رواية مجنون بحبي الفصل العشرون والحادي والعشرون بقلم امل اسماعيل

رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل

الفصل العشرون والحادى والعشرون


رمقهم أحمد بعدم فهم، هوا لا يعلم من تلك التى يتحدثون عنها، حياة أنها أول مره يسمع بها هذا الأسم، لكنه يبدوا مألوف لديه


نظر إلى شادية وقال : هى مين حياة دى


توترت من سؤاله لم تعلم ما الذى عليها قوله


نظرت سلوى له وقالت بأبتسامة

_ حياة دى كانت بنت جميلة وطيبة جداً، بس هى معدتش موجودة


أحمد بعدم فهم : يعنى راحت فين، وبابا بيدور عليها ليه


تنهدت سلوى وقالت بحزن : راحت عند ربنا، وأبوك بيدور عليها لأنه مُصاب بالعنة عشقها


لم يفهم ذلك الصغير ما تقصده بهذا الكلام، لكنه لم يهتم كثيراً بفهم ما تقوله


راضى بحزن : كفايه كلام عن الموضوع ده، خلونا نتكلم فى المفيد


أجتمع الجميع حوله ليسمعوا ما يريد قوله


نظر إلى عادل وقال : أنتا بقيت راجل ولازم تتجوز، وأنا شايف ليك عروسه مناسبة


عادل بحزن : بس أنا مش عايز أتجوز يا جدى


قاطعته شادية وقالت بحزن : ليه يابنى مش عايز تتجوز!! أتجوز يابنى فرحنى وعوضنى عن حبيبت قلبى ال راحت


كيف يخبرهم أنه مغرم بتلك الجنيه المشاكسه لمار، ليس لديه الشجاعة للأعتراف بحبه، يخشى أن يفسد العلاقة بين العائلتين أن تحدث

رمقهم عادل بحزن وقال : ال تشفوه صح اعملوه


راضي بسعادة : على بركة الله، هنروح بكره أنا واسامى وحسين، ده بعد أزنك يا حسين، ونخطبلك


حسين بسعادة : طبعاً يا عمى هاجى معاكم


قاطعهم سامى وقال : بس مين دى ال أنتا حاطت عينك عليها


راضي بأبتسامة : شيماء بنت رجب الكهربائى


أحسان : قصدك على شيماء الممرضة


راضى : أيوه هى


سلوى بأبتسامة : يازين ما أخترت بنت حلوه، ومحترمه مشفتش فى أخلاقها


نظر راضي إلى شادية وقال : إيه رائيك فى العروسة


شادية بحزن : حلوة بس، أنا كان فى دماغى واحدة تانيه


نظر إليها وقال : واحدة مين


رمقت حسين وسلوى بخوف وتوتر وقالت

_ بصراحه أنا عايزة أجوزه لمار


نظر الجميع إليها بصدمه، خاصة عادل ذلك العاشق المتيم، لقد شعر بسعادة كبيرة تغدق على قلبه


رمقتهم بحزن وقالت : أنا عارفة أنكم مش عايزين تجوزوها دلوقتى، بس فكروا معايا لو عادل أتجوز واحده تانيه، وطلعت قاسيه على أحمد، يبقى العمل إيه أحنا مش هنعيش له طول العمر، ولمار مسيرها تتجوز وتبعد، وأدم زى ما أنتوا شايفين ماشى يدور على سراب


أبتسمت سلوى وقالت بحنان : فهماكى يا غاليه، أنا عن نفسى موافقة


رمق راضي حسين وقال بسعادة : رائيك إيه ياحسين


حسين بسعادة : والله عندها حق فى ال قالته، وانا مش هلاقى أحسن من عادل، بس أنا لازم أسألها الأول


راضى بأبتسامه : عندك حق، أسائلها وأحنا منتظرين ردكم


ثم نظر إلى عادل وقال : إيه رأيك يابنى


لم يجبه عادل كان شارداً يفكر، هل هذا حلم أم حقيقة!! هل سيتحقق حلمه بهذه السهوله!! أنهم يتحدثون الأن عن زواجه من تلك الجنية المشاكسة التى سرقت قلبه، أنه حقاً أجمل شئ حصل


شعر راضى بالقلق من عدم أجابته وانه قد يرفض زواجه منها، هزه من كتفه وقال 

_ رائيك إيه يابنى 


افاق من شروده وقال بسعادة حاول أخفائها، حتى لا ينكشف أمره

_ أل تشفوه يا جدى 


قاطعهم سامى وقال : هى لمار مجتش ليه، هى متعرفش أن أدم هياجى


حسين : لأ متعرفش أحنا مرديناش نقولها، أصل ألأمتحنات بدائت ومش هتعرف تاجى، علشان كده مقولناش ليها، علشان متشغلش بالها


قاطعتهم أحسان وقالت : أنا مش عارفه أزاى توافقوا أنها تروح تقعد بعيد عنكم


سلوى : هنعمل ايه الكلية بتاعتها بعيده، وهى قاعدة فى سكن الطالبات ومبتخرجش منه


قاطعهم حسين وقال بسعادة : على كل حال أحنا هنسافر مصر بكره مع أدم، وأنتوا تيجوا معانا وناخد رائيها


راضي : بلاش ناجى دلوقتى، شوف رائيها ولو وفقت، نبقى ناجى


حسين بسعادة : أل تشوفه يا عمى

*********** ******************

يسير فى الحقول ينظر إلى الأشجار والمزروعات بحزن، يتذكرها يتذكر أبتسامتها غيرتها عليه، كم يشتاق لها لغيرتها لتصرفاتها المجنونة، هل يمكن أن تكون ذهبت حقاً!! أيعقل أنه لن يراها مجدداً!! هز رائسه بالنفى هوا متأكد أنها مازالت على قيد الحياة، نعم هى لم تذهب وسيلتقى بها مجدداً

***********************************


تجلس على الأريكه تفكر فى طريقة للهرب، لكن إي طريقة مع وجود كل هائولاء الحراس، كما أنه لم يعد يسمح لها بالخروج، يجب أن تجد حل بسرعة


قاطع تفكيرها خروج إياد من الحمام، كان يرتدى ملابس النوم، نظر إليها وعلم ما تفكر به جيداً، لقد أصبح يعرف طريقه تفكيرها من تعبيرات وجهها، خاصة عندما تفكر في الهرب


رمقها بغضب وقال : منصحكش تحاولى حتى


رمقته بخوف وتوتر وقالت : أحاول إيه


إياد بخبث : تهربى


يا ألهى كيف علم أنها تريد الهرب، هل يقراء أفكارها، مستحيل أنه مجنون حقاً


حاولت التمالك وعدم أظهار صدمتها وقالت

_ هروب إيه، مين قال أنى عايزه أهرب


اقترب منها نزل إليها بجزعه العلوى وقال بنبرة تشبه فحيح الأفاعي

_ أنا فهمك وحافظك كويس أوى، خاصة لما تفكرى فى الهرب، بس أنا هنصحك نصيحه، أوعى تفكرى فى الهرب لأن لو فشلتى مش هسامحك أبداً، طبعاً مش هقدر أعملك حاجة بس غيرك هوا أل هيدفع التمن


تركها وذهب إلى الفراش


كانت لكلماته وقع كبير على قلبها، جعلته يرتجف من شدة الخوف، لا يمكنها المخاطرة الأن، أن فشلت صغيرها من سيدفع الثمن، غضب شديد أجتاح قلبها، كم تتمنى موت ذلك الغيض، وقعت عينيها على طبق من الفواكه يوجد عليه سكين صغيرة، أخذت السكين وهى ترمقه بمقت، أعمى الغضب بصيرتها كل ما تفكر به الأن هوا الخلاص منه ومن ظلمة، أتجت إليه بجسد يرتجف ثما رفعت يدها فوق وأنزلتها بقوة لطعنه

*******************************

عاد إلى منزله بعد أن تأخر الوقت، وجد والدته ووالده بأنتظار


رمقه حسين بحزن وقال : تعالى يا أدم، عايزك فى موضوع


تنهد بتعب وقال : أرجوك يابابا كفايه كلام فى الموضوع ده


حسين بحزن : خلاص محدش هيكلمك تانى فيه، دى حياتك وأنتا حر فيها، أنا عايزك فى موضوع تانى


ذهب وجلس بجوارهم وقال : خير يا بابا


حسين بأبتسامة : عادل عايز يتجوز لمار


شعر بسعادة كبيرة وقال : ده خبر حلو أوى، بس لازم ناخد رائيها الأول


سلوي بسعادة : يعنى أنتا موافق


أدم بسعادة : طبعاً وأنا هلاقى أحسن منه ليها


حسين بسعادة : على خيرة الله، بكره نروح مصر ونسألها


أدم بأبتسامة : بكره أول مانوصل مصر أن شاء الله، هروح ليها بنفسى الكليه واجبها


قاطع حديثم رنين الجرس، ذهبت سلوى لفتح الباب


وجدت عادل يحمل أحمد


سلوى : أتفضل يا ابنى


عادل : معليش هروح ، انا جيت اجيب احمد عايز ينام مع أبوه


حملت أحمد وقالت بمشاكسه : اه منك يا عفريت، تاعب الكل كده


عادل : عن أذنك

ثم ذهب


عندما رائا أحمد أدم نزل من يد جدته، وذهب إليه مسرعاً وهوا يصرخ ويقول

_ بااااااابااااااا


حمله أدم وقبله وقال : متصوتش الناس نايمه


اقترب من أذنه وقال : هقولك على حاجه يا بابا


أدم بأبتسامة : هتقول إيه


أحمد : أنا عرفت مين هى حياة


صدم أدم من كلامه، هل يعقل أنهم أخبروه عنها


أكمل أحمد وقال : حياة بنت جميلة و طيبه أوى، بس هى راحت عند ربنا


نظر إلى والديه بحزن، وقال

_ مين ال قاله


سلوى بحزن : أنا ال قلتله، هوا سائلنى عليها وكان لازم اجاوب


حمله أدم وقال : تصبحوا على خير

ثم أخذه ودخل إلى غرفته

**************************

فتح عينه عندما كادت أن تصيبه بالسكين الذى تحمله، أمسك يدها ثم نهض، أخذ السكين من يدها، قربها إليه وقال بأبتسامة خبيثة 

_ عايزة تقتلينى 


حياة بغضب وبكاء : ايوه هقتلك علشان أخلص منك ومن ظلمك


رمقها بحزن وقال : ليه كل الكره ده!! ليه مش قادرة تحبينى!! أنا مستعد أعمل إى حاجة علشان تحبينى 


رمقته بمقت وقالت : مهما عملت مستحيل أحبك، عمرى فى حياتى ما هحبك، أنا هكرهك بس لكن أحبك مستحيل 


نظر إلى السكين بحزن وقال

_ مش محتاجه السكينة علشان تقتلينى، لأن كلامك ده أصعب من طعنت السكينة مليون مره 


ترك حياة ثم قذف السكينة أرضاً بغضب وقال 

_ لو عايزة تقتلينى، هاتى حاجة أقوى من كده، مش سكينة ضعيفه زى دى أل هتقتلنى

عاد إلى فراشة مره أخرى 


ظلت واقفه ترمقه بغضب، لقد فشلت فى قتله أيضاً، ما الذى يجب عليها فعله للتخلص منه، فشلت فى الهرب وفى قتله، لم يبقا أمامها غير مناشدة الله والدعاء له 


******************************


فى اليوم التالى


أستيقظ أدم على صوت صراخ أحمد، الذى كان يقفز على الفراش ويقول

_ هاى هسوق العربية بتاعت بابا، اصحى يلا يا بابا علشان نمشي


أمسك هاتفه الذى كان يضعه على الكومدينوا بجواره، نظر إلى الساعة ثم رمق أحمد بنعاس وقال

_ حرام عليك الساعه لسه سته، صاحى بدرى ليه


قفز إلى أحضانه وقال : مش بدري، أحنا لسه هنغير هدومنا ونفطر، قوم يلا 

قال كلمتة الأخيرة بصراخ


نهض أدم وقام بدغدغته فى معدته وهوا يقول

_ ماشى يا لمض هقوم


حاول أحمد أبعاد يده وهوا يضحك بصوت عالي ويقول

_ سيبنى هحمل حمام


تركه أدم وقال بمزاح : يع مقرف روح الحمام بسرعة


*******************************

خرجت من الغرفة، بعد أن تأكدت أن إياد غادر المنزل، أتجهة إلى غرفه جاد، وجدته مازال فى غرفة، تنهدت بحزن، هى تعلم أنه حزين وخائف مما حدث أمس، لهذا مازال فى غرفته يخشى الخروج


أبتسمت بحزن ثم أتجهت إلى المطبخ، هى تعلم جيداً كيف تنسيه حزنه، صنعت الكيك الذى يعشقة وبجواره كوبين من الحليب الساخن، أنه يعشق هذا الأفطار من يدها خاصه، أخذتهم وذهبت إلى غرفته


طرقت على الباب برفق، أبتسم بسعادة، يعلم جيداً أنها الطارق


دلفت إلى الغرفة، وعلى وجهها أبتسامة كبيرة تخفى خلفها حزنها الكبير وقالت

_ عملتلك الكيكة أل أنتا بتحبها، وعملت كوبيتين لبن سخنين، يلا علشان نفطر


رمقها بحزن وقال : أنا مش عايز أكل


رمقته بحزن وقالت : وانا كمان مش هاكل وهفضل جعانة


نهض من فراشه وقال : خلاص هاكل معاك


جلسا على الطاولة التى تتوسط الغرفة يتناولان الأفطار


رمقها بحزن وقال : هوا أنا معدتش هنام معاكى تانى يا ماما


رمقته بحزن وقالت : أنتا كبرت يا جاد ولازم تنام لوحدك


أنفجر فى البكاء وقال : بس أنا مش عايز أنام لوحدى، مش كفاية بقعد لوحدى، ومحدش من أولاد الخدم بيرضا يلعب معايا


رمقته بحزن وقله حيله، لا يمكنها فعل شئ لذلك الطفل المسكين، لماذا يعاقبه الجميع بسبب أفعال والده، حتى الخدم لا يسمحون لأولادهم بالعب معه خوفاً من والده، الجميع يخاف منه ويبتعد عن جاد خوفاً من غضب إياد وبطشه


مسحت دموعه برفق وقالت بأبتسامة

_ مش أنا بلعب معاك، ولا أنا مش كفاية


رمقها ببرائه وقال : مش قصدى، بس أنا عايز ألعب مع أطفال من سنى


قامت بضمه وقالت : بكره تدخل الحضانه ويبقى ليك أصحاب كتير


*************************


أستقلوا السيارة واتجهوا إلى مصر، بعد سفر طويل وصلوا إلى وجهتهم أخيراً


صعدوا إلى الشقة، وضعوا أغراضهم وجلسوا يرتاحوا قليلاً


كالعادة عندما دلف أدم، ذهب إلى غرفته هوا وحياة، تلك الغرفة التى يضع بها صورها وكل متعلقاتها ولا يسمح لأحد بدخولها


ظل ينظر إلى صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها، يبتسم بحزن على ما أصابهم، كيف حُرم من أبتسامتها، من ذلك الوجه الذى يعشقة، كان ينتظر الصباح بفارغ الصبر لتصبح هى أول شئ تراه عيناه


فتح خزانت الملابس، أخرج بعض من ثيابها يضمها بقوة، ثم أحضر زجاجة العطر الخاصة بها، قام برش القليل منه فى أرجاء الغرفة وعلى ثيابها، يستنشق رائحتها ويتخيل وجودها بجواره


جلس على الفراش، يمسك ثيابها بيد، وباليد الأخرى صورتها يرمقها بحزن ويقول

_ أنتى وعدتينى أنك لو موتى، روحك هتفضل جنبى وهتجيلى كل يوم فى أحلامى، بس ده محصلش اليوم الوحيد اللي جيتى فيه، طلبتى منى المساعدة وقولتيلى أجى أخدك، علشان كده انا متأكد أنك لسه عايشه، وبدور عليكى


وضع رائسه بين يديه ونظر إلى الأسفل وقال بحزن ودموعه تجمعت فى مقلتيه

_ بس أنا تعبت، بقالى كتير بدور عليكى ومش لاقيك، أنتى فين وحشتيني أوى

قال كلمتة الأخيرة بحزن وكسرة، وقد نزلت دمعه من عينه


سمع طرق على باب الغرفة، نظر إلى الباب وقال

_ مين


أجابه الطارق وقال : أنا أحمد يا بابا


نهض بسرعة فتح الباب، كاد أن يخرج لكن باغته أحمد ودلف إلى داخل الغرفة بسرعة


كان ينظر إلى الصور والثياب، وكل شئ موجود بالغرفة بدهشه ويقول

_ مين الست الجميلة دى يابابا

رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل

الفصل الواحد والعشرون


كان ينظر إلى الصور والثياب، وكل شئ موجود بالغرفة بدهشه ويقول

_ مين الست الجميلة دى يابابا


توتر ولم يعرف ما الذى عليه قوله، أمسك الصغير من يده وخرجا من الغرفة، أغلق  الغرف بالمفتاح ووضعه فى جيبه


أمسكه أحمد من سرواله وقال

_ مين الست دى يا بابا، أنا أول مره أشوفها


نزل أدم لمستواه، أمسكه من زراعيه بلطف وقال

_ هقولك مين دى بس مش دلوقتي


أحمد بعدم فهم : ليه مش دلوقتي


تنهد بتعب وقال : أسمع الكلام ومتسألش كتير، لو سمعت الكلام هجبلك كور كتير


أحمد بسعادة : حاضر هسمع الكلام


تركه أدم ثم نظر إلى والديه وقال

_  هروح أجيب لمار

غادر وتركهم


*****************************


تجلس على احد طاولات الكفاتريا التابعة للكليه مع صديقتيها سحر وسمر، تنهدت بتعب وقالت : أخيراً خلصنا المادة الرخمه دى


لم تجبها صديقاتها، كانا ينظران للأمام ويبتسمان


لمار بتعجب : أنتو مبتردوش ليه


قالت سحر : أصل أحنا بنبص للقمر


قاطعتها سمر وقالت : أول مره أشوف قمر بيطلع بالنهار، بس بصراحة مش أي قمر


لمار بعدم فهم : قمر إيه


نظرت حيث ينظران، وجدته يسير بأتجاهها بطلته الساحرة، يعلوا وجهه تلك الأبتسامة الرائعة التى تزينها تلك الغمزاتان، ركضت نحوه وهى تصرخ بسعادة و تقول

_ دوماااااااا


فتح زراعيه لها، أرتمت فى أحضانه تضمه بشوق، أغلق زراعيه حولها، قم بلألتفاف بها وهوا يضحك ويقول

_ وحشتيني يا شقيه


نظرت له تتصنع الحزن  تزم شفتيها وتقول

_ وحشتك أوى، علشان كده مجيتش بقالك سنتين ونص


أمسكها من وجنتيها بسبابته وأبهامه وقال

_ شكلك حلو وأنتى زعلانة


أبعدت يديه وقالت ببعض الغضب

_ أدم أنا مبهزرش، ازاى تغيب المدة دى كلها ، بعدين أنتا مقولتش ليه أنك جاى


أبتسم وقال : أنا مقولتش ليكى علشان عملهالك مفاجأة، ولسه فى مفاجأة تانيه


لمار بسعادة : بجد مفاجأة أيه


ضحك على شقيقته المجنونة التى تعشق المفاجأت وقال

_ مش هينفع هنا خلصتى ولا لسه


نظرت حولها، وجدت الجميع ينظر إليهم قالت

_ عندك حق مش هينفع هنا، خلينا نروح أحسن أنا خلصت


ذهبت إلى صديقتيها لتأخذ أغراضها


أمسكتها صديقتيها من زاعها وقالت سمر

_ بت مين المز ده، تعرفيه منين أنطقى


حاولت كتم ضحكتها وقالت

_ المز ده يبقى أخويا


قاطعتها سحر وقالت

_ انتى أزاى متقوليش أنك ليكى أخ مز كده


أنفجرت ضاحكه وقالت

_ مجتش فرصه مناسبة


قالت سمر : ماشى بس هوا مرتبط


قاطعتها سحر بغضب وقالت

_ وأنتى مالك أذا كان مرتبط ولا لأ، شيلى عينك من عليه ده بتاعى


رمقتها سمر بغيظ وقالت

_ نعم بتاعك منين، كان أسمك مكتوب عليه وأنا معرفش، بعدين أنا أل شوفته الأول


قاطعتهم لمار وقالت : بقى دى شكل بنات هتبقى دكاترة أطفال، بعدين هوا متجوز ومخلف يعنى ريحوا نفسكم


نظرت سحر وسمر لبعضهما وقالتا

_ يا حظنا الوحش، طلع متجوز


أخذت لمار أغراضها وهى تقول

_ مجانين والله أنتوا مجانين

ثم ذهبت إلى أدم وغادرا


***************************


تجلس على الأرجوحه التى توجد فى حديقة القصر، تحمل طفلها وتغنى له


قاطعها طفلها وقال : إيه رائيك نلعب كورة مع بعض


أبتسمت له وقالت : بس بشرط


قال بأبتسامة : إيه هوا


قالت بمرح : تخلينى أغلبك


قال بسعادة : موافق


ذهب وأحضر الكرة، بدائا يلعبان ويضحكان، تجمع أطفال ألخدم الموجودين فى القصر يشاهدانهم


نظر إلى والدته وقال : أروح أقولهم ييجوا يلعبوا معانا


أبتسمت له وقالت : روح قولهم


ذهب إليهم وقال بسعادة : هل ترغبون بالعب معنا


نظر الأطفال إلى بعضهم، قال أحدهم

_ نعم نرغب بالعب


شعر بسعادة كبيرة وقال : هيا لنلعب سوياً


قسمتهم حياة إلى فريقين وقالت

_ سوف أكون حكم هذه المباراة، الفريق الفائز سيحصل على البيتزا مكافأة له


ضرخ الأطفال بسعادة وقالوا

_ يالها من جائزة رائعة


بدائت المباراة، كان الأطفال يلعبون بسعادة، خاصة جاد كان يضحك من كل قلبه 


كانت حياة تنظر له بسعادة، نادراً ما ترى تلك الضحكه النابعة من قلبة


لم تدوم سعادتهم كثيراً، جاء ألخدم وأخذوا أطفالهم، حاول جاد منعهم من الرحيل لكن دون فائدة، ظل ينظر لهم بحزن وهم يغادرون


أقتربت منه حياة وقالت بأبتسامة تخفى خلفها حزنها

_ مش مشكله هنلعب أنا وأنتا


رمقها بحزن وغضب ثم أنفجر فى البكاء وقال 

_ مش عايز ألعب

ركض إلى داخل القصر


لحقت به حياة، لكنه دخل إلى غرفتة وأغلق الباب خلفه


فتحت الباب ودخلت، وجدته مستلقى على فراشه يبكى بحرقة، كم ألم قلبها روئيته هكذا، أنه طفل صغير يبلغ ثلاث سنوات فقط، لكنه حُرم من كل شئ ليس لديه أصدقاء، كما لا يمكنه الخروج من المنزل، إيضاً يعانى بسبب شجار والديه الدائم الذى لا يعلم سببه


جلست بجانبه تربط على شعره بحنان وتقول

_ حبيبى زعلان منى 


رفع رائسه وقال من بين شهقاته

_ أنا عايز أمشى من هنا، مش عايز بابا يبقى أبويا، علشان الناس بتكرهنى بسببه، خلينا نمشى ياماما علشان خاطري 


صدمت من كلامه كثيراً، كيف لطفل بمثل عُمره ان يقول هذا، لكن لا يمكن لومه فقد مر بالكثير وهوا بهذا العُمر الصغير


أحتضنته وقالت بحزن : هنمشى من هنا أوعدك، بس مش دلوقتي، ولحد ما نمشى مش عيزاك تقول الكلام ده لحد، خاصة بابا فاهم


هز رائسه بالموافقة وقال : طب أنا عايز أروح الحضانه


نظرت إليه بحزن، ذلك البغيض يرفض أخراجه من المنزل، لكنها لن تستسلم ستحدثه اليوم وتقتعه بأن يذهب، ربما يحصل على بعض الأصدقاء ويخرج من حزنه


قبلتة من رائسه وقالت : حاضر هتروح الحضانة


مد خنصره وقال : وعد


أمسكت خنصره بخنصرها وقالت بأبتسامة

_ وعد

*****************************

يجلسون فى غرفة الصالون ينظرون إلى بعضهم فى صمت، كسرت الصمت وقالت

_ أنتوا مبتتكلموش ليه، أدم قالى أن فى مفاجأة إيه هى


قال أدم بأبتسامة : أنتى جايلك عريس


صدمت مما سمعت، نهضت بغضب وقالت

_ نعم عريس إيه، أنا مش عايزة أتجوز الوقتى أنا لسه صغيرة


قاطعتها والدتها وقالت : صغيرة إيه، أنتى عندك تمنتاشر سنه


قالت بحزن ونبرة بكاء : أنا مش عايزة أتجوز، أنا عايزة أكمل علام


قاطعها حسين وقال : ومين قال أنك مش هتكملى علام


قالت ببكاء : وأنا إيه يضمنلى أنه يخلينى أكمل


قاطعها أدم وقال : صدقيني عادل أنسان كويس، وهيخليكى تكملى علامك


نظرت له بصدمه وقالت : قولت مين


رمقها بتعجب وقال : عادل


قالت بعدم تصديق : قصدك عادل أبن عمى سامى، وخلتى شاديه


أدم : أيوه هوا


جلست على مقعدها مره أخرى، لا تستوعب ما تسمع، هل يرغب بالزواج بها حقاً!!  كل تلك السنوات وهى مغرمة به، منذ أن ماتت حياة ورائت خزنه وأخلاصه لشقيقته، صارت متيمه به تتمنى أن يصير ملك لها، كانت تظنه حُلم مستحيل لن يتحقق أبداً، لكن الأن الحُلم يصبح حقيقة، بل أجمل حقيقيه


قاطع شرودها صوت والدها وهوا يقول بحزن

_ متغصبوهاش سيبوها على راحتها، أنا هتصل عليهم أقولهم مفيش نصيب


صرخت بخوف وفزع وقالت : لأ قولهم موافقة


رمقوها بدهشه وعدم تصديق، أليست هى من كانت تبكى الأن وتقول لا أريده، ما الذى حصل الأن جعلها تغير رائيها


شعرت بخجل شديد وقالت بتوتر

_ أنا مقدرش أزعلكم، علشان كده موافقه


قال حسين بحزن : سعادتنا من سعادتك يا بنتى، وانا لا يمكن أغصبك على حاجة


ما الذى عليها فعلة الأن، لا يمكنها أن تقول أنها مغرمة به، بالرغم من أنها فتاة مشاكسه تمتلك شخصية قويه، لكنها خجولة للغايه


قالت بتوتر وقلق : وأنا مش هبقى مبسوطة وأنتوا زعلانين، كفاية أن عمتى شادية هتبقى حماتي 


أبتسمت سلوى وقالت : ياريت كل الناس عندهم بنت زيك، مستعدة تضحى بسعادتها علشان أهلها، بس أحنا مستحيل نضحى بسعادتك 


كان أدم ينظر لهم، يحاول كتم ضحكاته، هوا يعلم أنها مغرمة به لهذا وافقت، لقد استطاع أن يكتشف حبها الكبير بسهوله، من غيرة يعلم الحب عندما يراه


قال بمشاكسه وهوا يجاهد لكى يمنع ضحاكته

_ بابا وماما عندهم حق، أنا لا يمكن نكون أنانيين ونضحى بسعادتك 


زفرت بضيق وقالت : أنا موافقة، بحبه يا ناس أرتحتوا 


رمقها والديها بدهشه، بينما أنفجر أدم ضاحكاً 


قال حسين بصدمه وزهول : إيه بتقولي إيه، بتحبيه وده من أمتى 


قالت بتوتر وخجل : أه بحبه من زمان 


رمقتها والدتها بغضب وقالت 

_ هوا إيه ال بتحبيه من زمان، وهوا يعرف أنك بتحبيه


شعرت لمار ببعض الخوف وقالت بتوتر وقلق

_ لأ طبعاً مايعرفش، أنا مقولتش لحد أنى بحبه


سلوي بخجل : شوفوا البت بتقول بحبه من غير كسوف


شعرت لمار بخجل شديد، أعجزها عن الكلام، نظرت للأسفل وهى تفرك يديها بخجل


نظر أدم لها وقال : أول مره أشوفك مكسوفة، عمرى ماتخيلت أنك ممكن تكونى بتتكسفى زى بقيت البنات


لمار بغيظ : نعم زى إيه، حد قالك أنى ولد


حاول أغاظتها وقال : أيوه كابتن شحاته أبو كف رجع تانى


قاطعه حسين وقال بسعادة

_ بس بقى محدش يضايقها


رمقها بحنان وقال : يعنى أقول لهم أنك موافقه


أنزلت رائسها خجلاً وقالت : السكوت علامة الرضا يا بابا


قاطعها أدم وقال : هوا فين السكوت ده، دا انتى مسبتيش حاجه ومقولتيهاش


رمقته بغيظ ثم أخذت وسادة الأريكة وقذفته بها


********************** *******

دلف إلى قصره بعد يوم عمل شاق، صعد إلى غرفته أخذ حمام دافئ ثم أبدل ثيابه، كاد أن يخرج من الغرفة، لكنه توقف عندما وجد حياة تدخل


وقفت أمامه وقالت بتوتر وقلق

_ عايزة أتكلم معاك


سعادة كبيرة أغدقت على قلبه، أن محبوبتة ترغب بالحديث معه، هل بدائت تغرم به؟! نعم لابد أنها بدائت تقع فى غرامة، منذ أن أحضرها إلى هنا لم تذهب وتتحدث معه، بل كانت ترفض الحديث معه، كما أنها كانت تغادر المكان أذا جاء ولا تبقى معه فى مكان واحد، لكن الأن هى جائت إليه لتتحدث معه


إياد بسعادة كبيرة : نعم أتفضلى عايزة تقولى إيه


وقفت صامته لدقيقة، تلعب بأصابعها بخوف وتوتر ثم قالت

_ أنا عايزه أدخل جاد الحضانة


تحولت ملامح وجهه من السعادة إلى الغضب، هل هذا ما أرادت الحديث عنه، هوا ظن أنها بدائت تحبه وترغب فى بداء صفحة جديدة معه، لكنها تريد أن تخترع وسيلة جديدة للهروب


أمسك زراعها بقوة وقال بغضب

_ عايزة تدخلية الحضانه علشان يتعلم؛ ولا عايزة تدخلية علشان تلاقى فرصة تهربى


حاولت نزع قبضته عنها لكنها فشلت وقالت بحزن وألم

_ أهرب إيه أنا عايزاه يتعلم، بعدين لو مش واثق فيا، أبقى خلى حد يوديه ويجيبه


أبتسم وبسخرية وقال : وهنفترض أنك عايزاة يتعلم، مش المفروض تستنى لما يكبر شويه، ولا معتيش قادرة تستنى أكتر من كده، عايزة ترجعى لحبيب القلب

قال جملته الأخيرة بجهير وغضب


حاربت دموعها ومنعتها من النزول، لن تظهر ضعفها أمامه بعد الأن


أمسكت يده وقالت : حوش أيدك دراعى وجعنى


رمقها بغضب وقال بجهير : مش هحوشها الوجع ال أنتى حاسة بيه دلوقتي، ميجيش حاجة جنب الوجع ال أنا بحس بيه كل يوم بسببك


أجتاح الخوف قلبها، حاولت السيطرة على خوفها وقالت 

_ حرام عليك، أنا مطلبتش منك غير أن الولد يخش الحضانة، الولد مسجون هنا محدش راضى يلعب معاه، علشان كده قولتلك ندخله علشان يبقى ليه أصحاب، ده كل أل بفكر فيه 


أبتسم بخبث وقال : فكرانى مغفل وهصدق 


**************************

كان يقف أمام الباب وجسده يرتجف بشدة، يستمع لشجارهم ويبكي بحرقة، فتح الباب ذهب إلى والدته وقف أمامها وقال ببكاء

_ خلاص مش عايز أروح الحضانة، بس متمسكوش فى بعض، مش عايز كمان يبقى ليا أصحاب 


قاطعة إياد وقال بحهير وغضب 

_ أطلع برااااا


تمسك بوالدته وجسده يرتجف بخوف


نادا إياد على الخادمة لتأخذه


أخذته الخادمة وذهبت 


أغلق الباب خلفها وهوا مازال يمسك زراع حياة


نزعت زرعها من يده بقوة وقالت بصراخ 

_ حرام عليك ده لسه طفل، ذنبه إيه مش كفاية عايش وحيد بسببك، محدش بيرضى يلعب معاه علشان خايفين منك، أنتا شيطان 


أنفجرت فى البكاء وقالت بترجى

_ أرجوك دخله الحضانة متحطمش مستقبلة، وأنا أوعدك أنى مش هاهرب منك أبداً، بس خليلى سبب واحد علشان أعيش علشانة

               الفصل الثانى والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>