رواية مجنون بحبي الفصل الرابع عشر والخامس عشر بقلم امل اسماعيل

رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل

الفصل الرابع عشر والخامس عشر


أمسكها إياد من زراعيها وقال

_ خلاص العبه أنتهت وانتى بقيتى بتاعتى، لازم تفهمي انك بقيتى وحدة ميته فى نظرهم، ومحدش بيدور على حد ميت


نظر إياد إلى شوقى وقال : روح أنتا يا شوقى


شوقى بأبتسامة : أوامرك يا باشا

ذهب شوقى وتركهم


نظر إياد إلى حياة وقال بسعادة

_ من النهارده هنبداء حياه جديدة مع بعض، أنا أتخليت عن أسمى ونفوزى وكل حاجه علشانك، وجيت هنا هبداء من جديد وسط ناس ميعرفونيش بأسم جديد، وأنتى كمان أنسى الماضي وأبدائى معايا من جديد


رمقته بغضب وقالت بسخريه : أنسا الماضى وأبداء معاك من جديد، ليه فاكر نفسك مين علشان أسيب كل حاجه علشانك


حاول إياد السيطرة على غضبه وقال

_ أنا أبقى جوزك يا حياة


حياة بغضب وجهير : أنتا مش جوزى، أنتا أكتر أنسان بكرهه فى الدنيا


إياد بغضب : لأ أنا جوزك وليا حقوق عليكى لازم تفهمى ده


أبتعدت حياة بخوف وجسدها يرتعد وقالت

_ أبعد عنى أوعى تقرب منى


فهم إياد ماتقصده، تراجع خطوتين للخلف وقال

_ أنا أقصد بحقوقى أنك تحبينى أنا، مقصدش حاجه تانيه أنا عمرى ما هجبرك على حاجة، وجودك جنبى يكفينى أنى أشوفك وقت ما أحب، أنك تبقى معايا ده كل أل أنا عايزة


حياة بخوف وبكاء : بس أنا بكرهك ومش طايقة أشوفك


أغمض إياد عينه بحزن، حاول السيطرة على غضبه وخرج قبل أن يفعل شئ يندم عليه


شعرت حياة براحه بعد خروجه، جلست على الأرض تبكى بحرقة، تفكر هل هذه النهاية؟ لن تستطيع أن ترا أدم مجدداً؟ مستحيل لن تسمح بذلك يجب عليها الهروب من هنا


مسحت دموعها ونهضت لتبحث عن مخرج لتهرب، فتحت النافذه التى بالغرفة كانت النافذه مُطله على حديقة كبيرة واسعه ، يوجد إيضاً الكثير من الحراس، كما يوجد حديد يسد النافذة


حياة بغضب : أوف شكله عامل أحتياطاته كويس، حاطت حديد على الشبابيك وكمان الحراس ملين المكان


جلست على أحد المقاعد تفكر وتحدث نفسها بصوت عالي نسبياً

_ أنا لازم متهورش، أول حاجه أعملها أعرف أنا فين، بعدين أعرف عدد الحراس وبيتغيروا أمتى، كمان لازم أهرب فى وقت يكون فيه برا هوا والزفت شوقى

*******************************

فى المستشفى التى يوجد بها أدم وعادل وشادية


كانت سلوى جالسه بجوار أدم تربط على شعره بحنان، وتنظر له بحزن شديد تتمنى لو تستطيع فعل شئ لمساعدته، كم يؤلم قلبها رؤية طفلها بهذه الحاله هى أكثر من يعلم مقدار حبة لحياة، أنه حقاً لن يستطيع أن يحيا بدونها


يحرك أدم رأسه ببطئ ويقول بينما هوا نائم

_ حياة متخافيش أنا هخرجك، أنا جنبك يا حياة ومش هسمح لحد يأزيك


وضعت سلوى يدها على فمها وأنفجرت فى البكاء، ما الذى يجب عليها فعله أنها خائفه عليه للغاية كم تخشى فقدانه


أستيقظ عادل نهض ونظر حوله، وجد سلوى تبكى اقترب منها وقال بحزن

_ حياة خرجت من البحر


نظرت إليه بحزن وزاد بكائها


أمسك عادل يدها وقال بأمل : خرجوها مش كده، هى كويسة


تنهدت سلوى بحزن وقالت من بين شهقاتها

_ أنتا لازم تبقى أقوى من كده علشان خاطر أمك وأبوك وأدم

تنهدت بقوة وقالت بحزن شديد : علشان خاطر أحمد هوا معدش ليه دلوقتي غيرنا


نهض عادل وأتجه نحو الباب


أوقفته سلوى وقالت بخوف : أنتا رايح فين


نظر إليها بحزن وقال : متخافيش أنا هقعد فى الجنينه شويه، عايز أقعد لوحدى


تفهمت حالته وقالت بحزن : أنتا ملكش ذنب فى حاجه أنتا عملت أل عليك


ذهب عادل وتركها

**********************

فى الحديقة


جلس على أحد المقاعد يفكر فى شقيقتة، يتذكر إيام طفولتهم كانت طفلة حالمه ورقيقة، تحب الضحك وألعب لكنها كانت سريعة الغضب أيضاً، كانت تركض فى المنزل وهى تقول أنها ستصبح طبيبه، لكنه لم يساندها فى حلمها تخلى عنها، لم يكن الأخ الجيد لها، لماذا أبتعد عنها عندما أصبحت شابه، توقف عن الحديث معها وسؤالها عن ما يحزنها وما ترغب به، كم يتمنى عودتها عندها لن يسمح لدموعها بالنزول، سيمضى حياته يتحدث معها ويسألها عما تريد وترغب به، لكن هذه الأمنيه مستحيله الأن، لماذا لا نعلم قيمة الأشخاص الموجودين في حياتنا ألا عندما يذهبون


************************

يستيقظ أدم من نومه، ينظر يمين ويسار يتمنى أن يكون كل ما حدث كابوس لا غير، لكن للأسف أنه الواقع المؤلم


تمسك والدته يده وتقول بحزن

_ أدم أرجوك كفاية كده حياة ماتت خلاص، متوجعش قلبى عليك


علم أدم أنهم لن يسمحوا له بالبحث عنها، وأن فعل شئ سيعطونه مخدر مره أخرى


أدم بهدوء عكس الذى بداخله : خلاص يا ماما متخافيش أنا كويس


سلوي بسعادة : بجد يا أدم يعنى خلاص أتقبلت موت حياة


أدم بحزن : أيوه فى النهايه دى أعمار


قطع حديثهم قدوم راضى وحسين وسامى


نظرت إليهم سلوى وقالت : أدم فاق وخلاص أتقبل موت حياة


حسين براحه : الحمد لله


نظر سامى إلى زوجته بحزن وقال : شادية لسه مفاقتش


سلوي بحزن : لسه


راضي بخوف : عادل راح فين


سلوى بحزن : فاق وخرج قاعد برا فى الجنية بيقول عايز يقعد لوحده


استيقظت شادية لكنه لم تتحدث ظلت شاردة تنظر أمامه، كأنها فى علم أخر لا تسمع أو ترى فيه أحد


ذهب إليها سامى تحدث إليها لكنها لم تجيب أو تنظر إليه، كأنه غير موجود


سامى بخوف : شادية ردى عليا أرجوك متخوفنيش


راضى بحزن : روح هات الدكتور يشوفها شكلها مصدومه من موت حياة


ذهب سامى وأحضر الطبيب


فحصها الطبيب وقال : للأسف دى صدمه عصبيه، هى دلوقتي فى عالم تانى مش سامعه ولا حاسه بأى حد


سامى بخوف وقلق : طب والعمل يا دكتور


الطبيب : أحنا هنخليها هنا هنحطها تحت الملاحظة ونحاول نخرجها من الصدمه


راضي بحزن : أل تشوفه يا دكتور


أدم : وأنا يادكتور أقدر أخرج


ألطبيب : أيوه تقدر تخرج


راضي : مفيش فايده من قعدتنا هنا، خلونا ناخد عادل ونمشى ونبقى ناجى نطمن على شاديه


حسين : عندك حق يا عمى


أدم  : انتوا جيتوا موصلات ولا بالعربية بتاعتى


حسين بتعجب : جينا بالعربية بتاعتك، ليه في حاجه


أدم بتوتر : أصل عايز اسوقها


حسين : تسوق أزاى وأنتا فى الحاله دى


أدم : معلش بس بحس براحه وأنا سايق


راضى : سيبه على راحته


حسين : حاضر خد المفتاح أهو


أخذ أدم المفتاح وقال : هنزل أشغل العربية وانتوا هاتوا عادل وحصلونى


راضي : ماشي


*************************

فى خارج المستشفى


ركب أدم سيارته وأنطلق بسرعة قبل أن يلحق به أحد


كان راضي وحسين وعادل وسلوى وسامى قد وصلوا، عندما غادر ورائوه


سلوى بخوف : أبنى حد يلحقه ليعمل فى نفسه حاجه


راضى بقلق : ده أكيد كان بيضحك علينا وعامل نفسه، كويس وانه أتقبل موت حياة علشان يخرج من المستشفى


حسين بخوف وقلق : طب هوا رايح فين دلوقتي


عادل بحزن : أكيد رايح يدور على حياة


سلوى بخوف وفزع : يدور عليها فين


عادل : هيكون فين فى البحر


سامى بقلق : أنتوا لسه هتتكلموا يلا نلحقوا قبل ما يروح هوا كمان


أوقفوا سيارة أوجرا ولحقوا به

*************** *************

أوقف سيارته أمام الشاطئ، ثم غطس فى البحر يسبح للداخل حيث أنفجرت السفينة، ينزل أسفل الماء يبحث عنها ثم يصعد ليلتقط أنفاسة وينادى عليها بصوت عالى

_ حياااااااااااة انتى فين يا حياة

ثم يغطس مره أخرى أستمر هكذا يغطس ثم يصعد يلتقط أنفاسه وينادى عليها


وصل راضى ومن معه، عندما رائوه بتلك الحاله حزنوا كثيراً، ياله من مسكين لقد أصبح مجنون بها كيف لشخص أن يعشق لهذه الدرجه


سلوى بخوف وحزن : حد يطلعه من البحر بسرعة قبل ما يحصله حاجه


راضي بحزم : سيبوه محدش يطلعه، لازم يتأكد أنها ماتت خلاص علشان يقدر يكمل حياته


**********************

فى مكان أخر


يدلف إلى الغرفة يجدها جالسه تبكى بمراره، يقترب منها ويقول بحزن

_ حياة متعيطيش أرجوك صدقينى أنا بحبك أوى، أنا هخليك أسعد أنسانه فى الدنيا


رمقته بغضب وحقد قالت : أنتا خلتنى أتعس أنسانه، أنا بكرهك


حاول السيطرة على غضبه وقال

_ مينفعش تقولى كده أنا جوزك متنسيش


أراد بكلماته هذا أن يطمئن نفسه، ويقتنع أنها زوجته هوا


حياة بغضب : أنتا مش جوزى، أنا مرات أدم ومستحيل أبقى مرات حد تانى


أمسكها من زراعيها بقوه مما سبب لها الألم وقال بغضب وجهير

_ حياااااااااااة أنتى مراتى أنا، أوعى تقولى أنك مرات حد تانى أنتى فاهمه، مفيش راجل يقبل بكده


رمقته بحقد وكره وقالت : أنا مش شيفاك راجل أصلاً


أشعلت كلماتها الغضب فى داخله، ولم يعد يستطيع السيطرة عليه، رمقها بغضب وقال بأبتسامة خبيثه

_ طب أنا هثبتلك أذا كنت راجل ولا لأ


تهجم عليها وأخذ ما كان يظن أنه ملك له، بعد أن أنتهى من فعلته نظر إليها بحزن، كم ألمه قلبه عليه كانت تضم قدمها إلى صدرها وتبكى بحرقه، وملابسها مبعثرة حولها، كم نعل نفسه على غبائه هوا بفعلته هذه أبعدها عنه كثيراً، لكن ماذا يفعل هى من استفزته واستفزت رجولته، أقترب منها وهوا ينادى عليها، وضع يده على زراعها محاول تهدئتها


انتفض جسدها وزاد بكائها


أبتعد عنها حتى لا يخيفها أكثر، غادر الغرفه وتركها لتهدء قليلاً كى يستطيع التحدث معها


ظلت تبكى حتى غفت


*************************

فى مكان أخر

كانوا ينظرون له بحزن وهوا يغطس ويبحث عنها، ثم يصعد ليلتقط أنفاسه وينادي عليها، لكن أصابهم الفزع عندما غطس ولم يصعد


سلوي بخوف وبكاء : مطلعش ليه أبنى حد يطلعه


راضى بخوف : طلعه يا عادل بسرعه


غطس عادل وذهب إليه، وجده فاقد الوعى يغرق للأسفل، أخرجه من البحر ضعط على صدره أخرج الماء الذى شربه


أفاق أدم نظر إليهم ثم فقد الوعى مره أخرى


حسين بخوف وفزع : لازم ناخده للمستشفى بسرعه


سامى بخوف : ركبوه العربية بسرعة

**********************

كان يركض ينادى عليها بخوف وحزن ويقول

_ حياااااااااااة انتى فين يا حياة


كانت تجلس تضم قدمها لصدرها تضع رائسها بينهم يديها وتبكى، رفعت رائسها عندما سمعت صوته المحبب إلى قلبها، نهضت ركضت بأتجاه الصوت وهى تقول ببكاء

_ أدم أنا هنا يا أدم


ألتقى الأثنين فى منتصف الطريق، ظلا ينظران إلى بعضهم بسعادة


أدم بسعادة : روحتى فين يا حياة خوفتينى عليكى


حياة بسعادة وبكاء : أنا مروحتش فى حته أنتا أل سبته ياخدنى


أدم بحزن : أنا مسبتكيش يا حياة، أنا كنت بدور عليكى فى البحر وملقتكيش


حياة بحزن : بس أنا مش فى البحر يا أدم


أدم بقلق : أنتى فين 


حياة بحزن وبكاء : معرفش أنا فين متسبنيش أنا خايفة


أدم بأبتسامة حزينه : متخافيش أنا مش هسيبك


كبرت المسافة بينهم، وأبتعدا أكثر


كان كل منهم يركض بأتجاه الأخر، يمد يده يحاولان أمساك أيد بعضهم، لكن دون جدوه ظلا يبتعدان حتى أختفيا من أمام بعضهما


كانت حياة تمد يدها وتركض بسرعه تحاول ألحاق به وتصرخ بخوف وفزع وتقول

_ أااااددددم متسبنيش


أستيقظت من نومها بفزع وهى تصرخ بأسمه، نظرت حولها أنفجرت بالكاء عندما أكتشفت أن ذلك لم يكن ألا حُلم


*********************

كان يركض يمد يده يحاول الأسماك بها، يصرخ بأسمها لكنها أختفت من أمامه وتحول المكان إلى ظلام دامس، استيقظ وهوا يصرخ بأسمها بخوف ويقول

_ حياااااااااااة أرجعى متموتيش

رواية مجنون بحبي بقلم /امل اسماعيل

الفصل الخامس عشر


كان يركض يمد يده يحاول الأسماك بها، يصرخ بأسمها لكنها أختفت من أمامه وتحول المكان إلى ظلام دامس، استيقظ وهوا يصرخ بأسمها بخوف ويقول

_ حياااااااااااة أرجعى متمشيش

ينظر يمين ويسار يبحث عنها ويقول بخوف ولهفه

_ حياة انتى روحتى فين حياااااااااااة


كانت سلوى وراضى وحسين جالسين معه فى الغرفه


اقتربت منه سلوى بخوف وهى تبكى وقالت

_ أدم حياة ماتت لازم تفهم كده


أدم وهوا ما يزال ينظر يمين ويسار بحثاً عنها

_ لأ يا ماما هى كانت هنا دلوقتى


سلوى بحزن شديد : لأ هى مكنتش هنا هى ماتت، أنتا بنفسك دورت عليها فى البحر وملقتهاش


أدم بحزن وتعب : علشان هى مش موجودة فى البحر، هى قالتى أنه أخدها لمكان بعيد


لم تعد تستطيع الجادله أمامه، أنفجرت فى البكاء وقلبها يتمزق حزناً عليه، لقد فقد عقله حقاً


نهض حسين وضمها إليه وحاول تهدئتها، ثم نظر إلى أدم وقال بحزن وجهير

_ هتفضل كده كتير هتفوق لنفسك أمتى، خلاص حياة راحت بس أحمد لسه موجود لازم تفوق علشانه


لقط تعب حقاً من محاولة أقناعهم أنها لم تمت بعد، قلبه يخبره بذلك يشعر بأنها ما زالت حيه تنتظر قدومه ليساعدها، لكن كيف يقنعهم بذلك أنهم يظنون أنه فقد عقله


كان راضي ينظر إليهم بحزن وقال

_ أيه ال مخليك متأكد أنها لسه عايشة، مع أن الأدله كلها بتثبت أنها ماتت

قال كلمته الأخيرة بصعوبه والدموع تملأ عينيه


أدم بحزن : علشان هى وعدتنى أنها لو ماتت روحها هتفضل جنبنى مش هتسيبنى، لكن أنا مش حاسس بيها جنبى، غير أنها كانت موجودة دلوقتي وقالتى أنه خدها مكان بعيد وطلبت منى أروح أجيبها


راضي بحزن : ده حلم أخترعة عقلك الباطل، علشان يأكدلك أن حياة لسه عايشة زى ما أنتا بتتمنى


أدم بأصرار وغضب : مش مهم رائيكم ولا الأدله، أهم حاجة أنا وال حاسس بيه، قلبى بيقولي أنها عايشة يبقى هى عايشه


نهض راضى ونظر إلى أدم وقال

_ مش علطول أحساسنا بيبقى صح، لو أنتا بتحبها بجد يبقى تفوق لنفسك وتعيش حياتك أنتا وأبنك لأن دى أكتر حاجة هتفرحها 

نظر إلى حسين وسلوى وقال 

_ عن أذنكم هروح علشان اتطمن على شادية

ثم ذهب


استلقي أدم على الفراش ينظر للأعلى، يفكر فى كلام راضى ووالديه، حسناً أن طريقته فى التفكير خاطئة يجب أن يجد طريقة، للبحث عن حياة دون أن يقلق أحد


سلوي بحزن : بتفكر فى إيه دلوقتي


أدم بحزن : متخافيش يا ماما أنا هبقى كويس، ممكن نروح علشان أنا تعبان وعايز أرتاح، كمان أحمد وحشنى


رمقه حسين بشك وقال : يعنى خلاص ولا هتضحك علينا زى المره ال فاتت


تنهد أدم بتعب وقال بحزن : خلاص يا بابا مطلعتش فى البحر، يبقى هروح هناك تانى أعمل إيه


سلوى بسعادة : ربنا يخليك يا حبيبي، أنتا لازم تشد حيلك علشان خاطر أبنك وعلشانا

************************

يدلف إلى الغرفة، يجدها تبكى بحرقة، يحاول سامى وعادل مواساتها لكن دون فائدة، أقترب منها ربط على كتفها وقال

_ ربنا يصبرك يا شادية

لم  يعلم ما الذى يجب عليه قوله لمواساتها، ما من كلمات يمكنها تخفيف ألمها


رمقته شادية بحزن وقالت من بين شهقاتها

_ بنتى راحت منى خلاص، حتى مش هعرف أدفنها وأودعها

ثم أنفجرت فى البكاء مره أخرى


ياله من ألم لم يعد يستطيع تحمله، هوا مستعد لفعل أي شئ ليخف ذلك الألم قليلاً، كم يتمنى لو يستطيع أنتزاع قلبه، هوا سبب ألمه


أختل توازنه كاد أن يسقط لولا يد عادل التى أمسكت به


عادل بخوف : أنتا كويس يا جدى


حاول راضى التماسك وقال بحزن قاتم

_ أنا كويس


ساعدة على الجلوس، ثم أعطاه كوب ماء

*********************************

فى مكان أخر


تجلس على فراشها تضم قدمها إلى صدرها وتبكى بحركه، توقفت عن البكاء ثم نهضت أتجه إلى المرئاه الموجودة فى الغرفه، نظرت لنعكاس صورتها وقالت بغضب

_ هتفضلى تعيطى كده كتير، أنتى لازم تهربى من هنا بسرعه


أرتسمت أبتسامة خبيثه على وجهها وقالت : حلوة أوى الفكره دى


أتجهت نحو الباب، حاولت فتحه لكنه كان مغلق، ركلته بغضب وقالت

_ أوف شكلة قافله بالمفتاح

ظلت تطرق عليه بقوه وتقول بجهير

_ أفتحوا الباب، أنا فى سجن هنا ولا إيه


بعد القليل من الوقت، جاء إياد بعد أن أخبره أحد الحراس، فتح الباب ودلف إلى الغرفه


تراجعت حياة بخوف عندما رائته وقالت بنبرة حاولت جعلها قويه

_ ممكن أعرف أنا محبوسة هنا ولا إيه


كان ينظر بحزن إلى وجهها الشاحب، عينيها المنتفخه والحمراء من كثرة البكاء وقال بحزن 

_ لأ مش فى سجن


حاولت أخفاء خوفها وقالت بتوتر

_ طب أنا عايزه أخرج


لاحظ خوفها يعلم أنها محقه فى خوفها، فما فعله أمس لا يُغتفر، تنهد بحزن وقال

_ عايزة تروحى فين


شعرت بسعادة على ما يبدوا أن ختطها ستنجح، حاولت الهدوء وأخفت سعادتها حتى لا يشك بها وقالت

_ عايزه أخرج بره أتمشى


إياد بأبتسامة : طيب أطلعى أقعدى فى الجنينة


كم تمقته تمقت أبتسامته، تمقت كل شئ يخصه لكنها مجبره على مجاراته حتى تتمكن من الهرب


حياة بتوتر : أنا عايزه اخرج برا المكان ده، برا الجنية


إياد بصدمة وغضب : نعم تطلعى برا إيه


أرتعد جسدها بخوف وقالت والدموع تملئ أعينها

_ أنا مخنوقة من المكان ده، حاسة أنى فى سجن عايزة أروح لمكان بعيد


حاول تهدئة غضبه، هوا لا يريد أخافتها أكثر، كما أنها ستخرج معه وهى لا تعلم فى إي بلد هى، كما أنه لا يوجد أحد يعرفها أو يعرف لغتها هُنا، إى أن فكرة هروبها مستحيله


إياد : ماشى هخرجك، هعدى عليكى كمان ساعة تكونى جهزتى


حياة بخوف وتوتر : أنا هخرج لوحدى


رمقها بغضب قاتم وقال : هتخرجى  معايا يا أما مفيش خروج


**************************

فى مكان أخر


يدلف إلى شقته بحزن، يبحث فى كل مكان على أمل أن يجدها، لكن دون فائدة لقد ذهبت حقاً


أقتربت منه شقيقته وقالت بحزن

_ تعال شوف أحمد مزهق ستى أحسان، مش عايز يسكت


سلوى بحزن : روح شوف أبنك يا حبيبي


ذهب مع شقيقته لرؤيه طفله


رمقت سلوى حسين بحزن وقالت

_هنعمل إيه ماينفعش نسيبه هنا لوحده، وهوا دماغة نشفه مش هيوافق ياجى معانا 


حسين بحزن : لو حكمت هنعيش أحنا معاه 


**********************

يحمل صغيره بين يديه يداعبه، حتى يتوقف عن البكاء، توقف الصغير عن البكاء وغط فى نوم عميق، كان ينظر إليه بحزن ويفكر بمستقبله كيف سيكبر دون أمه، ماذا لو سأله عنها!! ما الذى سيجيبه؟ هل سيقول له أنه ذهبت بسببه، بسبب ضعفه، لأنه لم يستطع حمايتها عاش هوا بدون أم، نفض الفكره من رائسه وأعطى الطفل إلى جدته مره أخرى، ثم نهض جمع كل صورها كل ما يخصها ووضعهم فى غرفتهما، ثم أغلق الغرفة ومنع إى أحد من الدخول إليها 


حسين بحزن : أنتا بتعمل كده ليه يا أبنى


أدم بحزن : لو سمحت يا بابا ممنوع إى حد يدخل الأوضه دى، ممنوع إي حد يكلم عن حياة 


حسين : ليه يا أبنى كل ده 


أدم بحزن : علشان مش عايزه يسألنى عليها


حسين ببعض الغضب : وفيها إيه لما يسأل عن أمه، ده حقه يا أبنى 


أدم بحزن وغضب : عايزنى أقوله أيه لما يقولى أمى راحت فين؟ أقوله أيه أمك راحت بسبب ضعفى لأنى كنت عاجز مقدرتش أحافظ عليها 


قالت جملته الأخيرة وهوا يجلس على الأرض ويضع رائسه بين يديه، يحاول منع دموعه من النزول لكن نزلت دمعه خائنه من عينه، مسحها بسرعة قبل أن يراها أحد، وهوا يقسم أنه سيجدها مهما كلفه الأمر، هوا متأكد أنها مازالت على قيد الحياه، سيجدها حينها فقط سيخبر طفله عنها، وحتى يحين ذلك الوقت لن يسمح لى أحمد بأن يعرف شئ عنها، وما حدث معهم مهما حدث 


**************************

فى مكان أخر


أرتدت ملابس واسعه، تساعدها على الركض


يدق باب الغرفه، يدخل بطلته المُهيبه التى طالما كرهتها


إياد بأبتسامة : مستعده للخروج


حياة بخوف وتوتر : هنروح فين


إياد بأبتسامة : هنخرج  نتغدا مع بعض


ذلك البغيض من يظن نفسه، هل يظن انها ستقع فى حُبه بسهوله هكذا، وتلك الأبتسامه التى يرسها طوال الوقت هل يظن أنه يصبح وسيم بها، أنها تمقته فى جميع حالاته


إياد بأبتسامة : يلا نمشى


لم تجيبه بل ذهبت أمامه دلاله على الموافقة


تبعها إياد فى صمت، صعدوا إلى السيارة، بعد مرور نصف ساعة وصلوا إلى أحد المطاعم الراقيه


كانت حياة تتابع الطريق، لعلها تجد علامة أو شئ تعلم من خلاله إين هى، لكن للأسف لم تعلم إين هى كل ما تعلمه أنها توجد بقصر كبير وسط الغابة، ملئ بالحراس


بعد أن دخلوا إلى المطعم طلب إياد الطعام، بينما هم يتناولاه أسقتط حياة الطعام على ملابسها


نهض إياد بفزع وخوف، ينظر إذا كان قد أصابها مكروه


إياد بخوف : أنتى كويسة


حياة : أنا كويسة بس عايزة أدخل الحمام علشان امسح هدومى


إياد : طب تعالى معايا


أخذها إلى دورة المياه


إياد : أدخلى وانا هستناك هنا


دلفت حيا وأغلقت الباب خلفها، ظلت تبحث عن مخرج تستطيع الهروب منه، وجدت نافذه فوق مقعد الحمام، وقفت على المقعد ثم صعدت إلى النافذه وركضت بسرعه لتهرب


شعر إياد بشئ مريب يحدث بالداخل، طرق على الباب وقال

_ حياة أنتى خلصتى أدخل، حياة


لم يجبه أحد حلول فتح الباب، لكنه كان موصد من الدخل قام بكسره ودلف، لم يجد أحد وجد النافذه مفتوحه، علم أنها هربت صرخ بأسمها بصوت مرعب، ثم خرج خارج المطعم طلب من حراسه مساعدته فى البحث عنها


***********************

كانت تركض بخوف وفزع، تنظر خلفها لتأكد من أنه لا يتبعها، تذهب إلى أحد الماره لتتحدث 



معه لكنه لا يتحدث العربية، يتحدث لغه غريبه لا تعلمها، حاولت أن تحدثه بالأنجليزيه لكنه لا يفهمها أيضاً، واصلت الركض 


حتى لا يلحق بها وهى تبكى بخوف ولا تعلم ما الذى يجب عليها فعله أو إلى أين تذهب


                   الفصل السادس عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>