رواية رواية عشق الادم الفصل الخامس والعشرون25 والسادس والعشرون26بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم 

الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون

بقلم ماري حلمي



دقائق طويلة مرت عليه وهو يحدق بها بقوة وقلب مفطور خوفا من فقدانها ! كيف


 سيحتمل غيابها وهي أصبحت جزء من أنفاسه وحياته ..دقات قلبه الجنونيه أصبحت تخفق بإسمها وحدها ، تخفق بأسم عشق التي تغلغلت في كيان

 صاحبها لتنير حياته من جديد .. دقات أقسمت أنها لم تخفق   بحياتها بهذه الجنونيه سوا لصاحبة العينين الساحرتين التي سلبته عقله قبل قلبه .. تراقصت 

ثنايا روحه بسعادة كأنها طائر خرج من سجنه ليحلق بحريه بتلك السماء الواسعة وهو 

يراها بدأت تفتح عينيها ببطء ، اقترب منها أكثر حتى كاد يخترقها ليحمل يدها بين راحت يده برقه هامسا لها بحب : 

" متتوقعيش حالتي كانت ازااي قبل ما شوف عينيكي الحلوة دي بتفتح من جديد " 

علقت عينيها على عينيه التي أقسمت أنها رأت دموع عالقه بين جفونه !! رفرف قلبها بسعادة وهي ترى نظرات العشق التي تتدفق من عيني حبيبها تجاهه 

حاولت النهوض ولكنها لاحظت بأنها لازالت ترتدي ذلك الفستان الأحمر ، عقدت حاجبيها وهي تحاول أن تتذكر ماذا حدث قبل دقائق من الآن ، سرعان   ما نزلت دموعها بقوة عندما تذكرت !! اقتربت منه بقوة حتى التصقت بصدره لترفع يديها تحاوط عنقه بقوة وهي ترتعش بقوة .. همست له ببكاء : 

" ضمني يا آدم ، ضمني حتى حس نفسي بأمان ، ضمني حتى أنسى الماضي ، مش عايزة افتكره يا آدم مش عايزه !! " 

انقبض قلبه بشدة وهو يضمها لثنايا روحه قبل جسده يشدد عليها وكأنه يخشى اختفائها بأي لحظه 

أغمض عينيه وهو يفكر بحالتها تلك ، همس لها بطمأنينه : 

" أنا معاكي وهفضل معاكي لأخر نفس بحياتي ، اهدي وخليكي بحضني وهتكوني بخير " 

شددت على عنقه أكثر وهي تدفن وجهها بين ثنايا صدره ، حسمت أمرها  ستخبره بذلك   الحادث الذي قلب حياتها وجعلها تترك والدتها وتأتي هنا ، هو زوجها ومن حقه أن يعرف ما مرت به وما جعلها في هذه الحاله .. !! 

أخرجت رأسها من داخل صدره وهي تمسح دموعها بطرف يدها ، نظرت له بقوة ممتزجه ببعض الخوف 

أمسكت قوتها الباقيه لتهتف له بحزم : 

" آدم انت عايزة أعترفلك بحاجه كده ، بس بتمنى تصدق كل حرف هقولهولك ، إلي هقولو دلوقتي هو سبب في خوفي منك وبعدي عنك .. " 

طالعها بنظرات جاده وهو يمسك بيدها قائلا : 

" اي حاجه هتقوليها مش هتغير من عشقي ليكي " 

زفرت بهدوء لتبدأ حديثها وهي تتذكر تلك الليلة التي سبقت مجيئها الى  ... ! 

فلااااش باااااك 

كانت تجلس بغرفتها الصغيرة ، مستلقيه على سريرها تحمل بين يديها إحدى الكتب تقرأها بتركيز شديد حينما وجدت باب غرفتها يفتح وتظهر من   خلفه والدتها بإبتسامتها الواسعة ، إعتدلت في جلستها وهي تطالع والدتها بنظرات غير مفهومه 

هتفت صفاء وهي تنظر ناحية إبنتها بحب : 

" أنا خارجة أجيب كم حاجة ، أجيبلك حاجه معايا ؟" 

ابتسمت عشق بحب قائله : 

" سلامتك يا ماما " 

قبلتها والدتها بخفه ومن ثم خرجت من الغرفة بل من البيت بأكمله .. في حين عادت عشق تقرأ   كتابها من جديد .. لحظات ووجدت باب الغرفة يفتح من جديد لتتسمر مكانها من الصدمه وهي تراه يقف بطوله   أمام الباب يطالعها بنظرات خبيثه ، دق قلبها بخوف وهي تنهض عن سريرها تعتدل في وقفتها لتهتف بخوف متحليه ببعض الشجاعه : 

" انت بتعمل ايه هنا يا عمار ؟ وازاااي اصلا تدخلي الأوضه كده من غير ما تستأذن " 

أخذ يقترب ببطء وهو يتفرسها بقوة قائلا : 

" والله انا ادخل بالوقت إلي انا بشوفوه مناسب ! وبعدين مالك كده ؟ لتكوني خايفه مني " 

أنهى أخر كلماته وهو يتفرسها بوقاحة جعلت الرعب يدب بأوصالها بقوة ، إبتلعت ريقها وهي تهتف : 

" وهخاف ليه ؟ وبعدين انت في مقام بابا ، يعني عادي " 

صدحت ضحكاته تملىء أرجاء الغرفة لتتسمر هي مكانها بخوف أكبر ، هتف بغل وهو يقترب أكثر : 

" بابا ! انتي ناسيه إني بحبك من قبل ما اتجوز امك ؟ وانتي عارفه كمان إني تجوزت امك بعد ما انتي رفضتيني ! بس علشان أكون قريب منك 

! انا خلاص مش قادر أشوفك قدامي كده وأسكت ، من اللحظة دي هتكوني ملكي .. " 

هربت الدماء من وجهها بقوة لدرجة أن وجهها بدأ يتحول للإصفرار بقوة وشفتيها بدأت تأخذ اللون الأزرق الشاحب ، أحست ببرودة شديدة


 بأطرافها ولكن إحساس الخوف بداخلها كان أكبر ، أخذت تبتعد بقوة للخلف ، لتشهق بقوة شديدة وهي تراه يحاصرها بين جسدها 


والحائط ، أغمضت عينيها بضعف وهي تحاول دفعه عن طريقها ولكنه كان كالصخره لا يتحرك !!

همس بجانب وجهها بصوت منخفض ليزيد خوفها أكثر قائلا : 

" هقتلك لو رفضتيني !! "

تجمدت مكانها من كلماته تلك ، أخذت تبحث بعينيها عن شيء قريب كي تضربه به ولكن للأسف لم يكن شيء على مقربه منها ، أخذت نفسا عميقا لترفع قدمها بقوة تضربه ضربه جعلته يصرخ من الألم 

تنفست الصعداء وهي تراه يبتعد عنها بألم ، قفزت على سريرها تحاول المرور من الجهه الأخرى ولكنه كان سريعا بالإمساك بها ليلقيها على السرير بعد أن صفعها بقوة شعرت بأن وجهها اقتلع من مكانه !! 

إقترب منها  بغضب ليمسك شعرها بقوة ويصرخ بها قائلا : 

" هخليكي تبوسي رجلي علشان أتجوزك بعد الفضيحه إلي هعملهالك .. "

قال كلماته الأخيرة وهو يقترب أكثر وهي تبتعد حتى إلتصقت بالسرير ، أخذت تصرخ بهستيريه وهي تراه يمسك إحدى قدميها يحاول جرها ناحيته 

أخذت تركله بقوة وجنونيه وهي تصرخ أكثر ..

أغمضت عينيها بقوة وهي تراه سيقترب لا محاله 

همست بضعف : 

" يارب يارب ابعده عني بقدرتك يا رب " 

ثانيتين ووجدته يسقط عن السرير غارقا في دمائه 

فتحت عينيها على إتساعهما وهي ترى والدتها تقف على مقربه منه تمسك بيدها مزهرية  صغيره وهي تطالعه بغل شديد ... !! 

قفزت عن السرير تحتضن والدتها ببكاء هستيري وهي تردد : 

" الحمد لله ، الحمدلله " 

شددت والدتها عليها بقوة لتبدأ بالبكاء هي أيضا وهي تهتف : 

" إرادة ربنا خلتني أنسى الفلوس بالبيت وأرجع أخدهم علشان أشوف الواطي ده ... !! " 

خرجت من أحضان والدتها تبكي بقوة لتهتف وهي تحول نظرها ناحيته : 

" هو مات يا ماما ؟ " 

ابتسمت والدتها قائله : 

" متخافيش ده بمليون روح ، الضربه دي بس أفقدته وعيه " 

ثم أكملت بجديه : 

" اسمعيني كويس ، هروح أحجزلك تذكرة طيران ، هتسافري عند خالتك صفيه وده آخر كلام " 

بكت بقوة قائله : 

" بس بس انا معرفهاش " 

صرخت والدتها بغضب : 

" قولتلك هتروحي يعني هتروحي ، الواطي ده مش هيسيبك " 

أومأت برأيها باستسلام وهي ترى والدتها تتجه ناحية ذلك الوغد تشرف على جرحه  ومن ثم أسندته على كتفها و أخرجته للخارج وهي تقفل الباب على ابنتها بقوة .... !! 


نهاية الفلاااااش باااك 

أنهت حديثها ذلك وهي ترتعش بقوة مخفضة الرأس لا ترغب برفع رأسها ورؤية نظرات الشك والكذب بعينيه .. رفع ذقنها بين يديه بنعومه لتتقابل عينيهما معا ، هتف لها بحب : 

" انتي راسك ده لازم يفضل مرفوع فاهمه ؟ أنا بثق فيكي ثقة كبيرة ، وبحبك في كل حالاتك " 

نزلت دموعها بقوة وهي تستمع بكلماته تلك التي جعلت قلبها يخفق من السعادة ، فقد كانت خائفه ان يهوج ويضربها ، يلومها  ، لا يصدقها ، أو  حتى وصلت بتفكيرها بأنه سوف يأخذها رغما عنها حتى يصدق كلامها ذلك ، ولكن الذي ظهر لها نظرات تشع حبا وصدقا ناحيتها .. 

إعتدلت في جلستها قائلة بحب : 

" أنا حد بموووت فيك ، بعشقك ، ربنا يقدرني وأسعدك يا روح روح قلببي وعمري .. " 

اقترب منها حتى وصل أمام وجهها مباشرة لتختلط أنفاسه الاهثه بأنفاسها التي وصلت لأعلى درجة لها 

أغمض عينيه يتنفس أنفاسها التي تضرب وجهه بقوة ، في حين إحمرت وجنتيها خجلا لتبعده عنها برقه قائلة : 

" آدم ممكن طلب ؟ " 

فتح عينيه يطالعها بحب قائلا : 

" اطلبي حياتي بعطيهالك " 

أخفضت رأسها خجلا قائلة : 

" عايزاك تصلي بيا الأول علشان ربنا يبارك حياتنا مع بعض ، عيزه كل حاجة تكون برضا من ربنا " 

إبتسم لها بسعادة قائلا : 

" حاضر من عنيا ، قومي غيري الفستان ده وإتوضي وأنا كمان زييك وهتلاقيني مستنيكي .. " 

وبسرعة البرق ركضت ناحية الحمام تأخذ بطريقها ملابسها وتغلق الباب خلفها بقوة ... !! 

في حين زفر أدم أنفاسه التي كانت على وشك قتله لو بقيت بالداخل مجرد ما سمع قصة ذلك الوغد 

" عمار " الذي كان سيأخذ شيئا ليس من حقه ، قبض يده بقوة حتى برزت عروق رقبته بقوة كادت تخرج من مكانها وهو يتوعد بالعقاب الشديد لذلك


 الذي يدعى عمار .. حسنا هو لم يظهر لها أبدا ذلك ، حتى لا تخاف أكثر ولكنه أقسم بينه وبين نفسه أن يكون عقاب ذلك الوغد شديد .. وشديد جدا 

من يتجرأ على المساس بعشقه سيكون مصيره الهلاك كما خطط !! 

نهض من مكانه يتجه للغرفة الأخرى ليكي يتوضأ قبل ان تخرج حبيبته التي ستكون 


منذ الليلة زوجته وقطعة من روحه وقلبه ، ستكون حبه الأول والأخير بأخر نفس من أنفاسه كما قال لها  .. 

لحظات مرت قبل ان تخرج ترتدي أسدالها وتجلس على حافة السرير تنتظر قدومه بقلب يخفق حبا .. 

وجدته يدخل بابتسامته العاشقة يتجه ناحيتها يمسك بيدها وهو يقوم بوضع سجادات الصلاة الخاصة بهما .. 

وقفت خلفه تؤدي صلاتها متضرعه لخالقها بأن يكتب لها حياة كلها سعادة وتوفيق بجانب 


رفيق روحها .. لتنتهي صلاتهم تلك وتبدأ معها حياة جديدة قامت على مباركة الرحمن ورضاه ، حياة توجت بإلتقاء أرواحهما بعد عذاب .... !! 

ولكن هل القدر سيسمح بإستمرار هذين القلبين بالخفقان ؟ !

🌹🌹🌹🌹

26


إنتصفت الليلة معلنه حياة جديدة لقلوب عاشقيين اجتمعاه في محبة الله ورضاه ، أخذت تتململ مكانها لتداعب بشعراها الأحمر الجميل مقدمة وجهه 


ليفتح عينيه بحب وهو يطالعها بنظرات عاشقه ، تنهد بحب مقربا إياها منه أكثر ليهمس لها بحب قائلا : 

" عارفة ؟ شعرك ده بموت فيه " 

ابتسمت وهي تغلق عينيها بخجل وتدفن وجهها بصدره أكثر ، ليتابع كلامه قائلا : 

" بكرا هاخدك ونروح مكان هتحبيه اوووي هعوضك عن شهر العسل " 

رفعت وجهه تطالعه بجديه قائلة بدلع : 

" هتروح فين ؟ ها ها قولي .. " 

ضحك بخفه على مظهرها ذلك قائلا : 

" تو ، هيكون مفاجأة يا حبيبتي " 

زمت شفتيها كالأطفال لتغمض عينيها تنعم بالطمأنينة والسكينه بداخل أحضانه ،   في حين شدد على خصرها بتملك وهو ينظر أمامه بشرود يفكر بأمر ما .. ليستمع بأنفاسها المنتظمه بقربه بشدة 

أغمض عينيه يستشعر راحه نفسيه لم يكن يمتلكها من قبل ...!! 

صباح اليوم التالي ... 

توسطت السيدة صفيه طاولة الطعام بجانب شقيقتها ، وابنها أحمد الذي كان يحمل بيده هاتفه النقال يتبادل رسائل الحب مع خطيبته نور .. ! 

هتفت السيدة صفيه قائله : 

" ها يا أحمد الفرح هيكون امتا يا ابني ؟ " 

نظر لوالدته بسعادة قائلا : 

" اخ يا امي انا نفسي الفرح يكون الليلة دي .. " 

ضحكت صفاء على حديثه ، في حين حدجته والدته بنظرات ناريه قائله : 

" ما تتلم ي ولد .. " 

هتف أدم الذي كان ينزل درجات السلالم ويتجه ناحيتهم بمرح : 

" ده مش هيتلم يا امي إلا ليتجوز .. " 

رفعت السيدة صفيه وجهها ناحية إبنها الأكبر لتستشف بعاطفة أموية قوية السعادة التي كانت تغمر قلبه بقوة .. سعادة لم تجدها به يوما من قبل 

سعادة غطت ثنايا سنواته الماضيه ..

سعادة سببها تلك التي تقبع بالأعلى تقفز بسعادة على حياتها بجانبه .. 

قبل يد والدته بحب لتهمس له بدورها قائله بصوت منخفض له وحده : 

" ربنا يسعدك يبني و أشوفلكم أخ لجاسر عن 

قريب " 

إبتسم لها بسعادة وهو  يأمن على دعائها ذلك ، وجه نظره ناحية صفاء ليقترب منها قائلا بجديه : 

" خالتي ممكن أتكلم معاكي شويه بالمكتب جوا ؟ " 

أومأت راسها بموافقه لتتبعه ناحية الداخل بخطوات عاديه .. 


أغلق الباب خلفه بهدوء وهو يشير لها أن تجلس على ذلك المقعد ليجلس هو أمامها يطالعها بقوة ..

هتفت له بجديه قائله : 

" خير يا آدم؟ خوفتني ! " 

تنهد بتعب وهو يرجع رأسه للخلف وما زال يطالعها بقوة ، هتف لها بقوة : 

" عمار !! " 

ابتلعت ريقها بخوف من مجرد ذكر اسم ذلك الوغد أمامها لتجيب بصوت منخفض : 

" ماله ؟ " 

اعتدل في جلسته ليلتقط ذلك الكأس الزجاجي ويرتشف منه بعض القطرات ثم وضعه بقوة ليتحدث : 

" عمار دلوقتي فين يا خالتي ؟ " 

إبتلعت ريقها أكثر وهي تغمض عينيها قائله : 

" أخر حاجه عرفت انه جاي هنا ، بس لدلوقتي مشفتوش ، يمكن مجاش الله أعلم " 

نهض من مكانه بغضب قائلا : 

" وانتي مقولتيليش انه جه هنا ليه يا خالتي ؟ انتي عارفة انه الواطي ده جاي علشان عشق !! " 

فرغت فاهه بصدمه ، في حين ابتسم لها قائلا : 

" عشق مش ممكن تخبي عني حاجه يا خالتي ، متتفاجئيش كده " 

همست بخوف : 

" أنا مقولتش علشان عشق مش تخاف يا أدم ، بس انا حاسه انه هيظهر عن قريب اوووي " 

أخذ ينظر بالحائط أمامه بشرود ليه مش بغضب : 

" وأنا عايز يظهر .. !! " 

نهضت من مكانه تتجه ناحيته وتضع يدها على كتفه قائله : 

" علشان خاطري يا آدم خلي بالك من عشق ، دي روحي إلي ممكن أموت لو حصلها حاجه " 

ابتسم لها بطمأنينه قائلا : 

" متخافيش يا خالتي ، متوصينيش على روحي .. " 

إبتسمت له بسعادة ومن ثم لفت جذعها تتوجه بخطوات ثابته ناحية الخارج ، بينما بقي  أدم يقف مكانه وهو يلتقط هاتفه المحمول ليضغط على بعض الأزرار ويطلب رقما ما ليأتيه الرد على الجهه الأخرى قائلا : 

" آدم باشا منورنا ، ايه اليوم الفل ده " 

ابتسم أدم بخفه قائلا : 

" منوره بيك يا سعادة الضابط ، انا عايز منك خدمه صغيرة كده " 

أجابه بجديه : 

" تفضل " 


هتف أدم من جديد : 

" عايزك تعملي بحث عن واحد ... !! " 

دقائق مرت قبل أن ينهي آدم اتصاله ذلك ومن ثم عدل من هيئته ليخرج ناحية الخارج بخطوات رزينه 

وجدها تقف بجانب والدتها ترتدي فستان أبيض كلون بشرتها الرقيقة يعتليه معطف صغير من الجينز وحجاب أبيض وهي تتبادل مع الجميع أطراف الكلام ...  

وصل آدم بجانبها ليضع يده على خصرها بحب قائلا : 

" احنا نستأذن يا جماعه .. " 

هتف أحمد بدون فهم : 

" على فين ان شاء الله ؟" 

ضحكت عشق قائله : 

" هنروح مكان حلووو اوووي " 

ليكمل آدم قائلا : 

" هنغيب كم يوم كده " 

إبتسمت السيدة صفيه وشقيقتها برضا شديد ، في حين نطق أحمد ببلاهه قائلا : 

" وانا هتجوز امتا بقى ... " 

*********************************

أوقف محرك السيارة لينظر لتلك التي تجلس بجانبه وهي تطالع المكان بإنبهار شديد ، لفت وجهها ناحيته قائله بحب : 

" الله !! المكان تحفه يا آدم " 

ابتسم لها بحب قائلا : 

" يلا اخرجي هتشوفيه أحلى كمان " 

فتحت باب السيارة وهي تقف على قدميها لتبدأ نسمات الهواء الباردة تضرب بشرتها بشدة

 ، ليتبعها هو بعد أن قام بإخراج حقيبتهم من داخل السيارة 

هتفت له بطفوليه : 

" المكان بارد اوووي وحلوووو اوووي " 

قربها منه أكثر قائلا : 

" ده علشان يكون مختلف ، المكان ده ميعرفش فيه حد غيري ، ومن اليوم هيكون مكانا إحنا الاتنين وبس .. " 

أخذت تطالع المكان وهي تتأبط ذراعه ويتوجهون ناحية ذلك البيت بدقه ليظهر لها بيت


 خشبي صغير محاط بأشجار الصنوبر العاليه التي زادته جمالا .. حيث كان هذا البيت يتواجد على منطقة جبليه شديدة البرودة في مثل هذا الوقت من السنة .. 

دخل الإثنين للداخل ، ليهتف لها وهو يغلق الباب خلفه ويخرج من جيبه علبه صغيرة 


ويظهر منها سلسلة فضية تحمل اسمها واسمه في زخرفه ورديه جميلة : 

" السلسلة دي هتكون على رقبتك على طول ، علشان تفتكري إني بعشقك اكتر من أي حد بالدنيا 

في زعلك و فرحك هتكون معاكي وانا وقتها لو كنت بعيد عنك هكون معاكي برضو " 

أدمعت عينيها بتأثر وهي تراه يلف تلك السلسلة  الرقيقة خلف رقبتها بحب لينهي المهمه وهي يمنحها قبلة جعلت قلبها يهوي من شدة مشاعرها ..

همس لها بخبث قائلا : 

" تعالي شوفي أوضة النوم " 

خجلت أكثر وهي تراه يمسك يدها ويدخل لها إحدى الغرف ، وقفت بدورها تطالع الغرفة بصدمه ليقرأها ناحيته قائلا : 

" ايه رأيك ؟" 

أخذت تحول نظرها بين الغرفة وبينه لتدفن رأسها بثنايا صدره قائله بحب : 

" أنا بعشقككك " 

حيث كانت أرضية الغرفة مفروشة بالورود الحمراء التي تعشقها ، بالإضافة لتلك الجملة التي جعلتها تحلق من السعادة حيث كتبت عبارة ( أعشقك


 يا شريان أدم ) بالورود الحمراء على ذلك السرير الأبيض الكبير لتجعل دموعها تختلط بمشاعر الفرح والسعادة لقلبها الذي أصبح في تلك اللحظة يخفق بجنون كبير .. 

******************************** 

مر يوميين أخريين وحروف العشق تعزف أجمل مقطع عشق بين صاحبة العيون الساحرة


 وبين ذلك الذي أصبح يتنفس عشقها وحبها حتى كادت السعادة أن تخرج من قلبه بسبب فائض العشق الذي تغلغل بداخله .. 

كانت تجلس ساجدة على سجادة الصلاة تؤدي صلاة الظهر بخشوع كبير وتحمد المولى على تلك السعادة التي غمرتها كلها بجانب رفيق روحها الحبيب ..

سلمت من ركعتي السنة بخشوع لتجده يجلس على مقربه منها قائلا بحب : 

" ربنا يتقبل يا نور عيني ، انا هنزل شوية أجيب كم حاجه للبيت وراجع يعني بس تخلصي صلاتك وقرأة وردك القرأني هتلاقيني رجعت .. " 

طوت سجادة الصلاة لتوجه ناحيته تهتف بحب : 

" ربنا يحفظك يا قلبي ، خد بالك من نفسك " 

قبلها أعلى جبينها بحب وهو يتجه ناحية الباب الخارجي يغلقه خلفه بإحكام ، في حين 


توجهت ناحية سجادتها تعدل منها وتبدأ بمتابعة ركعات الصلاة المتبقيه لها بخشوع أكبر .. 

في حين قام آدم بتشغيل محرك سيارته وهو يدندن بسعادة ويتجه ناحية وجهته بحب وقد إبتعد عن البيت مسافة كبيرة  .. !!

وجد هاتفه يصدح بقوة ، أوصل سماعات الهاتف ووضعها داخل أذانه حتى يتمكن من القيادة بكل أريحه .. 

هتف الشخص على الجانب الأخر : 

" آدم باشا ، المدعو عماد ده إكتشفنا انه للأسف الشديد بيراقبك من مدة طويله ، حاليا احنا متبعين خطواته لحظة بلحظة بس للأسف في 


 أخر لحظة اختفى عن عين الشرطة ، فحبيت أتصل فيك علشان تاخد بالك من نفسك ومن المدام عشق ... " 

أوقف السيارة بجنون حتى كادت أن تنقلب به في إحدى المنحدرات الشديدة لولا قدرة الله بعد ان استمع إلى تلك الكلمات التي جعلت دقات قلبه تخفق بجنون كبير ، همس بصوت مخيف : 

" عشق لوحدها بالبيت !! مش ممكن !! " 

أدار محرك السيارة بقوة وهو يعود من تلك الطريق التي جاء منها ويتجه بسرعة جنونيه


 ناحية المنزل غير عابىء بالمنحدرات الخطيرة التي قد تؤدي بحياته لو استمر على تلك السرعة ..!! 

في حين كانت هي قد أنهت صلاتها لتخفض جسدها قليلا تلتقط السجادة بين يديها وهي تضعها امامها 

أدرات وجهها ناحية الباب وهي تهم بخلع أسدال صلاتها لشهق بفزع وهي تراه يقف أمام باب الغرفة يطالعها بنظرات ميته .. 

شددت من أسدالها على رأسها وهي تبتعد للخلف 

في حين هتف لها بسخرية قائلا : 

" ربنا يتقبل يا ... حبيبتي " 

نطقت حروف اسمه بصوت متقطع وقلب يخفق بخوف شديد قائله : 

" ع ما ر " !!!


               الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>