رواية تائه في عيناها الفصل الثانى عشر12والثالث عشر13 بقلم نهله جمال


 رواية تائه في عيناها 

الفصل الثانى عشر والثالث عشر

بقلم نهله جمال


Part 12 


" أؤمن دائمآ أن السعي هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الذات ، السعي وراء شيء ما وعدم اليأس من سلبياته والإيمان التام بإيجابياته هو من سيمكنك الحصول عليه سواء الأن أو في المستقبل ، يقول الرب إسعى يا عبدي وسأسعى معك 

حاول مرة تلو الأخرى حتى لو فشلت لعدة مرات ، ستأتي محاولة ناجحه بالتأكيد وستجني ثمار مجهودك وتعبك سواء إن كان تعبآ نفسيآ أو جسديآ 

ستنساه بمجرد تحقيق هدفك ، ما إن تضع قدمك للمره الأولى داخل سلم أمنيتك وحلمك ، ستعلم لماذا كان يجب أن تكلف عناء الصبر في رحلة سعيك 

لذا دائمآ كن ممتنآ لقوتك وصبرك 

ف العالم مليء بالضعفاء السلبيون الذين لا يحركون ساكنآ ويرون أيام عمرهم تذهب هباء أمام أعينهم " 


لكنني أثق به ثقه عمياء ، ذلك الرجل الذي أتسعت عيناه بصدق بعد أن إستمع إلى أنه كان سيتم الإعتداء علي وإصراره على إيصالي بلدتي بسلام ، وحضنه لي الذي أكاد أجزم أنه ك حضن الأب لأبنته ، خالي من أي شهوة  فقط يضمني ليشعر بالأمان 

أثق أنه سيحل الأمر من جذوره ويأتي ، حتمآ سيأتي 


جلس سيف أنور برفقة تميم الكاشف في مقهى عام ، نظر له تميم بجديه ثم قال بنفس الصوت المبحوح : مبتردش ليه ؟ إيه سبب إنك تصورنا وبلاش الكلام الخايب دا بتاع أنا صحفي وليا كل الصلاحيات إني أخد الصور وبلا بلا 

نظر له سيف بعد أن إرتشف من كوب القهوه ثم قال : ولما إنت خايف عليها من كلام الناس بتحضنها قدامهم ليه 

ثبت تميم عيناه على سيف ثم قال بنبره صادقه : عشان هي ليا ، ولو اعرف إنها هتتأذي كدا كنت إتحكمت في نفسي شوية ، وهرجعلك لنفس النقطه أنا كان ممكن أكون مكسرك ومحدش يعرفلك صاحب 

سيف أنور بغضب : طالما مشكلتك معايا بتروح لبيتي ليه وبترعب مراتي وبنتي 

إبتسم تميم وهو يرجع ظهره للوراء قائلآ : ولما إنت خايف على بيتك بتحط نفسك في خطر ليه ؟ 

سيف بضيق : بلاش جو ترديد الكلام دا 

تميم : ليه ؟ حلو ليك ووحش ليا ؟ إنت بتخاف على أهل بيتك اكتر ما أنا بخاف عليها مثلآ ؟ أنت عارف أنا مسكت نفسي عنك ليه ؟ 

رفع سيف رأسه ونظر لتميم قائلآ : ليه ؟ 

تميم : عشان شوفت بنتك وأبنك اللي جاي ، مرضتش أكسرك قدام مراتك برضو 

سيف بتنهيده : طب إيه المطلوب حاليآ 

تميم بأمر : ينزل إعتذار رسمي في نفس الجرنال ونفس الصفحه بإسمك تقول فيه إنك بتعتذر لبيت ذكرى كله الاول وبعدين تعتذر لعيلتي وإنك إستخدمت أساليبك الصحفيه في إلتقاط الصوره بالمنظر دا عشان تجذب إنتباه مش أكتر 

سيف بإنفعال : لا طبعآ مستحيل أعمل كدا 

إنتفض تميم وأمسك بعنق سيف بقوه أمام الناس وقال من بين أسنانه : بص أنا بكلمك بالذوق ومش راضي أطلع معاك أسلوبي التاني ووشي التاني اللي أكيد مش هيعجبوك ، أنا بحاول أبقى كويس معاك لكن أقسم بالله لو متعملش اللي أنا بقوله النار مش هتطولك إنت بس ، بس مش هخليك تفرح بإبنك اللي جاي دي سمعة بنت يا حيوااان 

سيف بإختناق  : بت  بتهددني 

تميم بغضب : أنا مبهددش أنا بنفذ إكتب إسم الكاشف في السيرش عندك وهيعرفك احنا مين 

ثم قذفه تميم على كرسيه وإرتدي نظارته الشمسيه السوداء وذهب بعيدآ عن الأنظار 


* في فيلا تميم * 

والده بغضب : تقوم رايح مهدده وجايب لنفسك بلاوي ؟ 

تميم بغضب : محدش يقدر يفتح بوقه معايا والله لو ما عمل الإعتذار حرفيآ هأذيه 

والده : إنت إتجننت خلاص البنت دي عملت فيك إيه عشان كل دا 

تميم بشرود : خلتني أحبها ..


* في منزل ذكرى * 

كانت تأكل من الشوكولا التي أحضرها تميم لها ، إستمعت لباب الشقه ينفتح ف خبأتها تحت وسادتها وأغمضت عيناها لتظهر لوالدها أنها نائمه 

تعلم أنه عاد من سفره 

فتح والدها الباب وألقى نظره عليها وجدها نائمه ، ف أغلق الباب مرة أخرى بعنف 

قامت هي وتنهدت وقالت : فينك يا تميم 

أخرجت الهاتف لتبحث عما إذا كان هناك جديد 

وجدت عدة رسائل من رانياا زوجة تميم تخبره بها أنها مازالت تحبه وأن يغفر ، تود العوده له مجددآ وتقسم عدة مرات أنها تغيرت مما عانته وأنها لو بحثت عن رجل مثله لن تجد 

كانت ذكرى تقرأ ودموع عينيها تنسدل على وجنتيها ببطيء 

لا تعلم إن كانت دموع غيره أم ماذا ! 

قبل أن تغلق الهاتف وجدت رقم غير مسجل يرسل لها على واتس أب كلمة : ذكرى 

كتبت ذكرى بأصابع مرتجفه : تميم ؟ 

كتب هو بسرعه : إنتي كويسه ؟ 

كتبت ذكرى قائله : أول ما تيجي كلمني عشان تاخد حاجتك وفونك 

كتب تميم بصدمه : نعم ! 

ذكرى : تصبح على خير 

كان يتصل ف أغلقت هاتفها تمامآ 

وخبأته 

ثم إنحنت على الفراش تبكي بقوه وبصوت مرتفع غير آبيه بوجود والدها ووالدتها 

دخل والدها مذعورآ قائلآ: في إيه ! لا حول ولا قوة إلا بالله طب إهدي يا بابا كله هيتحل 

ويملس على شعرها بحنان 

إحتضنته بقوه وأكملت بكاء ، شعرت أن محاولات رانيا للعوده لتميم ستؤثر بها وسيتركها وحدها ويعود لزوجته ف ازداد خوفها ونحيبها 


أغلق تميم الهاتف بعد عدة محاولات للأتصال بذكرى ولكنه فشل 

إتصل على الصحفي سيف أنور رد سيف قائلآ  : أيوه 

تميم بنبرة غاضبه : الصبح الإعتذار ينور لا إلا والله ما هتشوف خير 

سيف بضيق : طيب ! انا بكتب فيه ممكن تسيبني بقى 

اغلق تميم الهاتف وقام ليرتدي ملابسه ، ركب سيارته وإنطلق بها 


* صباح اليوم التالي * 

إستيقظت ذكرى وهي تنظر حولها ثم تنفست بعمق ، أخرجت الهاتف من تحت الوساده لتفتحه 

وجدت ١٤ مكالمه هاتفيه فائته من تميم 

وعدة رسائل ملخصها أنه يحبها ولن يتركها 

وأيضآ لم تكف رانيا عن إرسال الرسائل 

وضعت الهاتف تحت الوساده بسرعه عندما قام والدها بالنداء عليها 

خرجت ذكرى وهي تسير ببطيء ثم قالت : نعم يا بابا 

وضع والدها يده على الطاوله وقال : أيآ كان اللي حصل دا مش نهاية العالم ، دا مش معناه انك مش غلطانه وإني سامحتك بس إنتي كدا بتدمري نفسك 

صمتت ولم ترد ، ليته بقى لها بعد كل ما حدث 

جلسوا على الإفطار ف أمسك والدها بالجريده 

بعد عدة دقائق أبتهج وجهه قليلآ وهو يقول : الصحفي اللي صوركم تقريبآ منزل إعتذار لينا ولعيلة الولد اللي بنتك اتصورت معاه 

نظرت ذكرى للجريده بشرود ف قال والدها : كويس ، بيصلح غلطه واحده واحده 

ذكرى بنبره حزينه : كدا كدا مبقاش يفرق 


والدها بإتساع أعين : دا في خبر طلاق اهو ! مش هو دا الراجل اللي اتصورتي معاه هو متجوز ! 

أومأت ذكرى برأسها قائله : أيوه 

والدها بغضب : إحكيلي إيه علاقتك بالراجل دا عشان مقطعش خبرك 

والدتها : هدي نفسك شويه 

والدها : الراجل طلق مراته وأكيد هيقولوا إن بنتك السبب 

شردت ذكرى أن تميم ترك زوجته لأجلها 

ف قالت بنبره خائفه وحزينه : هحكيلك اللي حصل بالتفصيل يا بابا بس توعدني تسامحني 

نظر لها والدها بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه 

قصت عليه كل ما حدث عدا قصتها مع يوسف الذي حاول الإعتداء عليها ف كذبت وقالت أنها تشاجرت مع إحدى زميلاتها في السكن 

وما إن إنتهت حتى قالت : والله دا كل اللي حصل وحكيت لماما اساسآ 

نظرت لها والدتها بعاتب ف نظر زوجها لها قائلآ : يعني خبيتي عليا ؟ ماشي يا هانم 

دق جرس الباب ف قام والدها ليفتحه ، وجد تميم أمامه يقول : صباح الخير يا عمي ، ممكن نتكلم مع بعض شويه !


Part 13


يتساقط الأمل من قلبي شيئآ ف شيئآ .. ك سقوط الأوراق الذابله من غصن الشجره في موسم الخريف ، لتقع على الأرض ببطيء 

ويدهسها الماره ، أشعر بغضه مؤلمه في قلبي تجعلني تائهه في عالم اللاوعيي ، أنظر لمن حولي بعينين ك عينا الجثه 

وبداخلي صوتآ ضئيل يقول سيمضي ، تحملي وكل الأمور ستمضي السيئه منها والجيده 

لكن كيف سيحدث ذلك وأنا أرى طيفه يختفي بعيدآ 

يذهب بعيدآ 

لأغنض عيناي ولا أعاود فتحهما مرة أخرى ، لتبقى تلك الصوره في ذهني إلى الأبد 

الفراق مؤلم ، لكن لابد أن تتعايش مع ألمه حتى تفيق ، إما ستأخذك دوامة الحزن بشكل محزن ، لتعيش في هذا العالم بلا روح .. " 


دخل المنزل وجلس مع والدها ، كان الحديث يحوي صراحه بحته ، أخبر تميم والدها أنه تزوج ولكن على الورق وطلق زوجته رغبة منه في إنهاء تلك المهزله 

وتقدم لخطبة ذكرى لإنه أحبها 

أعجب والد ذكرى بشجاعته وصراحته وفجأه قال بهدوء : شوف يابني ، أنا مش هقدر أجوز بنتي لواحد كان متجوز حتى لو على الورق بس ، وكفايه اللي حصل لحد كدا إحنا ناس مش حمل أذيه وكلام ناس ، شوف واحده من توبك متبصش لتحت لأني علمت بنتي متبصش لفوق 

تميم بصدمه : متبصش لفوق ليه ! إعذرني بس إنت مش عارف قيمة بنتك ، ذكرى الكل لما يبصلها بيرفع راسه لإن هي فوق وهي بنت ناس ومحترمه لولا كدا أنا مكنتش جيت 

والد ذكرى : ربنا يكرم أصلك 

تميم بصدمه : أنا مش بقولك كدا عشان تشكر فيا أنا متمسك بيها وعايزها 

والد ذكرى بقرار قطعي : وأنا معنديش بنات للجواز ، روح لحالك يابني 

تميم ببرود مفاجيء : تمام هخرج من هنا ومش هرجع ، مش عاوز تجوزني بنتك ماشي ، بس انا لو شوفت راجل هنا دخل يتكلم معاك عليها هكسر البيت دا فوق راسكم ! 

وضعت ذكرى يدها على فمها ف إنتفض والدها قائلآ : إنت بتهددني !

تميم بغل : طالما إعتبرت رأيك مهم وجيتلك وشرحتلك وإنت مفهمتش إتأكد إني هستخدم كل أساليبي عشان اقنعك إن بنتك ليا 


والدها بغضب : إخرج برااا 

خرج تميم وصفع الباب خلفه ف ركضت ذكرى وراؤه قال والدها بغضب : لو خرجتي وراه هروح اسحب ورقك من الكليه بجد 

نظرت لوالدها بحزن وهي تبكي ثم خرجت وراء تميم وصفعت الباب خلفها 

جلس والدها على الأريكه بإرهاق ثم قال : قال يتجوزها غصب عني قال 


* في الخارج * 

ركضت ذكرى وراء تميم حتى وصلت له ثم أمسكت بذراعه وقالت : أنا مش هقبل أكون غير ليك أصلآ 

إلتفت لها تميم وقال : أمال إيه اللي إنتي بعتيه في مسج دا ؟ 

ذكرى ببكاء : عشان كنت فاكره إنك هترجع رانيا وبعدين أنا ...

قاطعها بقبله مباغته ، إتسعت عيناها بصدمه وهو يقبلها بهدوء ، كأنه يطبع ملكيته لها 

أبعدته عنها قليلآ حتى إلتصقت خصلات شعرها في ذقنه وقالت : متعملش كدة تاني يا تميم من فضلك ، مش محتاج حركات المراهقين دي عشان تثبت إني ليك ، أنا هكون ليك دايمآ 

إحتضنها تميم ف ابعدته وهي تنظر لوجهه قائله : إرجعلي تاني ، إتمسك بيا متسيبنيش 

تميم بشرود : مش هسيبك والله ، هرجعلك 

وضعت أصابعها على شفتيه وهي تمسح له قائله : كنت بجرب مكياج بالليل من كتر الزهق ونمت بالروج ف طبع عليك 

ضحكت ف أمسك بيدها ثم قال : سيبيه متمسحيهوش ، همسحه أنا بطريقتي 

نظرت له كالطفله ف قال : وهرجعلك ، إوعي تضعفي ، كل ما تضعفي تخيلي إني إتجوزتك وبقينا في بيت واحد 

تركها ورحل لسيارته ، بقيت هي تنظر لأثره الراحل ثم دخلت منزلها ببطيء 

تلقت صفعه من والدها وظل يوبخها لإنها عصت حديثه 

ولكنها دخلت غرفتها وتمددت على الفراش ثم قالت لنفسها قبل النوم : هستناك يا تميم ومش هضعف ، وعد 


* في منزل والدة مي * 

أحضرت والدتها أكواب العصير وقالت لسيف : أتفضل يابني 

إلتقط سيف الكوب وقال : تسلميلي يا حماتي 

والدة مي لإبنتها : ما ترجعي معاه يابنتي الراجل عمال يصالحك من الصبح 

مي : ماما من فضلك إنتي مش فاهمه الموضوع 

والدتها : هروح أصلي المغرب وأسيبكم تتكلموا 

ذهبت والدتها ف جلس سيف على ركبتيه أمام زوجته ووضع رأسه على بطنها ف تألمت قليلآ ولكنها برفق وضعت يدها فوق رأسه ف قال : مش أنا إبنك برضو ؟ إبنك وحبيبك وكل حاجه ! عشان خاطري يا مي إرجعي

مي : مش هعرض عيالي للخطر يا سيف 

سيف وهو يعتل وينظر لعيناها : مبقاش في خطر أنا خلاص نزلت الإعتذار  

مي بألم : وتفتكر لما عملت كدا خلاص هيسيبوك في حالك ؟ 

سيف : لو شاكك إني في نسبة خطر ولو بسيطه مكنتش جيت عشان أرجعك 

إبتسمت مي ف قال لها سيف : وحشتيني ، أنا بحب الكاميرا بتاعتي أه بس هي مش هتاخد مكانك يعني 

ضحكت مي ف قال سيف : يلا قومي لمي حاجاتك وأنا هلم حاجة البنت عشان تنوري بيتك تاني 

مي : سيبني يومين بس 

سيف بغضب : مي بطلي شغل العيال دا أنا راجل محتاج مراتي جمبي 

مي بضحك : طب خلاص قلبت وش الملايكه وإتعصبت ليه 

سيف : ما إنتي بتستفزيني وبقالي ساعه بحايل فيكي عمال أقولك يا مي وحشتيني يا مي متزفت من غيرك 

مي بضحك : يالهوي خلااص هتولدني من الضحك ، وسع كدا أقوم أغير هدومي 

.


* في سيارة تميم * 

كان يحدث والده ويقول : أقولكم ليه إني طلقتها ومن إمتى أنا بهتم بكلام الناس ؟؟ 

بابا أنا سايق ممكن نتكلم بعدين ؟  اااه هو انت بتراقبني يعني ايوه سافرتلها وابوها رفضني 


والده بغضب : يعني راجل رمه زي دا تديله الفرصه يقولك لا ليه وعشان ايه ؟ 

تميم بغضب : انا هقفل عشان سايق 

أغلق تميم هاتفه لكنه وقع أسفل كرسيه ف تابع الطريق بعيناه ونزل رويدآ ليحضر الهاتف ، كانت شاحنة نقل كبيره كانت تحاول التوقف ولكنها صدمت سيارة تميم بقوه حتى إصطدم رأسه في المقود وظل المقود يصدر صوت إنذار وتميم غارق في دماؤه ..


                 الفصل الرابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصل من هنا


تعليقات



<>