||حور الأسد||
#الفصل السادس والسابع
بقلم شيماء محمود
🎇🎇🎇🎇🎇🎇🎇🎇🎇
في الحديقة الخلفية لقصر هلال السيوفي حيث الزينة البيضاء مع اللون الأزرق السماوي و الوردي ممتزجة معه تغطي الحديقة بأكملها مع منصة يوجد فيها كرسيين كبيرين يتسع لشخصين على الجهة اليمنى وضع الكرسي الذي كان باللون الأحمر الخام....و في الجهة اليسرى وضع الكرسي بلون الأزرق الغامق المحيطي.
الأنوار البيضاء تشع من كل مكان في الحديقة و البالونات المعلقة على كل كرسي في كل طاولة و سطح حوض السباحة مغطى به أيضا......في القصر من الداخل حيث تقف حور أمام المرآة و ترتدي حجابها باللون السماوي...فقد إرتدت فستان باللون السماوي المفضل لها و مزين بفصوص من الألماس البراق على منطقة الصدر لينساب بعدها بحرية لأسفل ليغطي قدميها و يلامس الأرض أيضا.
إنتهت من لف حجابها الذي كان بسيط...لم تضع أي شيء على وجهها سوى شفاهها الحمراء بسبب تناولها الشوكولاتة....جلست على طرف السرير لتتنهد للمرة المليون في هذا اليوم....لتفزع من طريقة دخول؟؟...أقصد طريقة إقتحام سارة للغرفة فظهرت أمام حور و كانت ترتدي فستان يشبه فستان حور لكن لونه أحمر مشع و كان جميل جدا و معه حجابه أيضا لم تضع أي مساحيق من التجميل فهي لا تحبها مطلقا مثل حور تماما....و أنهت طلتها تلك بحذاء كعب عالي باللون الفضي لتبدو أطول قليلا.
تحدثت و هي ترى حور جالسة بملل على طرف السرير:
سارة: مش يلا يا حور و لا هتقعدي كدة.
نظرت لقدميها لتجدها حافية لتكمل:
سارة: ولسا ملبستيش جزمتك كمان!!.
حور: لا أصلا معرفش أمشي بيه.
ضحكت سارة: طيب يلا قومي و بطلي لعب عيال يا حور الناس قربت تيجي تحت.
حور بعبوس: والله ما بلعب مش هعرف أمشي خطوة واحدة حتى...عارفة الخطوة؟؟.
قهقهة سارة: عارفاها بس قومي و ألبسيه كدة.
حور: ماشي.
وقفت حور لتخرج من الكيس الأسود حذاء كعب عالي فضي مثل حذاء سارة...إستندت على الحائط لترتديه لتبعد يدها عن الحائط ببطئ.... لتتنهد و نظرت لسارة التي تضع يدها على فمها تحاول كتم ضحكها....عقدت حاجبيها بغضب لتنسى إنها إرتدت الكعب العالي لتمشي نحوها لكن عوضا عن هذا تعرقلت و كانت ستقع إلا إنها أمسكت ب سارة ليسقطا على الأرض معا...نظرا لبعضهما البعض بصدمة مما حدث......إنفجرتا في الضحك الصاخب الذي ملئ أرجاء الغرفة....تحدثت حور بصعوبة من بين ضحكاتها بعد أن إعتدلت:
حور: هو...هو أنا مش قلتلك إني مش هعرف أمشي بيه...و اديكي شوفتي إلي حصل إتكعبلت و وقعنا سوا على الأرض.
سارة: شكلنا بصراحة مسخرة جدا...يلا يلا إخلعيه و خليني أشوفلك حاجة تلبسيها.
حور: ماشي بس خليني أخلع النيلة دا.
نزعت الكعب العالي عن قدماها لتقف و تمسكه بيدها لترفعه و هي تنظر إليه قائلة:
حور: أنا مش عارفة إنتي بتمشي بيه إزاي يا سارة دا بيوجع الرجلين أووي.
أومئت سارة بينما تبحث في أحذية حور:
سارة: أيوة بتوجع بس لازم تلبسيه في بعض الأحيان عشان لبسك يبقى مزبوط يا رورو.
حور بملل: و على إيه ألبسه....جاته نيلة عليه و على إلي إخترعه مش كفاية ست نردين خارمة ودانا بصوت طقطقته طول اليوم في البيت...طق طق طق طق طق لحد ما دماغي أنا إلي طقت.
سارة: هههههههههه خلاص كفاية كلام...شوفي دا كدة؟؟.
حور: ماشي.
أمسكت حور الجذمة من نوع باليه بيضاء من يد سارة لترتديه و من حسن حظها إنه مسطح....سارت به بضع خطوات حول الغرفة بينما ترفع طرف فستانها لتراه بوضوح أكثر.....سألتها سارة بينما تعقد يديها على صدرها:
سارة: هااا إيه رأيك؟؟...كويس؟؟.
حور: مش بطال بس مش مريح زي الكوتشي بردو.
سارة تضع يدها على وجهها: يا بنتي فكك من الكوتشي الله....و يلا بينا ننزل الناس جات تحت كلها شوفي كدة.
توجهت حور نحوها لتقف بجانبها بينما ينظران إلى جميع الحاضرين لتقول بعدم تصديق بينما تحدق بهم:
حور: مش معقول بسرعة كدة؟!!...دي لسا الساعة مجتش 8 حتى!!.
سارة بضحك: ما هي لازم كدة.
إدارت نفسها لتمسك حور من كتفاها و تديرها نحوها لترفع حور نظرها لها لتقول سارة بإبتسامة:
سارة: حور حبيبتي إتني مش هتخلفي بوعدك القديم....الوعد هيتحقق أهوه...إنتي هتتجوزي أسد.
حور بخيبة: متنسيش يا سارة إنه الجوازة دي أصلا بسبب الوصية مش أكتر.
سارة: مش هنسى طبعا....بس إنتي ممكن تخليه يحبك من اول و جديد...حاولي مش إنتي حور إلي تستسلم.
حور بإبتسامة: ماشي هحاول بس بعد الفرح عشان يبقى أحسن.
سارة: ماشي...يلا ننزل.
حور : يلا.
أمسكتا بيد بعضهما البعض ليخرجا من الغرفة و ينزلا من السلم بخطوات متمهلة.
في الأسفل حيث يقف أسد و بجانبه سيف الذا كانا يتحدثان في أمر ما:
سيف: زي ما قلتلك أنا يا أسد مفيش داعي لكل الحراسة دي.
أسد ببرود: سيف أنا قلتلك إيه؟؟.
سيف بملل: حراسة شديدة عشان لو حصل حاجة.
أسد: بس كدة مش محتاج إنه أعيد و أزيد في الموضوع دا.
سيف: ماشي يا كينج....هما البنات إتأخروا لي....
ليصمت سيف بينما ينظر نحو السلم إستغرب أسد من صمت سيف المفاجئ لينظر بحاجبين معقودين في نفس الأتجاه الذي ينظر فيه سيف...لتقع عيناه على شقيقته سارة و حور بجانبها.
أدخل يده في جيب بنطاله الأسود كحركة تلقائية منه بينما ينظر لها....تعلقت عيناه عليها هي و شرد في وجهها الذي يخلو من مستحضرات التجميل نظر إلى فستانها الذي كان قريب من درجة لون عينيها الزرقاء...رفع حاجبه لأنها تبدو كما هي في طول قامتها القصيرة.
سيف الذي صدم من كتلة الجمال التي كانت مثل وردة حمراء جورية....بينما تنزل سارة لمحت سيف لتنظر له...ليغمز لها و على وجهه إبتسامة ساحرة لتخجل هي و تنزل بصرها بسرعة نحو الأرض.
إما حور فكانت منشغلة برفع طرف فستانها لكي لا تتعرقل به أثناء نزولها.
إبتسم أسد بجانبية عندما علم لما تبدو قصيرة بسبب ما ترتديه في قدميها.....أسد كان يرتدي بدلة سوداء كالعادة و عليه قميص أبيض ناصع و لم يرتدي ربطة عنق....و كان قد رفع شعره لأعلى و بدى رجوليا أكثر.....سيف كان يرتدي أيضا بدلة سوداء لكن قميصه كان باللون الأحمر النبيذي و معه ربطة عنق سوداء و رفع شعره لأعلى لينافس أسد في الوسامة.
وقفت حور أمام سيف لتحتضنه و يبادلها الحضن...و إحتضنت سارة أسد ليحتضنها بقوة أكبر منها بقليل.....لتسأله بينما تبتعد عنه:
سارة: هو إنت كلمت ماما يا أسد.
أسد بهدوء: إتصلت عليها كتير بس كان تلفونها مقفول....عشان كدة بعتلها رسالة و أول ما تشوفها أكيد هتتصل علينا.
سارة بحزن: أكيد.
أسد: مش عايزك تزعلي يا سارة النهاردة خطوبتك و لازم تفرحي.
سارة بإبتسامة: حاضر عشان خاطرك يا أسد.
أسد: ايوة كدة هي دي حبيبتي.
دخل هلال و محمد و أحمد إلى القصر ليقول هلال عندما وجدهم واقفين معا:
هلال: يلا يا عيال عشان تلبسوا الخواتم للعرايس و الناس وصلت من بدري و مش عايزين نتأخر.
أربعتهم: حااضر.
خرج أسد و هو ممسك بيد سارة و سيف ممسك بيد حور خلفهم هلال....محمد...احمد....رضوى...نادية و نردين التي كانت غاضبة منذ بداية اليوم.
نظر إليهم جميع الحضور و بدأوا في التصفيق بحرارة و كم تفاجأوا عندما وجودوا سيف يسلم حور لأسد و أسد يسلم سارة لسيف....بدأ الجميع في التهامس لما بينهم عم يحدث....
نظرت حور إلى الحاضرين بتوتر شديد و بدأت بفرك أنامل يديها بشدة حتى أصبحت حمراء و من دون أن تدري كانت تعض على شفتها السفيلة بقوة شديدة....نظر لها أسد ليستغرب من فعلتها هذه و كم غضب عندما رأى شفتيها حمراء و غير ذلك هي تعض على شفتها السفلية...قبض على يده بشدة و أغمض عيناه لوهلة ليفتحهما بحدة ليرفع يده بحركة ما ليأتي خادم و هو يحمل ميكروفون ليقدمه لأسد الذي أمسكه منه ليرفعه إلى مستوى فمه ليبدا صوته الرجولي يدوي في أرجاء المكان:
أسد: أولا مساء الخير...أحب أرحب بيكم في حفلة خطوبة أختي سارة و أبن عمي سيف و خطوبتي أنا و حور بنت عمي....حبيت أعملهالكم مفاجأة و أفأجئكم بكدة و نجحت....سر إني عاوز أخطبها هو أني بحبها....
إستدار نحوها و وضع يده اليسرى في جيب بنطاله ليبتسم لها بجانبية و هو ينظر في عيناها المصدومة.....هي توقفت عن فرك أناملها و توقفت عن عض شفتها لتنظر له بصدمة مما سمعته...كيف يحبها و هو لا يتذكرها حتى؟!!.
أكمل بهدوء:
أسد: هي متعرفش دا في الحقيقة...بس أنا بجد بحبك يا حور و بحبك أووي كمان.
أنزل المايك من يده ليعطيه إلى الخادم...بدأ الجميع في التصفيق بحرارة مرة اخرى.....و سارة و سيف الذين إبتسموا و الجميع معهم....أخرج علبة سوداء قطيفة ليفتحها و يخرج منه خاتم بسيط مرصع بألماس...إما هي لازالت مصدومة....ليمسك يدها اليمنى لتنظر له بينما يضع الخاتم في إصبعها البنصر....لتبدأ رضوى و نادية بالزغاريط التي دوى صوتها في المكان....تحدث سيف و هو يخرج من جيبه علبة حمراء قطيفة و يخرج منه خاتم رقيق و وضع في منتصفه فص ألماس متوسط الحجم و براق:
سيف بإبتسامة: دورنا إحنا بقى ولا إيه؟.
خجلت سارة لتومئ بينما هي منزلة رأسها ليمسك بيدها اليمنى و يضع الخاتم في إصبعها البنصر....ليصفقوا لهم أيضا بحرارة.....جلس سيف و سارة على الكرسي الأحمر.....إما أسد و حور في الكرسي الازرق.
بدأ الحضور في التقدم لهم و يباركوهم....كانت حور تبتسم إبتسامة صفراء لهم و هي تصافح النساء التي يباركون لها بينما تقول لنفسها:
حور: هو دا غبي؟!!...إزاي بيقول كدة قدام الناس إنه بيحبني و هو أساسا مش مفتكرني حتى؟!!...هو أكيد بيقول كدة عشان مظهره قدام الناس عشان ميعرفوش إنه هيتجوزني بسبب وصية عمي الله يرحمه....يلا مش هطول كتير هي يا دوب تمر الست شهور القانونية بتاعت الجواز دي و بعدها نتطلق.
نظرت لسارة و سيف لتجدها خجلة جدا بينما سيف يتغزل بها و يبتسم على خجلها لتضحك بخفة عليهم....تنحنح أسد قليلا لتنظر له بإستفهام ليميل عليها و يقول بإبتسامة بينما هي بدأ تنفسها يضطرب و دقات قلبها أصبحت أسرع لتشك إنها قد وصلت إلى مسامعه:
أسد: إضحكي شوية عشان الناس و متكشريش كدة.
نظرت له عاقدة حاجبيها...ليرفع حاجبه لتتنهد ثم تبتسم إبتسامة صفراء وقع نظره على شفتيها الحمراء لتتبدل من الهدوء إلى الحدة لتستغرب هي من تحوله السريع هذا...وجدته يخرج من جيب سترته منديل و يمده لها لتهز راسها له بمعنى...ماذا؟!!...ليتحدث بحدة خفيفة لا تسمعها إلا هي:
إمسحي إلي في بوقك دا و بسرعة.
حور ببلاهة: بس انا مكلتش ولا شربت حاجة عشان أمسح بوقي.
أسد بحدة: قلتلك إمسحي الأحمر دا ولا إمسحه أنا على طريقتي؟؟.
حور بعفوية: والله ما في حاجة حتى بص أهوه...
أمسكت منه المنديل لتمسح به شفتيها و تريه أياه ليعقد حاجبيه بإستغراب لأنه كان نظيف ليسأل بإستغراب:
أسد: إومال هي حمرا كدة لييه؟؟.
حور ببساطة: أصل أنا لما أكل شوكولاتة شفايفي بتبقى حمرا.
أسد: لييه؟؟.
حور بإبتسامة: وراثة من جدتي الله يرحمها.
أسد: ماشي.
مضت الحفلة على خير.....لتصعد سارة و حور كلا منهما على غرفتها لتبديل ثيابهما بينما أسد و سيف تمددا على كراسي المسبح البيضاء كان أسد نزع حذائه و جاكيت بدلته و طوى أكمام قميصه إلى النصف ليظهر ساعديه القويين واحد تحت رأسه و الأخر على صدره.....سيف الذي نزع حذاءه و جاكيت بدلته و حرر عنقه من ربطة العنق السوداء.
كانا هما الأثنين في وضع صامت ليتحدث سيف :
سيف: هو مش الفرح هيتعمل في القصر ولا إيه نظامك يا كينج؟؟.
أسد بهدوء: أكيد يا سيف عشان جدك.
أومئ سيف له بصمت ليعودا إلى وضعهما الصامت مرة إخرى.
.... ......................................
في الأعلى**
حيث غرفة حور....التي كانت تقف أمام المرآة و تنزع الحجاب عن رأسه لتتنهد بضيق لتذهب نحو الحمام و تنزع فستانها لتستحم و تخرج و هي مرتدية منامة سوداء مرسوم عليها نجوم صفراء لتمسك إسدالها و سجادة الصلاة و ترتدي إسدالها و تضع الحجاب فوق شعرها المبلول الذي ينقط ماءا.....بدأت فرضها لتنتهي من أدائها بعد فترة لتنزع الأسدال عنها و تمسك السجادة و تضعهم في رف الخزانة....جلست على طرف السرير لتمسك بمنشفة وردية اللون و تبدأ بتنشيف شعرها الطويل....إنتهت بعد خمس دقائق لتذهب إلى الشرفة و تفتح بابها و تغلقه خلفها....إرتعش جسدها بخفة من نسمة الهواء الباردة الجميلة لتغلق عيناها بخفة مستمتعة بها....فتحتها لتتنهد لتجلس على الكرسي المفضل لها و رفعت قدميها نحو مستوى صدرها و لتمد اصبعها السبابة نحو عينها اليسرى لتخرج العدسة الطبية و كانت ستضعها في علبتها لكن طارت من على طرف أصبعها في الهواء لأعلى....عاليا جدا!!!.
إنصدمت هي لتتنهد بيأس لتغلق فتحتة علبة العدسة...كتفت يديها نحو صدرها لتبدأ الرياح بالهبوب و تطير خصلات من شعرها بخفة لتغلق عيناها لوهلة و تفتحها مرة إخرى لتتذكر الحادث الذي غير حياتها بالكامل.
#Flash Back#
عندما كانت حور تبلغ 15 عاما و أسد 19 عاما.
في يوم بارد من أيام فصول الشتاء حيث في الطريق السريع سيارة مسرعة جدا يقودها أسد بغضب لتقول له حور بخوف:
حور: أسد إهدى طيب و خفف السرعة.
ظل أسد صامت بينما رمقها بنظرة غاضبة لتبتلع ريقها بتوتر من نظرته تلك...بدأ المطر الغزير بالهطول و رعدت السماء بصوت يهزها لتضيئ السماء و تنطفئ من شرارات البرق الصاعقة....إرتجف قلب حور بقوة لتغمض عيناها بقوة و تفتحها لتتحدث برجاء:
حور: أرجوك يا أسد هدي السرعة الدنيا بدأت تمطر و الشوارع هتبقى متزحلقة.
نظر لها أسد عيونه حمراء مثل كتلة من الجمر و ملامحه سوداوية لتضيء السماء من خلفه و ترعد لترتعب حور من شكله لتتحدث بصعوبة:
حور: خلاص يا أسد والله و ما هعمل كدة تاني خلاص.
صرخ أسد لتجفل: انا قلتلك متروحيش لوحدك ابدا إيه إلي خلاكي متسمعيش كلامي؟؟.
لم ترد عليه حور فقط بقيت صامتة ليصرخ بها بينما يضرب المقود لتخاف أكثر:
أسد: إتكلمي...إيه إلي خلاكي تعصي أمري و تطلعي؟؟.
حور ببكاء: والله يا أسد أخر مرة بس متصرخش عليا إنت كدة بتخوفني منك.
لتبدأ بالبكاء بصمت لينظر لها تنهد بغضب أغلق عيناه بقوة لوهلة ليفتحها ثم تحدث بهدوء عكس الغضب الذي في داخله:
أسد: خلاص متبكيش.
حور: إنت خوفتني اووي.
أسد: ما هو بسببك إنتي إلي مسمعتيش الكلام من الأول...قلتلك متروحيش و أنتي طنشتيني كالعادة و شوفتي إيه إلي كان هيحصلك بسبب تهورك؟؟.
حور بأسف: أسفة مش هعيدها تاني وعد يا أسد.
أسد بتحذير: وعد إنها تكون أخر مرة؟؟.
حور بمرح: وعد لمدة سنتين بس.
أسد متنهدا: ماشي يا حور.
ضحكت حور لتصفق بطفولية ليضحك عليها أسد بصمت ثم فجأة ظهرت أمامهم سيارة نقل من العدم لتصرخ حور منبهة أسد:
حور بخوف: أسد حاسب!!.
فزع أسد لظهور سيارة النقل أمامه ليحاول أن يتفاداها لكن الوقت نفذ منه لأنه إقترب من الأصتدام بها ليجد حور تحاوط جسدها الصغير بجسده الكبير ليمسك بها يريد إبعادها لكن همست حور له في إذنه:
حور: بحبك.
إنصدم بشدة....لتصتدم السيارتان ببعضهما و أرعدت السماء بصوتها القوي و إزداد هطول المطر بقوة أكبر لتضيء السماء بشرارة ضوء هائلة .
في المستشفى حيث يقف الجميع قرب باب العمليات في الردهة بتوتر شديد بينما رضوى تبكي و سيف إبنها يهدئها....تحدث سيف والد أسد بعصبية:
سيف: إتأخروا كدة ليه دول جوى.
محمد مهدئا: إهدى يا سيف مش كدة.
سيف: عايزني اهدى إزاي و هما بقالهم جوى أوضة العمليات يجي أكتر من خمس ساعات يا محمد.
محمد: حاسس بيك والله و متنساش إنه بنتي في العمليات بردوا.
أومئ له سيف بتوتر شديد بينما يقطع الردهة ذهابا و إيابا....لتفتح أبواب غرفة العمليات و يخرج منها طبيب و طبيبة ذهب محمد و سيف نحوهم بسرعة ليتحدث سيف بقلق:
سيف: خير يا دكتور إبني عامل إيه؟؟.
الطبيب بأسف: المريض خد ضربة قوية جدا في راسه إتسبب في نزيف داخل المخ بس قدرنا نسيطر عليه في الوقت المناسب الحمد لله...عنده شوية كسور قدرنا نعالجها و لولا إنه البنت كانت عاملة حاجز كان وضعه هيبقى أخطر من كدة.
محمد بصدمة: يعني إيه؟؟!!.
الدكتورة: قصده إنه المريضة حمته من أضرار الحادث إلي كان ممكن بسببها يموت.
محمد بقلق: طيب و بنتي أنا؟؟.
الدكتورة: المريضة دلوقتي إتعرضت لشرخ في العمود الفقري هيأثر على حركة رجلها الشمال و هيتعالج بالعلاج الطبيعي...عندها كسر في إيدها اليمين و نزيف داخلي قدرنا نوقفه دا غير ضربة قوية في منطقة خلف الراس ممكن تخليها تدخل في غيبوبة لمدة إسبوع و اكتر لانها بتعيش صدمة ما بعد الحادث.
إزداد بكاء رضوى أكثر و محمد لم يستوعب الصدمة ليستند بيده على الحائط و سيف الذي كان لا يقل شيئا عنه....تحدث سيف بنبرة مهزوزة:
سيف: طيب يا دكتور هو إحتمال يدخل في غيبوبة هو كمان؟.
الدكتور يومئ: دا إحتمال كبير يا فندم لانه الضربة مكنتش هينة دا بيعرضه كمان إنه يتعرض لفقدان ذاكرة جزئي.
سيف مستفهما: يعني إيه مش فاهم؟.
الدكتور: يعني إنه الأنسة إلي كانت معاه في الحادث مش هيبقى فاكرها نهائي بس الكلام دا عشان نثبته لازم يفوق الأول و بعدين نتأكد...الحمدلله على سلامتهم و عن إذنكم.
رحل الدكتور و الدكتورة ليخرج بعدها أسد على السرير النقال ليأخذوه إلى غرفة عادية في نفس الطابق...و بعدها بدقيقة خرج سرير أخر و عليه حور و وضعوها في غرفة بجانب غرفة أسد.
بعد ثلاثة أيام**
طيلة الثلاثة ايام التي مضت لم يستيقظ ايا من حور و أسد...بينما يجلس سيف...سارة...و والدته بجانبه في الأريكة الموجودة في الغرفة....بينما سيف يقف بجانب أسد الذي بدأ بتحريك أنامل يده تحرك سيف مسرعا نحوه و طلب الطبيب من زر الاستعلامات....فتح أسد عيناه بصعوبة ليغلقها لتعتاد عيناه على الضوء ليفتحها بعد برهة ليتحدث بصوت مبحوح بعد أن رأى سيف:
أسد: بابا أنا فين؟؟.
سيف: إنت في المستشفى.
أسد: مستشفى؟؟!!.
سيف: أيوة.
دخل الدكتور و بدأ بفحص أسد ليتحدث سائلا إياه:
الدكتور: حاسس بايه دلوقتي يا أسد؟؟.
أسد: حاسس بصداع و جسمي كانه متكسر.
الدكتور: طيب إيه اخر حاجة فاكرها.
اسد: فاكر إني كنت بسوق العربية بسرعة و فجأة طلعت قدامي عربية نقل كبيرة.
الدكتور: طيب كان في حد معاك في العربية.
أسد نافيا: لا مكانش في حد معايا خالص كنت لوحدي.
الدكتور: الحمد لله على السلامة يا أسد و شد حيلك كدة...سيف بيه ممكن دقيقة.
سيف: ماشي.
خرج الدكتور يتبعه سيف من الغرفة ليدخلا إلى غرفة حور التي كانت خالية عدا حور التي كانت ما تزال نائمة..فقد تركتها والدتها و والدها لكي يؤديا صلاة العصر...سأل سيف الدكتور بشك:
سيف: إيه دا يا دكتور؟؟.
الدكتور: اسد إتعرض لفقدان ذاكرة جزيء و الدليل إنه مش فاكر البنت إلي كانت معاه في الحادث.
سيف: مش هيبقى فاكر حاجة خالص عنها؟؟.
الدكتور يومئ: للأسف أه يا سيف بيه.
في هذا الوقت كانت حور تسمعهم لكنها غير واعية لم تستطع تحريك جسدها لأنها في غيبوبة لكنها كانت تسمعهم بوضوح.
#EndFlashBack#
وضعت حور يديها على إذنيها بسبب الكلام الذي عاد يتردد في صدى عقلها لتهز رأسها بعنف و تغمض عيناها بقوة بينما تبكي بصمت....كالعادة!!.
لم تستطع إن تكتم بكاءها اكثر لتشهق بخفة و تضع يدها على فمها بينما تبكي بشدة....كلما تذكرت حديث الطبيب بينما يحادث عمها كانت تبكي كأنها تبكي لاول مرة....فليس من السهل عليها ان تنساه هكذا...ف هو حب طفولتها في النهاية.
هدأت قليلا لتبدأ بمسح دموعها بأكمام منامتها السوداء....أخذت تتنفس بهدوء لكي تعيد ضربات قلبها السريعة إلى هدوئها مرة أخرى لتقول لنفسها متمتة:
حور: خلاص يا حور كفاية زعل كدة و بطلي عياط على واحد مش فاكرك من الأساس و هو ميستاهلش من الاول.
إبتسمت لترجع رأسها للخلف و تعقد يديها اسفل صدرها و تنظر إلى السماء باحثة بنظرها على القمر لكنها لم تجده لتعبس بخفة......مرت عليها نسمة هواء عليلة لتغمض عيناها و تتنفس منه لتعبئ به رئتيها و تطلقه بخفة من فمها....فتحتها مرة إخرى لترى بومة ملونة تطير في السماء و تصدر صوتا لتهبط على غصن من أغصان الشجرة التي كانت قريبة من شرفة غرفة حور....نظرت حور في عينا البومة الصفراء التي تشبه عينها لتبتسم و تقول بهمس:
حور: حاجة حلوة إنك تلاقي حاجة تشبهك في أصغر التفاصيل...حتى لو كانت بومة حلوة زي كدة.
وقفت بعد أن طارت البومة مرة اخرى محلقة في السماء بحرية لتدخل إلى غرفتها و تذهب إلى سريرها قافزة عليه و تركت ابواب الشرفة مفتوحة لتدخل هواءا لها و تنظر إلى السماء المليئة بالنجوم بينما تحتضن وسادة ما...لتنغلق عيناها ببطئ و تنسحب روحها إلى عالم الاحلام.
^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^•^
||حور الأسد||
#الفصل ¤7¤
✨🌼✨🌼✨🌼✨🌼✨🌼
في صباح اليوم التالي**
إستيقظت حور من نومها بينما تمدد ذراعيها لاعلى و هي مغلقة عيناها و على وجهها إبتسامة جميلة و قد عادت شفتيها إلى اللون الطبيعي.....وقفت على قدميها لتذهب نحو أبواب الشرفة و تغلقها ثم إستدارت ذاهبة إلى الحمام إستحمت...فرشت أسنانها ثم توضأت بعدها إرتدت بنطال قطني أحمر و معه تيشرت بنصف كم باللون الرصاصي...خرجت من الحمام لتمسك بإسدالها و سجادة الصلاة لتفرشها و ترتدي إسدالها و تبدأ بأداء فرضها.
إنتهت لتنزع الأسدال عن جسدها و تمسك سجادة الصلاة و تضعهم في الرف...جلست في منتصف السرير و بدأت بتمشيط شعرها ببطئ قليلا و هي تضعه على جانب واحد.....صرخت بينما تغطي نفسها بالملائة الزرقاء و تغلق عيناها الأثنتين بسبب إندفاع الباب القوي....لتسمع بعدها صوت ضحكات تعرفها جيدا لتعقد حاجبيها و هي لازالت مغمضة العينين....لتفتح عينها اليمنى ببطئ لترى سارة مغلقة الباب و تضحك على شكل حور بشدة.
تنهدت حور بإنزعاج باد على ملامح وجهها بينما تبعد الملائة عن جسدها و رأسها و تقول لسارة التي جلست امامها:
حور: بقى في بني أدمة تدخل على أوضة حد بالطريقة دي كأننا في مهمة لمكافحة المخدرات؟؟.....هااا متردي؟.
سارة بضحك: أسفة مكنش قصدي فكرتك نايمة قلت اصحيكي بس طلعتي صاحية اهوه.
حور: إممم يختي صدقتك....في إيه على الصبح كدة لانه مش من عادتك يعني إنه تيجي عندي في الوقت ده؟؟.
سارة: دا أنتي عارفة اهوه.
حور بفخر: طبعا يا حبيبتي دا إنتي تربيتي بردو.
سارة: تربية اعوذ بالله.
حور: ههههه المهم في إيه؟؟.
سارة: بصي بقى يا ستي إحنا النهاردة هنروح على المول عشان نشوف فساتين الفرح و الحاجات دي و هكذا.
و فعلت حركة مضحكة بينما تقول " و هكذا " لتقهقه عليها حور بينما تكمل تمشيط شعرها لتتحدث حور بفزع إندهشت منها سارة:
حور: إلحقيني يا سارة إمبارح و انا بحط العدسة في علبتها خدها الهوا و طار.
سارة بغباء: إزاي خدها الهوا و طار؟؟ مش فاهمة؟؟!!.
حور: يعني انا بعد ما طلعتها من عيني و جاية احطها في العلبة جات نسمة هوا و العدسة طارت من إيدي.....و بتقول عليا انا الغبية.
سارة: طيب و إيه المشكلة دلوقتي؟؟.
حور: المشكلة إنه مش معايا عدسة تانية و مش هعرف اطلع من الاوضة.
سارة متذكرة: إستني في في أوضتي علبة عدسات بردو هروح اجبهالك و أجي تكوني لبستي هدومك.
حور تومئ: ماشي...بس بسرعة و النبي.
سارة راكضة: حاضر.
ركضت سارة خارج غرفة حور لتجلب لها علبة العدسات الطبية......إنتهت حور من تمشيط شعرها لتذهب نحو الخزانة و تفتحها لتخرج منها فستان أسود ب ورود سكرية اللون بأكمام و طويل قليلا....لتنزع ملابسها و ترتدي بنطال جينز و بعدها إرتدت الفستان لتمسك ب ربطة شعر و تجعل شعرها يصل إلى منتصف ظهرها ثم تدخله أسفل ملابسها و تأخذ حجابها الأسود من نوع الشال و تلفه حول رأسها بلفة بسيطة كالعادة جلست على السرير بعد أن رفعت الفستان للنصف و إرتدت حذاء رياضي أبيض...لتقتحم مرة اخرى سارة الغرفة تمد علبة العدسات ل حور بينما تقول:
سارة: دا انتي سريعة اهوه؟؟.
حور: طبعا....شكرا يا سوسو.
سارة: مفيش شكر ما بين الاخوات يا هبلة.
ضحكت حور لتأخذ العلبة و تقف مرة أخرى أمام المرآة لتخرج العدسة من علبتها و تضعها في عينها اليسرى بحذر لتغمض عينها عدة مرات لتستقر في مكانها الصحيح....أمسكت هاتفها و تذهب نحو سارة التي كانت مرتدية ثيابها منذ البداية...لتمسك يدها و يخرجا من الغرفة لينزلا بسرعة من على درجات السلم و يضحكان بخفة لبعضهما....لتترك سارة يد حور ذاهبة إلى المطبخ و إتجهت حور نحو صالة المعيشة و تجد الرجال جالسين ما عدا عمها أحمد الذي ذهب إلى عمله....إبتسمت بينما تمر من امامهم و تقف بجانب هلال لتقول:
حور: صباح الخير.
الجميع: صباح النور.
رد عليها والدها و جدها و شقيقها و أخيرا أسد الذي كان ينظر لها.....بفستانها الأسود البسيط الذي أعجبه كونه طويل لأنها إن إرتدت إحدى البناطيل كان صرخ بها و جعلها تذهب لكي تغير ملابسها.....إنحنت حور على ركبتيها أمام هلال لتحدثه بإبتسامة:
حور: إزيك يا هيلو؟؟.
هلال: الحمد لله يا حور.
حور: خدت الدوا بتاعك و لسا؟؟.
هلال: خدته من زمان يا حور.
حور: طيب يا هيلو يا قمر إنت....يالا يا بابا...سيف و..و أسد عشان الفطار جاهز.
إستقام الجميع من مقاعدهم ما عدا أسد الذي كان يمسك بهاتفه و يتصفحه..... أمسكت بيد هلال لتسنده و يبدأا بالمشي سويا لتخرج و خلفها محمد....تحدث سيف بينما ينظر لأسد الجالس:
سيف: مش هتقوم تفطر يا كينج قبل ما نمشي ولا إيه؟؟.
أسد بلا مبالاة: ماشي ماشي روح إنت و هاجي وراك.
سيف بشك: ماشي.
خرج سيف ليذهب نحو طاولة الطعام و يجلس بينما بدأ الخدم بوضع الطعام بمساعدة من نادية...رضوى...حور...سارة بينما نردين تجلس و تتصفح هاتفها بلا مبالاة كالعادة....ثم جلسوا و لم يأتي أسد بعد...ليتحدث هلال سائلا عنه:
هلال: إومال أسد فين؟؟.
سيف: كان قاعد و قالي جاي ورايا بس شكله بيعمل حاجة مهمة.
هلال ناظرا لحور: حور روحي ناديله.
حور بإعتراض: بس.....
هلال بصرامة: قومي ناديله يا حور.
حور بإستسلام: حاضر يا هيلو.
وقفت حور لتذهب نحو صالة المعيشة لتلمح سارة تكتم ضحكاتها لتعطيها نظرة نارية جعلتها تتوقف عن الضحك...لتكمل سيرها لتنظر له و تجده منهمك في هاتفه لتقف أمامه و تقول له:
حور: جدي بنادي عليك عشان تفطر.
لم يجب عليها لأنه يكتب شيئا مهما... إنزعجت هي من صمته لتردد مرة إخرى:
حور: جدي بنادي عليك عشان تفطر.
لم يجب عليها أيضا لتقول:
حور: إنت سامعني؟!!...هييي يا أسد رد بقى؟؟.
رفع رأسه لها ليجدها تكتف يدها تحت صدرها و تبدو منزعجة ليبتسم بجانبية ثم تحدث بهدوء:
أسد: إيه في إيه؟؟.
حور: بقولك جدي بنادي عليك عشان تفطر.
أسد: طيب ماشي هقوم بس روحي إنتي.
حور: لا قالي لازم أجي و إنت معايا حالا.
أسد: قلتلك روحي قدامي.
عاد ينظر إلى هاتفه لتنزعج أكثر ثم بحركة سريعة منها أمسكت هاتفه ليجفل هو و ينظر لها بهدوء بينما إبتسمت هي بإنتصار و تلوح بالهاتف أمامه قائلة:
حور: إنت شكلك مش هتقوم عشان التلفون دا صح؟!!.
أسد بهدوء: هاتي التلفون.
حور بإصرار: لا مش هديهولك إلا بعد ما تفطر.
وقف أمامها لتنظر إلى طوله الهائل أمام قصر قامتها لتبتلع ريقها بينما تحدث ببرود:
أسد: هاتي التلفون و لأخر مرة.
حور : حتى لو عملت إيه هتفطر الاول و بعدين تاخده.
أسد بعصبية : هاتي التلفون يا حور.
حور راكضة: لا مش هتاخده ننننننننن.
لتخرج لسانها له بينما تضحك و هي تركض ليجري خلفها يريد إستعادة هاتفه لتصرخ بضحك بينما تراه يركض خلفها لترفع الفستان بحركة سريعة تلقائية منها لتذهب إلى حيث هم متواجدين على طاولة الطعام.
صرخ بها بينما يمشي بهدوء:
أسد: حور هاتي التلفون حالا.
نظر الجميع لهم لتقول حور بغيظ:
حور: لا مش هتاخده إلا لما تفطر الاول.
أسد بنفاذ صبر: حووور.
حور ببساطة نافية: لااااء.
كان الموقف بينهما لا يحسد عليه تحدث هلال ناظرا لأسد الذي الغضب بدأ يضهر على ملامح وجهه:
هلال: في إيه يا أسد؟؟.
أسد: خدت مني التلفون و مش راضية ترجعهولي.
حور لجدها: يا هيلو مش راضي يقوم من على التلفون و كل شوية بيقول هاجي و هو مشغول بيه....رحت خدت التلفون منه و زي ما أنت شايف جبته اهوه.
هلال: هي عندها حق و احسن حاجة إنها خدت التلفون منك دا إنتوا النهاردة يومكم طويل.
جلست حور على مقعدها و نظرت بإبتسامة نصر نحوه بينما هو رمقها بغضب ليجلس مقعده...نردين كانت تراقبهم بغضب صامت.
...........................................
إنتهوا من تناول الفطور ليخرج أربعتهم من القصر...و كانت حور لا تزال ممسكة بهاتفها و هاتف أسد الذي كان صامتا ليتحدث موجها حديثه لسيف:
أسد ببرود: إحنا هنروح بعربيتي يا سيف.
سيف:ماشي...بس أنا هسوق دلوقتي ة إحنا راجعين هتسوق إنت.
أسد ببرود: ماشي.
بينما خلفهم همست سارة لحور:
سارة: تصدقي إنك إنتي عملتي معجزة النهاردة.
حور بإستغراب: معجزة؟؟..معجزة إيه إلي عملتها دي؟!!.
سارة بهمس: إنك قدرتي تاخدي التلفون من أخويا دا بحد ذاته معجزة.
حور: ليه؟؟.
سارة: عشان هو من فترة طويلة كدة مكنش بيخليني أمسك حاجة من حاجته و خصوصا التلفون.
حور: اه طيب.
صعدتا في سيارة أسد السوداء من الخلف بينما سيف تولى القيادة و جلس أسد بجانبه....إستدار ناظرا ل حور التي جلست خلف سيف و مد يده قائلا بصرامة:
أسد: هاتي التلفون و إلا مش هيحصل طيب.
عقدت حاجبيها لتوكزها سارة بمرفقها تحثها على طاعة أمره بصمت لتعطيه إياه على مضض منها و كانت ستتحدث إلا أن سارة أشارت عليها بالصمت المؤكد و إلا سينفجر غضبا بها لا محالاة.
كتفت يديها بغضب و تنظر إلى الطريق من النافذة...لكنها إبتسمت و فتحت هاتفها لتبدأ باللعب هي و سارة ب لعبة سباق للسيارات و كانت تصرخ بحماس كعادتها و تشاركها سارة لكن بخفوت....
وصلوا بعد مدة أمام المركز التجاري الكبير ليصف سيف السيارة في مكان مناسب...ليخرجوا بعدها و يغلق سيف السيارة ب زر التحكم و يسلم المفاتيح ل أسد الذي تحدث محذرا لهما:
أسد: مش عايز دوشة إنتوا هتروحوا تختاروا إلي عايزينه و إحنا نخلص كم مشوار كدة هنا و عند الساعة 11 نتقابل في الكافتيريا و مش عايز تأخير.
لتومئا بصمت لتمسك حور بيد سارة و بدأتا بالسير و سيف و أسد يسيران خلفهما.
...........................................
دخلت سارة و حور إلى إحدى المحلات التي كانت ل فساتين الزفاف ليبدأا بالمشاهدة عليها......لم يعجبهما شيء فيه ليذهبا لأخر.....بينما سيف و أسد إفترقا عنهم ليجلبا لهم بدلة رجالية سوداء تناسبهم.
سارة إختارت فستان أبيض صدره كان مكدس بزينة من الألماس اللامع و من عند خصره ينزل بكشكشات بسيطة جميلة موزع عليها حبات من اللؤلؤ الأبيض الجميل لتقيسه و تخرج به لتنظر لها حور بسعادة:
حور: الله الله إيه الجمال و الحلاوة دي بسم الله ما شاء الله.
سارة: حلو مش كدة؟؟؟.
حور: دا مش حلو بس....دا هايل تحفة عليكي بجد حلو.
سارة: طيب أنا هغيره تكوني إنتي لبستي فستانك و أشوفه.
حور بإبتسامة: ماشي.
دخلت سارة حجرة تبديل الملابس لتبدل الفستان....بينما أمسكت حور فستانها الأبيض و تذهب نحو حجرة تبديل إخرى لترتديه....ثم خرجت بعد وقت قصير و تدور حول نفسها بسعادة و سارة تنظر لها.....كان فستان حور جميل جدا فقد كان على أخر خصره من الخلف فيونكة بيضاء كبيرة قليلا و صدره مرصع بالألماس على شكل قلب و منفوش بطبقات عديدة من الدانتيل الأبيض ناعم الملمس....و مرسوم برسمة أوراق شجر بسيطة و موزع عليه حبيبات من لؤلؤ بعشوائية.....كانت جميلة به جدا بل ملكة الجمال لتتحدث سارة بصدق:
سارة: يخربيت جمالك يا حور إيه القمر دا؟؟.
حور: فكرته هيبقى وحش.
سارة: لا دا هايل عليكي بجد.
صورتا الفساتين لتريها ل رضوى و نادية.....خرجتا من المحل ليجدا سيف و أسد يتقدمان لتنظر حور لساعة يدها و تجدها 10:30 لتتحدث ما أن وقفوا امامهم:
حور: لسا الساعة عشرة و نص بالسرعة دي خلصتوا؟؟.
سيف: إحنا إشترينا البدل و كل حاجة من محل واحد إنتوا قاعد إيه؟؟.
سارة: إممممم الجزم بتاعت الفرح و شوية حاجات كدة.
أسد: طيب يلا في محل لقدام تعالوا ندخل فيه.
أومئتا بصمت ليسيرا خلفهم و دخلوا إلى المحل و بدأت سارة بالبحث و تسير حور بجانبها لتهمس لها:
حور: سارة يا سارة.
سارة: إيه يا حور؟؟.
حور: شوفيلي حل للمشكلة دي؟؟.
سارة: طيب روحي دوري لقدام كدة يمكن تلاقي كوتشيهات عرايس...او روحي إسئلي صاحب المحل.
حور: اروح أسأله الأول و لو كان فيه هيجيبلي ماشي.
سارة: ايوة كدة.
سارت حور نحو العامل الذي كان محاسبا " كاشير" ليراها أسد ليتقدم منها و يسمعها تسأله:
حور: لو سمحت من فضلك هو هنا في كوتشيهات عرايس؟؟.
كان سيرد عليها العامل لكن قاطعه أسد و هو يحدث حور سائلا:
أسد: بتسأليه ليه عن كوتشيهات و هي الجزم مالية المحل.
حور بخجل: أصل أنا مش بعرف أمشي بيها خالص.
أمسكها أسد من يدها لتسير قشعريرة على طول عامودها الفقري...و يبدأ السير نحو إحدى الرفوف الممتلئة بأحذية الكعب العالي ليمسك إحداهن و يضعه بين يديها قائلا بصرامة:
أسد: إتفضلي قيسي دا قدامي.
حور بإنزعاج: ما انا قلتلك مش هعرف أمشي بيه.
أسد ببرود: قيسيه و بطلي شغل العيال دا.
حور: ماشي هوريك إني مش هعرف أمشي بالنيلة دا.
أشارت بسبابتها نحو الحذاء و تنظر إليه بنظرات إشمئزاز طفولية....مما جعله يبتسم بجانبية لم تلحظها البتة.....سارت بضع خطوات للأمام لتجلس على الكرسي المتواجد في الردهة لترفع طرف فستانها الأسود و تنزع الحذاء الرياضي و الجوارب السوداء....بينما هو يراقبها بصمت مكتف يديه إلى صدره....إرتدت الحذاء الفضي اللامع على مضض.
وقفت ببطئ لكي تزن نفسها جيدا و إستطاعت بعد أن بسطت يديها في الهواء كأنها تمشي على إحدى الحبال المتواجدة في السيرك.....سارت بضع خطوات قليلة لتتعرقل قدمها و فقدت توازنها بالكامل لتغمض عيناها بشدة مستعدة لأستقبال الألم.....لكن بخطوة سريعة من اسد أمسكها من خصرها الرشيق ليشدها نحوه فتصتدم بصدره الصلب.....و كم كانت قريبة منه.
بدأت تستوعب الأمر لتفتح عيناها ببطئ و يقابل وجهها صدره و تستمع إلى دقات قلبه السريعة المشابهة لسرعة دقات قلبها رفعت رأسها له لتجد عيناه السوداء الحادة تنظر لها بهدوء...تداركت الأمر بأنها تتواجد بين أحضانه لتدفعه بيديها الصغيرتيين و كادت تسقط مرة إخرى إلا إنه امسكها مرة إخرى من يدها بقبضة حديدية ألمتها لكنها لم تظهر ذلك.
ابعدت يده لترفع قدمها و تقول بإنزعاج بينما تنزع الحذاء:
حور: قلتلك مش بعرف أمشي بيه....و اديك شوفت أهوه إرتحت؟..
لتكمل بهمس:
حور: إنسان بارد و مستفز.
أسد بشك: بتقولي حاجة ؟؟.
حور بتنحنح: إحم إحم لا مش بقول حاجة بسلك زوري بس متقلقش.
أسد: و مين قلك إني قلقان. ...و حتى لو جيت أقلق على حد أكيد مش هيكون إنتي.
حور: أحسن بردو....عن إذنك.
لم تنتظر إجابته لتذهب نحو الكاشير ليدلها على المكان لتذهب إليه و تختار واحدا و أرته لسارة الذي اعجبها...فقد كان حذاء رياضي عالي قليلا و بأشرطة من الستان الأبيض و مزين بحبات لؤلؤ بيضاء و بعض الخرز الذهبي و الحذاء كان أبيض....بينما سارة إختارت حذاء كعب عالي أبيض اللون و لامع جدا تزينه من الأمام وردة بيضاء صغيرة و حولها ثلاث حبات لؤلؤ متوسطة الحجم.....دفعوا الحساب و خرجوا من المتجر ليتوجهوا إلى الكافتريا ليجلسوا على طاولة لأربع أشخاص...فجلست حور و سارة بجانب بعضهما ليكون مقابل سارة سيف الذي غمز لها لتنزل راسها لأسفل بسرعة خجلة و حور يقابلها أسد الذي ينظر لها ببرود لتشيح بنظراتها بعيدا عنه بحركة منزعجة.
قبض على يده بشدة عندما رأها تشيح بوجهها بعيدا عنه....بدأ الغضب يغلي بداخله.....لتلمحه حور بطرف عينها لتبتسم بإنتصار لأنه هذا ما أرادته أن.....تغضبه!!.
أتى النادل ليأخذ طلباتهم بإحترام....ليطلبوا طعام الغذاء و بعض العصير.....إنتهوا بعد مدة لتميل حور على سارة و تهمس لها:
حور: سارة تعالي نروح الحمام عشان عايزة أضبط الطرحة و الفستان.
سارة تومئ: ماشي قومي يلا.
حور: يلا.
ليتحدث سيف ما أن وقفتا سائلا:
سيف: رايحين فين؟؟.
حور: رايحين الحمام خمس دقايق و جايين مش هنتأخر.
سيف: ماشي.
سارتا بجانب بعضهما البعض....و مر من جانبهم شخصا يدخن سيجارته و نفث دخانها في الهواء لتسعل سارة بخفة بينما تحرك يدها أمام وجهها لتبعد الرائحة و حور وضعت يدها على فمها بينما تسعل بشدة....دخلتا الحمام لتنظر سارة إلى حور و تجد كف يدها مملؤة بالدماء بعد أن أزاحتها لتشهق بفزع بينما تمسك يدها:
سارة بخوف: حور إيه الدم دا إنتي متعورة ولا حاجة؟؟.
حور تسعل: لا...كح كح...مفيش حاجة متخفيش دا عادي.
سارة بغضب: عادي إزاي و بعدين...إيه دا و بوقك كله دم كمان.
تحدثت بصدمة بعد أن رفعت نظرها لوجهها لترى فمها ينزف دما!!....إبعدت حور يدها من بين يد سارة المصدومة لتسير نحو المغسلة و تفتح صنبور المياه و بدأت في غسل فمها و يدها بينما تسعل بخفة تصاحبها تناثر بضع قطرات من الدم...لم تحتمل سارة وضعها هذا لتخاطبها بحدة خفيفة:
سارة: أنا عايزة تفسير للي بيحصلك ده حالا و إلا هقول لسيف و ياخد للمستشفى.
نظرت لها حور بفزع لتنفي برأسها بسرعة و تقول:
حور: لا يا سارة و النبي ما تقوليله.
سارة: مش هقوله إلا لو قولتيلي إيه سبب إنك بتكحي دم.
حور: هقولك حاضر حاضر.
سارة بجدية: بسمعك اهوه.
حور بإستسلام: أنا عندي حساسية من الدخان أي دخان و لما بشمه بس بقعد اكح دم من بوقي.
سارة بقلق: دا من إمتى يا حور و ما قولتيليش ليه؟؟.
حور: مقولتش لحد أساسا...إنتي أول حد يعرف و بنسبة إنه من إمتى فهو بدأ من بعد الحادثة بست شهور.
خرجت أخر كلماتها بنبرة حزينة منزلة رأسها لأسفل تكبح دموعها من النزول و تركت يد سارة بعد أن كانت ممسكة بها.
لم تتحدث سارة عوضا عن ذلك إحتضنتها لتبادلها حور الاحتضان و تدفن وجهها في كتفها لكي لا تبكي....مسدت سارة بيدها على ظهرها بحنان بينما تتحدث:
سارة: خلاص يا حور مش هقول ل سيف و هيبقى الموضوع دا سر بينا إحنا الأتنين.
ابعدت حور نفسها عن سارة لتقول بمرح كعادتها:
حور: مش بس إحنا الأتنين.
سارة بإستغراب: إومال مين تاني؟!!.
حور بضحك: و الحمام كمان.
سارة بضحك: ماشي يختي بس يلا عشان إتأخرنا.
حور: ماشي.
غسلت حور فمها و يدها جيدا و تنشفها بمناديل ورقية.....ليتأكدا من ملابسهم و خرجوا من الحمام.
...........................................
نظر أسد في ساعة يده السوداء ليقول:
أسد: هما دول إتأخروا ليه؟؟ ليكمل بسخرية:... دا على أساس إنها خمس دقايق بس.
سيف بلا مبالاة: عادي يا كينج فيها إيه لو إتأخروا دقيقتين تلاتة عن الوقت المتحدد.
أسد ببرود: ما فيهاش حاجة.
رفع سيف نظره عن الهاتف ليجدهما أتيتان ليشير لأسد بنظراته:
سيف: جايين أهوه يا كينج.
أسد ببرود: طيب يلا عشان نمشي ورايا حاجة أعملها.
سيف: ماشي.
أشار أسد بيده للنادل...فأتى و معه الحساب ليدفعه أسد ببرود بينما سيف كاد أن يتقاتل معه بسبب دفع الحساب....أمسكت حور ببعض الأكياس و سارة أيضا و الشباب حملا الاكياس الخاصة بهم أيضا.
...........................................
خرجوا من المركز التجاري ( المول) و توجهوا نحو سيارة أسد ليضعوا الاكياس في الحقيبة الخلفية ليغلقها سيف...أمسكت حور يد سارة لتسحبها بعيدا قليلا و تهمس لها بقلق ليلاحظهم أسد بيننا سيف راوده إتصالا و إضطر للرد عليه:
حور بهمس: سارة أنا لازم أعمل مشوار مهم.
سارة بإستغراب: مشوار إيه المهم دا؟؟.
حور مفسرة: إنتي عارفة مستشفى الأمل صح؟.
سارة تومئ: أيوة إلي بتروحي عليها كل مرة هنا.
حور: ايوة....اهوه الولد إلي إسمه محمد إلي حكتلك عنه قبل كدة لازم أروحله ضروري.
سارة بعدم فهم: طيب إيه السبب عشان تروحي و إنتي كنتي هناك من يومين؟.
حور بخجل: أصله أمنيته إنه بعد ما يمشي على رجليه إن شاء الله يحضر فرحي.
سارة بتعجب: بتتكلمي جد ولا بتهزري؟.
حور: و هكون بهزر ليه....و بعدين المشكلة مش في دي.
سارة: إومال في إيه؟؟.
حور: مش عارفة أسد هيوافق ولا لا؟؟.
سارة: عندك حق هو صعب بس هيوافق
حور: إزاي يا ذكية.
سارة ببساطة: هقوله أنا.
حور: سارة طيب يلا.
سارة: مااااشي.
إبتعدت سارة عن حور لتذهب نحو أسد الذي كان يتابعهم بنظراته الهادئة.....رأتها حور بينما بدأت سارة الحديث مع أسد لينظر لها لتشيح حور بنظراتها بعيدا عنهم كأنها لا تنظر لهم من الأساس.....لمحته حور بينما يهز رأسه موافقا و أتت سارة مبتسمة نحوها بينما هو أجرى إتصالا سريعا...هزت حور رأسها بمعنى ماذا؟؟ لترد سارة:
سارة: وافق يا ستي.
حور: بتهزري؟؟!.
سارة بقهقهة: والله ما بهزر.
حور بسعادة محتضنة إياها: شكرا يا سوسو شكرا شكرا شكرا.
سارة: العفو يا حبيبتي.
إنهى سيف مكالمته لينادي عليه أسد فذهب نحوه ليسأله:
سيف: إيه يا كينج؟؟.
أسد: أنا هروح مشوار مع حور على المستشفى و نيجي.
سيف: ليه...في حاجة؟؟.
أسد: مفيش حاجة بس إختك عايزة تزور حد هناك.
سيف: ماشي بس....
قاطعه أسد قائلا:
أسد: أنا إتصلت على الحراس هتجي عربية ليك إنت و سارة هنا....و باقي الحرس هيجوا ورايا.
سيف: ماشي.
أسد: بس تعرف لو عملت ل سارة حاجة هتلاقي قبرك تحت رجليك يا سيف.
سيف معاتبا: عيب عليك يا كينج دي بردو هتبقى مراتي بعد يومين....و بعدين إنت هتأمني على روحي.
أسد: ماشي...أنا همشي دلوقتي و العربية دقيقتين بالضبط و هتبقى هنا.
سيف: ماشي يا كينج.
إتجه سيف نحو سارة ليتحدث لحور بعد ان وقف بجانبها:
سيف: حور أسد بيقولك يلا.
حور بتوتر: ماشي يا سيف...و سارة في أمانتك يا سيفو.
سيف مقهقا: حااضر يا حور بس يلا بسرعة.
حور: ماشي...سلام يا سارة.
سارة بخفوت: سلام يا حور.
ذهبت حور إلى أسد ليتحدث سيف مع سارة:
سيف: عاملة إيه سارة؟؟.
سارة بتوتر: الحمد لله و إنت؟.
سيف: الحمد لله...تلفونك فين؟؟.
سارة بإستغراب: لييه؟؟.
سيف: هاتيه دقيقة.
سارة: إتفضل.
اعطته هاتفها ليفتحه و يبدأ بتسجيل رقم ما....ليرن هاتفه و يخرجه ليبدأ بالكتابة مرة إخرى....ليعطيها هاتفها لترى رقمه موجود لتنظر بصدمة إلى الأسم و تهمس:
سارة: ح...حبيبي و...و جوزي؟؟.
سيف: أيوة يا...يا حبيبتي.
رفع هاتفه إلى مستوى ناظريها لترى رقمها مسجل و الأسم مكتوب ب"حبيبتي و مراتي".
إحمر وجه سارة بشدة نتيجة الخجل ليقهقه عليها سيف بخفوت.... ليهمس لها بحب:
سيف: هبقى أقولك حاجة حلوة كنت مخبيها من زمان جوايا.
هزت سارة رأسها بتوتر...لتأتي في هذه اللحظة سيارتان سوداء واحدة محملة بأعتى الرجال صلابة و الأخرى يقودها حارس واحد ليتحدث سيف:
سيف: يلا طيب عشان العربية جات.
سارة: ماشي.
إتجه نحو السيارة ليفتح الباب الخلفي لها لتصعد بها و يغلقه خلفها...ليفتح الباب الأمامي بجانب الحارس و يجلس فيه ليحث الحارس على بدء القيادة بينما السيارة الأخرى أخذت طريقها خلف سيارة أسد حسب أوامره.
...........................................
في شركة كبيرة تسمى شركة الوكيل المتخصصة في التصاميم المعمارية و الهندسية الحديثة.....تمشي سكرتيرة مدير الشركة بغنج و دلال مفرطين مع ملابسها الخاصة بالعمل و التي كانت قصيرة و ضيقة للغاية مع مستحضرات التجميل التي تلون وجهها....دخلت إلى مكتب المدير و تغلق الباب خلفها لتسير نحوه تخت انظار الأخر الذي يقبع خلف مكتبه فتحدثت بدلال بينما تميل عليه و هي تضع ملف أصفر أمامه:
السكرتيرة: إتفضل يا فندم الملف ده عشان عايز يتمضي عليه.
تحدث المدير و الذي كان إسمه ياسر الوكيل شاب في أوائل الثلاثين أبيض البشرة مع شعر بني غامق مائل لأسود و عينان بنية كان ذو طول فارع و جسد رياضي....تحدث بينما يوقع على أوراق الملف:
ياسر: ماشي و عايزك تجبيلي قهوتي و إنتي معاها.
السكرتيرة: حااضر يا ياسر بيه.
غمزت له بعينها بينما تأخذ الملف من أمامه و تخرج من المكتب تحت أنظاره القذرة التي كانت تتفحص جسدها بشدة....مضت نصف دقيقة ليرن هاتفه ليخرجه من جيب سترته ليرى الأسم ليتنهد بملل ليرد:
ياسر: في إيه؟؟.
....: يعني إنت مش عارف في إيه يا ياسر ولا بتستغبى؟؟.
ياسر: هو أنا لو كنت أعرف مكنتش سألت يا حبيبتي.
....: إنت لحد دلوقتي معملتش حاجة ليهم يا ياسر و أنا و مش قادرة أشوفهم كدة قدامي و هما بيحضروا للفرح.
ياسر مفكرا: انا في الوقت دا مش هعرف أعمل حاجة يا نردين لأني مشغول في مشاريع تانية عشان اعوض خسارة الصفقة التركية.
نردين بغضب: ماشي يا ياسر أنا إلي هتصرف لاني مش هستنى أكتر من كدة.
ياسر: براحتك.
ليغلق الهاتف و يرميه بإنزعاج على سطح مكتبه.....لتدخل مرة أخرى السكرتيرة و هي تحمل فجان من القهوة التي طلبها لتضعها على المكتب و تقف بجانبه و يديها تتجول على صدره العريض بينما تبتسم بدلال له ليبادلها بخبث و هي تعرف نواياه القذرة.
................ ..........................
في سيارة أسد حيث هو يقود السيارة و حور تجلس بجانبه على المقعد و الوضع صامت بينهم.... كانت تنظر من النافذة على الأرض التي تتحرك تحت أنظارها الهادئة.....كان أسد يختلس النظر إليها بين الحين و الأخر و هو يراقيب هدوئها تحدث بنبرة باردة شبه أمرة لها :
أسد: لما تبقي عايزة تروحي مكان تيجي و تقوليلي أنا على طول مش تخلي حد يحكيلي.
نظرت له حور لبضعة ثوان لتهز رأسها لأعلى و أسفل بينما تتمتم:
حور بخفوت: حاضر....المرة الجاية إن شاء الله.
أسد مرددا: إن شاء الله.
وصل بعد مدة أمام المشفى ليصف سيارته في المكان المخصص ليطفئ المحرك و يهبط كلاهما من السيارة لترى حور سيارة سوداء أخرى و ينزل منها العديد من الحراس لتعلم إنهم تابعين لأسد لتدير رأسها و تبدأ بالسير بالقرب من أسد ليلاحظ الحرس الذين أحنوا رؤوسهم بخفة دلالة على وجودهم للحماية ليهز رأسه بخفة و يكمل سيره.
دخلا إلى المشفى لتبتسم حور إلى بعض الممرضات التي يقابلونها.....بينما نظرات الأعجاب لم تخلو من وجوههم و هم ينطرون إلى أسد....لتسير حور أمام أسد ليجدها تصعد على درجات السلم بحماس ليوقفها سائلا بينما يشير بسبابته نحو المصعد بجانبهم:
أسد: هو مش في أصانصير بتطلعي على السلم ليه؟؟.
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هبطت الدرجتين لتمسك يده بحركة تلقائية عفوية صدرت منها لتصعد الدرج بسرعة نسبية و هي تبتسم في وجهه ليتعجب هو من حركتها تلك.....توقفا أمام باب غرفة محمد ذات الرقم 213 لتترك حور يده بخفة ليقبض عليها بسرعة عندما شعر بالفراغ....لينظر نحوها ليراها تبتسم بحماس بينما تعض شفتيها لتبدأ بالطرق على الباب بطريقة غريبة بالنسبة له لفتح الباب و تدخل لتشير له أن يدخل ليسير خلفها.
دخل إلى الداخل ليرى رجل يبدو من مظهره و شكله إنه في أواخر الثلاثين و إمرأة تجلس على الأريكة و تبدو في منتصف الثلاثين.... و فتى مستلقي على السرير بشعرا أسود و ملامح شبيهة له و يبدو في التاسعة أو العاشرة من عمره.....ليصرخ الفتى بحماس عندما رأى حور:
محمد: حووور جااات تاني.
حور بإبتسامة: أكيد هاجي تاني يا حمو يا قمر إنت.
نظرت إلى الرجل و الذي كان والد محمد فتحدثت بإحترام:
حور: عامل إيه يا عمو علي؟؟.
علي بحنان: الحمد لله يا بنتي إنتي أخبارك إيه؟؟.
حور: كويسة الحمد لله...إزيك يا عمتو صباح.
صباح بإبتسامة: كويسة يا حور إنتي اخبارك.
حور: كويسة....اعرفكم أسد سيف خطيبي...أسد البشمهندس علي يبقى والد محمد و الأستاذة صباح مدرسة للأطفال مرحلة الروضة...و أخيرا سبب الزيارة محمد.
كانت تعرفهم على بعضهم بمرح كعادتها ليصافح علي و محمد الذي كان فرحا جدا بقدوم حور....إتجهت حور نحو محمد لتجلس بجانبه بينما تمسك يده لينزعج أسد لكنه لم يظهر هذا....تحدثت حور بإبتسامة:
حور: ها يا بطل إيه الأخبارك؟؟.
محمد بحماس: كويسة الحمد لله...العملية نجحت و بدأت بالعلاج الطبيعي و بقيت بعرف أحرك صوابع رجليا تاني يا حور.
حور بفرحة و هي تحتضنه: الف الف مبروك يا حبيب....إنت قولتلي إيه أمنيتك بعد ما تمشي على رجليك تاني؟؟.
محمد: امنيتي هي إني احضر فرحك يا حور.
حور بقهقهة: و عشان كدة أنا جيتلك النهاردة.
نظرت حور نحو أسد الذي كان يراقب بهدوء لتكمل بإبتسامة:
حور: أنا جيتلك النهاردة عشان اعزمك على فرحي يا محمد.
محمد بفرحة: بجد و هتتجوزي عمو أسد؟؟.
حور بخجل: أيوة يا حمو....هتيجي؟؟.
محمد: طبعاااا هاجي و ليه لا.
بدأت حور بالتحدث معه بينما أسد بدءا يتحدث مع علي و يحثه على الحضور بشدة ليوافق علي بفرحة هو و صباح....ليجلس أسد مع علي و يتحدثان عن بعض الأمور الجانبية و يختلس النظر على حور و هي تلعب مع محمد مباراة لكرة القدم و صوتهما يملئ أرجاء الغرفة بأكملها.
مضى الوقت في المشفى بسعادة على حور فذهبوا لأداء صلاة العصر أسد مع علي في المسجد بجانب المشفى و حور كالعادة مع الأطفال.....إنتهت هي لتودع الأطفال و تذهب نحو غرفة التبرع لتطرق الباب فتسمع صوت أسيل لتدخل حور فترفع اسيل رأسها نحو الطارق لتجدها حور لتقف سريعا و تحتضن حور بسعادة و حور تبادلها بسعادة لتتحدث بعد ان فصلت الحضن:
أسيل: هو إنتي مش كنتي هنا من يومين إيه إلي خلاكي تيجي تاني.
حور بعبوس: يعني عايزاني أمشي...خلاص أنا ماشية.
لتستدير بجسدها لتضحك أسيل و هي ترجعها من أكتافها و هي تتحدث بضحك:
أسيل: بهزر يا بنتي الله.
حور: انا عارفة بس قلت اعملهم عليكي.
أسيل: ماشي مقبولة منك.
إبتعدت حور لتجلس على سرير المتبرعين و تكشف عن ساعدها لتذهب نحوها أسيل لتبدأ بتحضير اللازم للتبرع فتحدث حور:
حور: إعملي حسابك إنك هتيجي على فرحي يا أسيل.
أسيل بإندهاش: فرحك؟!!....إنتي؟؟.
حور: أيوة فرحي أنا يوم الخميس دا.
أسيل: بالسرعة دي.....مين إلي إمه داعية عليه دي؟؟.
وضعت الأبرة في وريدها لتتأوه حور بخفة لتستلقي و هي تجيب على سؤال أسيل التي جلست أمامها:
حور: تفتكري إلي كان لابس أسود لما جه ياخدني لما خليتك تاخدي محمد مني؟؟.
أسيل: أه إفتكرتك.
حور: أهوه هو دا يا ستي.
أسيل: طيب يا حور ألف ألف مبروك يا حور: الله يبارك فيكي يا حبيبتي عقبالك.
أسيل: ربنا يخليكي....خلاص بقى بطلي رغي شوية عشان دمك ينزل كويس.
حور بضحك: هههههه حاضر يا أسيل.
ضحكت أسيل بخفة بينما تعمل أمام حور التي تعبث بهاتفها بملل واضح.
..........................................
عند أسد الذي دلف هو و علي إلى غرفة محمد ليجد محمد و والدته فقط و حور لم تكن موجودة ليتسأل بإستغراب:
أسد: هي حور فين؟؟.
محمد: ممكن تلاقيها عند أبلة أسيل تحت في غرفة التبرعات.
أسد: و بعمل إيه في غرفة التبرعات؟؟.
صباح: هتلاقيها بتتبرع بالدم زي كل مرة لما بتيجي هنا.
أسد : و هي تحت على طول؟؟.
صباح: أيوة تحت على طول هتلاقي بابها ابيض مش أزرق.
أسد يخرج: ماشي شكرا.....و هستناكوا تيجوا على الفرح.
علي: إن شاء الله يا أسد يا أبني شرفت و نورت.
أسد: دا بنورك يا بشمهندس علي...عن إذنكم .
علي: إتفضل يا أبني.
خرج أسد من الغرفة مغلقا الباب خلفه كان سيتوجه نحو المصعد إلا إنه تذكر حديث حور:
حور بتأفف: هو إنت مبتعرفش إنه الطلوع و النزول من على السلم بيفيد عضلة القلب و صحته و بعدين واقف ليه تعالا معايا يااالا.
هز رأسه بخفة مع إبتسامة جانبية ليتجه نحو درجات السلم و ينزل من عليها بسرعة ليتفحص بنظره الأبواب ليجد باب الغرفة الأبيض على بعد عدة خطوات منه يسارا ليتجه إلى هناك....ليطرق على الباب ليسمع صوت فتاة تأذن له ليفتح الباب ليجد حور مستلقية على السرير و يدها ينسحب منه الدم و يتجه إلى الكيس الحافظ....و يجد ممرضة تجلس على مكتبا في زاوية الغرفة.
نطرت أسيل و حور لتهمس حور بينما تعتدل:
حور: أسد!!.
نظر لها بهدوء بينما يدخل ليتحدث:
أسد: سألت عنك فوق قالولي إنك يمكن تكوني هنا.
حور: أنا هنا عشان بتبرع بالدم...أعرفك على الممرضة أسيل صاحبتي من مدة طويلة...أسيل دا أسد خطيبي.
أسيل: تشرفنا...أهلا و سهلا بيك هنا.
أسد: اهلا بيكي.....قربتي تخلصي يا حور؟؟.
إتجهت أسيل نحو كيس الدم الذي يتحرك لاعلى و اسفل لتقول:
أسيل: أيوة خلصت...دقيقة بس أجيبلك قطن و شريط.
حور: ماشي.
إتجهت أسيل تجلب ما تريده من الخزنة الطبية....لترفع حور نظرها إلى أسد الواقف مكتفا يديه لتجده ينظر إليها بهدوء لتشيح بنظراتها بعيدا عنه بتوتر....وقفت أسيل بجانب حور لتنزع الأبرة من وريدها لتتأوه بخفة و نعومة أطربت مسامع اسد الذي بدأ قلبه يدق بسرعة و وتيرة تنفسه زادت قليلا لينظر لها.....من صوتها فقط أحدثت تغييرا في كيانه إذا الأن فعلت هذا ماذا ستفعل مستقبلا؟؟.
وضعت أسيل قطعة من القطن المعقم مكان الأبرة و وضعت فوقها الشريط الطبي اللاصق.....لتعطي حور علبة عصير فراولة و تحدثت مع اسد:
أسيل: لو سمحت يا استاذ أسد إنك تخلي حور تاكل لانه العصير وحده مش هيكفي عشان يعوض الدم إلي تبرعت بيه.
أسد يومئ: ماشي...يلا يا حور.
حور: حاضر يلا....مع السلامة يا أسيل.
أسيل بخبث: مع السلامة يا حور.
خرجت حور بعد أن ألقت نظرة نارية على أسيل التي كانت تضحك عليها....فهي إن لم يكن أحدا يجبرها على تناول الطعام لن تأكل و هذا ليس جيدا لها في حالة تبرعها بالدم....لهذا هي الأن وضعتها تحت الامر الواقع.
خرج أسد و حور من المشفى لترمي حور علبة العصير في النفايات لتتجه إلى مقعدها بجانب أسد لتغلق الباب.....ليبدأ أسد بالقيادة و تحدث:
أسد: هاخدك دلوقتي على مطعم لقدام عشان تاكلي.
حور بعبوس: مش عايزة اكل مش جعانة.
أسد ببرود: أنا مش بستأذنك أنا بقولك عشان هتاكلي برضاكي أو غصبن عنك.
حور بإنزعاج: إيه غصبن عني دي؟؟....أنا محدش بيغصبني على حاجة على فكرة.
أسد: و انا قلت هتاكلي غصبن عنك لو مرضيتيش.
حور بعند: لا مش غصب بقى.
أسد: غصب يا حور.
حور بعند: براحتي و مش هاكل.
أوقف السيارة بقوة على جانب الطريق لترتد إلى الأمام لتسند نفسها ليقترب منها بشدة بينما هي إلتصقت في الباب لتتوتر و قلبها دق بسرعة و صدرها يهبط و ينزل ليهمس في إذنها لتسير كهرباء على طول عامودها الفقري:
أسد: أنا قلت غصب يعني غصب.
وضعت يديها على صدره تدفعه بخفة لكنه لم يتزحزح أبدا ليكمل همسه :
أسد: فاهمة ولا أفهمك أنا على طريقتي.
حور بتوتر: أبعد عني!!.
أسد بإبتسامة جانبية: فاهمة ولا مش فاهمة؟؟.
إقترب أكثر لدرجة أن كتفه لامس كتفها ليرتعش جسدها ليهمهم لها بخفة بينما تعلقت ابصارهم ببعضها البعض لتمعن النظر في عيناه السوداء ليهمهم مرة إخرى لتومئ له برأسها من دون وعي منها لتزداد إبتسامته إتساعا و إرتفع حاجبيه عندما تمتمت بهمس:
حور: فاهمة....بس إبعد عني!!.
إبتعد عنها ليمسك بالمقود و ينظر للطريق بينما هي عدلت من وضعية جلوسها و إلتصقت بالباب و تخطف بضع نظرات بتوتر شديد إستشعره هو.
بعد مدة أوقف السيارة أمام إحدى المطاعم العادية لكنها هادئة جدا هبط هو من السيارة برجولية مغلقا الباب خلفه و هي كالعادة رفعت طرف فستانها لتظر قدميها و تقفز لأن سيارة أسد من النوع العالي أبتسمت بخفة مغلقة الباب خلفها بهدوء لتترك طرف فستانها الأسود ليخفي قدميها و يلامس الأرض أسفلها...
سارت بضع خطوات لتقف بجانبه لكن تفصل بينهما مسافة لا بأس بها...وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ببرود لينظر في وجهها ليرى إنعكاس غروب الشمس في عيناها الزرقاء الصافية ليخفق قلبه من شدة جمالها إما إي فرمقته بنظرة منزعجة لتكتف يدها أسفل صدرها و تهز قدمها اليمنى بخفة....إرتفع حاجبه على تصرفها ليحرك يده بحركة معينة مما جعل الحرس يقفون أمام المطعم للحماية.
سار أمامها ليتسير خلفه فتح باب المعطم لتنظر له فيشير برأسه أن تدخل لتدخل و تسير أمامه ليدخل خلفها و يشير للنادل بأن يأتي خلفه.....جلسا على طاولة لشخصين ليطلب لها طعام و هو إكتفى بفنجان من القهوة لتستغرب هي لكن لم تتحدث إكتفت فقط بإراحة ظهرها على ظهر الكرسي المريح و كتفت يديها أسفل صدرها.....بينما هو نظر ببرود ليخرج هاتفه من جيب بنطاله ليعمل عليه كالعادة.....أتى النادل بالطعام و فنجان القهوة خاصة أسد ليضعهم على الطاولة أمامهما.
بدأت بتناول طعامها بملل واضح إما هو بين الحين و الأخر يرتشف من فنجان القهوة و يختلس النظر إليها ليعود و يعمل على هاتفه......غربت الشمس ليتسدل السماء ستائرها السوداء المزينة بالقمر و النجوم اللامعة متفرقة في إرجائها بخفة.
خرج أسد و حور بعد أن دفع الحساب ليجتمع الحرس في سيارتهم الخاصة....صعد أسد في السيارة تليه حور التي كانت تمشي ببطئ و تتثأب بخفة.....أدار أسد المحرك ليبدأ بالقيادة بهدوء و كان الصمت سيد المكان كالعادة بينهم.....وضعت حور رأسها على زجاج النافذة لتبدأ عيناها تنغلق تلقائيا لتجاهد في فتح عيناها لكن لم تستطع لتستسلم لسلطان النوم و تذهب إلى عالمها حالك السواد الذي توج هو عليه إبراطورا.
عدة دقائق مضت ليرفع يده ليمررها في شعره الكثيف لينظر نحوها ليجدها.....نائمة؟!!......هذا ما فكر به هو ليهز رأسه بيأس و إبتسم بخفة عليها......وصل هو إلى القصر ليصف سيارته في فناءه الواسع ليهبط من السيارة و يتجه نحوها هي ليفتح الباب بخفة مسندا رأسها بيده ليمعن النظر في وجهها الملائكي أغمض عيناه ثم تنهد بخفة ليضع رأسها على كتفه لتمتد يده نحو خصرها ليفك حزام الأمان ثم يضع يدا أسفل ركبتيها و الأخرى أسفل عنقها.....لم يخطي خطوة واحدة بعد لتتحرك بين يديه عندما إستشعرت الدفئ ثم دفنت رأسها في صدره ثم سكوون تااام!!.
بدأ يسير بها إلى الداخل لتفتح الخادمة الباب ليعبر منه سريعا و لم يقابله أحد ليصعد السلم بخطوات سريعة متمهلة لأنها خفيفة الوزن إتجه نحو غرفتها لأنها أمام غرفته.
فتح الباب ليدلف داخلا و لم ينير الأضواء بل تركها مظلمة لينيمها على السرير ليستند على طرف السرير بخفة ليسحب يده من أسفل ركبتيها ثم من أسفل عنقها و كان سيبتعد إلا أن قبضتها الصغيرة ممسكة جزءا من قميصه من جهة صدره لينظر لها فكانت نائمة بعمق اعاد نظره إلى يدها ليضع يده على يدها ليجدها ناعمة الملمس كانت كقطعة من الحرير و كم أعجبه ملمس يدها و بشدة.....نزع يدها بخفة ليضعها جانبا ثم رفع طرف فستانها لينزع عنها الحذاء المسطح بخفة و يضعه بجانب السرير......إستقام في وقفته ليتجه نحو الباب و يخرج ليلقي نظرة أخيرة عليها ثم أغلق باب غرفتها بهدوء.....ليتجه نحو غرفته فتح الباب ليدلف داخلا ثم يغلق الباب خلفه.......
