الفصل الاول والثاني
بقلم نجمه اسيل
هل جننتي ستتزوجين من سائق سيارة الأجره قالتها بغضب
نهضت لتجلس على ركبتيها قائله بدموع وهي تمسك قدميها :- أمي أرجوك أليس أنسان هو بنهاية المطاف
نفضتها بعنف وهي تستقام على قدميها طابعتاً تلك الأقدام على أرضية القصر الرخاميه الفاخره بخطوات أستقراطيه قويه كقوة شخصيتها لتهتف بعنف :- نعم هو أنسان ولكن ليس هو الأنسان المناسب لك
تعالت شهقاتها لتقول من بينهن :- اذا كان والدي حي لما قال هذا الكلام
هذا اذا كان ، لكنه غير موجود وأنا صاحبة الكلمة الأولى والأخيره وأنتي إبنتي الوحيده بين ثلاثة رجال و أبنة نجيه الكازمي لا تتزوج ألا من هو ذو مركز مثل مركزها ليس سائق تاكسي قالتها بأستفزاز
أريد الزواج به ولن أتزوج غيره يا أمي قالتها بحزم
نجيه بغيظ :- اذا تزوجتي به سأحرمك من ميراثك ولن تنالي حتى قرشاً واحد منه ياهدير
هدير بلهفه حازمه :- موافقه
غضبت نجيه أكثر لتقول :- قصر الكازمي لن تطئه قدمك ألا كضيفه وأيضاً بدونه
أكملت بنفس حزمها :- موافقه
تعالا صراخ نجيه الغاضب :- وعليك تحمل نتائج إختيارك وإصرارك ولا تشتكي منه أبداً إن كان غير ماتتوقعيه
موافقه قالتها بثقه
"" بــاكــ ""
تنهدت وهي تخرج من شرودها نظرت نحو الساعه المعلقه على الجدار لتشهق بعدم رضاء نهضت مسرعه فتحت باب الغرفه لتطمئن على طفلتيها لتجدهن نائمات كالملائكه بين ألعابهن وضعتهن على سريريهن ونظفت المكان جيداً خرجت لصالون الصغير المرتب بشكل أنيق لتنظفه أيضاً وتتفقد أماكن راحته أشعلت أعواد البخور العطره بالصالون لتدخل لغرفه النوم المتواضعه والنظيفه للغايه قامت بترتيبها وشغلت الفواحة العطريه لتعبق رائحتها الزكيه أنحاء الغرفه تبسمت براحه لتأخذ قميص بيتي أسود لآمع رقيق للغايه يناسب بشرتها الصافيه وعيناها السوداء الواسعه وطول جسدها النحيف دخلت وأغتسلت وأرتدت ملابسها وعندما خرجت سرحت شعيراتها السوداء التي تصل لآخر ظهرها ووضعت أحمر شفاه قاني زاد من جرأة شفتيها المكتنزه وضعت الكحل على حدقتيها الغامقه لتظهرها أفتح قليلاً نظرت نحو ملامح وجهها ذات الجمال العادي بالمرآه لتبتسم برضاء وقبل إن تذهب للمطبخ كي تسخن العشاء ناثرت قطرات من عطرها المحبب اليه وأنتظرته بلهفه مثل كل ليله
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
دقات على باب غرفته جعلت ملامح وجهه تتهجم ليجلس على سريره الوثير بأنزعاج ويرفع أهداب عيناه المعتمه كاشفاً عن حدقاته الخضراء الممزوجه بالأصفر القاني ، تحسس طريقه حتى وصل لباب الغرفه ليفتحه قائلاً بصوت ناعس :- نعم
تلعثمت لتجيب :- العشاء جاهز
أغمض عيناه المنطفئه متلذذاً برائحتها التي تشبه رائحة الورد ليهمس بهمس لم يصل لمسامعها "ورد" ليخرج صوته قائلاً :- لماذا كم الساعه الآن
انها العاشره مساءاً وقد فات موعد العشاء وعندما رأيتك لم تنزل صعدت كي أنبههك قالت كلماتها بصوت خافت
حك مؤخرة رأسه قائلاً بأحراج :- يبدو أنني قد غفيت دون أن أشعر ، حسناً أريد أن أغتسل جهزي لي الملابس والحمام
حسناً قالتها بأرتباك كم يرهقها فقط العبور بجانبه فكيف وهي بنفس مكان تواجده تستنشق عطره الآخاذ وأنفاسه التي تغرقها حتى العمق ، دخلت بخطئ متعثره لتقف أمام الدولاب وهي متمعنتاً بكل تفاصيل وجهه الصغيره قبل الكبيره
غزل قالها بتعجب عندما لم يسمع صوتها
نعم قالتها برقه وهي تنزل رأسها خجلاً كسارقاً تم أمساكه بأشهاد
نغمات صوتها الموسيقيه جعلت من أذنه تتراقص فرحاً ليبتسم قائلاً :- ظننتك قد خرجتي عندما عم الهدوء
يكفي ماينقصها الآن هو أبتسامته التي تظهر أسنانه المتراصه لتسقط آخر ذرات أحتمالها
ملابسك على السرير في مكانهن الخاص وسأدخل كي أجهز لك الحمام قالتها غزل بأرتباك واضح خرج في معالم صوتها
هز رأسه ولازآل محتفظاً بأبتسامته بينما غزل هرولت هاربه من أمامه لتجهز الحمام
ثم تخرج قائله وهي عند باب غرفته :- عماد أنا ذاهبه وكل شيء جاهز
أحرف أسمه مختلفه تماماً عندما تنطق بهن يشعر وكأنهن قد تقدسين من بين شفتيها :- شكراً
العفو قالتها مسرعه وهي تغلق الباب بينما هو تحسس طريقه الذي يعرفه جيداً حتى
الحمام ليغتسل ثم يخرج يرتدي ملابسه ويتجه نحو التسريحه ويمشط
شعره ثم ينزل تلك الدرجات بهدوء ممسكاً بالجدار حتى وصل للأسفل
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
تجاوزت الساعه موعد وصوله لتشعر بالقلق متسرب بين أوردتها وقفت على
النافذه وهي تراقب طرق حارتهم الصغيره التي بدأت بالهدوء والنوم لتزفر بخوف
شديد وعقلها يصور لها ألآلف القصص ذوات النهايات السيئه
تهللت أساريرها وهي ترى سيارته المتهالكه والمتعبه للغايه تتوقف أمام عمارتهم
السكنيه المتوسطة الحال لتضع يدها على قلبها الذي أنهكها بدقاته الخائفه قائله بأمتنان :- الحمدلله
هرعت بلهفه حتى وصلت أمان الباب لتقف أمامه دون أن تفتحه فهي تعلم عواقب
ذلك أن أنتظرته أمام الباب المفتوح بهيئتها تلك لما مرر الأمر بسلام لذلك جلست متأهبه
، لتسمع أول قرعات فتحت الباب دون أن تظهر جسدها للخارج
لآقته تلك الروائح الجميله عند دخوله لمنزله الذي يعتبر مكان رآحته المفضل ليبتسم
عندما شاهد الباب يُفتح ولم يلمح طرفها حتى ، ليغلق الباب وتظهر حوريته خلفه تنظر اليه بلهفه
لما تأخرت لقد خفت عليك قالتها بقلق وهو تقف أمامه
أبتسم بتعب وهو يمرر عيناه عليها من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها ليقول
بتلاعب :- الا تراعيين بأنني آتي متعب للغايه وأنتي تفاجئيني بمظهر جديد كل يوم
ضحكت هدير بخفه وهي تقترب منه أكثر قائله :- هذه ليست الأجابه عن سؤالي
طبع قبله أعلى رأسها قائلاً بتعب ظاهر :- تأخرت بتوصيل رآكب لوسط المدينه
لما تأخذ لأماكن بعيده في هذا الوقت المتأخر يا أسلام قالتها هدير بعتاب
جلس أسلام على الأريكه وهو يصدر همهمات ألم :- هو جديد بالمدينه فلم أستطيع تركه هكذا
جلست هدير بجانبه وهو يخلع حذائه قائله بقلق :- أخاف من قلبك الطيب أن يؤدي بك نحو المتاعب يا أسلام
أتركيها على اللّٰه ياحبيبتي قالها أسلام وهو يكمل خلع حذائه لتظهر قدامه المتورمه للغايه والمحمره بشده
ترغرت عيناها بدموع لتقول وهي تنهض كي لا تريه دموعها وتحمل حذائه :- الحمام جاهز أدخل لتغتسل وتعال كي تتعشاء
أغمض عيناه بضيق وهو يراهن ينيرين أطراف أهدابها لكنه تركها دون أن يكلمها يعرف
بأنه لو سئلها عن سبب بكائها الذي يعرفه جيداً لنفجرت ببكاء لن يكتمل لذلك نهض بصمت
وهو يذهب للحمام بعد أن تناول المنشفه منها ليبتسم على أهتمامها الكبير به وهو يشعر
بالماء الساخن ينساب على جسده المتشنج ليصدر تأوه حاد صادر من ألم عضلاته
التي بدأت بالأرتياح من عناء يوماً طويل بفضل تلك المياه المهدئه
جهزت الطعام على الطاوله الصغيره وجهزت ملابسه لتراه خارجاً من الحمام ويجلس
على الأريكه لتأخذ المنشفه الصغيره وتجلس خلفه وتنشف شعيراته الكثيفه جداً
المليئه بالماء بينما هو أخذ خصله من شعرها الذي يدغدغ ظهره ويضعها عند أنفه يشم رائحته التي تدغدغ أنفه عشقاً
نامتا الطفلتين قالها بهمس وهو مغمض العينان مستمتعاً بيديها التي تنشف رأسه برفق
من حوالي ساعتين قالتها وهي تطبع قبله على كتفه العاري وتقدم له الملابس ليرتديهن
ثم يتجهها نحو طاولة الطعام ليبداء بالأكل وهو يحدثها عن تفاصيل يومه حتى الممل
منها ككل يوم دون أن تشعر بلملل ومنصته بكل جوارحها وكأنها تنصت لتفاصيل أسطوره ما
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
تختطف بعض النظرات منه وترجع عيناها لطبقها مجدداً وكأنه سيراها مثلاً لتصدر تنهيده وصلت اليه
عماد بقلق :- مابك ياغزل !! هل أنتي متعبه
لا ليس بي شيء قالتها وهي تلعن غباءها المفرط صحيح لا يرى ولكنه يسمع جيداً
هز رأسه وهو يعاود لتناول طعامه بهدوء لينهض قائلاً :- الحمدلله ، أنا ذاهباً لغرفتي تصبحين على خير
وأنت بخير قالتها وبدآخلها الكثير من الكلمات ولكن لا تجرأ على البوح بهن بتاتاً
بينما هو تنهد بيأس وهو يصعد درجات سلمه ليصل لغرفته ويرمي نفسه على السرير
بحده قائلاً بغضب من نفسه :- يكفي عماد كف عن تأملك فماذا تريد برجل مُعاق برأيك ، رجع بذاكرته لليوم الذي أجتمع بها
"" فلاش باك ""
أهلاً خالي وهبي شرفتني حقاً بزيارتك قالها عماد بسعاده
عماد أريدك بموضوع مهم قالها وهبي بتعب وقلق
أرهف عماد سمعه ليقول بقلق :- ماذا هناك !! أخفتني ياخالي
وهبي سارداً :- أسمعني تعرف أن أبنتي غزل وحيده لم يرزقني اللّٰه بغيرها طوال وجود
زوجتي المرحومه وتعلم المشاكل الدائره بيني وبين أخوتي حول ثروتي التي أكتسبتها
من عرق جبيني وأنهم يريدون مشاركتي بها بحجة بأن ليس لدي أولاد وأنا يابني
صحتى بدأت بالتدهور من مرض القلب حتى إنسداد الشرايين والسكر لذلك سأطلب منك طلب
قل يا خالي قالها عماد بترقب
وهبي دون مقدمات :- أريدك أن تتزوج بغزل
تعاقدا حاجبي عماد بعدم رضاء :- ماهذا الذي تقوله ياخالي
هكذا أستطيع أضمن حماية أبنتي الوحيده قالها بلهفه
تنحنح عماد ليردف في محاوله منه لثني خاله عما يريده :- ما الحمايه التي سيقدمها رجلاً فقد بصره لها ياخالي
تعلم جيداً من تكون وأنا أعلم بأنك ستسطيع حمايتها ، صدقني أنا لا أجبرك عليها لكن فقط عندما تستطيع حماية نفسها ومالها أتركها لكي ترى مايناسبها ماذا قلت قال وهبي كلماته برجاء شديد لم يستطيع عماد رفضه ليهز رأسه موافقاً ومنذو سنه تقريباً وهي زوجته في علاقه حولها العديد من الأسوار
"" باكــ""
تنهد عماد قائلاً :- هذه أمانه لا يجب عليك أن تفكر بها بغير ذلك ماذنبها لكي تقضي بقية حياتها برفقة رجل ناقص
وضع رأسه على المخده وهو يلعن قلبه الذي عشقها فبرغم الظلام الذي يحيط به يشعر وكأنه يستطيع رؤيتها ، كم يعشق رائحتها الشبيهه برائحة الورد وصوتها الطربي الذي يداعب طبلة أذنه عشقاً
تباً أريد النوم قالها وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
من يراها على السرير ساكنه يفكر لوهله بإِنها تسكن الأحلام الآن لكنها عكس ذلك عيناها ترسم خطوطً شارده على السقف وهي تغوص بذكرياتها
"" فلاش باك ""
مالذي تقصده ياوالدي قالتها بعدم تصديق
وهبي مُفهماً :- غزل أعلم إِنه من الصعب عليك أن تربطي حياتك برجل لم تتخيليه يوماً زوجاً لكِ لكن أنا أفعل كل ذلك لمصلحتك فعماد رجلاً بمعنى الكلمه وسيحميك من أنياب أعمامك الطماعين
هزت رأسها بأذعان لكن قلبها يرقص فرحاً فالرجل الذي أحبته سيصبح هو زوجها لكنها لم تستمر فرحتها عندما سمعت كلماته اللآسعه في ليلة زواجهم
عماد بهدوء :- أسمعيني ياغزل نعلم جيداً ماسبب زواجنا ولاتخافي لن أجعل أي أحد يمس منك شعر طوال فترة زواجنا أكمل كلماته وهو ينهض مؤشراً لباب غرفه بجانبه :- هذه غرفتك أن أحتجتي لشيء أبلغيني
شكراً لك لتحملك مسؤليتي قالتها بصوت أضهرت به القوه وعيناها تفضحانها بدموعها
أبتسم أبتسامته الساحره :- لا تقولي مثل هذا الكلام أنتي في مقام أختي
تناثرت هنا غزل ولم يتبقى منها شيئاً حتى يجمع لتسحب خطواتها المتثاقله وترمي بنفسها على سريرها الوثير والذي شعرت به كشوكات حاده تنغرز بجسدها بجانب كلماته اللآذعه التي لسعت قلبها
"" باكــ ""
مسحت دمعه شارده على خدها قائله :- رحمك الله ياوالدي
وتحاول الذهاب بنوم وألا تفكر به لكن ماذا تفعل لقلبها المتمرد الذي يحبه ولا يستمع لتحذيراتها له
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
شعر بأصابعها على قدمه ليفتح عيناه الناعسه والمتعبه قائلاً :- ماذا تفعلي
نام حبيبي لا أفعل شيئاً فقط أدهن بعض المرهم على قدمك لأنها متورمه بعض الشيء قالتها بهمس
أبتسم بوجهها لا تترك شيئاً به متألم ولو تدفع حياتها ثمنناً
نهضت بعد أن أكملت عملها لترجع المرهم بمكانه وعندما ألتفتت وجدته قد فرد ذراعه وهو يؤشر بطرف عينه عليها لتضحك بخفه وهي تتجه نحوه وتضع رأسها على ذراعه المفرود وتدفن وجهها في عنقه الطويل بينما هو يداعب خصلات شعرها التي يعشقهن حد الجنون ويجن جنونه عندما يلمح شخص حتى شعرها منها
لما لازلت مستيقظ لديك عمل الصباح قالتها بهمس وهي تداعب أسفل فكه الذي يحمل لحيه صغيره منمقه
طبع قبله على يدها تلك ليقول بهمس متلاعب :- تنامين بين ذراعي برائحتك التي تفقدني صوابي وقميصك الذي يهدمني وتريديني أن أنام
ضحكت بشده وهي تحتضنه قائله برجاء :- أسلام عليك النوم حتى تستطيع الأستياظ مبكراً
أرجع خصلات شعرها الكثيفه والمتداخله على جنب وهو يقبل بشرة كتفها الذي أبعد عنها القميص ليقول بهمس :- سأستيقظ مبكراً لا عليك مني
أسلام قالتها هدير بضعف وهي تشعر بحصونها تتساقط عليها بسبب شفتيه التي توزعت على عنقها وكتفها
عينان أسلام قالها بعشق بالغ لتلك التي أسكرته حباً وأغرقته عشقاً
رفعت وجهها لترى عيناه العسليه الزجاجيه تختلط بدكونة الرغبه لتتعلق برقبته قائله بغنج :- لن أتحمل غيابك عن العمل أنا
عض شفتيه السفلى لنبرة الغنج بصوتها ليقول بهمس وهو يطبع قبله بزاوية شفتيها :- كل المسؤليات يتحملها العبد لله أسلام السلاَمي
تنهدت بحراره وهي تشعر بشفتيه تقترب من شفتيها رويداً روايدا ليختطفهن برحله
خاصه كرحلة جسدها الذي ألحفه حباً بجسده في دوامه في المشاعر العاشقه وفي طريق الهيام الخالي من أي شخصاً غيرهم
الفصل الثاني...
صوت سقوط شېء على الأرض جعلها تنهض فزعه ، رمشت بعيناها عدة مرات قبل
أن تضع يدها على قلبها وهي تستمع لدقات قلبها المتتاليه والعنيفه
نهضت من فراشها مسرعه وهي تستمع لنفس الصوت مجدداً ، ركضت نحو غرفته لتفتحها بدون وعي وأستئذان لتراه واقعاً على الأرض وقدماه متشابكه بملائة السرير
أغمض عيناه بينما رائحتها العطره تصل اليه ليهمس بهمس عاشق :- ورد
عماد أنت بخير قالتها بفزع شديد بينما تخلص قدماه من الملائه
أبتسم للهفتها ليقول :- ليس بي شيء ، فقط تعثرت و تشابكت قدامي وسقطت لما كل هذا الخوف
رفعت حدقتيها الزيتيه المضائه نحو عيناه الفريده من نوعها ويخفق قلبها بشده كتلاحق طبول الحرب عندما رأت أبتسامته التي تغرقها حباً
بينما هو يحاول تخليص قدماه غافلاً عن تلك الشارده به وتتفرس ملامح وجهه العاشقه لها حد النخاع :- ألم تستطيعي تخليص قدماي
خرجت من شرودها لتقول بإحراج :- تبقى القليل
مس كهربائي سرى بين أوردته عندما لآمست يده أطراف أصابعها ، فمنذو زواجهم هذه المرة الأولى
أرتجف جسدها وأغمضت عيناها تلذذاً بلمسته التي جعلت من الدماء تتدفق بقوه حتى أعلى رأسها ، و تقسم بأنه يسمع دقات قلبها بكل وضوح
أنتهيت قالتها بصوت مرتجف
شكراً قالها و هو ليس أفضل منها حالاً
نهضت وقدماها لا تسعفانها فتواجدها معه بنفس الغرفه تتنفس ذرات أنفاسه يجعلها كالصريعه وعن أي صريعه أتحدث عن صريعة العشق
تنفس هو الصعداء عندما سمع صوت أغلاق الباب معلنناً عن خروجها ليأخذ بعد ذلك نفساً عميقاً مدخلاً رائحتها التي لازآلت تنتشر بالمكان لجوف رئتيه متلذذاً بها ومنتشي حد الهيام
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
أسلام أنهض قالتها بضيق لمحاولاتها المضنيه في إيقاضه
همهمه معترضه ناعسه فقط ما صدرت عنه
لقد سئمت منك سأجعلك تنام لكن لا تلومني أن خصم العم نعيم من راتبك قالتها بصراخ كي يسمعها
وضع المخده على رأسه من صراخها المتكرر
زفرت بضيق وهي تخرج من غرفة النوم لتصرخ بعلو صوتها :- فجر ، ماذا تفعلين يافتاه
نهض هو مفزوعاً من قوة صراخها ليجلس وهو يزفر بضيق وغضب ناظراً بعينان ناعسه نحو الساعه ليجد بأن لم يتبقى سوى ساعه واحده لعمله في ورشة الحداده فهو يعمل صباحاً بها وبعد الظهر يعمل بسيارة الأجره
دخلت وهي تتمتم بغيظ لتقول بتفاجأ :- متى نهضت
نظر نحوها بغيظ شديد قائلاً بضيق وهو يتجه للحمام :- صوت المنبه العالي أيقظني
تلاقت حاجبيها بتعجب لتقول بتفكير :- عن أي منبه يتحدث !! فلا يوجد لدينا واحد
ضحك بخفه وهو يلتقط المنشفه على قلة بديهتها
فغرت عيناها لتقول بعبوس وهي تصفعه على ظهره العاري بخفه :- تتحدث عن صوتي صحيح
رفع حاجبه :- أخيراً فهمتي
شكراً لك قالتها بأعين مترغره بالدموع
سحبها نحوه وهو بضحك عليها بشده ليحاوط خصرها بيديه قائلاً بهمس :- أمزح معك ، صوتك أجمل من معزوفات العشق الأصيل
تبدل عبوسها لأبتسامه وعيناها تناغمت مع لمعتها بحب لتقول بنفس همسه العاشق :- تعرف كيف تضحك علي بكلماتك
قبلها أعلى رأسها :- ماذا أفعل!! لا أحتمل دموعك لو مهما حصل
وضعت رأسها على كتفه العاري :- أحبك ياسندي
سندك تبقى له أقل من نصف ساعه وأن لم ترحمي به سيدتي سيطرد من عمله قالها وهو يتفنن في توزيع قبلاته على جانب وجهها وعنقها
دفعته برفق نحو الحمام بضحك :- أذهب كي تغتسل هيا والفطور جاهز
سأريك قالها وهو يلقي المنشفه بغيظ على وجهها
ضحكت ليرقص قلبه على ضحكاتها عشقاً ويتذبذب متيماً بها
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
نفس عميق أخذته وهي تراه ينزل بهيبته التي تختتطف أنفاسها في بحور العشق
صباح الخير ولو أتت متأخره قالها عماد بضحك وهي يتحسس طريقه لكي يجلس على كرسيه
صباح النور قالتها بصوت يكاد يسمع من ثوران مشاعرها التي أرهقتها منذو الصباح الباكر
بدأ بتناول طعامه ليقول بعد صمت طال كثيراً :- أنا سأذهب لشركه فـ عمار طلب حضوري لتوقيع بعض المستندات الضروريه
تنحنحت بإحراج لتقول بتلعثم :- عماد أريد أن أطلب منك طلب
عزفت ألحانها على حروف أسمه لتطربه عشقاً ، أخرج صوته ليقول :- طلب !! أنتي أمري ياغزل عن أي طلب تتحدثين
أبتسمت بسعاده لكلماته لتتورد وجنتاها مجيبتاً بصوت مليئ بعبرات الأمتنان والسعاد :- شكراً لك ، أريد أن أسجل بالجامعه فقد فاتتني تلك السنه مع موت والدي أتمناء أن توافق
أبتسم لحماسها وسعادتها التي ألتمسهن هو بنبرات صوتها ليقول :- لك ماتريدين سأجعل عمار يبدأ باللآزم لحين فتح أبواب الجامعه وستداومين هذه السنه لا تقلقي
أمسكت يده تشد عليها وتقول بأمتنان :- لقد فعلت الكثير من أجلي يا عماد حقاً شكراً
تتالت دقات قلبه ليبتسم بحب وهي يشد على أحتضان يدها :- أنتي زوجتي ، وزوجة عماد العدناني لا يكون بنفسها شېء ألا ويتم تحقيقه
ياللهول من كلماته التي تدمر آخر مقدرتي من الأحتمال قالتها بنفسها وهي تغمض عيناها كي تستطيع تنظيم أنفاسها ولو قليلاً
أنا ذاهب أن أحتجتي لشېء فقط أتصلي بي قالها وهو ينهض
نهضت لتقف أمامه وتعطي له هاتفه الذي كان يتحسس بحثاً عنه قائله :- متى ستعود
-أعتقد بعد الظهر
سأنتظرك قالتها بهمس
تغلل همسها لدآخله ليقول بنفس همسها :- لن اتأخر
لحظات مرت وهي تسبح بين متاهات حدقتيه المتلونه وهو غارقاً بصوت أنفاسها المتلاحقه
تنحنح بأحراج ليقول بخفوت :- وداعاً
إلى اللقاء قالتها بصوت يميل للعتاب
أبتسم بخفه :- إلى اللقاء
وتحرك للخارج وهو يركب سيارته الذي تولى سائقه الجلوس عند مقودها
تنهد بعمق فهاهو يشعر بإِنه قد أفتقدها من الآن ليجيب بصوت واهن :- إلى الشركه يا حيدر
حاضر سيدي قالها حيدر بطاعه
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
خرج من الحمام مسرعاً ليجد ملابس عمله على حافة السرير وحذائه نظيف بجانب الملابس ، أبتسم بأمتنان لهذه الزوجه التي توفر له كل تلك الراحه
أسلام الفطور جاهز حبيبي قالتها هدير من الخارج
أرتدي ملابسي قالها مسرعاً
دخلت لتجده أرتدى البنطال والقميص دون أن يغلق أزراره بعد بينما هو يمشط شعيراته السوداء الحريريه أللآتي أكتسبن بعض الأصفرار من أشعة الشمس الحارقه
أدارته لأمامها وبدأت بأغلاق القميص له بينما هو لازآل منهمك بتمشيط شعره
لوكنت سمعت كلامي ونمت مبكراً لكنت أستيقظت أيضاً مبكراً قالتها هدير بعتاب
نظر نحوها شذراً ولم ينطق بكلمه
رفعت حاجبها الأيمن قائله :- ماذا ألم يعجبك كلامي
أقترب منها مقبلاً إياها بين عيناها قائلاً بحب وهو يمسك وجنتاها بطرف أصابعه :- تلك اللحظات معك تجعلني مكتفي عن مائة شعور آخر ياحمقاء
توردت وجنتاها لتتنحنح قائله :- لكنني أخاف أن تخسر عملك بسببي
أبتسم بهدوء :- الله هو الرازق حيثما نكون
أقتربت لتقبله أسفل شفتيه السفلى بينما هو أغمض عيناه سامحاً لأنفاسها بمداعبة وجهه وقلبه قبل ذلك
صوت صراخها دوى بالمكان ، لتنتفض هدير قائله بقلة حيله :- هذا صوت شروق لابد وأن فجر قد ضربتها مثل كل يوم
ضحك أسلام وهو يجلس يرتدي حذائه قائلاً :- أذهبي لتري بناتك أنا آتي وراءك
هزت هدير رأسها وهي تسابق خطواتها نحو بناتها التوأم المختلف
أمسكت بشروق وأحتضنتها وهي تأنب صغيرتها فجر التي تفرض سيادتها منذو الآن :- ألن تكفي عن أفعالك يافتاه
هي من بدأت قالتها بكلمات حازمه غاضبه
هزت رأسها بقلة حيله فهي صاحبة خمس سنوات وأفعالها تدل على صاحبة الثامنه
خرج أسلام يشد خطواته مقبلاً بناته اللآتي تعلقن به يقبلنه بحب طفولي شديد
تناول طعامك جالساً قالتها هدير لزوجها الواقف وهو يأكل مسرعاً
أسلام بفم مليئ بالطعام :- تأخر الوقت
أكمل طعامه ليقف أمام الباب وهي خلفه :- تريدين شېء عند رجوعي
لا كل شيء معي متوفر قالتها وهي تستذكر
حسناً مع السلامه قالها مودعاً
أبتسمت هدير :- أستودعتك الله
أبتسم بحب ليقبط حاجبيه بضيق قائلاً :- أبتعدي عن الباب سأخرج
هزت رأسها لزوجها الغيور لتبتعد عن مخرج الباب وتتركه يخرج بعد أن قبلها قبله بالهواء
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
ما الخبر ياعمار قالها عماد بصوت واثق وعينان تلتمع بالجديه تتنافى مع شخص فاقد أحدى الحواس
جلس عمار بجانبه قائلاً بسرد :- أريدك أن توقع على ورق المناقصه التي سنأخذها مؤكد من شركة الفيروز
" عمار صديق عماد منذو الطفوله قبل حتى أن يفقد عماد بصره وهو يعتبر يده اليمنى ويهتم بكل شيء بشركه وكأنه عينان عماد المفقودات ، وعماد يثق به دوناً عن غيره "
راجعت كل شېء وفعلت ما أخبرتك أن تضيفه للملفات قالها عماد وهو لازآل محتفظ بجديته
لا ينقص سوى توقيعك لا تقلق أجابه عمار بثقه أطمئن على إثرها عماد
قرعات على باب المكتب جعلت من عمار ينهض كي يخبئ الملف قبل أن يأذن لطارق بالدخول
مرحباً جميعاً قالها الدآخل
أبتسم عماد عندما لحن الصوت :- أهلاً جبر
" جبر العدناني أخ عماد غير الشقيق وهو أكبر من عماد والأخ الوحيد له "
جبر مصطنع الأهتمام :- علمت من بعض الموضفين بأنك أتيت لشركه خير إن شاء اللّٰه
نهض عماد وهو يتحسس ساعة معصمه التي يعرف من خلالها الوقت قائلاً :- ليس هناك شيء فقط أتيت كي أرى الشركه وكيف تسير الأمور ثم أن الوقت تأخر لذلك أنا ذاهب وداعاً
وداعاً قالها جبر بصوت مبهم
عمار مستوقفاً :- أنتظر سأخرج معك
هيا قالها عماد وهو يتوقف عن المسير حتى أدرك عمار بجانبه ليكمل المشي بجانبه مكملين وصلة كلامهم التي قطعها دخول جبر المفاجأ
ناظر جبر خروج عماد وعمار بأعين مشتعله وهو يهمس بهمس خشن :- تباً لك ايها الأعمى متى سأكسب ثقتك مثل ذاك البائس عمار
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
أستغفر أسلام بصوت خافت من هول المحاضره التي ألقاها عليه رئيس عمله بسبب تأخره ليتنهد قائلاً :- ياعم نعيم وضح لي وجهة نظرك !! هل أدخل لكي أكمل عملي أو أدير ظهري بمعنى آخر أترك العمل
يعترف نعيم بأنه لايكره بحياته أكثر من قلة ضبط المواعيد لكنه أيضاً بالمقابل يدرك أن أسلام من أفضل العاملين معه ولن يستطيع تركه لمنافسينه بالسوق
تنحنح أسلام وهو يقول :- صمتك أوصل رسالتك السلام عليكم أنا ذاهب
أنتظر قالها نعيم مستوقفاً ليستطرد كلماته بعد أن تنحنح قائلاً بعدم أهتمام كاذب :- حسناً أرجع لعملك أعلم كم أنت شاب مكافح و تستحق فرصه أخرى
أبتسم أسلام بسخريه وهو يهز رأسه يجاريه بالكلام ليذهب لعمله وهو يحدث نفسه :- شاب !! سلامة النظر ياعمو نعيم عمري 35 سنه عن أي شباب تتحدث أيها الكاذب
أكمل كلماته ليضحك بخفوت وهو يخلع قميصه ويربطه على خصره باقياً بالقميص
الداخلي ليبدأ عمله بوسط الحديد والنار والمطارق الكبيره لتأخذ تلك النيران الصفاء الباقي من بشرته التي تولت الشمس الحارقه أخذها
٭٭٭٭٭٭٭٭٭٭
آسف عما سأقوله ولكن جبر لا أثق به مطلقاً ياعماد قالها عمار وهو يستند على نافذه سيارة عماد القاطن بدآخلها
أبتسم عماد بسخريه :- لما تتأسف أعلم جيداً أن جبر لا يهتم لشېء سوى المال ثم أني أعمى البصر لا البصيره وأرى جيداً بأنه يحاول أستغلال ضعف حاستي كي يظفر بما يريد أكمل كلماته وهو يزفر بضيق :- دعه يحلم بما يريد لايعلم بأني أعرف خباياه جيداً
أمسك عمار كتف صديقه قائلاً بفخر :- لم تتغير أبداً ياعماد
ضحك عماد بخفه :- وما الذي سيغرني ايها الفتى
الزواج مثلاً قالها عمار بمشاكسه
أبتسم عماد بشرود وعيناه المعتمه تلتمع بالحب لم يخرج من شروده ألا على قهقهات عمار الشامته
لا أصدق وقعت يارجل قالها عمار وهو لازآل يضحك بشده
صفع عماد يد عمار قائلاً بغيظ :- ألم تقع قبلي بقفص أروى
- لقد وقعت بأروى قبل أن أتزوج بها حتى ليس مثل آخرون يخفون خبر زواجهم عن الجميع منذو حوالي سنه
أنطلق ياحيدر قالها عماد مغتاظاً لينفذ حيدر الأمر وتنطلق السياره تلحقها قهقهات عمار حتى أختفت
