رواية عشق الادم ج٢
الفصل السادس عسر والسابع عشر
بقلم ماري حلمي
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
جلست وعينيها معلقه عليه بقوة ، نظراتها الماكره تخترقه بقوة كبيرة ، تدقق النظر بتفاصيله بشدة ، رغبه شديده ألحت عليها بأن تنهض وتذهب تخبره كم تعشقه وكم تريده ! كانت تود الذهاب إليه وتحتضنه بقوة لتشعر بقلبه يخفق تحت قلبها ! يا اللهي كم هو وسيم ويخطف الأنفاس ، عينيه الجميله الساحره ، شعره الناعم ، جسده الرياضي ، هيبته الطاغيه ، عطره !
واااه من عطره الفواح الساحر ، كانت كل يوم بالعمل تنتظره ليأتي كل صباح حتى تشتم نسيم عطره الأخاذ ، هي تعلم جيدا بأن عشقه بقلبها سيصلها بيوم إلى أن تقترف جريمه ! وربما هذا أصبح قريبا . وقريبا جدا !!
كم تود الأن أن تذهب و تمسك تلك المسماة (عشق ) وتلقي بها بعيده عنه لتأخذ هي مكانها ، تود أن يصبح أدم لها وحدها فقط !!
هي لديها أيمان كبير بأنه منذ أن رأته أول مره قبل عدة أشهر عندما ذهبت للمقابلة من أجل الوظيفه ، أصبح لها وحدها ! خطف قلبها من بين ضلوعها
وقتها أحست بأنها أخيرا وجدت الحب !!
ولكن أي حب هذا الذي يأتي بالأكراه؟ !
رفعت قدم تضعها فوق الأخرى لينزلق فستانها الوردي من الأمام كاشفا ساقيها البيضاء بشكل جعل من كانو يجلسون بجوارها يطالعونها بنظرات جائعه ، بينما ظنت هي بأن بفعلتها تلك ستجعله ينظر إليها !! ولكن لم يلتفت ناحيتها حتى !!
بينما وضع جورج يده على قلبه فجاءة لا يدري لما شعر بوجع رهيب يجتاحه بقوة ولأول مرة في حياته ! أغمض عينيه قليلا لتتشكل صورتها أمامه ! فتح عينيه بقوة يهتف :
- كلارا !!
طالعته ( أسيل ) بتسائل تهتف :
- مين كلارا دي ؟!
منحها نظره بارده مجيبا وهو يحاول أن يعيد توازنه :
- مفيش حاجه ، خليكي بحالك !
حركت فمها بأمتعاض لتعيد وترفع بصرها ناحية أدم بهيام من جديد كالبلهاء !!
بينما كان أدم يجلس يمسك يد زوجته بقوة وغضب جامح يحتل جسده وعقله بقوة ، يرغب بالذهاب إليها الأن وتحطيم رأسها إلى أشلاء صغيره على ما فعلته بزوجته ولكن وضعه ووجوده بهذا المكان الأن منعه وبقوة ، ليبقي بصره موجه فقط على ذلك المسؤول الذي يتحدث على تلك المنصه الكبيرة من أمامه !
بينما كادت عشق أن تتمزق داخليا من فرط غيرتها وجنونها من وجود تلك المسماة أسيل هنا و قريبه من زوجها !
أحس بها أدم عندما شددت فجاءة على يده بقوة ، همس بأذانها قائلا :
- متخليش وحده زي دي تخليكي تغيري منها يا عشق ، دي وحده رخيصه متيجيش حاجة عند رجلك ، خليكي واثقة ان مفيش أي بنت بالدنيا قادرة تخليني ألتفت براسي أبص عليها غيرك !!
كلمات دافئه دخلت قلبها بشكل جميل لتبتسم له بحب مجيبه :
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي
رفع يدها يقبلها بحب كبير لتستشيط تلك اللعينه غيره وجنون أكبر ..... !!
أنهى المسؤول كلمته ليهتف للحضور بسعادة :
- و دلوقتي جت فقرة التكريم !
وجه الحضور أنظارهم ناحيته بقوة فقد حانت الفكرة المنتظرة !
أعتلى المنصه عدد من المسؤولين ليشاركو فقرة التكريم تلك ..
هتف المسؤول وهو يحمل ورقة صغيرة بين يديه قائلا :
- هنبدأ مع رجل الأعمال الشاب إلي قدر يحقق سلسلة نجاحات كبيرة بوقت صغير ، وقدر يخلي أكبر رجال أعمال المنطقة يشتغلو عنده
( السيد أدم الزهرواي )
تعالت التصفيقات بالقاعه بحراره ، لينهض أدم يعدل من وضعية قميصه منتصب القامه يمسك زوجته عشق التي تفاجئت من فعلته تلك يسير بها ناحية المنصه ليبدأ بمصافحة المسؤولين بسعادة كبيرة و زوجته بجواره تتلقى التهنئات منهم
احتل أدم و زوجته منتصف المنصه لتبدأ كاميرات الصحافة بألتقاط الصور لهما بشكل جنوني !
بينما شعرت عشق بأنها ستبكي الأن لا محاله !
ألهذه الدرجة زوجها أدم يحبها حتى يجعلها الأن تقف بجانبه ؟!
هتف المسؤول لأدم :
- مستر أدم ، تحب تقول حاجة ؟
ألتقط أدم منه الميكروفون ليبدأ بالكلام قائلا بعد أن صمت الحضور بالقاعه متأهبين لسماع كلامه :
- حابب أقول حاجة كده صغيرة ، انا هنا اليوم بفضل دعوات والدتي ( صفيه الزهرواي ) و حب زوجتي وحبيبتي ( عشق ) ، الأنسانه دي إلي واقفه جمبي باللحظة دي هي سبب السعادة والحب وسبب نجاحاتي ، الست دي بس دخلت حياتي قلبتها من الحزن للسعادة !!
سكت قليلا وهو ينظر لعيني زوجته التي أمتلئت بالدموع يكمل :
- دي أول عشق وأخر عشق بحياتي !!
أنهى كلماته تلك وهو يقبلها على جبينها بحب
بينما بدأت الكاميرات تلتقط الصور لهما !!
كادت تلك اللعينه ان تقتل نفسها غيظا بعد كلمات أدم تلك لتبدأ بقضم أظافرها بجنون !
بينما شعر جورج بفخر كبير وهو يستمع لكلمات رفيقه تلك ، يا اللهي كم يرغب بالذهاب إليه الأن وأحتضانه ونسيان الماضي !
ولكن ذكرى والدته تمنعه وتشعره بتأنيب الضمير!!
عاد أدم وجلس برفقة زوجته مكانهما لأستكمال الفقرة ، بينما أعتلى صوت المسؤول من جديد يهتف :
- و دلوقتي راجل الأعمال الشاب
( أحمد الزهرواي )
نهض بدوره يعدل من ياقة قميصه يتجه ناحية المنصه بخطوات واثقة ليطالعه أدم بنظرات فخر ، هذا هو شقيقه الصغير الذي نسجته يداه !
طالعت نور زوجها بحب كبير ، يا الله كم تعشقه
هو من عوضها عن فقدان والدتها ، أحتواها بحب
عاملها كأنها أبنته و زوجته وحبيبته .
منحها ابتسامة واسعة عندما أعتلى المنصه ليهمس لها بشفتيه قائلا شفتيها لها قائلا :
- بحبك
لتفهمها سريعا وتخجل! !
هذه هي عادته والأحب لقلبها !
نهض أيهم من جانب فرح عندما جاء دوره وهو يشعر بألم رهيب ما زال ينخر برأسه بقوة ، الرؤية مشوشه أمامه بعض الشيء ، ماذا يحدث معه ؟
سار بخطوات بطيئه يترنح بهدوء ولكنه سرعان ما عاد إلى توازنه من جديد !
بينما تابعته فرح بهدوء لا تعرف لما قلبها يؤلمها الأن !!
هل الرباط بين هذين العاشقين قوي لهذه الدرجة لتشعر به يتألم بقوة !!
ألتقط له الصحافة الصور بعد أن صافح المسؤولين ليعود ويجلس بمكانه يشعر بتعب رهيب أحتل جسده ، همست له فرح بتسائل على حاله ذاك :
- مالك ؟
طالعها ببرود مجيبا :
- مفيش حاجة
منحته نظرة قوية لترى شحوب وجهه بقوة ، رفعت أنظارها علها تستطيع إيصال إشارة لأدم بما يجري مع أيهم ولكنه كان مشغول بالحديث مع زوجته !!
بدأ رجال الأعمال يعتلون المنصه واحد تلو الأخرى حتى جاء دور (جورج) ، نهض من مكانه يسير بخطوات واثقة حتى وصل أمام أدم ، منحه نظرات غريبه استمرت مدة دقيقتين ليمنحه أدم نظرات قوية !
تابع سيره ناحية المنصه بفخر على ما وصل إليه من مناصب بوقت قصير .. !
بينما كانت هي تقف بأخر الصاله تبكي بقوة عندما رأته يصافح هذا ويتحدث مع ذاك ، يا الله كم تمنت أن تكون بجواره بهذه اللحظات ، تشاركه الفرح والنجاح ، تكون يدها دائما بيده ، ترافقه أينما ذهب كما تتمنى !
رأته يعود إلى مكانه من جديد ليخفق قلبها بجنون وهي تراه يتبادل الضحكات مع تلك الفتاة الغريبه!
من تلك التي أخذت مكانها ؟
أشتعل قلبها قهرا وهي تراها تقبله على خده
وضعت يدها على قلبها بألم وهي تتكئ على عصاها تعود من حيث جاءت !
فيبدو بأنه نسيها وأنتهى الأمر !
تخلى عن ( كلارا ) التي عشقته بقوة !
الأن ستغلق قلبها وتذهب !
لن تكون عاله على أحد بعد اليوم .... !
خرجت كلارا بعد أن تركت قلبها برفقة ذلك الخائن ، خرجت بعد أن أرغمت نفسها على المجيئ الليلة لرؤيته للمره الأخيره ، ساقها تولمها بشده ولكن ألم قلبها كان الأشد ..
خرجت بدموع وألم كبير تتمنى أن تموت الأن لا محاله ..!
أنتهت فقرة التكريم ليبدأ الحضور بمغادرة القاعه بهدوء ، نهض أدم يمسك يد زوجته كما العادة يتجه ناحية شقيقه و صديقه أيهم ، بينما طالعت عشق شقيقها بتسائل على حالته تلك ، هتفت بلهفه :
- مالك يا حبيبي ؟ وشك مصفر كده ليه ؟
منحها نظره حنونه يهتف :
- متخافيش يا حبيبتي ده ارهاق مش اكتر
طالعته بشك ، بينما تقدم المدعو أيمن ناحية فرح يهتف :
- عايزة حاجة يا فرح ؟
أستشاط أيهم غضبا ليهتف وهو يقف أمامها :
- وهتعوز ايه يعني يا استاذ ؟ تفضل من هنا !
داخليا شعرت بفرحه تسيطر عليها عندما وجدت غيرته عليها ، ولكن أخفتها بمهارة ، ستجعله يندم على فعلته تلك أشد الندم !
بينما رفع أدم أبصاره ليجد جورج يهم بالمغادرة برفقة المدعوه أسيل بعد أن فشل في تنفيذ مخططه أو بالأحرى تراجع باللحظة الأخيره لا يعلم لماذا !
هتف أدم بصوت صارم وهو يتجه ناحيتهم :
- أسيل !!!
تصنمت مكانها خوفا لدرجة أنها لم تجرأ على الألتفات برأسها لتقابله ، وصل أدم ناحيتها بخطوات قاتله ، هتف مجداا بنظرات جعلتها تبتلع ريقها :
- انتي لعبتي معايا وأذيتي أغلى حد بحياتي ، خليكي فاكرة إني هدمرك
أغمضت عينيها تهتف بخوف :
- أنا أنا ...
قاطعها بصراخ عالي بعض الشيء قائلا :
- انتي تخرسي خالص ومسمعش صوتك ، المكان مش مناسب علشان ادوسك تحت رجلي دلوقتي!
في حين طالعه جورج بنظرات مشتاقه ، متلهفه !
لا يزال كما هو نظراته تسقط مئة عدو!
التصقت أسيل بدورها خلف جورج لم تجرؤ على الكلام ، بينما هتف أدم لجورج قائلا :
- يا خسارة يا صاحبي إنك ماشي مع وحده زي دي وسبت كلارا !!
اسمها جعل حواسه تعمل من جديد ليهتف :
- كلارا ! أنت تعرفها من فين ؟!
أبتسم أدم بتهكم مجيبا :
- أيهم قالي على المخطط إلي كنت عاوز تدمرني من خلاله وانت طبعا قولت ايهم نقطة ضعفي وهتدمرني من خلاله !
لم يجد كلمة يقولها لينسحب بسرعة من أمامه لتلحقه تلك اللعينيه على عجله !!
لتنتهي هذه الحفله على خير وأخيرا ... !
.........................................
عادت عشق برفقة زوجها والجميع إلى القصر
مرت ساعتين ليجتمعو على طاولة الطعام !
كان أيهم لا يزال موجود معهم بعد أن أصرت عليه عشق أن يبقى الليلة هنا بسبب وضعه الصحي الغير جيد ، هتفت السيدة نازلي بهدوء :
- ها ، ازااي الحفلة يا أدم ؟
منحها أدم ابتسامة هادئه يهتف :
- جميلة جدا يا عمتي
بدأ الجميع يتبادلون اطراف الحديث والضحكات لا تخلو من حوارهم ذلك بأستثناء أيهم الذي بدأ وكأنه في عالم أخر ، ألم رهيب يجتاحه ، يود أن ينهض بسرعة ليختار من أمامهم وينام ولكن إصرار عشق عليه أبقاه جالسا ..
بينما بقيت فرح تتابعه بهدوء ، هو ليس جيد وهذا واضح عليه بشكل كبير ، رفعت يدها تناوله كوب الماء عندما وجدته يسعل!
ليلتقطه بيدين مرتعشتان دون أن ينظر إليها حتى
تنهدت بحزن وهي تظن بأنه لا يريد رؤيتها
بينما هو كان بملكوت أخر ... !
مرت ساعه أخرى لم يقوى فيها على الجلوس وسماع الأحاديث لينتصب في وقفته يهتف :
- معلش يا جماعه انا هدخل انام
قال كلماته المتقطعه تلك وهو يسير بعشوائيه لا يعرف لماذا !!
وعند الخطوه التالية سقط يرتطم رأسه بقوة بعد أن وجد أن الرؤية تشوشت أمامه بقوة كبيرة ..
نهض الجميع بصدمه
بينما صرخت فرح بأسمه بصوت رن بأرجاء القصر بأكمله ..... !
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
17
قراءة ممتعه ❤
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فحوصات وكشوفات تتم على قدم وساق منذ عدة ساعات والوضع غير مطمئن بتاتا ، تكتم شديد من قبل الأطباء على حالة المريض بناء على طلب أدم الزهرواي حتى لا يتسرب أي خبر ويصل لأيدي الصحافة الفضوليه حتى تظهر النتائج الأوليه !
ساعات مريره بدأت تمر واحده تلو الأخرى ولا يوجد خبر يطمئن حتى الأن !
المريض دخل مرحلة الكشف والتشخيص منذ عدة ساعات ولم يخرج بعد ، أدم وأحمد ما يزالان برفقته بالداخل ، بينما السيد جلال عندما علم بما أصاب أبنه لم يعد قادرا على الوقوف حتى ، منذ أسابيع كانت أبنته عشق مريضه والأن جاء دور أبنه الأكبر ( أيهم ) ! ترى هل كتب على هذا الرجل أن يتجرع مرارا ألم أبنائه وهو يقف عاجزا لا يستطيع فعل شئ ؟!
ها هو يجلس بجانب زوجته يطالع الباب بعينين غائرتين ، ووجه مجعد كتب عليه الحزن مبكرا !
يتنفس سريعا وقلبه يخبره بأن أبنه ليس بخير
لقد أفتعل مشكله كبيره قبل قليل مع الطبيب المسؤل برغبته في مرافقة أبنه ومعرفة ما يحدث له ، ولكن الطبيب أصر عليه بأن يبقى خارجا بسبب صحته التي تبدو ليست بخير !
تنهد وهو يدعو الله بسره أن تكون الأخبار جيدة عندما تنتهي الفحوصات !
بينما طالعته زوجته صفاء بحزن كبير ، هي تعلم ماذا يعني أن يكون الأب أو الأم ينزفون ألما على وجع وألم فلذة كبدهما ، هي تجرعت هذا الألم من قبل مع ابنتها عشق !
نزلت دموعها بهدوء وهي تراه يخفض رأسه يحاول أن يمسح دموعه التي سقطت رغما عنه !
مدت يدها ناحية وجهه تمسح دموعه بأناملها بحب ليرفع رأسه ناحيتها يهتف بألم :
- مش عارف يا صفاء ليه قلبي مش مطمن خالص!
ألتقطت وجهه بين يديها بحب وأحتواء تطالعه بقوة تهتف :
- ما دام ربنا موجود يا جلال متخفش ، ان شاء الله خير !
رفع يديه يضعهما على يديها التي ما زالت تحاوط وجهه قائلا :
- خليكي معايا قويني يا صفاء !!
أبتسمت بهدوء لتبدأ دموعها تنزل من جديد قائله :
- أنا معاك لأخر نفس بيخرج مني يا حبيبي
بينما هناك بعيدا بخطوات قليلة تجلس وحدها وكأنها بملكوت أخر تطالع الاشيء أمامها بعينين غائرتين من شدة الدموع التي ذرفتها وما زالت منذ عدة ساعات ! لم تتوقف عن بكائها لحظة واحدة منذ أن رأته يسقط أمامهم في تلك الساعة
افترش جسده الأرض وكأنه غادر الحياة ، شهقت قليلا وهي تتذكر كيف حمله أدم بين يديه بلهفه عندما يأس الجميع من قدرتهم على إيقاظه ، وقتها أحست بأن والدتها ماتت الأن ، أحست بأنها أصبحت يتيمه من جديد ، ضائعه ، خائرة القوى لا تقوى حتى على السير !
أحست بأنها فقدته ! فقدت من عشقته وعشقها بجنون ، فقدت السند والحب والأمان !
تمنت أن يعود الزمن قليلا إلى الوراء وتقطع يدها التي صفعته !
تمنت أن يعود الزمن وتصدق كلام ( كلارا ) وتنزع الشكوك والغيره من رأسها وتذهب إليه تخبره بأنها قد سامحته !
شعرت ببعض النار تجتاح عينيها من شدة بكائها
جسدها يرتجف بشدة وقلبها يخفق !
ترى هل هو بخير بالداخل أم ماذا ؟
رفعت بصرها ترى الأطباء يتحركون بشدة هنا وهناك ويبدو أن الأمر ليس بخير !!
أخفضت رأسها تطالع الأرضيه بضياع وهي ترى صورته تتمثل أمامها لتبتسم بهدوء وكأن الجنون قد أصابها !!
لحظات و شعرت بيد دافئه توضع على كتفها ، رفعت رأسها بضياع لترى صديقتها عشق التي بدأت بحاله يرثى لها من شدة بكائها على شقيقها ، كحل عينيها يسيل مع دموعها بشكل جعل وجهها كأنه لوحه فنيه !
بكت فرح أكثر لتماثلها عشق أيضا !
جلست بجانبها لتضع فرح كتفها على صدرها تهتف بوجه كبير :
- يا ريتني سامحته يا عشق ، يا ريتني قولتلك قد ايه بحبه !!
أغمضت عشق عينيها تذرف الدموع أكثر وأكثر
هل ستحرم من شقيقها الذي وجدته بعد عذاب كبير ؟!
أجابتها بألم مماثل :
- وجع فقدان الأخ كبير اووي يا فرح
سكتت قليلا لترفع رأسها ناحية السماء تهتف :
- ياارب متورجينيش بأيهم اي مكروه ياااا رب ، متوجعش قلبي عليه يارب !!
بكت الأثنتين وهن يحتضن بعضهما يحاولن البقاء قويات قدر الإمكان. .. !
..............................................
كانت تجلس بصاله المطار الكبيرة تلعب بطرف فستانها بضياع وهي تنتظر اللحظة التي سيتم الإعلان فيها عن المغادرة ، ستذهب من هذا البلد وللأبد ، ستتركه يعيش حياته كما تتمنى ، هي أقسمت أن لا تكون عاله على أحد ولن تكون مطلقا ! ستحتفظ بحبها وعشقها له بقلبها وستدفنه معها عندما الممات ، ستذهب حتى يتسنى له العيش بصورة طبيعيه ، لقد استغلها أسوأ استغلال وخانها دون أن يراعي بأنها تتنفسه عشقا !
رفعت هاتفها النقال من جانبها وهي تكتم بكائها حتى لا يلاحظه الناس ، حركت أناملها عليه تتصفح إحدى مواقع التواصل الأجتماعي حتى تقتل بطئ الوقت قليلا !!
تصنمت عينيها على ذلك الخبر في إحدى الصفحات الذي يفيد بنقل صديق طفولتها (أيهم )
إلى إحدى المستشفيات بعد أن تدهورت حالته الصحيه بشكل مفاجئ !
وضعت يدها على قلبها بألم وهي تتخيل كيف ستكون حالته وحالة ( فرح ) الأن !!
نهضت بحزم وهي تجر حقيبتها خلفها تخرج من الباب الرئيسي تقف بمنتصف الشارع تود الذهاب إليه بالحال والأطمئنان عليه !
ستؤجل الرحيل قليلا ف أيهم عندها الأن الأهم
هو و والده وقفو معها كثيرا بحياتها والأن سيأتي دورها لتساند السيد جلال في وضع أبنه ذلك !
ركبت سيارة الأجرة وهي تتمنى أن تلحق وترى أيهم قبل فوات الأوان ... !
.........................................
أبتسامة واسعه تزينت على ثغرها بخبث كبير وهي تتناول ذلك المغلف الأبيض الصغير من يدي ذلك الشاب الذي يطالعها بخبث كبير وهو يتفرس معالم جسدها المغريه بجوع كبير ، ألتقطه منها من جديد يهتف لها :
- بالأول اخد إلي أتفقنا عليه يا أنسه و بعدين تاخدي الصور !
طالعته بنظرات ذئب لتسير عدة خطوات تغلق الباب خلفها تقفله وهي ما زالت تطالعه بأغراء !
سارت ناحيته حتى وصلت أمامه مباشرة تتعلق برقبته بدلال تهتف أمام شفتيه :
- هتاخد كل إلي نفسك فيه ، المهم عندي الصور دي تبان كأنها حقيقيه
حاوط خصرها بجوع قائلا :
- متخافيش يا مزه ، الصور دي تودي للقبر !!
أبتسمت بشر وهي تتذكر سرقتها لصور عشق وأحمد من مكتب أدم الخاص به قبل أن تترك العمل ، تعلم جيدأ بأن هذه الصور ستفيدها في مخططاتها الشيطانيه لذا أقدمت على فعلتها تلك وسرقتها و الأن جاء دور الأستفادة منها لتأتي بها إلى هذا الشاب الذي يعمل بتركيب الصور المفبركه والفوتوشوب !
ولكنه عندما طلب منها أن يكون الثمن هو الحصول عليها هي لتوافق هذه الشيطانه المسماة أسيل غير مكترثه بنتائج فعلتها تلك ... !
أمسك يدها يقتادها ناحية غرفة صغيرة ملحقه بهذا المحل الصغير لتسير خلفه بنظرات خلق كبيرة و أخلاق منعدمه ، فحصولها على أدم قد أعمى بصيرتها وأفسد أخلاقها !!
مرت فتره لا بأس بها لينهض من جانبها يهتف لها بمكر :
- مش كنتي تقولي أنك مدام ؟؟
نهضت تهتف :
- وأنت مالك ؟ اهوو خدت إلي عايزه و خلاص
طالعها بتقزز قائلا :
- لو عوزتي اي حاجة تاني أنا بالخدمه
أنهى كلماته تلك وهو يغمز لها بوقاحه
لتنهض ترتدي ثيابها وتسرع تأخذ هذه الصور حتى تحقق مخططها ذلك !!
سارت بالطريق وهي تتخيل اللحظة التي سيقوم بها أدم بطلاق عشق ويأتي لها ويتزوجها هي !
تخيلت بأنها تنام داخل أحضانه وهو يمسد على شعرها الأسود بحب
تخيلت وتخيلت حتى وصلت أمام بيتها تفتح الباب بهدوء لتشهق بجزع وهي تراه يجلس على تلك الاريكه يطالعها بخبث قائلا :
- وحشتيني !!
هتفت وهي تسير ناحيته :
- بتعمل ايه هنا يا جورج ؟
نهض يقف أمامه يهتف :
- مش قولتيلي إلي يوحش التاني يجيه البيت ؟ وانا أهو جيتلك برجليه !!
لتصبح هذه الحمقاء كأنها دميه تتقاذفها الأيدي برغبه وعندما ينتمون منها يلقوها بتقزز كبير !
باعت نفسها وباعت شرفها لأجل مصالح دنيوية زائله !!
كانت تجهل ذلك العقاب الكبير الذي كان ينتظرها من الله !!
...........................................
أخيرا خرج أدم يبدو عليه البكاء برفقة شقيقه أحمد الذي كان يمسح دموعه بمنديل ورقي ، اختطفت الأنفاس لرؤيتهم هكذا !
رفع الجميع أبصارهم ناحيتهما يحاولون معرفة ماذا يحدث !!
نقدم أدم يسير بخطوات بطيئه ناحية السيد جلال ليجثو على قدميه أمامه يهتف له بهدوء حاول أن يبدو عليه :
- خلي إيمانك كبير بربنا يا عمي
كلمات أدم تلك جعلت قلبه يكاد يتوقف ليجيب :
- أيهم مات ؟؟؟
عند تلك النقطة نهضت فرح وعشق بجنون يتقدمن ناحيتهما بخطوات ميته ، رفع أدم أنظاره ناحية زوجته ليجدها في حاله يرثى لها ! نهض من مكانها يتجه ناحيتها يحتضنها بحب يحاول أن يخفف عنها ليجيب :
- لا ، الدكتور هيخرج كمان شوية ويقولنا وضع أيهم بالضبط
أحست بأن قدميها تتراقصان تحتها بشدة لتجثو على الأرضية تبكي بقوة ، وضع أدم وأحمد غير مطمئن بالمرة !
إذا فزوجها يقاوم الموت بداخل الأن !!
هذا ما يبدو عليه الوضع ... !
بينما همست عشق لزوجها وهي تحتضنه بشدة :
- أيهم هيموت يا أدم ؟؟
مسد على ظهرها بحب مجيبا :
- بعد الشر عنه يا عشق
في هذه اللحظات كانت كلارا قد وصلت إليهم لوحدهم على تلك الحاله المزريه ، دق قلبها فيبدو بأنها تأخرت !
تقدمت ناحية السيد جلال تهتف :
- في ايه يا عمو ؟ ماله أيهم ؟
رفع أبصاره ناحيتها ليبكي بشدة عندما تمثل ابنه أيهم أمامه وهو صغير ويتراكض خلف كلارا !!
أجاب بدموع :
- أيهم بيموت يا كلارا
هنا ارتفع بكاء ( فرح ) بشكل جنوني لتتجه ناحيتها صفاء تحتضنها بقوة كبيرة تحاول أن تخفف عنها و لو قليلا !!
إذا الوضع لا يطمئن بالداخل بتاتا والطبيب تأخر
مرت عدة دقائق قبل أن يخرج طبيب يبدو عليه الوقار الشديد في العقد الخامس من عمره ، سار ناحيتهم بهدوء يهتف :
- عايزكم تكونو على ثقة ان ربنا هو الشافي المعافي !
هتفت عشق ببكاء هستيري :
- ماله أيهم يا دكتور ؟؟!
تنهد الطبيب بهدوء مجيبا :
- الكشوفات استمرت ساعات طويلة ، و عملنا كمان فحوصات ودراسات وبعثناها على كندا بالفاكس علشان وضع المريض كان معقد بشكل كبير ، للأسف الأستاذ أيهم طلع عنده ورم في منطقة الدماغ و ده بيفسر الوجع الرهيب إلي كان بيتعرضله............... !!!
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
