رواية عشق الادم الفصل السادس عشر16والسابع عشر17بقلم ماري حلمي


 رواية عشق الادم

الفصل السادس عشر والسابع عشر

بقلم ماري حلمي


أخذت تطالع أولئك الذين يجلسون أمامها مسلطون أنظارهم عليها بقوة وعيون حاده  كالصقر تكاد تفتك بها وتحرقها بمكانها ذلك ، ابتلعت ريقها بصعوبة

 وأخذت تلعب بأطراف أصابعها بتوتر والخوف مسيطر عليها بقوة ، زفر آدم بقوة وهو يحرك عينيه عليها بملل فهي تجلس منذ ساعة أمامهم الآن تحاول


 الحديث ولكنها لم تستطع إخراج حرف واحد حتى الأن ، تناول كوب الماء الزجاجي عن تلك الطاولة أمامه يرتشف قطرات الماء الباردة حتى 


يحافظ على هدوئه ولا يفقده الآن .. 

وجهت عشق أنظارها ناحيته تطالعه بنظرات غير مفهومه وهي تجد حالته تلك ، تنهدت بأسف وهي توجه أنظارهت ناحية أحمد الذي أخذ ينظر لتلك


 الفتاة بحقد شديد .. 

هتفت السيدة صفيه تخفف حدة الأجواء المشحونة لتلك الفتاة أمامها قائلة بهدوء  : 

" خير يا بنتي ؟ انتي عايزة تقولي حاجه  خايفه صح ؟" 

طالعتها الفتاة بنظرات بريئه وبدأت الدموع تترقرق بعينيها لتهتف بتلقائية : 

" والله انا مليش دعوة يا هانم ، هم هم إلي جبروني أعمل كده " 

قذف أدم الكوب الزجاجي من يده بغضب وهو ينهض ليصرخ فيها بصوت عميق قائلا : 

" ما تتكلمي يا بت انتي ، هو احنا هنسحب الكلام منك بالعافيه ، هم مين دول ؟ " 

انكمشت على نفسها أكثر وهي تخفي رأسها خلف عشق التي كانت تجلس بجانبها لتتحدث الأخيرة بهدوء وهي ترى حالة آدم تلك : 

" متخافيش يا حبيبتي ، اتكلمي واحنا هنساعدك " 

اومأت الفتاة برأسها لتجفف دموعها وتبدأ بالحديث قائلة : 

" أنا اسمي نور و من عيلة فقيرة ومفيش ليا بالحياة دي غير ماما إلي مريضة بالقلب ومحتاجه كل شهر علاج بسعر كبير ، انا لقيت شغل من فترة بشركة السيوفي علشان انا خريجة تجارة ،  وفي يوم طلبني 


مدير الشركة وقالي هتروحي شركة الزهرواي وتلحقي واحد اسمه ( احمد الزهرواي ) وقالي على تفاصيل بتخص أحمد باشا ، المهم اتفقنا اني الحق أحمد باشا في يوم وهو داخل الشركة وطلب مني أركب المصعد   معاه ولحسن حضي مكنش حد موجود قدام المصعد غيره ، وقالولي هتتهميه انه بيتحرش بيكي بالمصعد وناخده السجن ، بس والله معرفش أنهم هيجيبو الصحافه و يصورونا وقتها .. " 

انهت كلماتها تلك وهي تنحب بقوة وتتمسك بأطراف فستانها حتى كادت تقطعه من ألم قلبها ، في حين صفق أدم بيديه بسخريه وهو يصرخ : 

" برافو بهنيكي على التمثيليه ده يا انسه نور ، واكيد هم إلي بعتوكي علشان تيجي تقولي الكلمتين دول "

حركت رأسها بعنف قائلة : 

" لا والله انا جيت أعترف بالحقيقة لوحدي ياريت تصدقوني  " 

طالعها أحمد بنظرات كارهه ليهتف لها بسخريه قائلا : 

" وايه مصلحتك من كل اللعبه دي يا استاذه ؟ " 

ابتلعت مرار كلمات السخريه منه لتخفض رأسها قائله : 

" ماما مريضة قلب وعايزة عمليه بأسرع وقت ، الدكتور قالي لو معملتش العمليه يمكن تموت .." 

أخذت تنحب بقوة بعد كلماتها الأخيرة الأمر الذي جعل أحمد يطالعها بنظرات شفقه وشيئا كبيرا بداخله يقول له بأنها صادقه ..

هتفت لها عشق بمواساة : 

" ممكن تهدي شوية ؟ علشان نشوف هنساعدك

ازااي " 

وقف أيهم بعنف وهو يتذكر شيئا ليهتف بها قائلا : 

" اسمه ايه صاحب شركة السيوفي يا أنسه ؟" 

طالعته بعيون منتفخه من شدة البكاء لتتحدث قائلة : 

" اسمه جابر ... جابر السيوفي " 

تجمد أيهم مكانه من الصدمه فأخر شخص كان يتوقعه ان يكون ذلك الشخص هو عدو صديقه أدم 

أخذ يتبادل النظرات مع آدم الذي أغمض عينيه بتفهم بعد أن علم هوية ذلك الرجل ... !! 

نهضت من مكانها بتعب قائلة : 

" اتمنى تسامحوني ، وانت يا استاذ أحمد سامحني " 


نظراتها التي تشع براءة تلك جعلته يتوتر وهو ينظر لها ، في حين هتف ادم قائلا بصرامه : 

" هساعدك بعملية والدتك يا نور وكمان هوفرلك شغل كويس عندنا بالشركة بس بشرط " 

انفرجت اساريرها بسعادة وهي تسمع كلماته تلك بمساعدة والدته لتهتف بفرح مختلط بدموعها : 

" وانا موافقة ، المهم عندي ماما تخف " 

******************************* 

دخلت من باب بيتها وهي تشعر بسعادة غامرة تتغلغل في ثنايا قلبها بعد أن وعدها أدم بتنفيذ عملية والدتها بأقرب وقت ممكن ، سارت بخطوات سريعة باتجاه غرفة والدتها لتراها تغط بنوم عميق 

همست لنفسها بسعادة : 

" الحمدلله ، وأخيرا ماما هتخف وترجع طبيعيه ، يمكن ربنا كاتب كل ده علشان عيون ماما حبيبتي "

جلست مكانها على ذلك المقعد لتبتسم لنفسها بسعادة وهي تتذكر أحمد الذي أصر على إيصالها لبيتها للإطمئنان بأن احدا لم يكن يلاحقها ... 

****************************** 

سار برواق القصر متجها ناحية غرفته بعد أن خرج من غرفة شقيقه أحمد وقام بالاعتذار منه على تسرعه في الحكم عليه قبل أن يستمع للقصة كامله 

وجد جسد يرتطم به بقوة شديدة ليفتح عينيه على مصرعيها وهو يجد عشق تقف بين أحضانه بعد أن ارتطمت به بقوة وهي تخرج من غرفتها بسرعة 

أخذ يطالعها بخبث في حين احمرت وجنتيها بخجل محاوله إفلات نفسها من بين يديه القاسيتين وهي تهتف بغضب : 

" ممكن تسيبني يا استاذ ؟ " 

أخذ يضحك بشدة على كلماتها تلك ليهتف بخبث أكبر : 

" ممممممم وإذا مسبتكيش هتعملي ايه يعني ؟ " 

نظرا له بقوة لتهتف بغضب أكبر : 

" هفففف ، بقولك سيبني عايزة أروح اكلم ماما " 

رفع وجهها بين يديه برقه ليتحدث بصوت زلزل كيانها من رقته : 

" انتي عايزة تشتغلي ليه يا عشق  ؟ " 

ابتلعت ريقها بتوتر قائله : 

" علشان فرح بتروح كليتها والكل هنا مشغول ف فعيزه اشغل وقتي " 

نظر ليعينيها الجميلتين بقوة ليغمض عينيه وهو يهتف لها بدون وهي : 

" بحبك " 

تشنجت أوصالها بين يديه وشحب وجهها بشكل كبير وهي تستمع لتلك الكلمة التي  سمعتها منه من قبل ولكن الآن لها طعم آخر ، ومشاعر أخرى ضربت قلبها بقوة ... 

فتح عينيه الحادتين يطالعها بنظرات عشق ، عشق فصل خصيصا لها وحدها ، عشق لم يذقه من قبل إلا بوجودها .. 

أخفضت رأسها خجلا وهي تكاد تبكي من هول المشاعر التي خرجت مره واحدة ، ليرخي يديه عن جسدها قائلا بصوت عاشق : 

" أيوه بحبك " 


زادت ضربات قلبها بسرعة رهيبه وهي تشعر بوجهها يكاد ينفجر من سخونته تلك لتقوم بدفعه بيديها وتتمكن من الفرار الى غرفتها تغلقها عليها باحكام 

في حين وقف ينظر لها بسعادة لم يشعر بها إلا منذ وجودها بجانبه ليهتف لنفسه :

" وأخيرا حبيت يا آدم .. وحبيت بجد .. " 

*************************** 

قفزت على سريرها كالطفل الصغير بسعادة وتضع يدها ناحية قلبها الذي خفق بجنون تكاد تلك الخفقات تخترق حائط غرفتها تصل لمسامع عاشقها ومتيم روحها .. 

جلست على السرير تلتقط أنفاسها بقوة وهي تحرك يديها تستشف بعض الهواء ليبرد سخونه وجهها الأبيض الذي اصطبغ بالأحمر وما زال .. 

أما بغرفة أدم ، كان يقف أمام المراءة مغمض العينين يتذكر ملامحها الجميلة بعد ان اعترف لها بحبه 

سمع طرقات على باب غرفته أخرجته من شر ده ذلك ، هتف بجديه : 

" اتفضل " 

وجد والدته تدلف بخوات متعثرة وهي تنظر له بتوتر شديد ، امسك يديها يقودها ناحية السرير ليجلسها عليه قائلا بلهفه : 

" خير يا امي ؟ انتي كويسه ؟" 

ابتلعت ريقها بتوتر قائلة : 

" عايزة أقولك على حاجه يا آدم بس ياريت تساعدني يبني " 

اومأ برأسه بقوة قائلا بجدية : 

" ده انا كلي تحت أمرك يا ست الكل .."

تحدثت بجدية متشبعة من كلماته تلك : 

" بص يا ابني جوز خالتك الواطي ماسك عليها شيكات للبنك ، علشان كده ممنوعة من السفر لحتى تسدد المبلغ وعايزاك تساعدها تسدده .. " 

نظر لها آدم بقوة قائلا : 

" حاضر يا امي انتي كلميها وخديلي منها شوية معلومات وانا هسددلها المبلغ ان شاء الله " 

تبسمت بسعادة قائلة : 

" كمان في حاجه !! .. "

طالعها أدم بنظرات مترقبه لتكمل : 

" احنا لازم نحمي عشق "

أخذ يطالع والدته بدون فهم قائلا : 

" ليه خير مالها عشق ؟ " 

ابتلعت ريقها بتوتر أكبر قائلة : 

" جوز أمها عايزها يا ادم ... " 

انتفض آدم من مكانه وكأن أفعى قد لدغته بقوة   ليهتف بدون وعي : 

" اي حد هيقرب عليها هيكون آخر يوم بحياتيه " 

نهضت هي بدورها تطالع ابنها وفلذة كبدها بنظرات مختلطة بالسعادة ، فأخيرا آدم قد تحرر من العقدة التي زرعتها برأسه تلك الحيه "طليقته" ، ليبدأ حياة جديدة وأول عشق من نوعه كما لاحظته والدته مؤخرا منذ قدوم عشق إلى القصر ..

ابتسمت بسعادة قائله : 

" انت بتحبها مش كده ؟ " 

تنهد وهو يطالع والدته قائلا : 

" أيوه يا امي بحبها .. " 

ابتسامة شقت وجهها على أخره وهي تقترب منه أكثرا تحتضنه بسعادة بالغه ، في حين بادلها الحضن ورقصات قلبه تزداد ليهتف لها بقوة : 

" عايز اتجوزها اليوم قبل بكرا .................... "

🌹🌹🌹🌹🌹

17

 

وقفت أمام مرأتها تطالع نفسها بسعادة على تلك الخطوة التي اتخذتها ولا رجعة فيها ، هي كانت ترغب بها كثيرا ولكن ظروف حياتها برفقة زوج والدتها كانت تجعلها تتراجع كثيرا ، ولكن اليوم وبعد ان بدأ قلبها رحلة حياة جديدة لم يخوضها من قبل أصرت أن تكون هذه الرحلة قائمة على مخافة الله ورضاه بكل خطوه تخطوها ، ابتسمت لنفسها بسعادة وهي راضيه كل الرضا عن حالها ذلك ..

أخذت نفسا عميقا وهي تدير جذعها ناحية الباب متتوجها للأسفل حيث ينتظرونها على طاولة الإفطار ..

نزلت الدرجات بثقة كبيرة لم تكن تمتلكها من قبل ، ثقة حطت رحالها في عالمها ذلك منذ اللحظة التي وجدت نفسها بها انسانة أخرى ، وصلت إلى الدرجة الأخيرة لتقف مكانها تلعب بطرف فستانها الجميل ببعض التوتر من ردة فعلهم او بالأحرى من ردة فعله هو !! ذلك الذي خطف قلبها من مكانه ليأخذه ناحية قلبه معلنا تملكه له ، وهي التي رحبت بذلك كثيرا وخاصة بعد أن علمت بأنها تبادله المشاعر الجنونية نفسها .. 

كان أول من لاحظ وقوفها ذلك هي فرح التي كانت تخرج من المطبخ لتساعدها على هيئتها تلك ..

شهقت بخفه لتتحول بعد ذلك الى ابتسامة واسعة انجذب أنظار كل من كانو يجلسون على طاولة الطعام ناحيتهما وهي تهتف بسعادة بالغة : 

" بسم الله ما شاء الله ! ده انتي طالعة كده أحلى بكتير من الأول يا عشق ، ربنا يثبتك يا حبيبتي " 

اصطبغ وجهها باللون الأحمر بشدة وهي تشاهده ينهض عن الطاولة بخطوات بطيئه وعلى وجهه إبتسامة لم تشاهدها منذ أن رأته ، لتخفض رأسها بخجل ، في حين سار ناحيتها بخطوات بطيئه يطالع تلك الملاك التي زادت جمالا ورقه ، فقد كانت ترتدي فستان من الجينز الأزرق الواسع بعض الشيء ويعلوه قطعة الحجاب !! الذي زادها براءة وجمال لم يشاهده من قبل ..

وصل أمامها مباشرة ليهتف بصوت منخفض : 

" بحبك " 

أخذت ضربات قلبها بالتمرد بمجرد سماع تلك الكلمة منه التي تجعلها على وشك الإنهيار لا محاله ..

في حين ابتسمت السيدة صفيه وهي تطالعهم بنظرات رضا ، هتف أحمد بمرح قائلا : 

" يارب اوعدني يا رب ، ياااه يا جماعة نفسي احب واتحب ، ايه العيشه الظالمه دي .. " 

أفلتت ضحكه صغيرة على كلمات أحمد تلك ، في حين هتف أدم بصوت صارم وهو يضع يديه في جيوبه وما زال يطالعها قائلا : 

" عشق هتيجي معانا المؤتمر يا أحمد ، وانت بتروح بتجيب نور من بيتها .. " 

نهض أحمد من مكانه بسعادة لم يعرف لها سبب مجرد ما أستمع لإسم تلك الفتاة ليهتف له بمرح : 

" طياره .." 

هتفت عشق بصوت منخفض : 

" مؤتمر ايه ده ؟ وبعدين انا أجي ليه ؟ " 

إبتسم لها بحب قائلا : 

" هتفهمي كل حاجة بوقتها ، دلوقتي تعالي افطري وبعدين هفهمك ... "

******************************

في مدينة البندقية 

أخذت تنحب بقوة وهي تتمسك بتلك الورقة الصغيرة التي تركها لها زوجها " عمار " ، مرفقة بتلك الورقة الكبيرة التي إحتوت على طلاقها منه بعد

 تلك الدعوة التي كانت قد رفعتها عليه من أجل أن يقوم بتطليقها بالإجبار بعد ان قدمت كل التقارير الطبيه التي تؤكد ضربه لها وإهانتها بشكل

 كبير ، ليتم ذلك ويقوم بالخضوع لرغبتها بالطلاق والانفصال الأمر الذي كان محبب إلى

 قلبه ، حزم امتعته وذهب تاركا خلفه رساله مفادها ( وأخيرا تخلصت منك يا صفاء ده انتي كنتي متل الحجر على قلبي ، عمري ما حبيتك بس إتجوزتك علشان عشق ، بعد ما رفضتني قولت اتجوزك وأتقرب

 منك ، بس بنتك دي عنيده وانا هكسر عنادها ده ، اليوم بالليل هكون وصلت عندها ، سلام يا ... طليقتي .. ) 

أخذت تضرب على وجهها بقوة وهي تهتف بألم وبكاء : 

" أنا السبب ، لو ما سبتش جلال وسمعت كلام الواطي جابر مكنش هيحصل كده ، سامحيني يا بنتي سامحيني .. " 

بقيت تبكي على وضعها ذلك حتى سمعت صوت هاتف المنزل يصدح بقوة ، مسحت دموعها بسرعة وهي تنهض من مكانها بجنون ظنا منها بأنها ابنتها 

رفعت السماعه وهي تهتف بدون وعي : 

" عشق بنتي !! " 

تنحنح الرجل على الجهة الأخرى ليهتف بجديه : 

" مدام صفاء مش كده ؟ " 


أجابت بجديه : 

" أيوه خير ؟ " 

تحدث الرجل بهدوء وعمليه : 

" حضرتك انا موظف البنك المسؤل عن القرض بتاعك ، أحب أقولك ان القرض بتاعك تسدد بالكامل ومفضلش عليكي ولا حاجه .. " 

هتفت بصدمه : 

" ازاااي ومين عمل كده ؟ " 

هتف لها بجديه : 

" أدم الزهراوي حول كل المبلغ لهنا وسدد بالكامل وكمان باعتلك فلوس مستعجله ، ف لازم تتفضلي هنا ننهي العقد وتستلمي فلوسك " 

بدأت دموعها تنزل بغزارة من شدة الفرحة لتهتف بسعادة : 

" متشكرة جدا ليك يا فندم ، ساعة كده ان شاء الله تلاقيني عندكم .." 

أنهت الأتصال وهي تشعر بسعادة غامرة لتغمض عينيها وهي تهتف : 

" ربنا يسعدك يا آدم يا حبيبي ، الحمدلله الحمدلله ، وأخيرا هسافر عند بنتي ... " 

**************************** 

تهافتت حشود الصحافة هنا وهناك بداخل تلك القاعة الكبيرة المخصصة للمؤتمرات والندوات بداخل شركة الزهرواي ، مستعدون لإلتقاط الصور بمجرد دلوف أصحاب المؤتمر إلى المكان ، جلس الجميع مكانه استعدادا لذلك وما هي إلا لحظات حتى شاهدو آدم يدخل بطلته الرجوليه الساحرة برفقة شقيقة أحمد الذي بدأت عدسات الكاميرات تلتقط الصور لهما معا ، أيضا لفت أنظار الصحافة تلك الحورية الجميلة التي كانت تسير بجانب أدم من الجهة الأخرى ويبدو عليها التوتر الشديد وبرفقتها فتاة أخرى استطاع الصحفيون التعرف عليها جيدا !! ..

جلس الجميع في أماكنهم من جديد ، في حين احتل آدم منتصف المنصة بهيبة طاغية تليق به وحده ، وعلى يمينه يجلس أحمد وبجانبه أيهم ونور التي كانت تجلس بتوتر كبير ، في حين أجلس على يساره عشق التي لم تعرف بعد ما سبب مجيئها الى هنا !! 

بدأ آدم الكلام ليلفت كل الأنظار إليه قائلا : 

" كلكم عارفين الفضيحة إلي صارت عندنا بالشركة وكان ضحيتها أخويا أحمد والبنت المسكينة دي ، وللأسف في ناس كتيرة زادت على الموضوع من عندها وحاولت تشويه سمعة عيلتنا وسمعة الشركة ، انا عملت المؤتمر ده علشان أكشف الحقيقة قدام الكل ، وأكشف كمان مين وراء اللعبة دي ..  " 

تحدث أحد الصحافيين مقاطعا حتى يكذب أقوال أدم قائلا بسخريه : 

" حضرتك تقدر تفسر الصور إلي اتخذت في نص مكان الفضيحة بين أخوك والبنت دي " 

إبتسم أدم على سذاجة ذلك الرجل الذي يبدو عليه مندسا من ناحية عدوه ليهتف بجديه : 

" دلوقتي هخلي الفرصة للأنسة نور هي إلي توضح حصل ايه .. " 

توجهت الأنظار والعدسات ناحية نور التي بدأت مرتبكة بعض الشيء ولكنها عزمت على إمساك نفسها بقوة حتى تشهد بالحق ، بدأت تسرد عليهم كل التفاصيل التي قالتها من قبل لأدم والجميع ...

أنهت كلامها لتهتف بصوت قوي قائله : 

" الناس دي مبتخفش ربنا ، استغلت حاجتي لعلاج والدتي وخلتني أعمل كده ، حسبي الله ونعم الوكيل .." 

بدأ الصحفيون يوثقون ذلك بالصوت والصور ، في حين تحدث آدم بجدية قائلا : 

" من هنا انا بوجه كلامي " لجابر السيوفي " وبقوله 

أنت مش قد آدم الزهرواي يا استاذ جابر علشان تحط رأسك برأسي ، ده انا آدم والكل عارف مين آدم ..  " 

بدأت عدسات الكاميرات توثق أقوال آدم تلك بقوة 

ليهتف أدم من جديد : 

" أي حد عايز يسأل سؤال يتفضل " 


نهضت إحدى الصحفيات وهي تتحدث بجديه قائلة : 

" حضرتك هتعمل ايه مع جابر السيوفي " 

ابتسم أدم بخفه قائلا : 

" مش هعمل حاجة طبعا ، الناس دي انا مش شايفها قدامي اصلا يا استاذه .. " 

بدأ الصحفيين واحد تلو الأخر يطرحون بعض الاسئلة الممله وأدم يجيبهم برحابة صدر .. 

هتف أدم وهو ينهض من مكانه بعد ان إنتهى المؤتمر قائلا بصوت قوي : 

" دلوقتي خلصنا من القصة دي ، أحب أقولكم أن هتزوج عن قريب جدا من الأنسة عشق .. " 

من جديد تسابقت العدسات توثق ذلك الخبر الذي لم يكن على البال أبدا ، لتلتقط العدسات نظرات آدم التي فاضت حبا وعشقا ناحية عشق التي كانت على وشك الإغماء من ذلك الموقف ... 

غادر الصحفيون يحملون بجعبتهم الكثير من الأخبار التي ستتصدر قائمة الصحف في الصباح الباكر ..

هتف أحمد بتعب : 

" الحمدلله ده انا كنت هختنق من رخامة الصحافة " 

إبتسم أيهم بشدة وهو يقترب من عشق التي كانت تقف بجانب نور ليلتقط يدها برقة ويقبلها قائلا : 

" مبروك يا عشق انتي تستاهلي كل خير " 

تجمدت مكانها من الصدمة بعد فعلته تلك لتوجه نظرها ناحية آدم الذي وقف يطالعها بنظرات سعيدة 

والغريب هنا انه لم يغار او يغضب من تصرف أيهم.... !! 

هتفت نور مقاطعه بصوت منخفض : 

" عن اذنكم أنا لازم أمشي علشان ماما وحدها 

بالبيت "

هتف أحمد بسرعة : 

" هوصلك " 

ابتسمت له بامتنان ليغادرا سويا ، في حين همس أدم باذان أيهم بتوعد : 

" الله يخرب بيتك فضحتنا " 

إبتسم أيهم له بخبث قائلا : 

" وانت مالك اختي وانا حر ... " 

***************************** 

خرج من المطار وهو يبتسم بخبث فأخيرا هو الآن ببلدها ويتنفس نفس الهواء التي تدخله إلى رأتيها 

سار بخطوات متثاقله وهو يجر حقيبته خلفه بملل ويلتفت يمينا ويسارا يبحث عن سيارة أجره تقله لإحدى الفنادق حتى يرتاح قليلا قبل المواجهه .. 

لفت نظره تلك الشاشه المعلقه على إحدى المحلات التجاريه ، سار بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يرى حبيبته من خلف الشاشة ويبدو بأنها تغيرت كثيرا برفقة إحدى الرجال .. 

جحظت عينيه بصدمه وهو يستمع لرغبة ذلك الرجل بالزواج منها ، صك على أسنانه بتوعد وهو يهتف : 

" ده في أحلامك إنك تقدر تطول شعرة وحده منها .... دي ليا انا وبس ......................!! "

 

                     الفصل الثامن عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>