رواية عشق الادم الفصل السادس6والسابع7بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم 

الفصل السادس السابع 

بقلم ماري حلمي


رفعت يدها الصغيرة تفتح مقبض الباب وهي ترتجف من فرط المشاعر التي أحستها خلال وجوده بجانبها يطمأنها ويحاول أن يبرر لها فعلة صديقه الحمقاء   تلك ، وضعت يدها على قلبها الذي أخذ ينبض بقوة وهي تتذكر نظراته القوية عليها ، شهقت بخفه حينما ظهرت والدتها تتكأ على عصا خشبيه أمامها فقد كان عقلها مشغول بصاحب   الشعر الحمراء الذي أسرها بشكله .. 

هتفت والدتها (فاطمة ) وهي تدقق النظر بابنتها التي يبدو بانها ليست على ما يرام : 

" خبر يا فرح يا بنتي ؟ وشك أصفر كده ليه يا حبيبتي ، أكيد تعبت من الشغل صح .. " 

أنها كلامها وهي تشعر بغصه مريرة وهي ترى ابنتها تعمل بالقصر كخادمة ولكن ظروف حياتهم القاسية فرضت ذلك عليهم .. 

ابتسمت لوالدتها وهي تراها على تلك الحالة قائلة : 

" أنا كويسه يا ماما ، بس محتاجة أنام مش اكتر .. " 

منحتها والدتها ابتسامة هادئة حنونه لتهتف : 

" روحي بدلي هدومك على ما أجهزلك العشاء يا قلبي .. " 

اومأت رأسها بابتسامة مصطنعه فهي لا تريد أن تشغل باب والدتها المريضة عليها أكثر من ذلك .. 

رفعت فاطمة رأسها قبل يديها ناحية السماء تدعي ربنا كثيرا أن يطمئنها على ابنتها قبل الرحيل الذي يبدو انه أصبح قريب للغاية .. !! 

في حين دخلت فرح غرفتها وجلست على ذلك المقعد أمام مرأتها الصغيرة لتتذكر ما   حدث معها بعد أن خرجت من قصر عائلة الزهراوي ... 

فلااااش بااااك 

بعد أن أمسك أيهم بيدها بقوة وقد بدأ غاضبا جدا من تصرفات صديقه أدم ، سار بها ناحية سيارته بقوة ، في حين نفضت هي يده عنها بقوة وغضب وما زالت تبكي لتهتف له بحده : 

" بص يا باشا ، صح انا  بشتغل خدامة هنا ، وصح صاحبك إلي جوا ده أهاني كتيييير ، بس ده مش يعطيك الحق إنك تمسك أيدي انت فااااهم ... " 

أخذ يطالعها بنظرات مذهولة من سلسلة الكلمات التي أطلقتها أمامه ليهتف مبررا : 

" أولا انا آسف إني مسكتك كده يا انسة ، بس غصب عني كان لازم أخرجك من جوا قبل ما أدم يقسى عليكي أكتر .." 

نظرت له بسخرية فهي تعتقد بأنه لا يفرق عن صديقه ذلك شيئا لتهتف : 

" متشكرين يا باشا ، عن إذنك " 

قالت كلماتها تلك وهي تهم بالمغادرة ليقف أمامها يمنعها قائلا : 

" انتي مفكرة نفسك رايحه فين ؟ اطلعي السيارة أوصلك الوقت تأخر .. " 

نظرت له بتحدي قائله : 

" وسع كده ، مش هطلع مع واحد غربب عني " 

تقدم منها أكثر حتى كاد يلامس وجهه خدها ليهمس بغضب : 

" اطلعي أحسن تندمي ... " 

في النهاية رضخت لقراره ذلك وصعدت بالمقعد الخلفي ليبتسم على سذاجتها تلك ويصعد   يحتل مقعد القيادة ليهتف وهو يحرك مقود سيارة صديقه ادم الذي أخذ مفاتيحها عن الطاولة عندما خرج : 

" معلش يا فرح ممكن متزعليش من أدم ؟ علشان هو اكيد مكنش يقصد يعمل كده ، بس اكيد في حاجة دفعته يعمل كده .. " 


اومأت برأسها بتفهم لكلامه ذلك فهي أكثر شخص تعرف طيبة وأخلاق " أدم الزهراوي " لتهتف : 

" خلاص مش زعلانه يا باشا .. " 

طالعها من مرأة السيارة قائلا بضحك : 

" اسمي أيهم ، مش باشا .. " 

ابتسامة خافته ارتسمت على ثغرها وهي تطالعه بنظرات خجوله وقلبها يخفق من فرط توترته .. 

نهااية الفلاااش باااك 

أيقظها من شرودها صوت والدتها تهتف لها : 

" الأكل جهز يا فرح ، يلا يا بنتي تعالي .." 

لتسرع تبدل ملابسها تلك وتتوجه الى حيث والدتها ... 

**************************** 

جلست على طرف السرير على استحياء وهي تنظر لأحمد الذي طالعها بنظرات مطمئنة قائلا : 

" تفضلي ده الفون اتكلمي براحتك يا عشق ، معلش إني جبتك هنا بس زي ما انتي شايفه   الفون موصول بالشاحن ، المهم تكلمي وانا هدخل أخد شاور مش هزعجك .. " 

نظرت له بامتنان قائله : 

" ميرسي يا أحمد ، انت طيب أوي عكس أخوك .." 

منحها إبتسامة صافية وهو يهتف : 

" على فكرة أدم طيب جدا بس في ظروف قاسية خلته إنسان عصبي كده .." 

نظرت له بدون فهم ليكمل : 

" سيبينا من أدم دلوقتي ، يلا اطلبي الرقم وانا هدخل .. " 

قال كلماته تلك وهو يتحرك من أمامها ناحية خزانته ليحمل منشفته بيده ويتوجه ناحية الحمام .. في حين أمسكت الهاتف بيدها وهي تضغط على الأزرار وتطلب رقم والدتها ... 

في نفس الوقت بقي أدم يتقلب على سريره ويبدو عليه الغضب الشديد وهو يفكر بكلام ونظرات عشق له وهي تخرج من باب المكتب ، ليلعن نفسه   على تسرعه ذلك ، فيبدو أنه قد قسى عليها كثيرا في كلامه القاسي ليهتف لنفسه مأنبا : 

" اكيد دلوقتي بتكون مقطعه نفسها عياط علشان كلامي ده ، يووووووه أمسك لسانك يا أدم شوية ، البنت مفيش ليها حد هنا غيرنا .. " 

أنهى كلماته تلك وهو ينهض بعنف مقررا التوجه ناحية غرفتها للاعتذار عن كلماته تلك .. 

أما بداخل غرفة أحمد 

بقيت تطلب الرقم مرارا وتكرارا وفي كل مرة يأتيها بأن الرقم الذي تود الاتصال به مقفل ، خفق قلبها بشدة حينما أحست بأن يكون زوج والدتها اللعين قد فعل بها شيئا .. نزلت دموعها بقوة وهي تلعن نفسها لما تركت والدتها وغادرت .. 

سار برواق الممر الذي يقوده إلى غرفتها ليقف أمام باب الغرفة وهو يرى الباب مفتوح ، تقدم خطوة وهو يدق على الباب ولكن لم يجد أحد ، عقد حاجبيه بغضب حينما ظن بأنها من الممكن أن تكون قد غادرت القصر ، سار بخطوات سريعة ناحية غرفة شقيقه يسأله إذا كان رأها أم لا .. 


في نفس تلك الأثناء كانت قد وضعت الهاتف مكانه على الطاولة مقررة الذهاب إلى غرفتها بعد أن يأست من محاولات الاتصال تلك ، نهضت بخفه   لتتفاجىء بأحمد يخرج من باب الحمام وهو يلف نفسه بمنشفه لتشهق بخجل وتدير رأسها قائله : 

" أنا انا آسفة ، بس كنت همشي على طول  الله " 

تقدم منها خطوتين ليهتف : 

" أنا إلي أسف نسيت أخد هدوم معايا ... " 

عند تلك النقطة كان أدم قد دخل ليتصنم مكانه من هول ما يرى أمامه ، فعشق تقف في منتصف غرفة أخيه الذي يلف نفسه بمنشفه نوعا ما .. 

تقدم منهما بخطوات حذره وهو يسلط عينيه على تلك التي اختبأت بتلقائية خلف أحمد ، هدر أدم بصوت مجلجل قائلا بغضب : 

" إيه إلي بيحصل هنا ؟ ايه قلة الأدب دي ؟ بجد طلعت بت زي ما قولت عنك ، دايره على حل شعرك بإيطاليا ودلوقتي جاية ترسمي على أخويا مش كده .... " 

نزلت دموعها بقوة حينما وصلت لها كلماته كسموم اخترقت قلبها الصغير لتهتف بكلمات متقطعه : 

" انت انت ف فاهم غلط ي يا أدم ، انا انا .. " 

قاطعها وهو يسحبها من خلف أخيه بقوة لترتطم بصدره العريض ليمسكها من شعرها بقوة هادرا :

" انتي وحدة قليلة أدب .. " 

أنهى كلماته تلك ليرفع يده ويهوي  بها على وجنتها التي اصطبغت باللون الأحمر بشدة وتبدأ الدماء تسيل من وجهها بغزارة ، تقدم أحمد بفزع   وهو يحاول سحبها من بين يدي ذلك الذي تحول بتلك اللحظة إلى وحش كاسر لا يرى أمامه ليهتف له برجاء : 

" آدم أهدى شويه ، البنت كانت عايزه .. " 

قاطعه آدم وهو يصرخ فيه قائلا : 

" انت تخرس خااااالص ، فااااااهم " 

أنهى كلماته تلك وهو يجرها من شعرها بقوة خلفه وهي تعافر حتى تفك نفسها من بين براثنه ولكن كل محاولاتها بأت بالفشل الذريع ... 

تقدم أحمد ناحية خزانته ليلتقط شيئا يرتديه ويسير خلف أخيه قبل ان تحصل كارثة .. 

بالنسبة لأدم لم يكن وقتها في وعيه مطلقا فقد تمثلت أمامه طليقته عبير عندما اكتشف بأنها تخونه 

ليظهر الوحش بداخله والذي لطالما حاول إخفائه 

نزل بها درجات السلالم بقوة وهو ما زال يمسكها من شعرها بقسوة ، وهي تصرخ بأعلى   صوتها وتبكي بقوة شديدة ، دفعها ناحية إحدى المقاعد بقوة ليلتقط هاتفه المحمول ويجري اتصالا بأحدهم .. 

نزل أحمد الدرجات بقوة تتبعه والدته التي إستيقظت على صراخ آدم لتجد إبنة شقيقتها بحالة يرثى لها وأدم يقف ينظر لها نظرات نارية ... 

هتفت السيدة صفيه وهي تحتضن عشق بشدة : 

" إيه إلي حصل يا عشق ؟ مالك يا بنتي في ايييه ؟" 

شهقت عشق بقوة وهي تتشبث بها غير قادرة على اخراج الكلمات ، ف أي كلمات   ستخرج منها الأن وهي وضعت بموقف لا تحسد عليه اطلاقاا !! شعور الظلم الذي وضعت فيه أمام الجميع  أصبح أكبر من طاقتها على التحمل .. !! 

  في حين كان أحمد على وشك الرد حينما وجد الباب يدق وسرعان ما ظهر منه أشخاص يبدو على أحدهم كأنه " المأذون " !! 

هدر أدم بنظرات كلها حقد وغل قائلا : 

" أحمد هيكتب كتابه على البنت دي ..........."

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

7

هدوء شديد عصف بكيان القصر بأكمله بعد كلمات أدم تلك التي نزلت على مسامع الجميع كالصاعقه وبالتحديد "عشق" التي أخذت تنحب بهستيريه شديدة وهي تتشبث بخالتها أكثر ، حتى كادت دموعها ان تغرق عباءة خالتها البيتيه ، ألا يكفيها الظلم الذي عاشته برفقة زوج أمها ذلك الرجل الذي تفنن باذاقتها كافة أشكال الألم والعذاب النفسي حينما رفضت الارتباط به ، ألا يكفيها بأنها   ترعرع في كنف أمها بغير أب ، ذلك الأب الذي أهبرتها والدتها بأنها توفي منذ أن كانت تبلغ سنتين ، ألا يكفيها بأنها لم تجد أخ او أخت حتى بجانبها ، ليأتي ذلك القاسي الأن ويزيد ( الطين بله ) كما يقولون ويزيد جنينها جحيم .. 

هتفت السيدة صفيه بجزع : 

" آدم انت تجننت ؟ " 

بادل والدته نظرات قوية ليصرخ : 

" اه انا اتجننت يا امي ، وابنك ده لازم يتجوزها وإلا هحرق القصر ده على إلي فيه ... " 

أنهى كلماته تلك وهو يقلب تلك الطاولة الصغيرة أمامه ليصدر صوت ارتطامها بالأرضية بقوة ، ويلتقط أنفاسه بجنون .. 

تقدم أحمد بخطوات حذره ناحية شقيقه فأن كان أدم قد جن ورجعت له ذكريات أليمه فهو سيحكم عقله الآن ، هتف أمام شقيقه وهو يضع يده على كتفه بهدوء : 

" بس يا آدم ، انت فهمت القصة كلها غلط بغلط ... "

حول نظره لشقيقه بغضب جارف ليهتف : 

" قولتلك انت تسكت خالص " 

زفر أحمد بقوة وهو يغمض عينيه فشقيقه الأن أصبح لا يرى أحدا أمامه من غضبه الذي لم يستوعبه أحمد 

ليهتف وهو يجاريه غضب : 

" لا مش هسكت يا آدم ، انت اتظلمت من زمان وعارف شعور الظلم بكون عامل ازاي يا آدم  ، البنت طلبت مني تكلم أمها إلي بايطاليا وأنا قولتلها تعالي   معاي الاوضه علشان الفون كان على الشاحن ، انا دخلت الحمام وسبتها تتكلم وبس طلعت تفاجئت فيك واقف ، صدقني يا آدم دي الحقيقة ... " 

وقف يستمع لكلام شقيقه بذهول وكأنه قد رجع للتو من عالم الشك الذي عاشه قبل مع طليقته ، أغمض عينيه بألم وهو يرغم نفسه على عدم تصديق كلام شقيقه ولكن كل الحقائق والأدله تبرهن أن أحمد على حق ، فلو كان بينهما شيئا لما وجد الباب مفتوح ، وكذلك حالة   عشق المزريه تؤكد ذلك ، وبتلقائية وجه نظره لأولئك الرجال الذين كانو يقفون على بعد من الكلام الدائر ويبدو عليهم الملل من الانتظار .. 

في حين طالعته والدته بنظرات لائمه على تسرعه 

لتهتف بحزم : 

" آدم انهي المهزله دي واصرف الناس ، وبعدين هيكون لينا كلام تاني " 

بالنسبة له هو كان في عالم أخر ينظر لتلك المسكينة التي كانت تتشبث لوالدته بقوة ويبدو بأنها قد غفت من شدة بكائها ، أخذ يلعن نفسه بقوة من   جديد على تسرعه ذلك الذي سيجره لكارثة يوما ما ، فها قد أصبح ظالم لا يختلف شيئا عن طليقته تلك .. 

تكفل أحمد بصرف أولئك الرجال وهو يعتذر منهم ..

وجهت السيدة صفيه نظرها لتلك التي تتشبث بها وهي تهتف بحنو : 

" حقق عليا يا قلبي ، اعتبريني انا إلي غلط فيكي ، وأدم ده هخلي يعتذر منك غصب عنه .. " 

ولكن ما فائدة الأعتذار حينما يشعر الإنسان بأن كرامته قد هدرت ، وقلبه قد اقتلع من مكانه من شدة الظلم الذي لحق به ، وأي ظلم ذلك يساوي ظلم الفتاة وطعنها بشرفها !! 


بقيت السيدة صفيه تنظر لعشق التي كانت مستكينه بين يديها لا تتحرك لتهتف بحذر : 

" عشق حبيبتي تعالي معايا نطلع أوضتك 

ترتاحي .. " 

ولكن للمرة الثانية لم تلقى منها أي إجابة ، رفعت يدها التي تحيط بها خصر عشق بحذر وهي تضعها على جبينها الذي سرعان ما سحبتها بقوة وهي تصرخ بجزع :  

" عشق عشق قومي يا بنتي .. "

تحولت كل حواس ذلك الذي ما زال يقف مكانه لا يقوى على الحركة من ما افتعلت يداه لصوت والدته وهي تحاول افاقة عشق والأخيرة لا تتحاوب معها 

سار بخطوات حذره ناحيتها ليهتف وهو يبتلع ريقه : 

" م مالها ي يا امي .. "

ردت عليه بألم : 

" البنت مش بتتحرك يا آدم .." 

دق قلبه بعنف وهو يتوجه ناحيتها مزيحا والدته برقه من جانبها ليضع يده على مكان النبض لديها ، ليجده ضعيفا جدا ليصرخ : 

" أحمد بسرعة جهز السيارة البنت هتموووت .. " 

تحرك أحمد بسرعة وهو يهتف بجزع : 

" حاضر حاضر .. " 

صعد يقطع الدرجات بقوة متوجها ناحية غرفته التي سرعان ما هبط منها وهو يحمل مفاتيح سيارته ليتوجه ناحية الخارج ويقوم بتشغيلها ...

في حين حملها أدم بين يديه برقه شديدة وقلبه يخفق بجنون ، لتلحقه السيدة صفيه على استعجال وهي تدعو ربها ان تمر هذه الليلة على خير ... 

*************************** 

أنهى صلاته التي لم يقطعها منذ أن كان يبلغ الخمس سنوات ،فعلى الرغم من حياته بدولة غربية بعيدة كل البعد عن التعاليم الإسلامية التي تحاول بكل الطرق صهرها وجذب الشباب العرب هناك لحياة الانفتاح   إلا أنه بقي مواضبا على تعاليم دينه الحنيف وبالتأكيد الفضل بذلك يعود لوالده ذلك الرجل الطيب الذي تفاجئ به منذ ساعات قليلة قد عاد من إيطاليا ليستقر هنا بعد أن سبقه ابنه بقليل .. 

وضع يده على قلبه بتلقائية وهو يشعر بنخزات متتالية تنخر به بقوة ليبدأ بترتيل بعض الأيات القرأنية بصوت منخفض ..

خرج من غرفته ليجد والده يجلس على إحدى الأرائك ويحمل بين يديه صورة يتأملها بقوة 

تقدم منه ليجلس بجانبه قائلا بمرح : 

" مين المزه دي يا جلال باشا .. ؟ " 


رفع نظره يطالع والده بحنيه قائلا : 

" دي مراتي التانيه يا أيهم !! إلي كنت قولتلك عنها .. " 

أخذ يدقق بالصورة جيدا ليهتف بإعجاب : 

" دي كانت حلوة اوووي " 

منحه والده ابتسامة ومن ثم عاد ينظر للثورة باشتياق ، تنحنح أيهم بخفه قائلا : 

" احم ، هو ممكن أسأل سؤال يا بابا .. " 

اومأ له والده وهو ما زال يحدق بالصورة ، ليتابع أيهم قائلا : 

" ما دام بتحبها كل ده ليه طلقتها  .. " 

تنهد بتعب ليهتف : 

" دي قصة طويلة يبني ، هقولهالك بعدين .. " 

اومأ أيهم بتفهم ، في حين هتف السيد جلال لنفسه بشوق وهيام : 

" وحشتيني يا صفاء .. !!! " 

****************************** 

ضرب قبضة يده بقوة وهو يزفر بعنف شديد فهاهم منذ ساعتين يقفون أمام غرفة   الطوارىء ولم يخرج أحد يطمئنهم بعد .. وضع أحمد يده على كتفه شقيقه الذي كان يبدو عليه الغضب الشديد ليهتف بهدوء : 

" ممكن تهدأ شوية ، ان شاء الله هتكون كويسه " 

طالع شقيقه بنظرات أسفه ليهتف :

" أحمد انا أس .. " 

قاطعه أحمد قائلا : 

" مش أدم إلي بيتأسف من حد فاهم ؟ انت مش بس اخويا لا انت ابويا إلي رباني وخلاني راجل ، صح انت غلطت بس بحياتك يا آدم ممنوع تسمح لنفسك تتأسف مني .. " 

طالعه أدم بنظرات فخر ، فعلى الرغم بأنه شاب مهمل وطائش ومستهتر ولكن بداخل رجل قوي ومختلف والفضل يعود له بالنهاية .. 

ليكمل أحمد : 

" بس هتعتذر من عشق ، انت ظلمتها كتير يا أدم " 

رد عليه وعينيه ما زالت على الباب :

" هو يخرج حد يطمنا عليها وانا هتصرف .. " 

في حين كانت السيدة صفيه تجلس على مقعد بالقرب منهما تحمل بين يديها مصحف صغير وهي تتلو بعض الآيات القرأنية التي تطهر النفوس بذكرها ... 

خرج إحدى الأطباء متوجها ناحيته ويبدو على ملامحه التجهم .. 

خفق قلب أدم بشدة وهو يرى ملامح الطبيب لا تبشر بالخير مطلقا ...


                  الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>