيرك


أبعدها عنه برفق، ثم رمقها بحزن وقال

_ لو خيروك بينى وبينهم، هتختارى مين


كان سؤاله كصاعقة أصابته، لم تعرف بما يجب أن تجيبه


رمقها بألم وقال

_ أنا هساعدك أنك ترجعى لعيلتك تانى، ومش عايز منك غير أنك تفضلى فكرانى

غادر وتركها قبل أن تجيبه


كانت تنظر إلى الباب بصدمه وألم، هى تشعر به جيداً، لا بد من أنه محطم الأن، لكنها عاجزه عن مواساته، إى شئ ستقوله الأن سيزيد من معاناته وألامه أكثر


**********************************

فى مكان أخر


يطالع والده بشك ويقول

_ انتا جيت بدرى ليه، انتا كنت قايل انك هتاجى كمان شهر


رمقه بأبتسامة وقال

_ مكنش ينفع أفوت أول مباراة ليك


رمقه بسعادة وقال

_ مكنتش أتخيل أنى ألعب بسرعة كده


رمقه بتعجب وقال

_ صح انتا لعبت بسرعة أزاى


رمقه بحزن وقال

_ علشان جاد أتصاب، وأنا لعبت مكانه


رمقه بعدم فهم وقال

_ طب وانتا زعلان أنه أتصاب، شكلك أتصاحبت عليه أوى


تنهد بحزن وقال

_ ده كان هيموت، بس أنا وصلت فى الوقت المناسب


رمقه أدم بقلق وقال

_ ليه إيه ال حصل


قص عليه كل ما حدث منذ أول لقائه به، حتى أصابته وأخبره عن والدته، وكيف أعتنت به، وعن قدومها معهم اليوم


أدم : طب هيا فين وهوا كمان


نظر حوله وقال

_ مش عارف يابابا، هما كانوا هنا الوقتى، هتصل بجاد أسائله


********************************

 يجلس على فراشه، يحارب دموعه من النزول، يفكر فى كلام والدته وما سيحدث فيما بعد، لقد جاء أدم ولا بد من أن يلتقيا، وبالتأكيد سيلقى القبض على والده بسبب جرائمه، وستعود والدته إلى زوجها وأبنها الذى حرمت منه، لكن ماذا عنه ما الذى سيحدث له، بالتأكيد لن يتقبله أحد، فى النهايه هوا أبن غير مرغوب به، جاء نتيجه أعتداء، لكنه لا يريد الأبتعاد عنها، هى السبب الذى يحيا لأجله، هى السعادة الوحيده فى حياته، ماذنبه هوا ليحرم منها، ما الذى فعله ليستحق كل تلك المعاناه والألم، حتى صديقه الوحيد سيخسره عندما يعرف الحقيقة، لكنه يجب أن يساعدها لتعود لعائلتها، حتى أذا كان الثمن دماره وتعاسته، يكفى أنها ستكون سعيدة ولن يرا نظرة الحزن فى أعينها من جديد


إيقظه من شروده رنين هاتفه، تفقد الهاتف وجد أحمد المتصل


جاهد ليجعل صوته طبيعى ثم قال

_ أيوه يا أحمد


أحمد : انتا فين ياصحبى، اطلع أقابل بابا تقوموا تمشوا


جاد : معلش أضطرينا نمشى


أحمد بسعادة : خلاص هجيب بابا وناجى نتعشى معاكم


توتر جاد وقال

_ معلش مش هينفع أصلنا مش موجودين فى البيت


أحمد بقلق : ليه أنتوا فين


جاد بتوتر : سافرنا وهنرجع كمان يومين


أحمد : طب لما ترجع كلمنى


جاد : حاضر


********************************

فى مكان أخر 


تهبط الطائره بعد رحله شاقه، ليصلوا هم إلى وجهتهم 


تستنشق أسيل الهواء وتقول 

_ وأخيراً وصلنا 


ترمقها لمار بسعادة وتقول 

_ المهم هنروح فين دلوقتى 


يجيبها حسين ويقول 

_ هنروح الفندق نسيب الشنط، بعدين نروح النادى، علشان نلحق المباراة 


قاطعته شاديه وقالت 

_ بس هيدخلونا ازاى وأحنا ممعناش تذاكر 


قاطعها سامى وقال 

_ أنا حجزت تذاكر من على النت 


قاطعتهم راضى وقال 

_ طب يلا بينا علشان منتأخرش


*******************************


تستيقظ فزعة على صوته الغيض وهوا يقول بجهير

_ حياااااااااة


ماهى الأ ثوانى حتى دلف إلى الغرفه كابركان نشط على وشك الأنفجار


رمقته بخوف وفزع وقالت

_ فيه إيه مالك، بعدين إيه أل جابك بدرى كده


ذهب إليها والشرار يتطاير من عينيه، أمسك يدها بقوة جعلها تنهض من على الفراش


كادت أن تسقط لكنها تماسكت، حاولت الأفلات من قبضته وهى تقول بألم

_ سيب إيدى يا حيوان بتوجعنى


لم يهتم بألمها، قربها إليه وهوا يرمقها بنظرات غاضبه، ويقول بنبرة تشبه فحيح الأ فاعى

_ أنا حزرتك يا حياة، قولتلك متخونيش ثقتى

قال جملته الأخيرة بجهير


أرتعد جسدها، ونهش الخوف قلبها، تجمعت الدموع فى عينيها وقالت بخوف

_ أنا مخنتش ثقتك


ضحك بصوت عالى مثل المجنون وقال

_ فكرانى غبى ومعرفش أنك شوفتى أبنك، كمان قلتيله كل حاجة، وهوا طبعاً أتصل على حبيب القلب وقاله كل حاجه


أصبح وجهها شاحباً من كثرة الخوف، بلعت ريقها بخوف وقالت ببكاء

_ والله محصلش، هوا ميعرفش أنى أمه، كمان أدم ميعرفش أنى هنا هوا مشفنيش


فى هذه الحظة وصل جاد، فزع عندما رائا والده يمسك يدها بقوة ويرمقها بغضب، وهى تبكى ووجهها شاحب من كثرة الخوف، ذهب إليه وأبعده عنها بغضب وقال بجهير

_ مش هسمحلك تأذيها تانى


قام إياد بلكمه بقوه، مما أسقطه أرضاً ثم ركله فى معدته


أرتمت حياة فوقه لتمنع عنه ضربات إياد


توقف إياد عن ضربه، عندما أرتمت حياة فوقه، ثم رمقهم بغضب وغيظ وقال

_ شكلك عرفت كل حاجة، أخلص من أدم وأحمد وبعدين أفوق ليك

ثم غادر وتركهم بعد أن أغلق الباب بالمفتاح، وأمر الحراس يمنعهم من الذهاب


كانت حياة تدق على الباب بقوة، وهى تصرخ وتقول

_ لأ هما ميعرفوش حاجة، أبوس أديك سيبهم، حرام عليك كفايه ظلم

قالت جملتها الأخيرة، وهى تسقط على الأرض تبكى بحرقه وعجز


******************************

 فى مكان أخر


يجلس فى أحد الغرف ألموجوده فى النادى مع والده ويقول

_ أنا فرحان أوى كلها نص ساعة، والمباراة تبداء


كان والده ينظر إلى هاتفه بشرود، وعلى وجهه أبتسامة حزينه


يقطع شروده ويقول

_ بكلمك يا بابا مبتردش ليه


يستيقظ من شروده ويقول

_ مخدتش بالى


يرمقه بغيظ ويقول

_ نفسى أعرف، أنتا حاطت إيه على التلفون ده وبتبصله كل شويه، مع أنك مش حاطت عليه خط ولا بتعمل عليه حاجة


كاد أن يجيبه لكن أوقفه رنين هاتفه الأخر، نظر إلى أحمد وقال

_ هطلع أرد وأجيلك

وضع هاتفه الأخر بعشوائيه فى جيبه، مما أدى إلى سقوطه دون أن يشعر


لاحظ أحمد سقوط الهاتف، أنتظر حتى غادر والده، ثم ألتقطه وقام بفتحه والفضول يتملكه، ليعرف ما يخفيه والده


فتح الهاتف وتفحصه، لم يكن عليه إى برامج أو ألعاب، فتح الأستديوا الخاص به، لكنه صدم مما رائا، أنها والدت صديقه مع والده، تجمعهم الكثير من الصور، من بين هذه الصور، صور زفافهم وإيضا صوره لها كانت تقف بجانب والده تحمل طفل صغير بين يديها ووالده يضمها بيده، ويضحكون بسعادة


********************************


نهض جاد من على الأرض بألم، مسح الدماء من فمه ثم ذهب إلى حياة وقال

_ قومى ياماما


رمقته بحزن وخوف وقالت بألم وعجز وبكاء

_ هيقتلهم يا جاد


مسح دموعها وقال

_ مستحيل أسمح ليه أنه يأذيهم، أحنا هنروح دلوقتي ننقذهم


قالت ببكاء : بس الباب مقفول والحرس أل بره


وقف يفكر قليلاً ثم قال

_ معاكى دبوس


توقفت عن البكاء وقالت

_ أيوه معايا


أخذ الدبوس، فتح به الباب ثم ذهب إلى غرفته، أحضر هاتفه ومفتاح سيارته، ثم تسلالا إلى مكان سيارته، فتح بابها دون أن ينتبه أحد، ثم قاد بسرعة، أبتعد الجميع من أمامه بخوف، اما هوا فقد أنطلق بسرعة كبيرة مما جعل قفل البوابه ينكسر وتفتح


لحق به الحراس لكنه كان أسرع منهم، بعد أن أبتعد أمسك هاتفه وأعطاه لها وقال

_ أتصلى بالشرطه بسرعة


********************************

 عاد أدم إلى أحمد، وجده يمسك هاتفه ينظر له بصدمه


ذهب إليه مسرعاً و أخذ الهاتف


طالعه أحمد بصدمه وقال

_ مين دى يا بابا


رمقته أدم بحزن وقال

_ مش وقته ركز فى المباراة


رمقه أحمد بحزن وأعين دامعه وقال

_ دى أمى صح


رمقه أدم بحزن وقال 

_ أيوه أمك 


رمقه بغضب وقال 

_ أنا عايز أعرف كل حاجه حالاً 


تنهد أدم بحزن، ثم قص عليه كل ما حدث 


رمقه بألم وغضب وقال 

_ وأنتا ليه خبيت عليا 


رمقه بحزن وقال بجهير 

- عايزنى أقولك أنى مقدرتش أحمى أمك


ثم أكمل بعجز وألم : وضيعتها علشان كده أنتا أتربيت من غير أم واتحرمت منها للأبد 


مسح أحمد دموعه، ثم أمسك والده من زراعيه برفق وقال بسعادة 

_ بس هى مضاعتش، هى لسه عايشه 


رمقه أدم بصدمه وعدم تصديق وقال 

_ إيه لسه عايشه، أنتا شوفتها


رمقه أحمد بأبتسامة وقال

_ أيوه فاكر جاد صاحبى، أل قولتلك عليه دى تبقى والدته 


شعر بسعادة وراحه كبيره، كأن الروح دبت فيه من جديد، أخيراً أنتهى عذابه وسيلتقى بروحه ونبض قلبه من جديد 


رمق أحمد بسعادة وقال 

_ أنتا مستنى إيه، خدنى ليها يلا 


أخذه أحمد وذهب، لكن سعادتهم لم تدوم طويلاً، بعد أن أبتعدوا قليلاً عن النادى، وجدوا إياد ومعه شوقى وبعض الرجال 


رمقهم أدم بمقت وقال 

_ كنت فاكر أنى هسيبها ليك بالسهوله دى 


ضحك إياد بسخريه وقال 

_ تسيبها ليا، هى أصلاً بتاعتى، وانتم هتسيبوا الدنيا كلها الوقتى 


رمقه أدم بغضب وقال بجهير 

_ مش هسيبك المره دى، نهايتك هتبقى على إيدى 


أخرج إياد مسدسه، أشار به بأتجاه أدم وقال

_ دلوقتي نشوف نهايت مين أل على إيد التانى


فى هذه الحظه وصل جاد وحياة 


عندما رائت حياة السلاح موجه ناحيه أدم، ترجلت بسرعة من السيارة وذهبت إليه 


أطلق إياد النار ولم ينتبه إلى حياة، التى كانت قد وصلت ووقفت أمام أدم بسرعة وتلقت الطلقة بدلاً عنه 


صدم أدم عندما رائاها أمامه


رمقته بأعين دامعه، ثم هوت للأسفل 


أمسك بها أدم قبل أن تسقط، ثم نظر إليها بأشتياق وحزن وقال 

_ ليه كده يا حياة 


رمقته بعشق وأشتياق وقالت بأعين دامعه 

_ وحشتني 

ثم فقدت الوعى وهى تنطر لوجه الذى طالما عشقته


الفصل التاسع والعشرون


رمقته بعشق وأشتياق وقالت بأعين دامعه 

_ وحشتني 

ثم فقدت الوعى وهى تنطر لوجه الذى طالما عشقته


خوف وزعر تملك قلبه، هل يعقل أن يفقدها مره أخرى، مستحيل لن يفقدها بعد أن وجدها


وضح يده على جُرحها يحاول إيقاف النزيف ويقول بجهير وبكاء

_ متخافيش يا حياة، أنتى هتبقى كويسة ونرجع نعيش مع بعض تانى


كان إياد يرمقها بصدمه وخوف، لقد أصيبت بالطلق النارى الذى أطلقه، أيعقل ان تذهب وتتركه، مستحيل هى ملكه وستبقى معه ولن يفرقهم أحد، حتى الموت لن يسمح له بتفرقتهم 


ذهب إلى حياة يحاول حملها، ليأخذها إلى المستشفى


أبعد أدم يده ثم أنهال عليه بالكمات، ظل يلكمه حتى خرجت الدماء من وجهه


حاول شوقى ومن معه أبعاده عنه لكن دون فائده


قام أحمد بحمل حياة، وهوا يبكى ويقول

_ ماما متسبنيش، انا ماصدقت لقيتك 


أكمل بأنهيار وخوف : كفاية انى عشت طفولتى محروم منك، مش عايز أعيش باقى حياتك محروم منك


********************************

يرمقهم بصدمه، عقله لا يستوعب ما رائا، جسده متصلب لا يتحرك، يرا أحمد يحملها ويركض بأتجاهه، وهى مغمضه العينين والدماء تسيل منها بغزاره، لا يعلم أن كانت ما تزال على قيد الحياة، كان يعلم أنهم سيفترقون قريباً، لكنه لم يتخيل أن يفترقا بهذه الطريقة، لقد خطتط ليجعلها تذهب للعيش مع عائلتها بسعادة وأن يراقبها من بعيد ويرا ضحكتها، لكن أن يفقدها للأبد بهذه الطريقة البشعة


وصل إليه أحمد وقال بجهير وبكاء 

_ أنتا مستنى إيه، شغل العربية علشان نوديها المستشفى 


أشعل جاد السيارة، ثم أنطلق بالسرعة القصوى، حتى ينقذ والدته

********************************

وصل راضي ومن معه، رائوا أدم يضرب إيا وشوقى ومن معه يحاولون أبعاده


كانت حياة تنظر حولها بخوف تبحث عن أحمد، صرخت بخوف عندما رائته يحمل فتاة تنزف دماء، ويبكى بحرقه ويصرخ على جاد 


حياة بفزع وجهير : أحمد شايل واحده ميته 


عندما رائت شاديه إياد، علمت أن الفتاة التى تتحدث عنها هى أبنتها، نظرت بخوف إلى أحمد، ثم صرخت بفزع وبكاء وقالت

_ حياة بنتى 

ثم ذهبت خلفهم، لكنها لم تستطيع إلحاق بهم


فى هذه الحظه وصلت الشرطه، أخذت أدم وإياد وشوقى ومن معه


حاول راضى التماسك ونظر إلى حسين وعادل الذان ينظران بصدمه لما يحدث وقال 

_ حسين روح انتا وعادل مع أدم واحنا هنروح مع حياة 


ثم رمق سامى الذى كان مصدوم للغاية ولا يستوعب ما يحدث وقال 

_ سامى فوق مش وقته، خد الحريم وديهم الفندق وابقى حصلنا على المستشفى 


قاطعته سلوى التى كانت منهارة من البكاء والخوف وقالت

_ مستحيل أسيب أبنى، أنا هروح معاه القسم 


قاطعته لمار وقالت بفزع وبكاء 

_ وانا كمان مش هسيب أخويا، كفايه سيبته قبل كده ومصدقتوش لما قال أنها عايشه


قاطعته أحسان وقالت ببكاء وألم 

_ وأنا مش هسيب بنتى تانى أبداً، مش هتخلى عنها واسيبها تضيع منى تانى 


كانت حياة وأسيل يرمقانهم بصدمه وعدم فهم، لكن أستطاعت أسيل فهم ما يحدث من حديثهم 


رمقت أسيل جدها راضى بجديه وقالت 

_ أنا شايفه أن أفضل حل أن جدى حسين ياخد بابا وماما وستى سلوى ويروحوا القسم مع خالى، وجدى سامى وستى شاديه وانتا وستى أحسان تاخدونى انا وحياة ونروح المستشفى 


رمقها بتوتر وقلق وقال

_ ماشى يلا بينا نتحرك بسرعة

********************************

يدلفان إلى المستشفى وهما يصرخان بخوف وفزع، يطلبان المساعدة


حضر الطبيب ومعه الممرضين، وضعوها على الناقله ثم أدخلوها غرفة العمليات


 ظلا يسيراً أمام الغرفة ذهاباً وأياباً بخوف وتوتر، ودموعهم تهطل مثل الشلال


********* ********************

يجلسون أمام الرائد يرمقون بعضهم بغضب


رمق إياد الرائد بغضب وغرور وقال

_ ماذا تظن نفسك فاعل، أطلق صراحى الأن، زوجتى فى المستشفى


رمقه أدم بغضب ثم قام بلكمه وقال

_ متقولش مراتك، دى مراتى أنا


ثم نظر إلى الرائد وقال

_ هذا مجرم،  أخطتف أبنى من قبل، ثم أجبرنى على تطليق زوجتى وقام بأختطافها، ويمكنك التأكد من أقسام الشرطه الموجودة فى مصر، كما أنه قتل الكثير من الأشخاص فى سبيل ذلك


رمقهم الرائد بغضب وقال

_ أصمتوا، لا تتحدثوا دون أذن


بداء الرائد فى التحقيق معهم واستجوابهم، واكتشف أن إياد يحمل بطاقه مزوره وإيضاً أوراقه كلها هوا وشوقى، كما أتصل بالشرطة فى مصر للتأكد منهم، وقد أكدوا صحة كلام أدم، واتفقوا على أن يتم تسليمه للشرطه فى مصر للتصرف معه ومحاسبته على جرائمه، كما تم أطلاق سراح أدم

*******************************

 يقفون بتوتر وقلق أمام غرفة التحقيق، ليس مسموح لهم بالدخول، بعد القليل من الوقت خرج أدم، ذهبوا إليه بسرعة وأخبرهم بما حدث


أما إياد وشوقى، تم حبسهم حتى يتم تسليمهم لمصر


رمقهم أدم بخوف وقلق وقال

_ حياة عاملة إيه


ربت حسين على كتفه وقال بحزن 

_ هى فى المستشفى الوقتى


رمقهم بتوتر وقلق وقال

_ طب يلا نروح ليها


أمسكت سلوى يده وقالت بحزن

_ أن شاء الله هتبقى كويسه، ربنا جمعك بيها بعد السنين دى كلها، وأن شاء الله مش هيحرمك منها تانى

*******************************

يدلوفن إلى المستشفى بخوف وزعر، يبحثون عنهما فى كل مكان، توقفوا عندما رائو أحمد واقف أما أحد غرف العمليات، ذهبوا إليه يسألوه عن حال حياة


رمقه راضى بخوف وقلق وقال

_ أمك عامله إيه


رمقه بحزن ودموعه تنهمر مثل الشلال وقال

_ معرفش يا جدى، هى جوه محدش طلع من عندها علشان يطمنى


ربت على كتفه بحنان رغم الخوف الذى يشعر به وقال

_ متخفش هتبقى كويسة انتا بس أدعيلها


أحمد بحزن شديد وبكاء

_ يارب ياجدى يارب 


جلست شاديه على أحد المقاعد الموجوده، تبكى بألم وقهر على أبنتها التى حُرمت منها كل تلك السنوات، والأن بعد أن وجدتها ستخسرها مجدداً


جلس سامى بجانبها يحاول تهدئتها، لكنها لم تجيبه بل كانت تبكى بحرقه وتضع قبضتها فوق قلبها، كما لو أن قبضتهتا ستخفف ألم قلبها قليلاً


ساعدت أسيل أحسان على الجلوس، مسحت دموعها وقالت بحزن

_ متعيطيش يا ستى، صحتك متستحملش زعل، وهى هتبقى كويسة أن شاء الله


ذهبت حياة إلى أحمد وقالت بحزن

_ متقلقش هى هتبقى كويسة أن شاء الله


كم تألم قلبها لروئيته هاكذا، تتمنى لو تستطيع تخفيف حزنه وألمه قليلاً 


أنتبه راضى إلى جاد الذى كان يقف، ينظر للأسف بحزن وألم ودموعة تنزل بغزاره


رمق أحمد بتعجب وقال 

_ مين ده يابنى، وزعلان أوى كده ليه


بلع ريقه بخوف وقال

_ ده أخويا 


نظر له الجميع بصدمه ودهشه 


تنهد بتعب ثم قص عليهم ما حدث


ضربت إحسان صدرها بيدها وقالت بصدمه

_ يا حبيبتي يا بنتى، بقى الحيوان ده أعتدى عليها،  اكيد هى مش هتوافق انه يلمسها


كان جاد يستمع لحديثها، وقلبه يتمزق حزناً


رمقه راضى بحزن، ثم طالع أحسان بغضب وقال

_ خلاص يا أحسان، مش وقت كلامك ده


قاطع حديثهم خروج أحد الأطباء وهوا يقول

_ فى حد هنا فصيلت دمه**، عايزين حد يتبرع


قاطعة أحمد وقال

_ أنا دى فصيلت دمى


الطبيب : طب تعالى معايا


ذهب أحمد مع الطبيب


طالعهم راضى بحزن وقال

_ هروح أكلم عادل أشوفهم عملوا ايه


بعد ذهاب راضى، رمقت أحسان جاد بغضب وغيظ وقالت

_ ممكن أعرف أنتا قاعد هنا تعمل إيه؛ مش كفاية أل عملتوه فيها، ولا أنتا فاكر أنها هترجع تعيش معاكم، نجوم السما أقرب ليكم منها، يلا أمشى من هنا


رمقها بحزن وكسرة وقال

_ أنا عايز أطمن عليها بس، متنسيش أنها أمى


أغتاظت كثيراً من حديثه وقالت بمقت

_ لأ مش أمك، أمشى من هنا يلا


أجتاح الحزن قلبه، تجمعت الدموع فى عينيه، ثم ذهب ليجلس فى مكان بعيد عن أنظارهم


*****************************

يجلس فى الزنزانه، ينهش الخوف والقلق قلبه، يريد الأطمئنان عليها، هل أصابتها خطيرة؟؟ هل عالجوها؟؟ كم يتمنى لو يستطيع تحطيم تلك الجدران والذهاب إليها


قاطع شروده صوت شوقى وهوا يقول له

_ متقلقش يا باشا أنا هخرجك من هنا


أبتسم بسخريه وقال

_ هخرج ازاى انتا ناسى أن كل الأدله ضدنا، دى ممكن توصل لأعدام


رمقه بجديه وقال

_ أنا هشيل الليله، أنتا أتهمنى بكل حاجه، وانا قول أنى ال حرضتك، وأنى ال قتلت، كمان هقول انى كنت عايز أقتلك علشان كده فجرت السفينة، وانتا عرفت فى أخر لحظه وهربت، علشان كده غيرت أسمك وفضلت هربان، علشان خايف على نفسك


رمقه بصدمة وقال

_ بس أنتا كده هتتعدم


أبتسم برضى وقال

_ مش مهم أنى أموت، ألمهم أنك تعيش


ماهذا؟؟ أيحبه لهذه الدرجة!! لدرجة أن يضحى بحياته لأجله!! مستحيل كل هذا بسبب قطعة خبز ومئوى؟!!


رمقته بصدمة بدهشه وقال

_ كل ده علشان شغلتك معايا


أبتسم وقال : انتا شايف ان دى حاجه بسيطة، لكن ال انتا عملته معايا أكبر من كده بكتير

رجع بذاكرته للوراء، يتذكر حياته قبل أن يتعرف على إياد


كان يعيش مع عمه بعد وفاة والديه، لكن عمه كان يكرهه ولم يريد الأعتناء به، لهذا قام ببيعه إلى أحد الأشخاص، فقام هذا الشخص بأخذه وسافر، وجعله يتسول ويسرق من أجل المال، لم يكتفى بهذا بل كان يضربه ولا يطعمه، كان يبحث فى القمامة عن الطعام، كما كان ينام فى الشارع بتلك الملابس الرثه، وحيداً يكاد يتجمد من البرد، يمر الكثير من الناس أمامه لكن لم يشفق عليه أحد، أستمر الوضع هكذا حتى أصبح بعمر الثامنة عشر، كان يبحث فى القمامة عن طعام كالعادة فلقد أخذ الرجل الذى أشتراه المال منه، بعد أن وجد قطعة خبز جلس على الأرض يأكلها، وهوا يكور جسده من البرد


توقفت سيارة أمامة، نزل منها شاب فى مثل عمره، أبتسم له وقال

_ تاجى تشتغل معايا، هديلك مكان تعيش فيه ولبس، وهتلاقى أكل نضيف


لم يصدق ما سمعه، رمقه بحزن وقال

_ أشتغل معاك إيه حرامى، أصل دى الحاجه الوحيده ال بعرفها


رمقه بأبتسامة وقال

_ متخافش أنا هعلمك كل حاجه


منذ ذلك اليوم لم يفترقا، وأصبح إياد بالنسبة له أهم من حياته بكثير، كما كرث حياته لخدمته

*******************************

فى مكان أخر


يجلس على أحد المقاعد، يضع رائسه بين يديه، يفكر فيما قالته له أحسان، لقد توقع ذلك، كان يعلم انه لن يقبله أحد، لكن كان داخله أمل بسيط، لكنها قضت على ذلك الأمل، حسناً لا يهم فى النهايه هوا لا يريد إلا الأطمئنان على والدته


قاطع شروده صوتها الرقيق وهى تقول

_ متزعلش من ستى، هى زعلانه


نظر إلى مصدر الصوت، وجد تلك الصغيرة تنظر إليه بأعينها العسليه وشعرها الأسود ينسدل على ظهرها


رمقها بحزن وقال

_ أنتى مين


رمقته بأبتسامة وقالت

_ أنا أسيل بنت خالك عادل


سعادة كبيرة أجتاحت قلبه عندما قالت أنها أبنت خاله، هذا يعنى أنها تقبلته، لكن هل يستقبله البقيه


قاطعت شروده وقالت

_ أنتا هتاجى تعيش معانا أنتا وعمتى


كم تمنى أن يذهب للعيش معهم، كان يرغب دائماً أن تكون لديه عائلة كبيرة، لكن الأن حتى والدته سيفقدها

                      الفصل الثلاثون من هنا

 لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>