تتأرجح ذاكرتنا دائمآ بين ما حدث اليوم وما حدث بالأمس
الماضي والحاضر لهما التأثير الكبير على ما يخلد بذاكرتنا
لكن أحيانآ تأتي لحظه على المرء تجعله لا يشعر بشيء سوى بأنه يود لو يتوقف الوقت ولو قليلآ على تلك اللحظه
وسماع أنفاس من تحب بجانبك أفضل من ألف مقطوعه موسيقيه ، تلك الضحكه المرتسمه على وجهه وهو معك فقط تأخذك إلى عالم السكون ، سكون القلب والعقل
تعود كما لو أنك طفلآ لاهيآ بدميته المفضله فقط برفقة من تحب ، لا هموم ولا ضغوطات وحتى كل سيء مر بنا ننساه
تهون الحياه وتشرق قلوبنا فقط بلحظة سعادة واحده
لا تمر مرور الكرام على سعادتك ، تعايش معها بكل ذرة مشاعر تمتلكها
ستشعر أنك باستطاعتك مد يدك إلى السماء وإلتقاط نجمه ، ستشعر أنك قادر على فعل المستحيل
تلك اللحظات لا تنسى ، خلدها في ذاكرتك دائمآ ودع الحزن لمن إبتغى أن يكمل حياته بائسآ ..
.
كان يشد على يدها بقوه ، تلك القوه كأنها كانت تنتقل من جسده إلى جسدها ، فتغمض عينيها وترتعش لتشد أيضآ على يده ، متجاهلين من حولهم يسيرون بجانب بعضهم البعض من دون حتى أن يكلفوا العناء للنظر للناس
سحبها خلفه وهو مازال ممسكآ بيدها حتى وصلوا إلى السياره
جلست بجانبه وحاولت سحب يدها ولكنه لم يتركها ، قالت بنبره حزينه : هنعمل ايه زمان بابا شافها
نظر تميم أمامه ثم قال : مكنتش عاوز أحطك في الموقف دا ولا أقصد ، بس أنا معاكي بنسى كل حاجه ، القوانين أو إن في ناس شيفانا بنسى أساسآ إحنا فين وبنعمل إيه تحديدآ في اللحظه دي
حديثه كان ك المسك ، ينتشر ف يملأ المكان برائحه ذكيه ، يطمئن قلبها كثيرآ في حضرة وجوده
تنهدت وقالت : إنت إزاي بتهون عليا أوي كدا ؟ إزاي كلامك بينسيني كل حاجه ؟
نظر لها تميم ثم قال : عشان مش كلام سهوكه بضحك عليكي بيه دا كلام طالع من قلبي وأساسآ مش بتاع ضحك على بنات أنا ، بس أنتي مش أي بنت مش عارف بس حاليآ هنسافر أنا وإنتي
نظرت أمامها وقالت بجديه : نسافر ؟ لا يا تميم مش هيحصل أنا مش هروح لبابا وإنت لسه متجوزها
وضع تميم يده على عنقه ثم قال : طب هنعمل إيه ؟
ذكرى بحزن : أنا بس اللي هسافر ، لوحدي
تميم بسرعه وغضب : لا ! وأفرضي حبسك ومنعك من إنك تيجي هنا تاني ! أنا لازم اخلص كل اللي ورايا عشان أخليكي معايا دايمآ وليا ف متعمليش كدا لو سمحتي
إنطلق بسيارته بسرعه ، شعرت بالخوف ف قالت : مش عاوزه أسافر معاك لبابا الموضوع هيبقى أسوأ خاصة إنها لسه مراتك
تميم بغضب : لو بتثقي فيا مش هتقعدي تقوليلي كدا كل شويه ! أنا مش مديحه عشان صورك تتنشر معايا وبسببي وأسيبك تسافري لوحدك
ذكرى : وقف طيب العربيه على جمب نتكلم
تميم بغضب : أنا سايق يا ذكرى ف إسكتي
صمتت وضعت يدها على وجهها وهي تدعو الله أن يمر ما حدث على خير ، أو يمر فقط ..
*في المحطه *
وصلوا وكاد تميم أن ينزل ف امسكت ذكرى بيده وقالت : المواضيع في محافظتنا مش بتتم زي عندكم هنا ، أبويا مش هيتقبل أي حاجه غير لما أنا انزل وأكلمه عشان خاطري يا تميم إديني الفرصه دي وأوعدك هرجع
صمتت تميم وظل ينظر بغضب أمامه ف شدت ذكرى على يده وقالت : خليك واثق إنت فيا المره دي ، عشان خاطري يا تميم
أغمض عيناه قليلآ ثم أرجع رأسه للوراء ، مازالت يدها ممسكه بيده
امسك بيدها وقبل باطن كفها ، نظرت له بحب وقالت قبل أن ترتدي حقيبتها : هرجع تاني أوعدك
جاء القطار ، وودعها تميم وذهبت هي
ولكنه وقف قليلآ أمام سيارته ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بضغط عدة أرقام ثم قال : تميم الكاشف معاك ، كلمتك بما أنك رئيس تحرير جريدة الشروق ، أنا عاوز عنوان الصحفي سيف أنور دا
رئيس التحرير : الكاشف باشا غالي علينا طبعآ بس دي غلطة صحفي ياباشا واللي ما يعرفك يجهلك
تميم بغضب : هستنى العنوان في رساله
ثم أغلق الهاتف في وجهه ، يالهم من متطفلين ذو طبع وقح
ركب سيارته وأنطلق بها مسرعآ ..
* بعد ما يقرب الثلاث ساعات ونصف *
وصلت ذكرى أخيرآ أمام باب منزلها ، كانت ترتجف
لا تعلم كيف سيتعامل والدها مع الأمر
طرقت الباب وإنتظرت ، فتحت لها والدتها ونظرت لها نظرة عتاب ثم جرتها للداخل واغلقت خلفها الباب
قالت لها والدتها : فضحتينا وارتاحتي ؟؟ ارتاحتي خلاص !
ذكرى يا ماما اسمعيني
خرج والدها من غرفته واقترب منها بسرعة البرق ، سحبها من ذراعها وصفعها على وجهها بقوه وقال : أنا متفضحتش قدام العريس بس ! أنا إتفضحت قدام الناس كلها
أخذ حقيبتها وامسك هاتفها ورماه أرضآ ، تهشم هاتفها ف قال والدها بحزم : على أوضتك متخرجيش منها ، مش عاوز اشوف خلقتك لحد ما تتربي وحتى مليش تعليم مش هتكمليه
ركضت ذكرى على غرفتها ف قالت والدتها : تعليم إيه دا اللي مش هتكمله !
والدها جلس على الأريكه وقال : مش عاوز ولا كلمه ، تربيتك الزفت
* منزل الصحفي سيف أنور *
وقف تميم أمام باب المنزل وهو ينظر للإسم ، طرق الباب ف فتحت له فتاه صغيره
كان تميم وجهه مرتسم عليه علامات غضب ولكن ملامحه لانت عندما رأى تلك الفتاه ف قال : بابا موجود ؟
أومأت الفتاه برأسها أن لا ف قال تميم : أمال فين ؟
جائت من خلفها سيده جميله ترتدي على راسها حجاب ف قالت : مين يا لولي بابا جه ؟
امسكت السيده الباب ونظرت لتميم قائله : أيوه ؟
تميم وهو يعقد حاجبيه : استاذ سيف موجود ؟
زوجة سيف : لا والله هو خرج ، نقوله مين ؟
تميم متجاهلآ سؤالها : متعرفيش حضرتك هو فين ؟
نظرت له زوجة سيف ف قالت : حضرتك قلقتني هو في إيه خير ؟
نظر تميم لبطنها ف وجده منتفخ قليلآ ف علم أنها حامل لذا حاول تهدئة نفسه قليلآ حتى لا يؤذي زوجها ف قال تميم : مفيش حاجه تقلق يا مدام دا موضوع شخصي عمومآ هبقى أجيله وقت تاني
زوجة سيف : تمام
سحبت إبنتها الصغيره ودخلت إلى الشقه
الفتاه الصغيره : مامي هو بابي فين
والدتها : إقعدي يا لولي ألعبي بالمكعبات أنا هتصل بيه
جلست بترهاق وأمسكت هاتف المنزل وإتصلت بزوجها
رد سيف من الجهه الأخرى قائلآ : ايوه يا حبيبي محتاجه حاجه ؟
زوجته : هببت إيه تاني يا سيف ؟ أنا قرفت من شغلك المرهق للأعصاب دا إتقي ربنا فيا انا وبنتك وإبنك اللي جاي شويه
سيف بملل : في إيه يا مي هو دي هرمونات حمل بتخرجيها عليا ولا إيه ؟
مي : تعالى البيت حالآ من فضلك ، متروحش ف اي حته ومتردش على أرقام غريبه
سيف بقلق : هو في إيه ؟
مي بغضب : والله حضرتك لما تيجي تشرحلي في ايه ومغامرات الصحفي الشاب وصلتنا لفين
اغلقت الهاتف في وجهه وتنفست بعمق محاوله الهدوء
* في فيلا تميم *
كان ينفث دخان سيجاره بغضب ف قال : ما أحب براحتي انا حر ! في إيه يا بابا أنت مش عارف القرف اللي شوفته في حياتي
والده : تميم متنساش إن رانيا لسه على ذمتك ، طلقها وأعمل اللي إنت عايزه
أطفأ تميم سيجاره ثم قال : اعمل اللي أنا عايزه ؟ أنا مش بتسلى أنا هتجوز البنت دي قريب بقى ولا بعيد أنا هتجوزها دا انا سيبتها تروح لأبوها لوحدها
والده : ما تروحله لوحدها أنت خايف عليها من أبوها
تميم : ايوه خايف عليها من الجن الأزرق أنا بسبب حركات العيال دي حطيتها في موقف زفت
والده وهو يربت على ظهره : طيب يابني بس خلص موضوع رانيا الأول ، متنساش إننا رجال أعمال وسمعتنا هتبقى في السوق زفت ، مش عاوز الناس تقول إنك لما عملت شغلك الخاص بيك وبقى معاك فلوس افتريت وخونت مراتك
ضحك تميم بمراره ثم قال : يخربيت الجبروت انا اللي خونتها صح ؟ هي تحمد ربها إني مطلقتهاش من أول يوم دا كتر خيري مستحمل قرفها ، بعدين ما يولعوا الناس مش اعرف حصل لذكرى إيه !
والده بغضب : يابني فووق من ذكرى شويه وشوف مشاكلك !!
* في بيت سيف أنور *
وقف في وسط الصاله يقول : إنتي بتقولي إيه ؟ مستحيل حد يعرف عنواني ، رئيس تحرير اىشروق حطني في خطر
مي بغضب : مش رئيس التحرير اللي حاططنا في خطر دا حضرتك مش مراعي إنك عندك بيت وفي بيبي جاي في السكه حرام عليك هتموتني يا سيف
سيف : ممكن تهدي يا حبيبي عشان انتي حامل !
مي : ما تقول لنفسك ما لو فارقين معاك مكنتش كملت في الشغلانه دي
سيف بغضب : مي إنتي حبتيني وأنا صحفي ولا نسيتي ! تنتي كنتي بتتحدي العالم كله معايا لما حبتيني وحبيتك حصلك إيه !
مي ببكاء : بقيت خايفه لما جبت لولي وبقيت حامل ، مبقيناش لوحدنا ف من فضلك راعي دا
إحتضنها سيف ثم تنهد بغضب قائلآ : متخافيش يا حبيبتي طول ما انا هنا ، وأنا هعرف مين جه لبيتي وسببلك الرعب دا كله ..
الفصل الحادى عشر
إعتادت صفعات الحياه أن تتوالى بإستمرار واحدة تلو الأخرى بلا شفقه أو رحمه
ليصبح لديك خيارين ، إما أن تسقط ك ضحيه ويقال أنك ضعيف لم تتحمل ، أو تقاتل وتتحمل لتحصل على ما تريد
خلقنا الله بقوة تحمل مختلفه
ما تستطيع أن تتحمله أنت ربما يصبح بالنسبة لي الأمر الهائل ومجرد التفكير به يصيبني بالخوف ، الخوف من الضغوطات بالتأكيد
لذا عندما تضعك الحياه أمام إختبار قاس ، اخرج كل ما بداخلك لتقاوم ، حتى أخر ذرة تحمل بك "
أما أنا لم استطع تركها وترك ذاتي تعاقبني بشعور الذنب القبيح
وترك الشيطان يتلاعب بعقلي عما يمكن أن تعانيه تلك الرقيقه وكل ذنبها أنها أحبتني
ليذهب الطلاق إلى الجحيم متى كنت متزوجآ حتى أطلق ؟
قدت سيارتي كالمجنون متجاهلآ لمسة يديها التي جعلت قلبي ينبض بقوه ، وتوسلاتها المتكرره ألا أتي حتى تهيأ هي الأمر لوالدها ، لا أستطيع تركها من المؤكد أنها معاقبه الأن لابد أن أتدخل
وصلت محطة القطار ، المكان الأول للقائي بها أو ربما سبب لقائي بها ، وزاحمت المصطفين في طابور التذاكر لأحصل على واحد ليرتاح قلبي فقط أنني في طريقي إليها
كنت دائمآ عندما أشعر بالخوف أضع يدي على عنقي لأحاول جذب الشعور بالأمان ولكنني للتو تذكرت أنني أهديتها السلسال الخاص بي ، ف إبتسمت
صدقيني أنك اغلى ما يمر في عمر المرء ، وبدونك الحياة ك القهوه المره ، ك ذبول الأوراق في فصل الخريف ، وك مشهد المحتلين من ارض القدس الطاهره ، لم يكن ذلك السلسال أغلى منك لذا قمت بإزالته من عنقي بخدوء لينير عنقك إلى الأبد وأنا على يقين أنه سيكون معنا نحن الأثنان عندما نجتمع تحت سقفآ واحد
تحرك القطار ، وصورتها مرتسمه على الزجاج أمام عيني ، تضحك تنفعل تغضب ك الطفل الصغير ثم تعود للضحك مجددآ لتفقدني أنا عقلي
الأن لم يعد هناك شيئآ قط يمنعني أن أصل إليك ، أن نجتمع مرة أخرى ، حاربي ذلك القدر العنيد بالدعاء معي وأنا سأحارب العالم كله لأجلك 💛
* في غرفة ذكرى *
كانت تضم ركبتيها إلى جسدها وتبكي بضعف ، تشتاق له كثيرآ وتود لو تراه الأن وتصف له ما تشعر به ، أصبحت عائلتها تبغضها وترى أنها جلبت لهم الفضيحه
وبالطبع أصبحت محط سخريه في سكن زميلاتها ، تود الهرب بعيدآ
لم تفكر ولو للحظه بألقاء اللوم على تميم ف هي أيضآ كانت تحب قربه وتستمتع باللحظات التي تجمعهم سويآ
ليته يأتي وينقذها من كل هذا ، ليت ذلك الرجل الذي إلتقط صورتهم ونشرها في الجريده من دون رحمه أو شعور لم يذهب للمحطه في ذلك اليوم وجعلهم يستمتعون بلحظتهم من دون خوف أو شعور بفقد أو تفرقه بينهم
تمر الدقائق في ساعة الحائط المعلقه أمام فراشها
ف تغمض عينيها الباكيتين وهي تردد بداخلها أن الله سينقذها من ذلك الحزن ، وكما تعلم يا عزيزي أن اليقين بالله ماهو إلا خير ، دائمآ خير
وضعت يدها على السلسال في عنقها بهدوء وتذكرته عندما إحتضنها وألبسها إياه
شدت على السلسال بيدها بقوه ثم أغمضت عيناها وغفت ، من كثرة البكاء
* في محطة القطار *
كان تميم نائمآ مستندآ برأسه على الكرسي ، أيقظه الرجل بجانبه ثم قال : وصلنا يا بيه المحطه إصحى
أفاق تميم وفتح عيناه لينظر للركاب وقد خرجوا من باب القطر
قام بهدوء وسار وراؤهم حتى خرج هو الأخر من القطر
كان قد علم وجهتها من التذكره التي إشتراها لها عدة مرات ولكنه لا يعلم أين منزلها
جلس على كرسي خشبي واخرج هاتفه بعد أن جالت في راسه فكرة ما ويتمنى من الله أن تنفع
أتصل على أحد رجال الحرس الخاصين به ثم اعطاه عنوان سكن الفتيات وطلب منه أن يسأل إحداهن أن كانت تعرف اين يقع بيت ذكرى ومن ثم يتصل به
* في منزل ذكرى *
راودها حلم سيء ف إنتفضت في فراشها وهي تحاول إلتقاط انفاسها
عادت للبكاء مرة أخرى ، كأن النوم هو الفاصل الذي تستريح به من البكاء لتعود له مجددآ
كانت الساعه الثانية عشر ليلآ ، شعرت بأنفاسها تختنق ف فتحت ناقذة غرفتها قليلآ بهدوء حتى لا تستمع لها والدتها ، ف والدها سافر منذ قليل إلى بورسعيد
إستندت على النافذه وهي تنظر للسماء ثم قالت بضعف : يااارب
ثم إستندت برأسها على النافذه لتبكي بحرقه ، وبينما هي تبكي تعتدلت لتغلق النافذه ولكنها لمحت تميم يقف تحت المنزل !
فركت عينيها بقوه وفتحتهما عدة مرات لتجده مازال واقفآ !
لا تصدق ! هل فقدت صوابها لدرجة أنها تراه الان
قامت من فراشها وإرتدت حذائها الشتوي على تلك البيجاما وفتحت باب الشقه بهدوء جدآ وحذر حتى لا تستيقظ والدتها
ثم نزلت ركضآ على الدرج لتتأكد من وجوده
ما إن نزلت إلى الشارع حتى وجدته يقف ودخان البرد يخرج من فمه وهو يتنهد وينظر لها
بدون تفكير ركضت إليه وضمته بقوه ليرفعها هو عن الأرض ويتشبث بها وهو يقول : إنتي كويسه ، بصيلي إنتي كويسه !!
بكت في حضنه كثيرآ وهي تقول : أنا كويسه كويسه ، ظعيت ربنا يخفف عني الحزن ف جابك
ثم إبتعدت عنه قليلآ لتضع يدها على وجهه وتقول : عرفت عنوان البيت منين
قال تميم وهو شارد في وجهها : متشغليش بالك
لاحظ أن وجنتيها محمرتين ف وضع اصابعه برفق وقال بغضب : ضربك !
لتضمه هي مرة أخرى ف ملس على خصلات شعرها الناعمه برفق قائلآ : هخرجك من كل دا أوعدك بس إنتي إستحملي ، يومين بس وهتبقي كويسه
اخرجت السلسال من بيجامتها وقالت لتميم وهو معلق بعنقها : ريحتك فيه بجد مصبرني
تميم وهو يملس على شعرها : فين فونك ؟
ذكرى بحزن : بابا كسره
اخرج هاتفه من جيبه وأعطاه لها قائلآ : خلي دا معاكي ولما تكوني ليا هجبلك أحلى فون بس خلي دا معاكي وإوعي يشوفوه عشان أتطمن عليكي
ضمها مرة اخرى قائلآ : خلي بالك من نفسك لحد ما أرجعلك وإعملي الفون صامت ووطي الإضاءه
أمسك يدها وقبل باطن كفها برفق ثم قال : هسافر تاني بس وعد يومين بالظبط وهجيلك
انزلها على الأرض ثم قال : استني
كان هناك سائق تاكسي يقف صافآ سيارته ف فتح تميم الباب الخلفي وأخرج عدة أكياس وقال : دي اكل وشوكولاته وعصاير حجات تحطيها في أوضتك عشان عارفك مش هتاكلي كويس مع والدك ووالدتك لإنهم زعلانين منك
ضمته بقوه وقالت : ربنا يخليك ليا أنا عشان اللي إنت عملته دا أستحمل أي حاجه أنت سافرت وراطع في نفس اليوم عشان بس تطمن إني كويسه
تميم : واعمل اكتر من كدا كمان بس ليا عندك طلب
ذكرى : قول يا تميم
تميم بتبتسامه : لما نتجوز متلبسيش بيجامات ميكي ماوس دي تاني
ضحكت بشده ف ضحك هو وقال : يومين وراجع
ثم أدار ظهره ليركب سيارة الاجره ف قالت ذكرى وهي تحمل الأكياس و الهواء يحرك خصلات شعرها : هستناك 💛
* في منزل سيف أنور *
كانت زوجته تضب أغراضها في حقيبه صغيره واغراض إبنتها
جاء سيف من وراءها وضمها بقوه ف تأوهت قائله : حاسب بطني !
سيف : أنا اسف
مي : موجعتنيش اوي يعني
سيف بحزن : لا أسف عشان هتسيبي بيتك وتقعدي عند حماتي
حذفت مي ما بيدها وامسكت رايه وضمته كأنه طفلها
ثم قالت برعب : أنا مش عايزه أمشي وأسيبك هنا لوحدك معرفش هيحصلك إيه عشان خاطري تعالى معانا
سيف : مينفعش أنا مش جبان عشان أهرب ، أنا بس عاوز أتطمن إنكم هتكونوا بخير
مي بحزن : بس نفسي أعرف مين دول وعايزين منك إيه
سيف بتحليل منطقي : أي صحفي أو كاتب بيبقى ليه أعداء كتير خاصة ان في ناس مبيحبوش يتنشر عنهم مقالات أو ا ف لحد ما أعرف مين دول خليكي عند حماتي
* صباح اليوم التالي *
كان تميم يجلس في سيارته أمام منزل سيف انور
نزل سيف وهو يحمل حقيبة الكاميرا الخاصه به وجاء ليفتح باب سيارته ف وجد يد قويه تغلق الباب بعنف
إنتفض سيف ونظر لذلك الشاب الوسيم ذو الذقن الناعمه والشعر الأسود الناعم والعينان الرماديتان
وكان متشحآ بالسواد
قال تميم بصوت مبحوح من البرد : تحب نتكلم فين
