رواية امراه لا تعرف المستحيل الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم مروه عبد الجواد

رواية امراة لا تعرف المستحيل
البارت_الخامس_والعشرون

والسادس والعشرون


بقلم / مروه عبدالجواد .


دلفت نور الى المستشفى بكل ثقه بعدما توعدت ان لا تترك احدآ يهز ثقتها بنفسها وأن



 تثبت ذاتها مهما كلفها الامر .


أتجهت وهي بكامل أناقتها الي المصعد لكي تصعد به   وقبل ان يغلق الباب  ، فجأها وائل



 بمد يده بين الباب وقام بفتحه وهو يتطلع لها  بملامح حاده وعيونه تنطلق منها شرارات الغضب  ، ابتلعت ريقها بتوتر عندما شاهدته ولكنها حاولت



 ان تتمالك نفسها ، فرفعت حاجبها الايسر بحنق  وهزت احدي كتفيها بعدم اهتمام .


جن جنونه ولم يستطع كبح غضبه  ، فحرك يده باتجاه زراير الاسانسير ليضغط علي  


 الدور من الادوار العليا فنظرت هي  لموضع يده ،  فأزدادت توترا اكثر  .

هربت بعينيها يمينا ويسارا ولكنها  قاطعت توترها وصمته ايضا بهتاف .

-- في حاجه .


  جذبها من مرفقها بقوه فالتصقت بصدره هاتفا .

-- بقي انا قلتلك ...... 

وقبل ان يكمل حديثه شعر بأرتعابها وخفق قلبها بعدما احمرت وجنتيها وهي تنظر له بخوف .

فرق قلبه عندما شاهدها بهذه الحاله ، الامر الذي جعله يتطلع لعينيها بحب بعدما لآن لها  وهو ينظر لشفتاها التي صارت كحبه الفراوله ود لو التهمها ،

فحاولت إبعاده ولكنه تجاهل اعتراضها الواهن ليقترب بشفتاه من شفتاها ببطء مثير وخرج صوتا عابث مثخن بالعاطفه .

-- مش انا  قلتلك تدي مكافأه عشرين في الميه للدكاتره ، انا عايز بقي مكافأتي منك .

فالتهم شفتاها بعدما ضعف امام إثاره حبه الفراوله له ، ففرت تلك الجرأه المصطنعه أمامه وذهبت ادارج الرياح ؛ لتترك تلك الانثي المحرجه في مواجهه تيار العاطفه التي اشعلته . فأستسلمت له عندما لامس شفتيها وداب جفاءها وكبرياء قلبها حتي انها شعرت بدوار ترنحت قليلا فأمسك بها وهو يتطلع بها .


حتى قاطعهم دخول احد الممرضين عندما توقف الاسانسير فلم يشعرا بوقوفه .


إذ بالممرض  يتنحنح بخجل .

--  احم .. احم ..

التفت وائل خلفه فوجد الممرض ينظر الي الارض بخجل ، فأعاد النظر الى نور بعدما عدلت موضعها وتطلعت هي الاخرى الي  الارض خجلا ، فهتف بها وائل بصوت مرتفع قليلا  .

-- اتفضلي ياهانم  قدامي .


تطلعت له بدهشه  ودلفت مسرعه امامه بعيدا  بأتجاه عملها .

دلف وراءها بسعاده لم يشعر مثلها من قبل تمني لو اخطتفها بعيدا عن عيون الناس ، بينما هي تمنت لو استمرت بين احضانه فلم تشعر بالحنان مثلما شعرت معه .


دلفت الي المكتب فوجدت نانسي تهتف لها . 

-- ايه يا بنتي التاخير ده كله من وقت ما نقلتي السكن الجديد وبقتش اتشوف ولا نحكي زي الاول .

نظرت لها نور وقلبها يخفق بصمت ووجهها عابس بعض الشيء ،  فاقتربت منها نانسي هاتفه .

-- نور مالك في ايه .

تلعثمت في حديثها بعدما ابتلعت ريقها ولم تشعر بنفسها الا وهي تروي ماحدث لها  في الاسانسير .


استمر الهمز واللمز بين الدكاتره والممرضين خاصه

في الحديث عن وائل ونور رغم قله الاحتكاك بينهم الا ان المواقف القليله بينهم كانت علي مرآي ومسمع الجميع مما جعلهما حديث المستشفي ، ومن احاديثهما احدي الممرضات للاخري .

-- شفتي  مره يشيلها ومره يزعقلها ويفرج عليها امه لا  اله الا الله .

-- بس شفتي يابت  كان شايلها ازاي ، ولا هركليز في زمانه ، ولا هي كانت مشعلقه فيه وحضناه ازاي ، قال ايه علشان وقعت  .


ضحكت الاولي .

--  يا رتني أنا اللي وقعت كان شالني .

ضحكت الاخرى  هاتفه .

-- وانتي هتتشالي  إزاي وأنت معديه ال ١٠٠  كيلو .


-- يا اختي هي جت عليا .

قاطعهم مجيء الممرض هاتفا .

--  شفتوة اللي حصل .


تعجبت الممرضه هاتفه .

-- خير ايه اللي حصل  .

-- شفت دكتور وائل حاضن في الدكتوره نور في الاسانسير وهريها بوس .


-- يا لهوي بوس واحضان ولا ادأنت بتفتي .. يعني شفتهم بعنيك دول .

-- اه والنعمه علي عنيا حصل ،  واول ما شافني قالها قدامي يا هانم ،  شكله حمش  قوي .

هتفت الممرضه .

--  شكل الحكايه فيها  قصه حب جامده .


هتفت الاخرى 

-- زمان الدكتوره دره هتولع دلوقتي لما تعرف .

هتف الممرض .

-- دره دي  عايزه الحرق وبعدين دي تيجي ايه في خفه دم وحلاوه الدكتوره نور ، دي ماشيه ترازي في خلق الله على الفاضي ، طول ما اهي ماشيه اعمل كذا ومتعملش كذا .

وبدا بتقليدها مردفا .

-- انا الدكتور وائل مبعرفش يعمل حاجه من غيري  

ثم ضحك بسخريه مردفا .

- شكلها هتاخد خازوق عنب .


ضحكت الاخرى .

-- احسن يمكن تتهد شويا ، لكن شهاده لله دكتور وائل عمره ما اداها وش حلو ولا حتي  كان بيتكلم معاها قدامنا وضحكلها حتي  ، هي اللي راسمه عليه وهو مش معبرها .


........


دلفت صفاء الي  دره تنقلها ما تتحدث به المستشفي عن وائل ونور ، مما زاد من غضبها هاتفه .

-- انا لازم اشوفلها صرفه ، البنت دي شكلها داخله على كبير قوي  .

تطلعت لها بتهكم  .

--  انا قلت اعرفك بدل ما انتي كده مش حاسه بحاجه كده .


شردت قليلا هاتفه 

--  ناديلي مصطفى الممرض  .


اردفت بدهشه .

-- مصطفى الممرض ليه .


-- ناديه بس  وملكيش دعوه .


هزت راسها بالتاكيد هاتفه .

-- حاضر .


.......


دلفت نور الى غرفه السفير بعدما أرسل في طلبها .

وجدته مستلقي علي السرير وحوله حارسان هتفت به . 

-- حمد لله على سلامتك يا سياده السفير .

ابتسم لها هاتفا .

-- شكرا جدا لكي ،  حابب اشكرك على انقاذ حياتي .


-- لا شكر علي واجب دا واجبي ، 

ثم جذت التقرير الذي بجانبه وتطلعت به ثم اردفت .

-- ماشاء الله حالتك بقت كويسه جدا .


-- هذا بفضلك لولا وجودك ماكنت علي قيد الحياه .

قاطعته هاتفه .

-- دا بفضل الله اولا اللي سخرني اكون موجوده واقدر اساعدك .


-- ولكنك من وقت العمليه لم تزريني الا مره واحده فقط لماذا  .

تمنت لو قالت له أنها اوامر مدير المستشفي الدكتور  وائل وأن تأذيه لما تعلمه من مكانه السفير  ولكنها هتفت .

-- في دكاتره خبره في حالتك افضل مني هما اللي متابعينك .


ابتسم لها بحنق .

-- انا علي علم بالذي حدث لكي من مدير المستشفي الحارس اخبرني انه تطاول عليكي .


خفق قلبها خوفا علي وائل من مركز السفير في ان  يأذيه لم تعلم لماذا شعرت بذلك الخوف عليه فرغم حبها الكبير له إلا أنها مازالت تكابر ولكن فضحها خوفها ، فهزت رأسها نافيه بابتسامه  .

-- لا خالص دا سوء تفاهم مش اكتر ، حضرتك عارف الحادثه كانت كبيره ، والمستشفي باللي فيها  كلهم  كانوا متوترين خصوصا دكتور وائل لان مكانه حضرتك توتر أي حد .


هز راسه بالتاكيد هاتفا . 

-- حابب أن اقدم لكي  عرضا .

قاطعته بدهشه .

--  عرض ايه  .


--  أريدك ان تكوني الطبيبه الخاصه بي وأن تسافري معي ، سوف اعطي لكي مرتب كبير جدا .


ابتسمت نور له هاتفه .

--  انا لسه بدرس مبقتش دكتوره رسمي ، تقدر تقول اني هنا تحت التمرين .


هتف بدهشه .

-- يا الله مازلتي طالبه ومتفوقه هكذا سوف تستفدين كثيرا من الدراسه بالخارج وسوف تتاح لكي فرصا اكبر للعمل والدراسه في جامعتنا  ، لا توجد مشكله عرضي مستمر بالسفر وتكاليف كافه دراستك ومصاريفك الشخصيه سوف اتحملها ، 

ثم اردف بأبتسامه .

ولكن عند تخرجك سوف تكونين طبيبتي الخاصه فمثلك لا يجب التفريط بهم .


هزت راسها بالشكر والامتنان هاتفه .

-- شكرا لعرضك الكريم لكن انا بحب مصر وبحب جامعتي هنا .


-- انك جميله حقا قلبا وشكلا ولكن عرضي مستمر في أي وقت .

هزت رأسها نافيه .

-- انا مستحيل اسيب بلدي .


هتف بأبتسامه .

-- مثلما تحبين  ، تسمحي لي أن اعزمك على العشاء عند خروجي  من المستشفى .

ابتسمت نور هاتفه .

-- اقوم بالسلامه الاول وبعدين نشوف موضوع العشا دا.


-- معنى ذلك انكي موافقه .

--  ده شرف ليا كبير جدا ياسياده  السفير ولكن  مش حابه اعطلك عن مشغولياتك ، كفايه الكام يوم اللي قعدتهم في المستشفي هنا .


هتف وهو يضحك .

-- انكي ترفضين ولكن بشياكه اليس كذلك  ، انكم ايها المصريين كذلك .

هزت راسها  بتعجب .

-- كذلك ازاي مش فاهمه .


-- تعزمون عزومه المراكبيه بعدما وافقتي تراجعتي بشياكه .

ضحكت بصوت مرتفع قليلا علي قوله للمثل  المصري الشهير .


فقاطعها دلوف وائل اليهما وهو يسمع صوت ضحكاتها  هاتفا بضيق .

-- انتي بتعملي ايه هنا .

تطلعت له بدهشه وهي تبتلع ريقها بتوتر  ، فقاطعه السفير هاتفا .

-- انا الذي أرسلت لها لكي اشكرها .


تطلع له وائل بضيق  فهو في نظره شاب اجنبي لا يتعدى الاربعون عاما فتجاهله هاتفا الي نور .

-- روحي على شغلك .

هزت رأسها بالتاكيد بعدما شعرت بغيرته عليها الذي فضحته عينيه ، فرقص قلبها ولكن تجاهلته بملامحها ، فدلفت بعدما عزمت علي عدم الاحتكاك به .


............


تطلع رافت الي صوفيا بقلق وهي تجلس بجواره وامامه رجلا آخر .


نظرت  صوفيا الى رافت وهو يمسك بالقلم وأمامه دفتر شيكات هاتفه .

--  يلا  يا حبيبي  امضي بقي  .

نظر لها رافت هامسا .

-- انتي ضمناه .

هتف به الرجل بعدما سمع همس رافت  .

--  يا عم لو مش عاجبك آخد  فلوسي وامشي .


قاطعته صوفيا هاتفه .

-- اهدي  بس يا خالد باشا ، رافت بس قلقان شويا .

-- قلقان ليه هو مش هيسدهم ولا ايه .


هتفت له صوفيا .

-- طبعا هيسدهم اول ما الفلوس تجيله .

ثم همست الي  رافت .

-- ما تمضي بقي  وتخلصنا ، انت مش كنت عايز فلوس لحد ما تاخذ من مراتك اهو الراجل جايبلك  ١٠٠ الف جنيه كاش لحد ما تجيب من مراتك وتسدده ، عايز ايه تاني .

همس  لها رافت .

-- بس ده بمضيني على نص مليون مش ١٠٠ زي ما هاخد منه .


قاطعته صوفيا .

-- ما هو لازم يضمن حقه ياحبيبي ، ثم هو بعمل كده مع ناس كتير مش انت بس ، وأول ما بسدوا الفلوس باخدوا وصل الامانه .

ثم  اشارات له باطمئنان .

- امضي ..  امضي ..


مضي رافت علي الشيك بعدما طمأنته صوفيا ، ثم اخذت النقود وقامت بأحتضانها هاتفه لرافت .

--بحبك اوي يافوفو .


اخذ خالد الشيكات ووقف هاتفا الي رأفت بتهكم.

-- سلام يافوفو .

ثم دلف للخارج .


..........


جثت ميار علي ركبتيها أمام باسم الذي يضع قدما علي الاخرى بغرور ،  وعينيها تفيض بالدموع وقلبها ينتفض بشده وهي تقبل قدمه بتوسل هاتفه .

-- ابوس رجلك يا باسم نتجوز ورقتين  عرفي حتى ،  ونطلق تاني يوم  ، ساعدني ياباسم انا هتفضح .


تطلع بها بتشفي بعدما سرقت والدتها اموال والده هاتفا .

-- يابنتي متتعبيش نفسك انا مش هتجوزك ،  لو اخر واحده في الدنيا  مش هتجوزك برضو ،  انتي عايزاني اتجوز واحده زيك وكمان أمك سارقه ابويا .

تطلعت له بعدما انتفخت عينيها من كثره البكاء وتعالت شهقاقتها وهتفت بإنكسار .

--  واللي في بطني يا باسم ، حرام عليك اروح بيه فين .


أزاحها بقدمه ووقف بغرور وهو يعطيها ظهره  رافع راسه هاتفا بتهكم .

--  وانا اعرف منين انه ابني ما يمكن من غيري .

نهضت بإنكسار بعدما خارت قواها والتفت له  هاتفه بتوسل  .

-- والله ما حد لمسني غيرك ، ابوس ايدك صدقني .


هتف بصوت  شجون مرتفع قليلا .

--  وانتي معمليش حسابك ليه  ولا عايزه تلبسهولي وخلاص .

هتفت بتوسل .

-- غصب عني والله انا كنت باخذ حبوب منع الحمل منستهاش ولا مره ، انا مش عا رفه حصل حمل ازاي .


-- خلاص روحي نزليه ولا من  شاف ولا من دري .

-- رحت للدكتوره وقالتلي مينفعش عدي تلاث شهور وفى خطر عليا ، وانا معرفتش إني حامل غير بعد تلات شهور علي أثاث إني باخد حبوب منع الحمل .


لوي فمه ساخرا  .

--  روحي لامك خليها تساعدك .

-- امي لو عرفت ممكن تموت فيها .


ضحك بسخريه هاتفا .

--  احسن عشان يبقى خلصت منكم انتم الاتنين مره واحده .

هتفت بصوت مبحوح .

--  بقى كده يا باسم  تعمل فيا كده بعد ما سلمتلك نفسي ووثقت فيك .


تعالت صوت ضحكاته الساخره وهو يهتف .

-- وثقتي فيا ، دا  انتي اللي جيالي  برجلك  ولا نسيتي ، وكمان جيالي  وانتي  معديه على غيري فوقي يا ماما وفكك من دور الشرف دا مش لايق عليكي .

-- يعني ايه هتتخلي عني .


-- انا قلتلك علي اللي عندي اعملي العمليه ونزلي اللي في بطنك بدل الفضايح .

-- بقولك الدكتوره قالتلي اني ممكن اموت لو عملتها .


-- شوفي دكتوره غيرها ، ولا اقولك انا هساعدك علشان صعبتي عليا  .

تطلعت له بفرحه بجد ازاي .

هتف بها ........


.............


ذهب علاء  الى نانسي بالمكتب هاتفا .

-- اذي دكتورتنا اللي مبنشفهاش .

خفق قلبها عندما شاهدته فأبتسمت .

-- الحمدلله اذيك انت ، انا برضوا احنا اللي مبقناش نشوفك امال لو كنت دكتور بحق كنت عملت ايه .


سحب كرسيا وجلس امامها هاتفا 

-- ابدا والله بس التدريب وحالات المرضي هنا ، الموضوع  طلع صعب  العملي غير النظري خالص .

-- ماشي يا دكتور بس يا ريت ما تغيبش علينا تاني .


-- حاضر يادكتوره ، الا هي فين نور صحيح .

-- نور بتمر علي الحالات .


-- كويس لاني كنت عايزه اسالك علي حاجه كده لوحدنا .

خفق قلبها بالسعاده فشعرت من تلميحه انه سوف يعترف لها بشيء ما خاص بها .


هتف بها .

-- بقولك صحيح يا نانسي هو الكلام اللي بيتقال في المستشفى ده حقيقي .

هتفت بدهشه .

-- كلام ايه .


-- نور ودكتور وائل فعلا في حاجه بينهم المستشفى كلها بتتكلم .

هزت راسها بالنفي هاتفه .

-- لا طبعا مين اللي قال كده أي حاجه بتتقال على نور كدب .


ابتسم هاتفا .

بجد يا نانسي .

-- اه طبعا أنت بتسال ليه .


-- اقولك على حاجه بس تكون سر بينا .

-- اكيد ياعلاء ، قول .


--  انا معجب بنور .

وقعت الكلمه عليها كالصاعقه ، تطلعت له  بعين لامعه بالدموع ورجفه تنتفض بجسدها خشيه من افتضاح امرها فحاولت ان تتمالك نفسها بعدما جاهدت في خروج كلماتها ، فرغم علمها بحبها الي وائل التي تخفيه هتفت .

-- نور إنسانه محترمه تستاهل كل خير و اطمن مفيش حد في حياتها ، دي مجرد اشاعات وبس .


هتف بسعاده .

-- كلامك طمني قوي ، طيب انا هقوم دلوقتي علشان ورايا كذا حاجه عايز اعملها .

هزت راسها بالتاكيد .

فدلف هو للخارج ، بينما فاضت دموعها علي وجنتيها كأنها في سباق بعدما خارت قواها وتمزق قلبها .


............


وقف مصطفي الممرض في مكتب دره هاتفا .

-- عنيا يا دكتوره كل اللي انتي عايزاه هيحصل وهفضل وراءها لحد ماجيب قرارها .

هزت دره راسها هاتفه .

--  تمام ، تجبلي الحاجات اللي مستخبيه عن الناس اللي مش اي حد يعرفها ولا صحابها ولا اهلها حتي ،  وكل ما المعلومات اللي تجيبها كانت تستاهل هديك اللي انت عايزه .

-- عايزين رضاكي بس يادكتوره .


اخرجت من شنطه يدها بعض النقود واعطتهم له فالتقطتهم منها  هاتفا .

-- كثير يا دكتوره .

هتفت به .

-- روح انت وياريت متتاخرش عليا .

هز رأسه بسعاده .

-- ماشي يادكتوره .


...........


وقف السفير جون صباحا  ببدلته المهندمه وسط حراسه امام المستشفي بعدما تعافا بعض الشيء بأنتظار مجيء نور  .


دلف وائل  الي المستشفي فشاهده هتف بدهشه  .

-- سياده السفير .

-- اهلا يادكتور .


--  انت ماشي ولا ايه .

-- نعم لدي  مشغوليات كثيره .


--  لكن حالتك لسه عايزه متابعه  اقعد معانا  يومين نطمن  عليك ولا خلاص زهقت مننا .

هتف بابتسامه .

-- لا ، لكن سوف اكمل  علاجي ببلدي  وحابب اشكرك على اهتمامك بي .


دلفت نور الي المستشفي فرمقتهم بعينيها فحاولت تجاهلهم ،  فمرت بجوارهم لدلوفها الي الباب الرئيسي للمستشفي ، رمقها وائل بحنق وسعد لتجاهلها السفير ، ولكن قاطعه السفير هاتفا الي نور .

-- دكتوره نور  صباح الخير .

رمقته هاتفه .

--  صباح الخير .

دلف السفير خطوات باتجاهها هاتفا  .

-- انا هنا بأنتظارك .


تطلع له وائل بضيق .

فأقدم جون الي نور بمد يده ليصافحها فرمقه وائل ودلف خطوات مسرعا  قبل أن تمد نور يدها ، ومد يده هو هاتفا .

-- اصلها  مبتسلمش علي رجاله .


قطبت نور حاجبيها بدهشه في صمت  .


قاطعه جون .

-- نعم انها مسلمه ولكنها  غير محجبه لماذا لا تمد يدها .

قاطعه وائل .

-- سلو بلدنا بقى هنعمل ايه .


نظر السفير  الى نور وأشار لها على السياره التي امامهم .

فهي سياره أحدث موديل تتميز بلونها الذهبي اللامع ذات الهيكل الانسيابي ،  هاتفا .

-- انا كلمتهم في اوروبا يعملوا العربيه دي وتكون لونها مثل  لون عيونك الذهبي الجميله ، هديه لكي وشكر خاص لما فعلتيه من اجلي ، بديل للعرض الذي قدمته لك ورفضتيه .


تطلعت نور الى السياره بعيننا لامعه وفرحه  فجذبتها السياره ولكنها حاولت ان ترفض  هاتفه .

--   شكرا جدا لكن .

قاطعها السفير .

-- لن اسمح لكي بالرفض ،   اتمنى ان تقبليها مني كتذكار لي .


هزت نور راسها بسعاده .

--  بس ده كتير جدا يا سعاده السفير.

-- لا ليس كثيرا وتذكرى عرضي للدراسه بالخارج مازال ساريا . 


جن جنون وائل لما يسمعه من حديثهما وهو يجز علي اسنانه بضيق  علي امل ان ترفض نور هذه السياره المهداه  تحت شعار  التذكار ، ولكنها لم تنفي عرضه .

خرج صوته الملتزم بهدوء مصطنع  هاتفا الي السفير .

-- الدكتوره متقبلش هدايا من حد .


رفعت حاجبها الايسر بحنق  هاتفه .

--  و مقبلش هدايا  ليه .


اقترب هو منها هامسا ، علشان لو خدتيها هبيعهالك وأسدد بيها القرار اللي انتي خدتيه عشرين  في الميه  مكافاه للموظفين .

تطلعت له بضيق وهي تجز علي  أسنانها وعينيها تشع شراره .


اردف وائل لها  بحنق .

--  ها هتقبلي الهديه .


هتفت به ...........

البارت السادس والعشرون 



جن جنون وائل لما سمعه من حديثهما وهو يجز علي اسنانه بضيق  علي امل ان ترفض نور هذه السياره المهداه  تحت شعار  مصطنع مسمي التذكار ، ولكنها لم تنفي عرضه .

خرج صوته الملتزم بهدوء مصطنع  هاتفا الي السفير .

-- الدكتوره مبتقبلش هدايا من حد .


رفعت حاجبها الايسر بحنق  هاتفه .

--  و مقبلش هدايا  ليه .


اقترب هو منها هامسا بتهكم .

علشان لو خدتيها هبيعهالك وأسدد بيها القرار اللي انتي خدتيه عشرين  في الميه  مكافاه للموظفين ، وبما ان ثمن العربيه مش هيسد المكافأه كلها هشغلك بالباقي  عندي في المستشفي ببلاش   .

تطلعت له وعينيها تشع شراره .


تجاهل اعتراضها الواهن مردفا  لها  بحنق .

--  ها هتقبلي الهديه .


تطلعت له بضيق بعدما فكرت انه يستطيع ان يبيعها السياره حتي وإن اعترضت فلا زال هو دكتورها في الجامعه فإن لم يستطع اذاءها في المستشفي فيستطيع بالكليه .


عاودت النظر الي السفير هاتفه بضيق  .

--  متشكره جدا انا فعلا ما بقبلش هديه ، ده واجب عليا .

هتف بها جون بتعجب .

-- لماذا ،  لقد ارسلت لطلبها خصيصا  لكي .


تطلعت نور الى وائل بتهكم  .

-- حكم القوي بقى .


رفع وائل حاجبيه بسخريه .


قاطعها جون .

--  انا لا افهم ماذا تقولين .


هتفت نور.

--  قصدي ان  ده واجبي ودي رسالتي اني اساعد اي حد  ،  شكرا لهديتك مبقبلش هدايا .


هز جون رأسه بأستياء .

-- مثلما تحبين  اتمني مقابلتك  في ظروف افضل من ذلك .


ودلف  هو وحراسه للسياراتهم.


جزت نور على اسنانها بضيق وهي تتطلع الي وائل ثم اردفت للداخل بوجه عابس طفولي .


لوي  وائل  فمه بأبتسامه نصر مصطتنعه وهو يتطلع بها كمن يتربص بفريسته  . 


...........


دلفت نور الي مكتبها بضيق  ووضعت شنطه يدها علي المكتب ، فوجدت نانسي شارده علي مكتبها فهتفت بها .


--  مالك  سرحانه في ايه .

التفت نانسي ببصرها  لها فلم تشعر بوجودها هاتفه .

-- انتي جيتي .


اطردت نور زفيرا بضيق  وهي تلتقط البالطو  لكي ترتديه وتعطيها ظهرها  هاتفه .

--  شفتي الدكتور الزفت  عمل ايه .


انتفض قلبها   فشعرت لوهله ان الحديث علي علاء 

قطبت حاجبيها هاتفه .

--  زفت مين .


ألتفتت لها نور بأستياء .

-- دكتور وائل ،  السفير بهاديني بعربيه اخر موديل ، وده بكل بجاحه يقولي لا مش هتاخديها لو خذتيها هابيعهالك ،  علشان تسدي ال ٢٠  في الميه من مكافاه الموظفين ، 

ثم اشارت بيدها بعدم اهتمام رادفه .

وانا مالي هي كانت مستشفى ابويا .


ابتسمت نانسي  بتهكم هاتفه .

--  انتي اللي عملتي كده ،  وقعتي في شر اعمالك كان لازم تتسحبي من لسانك يعني .


جلست نور علي الكرسي المقابل لها هاتفه بتذمر .

--  والله هو اللي ابتدي ،  كنتي عيزاني اعمله ايه اسكت علي اهانتي يعني .

قاطعتها نانسي .

-- لا طبعا ازاي ودي تيجي تدبسي الراجل يامفتريه في عشرين في الميه لكل المستشفي بدكاترها وموظفينها ، مش بقولك انتي جاحده .


رفعت حاجبها الايسر وهزت احدي اكتافها بعدم اهتمام .

اردفت نانسي .

انا دلوقتي عرفت هو ساكت ليه علي القرار اللي انتي خدتيه ومكلمكيش فيه .


هزرت راسها نافيه بتعجب  .

-- ليه بقي .

قاطعتها نانسي .

ابتسمت بسخريه .

-- علشان يطلعه عليكي ، ما انتي محنونه وهو كمان شكله اجن منك  .


هزت كتفها الايسر بعدم اهتمام .

-- عادي ولا يهمني ، بس مقلتليش انتي كنتي سرحانه في ايه دا انتي محستيش بيا وانا داخله .

ابتلعت نانسي ريقها بتوتر هاتفه .

-- ولا حاجه .


تطلعت لها بحنق .

-- هو ايه اللي ولا حاجه انتي هتخبي عليا ولا ايه .

ابتلعت ريقها وهتفت بتوتر .

-- اصل علاء كان هنا و بيسال عليكي .


قطبت نور حاحبيها بتعجب .

-- بيسال عليا ليه ، كان عايز حاجه .

هزت نانسي راسها نافيه .

-- كان بيسال أيه اللي بينك وبين دكتور وائل ، وانا قلتله مفيش حاجه .


ابتلعت ريقها بتوتر فهي لم تصفح سرها لاحد ولكن لم تعلم ان عيناهما تفضحها  قطبت حاجبيها هاتفه بأستنكار  .

-- بيني وبين دكتور  وائل ، ايه اللي بينه وبيني يعني  ، هو يقصد ليه وازاي يتكلم عني كده .

تطلعت لها بأسف .

-- المستشفي كلها بتتكلم عليكم من وقت ما وقعتي وشالك ، وبعدها قالوا انه كان يعني .....


قاطعتها نور .

-- كان ايه ..

-- كان حاضنك في الاسانسير .


احمر وجهها خجلا نافيه فحاولت انا تتمالك نفسها هاتفه  .

-- لا محصلش ، وبعدين انا لما كنت واقعه كنت مرعوبه هي اه حركه جريئه منه بس مش لدرجه دي يبقى بيني وبينه حاجه ،  وبعدين علاء بيسالك ليه وهو ماله اساسا .

هتفت  نانسي بحزن .

-- علشان معجب بيكي .


تطلعت لها بابتسامه تهكم  ونهضت من علي كرسيها بأتجاه نانسي فهي تعلم ان نانسي تخبيء مشاعر بداخلها لعلاء منذ بدايه دراستهم فهتفت بها.

-- معجب بيا هو ده اللي مزعلك .

هزت  نانسي راسها نافيه بتوتر  .

--  لا انا مش زعلانه مين قالك اني زعلانه .


هتفت بها نور .

-- قومي .. قومي ، يلا نشوف شغلنا ومتشغليش بالك بكلام فاضي .


.............


يجلس رافت علي الاريكه بشقه صوفي شاردا بوجه عابس ، يضع يده على راسه .

تجلس صوفي امامه واضعه قدم فوق الاخرى تتصفح هاتفها ، ثم وضعت هاتفها جانبا وهتفت به  بتهكم .

--  هتفضل حاطط ايدك على راسك كده كتير .


رفع يده عن راسه وهو يتطلع بها بضيق هاتفا .

--  مينفعش كده يا صوفي كفايه بقى ، انا هجيب منين .


هتفت بصوت مرتفع قليلا .

-- ايه اللي كفايه ،  اتصرف المشروع هيقف انت مش راجل .


هتف بصوت حاد .

-- انتي شايفه ظروفي ، ايه اللي خلاكي  تتصرفي من دماغك انا مش عامل حسابي على فلوس زياده اجبلك منين وانتي مبترحميش ومبتبطليش طلبات بجد انا زهقت .


نهضت وجلست بجواره وهي تبتسم  بصوت حنون .

--  يا حبيبي دي فرصه مش هتتعوض  واحسن طريقه ندخل بيها فلوس انما لو كنا سبنا الفلوس معانا ،  كانوا اتصرفوا ومعرفناش نسدهم ، دفعت المائه الف عربون ومحتاجين زيهم بس علشان العده وتوضيب البيوتي سنتر ، واول مايشتغل  ولا هتحتاج  لمراتك ولا لغيره ،  وهتسد  كل الديون اللي عليك ، شفت انا بفكر فيك ازاي بدل ما كل شويا تمد ايدك لمراتك ولا ابوك يبقي ليك مشروع خاص بيك ويدخلنا دخل حلو نعيش منه انا وانت وبس ياعمرى .


تطلع لها بتهكم .

-- والمائه الف  التانيه دي  اجيبها منين   اوعي تكوني فاكره ان ريهام هتوافق تدهوملي ، هي ممعهاش المبلغ دا كله .

-- لا طبعا ريهام ايه سيبك منها خالص ،  احنا نكلم خالد بيه  وهو يسلفنا  اللي احنا عايزينه .


قاطعها بغضب .

--  وامضي على وصلات امانه تاني ، لا طبعا مستحيل .

قاطعته هي .

-- متقلقش كله هيتسدد اول لما المشروع يفتح .


هز راسه نافيا .

-- لا بلاش خالد دا المائه الف عايز يمضني عليهم نص مليون  ، انا هكلم ريهام واضغط عليها تديني اي مبلغ واكمل من والدي .

لوت فمها بسخريه .

-- ولما مراتك تقول لبنتك واهلك انك بتطلب منها فلوس وبتستغلها علشان توافق تطلقها  وتفضحك قدام اهلك وتعصيهم عليك هتعمل ايه    سيبك منها دلوقتي .


ثم اقتربت منه اكثر وحاوطته بيدها حول عنقه رادفه .


-  انا عايزه مصلحتك علشان تكبر وتعلي ومتتحوجش لحد ، 

ويبقي عندك مشروعك  الخاص بيك ويجبلك دخل نعرف نعيش منه ،   وبعدين انت خايف من ايه  طالما هانسدد الفلوس تاني .


--انتي واثقه من المشروع بتاعك ده .

-- طبعا مضمون مئه في المئه ، دا في موقع  تحفه  احنا نسوقله صح واتفرج بقي علي الزباين اللي داخله وطالعه .


هز راسه بالتاكيد هاتفا .

-- ماشي يا صوفي ، هاعملك اللي انتي عايزاه .

-- حبيب قلبي ، منحرمش منك .


..............


دلفت نور بعدما عزمت علي حل مشكله نانسي وعلاء وكيف تقربهما من بعضهم ،  ومن ثم تفكر في امرها وتجد مخرجا قويا وصارما لدلوفها من المستشفي نهائي قاطعه اي حديث عليها  ، دلفت   الي مكتب علاء فوجدته يجلس علي مكتبه ،  فتطلع لها بدهشه هاتفا .

-- نور .


دخلت واغلقت الباب وراءها .

اردف علاء .

--  عامله ايه اتفضلي .

جلست علي الكرسي المقابل له وهتفت بجديه .

-- الحمد لله ،  سمعت إنك كنت بتسال عليا .


هتف بتوتر .

--  اه كنت بطمئن عليكي مش اكتر  ، يعني بقالي فتره مبشفكيش الا بسيط .


قاطعته نور .

-- نانسي قالتلي على الكلام اللي انت قلتهولها ، ودا  شجعني اني اجيلك واتكلم معاك بكل صراحه .


ابتلع ريقه وهتف بتوتر  .

-- هي نانسي قالتلك ايه بالظبط .


تطلعت له وهتفت .

--  بصراحه كده يا علاء انا بعتبرك زي اخويا ، ويعز عليا انك تمشي في الطريق الغلط وانت قدامك الطريق الصح .

قطب حاجبيه بتعجب .

-- يعني ايه الكلام اللي بتقوليه دا .


قاطعته نور .

-- يعني انت زي اخويا مش اكثر ، وعمري ما شفتك غير كده .

هز رأسه بتهكم هاتفا .

-- اه هي نانسي قالتلك ،  خلاص انا فهمت الرساله وصلت .


هزت راسها بالنفي  وهي تقاطعه هاتفه .

--   لا لسه مفهمتش ، انت لو كنت فهمت بجد كنت حسيت باللي بتحبك وتقدرك .

هتف بتعجب .

--  اللي تحبني وتقدرني يعني ايه .


هزت راسها بالتاكيد هاتفه .

--   نانسي .. نانسي يا علاء بتحبك  ، من وقت ما اتعرفنا في الجامعه وكل كلامها كان عليك  و عنك،  و قد ايه انت شخص محترم وخدوم وناجح كنت بشوف نظرات الحب في عينيها ليك ، هي حقيقي مقلتليش بصراحه حقيقه مشاعرها ناحيتك  معرفش ليه ،  يمكن علشان كل مره كنتوا بتتكلموا مع بعض كنت انت بتسال عني  انا ، كنت بشوف الحزن في عنيها  وكذا مره فكرت اكلمك لكن ملقتش فرصه افضل من دي ،   انت لو فتحت عينيك شويه صدقني هتلاقي نفسك بتحبها هي ، مش انا  بدليل ان كل مره كنت بتروحلها بتتكلم معاها هي مش معايا انا ، كنت بتتكلم  وبتفضفض  لها بكل حاجه مضيقاك  ، وده دليل كافي انك بترتاح معها في الكلام وبتاخد برأيها .


-- لا انتي فاهمه غلط ، انا محسبتهاش كده انا كنت بكلمها علشان اسالها عليكي انتي ولما كنت بحكيلها علي حاجه خاصه بيا كان علي سبيل الزماله مش اكتر .


-- انت لو كنت عايز تسال عليا كنت سالتني انا شخصيا عني ،  دور كويس جوه قلبك هتلاقيها هي اللي موجوده فيه انا ،  يمكن انت مش واخذ بالك انا حبيت اوضحلك الرؤيه  عشان كل حاجه تبقي واضحه قدامك  ، ونصيحه مني ليك اوعي تفرط في حد بحبك وخايف عليك وعلي مشاعرك ، بجد نانسي انسانه محترمه وطيبه مش علشان هي صحبتي ابدا فعلا يابخت اللي هتكون من نصيبه .


هز علاء   راسه بالتاكيد  .


اردفت نور حديثها .

--  مش عايزه اخذ من وقتك اكثر من كده ،  واتمنى اللي اتقال دلوقت بيني وبينك ميوصلش لنانسي  .


هتف علاء .

-- طبعا يا نور ،  اكيد .


نهضت نور  وهي تهتف به .

-- همشي دلوقتي علشان الحق امر على المرضى .

هز علاء راسه بأستياء .

اتجهت نور الي الباب وفتحته ودلفت بجهه اليمين ، ولكن   رمقها وائل وهو بجهه اليسار وهو يتطلع عليها من خلفها وعلي  الغرفه التي بها علاء ، جن جنونه ولم يستطيع كبح غضبه فهم وراءها بضيق .


ولكن صادفتها دره وهي تحمل بعض الاوراق  واستوقفتها هاتفه .

-- انتي .

فالتفتت لها نور هاتفه .

-- انا ، نعم .


هتفتت بكبرياء .

-- مريتي على المريض اللي في الغرفه ٤٥ .


تطلعت لها نور بدهشه فهي  اول مره تحتك او تحدثها بطريقه مباشره فهتفت بها .

--  اه يا دكتوره حالته مستقره .


اوقعت دره الورق  الذي بيدها عن قصد ،  فأنخفضت نور  في حركه عفويه منها للمساعده وجثت علي ركبتيها  لتلتقطه ، 

تطلعت دره لها وهي تنظر لها من اعلي   رافعه راسها بغرور ،  ونور تمد يدها لتلتقط الورق الساقط على الارض فرفعت دره حذائها ووضعته على الورقه التي تلتقطها نور في محاوله لإذلالها ، رفعت نور بصرها لاعلى بدهشه ،   وجدت دره ترفع حاجبيها وتبتسم بغرور وهي تطلع بها من اعلي  هاتفه .

--  هو ده تمامك واخرك تحت رجلي .


جذب المنظر بعض اعين  المرضي والممرضين الموجودين بالرواق بدهشه  من هذا الوضع المشين ، ولكن لم يفهم احد ماذا يحدث ،  فأرتفع صوت دره هاتفه  .

علشان لما تيجي تبصي تبصي على اللي قدك .


تركت نور الاوراق من يدها ونهضت بتعجب هاتفه .

--  انا مش فاهمه حاجه ، انتي تقصدي ايه .


رفعت دره يدها  وبأطراف اناملها وضعتها علي ذقن نور هاتفه .

--  يعني يا حلوه متبصيش على اللي اعلى منك ،

وبصوت منخفض قليلا اردفت .

- وائل ده بتاعي انا وبس .

ثم ارتفع صوتها مره اخرى واردفت .

- يا دكتوره هو والدك البواب معلمكيش تشيلي اللي وقع على الارض ازاي  .


جاهدت نور بفكرها لمحاوله فهم ماتفعله دره ، ولكنها لم تفهم شيء ، تطلعت حولها باستياء و قلبها ينتفض بشده بين تهامس الموجودين ، بواب ..... هو ابو الدكتوره بواب ....  دا طلع بواب ....... .


تطلعت لها بدموع تملاء عيناها ورجفه تنتفض بجسدها فكانت بحاله لا تحسد عليها جاهدت لخروج الكلمات ولكنها فشلت في الحديث ، كتبت دموعها حتي لاتهوي دموعها امام الجميع .


جن جنون وائل وهو يراقب توترها وتلعثمها في الحديث  ولكنه لم يستطع منع نفسه من التدخل فتقدم نحوهما ، بعيون تنطلق شرارات الغضب منها .


تخشبت دره محلها حينما رمقته .

هتف بها بصوت عالي مليء بالجشه والحده .


-- في ايه يا دره .

ابتلعت ريقها وهي ترقب تعبيرات وجه برعب شديد  فهو ايضا اول مره يجردها من لقبها هتفت .

-- لا ابدا مفيش ، دا انا كنت  بفهم نور على حاجه .


تطلعت لها نور بدهشه بعدما فرت دمعه علي وجنتيها ، وقد رمقها وائل فمسك يد نور بقوه ، فتطلعت له بتعجب وهي قاطبه حاجبيها بدهشه ولكن تجاهلها وائل وهو يتطلع  الي دره  هاتفا .

--   مش تباركلى يا دره .


تطلعت دره لموضع يده بتعجب هاتفه .

-- اباركلك  على ايه .


تطلع لها وائل بحنق ، وهو يخرج صوته الملتزم بهدوء مصطنع  ومرتفع للجميع .


--  على اني خطبت نور بنت البواب وفضلتها عليكي يادره .


انخلع قلب دره من موضعه وانتفض بعاصفه التنين الثلجيه ، 

فنزلت هذه الكلمات على مرأى ومسمع الجميع ونزلتها كالصاعقه عليها خاصه .


تطلعت له نور بعينا تلمع بالدموع ورجفه تنتفض قلبها بعد افتضاح امرها بهذا الامر المشين ، جاهدت لخروج الكلمات وفهم مايحدث ولكنها فشلت .


اردف وائل حديثه مستطردا .

-- هي نور لما قالتلكم عن  المكافاه مقلتلكمش ليه ؟!   كان بسبب خطوبتنا .

ثم تطلع الى نور رادفا .

-- انتي نسيتي تقوللهم يا دكتوره نور ، 

ثم اردف بأبتسامه مصطنعه وهو يتطلع الي دره .

وعلى فكره المكافاه هتضاعف هتكون ٤٠ في المئه علشان المستشفى كلها تفرح  من قلبها .


صفق الجميع وباركوا لهما تلقي وائل التهاني ، ولكن  نور وقفت صامته  بدهشه مما حدث ، وليست مستوعبه اي شيء .


جن جنون دره وهي تنظر لهم وعينيها تشع شراره بعد إحراجها امام الجميع فلم تستطيع ان تتحدث حملت نفسها ودلفت بالهدوء الذي يسبق العاصفه ،  دلفت الي مكتبها وصفاء خلفها بدأت بتكسير بعض المحتويات الموجوده علي مكتبها هاتفه .


-- ازااااااي ، ازااااي وامتى خطبها ، انا هتجنن وبيقولي قدام كل الموجودين انه فضلها عليا ،  بنت البواب فضلها عليا انا دره دهشان  ماشي يا وائل ...... ماشي .... لو مندمتك انت والجربوعه بتاعتك علي اللي عملته فيا مبقاش انا دره ابو دهشان .


حاولت صفاء تهدئتها هاتفه .

--  اهدى يا دره اعصابك علشان تقدرى تفكرى ،  البنت طلعت مش سهله وضحكت عليه .


قاطعتها دره .

--  الزفته  دي ليها ترتيب تاني خالص لو مخلتهاش تسيب الطب قبل ما تاخد شهادتها مبقاش انا .


هزت صفاء نافيه .

بتفكرى في ايه .


هزت دره راسها بالتاكيد .

-- هخليها ترجع تخدم في البيوت تاني وتمسح السلالم ، بس الصبر ..الصبر حلو .. 



         الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات