أخر الاخبار

رواية عشق رحيم الفصل السابع والثامن بقلم ايمي نور

روايةعشق رحيم

الفصل السابع والثامن

بقلم ايمي نور


جلست حور تفكر بما حدث ع طاولة الطعام تتسال عن حياتها ف هذا البيت فمن ناحية سارة وغيرتها وافعالها التى توضح انها لن تجعل اقامتها هنا بسهولة ومن جهة اخرى رحيم وتقلباته معها فاحيانا مراعى ومتفهم واحيانا اخرى بارد غير مبالى ولكنها لن تسكت فيكفيها ماعانته ف منزل ابيها ولن تعانى هنا ايضا اخذتها افكارها لتنتبه ع يد ندى وهى تقول لها بعطف

"حور مش عوزاكى تزعلى من سارة معلش اعذوريها اللى حصل مش سهل عليها"

هزت حور راسها بتفهم تقول

"بس انا مليش يد ف الوضع ده انا اتحطيت فيه غصب عنى انا مخطفتش رحيم منها ولا حتى بحاول اعمل ده علشان تعاملنى كده"

حاولت ندى تهديئتها تعلم صدق كلامها فقد حكى لها حمزة ملابسات تلك الزيجة ووضع حور بها لذلك تشعر بالشفقة عليها لتقول لها بوحه بشوش

""متزعليش نفسك واعتبرينى هنا زاى اختك بالظبظ ولو ف اى حاجة مضيقاكى تعالى احكى معايا " ابتسمت حور بمحبة لها تشعر بالارتياح لها لم تكد تمر دقائق ع حديثهم حتى اتت احدى الخادمات لتقول

"الهانم الكبيرة عاوزة حور هانم ف اوضةالاستقبال الكبيرة لان اهلها جم وموجدين هناك"

قفزت حور بسعادة لكلامها فهى كانت تشتاق اليهم بجنون كما لو كانت غائبة عنهم لسنين وخرجت تجرى من الغرفة بلهفة لتصدم برحيم الذى كان يهم لدخول الغرفة ليوقف اندفاعها ويقول بدهشة

" ايه يا بنتيى انتى ع طول كده قطر واخد ف وشه "

قفزت حور تمسك يديه بسعادة

"بابا واخواتى هنا وانا كنت رايحة اقابلهم"

التمعت عين رحيم وهو يرى فرحتها كطفلة الصغيرة ليبتسم بحنان

" عارف وكنت جاى اخدك علشان نقابلهم سوا"

اتسعت عيون حور بدهشة وعدم تصديق احقا سياتى معها لمقابلة عائلتها لتبتسم بسعادة ورقه اليه فرحة بما قاله لتقول

"انت هتقابلهم معايا فاجفل ببصره يرد عليها بمراوغة طبعا مش اهل مراتى وثم يقول بشىء من الجدية" يلا تعالى علشان نقابلهم "

ويمد يده اليها فتضع يدها بتردد واستحياء بين اصابعه فيضغطها يخفة ويمضى معها سارت حور بجواره تحاول ان تجارى خطواته السريعة حتى وصلوا الى الحجرة ليدعها تدخل قبله ليقع نظرها ع ابيها يفتح ذراعيه لها ويبتسم بسعادة لتلقى بنفسها بينهم تبكى بشدة كما لو كانت بحاجة الى تلك الضمة من ابيها لتتخلص من كل مامرت بيه . وقف رحيم يراقب انفجار حور المفاجىء بملامح مبهمة يضع يديه داخل جيبوبه يضغط قبضته بشدة بداخل رغبة ان يذهب اليها ليضمها اليه ليطمئنها فهو يشعر بالضيق لرؤية دموعها ويدرى مدى الضغط الذى تعرضت له امس لتنفجر بتلك الطريقة. وقف يراقب والدها يحاول تهدئتها وهو ينظر الى رحيم بخجل واعتذار

"" ايه ياحور شغل العيال ده مكنتش ليلة بعدتيها عننا"

لتتدخل نرجس بالحديث تقول بلوم وخبث

"هى حور كده طول عمرها مدلعة ودموعها قريبة "

رفعت حور انظارها اليها وهى تمسح دموعها المنسابة ع وجنتيها تمد يدها اليها برسمية لنرجس

" ازيك يا خالتى"

لتشدها نرجس اليها بعنف الى احضانها تدعى الاشتياق اليها امامهم "وحشتينى يا حور البيت من غيرك وحش"

ابعدت حور نفسها عن احضانها بنفور حاولت اخفاءه فتجرى ناحية اختيها تحتضنهم بفرح وسعادة لتهمس لها اسمر بخفوت مرح

" مبروووك عليكى القمر رحيم بيه مدوب قلوب العذارى قمر ياااااااااااااناس والله"

لتنظر سحر اليها بغيظ وتقول هى الاخرى بهمس

"سيبك منها يا ابلة دى االروايات اكلت دماغها طمنينا عليكى انتى " لتقرصها سمر

"سبنالك العقل انتى ياختى " لتضحك حور بسعادة بصوت عالى ع مداعبات اختيها التى اشتاقت لها لتحتضنهم اكثر اليها غافلة عن ذلك الواقف يراقبها بعيون صقرية لا تغفل شيىءوقفت خارج مكتب رحيم تشعر بالتردد وهى تحاول اخد نفس عميق تحاول ان تهدى به نبضات قلبها لتدق الباب بخفوت لتسمع صوته الرجولى يامر بالدخول لتدخل الغرفة تبتسم بخجل لرحيم الجالس خلف مكتبه وامامه الكثير من الاوراق من الواضح انشغاله بها فتهمس بخجل

" اسفة لو كنت هعطلك "

لينهض رحيم من خلف مكتبه يلتف حوله ويجلس ع حافته يعقد ذراعيه فوق صدره

"تعالى حور ادخلى"

تقدمت تغلق الباب خلفها وتقف ف منتصف الغرفة تقول بخفوت وارتباك

"انا بس كنت جايه اشكر حضرتك ع اللى عملته مع اهلى النهاردة"

لم تكد تتم كلماتها ليدوى صوت ضحكة رحيم الرجولية الجذابة ف ارجاء الغرفة وقد اصابته نوبة من الضحك لتنظر حور اليه بغضب وهى تراه يجاهد حتى يتوقف عن الضحك فتضرب الارض بقدميها مثل الاطفال

" انا غلطانة انى جيت اشكرك انسان مستفز صحيح"

ولتفتت تريد الذهاب ولكنه اسرع اليها يمد يده يجذبها اليه يحبسها بين ذراعيه يقول بمرح مغيظ

" ماهو مفيش واحدة تقول لجوزها مرة بيه ومرة حضرتك ومش عاوزة حد يضحك عليها"

اخفضتت حورراسها بخجل وهى تضغط شفتيها بارتباك تقول بتلعثم

"انا.. يعنى.. اقصد يعنى انى لسه مش متعودة انى اندهلك بغير كده" رفع رحيم راسها اليه لينظر ف عنيها يميل بجسده عليها واصابعه تلامس ملامحها بشغف يقول بخفوت اجش

""المرة دى عندك حق ولازم عليا اصحح الغلطة دى "

فيخفض راسه اليها ببطء وعنينه فوق شفتيها فارتعشت حور وهى تراقب اقتراب وجهه منها بانفاس لاهثة ليفتح الباب فاجئة بعنف وسارة تقف امامه تقول بفظاظة وغضب

" ايه شغل المكاتب ده يا رحيم بيه"

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

دخل رحيم الجناح يتقدم بهدوء ليقترب من السرير ليجدها قد ذهبت ف النوم كيف لا والوقت تعدى منتصف الليل وهو تعمد التاخر كل هذا الوقت فهو لاقدر له ع مواجهتها بعد ماحدث بينهم ف مكتبه وحديثه مع سارة بعدها ليشعر بمشاعر متفاوتة من الغضب والحيرة تفور بداخله فبعد هروب حور من الغرفة بعد دخول سارة العاصف وهى تتكلم بهيستريا وصوت عالى تقول بغل

=خلاص يا رحيم بيه مش قادر تستحمل لما تبقوا ف اوضتكم خلاص اخدت عقلك حته البت الفلاحة دى

رحيم بغضب عاصف

= اخرسى يا سارة وبلاش غلط وشوفى انتى بتتكلمى ازاى

صرخت سارة بجنون

=عاوزنى اتكلم ازاى وانا شايفة جوزى مع حته فلاحة ف الوضع ده

هب رحيم ليمسك ذراعها بقوة يقول بجمود قاسى

= اتكتمى خالص صوتك مسمعوش واللى بتتكلمى عنها دى مراتى يا هانم فاكرة ولا افكرك انه كان بطلبك وبموافقتك ف متجيش تشتكى دلوقتى يعنى غصب عنك لها احترامها اللى هو من احترامى فاهمة

بهتت سارة تنظر اليه باستنكار انتى =بتكلمنى انا كده يا رحيم علشان خاطر البت دى انا سارة تقولى كده

هدر رحيم بصوت مرعب

= انا خلاص زهقت وتعبت من كتر انانيتك عمالة تدوسى ع كل اللى ف طريقك مش همك حد اسمعينى يا سارة لو استمريتى ع اسلوبك ده متلوميش اللى نفسك واتفضلى اطلعى بره عندى شغل ضحكت سارة بغل شوه ملامح وجهها

=شغل يا رحيم بيه دلوقت بقى عندك شغل ماااشى يا رحيم

وخرجت تصفع الباب بقوة هزت ارجاء المكان تحرك رحيم من السرير لقف امام دولابه ياخد ملابس للنوم ويذهب الى الحمام فهو ف اشد حاجة الى حما م بارد يعيد اليه صفاء ذهنه ويهدىء من توتره خرج رحيم من الحمام ووقف ينظر الى السرير بتردد ثم حزم امره وتوجه الى الريكة ليستلقى فوقها يضع يده فوق وجهه ف محاولة للنوم سمعت حور صوت اغلاق باب الحمام فتوقفت عن التظاهر بالنوم هى لم تستطيع النوم فاختارت الطريق الاسلم لها وهو محاولة النوم قبل حضوره ولكن تضيع كل محاولاتها عبثا وهى تفكر ف كل ماحدث اليوم من احداث ظلت تستمع الى تحركاته ف الغرفة ليسود الهدوء بعد خروجه من الحمام واختياره النوم فوق الاريكة ولكن لم تكن تمر دقائق حتى سمعته يتقلب ع الاريكة كل عدة دقائق يحاول النوم ليظل ع هذا الوضع قرابة الساعة حتى سمعته يزفر بحنق وهو ينهض من فوق الاريكة ليتجه الى السرير فاغمضت عنيها سريعا تتظاهر بالنوم لتشهق بصوت عالى عندما وجدت نفسها بين ذراعيه ليجذبها الى حضنه ليلتصق ظهرها بصدره وهو يهمش باذنيها =هشششش متخافيش انا مش عاوز غير انى انام

ثم يضمها اليه لتهدء ضربات قلبها وهى تحس بهدوء انفاسه فوق عنقها بعد وقت قليل لتدرك انه قد ذهب ف النوم لتنام هى الاخرى سريعا بين ذراعيه.

استيقظت حور تتقلب فوق وسادتها التى احستها ع غير عادتها صلبة تحت راسها لتفتح عينيها فتجد راسها تتوسد صدر رحيم الصلب ويديها تطوق خصره واحدى ساقيها فوق ساقه كما لو كانت تكبله حتى لايهرب منها فشعرت بالدماء تنسحب من وجهها لتحاول النهوض بهدوءحتى لاتقوم بايقاظه وماان حاولت التحرك حتى وجدت نفسها تستلقى ع ظهرها ورحيم يعلو فوقها يقترب من وجهها يقول بصوت اجش

=رايحه فين مش تقولى صباح الخير الاول

حور بتلعثم تحاول النهوض

=انا...كنت....

ليقطع رحيم كلماتها بوضع اصبعه فوق شفتيها يمرره فوقها ويقول بصوت اجش

=هااا مسمعتش يعنى صبااح الخير جف حلق حور وحاولت التكلم ليخرج صوتها بارتباك

= صصباح ااالخيير

رحيم بصوت شغوف

= الناس المتجوزة مش بتقول صباح الخير بالكلام اتسعت حدقتيى حور تنظر اليه بتوجس لتجده يقترب من شفتيها يهمس فوقها برقه بيقولوها

= كده

وانحنى يقبل شفتيها قبلة ناعمة رقيقة ليجدها تقاوم شفتيه وتحاول ابعاده عنها بضعف وهو مستمر ف تقبلها بنعونة حتى ذابت اى مقاومة لديها لتتحول قبلته الى شغوف عاصفة فور شعوره باستجابتها الخجول له ليظل يقبلها حتى طلبت رئتيهم للهوا ليبتعد عنها يضع جبهتع فوق جبهتها مغمض العين يحاول التقاط انفاسه يقول بصوت اجش هامس كما لو كان يحدث نفسه

=ده انفجار مش بوسة ابدا

خجلت حور من كلماته فاخذت تدفعه بعيدا عنها ليستجيب لمحاولتها المرتبكة لابعاده فينهض عن السرير ينظر الى وجهها المحمر من شدة خجلها لتنحنح يحاول ان يتجاوز لحظة ضعفه هذة فيقول بجمود

=انا هروح استعد للنزول وانتى خليكى براحتك كملى نوم وذهب ف اتجاه الحمام بخطوات سريعة واسعة فورا دخوله الحمام استلقت حور على الفراش ترفع الغطاء فوق وجهها- تحاول فهم ماحدث مند قليل ومشاعرها المربكة التى احست بها بين ذراعيه فلا تجد اى تفسير لها لتظل ع وضعها هذا حتى سمعت صوت باب الغرفة يغلق خلف رحيم بهدوء لتنهض من الفراش لتستعد لهذا اليوم الذى بدء بداية مربكة اضاقت الى توترها

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇8👇


جلس رحيم مع اخيه حمزة ف مكتبه لمراجعة بعض الامور المتعلقة بالاعمال لتمر عدة ساعات ينهض بعدها حمزة يلملم الاوراق ويقول

"" كده كله تمام ولو فيه اى اوراق عاوزة امضتك هبعتلك حد بيهم "" نهض رحيم من خلف مكتبه ينظر الى اخيه باعتذار

""معلش يا حمزة عارف ان الشغل كتير عليك الفترة اللى فاتت "

ليلتفت حمزة اليه بعتاب

" عيب عليك يا رحيم وبعدين يا عم انت عريس جديد شغل ايه اللى نشغلك بيه"

تحرك رحيم من خلف مكتبه يتجه الى النافذة ينظر خارجها يضحك بسخرية

" طبعا عريس جديد "

انتبه حمزة لنبرة السخرية ف صوت اخيه ليقترب منه يرتب ع كتفه يساله ف اهتمام

"فى ايه مالك يا رحيم حالك متغير من مدة"

التفت اليه رحيم ترتسم ع وجهه ابتسامة مرارة ساخرة

"اقولك ايه اذا كان انا نفسى مش فاهم ايه اللى بيحصل معايا"

اقترب حمزة منه يمسك ذرعه يتجه به الى الاريكة ليجلسه ويجلس بجواره

" طب اتكلم احكيلى يمكن اقدر اساعدك " زفر رحيم بتعب"

"اقولك ايه ياحمزة ؟ان حالى متغير ومش قادر انسى لسارة انها بسهولة وافقت اكون لغيرها انى انام بحضن واحدة غيرها اقولك انى من وقت طلبها ده وانا كل اللى بفكر فيه اد ايه انانيها وحبها لنفسها "

نهض بعنف ينظر لاخيه بقسوة

"اقولك انى ما بقتش قادر حتى اسمع صوتها متخيل بعد كل حبى ليها يبقى ده حالى معاها وانى حاجة جوايا اتكسرت ""

صرخ بغضب

"فاهمنى يا حمزة انا حاسس انى جوايا اتنين واحد يقولى سامح وانسى دى سارة والتانى مش فاكر ليها غير انانيتها وقسوتها وهى بتقول للكل انها مش عاوزة اولاد منى خلااص يا حمزة انا هتجنن .هتجنن "

نهض حمزة يحاول تهدئته ويقول بعقلانية

"اللى انت فيه ده طبيعى يا حمزة اى راجل مكانك هيكون ده احساسه وهو شايف مراته بتتنازل عنه لغيرها بالسهولة اللى عملتها سارة بس ف نفس الوقت بقولك حاول تنسى يا رحيم انسى علشان تقدر تعيش حياتك ولا تظلمها ولا تظلم الانسانة اللى دخلتها ف لعبتكم من غير اى ذنب فاهمنى يا رحيم "

رفع رحيم راسه اليه يضيق عنينه باستفهام

"تقصد حور"

قابل حمزة نظرته اليه بقوة

" ايوه حور فبلاش تقسى ع نفسك وعيش يا رحيم وفكر ببكرة خلاص اللى حصل حصل فلازم تتعامل معاه ع انه امر واقع فاهمنى يارحيم "

ثم رتب ع كتفه يقول بهدوء

"هسيبك دلوقت وياريت تفكر ف كلامى كويس "

خرج حمزة من الغرفة تارك رحيم ف حيرته تذهب به افكاره الى تلك الصغيرة لترتسم ملامحها امامه وهو يتذكر هذا الصباح وقبلته لها واحساسه بها بين ذراعيه لتغيم عنيه بالمشاعر

و هو يتذكر لحظة استيقاظه صباحا ليجدها تتوسط صدره جسدها الدافىء بين ذراعيه لتمدت يديه تلامس ملامحها الطفولية الرائعة فيظل يتاملها لوقت لايعلم مداه حتى شعر ببداية استيقاظها وهى تحرك راسها فوق صدره فاسرع باغماض عينيه يتظاهر بالنوم حتى لا يتم اكتشافه لكنه لم يستطع المقاومة عندما شعر بها تنسحب من بين ذراعيه ليقوم بسحبها اليه مرة اخرى ويقوم بتقبلها تلك القبلة التى سلبت عقله وادراكه بروعتها وهى تبادله ايها ببراءة لتجعله ينسى كل ماحوله حتى قام بالابتعاد عنها محاولا الخروج من دوامة تلك المشاعر بل الخروج من الغرفة نفسها تلاحقه شياطينه هربا من تلك المشاعر .. اخدذت انفاسه بالتسارع يشعر بتوتره يعاوده فاخذ يتنهد بعمق يغمض عنينه ف محاولة من لتهدئة انفاسه وتلك الافكار التى اصبحت تلاحقه بلا كلل او ملل

نزلت حور الى اسفل وهى ترتدى نفس فستان عقد القران نعم هى تدرى مدى بساطته ولكن ما باليد حيلة فهو الوحيد من بين ملابسها الذى يصلح لاستقبال عائلة ياغيز فلتدعى الله فقط ان يمر هذا اليوم ع خير دون ان تسمع احد تعليقات سارة الخبيثة عن ملابسها فهى لاتريد ما يزيد توترها يكفيها ماحدث هذا الصباح ودون ان تدرى وضعت اصابعها فوق شفتيها تتلمسها فهى الى الان مازلت تشعر بملمس شفتيه فوقهم وتزداد ضربات قلبها كلما تذكرت ماحدث نفضتت راسها تحاول اجلاء راسها من تلك الافكار المربكة لتسير ف اتجاه المطبخ تعلم بوجود والدة رحيم به كمارهى عادتها كلما كانت لديهم احدى المناسبات لتشرف على كل شيىء بنفسها دخلت حور المطبخ ليصدق حدسها وهى ترى الحاجة وداد تدور ف المطبخ الذى يبدو كخليه نحل وهى تدير كل شيىء فيها ببراعة تقف بجوارها ندى للمساعدة ولم تلاحظ وجود سارة ف الارجاء لتتنفس براحة وهى تلقى بتحيه الصباح بصوت خجول لتلتفت اليها الحاجة وداد وندى بابتسامة بشوش يردون عليها التحية لتندمج سريعا بينهم ويمر الوقت دون ان تشعر به حتى سمعت الحاجة وداد تقول

" يلا انتم يا بنات اطلعوا غيروا هدومكم قبل الضيوف مايوصلوا "شعرت حور بالدماء تسحب من وجهها تحدق ف ملابسها بصدمة وهى تهمس لنفسها بارتباك

" اغير ايه ده احسن فستان عندى وبعدين ف الورطة دى "

لم تنتبه لندى التى لاحظت صدمتها وارتباكها لتمسك بيدها وتلتفت للحاجة وداد

" مش هنتاخر يا ماما ساعة وهننزل ع طول تعالى يا حور معايا"

سارت حور معها تشعر بالدهشة والارتباك حتى وصلت الى جناح ندى لتفتحه تلك الاخيرة وتدخل حور اليه وهى وتقول بابتسامتها البشوش

" شوفى يا حور انا معرفتش اجيب لك هدية بمناسبة الجواز فاعذرينى ملقتش وقت اجيبلك هدية مناسبة " وذهبت باتجاه دولابها تخرج منه عبائة اقل ما يقال عنها رائعة بل غاية ف الروعة وتكمل حديثها

" انا عارفة ان اكيد مفيش ف جهازك عبايات وكل لبسك فساتين بس احنا هنا بنستقبل العيلة بعبايات فايه رايك تقبلى منى الهدية البسيطة دى

" لم تدرى حور الا وهى تلقى بنفسها بين ذراعيها تقبلها بشدة وعنينيها تترقرق بدموعها رتبت ندى عليها بحنان وهى تقول بمرح

" يلا روحى استعدى قبل ما الضيوف يوصلوا وخلينى استعد انا كمان "

ابتعدت حور عنها تهز راسها تبتسم بسعادة تاخذ العبائة منها وتذهب الى غرفتها تسند الى الباب تتنهد براحة وثم تسرع الى الحمام كى تستعد

✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨

دخلت حور تلقى بسلام هامس الى الموجودين ف حجرة المعيشة ندى وزوجها حمزة الذين ابتسموا اليها ببشاشة وندى تغمز اليها لتشجعها والحاجة وداد التى ما ان رأتها حتى اخدت تهمس

=ماشاء الله تبارك الله

وسارة التى صدمت من مظهر حور لتشعر بالغيرة تنهش صدرها من مدى جمالها اما رحيم فلم يستطع ابعاد عينيه عنها وهو يتاملها بعينه كما لو كان يقوم برسمها بهم لتخفض حور راسها تحاول ان تدارى خجلها تشعر بالسعادة والثقة فهى تبدو حقا رائعة ف تلك العبائة كما لو فصلت لها فلونها الاسود يناقض بياض بشرتها وينافس لون شعرها الذى هبط حتى اخر خصرها فوقه حجاب شفاف ووهج الفضى المشغول بها العبائة يضفى هالة حولها من التوهج لاحظت حور رحيم يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة كما لو كان ف حنجرته شىء يمنع عنه الهواء وتتسع عينيه بانبهار اخفضت راسها تشعر بالخجل من نظراته اليها وتذهب سريعا لتجلس بجوار الحاجة وداد التى قالت لها باعجاب

=كويس انك لبستى عباية تستقبلى بيها الضيوف بجد حلوة عليكى اووى لتتكلم سارة تدعى البراءة تنظر الى ندى تتساءل بخبث

=ندى مش دى نفس العباية اللى كنتى اشترتيها معايا من فترة

عم الصمت ارجاء الغرفة حتى ردت ندى بارتباك

=لا يا سارة مش هى يمكن شكلها بس مش هى

هزت سارة راسها تتدعى الحيرة

= بس انا متاكدة انها نفسها بالظبط يمكن فعلا تشابه

القت سارة بكلماتها تبتسم بخبث لنفسها فهى متاكدة انها هي فاستحالة ان تمتلك تلك الفلاحة مثل تلك العبائة لانها ضمنت هذا باتفاقها مع زوجة ابيها الا تشترى لها ثوب واحد جديد وقبضت ع هذا الاتفاق مبلغ محترما من المال ولن تكون سارة ان لم تشتغل تلك المعرفة لصالحها

جلست حور ف وسط تجمع لنساء عائلة رحيم تشعر بالسعادة والفرح فقد احبها الجميع و اشعروها كما لو كانت واحدة منهم فزوجات وبنات اعمام رحيم تعاملوا معها بمودة وترحاب ليسود المرح تلك الجلسة الا سارة التى كانت تتابع مايحدث يرتسم الضيق ع ملامح وجها ولكن لم يعيرها احد الاهتمام واستمرت الجلسة بصفاءها حتى تحدثت ابنة عم لرحيم تقول لحور

= بس انتى ماشاء الله عليكى ادب وجمال بصراحة لما ماما كلمتنى عنك وعن جمالك مصدقتش بس اهو شوفت بنفسى

ابتسمت حور بخجل تشكرها لتتدخل اخرى ف الحديث

=حور احنا عازينك تعتبرينا اخواتك ثم نظرت الى سارة بتشفى

_ بصراحة رحيم عرف يختار المرة دى لتنهض سارة بغضب مغادرة الغرفة لتلتفت اليها الحاجة وداد تقول بعتب =مكنش له لزوم اللى قولتيه ده يا ورد ردت ورد بحنق

= سامحينى يا مرات عمى بس انتى شايفة كل ما نيجى هنا بتكون مقابلتها لينا ازاى بصراحة حور عكسها خالص تنهدت الحاجة وداد لا تجد ماتقول فهى تعلم صحة حديثها ولكن ليس بيدها ماتفعله مع طباع سارة

استمرت الزيارة لوقت طويل حتى قرروا الضيوف اخيرا المغادرة لتقف الحاجة وداد وجوارها زوجات ابناءها لتودعهم لتتنهد سارة بقرف

=اووووف اخيرا مشيوا صدعونى هزت الحاجة وداد راسها باسف ولم تعلق ع حديثها ثم تلتفت الى حور

= يلا يا بنتى اطلعى اوضتك ارتاحى اليوم كان طويل عليكى وانا كمان هطلع انام يلا تصبحوا علي خير اسندتها حور لتصعد معاها الدرج وما ان همت ندى باللحاق بيهم حتى استوقفتها سارة

=ندى كنت عاوزة اتكلم معاكى

ندى باستغراب دلوقتي ياسارة مش ممكن الصبح

ردت سارة وهى تاخد ها باتجاه غرفة المعيشة

=ايوه دلوقتي وبعدين انتى وراكى ايه ما حمزة سافر مع اعمامك ومش جاى غير بكرة و ادم نام من بدرى تعالى بس مش هاخرك

استسلمت ندى لالحاحها وهى تسير معها ليدخوا الغرفة لتترك سارة بابها مفتوح وتجلس جوار ندى تبدء حوارها

=شوفى يا ندى انا متاكدة ان العباية اللى لبستها حور النهاردة دى بتاعتك بس اللى مش قادرة افهمه انتى ليه انكرتى ده ندى بضيق

=يوووه يا سارة انا مش فاهمة ايه سر اهتمامك بالموضوع ده

سارة تهز كتفيها تتدعى عدم مبالاتها ابدا

= ولا اهتمام ولاحاجة بس حبيت افهم لترد عليها ندي بملل

=ياستى الموضوع ببساطة ان حور معندهاش عبايات تستقبل بيهم الضيوف فانا عرضت عليها دى كهدية وقفت سارة تنظر باتجاه الباب تقول بخبث

=اه يعنى العباية فعلا بتاعتك ندى بصوت عالى تحاول ان تنهى النقاش بهذا الموضوع

=ايوه ياستى يعنى كنتى عوزاتني اعمل ايه ف موقف زاى ده وبعدين ياسارة اهى عباية وبكرة اجيب غيرها مش موضوع يعنى

سارة وهى تضحك بسعادة

= لا فعلا عندك حق وعموما انتى اتصرفتى كويس

نهضت ندى تقول بتعب

= طيب اقوم انا اصل خلاص مش قادرة من التعب ولا ف كلام عندك تانى

سارة تبتسم بخبث لا خلاص اللى كنت عوزاه حصل يلا تصبحى ع خير

خرجت ندى من الغرفة غير واعية لتلك التى اخذت ابتسامتها ف الاتساع تقف تخطط كيف تستغل ماحدث ففى اثناء حديثها مع ندى لاحظت وقوف رحيم خارج الغرفة ف نهاية حديثهم وهى لن تفوت تلك الفرصة ابدا


                    الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close