رواية عشق مع وقف التنفيذ الفصل الاول1والثاني2بقلم اميرة جمال

رواية عشق مع وقف التنفيذ

الفصل الاول والثاني 

بقلم اميرة جمال

فى احد المستشفيات الخاصة تحديدا غرفة العمليات صراخ متواصل يهز ارجاء المستشفي 

وباجتياز الباب الفاصل بين غرفة العمليات والممر الخارجى نجد رجل يظهر على

 ملامحه التوتر والقلق يجوب المرر ذهابا وايابا وكل ما يفكر في ان يقتحم هذا الباب

 ويحاول التخفيف عن مالكة قلبه هذا الالم حتى ولو بنظرة حتى يقاطعه صوت بجابنه يثبت يداه على كتفه ينتشله من حاله توتره

سامى:مش كدا ي محمود اهدى شوية ان شاء الله هتقوم بالسلامة

محمود بنبره مهزوزة:اهدى ازاى انت مش سامع صريخها اللى هازز المستشفي

سامى :معلش هو وجع الولادة كدة وخصوصا كمان انها ولادة مبكرة وبعدين انشف كدا هو اول مرة تبقي اب

محمود مش اول مرة بس انا خا.. يقاطع جملته صوت اطفال من خلفه يلتفت كلا من محمود وسامى ليجدو مربية الاطفال احمد وحازم والاخيران يركضان لوالديهم

وكأن هذه القشة التى قسمت ظهر البعير فوجه محمود حديثه بغضب لمربية الاطفال:انتى بتستهبلى ي فيروز انا مش قلت الولاد يفضلو فالبيت ومحدش يجى هنا هو انا مليش كلمة ولا ايه

تبتلع فيروز ريقها بخوف:والله ي محمود بيه معرفتش اتصرف ازاى مبطلوش عياط

 عاوزين مامتهم وسلوى هانم ربنا يقومها بالسلامة وسمية هناك بتجيب شنطة البيبي وجاية ورايا وما كادت تنهى جملتها حتى ظهرت سمية 

شقيقة سلوى وزوجه سامى وهى تلتقط انفاسها طمونونى ولدت

محمود بقلق :لسة مطلعتش من ساعتها

حتى توقف صوت صراخ سمية وحلت مكانها صرخة اثلجت قلوبهم ،انها صرخة الحياة لبطلتنا الصغيرة

حازم وهو يمسك قدم والده:بابي بابي كدة طنط سلوى جابت النونو الصغيرة

يحمل سامى ابنه حازم بسعادة :اه ي حببى وهنشوفها كمان شوية

حمل محمود ابنه احمد واتجه للطبيب ليسأله عن حالة ملكة قلبه

محمود:سلوى ي دكتور طمننى عليها

الطبيب بابتسامه تزين ثغره :بخير ي فندم متقلقش صحتها وصحة المولود بخير وهننقلها هى وبنتها غرفة عادية والف مبروك ليك تتربي فعزك

محمود بدموع تتجمع فى مقلتيه :متشكر جدا

واتجه الجميع لغرفة سلوى ......

**************

فى يوم السبوع

حالة هرج ومرج تسود فيلا محمود سليم والجميع يعمل على قدم وساق لتجهيز حفل السبوع واستضافة المدعوين

ينزل على السلم محمود ممسك بيد ابنه احمد ومحيط بيده الاخرى كتف سلوى وهى بدورها تحمل ابنتهم

من خلفهم سامى وسمية شقيقة سلوى يمسكان بيد حازم والسعادة مسيطرة على الجميع

سلوى:مكنش له داعى الحفلة الكبيرة دى ي محمود مصاريف عالفاضى

محمود مقبلا يدها :مصاريف مصاريف ايه انتى بتستهبلى دا سبوع ليلا محمود سليم مش اى حد ربنا يخليكو ليا ويدمكو نعمه فحياتى تطلعت سلوى بامتنان لزوجها حبيبها فقد كانت صائبة فى اختيار شريك حياتها وحاميها

*************

بعد مرور اربع سنوات

تجلس كلا من سلوى وسمية تحتسيان القهوة وبجانهم ليلا الصغيرة تمسك بعرائسها وتنظر لهم بضجر وتمط شفتاها بغضب طفولى ليضحك كلا من سلوى وسمية بالسر على هذه الفراشة الصغيرة ملكة قلوب هذه العائلة

سمية بضحكة حاولت الا تكون عالية :شايفة مش طايقة نفسها ازاى عشان اخواتها لسة مجوش من المدرسة

سلوى بابتسامة :فاضلها شوية وتقطع شعر العرايس

عارفة ي سلوى كل ما ابصلها افتكر لما كات هتروح منى وقت ما تعبت ومعرفش ارضعها ومحدش انقذنى غيرك حكمة ربنا انو بعد موت بنتك فريدة الله يرحمها لبنك متقطعش عشان تنقذى بنتى

سمية بنبرة حزن على ذكر فقيدتها :انتى بتقولى ايه دى خلاص بقت بنتى وانا امها وحازم اخوها هى مش بنتى بالرضاعة ولا ايه ثم بغمزة ملطفة الجو لا بقولك ايه هتاكلى عليا حقي فيها

سلوى بنظرة امتنان :لا عاش ولا كان والله دى بنتك زى ما هى بنتى واكتر يقاطعهم صوت صغير رقيق كأنه يعزف الحان بصوته

مامى مامى احمد وزومة فين بقي انا زهقت اووى

تحملها سلوى على قدميها :خلاص يروح مامى قربو يجو اهو وبعدين مش قلتلك هما كبار بيروحو السكول عشان يبقو شطار وانتى لما تكبرى هتروحى معاهم

ليلا بعبوس:ايوا بس انا مث بحب العب لوحدى وحشونى اووى

فتتدخل سمية لمعالجة الامر :لا لا لا ي برنسيس ليلا تزعلى وخالتو موجودة ازعل منك

ليلا بسرعة :لا لا ي خالتو بس هما بيوحشونى اووى مش تزعلى منى

سمية :طاب هاتى بوسة بقي عشان تصالحينى

تقفز ليلا وتعطيه قبله رقيقة تماما كحالها

:الله الله خيانة بتعملى ايه ي ليلا من غيرنا

التفتت ليلا للصوت لتجرى على احمد وحازم تحتضنهم بسعادة

ليلا:هييييييييييية وحشتونى اووى بس انا زعلانة عشان اتأخرتو

احمد :زعلانة طب خلاص بص ي حازم ليلا زعلانة مش هنديها الهدية

حازم ويحاول مقاومة ضحكته:ايوا معاك حق خلاص هى زعلت مش هتاخد مننا حاجة

ليلا:لا لا خلاص بوصو مش زعلت اهو

لبتقدم الاثنان منها وبيدهم علبه قطيفة يخرجان منها سلسلة صغيرة بها احرف A-L-H ويضعوها حول رقبتها لتضحك الاخيرة بسعادة

احمد:السلسلة دى بحوش لتمنها انا وحازم بقالنا فترة دى فيها حروفنا احنا التلاتة اوعى تقلعيها ابدا عشان تفتكرينى واحنا فالمدرسة

فتحتضنهم ليلا وهى فى قمة سعادتها

كات هايل ي فنان فين الغدا بقي ي هوانم

محمود:ايه ي سامى علطول همك عالاكل كدا

سامى :انا شقيان طول النهار وبعدين انا الكبير يبنى متنساش

لتقطع تلك المناقشة سمية

الغدا جاهز اصلا ثوانى ويكون جاهز عبال ما تغسلو ايدكو

على الغداء لم يخل من لعب الاطفال وحديث سمية وسلوى ولكن محمود بعالم اخر يفكر برسائل التهديد التى تصله مؤخرا وهو يعلم مرسلها وما كان مضمون الرسالة الاخيرة غير :

"صبرت عليك كتير مجانيش الرد فخلال يومين هقطعلك تذكرة عالاخرة انت والكتاكيت "ليحل ربطة عنقه قليلا وهو يكاد يشعر بالاختناق ويلاحظه الجميع

سلوى بنبرة قلقة :محمود مالك فيك حاجة

محمود:لا ي حببتى مفيش حاجة انا شبعت سفرة دايمة

ليتدارك سامى الموقف وهو يعلم ما يمر به صديقه

سامى :دا ضغط الشغل بس عشان بنمر بصفقة مهمة عادى ي جماعة انا خلصت كمان اكل فنجانين قهوة بقي من ايدكو الحلوة دى عالتراس

يلا ي محمود


فالتراس .

سامى مالك ي محمود فيك ايه خلى بالك سلوى ابتدت تاخد بالها

يتنهد محمود بقلة حيلة ويفتح هاتفه على اخر رسالة وصلته ويعطيها لسامى

"محمود وسامى من اكبر رجال الاعمال يمتلكون عدة شركات لتصنيع الصلب ولكن محمود هو رئيس مجلس الادارة اذ تكون نسبته فى اسهم الشركة 55%وسامى 45%

يتعرض محمود منذ فترة لرسائل تهديد من تاجر سلاح كبير يدعى شاهين ويبتزه لتمرير شحنه سلاح عن طريق احدى شحنات الحديد التابعة لشركاتهم "

سامى وقد احمر وجهة :هو الراجل عاوز مننا ايه خلاص مفيش دم ولا دين احنا مش هنخلض منو بقي

محمود :عرفت بقي اخوم شايل ايه استحالة اوافق عالجريمة دى وفنفس الوقت خايف على سلوى والاولاد خايف يتأذو بسببى

سامى :لا لا متقولش كدا ربنا معانا ومش هيسبنا ابدا انت راجل مؤمن اجمد كدا عشان نعرف نفكر فيصمت قليلا ثم يكمل :بقولك ايه ايه رأيك تطلع يومين شاليه السخنه منو سلوى متحسش بحاجة ومنو تبعد عن ضغط الشغل وتعرف تفكر براحتك

محمود:انت شايف كدا

سامى :مفيش غير كدا اسمع منى وربنا يعديها على خير

مرت الايام ومحمود يتجاهل رسائل شاهين ويجهز لاجازته مع اولاده حتى ضاق شاهين به زرعا ومن تجاهله

فى مكان لم نذهب اليه من قبل

مكان معتم اشبه بمخزن تحت الارض مظهره كفيل بالحديث عنه حيث الاسلحة على الحوائط والذخائر

على مقعد كبير يجلس وفى يده واحدة من السجار الفاخر وامامه رجلان مفتولى العضلات

الرجل:زى ما قلت لسعادتك ي باشا مراقبينو 24ساعة وعرفنا انو مسافر بكرة السخنة مع مراتو وعياله

شاهين بنبرة هادئة :لوحده ولا الزفت اخوه معاه

الرجل:لوحده ي باشا

شاهين بشر :حذرتو كتير اووى وهو عاملى فيها شريف وحرام ومش حرام بس متخلقش لسة اللى يعصى اوامرى يلا الله يرحمه كان شريف اووى ههههههههههه

الرجل:تقصد ي باشا .......

شاهين :اخلص منو وعيالى يجولى هنا

كان نفسي يشوفنى وانا بخلى ابنه مساعد اكبر تاجر سلاح بس معلش ملوش نصيب ................

يوم سفر محمود

فى بهو الفيلا تتبادل العائلتين السلام فلو كان يعلم كل منها ما سيحدث فى هذا اليوم المشؤوم وان هذا اخر سلام لما كان يصدق احد

سلوى:يلا ي ولاد عالعربية

حازم واحمد وليلا وهم يحتضنون بعض

حازم:هتوحشونى اووى

ليلا:موث تزعل ي زومة هنتثل بيك كل يوم

احمد:ايوا هنتصل بيك وهما اصلا كلهم 3ايام وهنيجى

محمود :يلا بقي ي ولاد عشان نوصل قبل اليل

يركض كل من احمد و ليلا يجلسون بالمقعد الخلفي وسلوى بجانب محمود

وقت التنفيذ*

على الطريق الصحراوى

لاحظ سامى تعقب سيارتين من سيارات الدفع الرباعي له

تسارعت دقات قلبه حتى بات واضحا امامه ان النهاية وشيكة فصاح صوته

سلوى اربطى الحزام كويس

احمد خليك ماسك اختك متسبهاش مهما حصل

تزامن صوت سلوى المذعور مع بكاء الطفلان وهم يرون السرعة التى تتحرك بها السيارة فى محاولة من محمود لتفاديهم والتوجه لاقرب نقطة شرطة

سلوى بذعر :ايه اللى بيحصل ي محمود

محمود:مش عارف مش عارف يارب

قطع حديثة السيارتين يسدان عليه الطريق ورجالة مقنعين يترجلون منها يتفح احدهم باب السيارة :انزلى يلا ي روح امك انت وهو

محمود بضعف:انتو مين وعاوزين مننا ايه

لم يمهلوه فرصة للرد وقامو باجبارهم على الرجل من السيارة واثنان منهم يشهرون السلاح بوجه احمد وليلا

سلوى:ولادى ولادى ابوس ايدك سيبهم

الرجل بشر:دى اموامر ولازم تتنفذ قبل ما تموتى اعرفي ان جوزك السبب مش انت خايف من ربك الباشا هيخليك تتطلعو وهناخد الكتاكيت دول تذكار يلا اتشاهدو على روحكو

يمسك محمود وسلوى بيد بعضهم وهم يدركون انها النهاية فيردد كل منها الشهادة وما لبث ان اخترقت صدورهم رصاصتين اسقطتهم صرعى فى الحال

والصدمة من نصيب احمد وليلا ومنظر الدم المتدفق من كلا منهم وفى الحال كانت مناديل مخدرة توضع على انف كلا منها ليسقط كلا منهما فاقدى الوعى بين ايدى رجال شاهين واخر كلمتهم

بابا....ماما.

روايةعشق مع وقف التنفيذ

الفصل الثانى 

بقلم اميرة جمال

خبر يعم ارجاء البلد و يتصدر الصفحات الاولى للجرائد بعنوان"مصرع رجل الاعمال محمود سليم واختفاء ولديه فى ظروف غامضة "

يرمى سامى الجريدة من يده بعنف وقلب مكسور على فراق اخيه نعم اسبوع مر اسبوع على الفراق يعلم من قاتله ولكنه مكبل اليدين والسان ماذا عساه يفعل وقد وصل له جزاء من يقف بوجه هذه الطاغية فتنتشله من شروده سمية بنبرة حنونة:وحد الله ي محمود عمرهم كدا بالله عليك ارضى بقضاء ربنا مش كفاية حازم لا بياكل ولا بيشرب وحابس نفسو فاوضته مش قاهرنى غير الولاد مش عارفين ماتو ولا اتخطفو ولا ايه اللى حصلهم

ولكن سامى فى عالم اخر لم يسمعها من الاساس كل ما يفكر فيه هو مصيره والشركة صارت له ومؤكد شاهين سيعاود الكرة معه ويهدده كما فعل سابقا مع محمود لا لن ينتظر بعد الآن

واخيرا صدح صوت سامى بقراره الحازم:حضرى الشنط وكل حاجة ي سمية خلاص مبقلناش قعاد هنا هنصفى كل الشركات ونسافر على المانيا العمر واحد والرب واحد يلا فاسرع وقت....

............

بعد مرور 17عام *

تستيقظ فتاة فال 21من عمرها ناصعة البياض كالثلج بعيون كنهر من العسل الصافي تزينها اهداب كثيفة تنفض شعرها الطويل الاسود كاليل وتطفئ المنبه وهى تمط فتاها الحمراء المكتنزة كالاطفال

تدخل عليها سيده كبيرة يرتسم على ملامحها الطيبة رغم كبر سنها والتجاعيد التى تملؤه

الدادة فريدة:اروى اصحى بقي وراكى كلية

Stop

Flash back

لما حدث قبل 17 عام

بعد اختطاف احمد وليلا على يد شاهين دخلت ليلا فى غيبوبة لمدة ثلاثة ايام تم عزلها فى غرفة بمفردها فى مقر شاهين تحت الارض واحمد فى غرفة اخرى بعد ان فاقت لم تعرف سوى البكاء لا تتذكر اى شئ

أبلغ رجاله شاهين رب عملهم بما حدث فهاتف طبيب صديقه واخبره الاخير بأن الصدمة ومنظر مصرع والديها امامها جعل العقل يرفض تصديق هذه الحقيقة ويمحو اى معلومات لها علاقة بما حدث ابتسم شاهين بتشفي فهذا يعنى غياب احد الشاهدين على جريمته وهذا يسهل عليه مهمة ترويض احمد الصغير لجعله طوع امره ومنفذ للتخطيط الذى رسمه له امر شاهين احد رجاله برمى ليلا امام احد ابواب دور الايتام فلا حاجة له بها بعد الآن

تتوالى الايام وليلا فى حالة انعزال تامة فى دار الايتام لا تختلط بزويها وليس لديها اى ذكرى خرجت بها من حطام هذه الدنيا وحيدة بائسة بلا ام ولا ام.ولا اخ ولا حتى اسم

حتى شاهدها احد رجال الاعمال كبار السن فى زيارته السنوية للملجأ احياء لذكرى وفاة زوجته لفتت انتباهه حالة ليلا ورق قلبه له مؤكد زوجته لو كات على قيد الحياة لن تتردد فى تبينه دفع اموال طائلة لدار الايتام واصطحبها على مسؤليته

اخذها منزله واسماها اروى وجعل احد ابناؤه ويدعى محمد يتبناها وينسبها اليه وسط معارضه زوجة محمد الشديدة ولكن اوامر كبيرة العائلة نافذه فالتو واللحظة واصبحت أروى بنت محمد الجبالى بالاوراق الرسمية

تمر السنوات ويموت كبير العائلة و يظهر كل على حقيقته وتظهر معاملة سامية زوجة محمد على حقيقتها وكرها الشديد لأروى التى تشاركهم فى الميراث وفى وجهة نظرها ليست سوى "بنت شوارع كما تعودت مناديتها هى وابنتها هايدى " اصبحت تجبرها على العمل فى التنضيف والطبخ كالخادمات واصبحت تمنع عنها الطعام وتحبسها عند اقل خطأ لما تجد منصف لها فالحياة سوى اخيها بالقانون عدى ابن محمد الجبالى رائد بجهاز العمليات الخاصة مرتبط بأروى ارتباط شديد ويشفق عليها كثيرا لم يشعرها يوما انها ليست اخته الحقيقية ولكنه كان دائم السفر ويتركها تعانى ما تعانيه على يد والدته

حتى تمر سنوات واخرى وتنتقل سامية وهايدى للعيش خارج البلاد ولا يبقي ل أروى سوى عدى الذى أخذ لها شقة فى منطقة متوسطة مع سيدة كبيرة ترعاها وبعد كل مهمة ليأتى ليطمأن عليها ويلبي احتاجاتها كبرت اروى وهى الان فى عامها الرابع بكلية ادارة اعمال ولكبر سن مربيتها فريدة اصبحت اروى من ترعاها وليس العكس

End flash back

أروى بابتسامه:صباح النور ي ديدا اخبارك ايه

تقبلها فريدة على وجنتها وهى تقول صباح النور يقلب ديدا يلا عشان تلحقي تلبسي واحضرلك الفطار

أروى:فطار ايه ي ديدا قولتلك انا اللى هعمل كل حاجة مش هنسى اما تعبتى اخر مرة مش هستحمل يحصلك حاجة انتى مش بتعتبرينى بنتك

فريدة تضمها لصدرها :بنتى انتى بنتى اللى مجبتهاش بس يحببتى مينفعش انا اللى شغالة عند..

تضع أروى يدها على فمها لا متكمليش انتى زى مامتى وبس وارجوكى متزعلنيش منك

فريدة بابتسامة ممتنة :طب يلا عشان جامعتك

تقبلها اروى على وجنتها وتسرع ترتدى ملابسها وتصلى فرضها وتذهب سريعا لتحضر الافطار

أروى وهى تقف بالمطبخ :ديدا انا حضرت الفطار يلا فين دواكى عشان تاخديه قبل الاكل

فريدة بارتباك:ها لا ما انا خدته

أروى بشك :خدتيه امتى وانتى لسة قايمة قدامى اوعى يكون خلص

فريدة بتسرع:لا لا مخلصش

أروى :لا ي ديدا انتى مبتعرفيش تكدبي ليه مقلتليش انو خلص دى صحتك مش هجازف بيها ابدا

فريدة بقلة حيلة :يبنتى هقولك ايه بس ما انا عارفة ان عدى بيه منزلش اجازة من شهور والفلوس اللى معاكى قربت تخلص دوا ايه اللى هقولك عليه

تحتضن أروى كتفاها :متقلقيش عدى مش ناسنى انا متأكدة بكرة يرجع بالسلامة ولو على الفلوس هدور على شغل من النهاردة أرجوكى متخبيش عنى تانى ارجوكى

تفر دمعة من عينيها فها هو تحدى جديد تخوضه فى هذه الحياة بمفردها

..............

فى قاعة كبيرة يصدح صوت فى مكبر الصوت

:والمناقصة النهاردة من من نصيب شركات العمرى

ابتسامة ثقة لاحت على وجه يامن فمتى دخل مناقصة وخرج بها من الأساس

اغلق ازرار قميصه وارتدى نظارته الشمسية وخرج من القاعة يتبعه مديره المالى ورفيقه كريم

كريم:شغل عالى اووى ي باشا مكنتش متوقع ان المناقصة تقف علينا

يامن بنبرة ثقة يشوبها الغرور لا تليق الا به :انت اهبل يلا ولا ايه هما كانو يقدرو يرسوها على حد تانى دا روحهم وروح اللى خلفوهم تطلع فايدى دا انا يامن العمرى مش اى حد

كريم بيأس وهو يعرف طبع صديقه الحاد الذى لم تفلح الايام فى تغيره:ماشي ي صحبي المهم هروح اريح شوية و اكيد جاى باليل

يزيح يامن نظارته قليلا :جاى فين !

نهارك اسود انت نسيت معادنا مع ياسين باليل

يامن بغضب:كرييييم خد بالك من لسانك مبلعبش معاك فالشارع فلتر كلامك قبل ما تقوله

تنحنح كريم بحرج :مش قصدى ي صاحبي والله متزعلش اقصد ان ياسين مستنينا بالليل وبين وفين على ما نتقابل

يامن:خلاص من غير رغي كتير

ابقي ابعت العنوان ماسدج بليل ومش عاوز صداع انة ما صدقت انام

لم يمهل كريم فرصة للرد تحرك لسيارته ليترجل منها السائق ويحيه باحترام ليفتح له الباب الخلفي وينطلق لقصره

كريم:اووووف عليك وعلى طريقتك عمر ما هينصلح حالك ابدا

.............

فى كلية ادارة اعمال جامعة القاهرة

أروى يا أروى

تلتفت أروى للصوت لتجد رفيقة عمرها شهد فتاة ببشرة بيضاء وشعر بنى وعيون زرقاء لا تقل براءة عن اروى

تتنهد أروى بقلة حيلة على جنان صديقتها

أروى بضحكة لم تنجح فى اخفاؤها :ايه يبنتى الاذاعة دى لسة فى واحد قاعد هناك اهو معرفش ان اسمى اروى

شهد وقد اصتنعت العبوس :ما انتى مش معبرانى ولا سمعانى وبعدين دى جزاتى انى لقيتلك الشغل

أروى :بجد ي شهد لقتيلى شغل

شهد بابتسامة :اه ي قلب شهد دا انا شوشو والاجر على الله كنت قاعدة بتمرقع امبارح عالنت طبعا مش بذاكر بعد الشر عنى لقيت اعلان لشركة طالبين موظفات فقسم الحسابات خدت عنوانهم بس بصراحة ي رورو معرفش هيرضو يشغلوكى وانتى لسة بتدرسى ولا لا

أروى: متشكرة اووى ي حببتى الباقي على ربنا بقي ويجعل فوشى القبول

شهد:حلو برضو الكلام دا متاخدنيش فالكلام باليل لو ملقتكيش اول واحدة فحفلة عيد ميلادى فالكافية هخاصمك طول لعمر

لم تعرف أروى بما تجبيها فهى اعز صاحبتها او ان صح القول صديقتها الوحيدة ولكن فى ظل ظروفها لن تستطيع شراء هدية لها ولا تريد ان تشعر بالحرج بين باقي المدعوين

:عارفة انتى بتفكرى فايه وتبقي هبلة لو فكرتى فكدا فعلا اروى انتى اختى مش بس صحبتى متمناش حاجة فالدنيا غير وجودك جنبي ثم انك هتدينى احلى هدية النهاردة هتغنيلى فعيد ميلادى

أروى وكأن ثقل انزاح من فوقها :انا بحبك اووى ي شوشو ربنا يخليكى ليا تحتضنها الاخيرة وهى تشعر بحنان العالم منها

على الطرف الاخر فالكلية. ........

تراقب عيناه اتفه همساتها باستمتاع وكيف يستطيع ان يخرجها من عقله ابتسامه مقززة سيطرت عليها وهو يتخيلها ملكه وتنضم لقائمة فتياته ولكنها مميزة مميزة الى حد مرعب لم ينس يوما رفضها له طيلة الاربع سنوات دراسة وهو جاسر دنجوان الكلية كما يدعونه جاسر شاهين ابن اكبر تاجر سلح فى مصر ولكن الظاهر للناس مالك مجموعة من شركات الشحن

انتشله من شروده رفيق السوء خاصته :لسة أروى برضو ما كفاية بقي ي جاسر زهقنا لو لازمك بت اجبلك عشرة زيها

جاسر :مش عاوز زيها عاوزها هى هى وبس

ايمن:طب عندى ليك خبر بمليون جنيه البت صاحبتها شهد دى عيد ميلادها النهاردة وعرفتلك المكان الى عاملين فيه

جاسر :عفارم عليك ي ايمن تستحق مكافءة عالاخبار دى طب يلا بقي عشان الحق اجهز نفسى عندى طلعه الليلة ولو صابت هنغنغك فلوس....

........

على الطريق الصحراوى

تقف سيارتين فى مقابل بعضها ومن خلفهم مجموعة من سيارات الدفع الرباعي

يترجل من احدهم شاب طويل تظهر على ملامحه القسوة مفتول العضلات بأعين حادة كالصقر

وبترجل رجل اخر من السيارة المقابلة

الرجل :ولا زمان ي ابو حميد عاش من شافك ي راجل سمعتك انك اتصابت فاخر عمليه

احمد باستنكار:ابو حميد !!!!!!!انت هتصاحبنى ولا ايه سلم واستلم وروح لحالك بدل ما ادفنك هنا يبتلع الرجل ريقه فخوف حقيقي فاحمد من اخطر رجال شاهين وقادر على تنفيذ تهديده اشار بيده للرجال ليحضرو حقيبة مليئة بالاموال ويضعوها فى مقابل احمد الذى بدوره يتفحصها ماذا كانت حقيقية او مزورة ففى عالم تجارة السلاح كل الاساليب مباحة

بعد التأكد من صحتها

احمد:هاتولو بضاعته

الرجل : مطلعتش مزورة يعنى جرا ايه ي احمد هو اول تعامل بينا

احمد:لا وانت أمين اووى الصراحة مش خدت بضعتك غور من وشى يلا

الرجل : شاهين باشا لو عرف المعاملة دى مش هيسكت

احمد وهو يضع نظارته ويسير باتجاه سيارته

بكل برود:حافظ نمرته ولا اطلبهالك

يأخد بضاعته ويرحل وهو يتنهد بان التسليم تم على خير

كيف وصل احمد الى هذه النقطة

ما مصير أروى

وكيف سيكون لقاؤها بيامن

وما سيكون خطة جاسر

  

                    الفصل الثالث من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 


تعليقات



<>