رواية عشق الادم ج٢
الفصل الرابع عشر والخامس عشر
بقلم ماري حلمي
&&&&&&&&&&&&&&&&&
سقطت فرح ليسقط قلبها المنكسر معها
فالعواصف التي باتت تتقاذفها مؤخرا أصبحت فوق طاقتها ، وفوق احتمالها ، وفوق قلبها !
سقطت بعد أن كانت تظن بأن الحب فوق الخيانه
ولكن يبدو بأن الحب كان كذبة كبيرة تعيش بدوامتها !
سقطت بعد أن كان لديها أمل ولو قليل أن يأتي يطلب منها العفو ! لو فعلها كانت ستعفو
وتنسى وتسامح !
هكذا هي الأنثى ، رقيقه كقطعة زجاج
هشه كغصن حديث الولادة
عاشقه قادرة عن العفو
حنونه كأم تخشى على صغارها
قلبها كبير يستطيع المسامحه !!
كبريائها فاق عنان السماء
كرامتها لا تسمح لها بتقبل الخيانه مهما وصلت درجة عشقها للحبيب !!
يقول الرسول (عليه الصلاة والسلام ) : " رفقا بالقواوير "
شبهنا بالقواوير ! لأن المرأة هشه ان كسرت لن تستطيع العودة كما كانت !!
بكت الصغيرة ( زين ) بشدة ولأول مرة منذ أن أتت على هذا العالم !! وكأنها تشعر بوالدتها تتمزق داخليا !!
وبتلقائيه حولت أنظارها ناحية والدها الذي بدأ كالمجنون وهو يضع كلارا برفق على الاريكه بسبب قدمها المكسورة يقطع الخطوات القليلة التي تفصله عنها يلتقطها بين يديه بقلب حزين !
لقد جرحها مرة أخرى دون أن يعلم
ألا يكفي كسره لها بعد أن طلقها ؟ ! ليأتي لها بالفتاة التي رأته معها إلى عقر دارها !!
مرت نصف ساعة قبل أن يأتي الطبيب على عجله بعد إصرار السيد جلال ، دخل يهرول بسبب ألحاحهم عليه بأتجاه غرفتها ليرى أيهم يجلس بجانبها على السرير يمسك بيدها يبكي !
وهي تغمض عينيها بتعب واضح
تقدم يخرج أدواته الطبيه ليبدأ بالكشف ..
في حين بقيت صفاء وزوجها خارجا يحاولون تهدئة الصغيرة التي دخلت في حالة بكاء هستيري .... !
في حين جلست ( كلارا ) تبكي بصمت لا تجرأ على السؤال حتى ، هي ذاقت مر الخيانه وتعرف جيدا الحاله التي تمر بها فرح الأن ، مسحت دموعها بهدوء وهي تهتف للسيد جلال الذي يقف على بعد قليل منها قائله :
- عمو جلال ممكن أتكلم معاك شويه ؟
منحها نظرة حنونه ، لقد أخبره أيهم منذ أيام بالمخطط واتفاقه مع كلارا ، وقتها أحس براحه كبيره ، هذه الفتاة من نسج يديه بعد وفاة والدتها ، هو زرع فيها أخلاقه العربيه على الرغم من كونها أجنبيه ! تقدم ناحيتها بهدوء في حين تابعت صفاء الموقف بصمت !
جلس بجانبها يضع يده على كتفها بهدوء مجيبا :
- أنا عارف يا كلارا كل حاجة ، مفيش داعي تبرري يا بنتي ، صح أنتي غلطتي أنك مشيتي مع جورج ده ، بس قلبك الطيب منعك أنك تكملي للنهايه ،
فرح بس تعرف الحقيقه اكيد هتحبك أكتر !
راحه كبيره أحتلت كيانها وهي تستمع بذلك الرجل الذي تعتبره بمثابة والدها ، نزلت دموعها من جديد تهتف :
- أنا دلوقتي مش عايز حاجة من الدنيا ألا ان فرح تسامحني بس !
مرت نصف ساعة أخرى قبل أن يخرج الطبيب متنحنحا ، هتفت صفاء بلهفه وهي تأتي من الداخل بعد أن نجحت بصعوبة في جعل الصغيرة تنام :
- ها يا دكتور فرح كويسه ؟
هتف قائلا :
- الحمد لله ، مفيش حاجة بتخوف أبدا ، المدام حصل معاها ضغوطات كتيره خلتها تفقد وعيها بس .
أبتسامة واسعه زينت ثغر كلارا قبل الجميع !
في حين بقي أيهم بالداخل يطالع تفاصيل وجهها بهدوء ، اشتياق ، لهفه ورغبه كبيرة في ضمها !!
يا الله كم شتاقها ، ربما الكلمات تعجز عن وصف شعوره الأن ! ليتها تعلم بأنها الأولى والأخيرة التي استطاعت تحطيم خلايا قلبه واقتحامه بحب !!
ولكنه هو المخطئ ، كان يجب عليه أخبارها منذ البداية !
هل ستسامح وتغفر ؟ أم كبريائها سيمنعها ؟
هكذا كان يتسائل في أعماقه؟ !
لحظات ورمشت بعينيها بهدوء وهي تطالع المكان من حولها ، هذه غرفتها وهذه خزانتها !
يا اللهي كيف جاءت إلى هنا !
أغمضت عينيها من جديد تحاول التذكر ، ثوان وقفزت أمام وجهها صورته وهو يحمل تلك الأجنبية بين يديه !! هل تزوجها وجاء بها إلى بيتها هي ؟ هل ستنام على سريرها وتحتضن حبيبها ؟! هل ستأخذ دورها بحياته ؟؟
حولت رأسها ناحية اليسار لتتعلق عينيها بعينيه الجميلة ، شعره الأحمر ، تفاصيله كما عهدتها !
وبسرعة تمردت عليها كرامتها لتعتدل في سريرها بوضع الجلوس تهتف بنظرات ناريه :
- انت بتعمل ايه هنا معايا بالأوضه ؟ احنا منفصلين ومينفعش ده ؟
حاول الأقتراب منها ولكنها صرخت به بالأبتعاد ليهتف وهو يعود للوراء قائلا :
- أهدي أهدي مش هعملك حاجة والله ، بالنسبة للطلاق أن رديتك بعد ما طلقتك على طول ولو مش مصدقاني تقدري تسألي !
لم تهتم بذلك بل كبريائها منعها حتى أن تفرح !
كيف ستفرح بعد أن كسر قلبها ؟ نطقه لتلك الكلمة قد طمس كل معالم الفرح في اسمها وحياتها ..
طالعت الاشيء أمامها بنظرات ميته ، منطفئ ، مكسوره ، هتفت بألم يخرج من أعماقها :
- بس أنا مش عيزاك ! طلقني !
وبسرعة جلس بجانبها يلتصق بها وهو يحمل وجهها المتعب بين يديه ، هتف بجنون :
- بصي عليا يا فرح ، انا بعشقك ، بموت فيكي ، وجودك معايا هو الأساس ، متحلميش أطلقك !
حركت بؤبؤ عينيها تحدق به بنظرات ميته !
هل قتلت مشاعرها وأحاسيها يا أيهم حتى تحولت لفرح متبلدة المشاعر !!!
أبتسمت كالذي يتخبطه المس تهتف :
- بكرهك !!!!
لم يكن منه إلا أن ثبتها جيدا بين يديه ينزل بشفتيه يقبل شفتيها بقوة ، اشتياق ، ألم ، رغبه
شعور مختلط كان يود أن يوصله لها !
نزفت شفتيها من قوة القبله ولكنها بقيت ساكنه هادئه بين يديه ، لم تتجاوب معه بتاتا ، وكأنه يقبل حائط !!!
أبتعد عنها ليراها تطالعه بنظرات مخيفه ، رفع يده يمسح دماء شفتيها يهتف بعشق واضح :
- متقوليش ( بكرهك ) تاني يا فرح ، علشانك كداااابة !!
أبتعدت عنه تهبط عن السرير تلتصق بالحائط مجيبه :
- أخرج من هنا يا أيهم !
طالعها بصدمه ، ماذا يحدث لها ، تبدو وكأنها خائفه منه! !
سار بخطوات هادئه يخرج دون أن يهتف بحرف حتى يغلق الباب خلفه بهدوء !!
في حين عادت هي وجلست على السرير من جديد
لتطلق العنان لدموعها أخيرا أن تنزل بقوة كبيرة !
الحمقاء كانت ستبادله القبله قبل قليل ولكن الباقيه المتبقيه من كرامتها منعتها من ذلك !!
بكت فرح بشدة وهي تنام بصورة وضع الجنين على السرير ليصل بكائها الى كلارا بالخارج لتبكي أيضا على ما أقترفته يداها بحق هذه الفتاة وبحق نفسها .... !
نهضت تريد ان يرتاح ضميرها تتكئ على عصا أحضرها لها السيد جلال لتساعدها على السير ، طرقت الباب لتفتحه وتجد فرح على تلك الصورة ، سارت بقدمين تودان الهروب ولكن عزمت أمرها ستخبرها بالحقيقة مهما كلف الأمر ..
وجدت كرسي لتتجه ناحيته تجلس بتعب بعد أن أحست بأن قدمها تتمزق تحتها ! الطبيب منعها من السير عليها لشهر كامل ، ولكن أي راحه تلك ستأتي وهي ترى فرح بهذا الشكل ؟
همست بصوت منخفض :
- أول ما شفته حبيته ، وقعت بعشقه بشكل جنوني ، لدرجة اي حاجة يطلبها مني أنفذها ، اسمه جورج ..
رفعت فرح رأسها لتجدها تجلس على قرب منها ، كانت على وشك الصراخ عندما وجدت كلارا تتابع :
- في خطة انتقام من جورج ضد أدم بسبب حاجة حصلت بينهم ، طلب مني ارسم عملية حب على أيهم بأعتباره صديق أدم المقرب واستغل إني بعرفه من أيام الطفولة ، فكرت نفسي ذكيه وإني ضحكت على أيهم ، حبي لجورج عما عيني وخلاني اطلب من أيهم يطلقك وكنت بخ طط اتجوزه على الورق بس ، أيهم طلقك وأنا وجورج فكرنا نفسنا كسبنا ، بس إلي حصل ان أيهم كان عارف بمخططنا ، وهمني إني قدرت أضحك عليه
طلقك علشان المخطط بتاعه ينجح ويقدر ينقذ أدم ، بنفس الوقت رجعك بعد وقت قليل ، أيهم إنسان نادر يا فرح ، وانتي كنتي الضحيه للأسف
في الوقت إلي نحط فيه أيهم بموقف يختار بين حبه و بين صحوبيته ، اختار صاحبه !!!!
بقيت فرح تطالعها بصدمه كبيرة شلت أطرافها عن الحركة وهربت كل الكلمات والحروف ولم تجد شيئا تقوله ، في حين تابعت كلارا قائله :
- صدقيني ايهم بعشقك يا فرح ، انا ربنا انتقملك مني ، وقعت بنفس الخيانه من حبيبي ، حسيت بأحساسك وكسرتك ، طلعت مغفله وهو مبيحبنيش ...
أنهت كلارا كلامها ببكاء ، في حين بكت فرح أيضا لا تعرف لما ! هل من سعادتها بأن زوجها لم يخونها كما كانت تتوقع ؟ أم تلك الفتاة قد جعلتها تشفق عليها بشدة ؟ أم ماذا ؟؟
هتفت فرح بصوت متقطع :
- لو مهما كان السبب ، مكنش لازم يخبي عليا ، كان لازم يجي يقولي ، أيهم كسرني بفعلته دي ، قلبي بقى متفحم من الوجع إلي جوايا ....!
كلماتها تلك وصلت صاحب الشعر الأحمر الذي كان يقف خلف الباب يستمع لها بقلب لم يعد يحتمل أي أذى ! الهذه الدرجة حبيبته تنزف من قلبها بسبب فعلته الحمقاء تلك .......!!
أبتعد بسرعة عندما أحس بها تخرج من الغرفة ، سارت ناحية السيد جلال وزوجته التقط طفلتها بين يديها تهتف لهم بأحترام :
- أنا أسفة يا عمو بس لازم أمشي
نهض السيد جلال يهتف لها بتفهم :
- ماشي يا بنتي ، هاجي اوصلك
اومأت برأسها لا تريد أن تبكي !
سارت بجانبه وقبل أن تصل الباب الخارجي سمعته يهتف :
- فرح ، الليلة هستناكي بقصر أدم علشان نروح الحفلة سوا
أدرات رأسها تطالعه بنظرات لم يعهدها منها لتهتف :
- علشان خاطر أدم هروح الليلة بس !
يا اللهي ما هذه النظرات التي جعلته يشعر بأن جسده يشتعل كالنيران؟!
غادرت فرح مع والده تاركه خلفها حبيب يتألم على ما فعله بعشقه الوحيد .... !
.......................................
أخذ يطلب رقمها مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى ، فالهاتف مغلق كما يستمع ! زفر بضيق شديد وهو يرمي نفسه على أريكه قريبة يضع يديه يشد من شعره الأشقر بقوة ! ترى أين عساها ذهبت ؟
منذ البارحة وهي مختفيه! ومخطط اليوم سيفشل بدونها !!
أهذا كان السبب أم أن اختفائها قد حرك بمشاعره الميته شيئا ما !!
أغمض عينيه وهو يفكر ماذا عساه أن يفعل !
وفجاءة قفزت صورة تلك اللعينه المسماه ( أسيل ) أمام ناظريه ، اعتدل في جلسته يمسك هاتفه يطلب رقمها ليأتيه صوتها الناعم بعد ثوان قليلة ، هتف لها بخبث :
- وحشتني يا مزه
وكأن الأخلاق لم تعرف طريقها إليها يوما لتهتف بميوعه :
- إلي يوحش التاني يجيه البيت
حسنا نجحت بأغرائه ليهتف لها :
- عايزك تلبسي أحلى فستان عندك الليله ، هتروحي معايا مشوار كده هيبسطك ، وبعده نبقى نشوف موضوع البيت و وحشتيني دي !!
وبخبث أجابت :
- ماشي يا بيبي
أغلقت معه الهاتف وهي تنهض من مكانها تتجه ناحية غرفتها لتخرج صورة ( أدم ) من حقيبتها تقبلها بحب تهتف :
- وانت هتيجيلي أمتى بقى ؟؟!
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
15
&&&&&&&&&&&&&&&&&
نزلت الفتاتان الصغيرتين يمسكان بأيدي بعضهما البعض بخطوات طفوليه وبحذر شديد حتى لا يقعن عن الدرجات ، اخيرا استطعن الوصول حيث يجلس والدهن يرتدي بذله سوداء و ببيونه حمراء بناء على طلب زوجته ( عشق ) ! ، عطره الفواح جعلت ( فرح ) الصغيرة تركض ناحيته لينهض يحتضنها بحب يهتف لها بتسائل :
- أنتو لسه صاحيين ؟
قبلته الصغيرة بطفوليه تهتف :
- عايزين نروح معاكم يا بابي
حمل ( مرح ) أيضا بين يديه يسير بهما حتى جلس على أريكه كبيرة يهتف لهما بحب :
- لا ، أنتو صغيرين خالص ولازم تنامو بدري ، و ده الحفل للكبار بس !
زمت الصغيرتين فمهما بغضب واضح ليضحك هو على حركتهما تلك ، في حين تقدم جاسر الصغير من والده يهتف :
- أنا هاخد بالي منهم يا بابي ، روح أنت ومامي واتبسطو !!
في تلك اللحظات خرجت السيدة صفيه من المطبخ وهي تحمل ثلاث أكواب من الحليب على صنيه سوداء اللون ، جلست بجانب أبنها تهتف للصغار :
- يلا يا قلبي كل واحد يشرب الحليب بتاعه علشان تنامو
قفزت التوأم من أحضان والدهما بسرعه بشرب الحليب برفقة جاسر ، في حين همست صفيه لأبنها قائله :
- فين عشق ؟
رفع أنظاره ناحية الأعلى يهتف :
- لسه بتتجهز
في تلك الأثناء كان يهبط من الأعلى أحمد برفقة زوجته نور التي كانت ترتدي فستان سواريه باللون الأسود ممزوج بحبات اللؤلؤ البيضاء ، تتوشح بحجاب أسود يعكس جمال بشرتها البيضاء ، في حين يرتدي هو بذله فضية اللون تناسب فستان زوجته ، يرفع شعره قليلا ليزيده ذلك وسامة أكبر وجاذبية أشد يحمل بين يديه أبنه ( أدم ) الصغير الذي ينام بهدوء ، وصل ناحية والدته يهتف لها بأحترام كبير وهو يضع الصغير بين يديها :
- ده أدم نايم يا ماما
تناولت الصغير بهدوء بعد أن قبلته بحنيه تهتف :
- ماشي يا حبيبي ، روحو انتو وأتبسطو !!
هتفت السيدة نازلي وهي تتقدم ناحيتهم تحمل بين يديها ( زين ) الصغيرة :
- الليلة أنا وصفيه هنقلبها حضانه أطفال هنا
أنهت كلماتها وهي تجلس بهدوء بيضحك الجميع على كلماتها تلك ، في حين طالعت نور زوجها بتفحص شديد لتقترب منه تهتف بصوت منخفض :
- يخرب بيت جمال أمك ، الليلة البنات هتاكلك أكل بالحفل !
ضحك أحمد بقوة حتى دمعت عينيه ليهتف بعد أن كتم ضحكاته بصعوبة يأخذ وضع الجديه:
- ايه الهبل ده يا نور ، اتلمي بقى وعدي الليلة على خير !
طالعته بنظرات ناريه مجيبه :
- ماشي يا أحمد ، خليك فاكر أنت إلي جبته لنفسك ..!
أبتعد عنها يجلس بجانب شقيقه فيبدو بأن غيرتها تلك ستخلق مشاكل بينهما الليلة ..
أرتفع رنين جرس الباب لتسرع الخادمه بفتحه ليظهر أيهم من خلفه يرتدي بذله سوداء زادتها حسنا وبهاء بشعره الأحمر وعينيه الساحرة
تقدم ناحيتهم يهتف بحزم :
- الحفل باقي عليه ربع ساعة يا أدم واحنا لسه هنا !!!
نهض أدم يتقدم ناحيته يهتف لقلة حيله :
- وانا مالي ، أختك ومراتك لسه بيجهزو ..
وبمجرد ما أنهى كلامه ذلك حتى سمع الجميع صوت كعب عالي يأتي من ناحية الأعلى ، لتهبط في هذه اللحظات ( فرح ) ترتدي فستان أسود يماثل ألم قلبها ، ضيق عند الخصر بشكل ملفت للنظر ، أنوثتها تظهر بقوة جعلت أيهم يحدق بها بنظرات ناريه أخترقت قلبها بقوة ، حسنا هي أقسمت أن تثير جنونه الليلة ويبدو بأنها نجحت حتى قبل أن يبدأ الحفل ، ترتدي حجاب أسود أيضا يناسب فستانها ، وضعت أحمر شفاه ملفت الأمر الذي سيجعلها محط أنظار رجال الحفل !
تقدمت بخطوات بطيئه تتجاوز صاحب الشعر الأحمر الذي بدأت دماء جسده ترتفع شيئا فشيئا
هتفت السيدة نازلي الذي أبتسمت بخبث بدورها على ما تفعله فرح :
- لو زين مغلباكي يا عمتي انا ممكن أخدها معايا
منحتها السيدة نظره حنونه مجيبه :
- أبدا ، دي بنتك عاقله زيك يا حبيبتي
في حين وجه أدم أنظاره ناحية أيهم الذي كان يتابع زوجته بنظرات قاتله ، همس بأذانه قائلا :
- تستاهل يا أيهم
وقبل أن يرد عليه وجد شقيقته تهبط ناحيتهم بشكل جعل أدم يرمش بعينيه عدة مرات وهو يطالع تلك الشعله الحمراء الذي جعلت جسده يحترق من شدة المشاعر التي بدأت تضرب قلبه العاشق بقوة ، تلك الجميلة لديها قدره على جعله يعشقها كل يوم أكثر من اليوم الذي قبله
ترى ما هذا العشق الخاص الذي كتب على أسم عشق و أدم وحدهما !!
حدق بها جيدا ليرى فستانها الأحمر الذي أختاره خصيصا لها يغطي جسدها بحشميه كبيرة ، واسع بعض الشيء ، له ذيل طويل ، مرصع بحبات لؤلؤ بيضاء عند الخصر ، يلمع بشدة الأمر الذي جعله يغضب من نفسه ! كيف سيسمح لها بالذهاب هكذا ؟ بالرغم من حشمتها إلا أن غيرته عليها ستقتله الليلة لا محاله !
ترتدي حجاب ناصع البياض يتماثل مع بشرتها الحليبيه ، عينيها الجميلتين تتوهجان بقوة وهي تمنحه نظرات عاشقه ، كحل عينيها كأنه شلال أسود جميل !!
نزل يدقق بشفتيها ليراها تضع أحمر شفاه قاتل !
سار ناحيتها بخطوات متعجله بعض الشيء ليهتف لها بغضب وهو يضغط على يدها قائلا :
- مش انا قولت بلاش روج يا عشق ؟ أيه الهباب إلي أنتي حطاه على شفايفك ده ؟!
أخرجت شهقه صغيره بعض الشيء وهي تشعر بيدها تؤلمها جدا ، هتفت بعينين تكادان تدمعان :
- وجعتني على فكرة يا أدم !
أخفض يده سريعا يهتف بلهفه :
- معلش يا حبيبتي انا آسف
سرعان ما أخرج من جيب بنطاله منديل ورقي ليرفعه بيده يضعه على شفتيها يمسح لها أحمر الشفاه ذلك بهدوء ، هتف لها بعد أن أنهى ذلك :
- كده بقيتي أحلى !
منحته نظرة عتاب وهي تسير مبتعده عنه ليمسك يدها يطالع وجهها الجميل ، رفع يده يدخل شعره حمراء تمردت وخرجت من الحجاب ، هتف أمام وجهها قائلا :
- أيدك بيدي يا عشق طول الحفل ، مش عايزك تغيبي عن عيني ثانيه وحده بس !
حدقت به بقوة ، ذلك المغرور لا تستطيع مخالفة أوامره لانها تعلم بأنه يعشقها بجنون مخيف وهي كذلك ... !
........................................
في إحدى فنادق المنطقه الراقيه وبالتحديد في قاعته الكبيرة كانت أصوات الموسيقى الهادئة ترتفع بين أنحائها بشكل جميل ، بدأ رجال الأعمال بالتوافد شيئا فشيئا برفقة نسائهم ، لتمتلى القاعة سريعا ما بين رجال الأعمال والمسؤولين وغيرهم
في هذه الأثناء دخل ( أدم ) بطلته الساحره التي جعلت أغلب الأعين تتفرسه بقوة هو والحسناء التي برفقته ، يرى بعض رجال الأعمال يتقدمون ناحيته يرحبون به بشدة ، فهو أدم الزهرواي صاحب شركات الأستيراد والتصدير الأكبر في المنطقه ، في حين شددت عشق على يد زوجها تستمد منه الأمان ، هتف لها بصوت منخفض :
- وأنتي معايا خليكي قوية يا قلب أدم
منحته أبتسامة واسعه وهي تراه يتبادل أطراف الحديث مع بعض الرجال بهيبه تليق به وحده !
في حين جلست نور وزوجها تتمسك بيده بقوة ترافقه أينما ذهب حتى لا تسمح الفتيات بالأستفراد به ! هتف لها بهدوء :
- يا حبيبتي مينفعش إلي بتعمليه ده ، هنا حفل تكريم وانتي محسساني إني بسجن !
دارت بعينيها المكان لترى إحدى الفتيات تطالع زوجها بوقاحة ، هتفت بغضب :
- وأنت حد قالك تبقى حلو كده ؟؟!
أبتسم بقوة على حديثها ذلك ، حبيبته المجنونه ستموت من غيرتها عليه يوما ما ، أجاب بهدوء :
- وأنتي حد قالك تكوني مزه كده ، أحنا هنرجع البيت إمتى يا ربي ؟
أبتسمت بخجل لترخي يدها من يده بخجل
أمسك يدها من جديد يهتف بجديه :
- أيدك بيدي يا نور على طول !!
وكأن أبناء الزهراوي يتشابهون في غيرتهم على نسائهم ..!
في حين وقفت فرح في زاوية بعيده بعض الشيء بعد أن أبتعدت عن زوجها أيهم بمجرد أن دخلو سويا ، تنهدت بألم لا تريد أن تبكي الأن وهي ترى كل رجل يمسك يد زوجته بحب ، أما هي كتب عليها أن تكون وحيده الأن ؟
هل التعاسه ستكون رفيقتها لا الحب ؟!
تنهدت مره أخرى وهي تسير ناحية إحدى الطاولات تتناول كوب ما تحمله بين يديها تقربه من فمها تتناول قطرات الماء بهدوء بعد أن أحست ببعض التعب !
بينما كان هو يقف على بعد منها عينيه عليها بقوة
يتابع كل حركه وكل خطوه تقوم بها !
يريد أن يذهب لها ويحطم رأسها بسبب فستانها اللعين ذلك ولكن القليله الباقيه من عقله منعته من ذلك ، أنتفض من مكانه فجاءة وهو يرى إحدى الرجال يقترب منها !
بينما عند فرح أنهت شرب الماء لتجد أحدهم يقطع عليها الطريق ، رفعت رأسها تطالعه بتسائل ولكن سرعان ما تزينت على ثغرها أبتسامة واسعه تهتف بسعادة :
- أيمن ؟ مش معقول
طالعها المدعو ( أيمن ) بقوة ، الجميله لا زالت كما هي منذ أن عرفها ، هتف لها بسعادة :
- عامله أيه يا فرح ؟
منحته أبتسامه تهتف :
- الحمدلله ، أنت بتعمل أيه هنا ؟
أجاب بهدوء :
- الدنيا تغيرت يا فرح وبقيت رجل أعمال كبير ومشهور
طالعته بهدوء مجيبه :
- ماشاء الله ، تستاهل والله يا أيمن
بينما تصاعدت الدماء إلى رأي أيهم بقوة وهو يراها تبتسم لذلك الغريب ليقطع الخطوات يصل لها بسرعه رهيبه يهتف لها بغضب :
- مين ده يا محترمه ؟!
اللعين جعل الدموع تتجمع بعينيها بعد كلمته الأخيرة تلك ، هتفت بهدوء لتحافظ على الهدوء :
- ده أيمن ، زميلي بالدراسة !
منحه أيمن نظره متسائله يهتف لها :
- مين ده يا فرح ؟
وقبل أن تجيب وجدت كتلة الشعر الأحمر يهتف بقوة :
- جوزها ، انا جوزها يا أستاذ أيمن !!
منح أيمن فرح نظره متسائله ليجدها على وشك البكاء ، وبذكاء علم بأن هناك مشكله كبيره بينها وبين زوجها ذلك ..
هتف لها :
- أنا همشي حاليا يا فرح
سكت قليلا وهو يخرج من جيب بنطاله ورقه يهتف لها وهو يمدها ناحيتها :
- هنا موجود كل أرقامي ، لو عوزتي حاجة أنا هكون معاكي ..
أنهى كلماته وهو يبتعد عنها بعد أن أخذت منه الورقه بيدين ترتعشان !
بينما بقي أيهم يطالعها بغضب يهتف لها وهو ينتزع الورقة من بين يديها يقطعها الى أشلاء صغيرا قائلا :
- مالكيش دعوه فيه ده يا مدام يا محترمه ..
أستطاع أيصالها لأعلى درجات الغضب بكلماته المتشككه بها ، رفعت يدها تهوي بها على جبينه وهو تطالعه بنظرات غاضبه ، باكيه تهتف :
- أنا بكرهك ، بقيت بكرهك يا أيهم
ولحسن حضهما لم يلحظهما أحد من الموجودين بأستثناء أيمن ذلك الذي وقف يتابع الموقف عن بعد بنظرات قوية ..
بقي أيهم ساكن مكانه لا يتحرك
وهي كذلك ... !
أرتفع صوت المسؤول بمكبر الصوت يهتف :
- لو سمحتو ألتزمو بمكانكم على المقاعد المخصصة علشان هنبدأ فقرة التكريم دلوقتي !!
أمسك أيهم يدها بقوة يسير بها ناحية مكان التكريم وهو يشعر بألم رهيب يحتل جمجمته من الداخل ..... !
بينما جلس أدم بجانب زوجته وأحمد بجانب نور ، ليأتي أيهم ويجلس بجانبهم كما فعل رجال الأعمال الأخرون !
لحظات وقبل أن تبدأ فقرة التكريم رأى أدم رفيقه ( جورج ) يتقدم ناحيتهم ليجلس على بعد منهما وتلك اللعينه أسيل برفقته ......... !
يا اللهي ماذا يحدث هنا ؟؟
كيف وصلت اسيل لصديقه ؟
ولماذا هي معه هنا الليله ؟
أي مخطط لعين تقوم به تلك الحيه ؟؟؟
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
