الفصل الثامن والتاسع
بقلم ماري حلمي
اتعلمين ما هو الليل
هو قليل من خصلات شعرك ..
هو عناق رمشيك ..
وهل تدركين ما هي نسائمه ..
هي قبس من انفاسك
فذلك الهدوء المنضوي بين جوانبه
هو شيىئ من تنهدات خيالك
8&9
أحست بأن رأسها اقتلع من مكانه على أثر الصفعه القويه التي تلقتها من ذلك الذي يقف أمامها يطالعها بنظرات حارقه ستجعل منها رماد لا محاله ! شعرت بأنها على وشك الإغماء ولكنها تماسكت قليلا حتى لا تسمح لذات العينين الساحرتين بالشماته بها ! هي تكرهها كثيرا ولن تسمح لنفسها بأن تكون ضعيفه أمامها! في حين أمسك أدم بيدها بقبضة قوية جعلتها تئن بصوت منخفض يهتف لها بصراخ :
- أيه هدفك إنك تخطفي بنتي ؟!
ابتلعت ريقها لا تجرؤ على النطق لتنزل دموعها رغما عنها ! هزها بقبضتيه الأثنتين يصرخ مجددا :
- انطقي !
في تلك الأثناء اقتربت عشق منها تطالعها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها باستهزاء تهتف :
- باينتك وحده رخيصه !
في هذه اللحظات تمنت أن تفلت من يديه لتنقض عليها تنهشها بأسنانها تقطع لحمها بقوة ولكن قبضتيه كانت كفيله بأسرها !
رفعت يديها ترخي قبضة زوجها عن تلك الفتاة وهي تهتف له :
- متسمحش لنفسك توسخ ايدك فيها يا أدم
عند تلك النقطة وفقدت أسيل أعصابها لتمسك بمزهريه موجودة على الطاولة من خلفها وتهوي بها على رأس عشق التي سقطت أرضا بفعل قوة الضربة !
تصنم أدم مكانه لثوان وهو يرى زوجته تسقط أرضا غارقه بدمائها في حين استغلت أسيل الموقف لتخرج تهرب بسرعة !
هوى أدم على قدميه يهتف لعشق بضياع وهو يضع رأسها على قدميه قائلا :
- عشق ! بلاش تعمليها وتروح ، فتحي عينك ..
ولكن يبدو بأنها أغلقت عينيها ترغب بالرحيل !
هل ستكون النهاية هنا ؟!
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الفصل الثامن
&&&&&&&&&&&&&&&
حول الجميع أنظارهم ناحية ( أسيل ) التي شعرت بهذه اللحظات بأن قدميها لم تعد تحملانها لا محاله ، نظرات أدم الناريه تخترقها بقوة كبيرة !
في حين رفع أدم سماعة هاتفه بعد أن اتصل على شقيقه في المكتب المجاور يهتف :
- أحمد تعال هنا حالا !
اومأ أحمد برأسه ليخرج من مكتبه يتجه ناحية مكتب شقيقه ليرى الأجواء متوتره بعض الشيء
هتف بتسائل :
- في أيه يا أدم ؟!
ركضت مرح الصغيرة ناحية عمها أحمد تهتف بدموع :
- هي دي الست إلي خطفتني يا عمو !
رفعها بين يديه وهو يمسح لها دموعها بحنيه
طالع شقيقه ليرى الحمم البركانية تتقاذف من عينيه بشر كبير !
إذا يبدو بأن العاصفه ستثور لا محاله !
هتف أدم وعينيه تخترق أسيل بغضب جامح :
- أحمد ، خد البنات وجاسر على القصر ، وخلي بالك منهم كويس ..
اومأ أحمد برأسه بتفهم بعد أن علم بأنه لا مجال لجدال شقيقه ..
اتجه ناحية فرح ليحملها أيضا بين يديه ويهتف لجاسر :
- يلا يا جاسر ألحقني !
اومأ الصغير وهو يمنح والديه نظرة تسائل قبل أن يختفي برفقة عمه !
في حين أخذت عشق تطالع تلك الفتاة بنظرات غاضبة ، كيف سمحت لنفسها بأن تختطف ابنتها وتضربها أيضا !!
شعرت أسيل بأنها ستموت الأن لا محاله !
ابتلعت ريقها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها الأن !
تقدم ناحيتها بخطوات بطيئه حتى وصل أمامها يهتف لها بصوت منخفض مرعب :
- الكلام ده صح ؟
تحشرجت الكلمات في جوفها وكأنها اختفت رعبا من القادم ، رفعت رأسها لتقابل عينيه تهتف بصوت متقطع :
- م مستر أدم أنا أنا .......
ثوان قليله و أحست بأن رأسها اقتلع من مكانه على أثر الصفعه القويه التي تلقتها من ذلك الذي يقف أمامها يطالعها بنظرات حارقه ستجعل منها رماد لا محاله ! شعرت بأنها على وشك الإغماء ولكنها تماسكت قليلا حتى لا تسمح لذات العينين الساحرتين بالشماته بها ! هي تكرهها كثيرا ولن تسمح لنفسها بأن تكون ضعيفه أمامها! في حين أمسك أدم بيدها بقبضة قوية جعلتها تئن بصوت منخفض يهتف لها بصراخ :
- أيه هدفك إنك تخطفي بنتي ؟!
ابتلعت ريقها لا تجرؤ على النطق لتنزل دموعها رغما عنها ! هزها بقبضتيه الأثنتين يصرخ مجددا :
- انطقي !
في تلك الأثناء اقتربت عشق منها تطالعها من أخمص قدميها حتى أعلى رأسها باستهزاء تهتف :
- باينتك وحده رخيصه !
في هذه اللحظات تمنت أن تفلت من يديه لتنقض عليها تنهشها بأسنانها تقطع لحمها بقوة ولكن قبضتيه كانت كفيله بأسرها !
رفعت يديها ترخي قبضة زوجها عن تلك الفتاة وهي تهتف له :
- متسمحش لنفسك توسخ ايدك فيها يا أدم !
عند تلك النقطة وفقدت أسيل أعصابها لتمسك بمزهريه موجودة على الطاولة من خلفها وتهوي بها على رأس عشق التي سقطت أرضا بفعل قوة الضربة !
تصنم أدم مكانه لثوان وهو يرى زوجته تسقط أرضا غارقه بدمائها في حين استغلت أسيل الموقف لتخرج تهرب بسرعة !
هوى أدم على قدميه يهتف لعشق بضياع وهو يضع رأسها على قدميه قائلا :
- عشق ! بلاش تعمليها وتروح ، فتحي عينك ..
ولكن يبدو بأنها أغلقت عينيها ترغب بالرحيل !
هل ستكون النهاية هنا ؟!
صرخ أدم بتلك اللحظات بصوت زلزل كيان الشركة بأكملها ، انتفض الموظفون والعاملون على أثر ذلك الصوت ليهرولو سريعا ناحية مكتبه !
تصنم الموجودين وهم يرون أدم ينهض على قدميه يحمل بين يديه زوجته ( عشق ) التي تتسرب الدماء من رأسها بقوة جعلت الأرضية البيضاء تصطبغ بالأحمر ... !
وبسرعة استقل المصعد بعد مساعدة الموجودين له ومن ثم نزل حتى وصل جراح السيارات ليضعها فيها بهدوء ومن ثم يدور حول السيارة يجلس فيها يدير محرك السيارة لينطلق بها بسرعة ودموعه بدأت تنزل من عينيه على حبيبه يبدو بأن ستتركه لا محاله ...!
هدر بصوت مرتفع وهو يقطع الطريق بسرعة قائلا :
- أقسم بالله هموتك يا أسيل ، هموتك .... !
.........................................
انزلق كوب القهوة من بين يديه متهشما على أرضية الصالة الكبيرة بعد أن شعر بنخزه قوية ناحية قلبه تضرب به بعنف وألم شديد !
هتفت زوجته قائله بتسائل :
- في ايه يا جلال ؟ مالك يا حبيبي ؟!
طالعها بنظرات متألمه يهتف :
- عشق !
هتفت السيدة صفيه بتسائل :
- مالها عشق يا جلال
أخذ يمسد ناحية قلبه يهتف :
- مش عارف ، حاسس أنها تعبانه !
دق قلب صفاء على ابنتها بخوف !
دخل في تلك الأثناء أيهم يطالعهم بتسائل من حالتهم تلك ، هتف بتسائل وهو يجلس بجانب والده :
- في إيه يا بابا !؟
هتف له بألم :
- أختك وجعت قلبي يا أيهم
طالع أيهم صفاء وصفيه بتسائل
في هذه الأثناء دخل أحمد يحمل الصغيرتين وجاسر يتبعه بخطوات طفوليه ..
نهض السيد جلال يهتف له بتسائل :
- فين عشق يا أحمد ؟
وضع أحمد الصغيرتين أرضا يهتف بهدوء :
- فضلت مع أدم بالشركة ، في إيه مالكم ؟
جلس السيد ( جلال ) بعد أن شعر بالتعب يضرب أنحاء جسده بقوة ، في حين جلست زوجته بجانبه تخفف عنه حزنه ذلك !
هتفت السيدة صفيه بدورها :
- اتصل بأخوك شوف في إيه يا أحمد !
اومأ أحمد برأسه ليتناول هاتفه النقال من جيبه يضغط على رقم شقيقه ليجده مغلق !
بدأ التوتر يسيطر على أرجاء القصر بعد أن أخبرهم أحمد بذلك !
جلس الجميع متأهبين للقادم !
لحظات وارتفع رنين هاتف القصر يصدح بأرجاء المكان ، اتجهت صفاء بسرعة ترفع سماعة الهاتف ليأتيها صوت أحدهم يهتف :
- ممكن أكلم مستر أحمد ؟
دق قلب صفاء لتهتف :
- في أيه؟
أجاب الرجل :
- أنا موظف بشركة الزهرواي حبيت أبلغه أنه مدام عشق مرات مستر أدم تنقلت المستشفى !
لحظات من الصمت الرهيب بعد سماعها لذلك الخبر حتى أسقطت السماعه من يدها تطالع الجميع بصدمه تهتف لهم :
- بنتي عشق بالمستشفى ... !
..........................................
يقف أمام غرفة العمليات جامد الملامح بقلب ملتاع ينزف دما على حال معشوقته !
قلبه غير مرتاح بتاتا بعد كلمات الطبيب الذي قام بمعاينتها عندما وصل بها للمشفى ليتم تحويلها للعمليات بسرعة بعد ان علمو بحساسية وضعها ذلك !
ماذا سيحدث له ان حدث لها شيء ؟
قلبه يؤلمه بشدة الآن وهذا علامه له بأن تتألم بالداخل لا محاله !
في الصباح كانت بين يديه تضحك بأحضانه بعشق كبير ، والأن بينها وبينه حائط واحد يفصلهم عن بعضهم البعض ، وربما سيكون فاصل لحياتهما معا !
رفع رأسه بضياع ليجد أفراد العائله يتقدمون ناحيته بلهفه ، كان أول من هتف يسأل عنها هو والدها ( السيد جلال ) الذي كان يسير بمساعدة أبنه أيهم له ، هتف بلهفه أب ملتاع :
- مالها عشق يا أدم ، ايه إلي حصل ، ازااي يحصلها مكروه وهي معاك ، دي امانتي ليك يا أدم ؟
كلماته تلك جعلت أدم يتمزق أكثر وأكثر !
لما لا يشعر أحدا به ؟ وكيف يحملونه مسؤولية ذلك ؟! ألا يعلمون بأنها نفسه .. وحياته .. ومماته ..
ألا يعلمون بأنها الروح ..والجسد .. والعشق
ألا يعلمون بأنها الحب .. !
هتف مجيبا :
- مش عارف ، كل حاجة حصلت فجاءة !
في حين بدأت صفاء تبكي بقوة وقلب ملتاع على فلذة كبدها لتجلس شقيقتها تخفف عنها وطأة ذلك ..
هتف أدم لشقيقه :
- فين الولاد يا أحمد ؟
طمأنه مجيبا :
- متقلقش ، سبتهم عند نور ..
تنهد بتعب ليعود ويتابع النظر للباب الذي يفصله عنها ، تقدم شقيقه يهتف له بتسائل :
- خلي أملك كبير ربنا يا أدم
همس بدوره برجاء :
- والنعم بالله
بدوره جلس أيهم يغمض عينيه يمنعهم من مشاهدة دموعه التي نزلت على حبيبته وشقيقته ( عشق ) !
لا يدري لما كثرت المشاكل فجاءة عليه
وكيف له أن يتحمل هذه الضغوطات التي تضرب به من كل جانب !
من جهة زوجته فرح وبعدها عنه !
ومن جهة سره الذي يكتمه بقلبه !
ومن جهة حال شقيقته الأن !
................................
طرقات عنيفه على باب منزلها جعلتها تنهض هي وابنتها ( سيلا ) لترى من هذا الطارق اللحوح !
فتحت الباب لتقابل أفراد الشرطة يملئون المكان بقوة ، هتفت لهم بتسائل :
- خير ؟
تقدم ناحيتها الضابط المسؤول يهتف بحزم :
- معانا أمر بتفتيش البيت والقبض على المدعوه ( أسيل جابر ) !
انتفضت بخوف تهتف :
- بنتي عملت ايه ؟
دخل الضابط والجنود ينتشرون بالمكان ليهتف لها :
- بنتك متهمه بقتل مدام ( عشق أدم الزهرواي ) !!
............................................
طالع ذلك الخبر على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي بنظرات مصدومه ليهتف لتلك التي تجلس تتناول الطعام من أمامه بإحدى المطاعم التي تطل على البحر قائلا :
- عشق ، مرات أدم بالمستشفى !
طالعته بتسائل تهتف :
- ليه ؟
اجابها بهدوء :
- وحدة موظفه بشركة جوزها محاوله تقتلها !
هتفت كلارا وهي تضع الشوكه على الطاوله أمامها :
- هتعمل ايه ؟
طالع البحر أمامه بهدوء يهتف :
- مش عارف ، بس قلبي عند أدم بجد يا كلارا !
نهضت من مكانها تتجه ناحيته تحاوطه بحب لتهتف :
- شكلك لسه بتحبه يا جورج ؟
تنهد بهدوء ثانيتا ولكن موت والدته جاء الأن أمام أنظاره ليهتف بغضب :
- لا ، هنستنى شويه نشوف هيحصل فيها ايه !
...............................................
جلست بذلك المنزل البعيد عن الأعين نوعا ما في تلك المنطقة المنقطعه بعد أن أحكمت الباب بقوة من شدة خوفها !
طالعت يديها اللتان اقترفتا تلك الجريمه لتهتف :
- مش ممكن ، ازاي انا عملتها ؟!
زفرت بضيق لتعود وتتابع حديثها مع نفسها قائله :
- لا لا تستاهل ، ان شاء الله تموتي يا عشق ، وبعدها أدم هيكون ليا أنا وبس !
نهضت من مكانها تتجه ناحية النافذة تطالع المكان من حولها بنظرات ميته ، إذا فقد سيطر عليها الشر وانتهى الأمر !
حب أدم جعل منها إنسانه سيئه جدا ، لا تعلم بأن الذي يحب أحدا لا يستطيع أذيته وهي أذته بحبيبته عشق !
أخذت تفكر بخطه شيطانيه جديدة للإيقاع بأدم بشباكها .... !
...............................................
أنتصب الجميع متأهبين بلهفه و تسائل وهم يرون الطبيب المسؤول عن عملية عشق يخرج من باب غرفة العمليات يتجه ناحيتهم ..
انقبض قلب ذلك الأب الذي حاول الوقوف بمساعدة زوجته وأبنه أيهم ، في حين وضعت السيدة صفيه يدها على كتف أبنها أدم بعد أن شعرت برجفة جسده بقوة !
خفق قلب الحبيب متأهبا لسماع الأخبار التي يبدو بأنها ليست جيدة نهائيا ..
حاول النطق ولكن الكلمات قد خانته وأختفت!
نزلت دموعه بقوة لا يدري ما السبب ! هل قلبه الذي يشعر بها تتألم بالداخل السبب ؟
هتف أحمد بتسائل :
- طمنا يا دكتور !
تنهد الطبيب بقوة ، أخذ نفس عميق يهتف :
- ياريت تفهمو الكلام إلي هقوله كويس يا جماعة
وجه الجميع أنظاره ناحيته بقوة
في حين هتف أدم بلهفه :
- تفضل !
تنهد الطبيب من جديد مجيبا :
- للأسف الضربة جايه على منطقه حساسه بالراس ، احنا عملنا عمليه ووقفنا النزيف ، بس هناك احتمال 99/100 ان المدام عشق فقدت بصرها فقدان جزئي ........... !
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
9
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
" أخرج يا قلب من بين ضلوعي وأذهب لها وأخبرها بأنك اشتقت لها !
أخبرها بأنك تنزف دما في غيابها !
قل لها بأنك أصبحت وحيدا بغيابها !
عانقها بقوة حتى تدخلها إلى سجنك العشقي !
امنعها من الرحيل فأنا على قيدها أعيش "
أغمض عينيه بعد تلك الكلمات السامه التي تسربت إلى أذانه تخبره بوضع زوجته ، قلبه بات يخفق بجنون لم يعرف له مثيل من قبل ! أحس بكل جزء من أجزاء جسده يتمزق ويئن! أظلمت الدنيا فجاءة أمام عينيه وحل السواد ! الأرض من تحته تتحرك بقوة وتدور وكأنها أمواج عاتيه في بحر تمردت عليه الريح القوية !
همس وهو يفتح عينيه بألم كبير :
- عشق مش هتشوف تاني ؟!
نظرات الألم و القهر وصلت الطبيب الذي أشفق على ذلك العاشق بشكل كبير ، هتف وهو يقترب منه يضع يديه على كتفه يشد من أزره قليلا :
- إيه الكلام ده يا أدم باشا ؟ فين إيمانك بربنا !
انا قولت أنه ( فقدان بصر جزئي ) بمعنى فترة محدودة من شهر وممكن تستمر لسنه ! وبصرها ممكن يرجعلها بأي وقت ..
وبضياع كبير كرر الجملة قائلا :
- عشق مش هتشوف تاني ؟ مش هتشوف أدم وحبه ليها ؟ مش هتشوف عشقي في عيني ؟ مش هتشوف عنيا ؟!
كلماته تلك نزلت كسهام ناريه على قلب
(السيد جلال ) و زوجته صفاء !
هذين الوالدين اللذان تجرعا حرمانا كبيرا من ابنتهما عشق ليأتي القدر مرة أخرى ويختبر صبرهما فيها مجددا !
نزلت دموعهما تتسابق وكأنها في سباق لتجلس أرضا ويجاورها زوجها يدعوان الله بالفرج القريب على فلذة كبدهما ... !
هتف الطبيب مجددا :
- طول ما ربنا موجود هترجع تشوف من تاني!
تنهد أدم بألم كبير وهو يسير بخطوات يهتف للطبيب :
- عايز أشوفها !
أجابه الطبيب بجمود :
- مش هينفع دلوقتي
وكأنه كان يحادث نفسه !
ليبتعد عنه أدم كالمغيب يختفي بسرعة بداخل غرفة العمليات ، فتح الباب بهدوء حذر وهو يشعر بقلبه يتمزق ! وقف بصدمه وهو يرى أيهم يقف بجانب سرير ( عشق ) يمسد على رأسها بحنيه كبيرة ، سار بهدوء ليقف وراء أيهم مباشرة ليسمعه يهمس لها بكلمات خرقت قلبه بشدة !
بالنسبة لأيهم كان يقف دموعه تغرق وجهه بقوة يهتف بألم :
- عشق ! فتحي عينك يا قلب أخوكي ! لسه ملحقتش اشبع منك والله ، انا وانتي انحرمنا من بعض بسبب ظروف و دلوقتي مش هترجعي تشوفيني ؟! هعيش ازاي يا عشق وانا بشوفك بتتوجعي ؟ فتحي عينك يا عشق ..
أنهى كلماته وهو يمسح دموعه التي باتت تمنعه من الرؤية جيدا ، أحس بأحدهم يضع يده على كتفه ليلتفت برأسه ويقابل عيني صديقه ( أدم )
هتف له الأخير بهدوء :
- عشق هترجع تشوف من تاني يا أيهم ، مش ممكن أنها مش تشوف عنيا كل يوم الصبح ، هي وعدتني ب ده !
اومأ له بهدوء وهو يخرج غير قادر على الكلام !
في حين سار أدم ناحيتها ليجدها تنام كالملاك بهدوء ، قبل جبينها يهتف :
- هستناكي تصحي يا روح أدم !؟
أنهى كلماته تلك وهو يخرج ناحية الخارج يتنهد بتعب ، هتف أحمد بدوره :
- يلا بينا على البيت يا جماعة ، مينفعش نسيب الولاد لوحدهم ، كده هيحسو بغياب عشق !
اومأ له أدم بتفهم مجيبا :
- ارجعو انتو وانا هفضل هنا !
تنهد الجميع بقلة حيله ، لينهضو رغبه منهم في المغادرة ، لحظات ووجدوها تتقدم ناحيتهم مطأطأ رأسها برفقة ابنتها لا تعلم بأي وجه ستقابلهم !
انتفضت صفاء بمجرد أن رأتها لتصرخ قائله بألم كبير :
- أنتي جايه هنا تعملي ايه بعد إلي عملتو ببنتي ؟
ابتلعت السيدة ( رقيه ) ريقها بتوتر غير قادرة على الرد ، ماذا ستقول وبماذا ستبرر فعلة ابنتها الشنعاء !
في حين بدأ جنون صفاء يعلو شيئا فشيئا لتبدأ بوابل من الشتائم على تلك التي تدعى ( أسيل )
أمسك بها أحمد يهدأها قليلا ، في حين هتف لها زوجها قائلا :
- أهدي يا صفاء
ثم حول أنظاره ناحية رقيه يهتف بعتاب :
- عجبك إلي عملته بنتك يا رقيه ؟ عشق ممكن مترجعش تشوف تاني بسببها !
هتفت بألم :
- والله ما كنت اعرف حاجة ، أنا تفاجئت زيكم
استمر الجدال بضع دقائق بينهم
في حين وقف أدم يطالع الموقف بهدوء كبير ، عينيه مسلطه على الاشيء ، فقط اسم واحد حفر بذاكرته جيدا ..... ( أسيل ) تلك الفتاة التي سقطت عليها اللعنه لانها تعدت على حدوده الحمراء ... !
وما بين ما يحدث هذا ، كان يقف بدوره بأخر الممر يضع يديه بجيوب بنطاله الأسود منتصب القامه عينيه مسلطتان على أدم ! يا اللهي ما زال كما هو ، ملامحه وعينيه وجسده وكأن الزمن لم يتحرك ، وكأنه لازال صديقه في كلية الهندسة !
هناك مساحه بقلبه دقت بلهفه عندما وقعت عينيه على صديقه ! رأى كمية ألم بعينيه لم يراها من قبل !
هتف محدثا نفسه :
- وحشتني يا أدم ، ليه عملت كده وخليتني أخطط أنتقم منك ؟ ليه خنتني بأهم يوم بحياتي ليييييييه ؟!
أنهى كلماته وهو يتنهد بهدوء ومن ثم سار مبتعدا عنهم يخرج خارج المشفى بأكمله !
.........................................
مر أسبوعين وما زالت عشق نائمه !
الطبيب قال بأن الضربة التي تلقتها كانت كفيله بجعلها تدخل بغيبوبة ربما تكون قصيرة ! أدم أصبح يلازمها أغلب الوقت والشركة أصبحت بكفالة أحمد الذي لم يكن يعلم ما ينتظره هو الأخر !
أيهم أيضا يأتي كل يوم للأطمئنان عليها ومن ثم يذهب يقضي أغلب وقته أمام البحر يفكر بزوجته أين ممكن أن تكون !
فرح لازالت عند عمة أدم تبكي حبيبها الخائن !
بالنسبة للأطفال فقد أصبحا برعاية جدتهم
( السيدة صفيه ) والأخرى صفاء !
كان يجلس بالممر يرتشف كوب من القهوة عندما وجد الأطباء يهرولون ناحية غرفة زوجته ، انتصب واقفا ليوقع الفنجان من يده وقلبه يطرق بعنف !
لحق بهم ناحية الداخل ليرى الطبيب يبتسم يهتف له :
- المدام عشق بدأت تصحى !
ابتسامة واسعة تشكلت على ثغره وهو يطالعها وهو على سريرها الأبيض مغمضه عينيها تتحرك ببطىء وكأن تقاوم شيئا ما !
لحظات وبدأت تحاول أن تفتح عينيها !
طالعها الجميع بلهفه كبيرة وأولهم أدم الذي أمسك بيدها يهتف لها بعشق :
- أنا هنا يا عشق معاكي !
يا الله كم اشتاقت لصوته الذي تحبه !
في حين هتف لها الطبيب بعد أن ساعدوها على الجلوس بشكل صحي قائلا :
- مدام عشق ، حاولي تفتحي عينك وقوليلي شايفه ايه ؟
فتحت عينيها الساحرتين لتسرق قلب حبيها من جديد !
شددت على يده لتبدأ دموعها بالنزول بقوة وهي تهتف :
- مش شايفه حاجة !!!!!!!!!!!
إذا ما توقعه الطبيب حدث !
عشق فقدت بصرها !
احتضنها أدم بقوة حتى كاد يكسر ضلوعها من شدة ألمه عليها ، همس بأذانها :
- هشش ، اهدي كده وصلي على النبي وخليكي قوية علشاني وعلشان اولادنا ، ده اختبار من ربنا ليكي يا حبيبتي !
حسنا هو كان يهدئ من نفسه أولا قبلها !
شددت بدورها من احتضانه تبكي بقوة حتى كادت أن تمزق قميصه الأسود ...!
لتبدأ حياة سوداء تنتظر هذين العاشقين !
....................................
مرت أيام أخرى خرجت خلالها عشق من المشفى!
كانت تجلس في صالة القصر برفقة نور ووالدتها وخالتها كما هي عادتهم بعد خروجها لمحاولة أن يخرجوها من حالة الحزن التي سيطرت عليها بعد الحادث الأليم الذي ألم بها ، نزلت دمعه من عينيها مسحتها سريعا قبل أن يلاحظها أحد ، فقد أصبحت شديدة الحساسيه بسبب وضعها ذاك لا تريد من أحد أن يمنحها الشفقة ! كان الجميع يتبادلون أطراف الحديث وهي في ملكوت أخر تشاهد فقط السواد ، كم اشتاقت لرؤية زوجها وأطفالها ، كم اشتاقت لأن تفتح عينيها كما كل صباح لتشاهده يحدق بها بهيام كبير !
تنهدت بألم كبير وهي تدعو الله بسرها أن يعود لها بصرها بأسرع وقت !
في هذه اللحظات دخلت فرح ومرح يتراكضن بطفولية ليقفزن بحضن والدتهن ، هتفت الصغيرة مرح قائله وهي تمد لوالدتها كيس شيبسي صغير تهتف :
- افتحيهولي يا مامي !
تحشرجت الكلمات بعينيها غير قادرة على الرد بسبب الوجع الكبير الذي ضرب قلبها بهذه اللحظات ! نهضت السيدة صفيه تتناول الصغيرة وهي تهتف :
- سيبو ماما دلوقتي يا بنات علشان تعبانه شوية
اومأت الصغيرتين بتفهم ..
في حين نهضت عشق تمد يدها تستدل الطريق من أمامها بعد أن منعت اي احد من مساعدتها .. !
احتاجت حوالي عشرون دقيقة حتى استطاعت الوصول لغرفتها لتدخل تتجه ناحية السرير ترمي نفسها عليه بقوة لتطلق العنان لدموعها تنهمر كما شلال غزير تفرغ وجعها وقهرها والحالة التي وصلت إليها مؤخرا !
لحظات ووجدت يد صغيرة تمسد على شعرها الأحمر لتهتف بدموع :
- جاسر ؟
قبلها على جبينها بطفولية وهو يمنع نفسه من البكاء قائلا :
- علشان خاطري يا مامي متعيطيش ، أنا امبارح شوفتك بالمنام أنك بتشوفي زينا وبتضحكي وبابا معاكي ..
اعتدلت في جلستها تحتضنه بحب كبير وهي تستشف منه الأمان والطمأنينة ...!
...............................................
ألقى كل ما كان أمامه بقوة على الأرضية لتحل الفوضى في كافة أرجاء المكتب ، في حين تراجع أيهم وأحمد إلى الوراء نتيجة هذا الموقف ، جز على أسنانه بغضب شديد وهو ينهض يسير يقف أمام شقيقه يصرخ بقوة :
- ازااااي توقع على صفقه زي دي من غير ما ترجعلي يا أحمد ؟
طالعه أحمد بتوتر يهتف :
- انت طول الوقت كنت عند عشق ، وايهم مش كان بيجي إلا نادرا والشغل كان عليا لوحدي يا أدم
أمسك بشعره بقوة يزفر بضيق وهو يدير جسده يتجه ناحية شرفة المكتب ، في حين طالع أحمد وأيهم بعضهما البعض بقلة حيله ..
هتف أدم قائلا :
- مين الشركة إلي كسبت المناقصة ؟!
هتف أيهم هذه المرة قائلا :
- هي شركة جديد ، اسمها شركة الرازي للاستيراد والتصدير ..
أدار رأسه يطالعهما بتسائل وهو يهتف :
- الرازي !! ايه إسم صاحبها ؟
أجاب أحمد قائلا :
- جورج ، جورج الرازي !!
أحس بالدنيا أطبقت على صدره ليهتف بصدمه :
- جورج الرازي !! مش ممكن !!
............................................
وقفت تنتظر كما هي عادتها كل يوم بعد أن اختفت ، فقد تنتظر بمثل هذا الوقت لتراه وتملئ عينيها حبا منه ، تخفت خلف إحدى الأشجار وهي تراه يدلف خارج الشركة ويبدو عليه الغضب الشديد ، ابتسمت بهيام وهي تهتف :
- وحشتني يا أدم !
لتركب بعدها سيارة أجرة وتعود المنزل الذي يأتيها بعيدا عن الأعين حتى لا يراها أحد ، فهي تعلم جيدا بأنها أصبحت مطاردة من قبل الشرطة
هتفت بشر :
- و دي عشق وتعمت ، و دلوقتي هتكون ليا انا يا أدم ، هتكون لأسيل وبس ..... !
لقراءة باقي الفصول الجزء الثانى من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
