رواية عشق الادم ج٢
الفصل الثامن عشر والتاسع عشر
بقلم ماري حلمي
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
وكأن الطيور قد حطت على رأسهم ..
هدوء قاتل أحتل كيان كل من كان بالمكان بعد كلمات الطبيب تلك التي كانت بمثابة صفعه قوية أخترقت وجوههم بشدة !!
بينما هي لا زالت تجلس على الأرضية تطالع الطبيب بعينين يكادان يخرجان من محجرهما !
إذا هل ستكون نهايتها هي و زوجها هنا ؟ هل سيموت أيهم ويتركها وحيدة ؟ هل سيرحل ؟
يا الله كم شعرت بأن قلبها يتمزق الأن !شعرت بألم لم تشعر به من قبل ، قفزت أمامها ذكرياتهم معا
حبه لها وخوفه عليها ، احتوائه ، غيرته
يا الله كم اشتاقته ! ماذا عساها تفعل بدونه
كيف ستعيش ؟ وبأي قلب ستستمر بحياتها من بعده ؟! أغمضت عينيها تتمنى أن تكون بكابوس وتنهض تجد نفسها بداخل أحضانه !!
ولكن ضربتها الحقيقة الموجعه عندما سمعت الطبيب يكمل كلامه قائلا بعد أن وجد الصدمه قد أخذت حيزا كبيرا منهم قائلا :
- الحمدلله الورم لسه بالبداية يا جماعة ، خلو ايمانكم قوي بربنا ، حالة المريض النفسيه دلوقتي هي الأهم ، وانتو كمان لازم تكونو قويين علشان يستمد قوته منكم !
هتف أدم بحزم :
- ايه الحل دلوقتي يا دكتور ؟
أجاب الطبيب بهدوء وهو يحول عينيه بين الموجودين :
- حاليا لازم نعمله عملية أستئصال الورم ، العملية صعبه بس نسبة الشفاء كويسه لدلوقتي علشان زي ما قولتلكم الورم لسه بالبداية !!
أنشقت ابتسامة صغيرة على ثغر السيد جلال عندنا سمع بأن هناك نسبة شفاء ستعيد إليه إبنه من جديد ، هتف للطبيب قائلا :
- الحمدلله يا دكتور على كل حاجة ، حاليا في نسبة شفاء و ده كويس طبعا ، ياريت تعمله العمليه بأسرع وقت ..
تقدم الطبيب ناحيته يقف أمامه يهتف له بهدوء :
- أيوه كده انا عايز نفسيتكم تكون كويسه وايجابيه علشان المريض يرجعلكم بأسرع وقت
بينما تقدمت عشق من صديقتها فرح تجلس بجانبها على الأرضية تهتف لها بحزم :
- كفاية عياط بقى يا فرح ، دلوقتي جه دورك علشان تكوني قوية علشانه ، أيهم هيتقوى فيكي يا فرح وبينا كلنا !!
كلام صديقتها وكلام الطبيب صحيح
ستكون قوية لأجله ، ستناضل لأجل أن يعود لها من جديد كما كان في السابق !!
نهضت عشق لتمسك بيدها يتجهان ناحية الطبيب
بينما هتف أدم متسائلا :
- العمليه هتكون امتى يا دكتور ؟
أجابه الطبيب بحزم :
- في أسرع وقت ممكن طبعا !
بينما تقدمت كلارا تقف أمام فرح تهتف لها بحزن :
- سامحيني يا فرح على كل حاجة ، أيهم أغلى من أخويا والله ، بس إلي حصل ان قلبي تحكم بعقلي !
حدقت بها فرح بقوة ، رأت دموع صادقة تنزل من عينيها لتهتف لها وهي ترفع يدها تمسح دموعها :
- متعيطيش يا كلارا ، انا مسمحاكي طبعا ، دلوقتي لازم تكوني قوية علشان أخوكي يخف بسرعة ، صح ؟
ابتسمت كلارا بسعادة تهتف :
- صح !!
..............................................
تم تحديد موعد العملية أن تتم في الغد بعد أن أتفق الطبيب مع العائله على ذلك ، بينما تلقى أيهم الخبر بصدمه كبيرة ولكن أيمانه الداخلي جعله يحتسب ذلك عند الله ، كان يجلس في الغرفة المخصصه له على سريره يتكئ برأسه على الوساده يغمض عينيه وهو يفكر بالغد ! هل سيخرج ويعود لعائلته أم أن الله قد كتب له النهاية ؟؟! تنهد بهدوء يحاول أن يتوقف عن أفكاره تلك ، سمع الباب يفتح بهدوء ولكنه لم يكترث ظنا منه أنه الطبيب او إحدى الممرضات ، بينما سارت بخطوات بطيئه بعض الشيء وهي تدقق في تفاصيله ، وجهه مصفر بشكل كبير ، يغمض عينيه بتعب واضح ، أمسكت دموعها بقوة حتى لا تبكي أمامه ، سارت حتى وصلت أمامه !
بينما شعر هو بها ليفتح عينيه يهمس بتعب ممزوج بلهفه حقيقيه :
- فرح !!
جلست قريبه منه تهتف بحب واضح :
- قلب فرح !
أبتسم بسعادة وهو يعادل في جلسته بتعب ، هتف لها :
- وحشتيني
دق قلبها بقوة لتقترب منه أكثر تهتف :
- توعدني إنك تقاوم علشاني وعلشان بنتنا ؟!
حدق بعينيها بهيام كالمغيب ، أجابها :
- أوعدك !!
نهضت بدورها تدس نفسها بجانبه على السرير تحتضنه بقوة ، لهفه ، أشتياق ، ليغمض هو عينيه يتلذذ بجمال هذه اللحظة ، هتفت له :
- أنا اسفه يا أيهم على كل حاجة
وضع يده على شفتيها مجيبا :
- أنا إلي أسف ، كان لازم أجي وأقولك الحقيقة
رفعت رأسها تطالعه بحب وهي اكيد على شعره الأحمر بحب لتهتف :
- وانا سامحتك خلاص
شعر بالألم يجتاح رأسه من جديد ليغمض عينيه بتعب ، بينما نهضت هي بلهفه تهتف بخوف :
- مالك يا حبيبي ؟
كلمتها تلك جعلته يتناسى ألمه ليبتسم لها بحب قائلا :
- زمان مقولتيليش الكلمة دي يا فرح !
يا الله كم ألمها قلبها الأن !
أقتربت منه أكثر لتنزل تقبل شفتيه بحب وعشق كبير جعلته يغمض عينيه يبادلها القبله بعشق أكبر
شعور كبير أخبره بأنها ستكون أخر قبله لهما !
بينما هي أحست بأن ملكت العالم وهي بين يديه
هتف بعد أن أبتعدت عنه :
- خليكي الليلة هنا يا فرح
أحتضنته بحب تدفن رأسها بين ضلوعه تهتف :
- هكون الليلة وكل ليله معاك يا حبيبي ..!
................................................
فتحت عينيها بهدوء عندما أخترقت أشعة الشمس بخيوطها نافذتها الصغيرة ، طالعت سقف الغرفة من فوقها بخبث شديد عندما عزمت على تنفيذ مخططها اليوم ، علمت بأن جميع أفراد العائله يبيتون بالمشفى برفقة أيهم بعد أن شاهدت بعض الأخبار المتسربه عن حالته المرضيه ، نهضت بهدوء تتجه ناحية المرحاض لتخرج منه بعد عدة دقائق تتجه ناحية خزانتها تخرج عباءة سوداء وحجاب أسود ، أرتدتهم على عجله تمنح نفسها نظرة رضا وشر من خلال مرآتها الصغيرة ، ألتقطت الصور تدسهم داخل حقيبتها لتخرج خارج المنزل ..!
لحظات وكانت تستقل سيارة أجره ناحية قصر
عائلة ( الزهرواي ) وهي تبتسم بشر الأمر الذي جعل السائق يطالعها بغرابه من مرآته الأماميه
مرت نصف ساعة قبل أن تخرج من السيارة تسير ناحية بوابة القصر الكبيرة تدخل منها تقف أمام الباب ، رفعت يدها تطرق الجرس بهدوء ، لحظات وفتحت لها إحدى الخدم تهتف بتسائل :
- حضرتك مين ؟
أكتست طابع الحزن تهتف بهدوء :
- أنا الخادمة الجديده !
وبتلقائيه ادخلتها الخادمة ناحية المطبخ
فهي تعلم بأن السيدة صفيه قد طلبت خادمه للقصر ويبدو بأنها هذه الفتاة حسب تفكيرها المحدود !!
مرت ساعة وهي تعمل بالمطبخ ، قبل أن تهتف لها الخادمه :
- روحي رتبي الغرف فوق وأنا هحضر الفطار علشان الست صفيه والست نازلي هيفوقو كمان شويه !
وكأن الفرصة جائتها على طبق من ذهب لتسرع تلتقط حقيبتها دون ان تلاحظها الفتاة تتجه ناحية الأعلى !!
سارت بالرواق المؤدي لغرفة أدم بعد أن علمت مكانها من إحدى الخدم التي كانت تقوم بتنظيف الدرج قبل قليل ، فتحت الباب بهدوء وهي تطالع الغرفة بنظرات منبهره ، كان أول شيء شاهدته صورة الزفاف الكبيرة التي تجمع عشق وأدم بحب
ضمت شفتيها بأمتعاض وغضب تهتف لنفسها :
- هتنتهي قريب من حياة أدم يا عشق !!
أخرجت الصور من حقيبتها تضعها بجيب إحدى بناطيل أدم بعد أن فتحت الخزانه ، بعدها توجهت ناحية السرير تجلس عليه بهدوء وهي تمسد عليه بجنون تهتف :
- قريب السرير ده هيضمني أنا وأنت يا أدم
نهضت بعد قليل لتسرع تخرج قبل أن يلاحظها أحد ، هبطت الدرجات بحذر شديد وهي تتجه تخرج من القصر بأكمله دون أن تلاحظ بأن
( مرح ) الصغيرة قد لمحتها وهي تخرج من غرفة والديها لتتعرف عليها بسرعة !!!
................................................
فتتحت عينيها لتجد نفسها ما زالت بين أحضانه ، سمعت طرقات الباب لتنهض تعدل من ثيابها بعد أن سمحت للطارق بالدخول ، في تلك الأثناء دلفت عشق تمنح فرح أبتسامه باهته لتتجه ناحية شقيقها تقبله على جبينه بحب ، فتح عينيه ليقابل عينيها لتهتف له برجاء ممزوج بألم الفراق :
- أنا أنحرمت منك اووي يا أيهم ، كان نفسي يكون ليا اخ يلعب معايا ويحميني ويكون قوتي وسندي ، والحمد لله ربنا عوضني بيك ، متتخيلش وقتها فرحت قد إيه انه ظهر ليا أخ حلو زيك ، خليك قوي واعرف إني قوية بيك يا حبيبي !
أمسك يدها يقبلها بحب كبير يهتف ببعض التعب :
- وانا كمان فرحان بيكي اووي يا عشق ، خليكي فاكره إني بحبك مهما كانت النتيجه !
وضعت يدها على فمه تهتف بحزم :
- النتيجه هتكون أيجابية بإذن الله
بينما بكت فرح بتلك اللحظات بهدوء على كلامهم ذلك !!
إذا حان الوقت ليتم إدخال أيهم لغرفة العمليات تحت دعاء الجميع بأن يخرج لهم سالما معافه!
الطبيب قال بأن العمليه ستأخذ ثمانية ساعات وهذا يعني بأن الخطورة موجودة أيضا ولكن ارادة الله الأكبر هنا !
دخل أيهم أخذا معه قلوب الجميع !
فرح تجلس تحمل بين يديها كتاب الله تقرأ ودموعها على عرض وجهها ، عشق تجلس تضع رأسها على كتف زوجها تبكي بصمت وهو يمسك يدها يهدئها بين الحين والأخر ... !
أحمد يجلس بجانب خالته صفيه بهدوء !
كلارا أخذت زاوية بعيده عنهم تدعو ربها بأن تكون النتائج إيجابية ويعود أيهم لعائلته من جديد ..!
بينما ذهب السيد جلال يعتكف بالمسجد لحين انتهاء العملية !!
في حين بقيت السيده صفيه ونازلي ونور برفقة الأطفال في المنزل .. !
.......................................
يجلس على قبر والدته يذرف الدموع بصمت
فاليوم ذكرى وفاتها السنوية !
ألم رهيب يجتاحه وهي بعيده عنه
وكأنها توقيت البارحه !
ايمانه القوي يخبره بأن أدم مظلوم بهذه القصة ولكن عقله يرفض التصديق ، أي صديق ذلك من يترك رفيقه بيوم تستبدل فيه حياتهما معا !
لما لم يأتي بذلك اليوم؟ لما كان سببا في رحيل والدته عنه ؟ وأين هي كلارا الأن ؟!
لا يعلم لما يحتاج إلى وجودها بجانبه في هذه اللحظات !
إلى متى سيبقى الأنتقام هو هدف حياته ؟
وضع يده على رأسه بألم وهو يتذكر الرذيلة التي أقترفها مع تلك اللعينه ( أسيل )
لما سمح لنفسه بالأنجراف مع أهوائه ؟
هو يعلم جيدا بأن كلارا هي الوحيده التي تعشقه بصدق ، ويعلم جيدا بأنه أستغلها بشكل سيء
ولكن أين هي الأن ؟
لما يشتاق لها لا يدري !
هو منع الحب أن يكون رفيقا له ... ولكن ماذا يجري ؟
نهض من مكانه يهرب من هذه الأسئله وهو يجر قدميه بشده ، ركب سيارته يقود بسرعة جنونية ربما ستفقده حياته لو بقي هكذا !!
لا يدري كيف وصل أمام قصر الزهرواي بهذه المدة القصيرة ولما جاء من الأساس ؟!
نزل من سيارته يشعر بنفسه ضائعا
طرق الباب ينتظر الدخول ليراها تفتح له بعد ثوان ، دقق النظر فيها يهتف :
- وحشتيني يا عمتي !
أبتسمت بدفئ تهتف :
- جورج ! ده أنت ؟!
أدخلته بحب ناحية الصالة الكبيرة لتجلس وهو بجوارها ، رفع أنظاره ناحيتها قائلا :
- تعبت يا عمتي عاوز أرتاح
أبتسمت مجداا مجيبه :
- عايز تعرف أدم كان فين وقتها ؟
اومأ لها برأسه بإيجاب
لتتنهد بدورها وتبدأ الحديث قائله :
...................................
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
أدم العشق / الفصل التاسع عشر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لا يدري كيف وصل أمام قصر الزهرواي بهذه المدة القصيرة ولما جاء من الأساس ؟!
نزل من سيارته يشعر بنفسه ضائعا
طرق الباب ينتظر الدخول ليراها تفتح له بعد ثوان ، دقق النظر فيها يهتف :
- وحشتيني يا عمتي !
أبتسمت بدفئ تهتف :
- جورج ! ده أنت ؟!
أدخلته بحب ناحية الصالة الكبيرة لتجلس وهو بجوارها ، رفع أنظاره ناحيتها قائلا :
- تعبت يا عمتي عاوز أرتاح
أبتسمت مجداا مجيبه :
- عايز تعرف أدم كان فين وقتها ؟
اومأ لها برأسه بإيجاب !
لتتنهد بدورها وتبدأ الحديث قائله :
- أدم مش زي ما بتتخيله انت يا جورج ، أدم مفيش بطيبة قلبه وجدعنته بالدنيا كلها ، وانت عارف قد إيه هو بحبك!
أبتسم بتهكم قائلا :
- وإلي يجب التاني يتخلى عنه يا عمتي ؟!
وضعت يدها على كتفه مجيبه :
- متتسرعش بالحكم عليه
سكتت قليلا لتهتف قائله :
- أدم وقتها جاي يا جورج ، بس إلي حصل إني وقتها تعبت وكنت لوحدي بالبيت ، اتصلت على أدم علشان يجي ينقلني المستشفى ، وصدقني مكنتش عارفه أنه عنده مناقشه ، المهم خدني المستشفى ، سمعته وانا بالغرفة بيتصل على عميد الكليه بيطلب منه يأجل موعد مناقشتكم ساعه زيادة بس للأسف العميد رفض !
انا حسيت بالذنب وطلبته منه يروح و فعلا راح المناقشه ، بس وقتها لقي الوقت تأخر ، أدم من يومها فضل حابس نفسه بغرفته أسبوع علشان هو السبب أنكم رسبتو بالمناقشه ، بعدها عرفنا ان والدتك الله يرحمها توفت ، وبعدها بشويه سمعنا إنك توفيت من حزنك عليها ، أدم راح عندكم البيت لكن مفيش حد .... !
بقي يستمع لكلمات السيدة نازلي بصدمه !
وضع يده على رأسه يشعر بضياع كبير !
كيف وصل بنفسه لدرجة أن يظن السوء والظلم برفيق عمره ؟
طالعته بحزن بعض الشيء على حالته تلك تهتف :
- الحقيقة يا جورج ان وحده كانت هتموت باليوم ده ، انا أو أمك ! وربنا أراد تكون والدتك الله يرحمها ..
نزلت دموعه الآن بعد أن أطلق لها العنان لذلك
بكى جورج كما لم يبكي من قبل !! أغمض عينيه لا يدري ماذا يفعل الأن وكيف سيعتذر ويكفر عن أخطائه لرفيق دربه ؟ وهل سيستقبله أدم بعد الذي جرى ؟!
رفع رأسه يطالعها بدموع يهتف :
- أدم هيسامحني ؟
أبتسمت بهدوء وهي تشعر بسعادة كبيرة تجتاحها بعد أن نجحت في إعادة جورج القديم الطيب إلى الحياة من جديد ، هتفت بحب :
- انت بتعرف أدم اكتر مني يا جورج ، وعارف بمجرد ما تروحه هيستقبلك بحب علشانه بيعتبرك أخوه مش صاحبه
نهض بسعادة بعد كلمات العمه التي أعادت له حياته من جديد ، سيبدأ حياة جديدة من اليوم ، سيرمي كل الرذائل والمساوء التي اقترفها بحياته خلف ظهره ، سيكون جورج جديد كما تتمنى له والدته ذلك وهي بقبرها ..
هتف وهو يعدل من ياقة قميصه :
- أدم دلوقتي محتاجني جمبه يا عمتي ..
كان على وشك الذهاب عندما رأى فتاتان صغيرتين تشبهان بعضهما البعض يتجهان ناحيته بخطوات طفوليه ، حول أنظاره ناحية السيدة نازلي لتبتسم بسعادة بدورها وهي تهتف :
- دول ( فرح ومرح ) بنات أدم
أبتسم بسعادة وهي يحني جذعه حتى يصبح بمستواهما يهتف لهما بحب :
- ممكن نتعرف يا مزز ؟
هتفت مرح بطفوليه :
- بابا قالنا منتكلمش مع ناس غريبه يا عمو
أبتسمت السيدة نازلي بدورها هي وجورج على ذلك ، هتف لهما :
- بس أنا صاحب بابا واسمي جورج !
أجابت فرح هذه المره قائله :
- اسمك غريب جدا
حملهما بين يديه بسعادة ليشعر بطاقة غريبة جميلة تجتاحه ، بينما بدأت الصغيرتين يلعبن بشعره الأشقر بطفوليه ..
هتف قائلا السيدة نازلي بعد أن انزلهما أرضا :
- دلوقتي يا عمتي عرفت ان الصاحب الحقيقي مش بالكلام بس ، أدم استغنى عن مشروعه علشانك ، والأنسان إلي زي ده لازم ينحط بالقلب !! لازم يتحافظ عليه كويس ، علشان إلي بيخاف على عيلته وبيحميها مهما كانت النتيجة ، هو إلي بنضمن نكون جمبه !!
...............................................
مرت الساعات بطيئه ، قاتله ، أليمه ، موجعه على قلوب تنفطر ألما بهذه اللحظات خشية خساره كبيرة يمكن أن تأتي بأي وقت ...!
الأنظار تتجه بقوة ناحية باب غرفة العمليات بين الحين والأخر ولكن دون جدوى ، لم يخرج أحدا حتى الأن منذ ثمانية ساعات كامله ، بدأت خيوط الظلام تغطي العالم كما كل يوم ، قلوب تنتظر وقلوب تتألم ، وما بينها قلب قد توقف عدة مرات عن الخفقان بالداخل ! وفي كل مره ينجح الأطباء بأعادته الحياة من جديد بعد إرادة الله !
العمليه كانت معقده والأطباء يعملون بتركيز لساعات طويله ، وبين أيديهم هو يركد بهدوء لا يشعر بشيء بتاتا !
جهاز القلب بدأ يصدر صوتا مزعجا للمره الرابعة
يبدو أن المريض قد استنفذ كافة قدراته وطاقته على المتابعه ، يبدو بأن النهاية أصبحت قريبه !
بدورها ألتقطت كوب الماء من صديقتها عشق بعد أن شعرت بجفاف مفاجئ بجوفها ، قربته من فمها تنتوي أن تشبع ظمأها وعندما اقتربت أكثر وقع منها الكوب متهشما على الأرضية الصلبه بقوة !
بقيت تطالع الزجاج المهشم بصدمه كبيرة !
وضعت قلبها على يدها فجاءة تشعر به يكاد يخرج من بين ضلوعها بألم رهيب ، وجهت أنظارها ناحية باب العمليات لتنهض بجنون تتجه تطرق الباب بهستيريه وهي تصرخ بكلمات أوجعت كل من كان بالمكان قائله :
- أيهم حبيبي اوعى تعملها وتروح ، قلبي بقولي أنك عايز تستسلم ! علشان خاطري ارجعلي بخير
أيهم أنت سامعني صح ؟ حبيبي ابوس ايدك متغمضش عينك ، خليك قوي يا أيهم ، متخليش الورم ده يتغلب عليك .... !
خارت قواها أخيرا لتسقط أرضا تبكي بمرار كبير
حاوطها الجميع يساندونها حتى تحافظ على توازنها ، فالدقائق القادمه ستكشف ماذا يجري بالداخل !
بدورها عشق لم تحتمل كلمات فرح تلك لتشعر بأنها ستسقط مغشيا عليها لتقترب من أدم تهمس له بصوت متعب :
- امسكني يا أدم حاسه نفسي هقع
وبسرعه تتخللها لهفه كبيرة كان يحاوطها بين يديه ولكنها كانت الأسرع لتغمض عينيها بعد أن فقدت وعيها !
إذا الأجواء أصبحت صعبه للغايه ومتوترة بشكل كبير !
حملها أدم بين يديه يتجه خلف الممرضه التي طلبت منه أن يتبعها لغرفة الكشف الطبي ، وضعها على السرير يحذر شديد وهو يدقق بوجهها الأصفر
هتفت الطبيبه بعد أن دخلت ناحيتهم :
- تفضل برا حضرتك علشان أكشف عليها
طالعها بنظرات غاضبه يهتف :
- أفندم ! تكشفي عليها وأنا معاها هنا !
أبتسمت الطبيبه بهدوء ، هي تعلم جيدا تلك النظرات العاشقه التي تتوهج من عيني أدم ، تنهدت بهدوء عندما تذكرت غيرة وحب زوجها أيضا ، هتفت بأيجاب :
- تمام يا فندم
بدأت عملية الكشف بهدوء بينما بقي أدم يتابعها بقوة وخوف بعض الشيء وهو يرى عشق تفتح عينيها بتعب نوعا ما ، مر وقت ليس بقليل قبل أن تساعد الطبيبه عشق بالجلوس لتهتف لهما بهدوء :
- مبروك يا مدام ، حضرتك حامل !!!!
وبتلقائيه علقت عينيها على عيني زوجها وهي تضع يديها الأثنتين على وجهها بصدمه ممزوجة بضحكات مرتفعة أصدرها أدم من شدة سعادته يمثل هذا الخبر وهو يتجه ناحيتها يضمها ناحية صدره بحب كبير لتنسحب الطبيبه رغبه منها بمنحهما بعض الخصوصيه !!
هتفت عشق وهي تتوسط حضن زوجها بسعادة :
- الحمدلله ، جاسر بيتمنى يجيبه أخ علشان على بيشوف فرح ومرح مع بعض ، اكيد هيطير من السعادة بالخبر ده !
قبلها أعلى رأسها بحب ، نظر بعينيها اللتين يعشقها بشدة مجيبا :
- وهتجيلي قطعة جديدة منك يا عشق
منحته نظرات محبه لتغمض عينيها وهي تضع رأسها على كتفه تشعر بسعادة أنستها قليلا شقيقها الذي لم يخرج بعد ..
مرت عشر دقائق أخرى ليمسك يدها يخرجان من الغرفة يتجهان ناحية غرفة العمليات ، وعند الخطوة التاليه وجد أحد يهتف لأسمع من الخلف ، للحظة بقي يقف يدقق بتفاصيل ذلك الصوت ، أدار جذعه ناحية صاحبه ليطالعه بصدمه يهتف :
- جورج ؟!
تقدم جورج ناحيته بخطوات بطيئه بعض الشيء
تبادل الصديقين نظرات كانت كفيله عن اي كلام أخر ، أبتسم له أدم وهو يفتح له يديه قائلا :
- تعال هنا يا صاحبي !
دائما أدم يصدمه بذكائه الخارق ، منذ اللحظة التي رأه فيها أمامه علم بأنه قد أتى يطلب الصفح وهو لبى له النداء برحابة صدر ..
وقفت عشق تطالع الموقف بسعادة !
بينما تعانق الصديقين عناقا حارا طويلا يعوضهما عن فراق الأيام الماضيه
هتف جورج بندم :
- سامحني يا صاحبي !
أبتسم أدم وهو يحتضنه من جديد قائلا :
- ده حصل من زمان يا أخويا !!
إذا ها قد إنتهت إحدى المشاكل التي تعصف بأدم
ولكن ماذا عن الأخرى والأكبر الأن وهي ( أسيل )
............................................
سمعت الباب يطرق بهدوء لتنزل قدميها عن السرير ترتدي خفها البيتي وهي تتذمر ، سارت بخطوات بطيئه بعض الشيء تفتح الباب بهدوء واحد والدتها وشقيقتها يطالعانها بعتاب ، أدارت جذعها تدلف للداخل دون أن تهتف لهما بكلمة ليلحقانها بدورهما !
جلست تضع قدم على أخرى تهتف لهما :
- عرفتو مكاني اززاي ؟
طالعتها والدتها بغضب مجيبه :
- أنتي مستحيل تكوني أنسانه يا أسيل، ده انا مامتك إلي مشوفتيهاش من زمان كده تستقبليني ؟
رفعت أنظارها ناحيتها مجيبه :
- عايزه أيه يا ماما ؟
جلست السيده رقيه على مقربه منها تهتف لها بهدوء حاولت أن تبدو عليه :
- ترجعي معايا البيت يا بنتي ، أدم تناول عن الشكوى وخلاص
حركت عينيها بشكل دائري بغضب لتنهض قائله :
- يوووووووووه ، خلاص يا ماما انا عاجبتني السكنه هنا لوحدي !
هتفت سيلا بغضب :
- علشان تاخدي راحتك مع الرجاله مش كده !
شعرت بأن أحدهم صفعها بقوة بعد كلمات شقيقتها تلك ، حركت عينيها ناحية والدتها لتجدها ساكنه تتنفس بهدوء ، تقدمت ناحية شقيقتها ترفع يدها لتهوي لها على جبينها قائله :
- أنتي وحده قليلة أدب يا سيلا !
أبتسمت سيلا ببرود مجيبه :
- دي الحقيقة يا ..... مدام أسيل ! في واحد إسمه جورج الرازي جه عندنا البيت امبارح ولا انا كل حاجة ، هو إلي طلب مننا نرجعك البيت بلاش تضييع نفسك اكتر ..
تصنمت مكانها لا تدري ما أقول !
ذلك اللعين لقد جعل منها أضحوكة أمام أهلها ..
هتفت السيدة رقيه بحزم :
- يلا يا أسيل !
وبقلة أخلاق أجابت بصراخ :
- اخرجو من بيتي !!
بكت السيدة رقيه الأن بقوة لأنها علمت بأنه ليس هناك مجال لمساعدة ابنتها من الخروج من تلك الدوامه القذره التي أوقات نفسها بداخلها ، هتف لأبنتها سيلا قائله :
- يلا يا بنتي ، اختك أسيل ماتت في قلبي من زمان ....
لتخرج السيدة برفقة ابنتها بهدوء
بينما بدأت سيلا تغلي من الداخل بقوة بعد أن قام جورج بفضيحتها أمام والدتها بهذه الصورة ..
هتفت بجنون :
- أوصل لأدم الأول وبعدها هاخد حقي منك يا جورج ....... !
..............................................
شعرت بقلبها يكاد يقفز من مكانه يود الذهاب إليه وأحتضانه بقوة عندما رأته يتقدم برفقة أدم وزوجته ناحيتهما ، سعادة غامرة سيطرت عليها عندما وجدته أمامها !
ماذا يحدث ؟ هل تصافى الصديقين لتكون تلك الأبتسامة على وجهيهما جميلة لتلك الدرجة !
بدوره كانت هي أول من وقعت أنظاره عليها !
كلارا الجميلة التي كانت تحدق به بأشتياق كبير
ولكن سرعان ما أدارت وجهها عنه بغضب عندنا أخبرتها كرامتها على ذلك !
أحس بعذاب الضمير بقوة عندما رأها ..!
لحظات وأنفتح باب غرفة العمليات أخيرا بعد إغلاقه لأكثر من ثمانية ساعات ، خرج الطبيب المسؤل يبدو عليه التعب الشديد !
كتمت الأنفاس في هذه اللحظات العصبيه !
كان السيد جلال بدوره قد عاد من اعتكافه بالمسجد !!
تنهد الطبيب وهو يطالعهم بهدوء
بينما وضع الجميع أي هم على قلوبهم بأنتظار سماع الأخبار القادمه ..
مسح الطبيب عرقه قائلا :
- الحمدلله ، قدرنا بعد قدرة الله نرجع المريض من الموت أربع مرات ، القلب توقف اكتر من مره
وبالمره الأخيره كنا خلاص هنوقف العمليه ونعلن عن وفاته ، بس المريض قدر يرجع يقاوم من تاني ! وبفضل الله العمليه نجحت ......!
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
