رواية عشق مع وقف التنفيذ الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم اميرة جمال


 رواية عشق مع وقف التنفيذ

الفصل الخامس عشر  والسادس عشر

بقلم اميرة جمال


"والنفس تميل لمن يدللها الا نفسى تميل لمن يشعرها بالامان "

مرت تلك الساعات مرور السنين بقيت شهد تنتظر خروج أروى من غرفة العمليات ،قلبها معلق بتلك الغرفة فاما ان تخرج منها وتكون بداية حياة ،واما....

لم ترد حتى التفكير فالامر

الانتظار البطئ ،السفر من الشرقية الى القاهرة باكرا ،لقاؤها الغير المثمر مع أبيها ،وختاما مجيئها الى المشفي ،كل ذلك انعكس عليها بالسلب جسدها الصغير لم يستطيع التحمل اكثر

شعرت بدوار خفيف يجتاحها ،وضعت يداها على راسها ،تنبه احمد لها ،اسندها من كتفاها

احمد :حبيببتى انتى كويسة

شهد :هبقي كويسة لما هى تخرج

احمد :ان شاء الله ي حبيبتى ،بس انتى تعبتى اكيد من مجهود طول النهار انا هنزل اجبلك عصير تشربيه

شهد :لا ي احمد مش هقدر

احمد بتقرير :انا مباخدش رأيك اصلا ومش هقبل نقاش

عاجله حازم : خليك انت مستريح وانا هنزل اجبلكو

احمد بحدة :لا ..محدش هيخدم مراتى غيرى

ثم تركهم وغادر

بقي حازم يتطلع فى اثره ،يعلم ان الطريق الى كسب ثقته ليس سهلا ،فبعد كل ما حدث فالماضي رغما عنه لن يلين قلبه بتلك السهولة

:على فكرة هو قلبو طيب وقريب هيفتحلك دراعاتو

تطلع حازم الى شهد برجاء :اتمنى دة يحصل ،وانا مش مستعجل والله ،انا بالنسبة ليا اللى حصل دا حلم جميل ،قبل ما انزل مصر مكنتش اتوقع الاقيه بالسرعة دى ،ولا ان يبقي في بينا كلام

شهد :الطفل المكسور اللى جواه مبيعرفش يقسي على حد ، هو بيدور على اى وسيلة يرجع بيها عيلته ،يوم ما تلاقو اختكو اتأكد انك هتشوف احمد تانى خالص

حازم بابتسامة :وانا مستنى اليوم دا بفارغ الصبر

قاطع حديثهم فتح باب غرفة العمليات

خرج منها ياسين يزيح الكمامة من على انفه ويزفر الهواء دفعة واحدة كأنما كان يسابق الزمن

هرولت اليه شهد :دكتور طمننى أروى كويسة صح

ياسين بابتسامة مجهدة :انا مش عارف ايه اللى بينها وبين ربنا عشان يحصل كدا ،فلحظة قلبها وقف وبعد ما يأسنا اننا ننعشه رجع ينبض تانى ،دى معجزة من عند ربنا

فى هذه اللحظة كات احمد قد اتى واستمع لاخر جملة احتضنته شهد وبكت من الفرح :سمعت ي احمد أروى ،رجعت لينا تانى

احمد :الحمد لله ي حببتى مش قلتلك ثقي فربنا

حازم :حمد الله على سلامتها

شهد :طب ايه الوضع دلوقتى ي دكتور

ياسين :الوضع انى هتواصل مع المستشفي اللى فيها يامن وابلغهم ان تم العثور على كلية مطابقة لأنسجته ،وهخليهم يجهزو غرفة العمليات عشان نجهزو لعملية الزرع

شهد :طب وأروى !!

ياسين :اروى هتفضل فالعناية المركزة كام يوم ،لو ال 48ساعة الجايين عدو على خير هتبقي عدة مرحلة الخطر بس طبعا لازم تفضل تحت الملاحظة مدة

وعلى فكرة ي مدام شهد انتى وجودك دلوقتى ملوش اى داعى كدا كدا محدش مسموحله يدخلها العناية غيرى والممرضات ممكن تتفضلى تروحى وتيجى بكرة

شهد :لا انا مش هسيب اروى لوحدها

ياسين :برحتك بس كدا كدا هتفضلى مكانك عشان تبقي عارفة مستحيل اخلى حد يدخلها عشان لو فاكرة انك هتغمزى الممرضة بقرشين لما امشى عشان تدخلى ليها

شهد باحراج :ان..انا...مكنتش هعمل كدا

احمد :شهد خلاص هنمشى وهجيبك بكرة مينفعش كدا مش هستنى لما انتى كمان تقعى منى ومعرفش اعملك حاجة

هزت شهد رأسها بقلة حيلة واتجهت مع احمد وحازم خارج المشفي

اما ياسين ،فكان الله فعونه ،تم تسليم الكلية الى مكان التبريد وضح الاوعية الدموية بالاكسجين حفاظا عليها حية

علميا ،صلاحية الاعضاء المستأصلة ثلاثة ايام تحت التبريد ولكن عمليا يجيب اجراء ليامن عملية الزرع فى اسرع وقت

بلغ المختصون بارسال الكلية فى صندوق التبريد بسيارة مجهزة وارسالها الى المشفي الاخر

..............

فُتحت الابواب الالكترونية معلنة عن وصول سيارة حازم البوابة الخارجية للفيلا

انبهرت شهد بتصميم المكان ودقة تنفيذه ولم يستطع احمد ان يخفي انبهاره بها هو الاخر

احمد :هى دى فيلتك !

حازم:فليتنا ،اسمها فيلتنا انت ليك نصيب فكل حاجة املكها الفيلا و الشركة ورصيد فالبنك دى فلوس اهلك الله يرحمهم ودى امانة عندى

،يلا انزلو عشان اعرفكو على مراتى وبنتى

ترجل كل من احمد وشهد الممسكة بذراعه من السيارة لمحت طفل صغير بشعر اشقر طويل يركض الى حازم

استقبله حازم فاتحا زراعيه

حمله بخفة وتعلق الاخر برقبته

:وحثتنى اووى اووى ي بابا ،بث انا زحلان منك

حازم بمرح :زحلان منى ليه ي قلب بابا

تيم :عثان ماما قالتلى انك فشغل واتأخرت اووى

حازم :يخبر ،لا دا انا لازم اصالحك ونلعب سوا كتير كتير النهاردة

تيم :هيييية أحلى بابا فالدنيا

ثم القي نظرة جانبا فلمح شهد واحمد

تيم :مين عمو وطنط الحلوة دى ي بابا

لم تستطع شهد كبت ضحكاتها

احمد بغضب :ايه مبسوطة عشان بيقولك طنط الحلوة

شهد بضحك :الا وانا مالى ي لمبي ،وبعدين دا طفل صغير

احمد :طب اسكتى بقي عشان مخلصش عليه هو وابوه دلوقتى

حازم بمرح :سمعتك على فكرة ،مش هتقدر ي ابو قلب قاسى

تعالى ي تيم اما اعرفك على عمو وطنط الحلوة

احمد بحدة :حاااااازم!!!!

حازم :خلاص خلاص تعال اعرفك على عمو وطنط الوحشة

بص ي بطل عمو اللى مش طايقنى دا اخو بابا عمو احمد

تيم :طب نزلنى بقي عشان اسلم عليه

استجاب حازم لطلبه وانزله ارضا :انت عمو اخو بابا ،انا فرحان اووى عشان شفتك

مشاعر جديدة يعيشها احمد لا يعلم اذكره تيم بليلا الصغيرة ،ام يختبر مشاعر العائلة لاول مرة منذ تسعة عشر عام

ضمه بقوه وتعلق الصغير برقبته

دمعة خائنة هبطت من مقلته ،كأنما تمنى ان يكون هذا العناق من نصيب اخته المفقودة ولكن صبرا ان فرج الله لقريب

شهد :احم ...طب مش عاوز تسلم على طنط الحلوة

تيم :وسع كدا ي عمو بقي ،انتى اسمك ايه

شهد :انا اسمى شهد بس عشانك انت ممكن تقولى ي شوشو

تيم :خلاص هقولك ي ثوثو ،انتى حلوة اووى

:كدا ي تيم يعنى طنط حلوة ومامى ايه

كانت تلك نهى زوجة حازم

ركض الصغير اليها :لا ي مامى انتى كمان حلوة بس ثوثو حلوة كمان

حازم :اعرفكو دى نهى مراتى و دول ...

نهى :احمد وشهد مش محتاجة كلام ،

نورتو بيتكو ي جماعة انتو متعرفوش وجودكو هيفرق مع حازم ازاى

احمد :اهلا بيكى واتمنى نكون خفاف عليكو

نهى :دا بيتك وبيت اخوك ي احمد احنا اللى نتمنى نكون صحبة طيبة ليكو

ثم نظرت لشهد :مش عارفة ..هو غريب اووى انو من اول لقاء بيننا بس حسيت اننا هنبقي صحاب اووى

حازم :معلش ي مدام شهد هى نهى بتاخد على الناس بسرعة

شهد :وتاخد ايه يعنى ...هو مستعجل برضو على اول لقاء بينا بس انا عمر ما كان ليا غير صاحبة واحدة وشكلهم هيبقو اتنين

حازم :كااات ،هايل نجهز للمشهد الجاى بقي اللى هو العشا عشان انا واقع من الجوع

نهى : ي خبر والله عيب عليا يلا حازم وصل اخوك ومراتو على جناحهم وانا هاخد حبيب مامى دا ونحضر العشا

تقدم احمد وشهد نحو الفيلا ورهبة شهد من المكان ذهبت ادراج الرياح فور رؤيتها لحب تلك العائلة الصغيرة ،بؤرة نقص الحنان والحب بداخلها بدأت فى التقلص رويدا رويدا

صعدت مع احمد الى الطابق الثانى كان عبارة غرفة كبيرة وحمام ملحق بها واخر خارجى غرفة معيشة ومطبخ صغير

حازم :الجناح دا بتاعكو تقدروا تعبروه دور منفصل عشان تحسو بالخصوصية شوية وكمان في مطبخ عشان لو حابين تاكلو لوحدكو

احمد باندفاع :لااااا

احم اقصد يعنى طالما عايشين فنفس المكان يبقي ناكل سوا

حازم بسعادة :اكييد طبعا لو مش هيضايقك

احم طب انا هسيبكو تغيرو هدومكو وتنزلولنا تحت نتعشى سوا

اغلق الباب عليهم تاركهم يحظو ببعض الخصوصية

احمد :عارفة مع كل اللى حصلى فيوم وليلة دا مش قادر ابقي مبسوط بالعز دا وانا معرفش مكانها عايشة ولا ميتة طب جعانة ولا شبعانة

شهد :شششش ،....متحملش نفسك فوق طاقتها هى ليها رب مش ناسيها واحنا مش هنسكت وندور عليها

احمد :معاكى حق ...انا لازم انزل مع حازم بكرة ندور فكل ملاجئ الايتام وهو له علاقات كتير اكييد هتنفعنا

اما الشيطان اللى اسمه شاهين دا له تخطيط من نوع تانى هيجيبو الارض وانتقم لاهلى واخواتى ولنفسى اللى عاشت سنين فالحرام بس الاقي اختى الاول ...الصبر حلو

...............

فى المشفي المتواجد بها يامن لاحظت يمنى هرج ومرج بعرفة العناية ما لبست ان وجدتهم يخرجون يامن بسرعة منها

دب الخوف فى قلبها خشية ان يكون حدث له شئ

يمنى :يامن ...اخويا انتو واخدينو على فين

احدى الممرضات :ابعدى كدا ي مدام عشان نشوف شغلنا

يمنى بحدة :مش هبعد غير لما تقولولى واخدينو على فين

اتى صوت ياسين من خلفهم

بسرعة ي جماعة وانا جاى وراكو

يمنى اهدى شوية يامن داخل العمليات

كريم بذعر :عمليات ليه انت مش قلت ان وضعو استقر

ياسين :فى ايه ي جماعة متبقاش اعصابكو خفيفة كدا

يامن داخل على عملية زرع كلية

لمعت عيني يمنى بدموع الفرح :بجد ي ياسين لقيتو متبرع

ياسين :اه ي ي جماعة لو العملية دى نجحت وجسمه قبل العضو الجديد يبقي كدا عدى مرحلة الخطر ادعولوه

دخل سريعا الى غرفة العمليات ومن خلفه مساعديه

تاركا يمنى وكريم يشكرون الله على نعمته

يمنى :اروى ..انا لازم اتصل ابلغها

اخرجت هاتفها واتصلت بأروى ولكنها سمعت صوت الرسالة المألوفة "الرقم المطلوب مغلق او غير متاح "

:غريبة دى موبايلها مقفول

كريم :ممكن يكون مش مقفول ،هتلاقي مفيش شبكة ابعتيلها رسالة بس وهى هتوصلها لما الشبكة تيجى

صحيح ،هو عزيز فين

يمنى :احم...هو ...يعنى ...

كريم :خلاص ي يمنى انا اسف تعالى يلا نلحقهم عالعمليات

مرت ثلاث ساعات متواصلة حتى خرج اخيرا من غرفة العمليات

اسرع اليه يمنى وكريم :طمننى يامن كويس

نزلت دمعة من عين ياسين ثم هتف بعدها بفرح كأنه لا يصدق

مش عارفة اقولكو ايه بس خلاص الغمة قربت تنزاح العملية نجحت

التطابق بين انسجتو وانسجة المتبرع خليت تقبل جسمه للكلية كبير

حاليا هننقله غرفة تانية ومستنين يفوق فاى ساعة

يمنى :احمدك واشكر فضلك يرب

ياسين هو مين اللى اتبرع

ارتبك ياسين قليلا

تردد ايخبرهم ان أروى هى المتبرع ام يخبرهم كما لقنته أروى

حسم أمره واخبرهم :دا راجل غلبان

ابنه مات فحادثة فتبرع بكلية ابنو صدقة على روحه وللصدفة كانت متطابقة مع الانسجة

كريم :مش عارفة ازاى ربنا بيسبب الاسباب كدا بس ربنا يرحمه

ياسين :خلاص ي جماعة مرحلة الخطر عدت يلا لو سمحتو روحو وتعالو بكرة احنا باللبس دا بقالنا كام يوم وكمان انا من صباحية ربنا فالعمليات

يلا اتفضلو عشان نقدر نقف على رجلنا

كريم :ياسين معاه حق ،يلا ي يمنى عشان اوصلك القصر واروح انا كمان

هزت يمنى رأسها بالابجاب فهى حقا تحتاج لقسط من الراحة

ولتذهب ايضا للتفكير بهدوء في وضعها مع عزيز

..............

وصلت سيارة كريم خارج القصر

خلعت يمنى جاكيت كريم الذى البسها اياه فى المشفي ومدت يده بطريقة مهذبة

يمنى بلطف :انا متشكرة اووى ي كريم على كل حاجة بجد مش هنسى وقفتك جنبي

كريم : انتى غالية عندى اووى ،اوعى اسمعك فيوم من الايام تقوليلى شكرا ،حتى لو مكتوب ليا تفضلى اخت صاحبي وبس هفضل دايما سندك من بعد يامن وتحت امرك

يمنى بامتنان :بجد انت انسان نضيف اووى وقليل لما تلاقي انسان زيك كدا

اتفضل الجاكيت بتاعك

هز كريم رأسه بالنفي :احتفظى بيه متعرفيش هو مبسوط اد ايه انه كان لكام ساعة جزء منك

يمنى :هو اي دا

كريم :الجاكيت، هيكون ايه خليه معاكى

يمنى :ماشى ،انا هشوفك بكرة فالمستشفي

تصبح على خير

فتحت باب السيارة واطمأن على دخولها القصر

كريم لنفسه :وانتى من اهله ي عمرى كله


"ؤأشتًهيٌ أنً أحأدثگ ؤأخبًرگ بأنيٌ أمؤتٌ شؤقآا لگ ؤلگنيً أصمًتٌ خؤفآ منٌ أنّ أزعًجگ ،،، !!"💞

..............

اخذت يمنى حماما منعش

وكأن المياه الدافئة والعطور اعادت اليها بعض من نشاطها

ازاحت البخار عن مرآة الحمام بيدها نظرت لتورد وجنتها من جديد

:ان شاء الله مسألة وقت ويامن هيرجع يعيش معانا من تانى

ادارت مقبض الباب واخذت تجفف شعرها

صادفت عزيز وهو يبدل ثيابه القت عليه نظرة غير راضية ولم تتفوه بحرف

عزيز بعد ما ادرك وجودها فقد ظن انها سوف تبيت بالمشفي اليوم ايضا ،بالطبع فهو لم يعلم بآخر التطورات

عزيز :حبيببتى انتى جيتى

تطلعت له يمنى بسخرية وهى تكمل تجفيف شعرها :انت شايف ايه

عزيز :مالك ي يمنى بتكلمينى كدا ليه

يمنى :عايزنى اكلمك ازاى !!!

تقدر تقولى انت كنت فين

عزيز:من امتى وانتى بتحاسبينى ،كنت فاجتماع شغل اعمل ايه يعنى وجودى لا كان هيقدم ولا هيأخر ليه

رمت يمنى الفوطة من يدها واتجهت له :جايز وجودك مكنش يفرق بالنسبة له بس كان يفرق بالنسبالى انا ،وجودك كان مهم فاكتر لحظات ضعفي

عزيز :خلاص ي حبيببتى متزعليش منى بقي وبعدين انت ايه اللى جابك ...احم اقصد يعنى سبتو يامن لوحده ازاى

يمنى :ما انت لو كنت مهتم كنت اتصلت وعرفت

احنا لقينا متبرع ويامن عمل العملية ومسألة وقت ويفوق

نزل هذا الخبر عليه كالصاعقة

كل ترتيباته ذهبت ادراج الرياح ،وامر آخر جاسر مهدد بالسجن في اى لحظة فالبتالى حين افاقة يامن سيتم فتح التحقيق ،بالرغم من انه على يقين بان وجه جاسر لم يظهر فى كاميرات المراقبة الا انه كان يهدد يامن مباشرة فالفترة الاخيرة

عزيز :حمد الله على سلامتو ي حببتى شفتى مش قلتلك هيبقي كويس

يمنى بحزن :اه قلتلى

عزيز :طب حبيبتى نشفي شعرك انتى عبال ما اعمل تليفون شغل واجيلك

وقبل ان ترد عليه كان بالفعل غادر

بقيت تطلع فى أثره بقلة حيلة ،فماذا عساها تفعل معه

"‏والشجر المتشابك فروعه مثل مشاعري.. أتأمله من شباك القطار الذي يمر مرورًا سريعًا بجانبه متحاشيًا إياه مثلما قررت تجاهل التحدث عما بداخلي."

..........

:الو ايوا ي باشا الزفت يامن دا لقوله كلية وعمل العملية

خلى جاسر ي دارى اليومين دول عبال ما نشوفله صرفة اكيد هيتفتح تحقيق رسمى لما يفوق وهيذكر اسمه بسرعة مفيش وقت لازم نرتب وكل حاجة ونسبقهم بخطوة

شاهين :اسمعنى ي عزيز ................

عزيز :اوامر معاليك ي باشا

..............

مضى ثلاثة ايام لم يحدث بهم جديد

شهد تذهب كل يوم لرؤية اروى لم يحدث اى جديد الا من نقلها لغرفة عادية عوضا عن غرفة العناية المركزة

يامن ايضا لا زال على حاله نُقل هو الآخر لغرفة عادية

حازم واحمد يذهون الى جميع دور الايتام فالمحافظة ولكن ما من اخبار

ما من فتاة باسم ليلا محمود سليم ابدا ولكن ام ييأسو بعد

............

ترتدى ثوب ابيض ناصع يشبه فساتين زفاف الملوك

ارض قاحلة ،تغلفها الظلمة تمشى على غير هدى حافية القدمين ،

تأذت قدماها كثيرا حتى وجدت شئ يلمع بالارض

وصلت اليه رغم الم قدمها وجدته حذاء زجاجى لامع يشبه حذاء السندريلا فرحة به كثيرا

وما ان وضعت قدمها به حتى وجدته على قياسها تماما كأنه خُلق من أجلها ،وفجأة فُتح امامها باب لا تعلم من اين يظهر منه ضوء لامع مثل ضوء الشمس

كان بمثابة طوق النجاة فى تلك الظلمة

لمحت شخصا يقف على طرف الباب من الداخل

تهللت اساريرها فور رؤيته

اروى بسعادة : يامن حبيبي انت فوقت

يامن : رجعت عشانك ...عشانك انت وبس

تعالى خليكى جنبي ...قوينى ،انا بكل قوتى ونفوذى ضعيف ،انت مصدر سعادتى ارجوكى تعال بقي وحشتينى تعالى

ركضت أروى سريعا وباللحظة التى تخطت قدمها الباب انتهى كل شئ

........

فتحت عينها ببطئ

رمشت عدة مرات كى تعتاد على الاضاءة

:ي...يامن

فى تلك الاثناء كات شهد تقف على باب الغرفة مع ياسين للاطمئنان على حالة أروى

تنبهت حواسهم لهذا الصوت وسرعان ما ركضت شهد بفرح لها

كانت تحاول الاعتدال فى جلستها

شهد :انتى فوقتى ي حببتى حمد الله على سلامتك

اروى بضعف :الله يسلمك

انا كويسة صح ....انا لسة عايشة

شهد :البركة فياسين ..انتى متعرفيش من يوم العملية وهو باذل مجهود معانا

اروى : يامن اخباره ايه

ياسين :وضعه مستقر بس لسة مفقش

نزعت اروى الابرة الطبية من يدها وهمت بترك السرير

منعتها شهد فورا :انتى بتعملى ايه انتى لسة فايقة حالا ولسة جرحك ملمش

اروى بنبرة عنيدة :مش هعد هنا ثانية انا لازم اكون جنبه

واكيد يمنى استغربت غيابى كل دا

ياسين :اروى الحكاية مش عافية الشجاعة حلوة مفيش كلام بس انت جرحك لسة ملمش ومش هيلم دلوقتى هتحسى بألم جامد وممكن تقعى هناك وساعتها اى عيل فامتياز طب ولا تمرجى هيعرف ان كليتك متاخدة

اروى بدموع :انت وقفت جنبي وساعدتنى اقف جنبي للآخر ...ادينى مسكن او اى حاجة وحياة اغلى حاجة بحياتك ....وحياة يامن عندك

ياسين :انا عمر ما حد ضغط عليا زيك وعمرى ما خالفت ضميرى المهنى

انتى هتخرجى من هنا على مسؤليتى هتاخدى مسكن قوى جدا يعتبر من أدوية الجدول اصلا مبيتصرفش من الصيدليات غير تحت اشراف طبي وتجنبي اى حركة زايدة عشان الجرح فاهمانى ي أروى

أروى :فهماك وجميلك دا مش هنساه

شهد روحى لجوزك يلا مش هينفع تفضلى هنا اكتر من كدا

شهد :لا انا هروح معاكى

اغمضت أروى عينها بألم :مش هينفع ي شهد انت ناسية المشاكل بينك وبين يامن متقلقيش عليا ي صاحبتى هتصل بيكى دايما

شهد برجاء :طب والامانة

اروى :مش وقته يامن اهم عندى من اى حاجة

ياسين انا مستعدة يلا بينا

تحرك ياسين وأروى الى المشفي المقيم به يامن

وعادت شهد ادراجها الى المنزل تسأل الله ان يريح قلب صديقتها

..............

ركضت يمنى اليها فور رؤيتها

يمنى :اروى حبيببتى انت كنت فين كل المدة دى قلقت عليكى وتليفونك مقفول ،انت مال وشك شاحب كدا ليه

اروى :مفيش حاجة ي حببتى دا من قلة الاكل بس ،كنت عند دادة فريدة وببات فالمستشفي

واول ما شفت رسالتك عن عملية يامن جيت فورا هو عامل ايه

كريم :الدكاترة بيقولو ان وضعو مستقر مستنين يفوق فاى لحظة

عزيز بخبث :انت جاى منين كدا ي ياسين ..انتو جاين مع بعض ولا ايه

توترت اروى كثيرا لم تعرف بما تجيبه فالتزمت الصمت وتولى ياسين مهمة الرد عليه

ياسين :قابلتها فالاسانسير ،مالك ما تهدى شوية جاين مع بعض منين

كاد عزيز ان يرد عليه وتشب بينهم مشاجرة

احد الممرضات :دكتور ياسين تعال بسرعة المريض فاق

نبض قلب أروى كأنما اعيدت له الحياة

ياسين بحدة :محدش يفكر يجى ورايا انا بس اللى ادخل

فتح ياسين باب غرفته وجد عيونه مفتوحة يحاول الاعتدال فى جلسته

ياسين :يامن انت سامعنى

يامن :أر...أروى ...هاتلى مراتى

ياسين :متتكلمش دلوقتى الكلام غلط عليك

يامن :يا..ياسين مراتى فين....هاتلى مراتى حالا

ياسين :حاضر حاضر بس متتعبش نفسك

كان الجميع بانتظار خروج ياسين من الغرفة :

صلو ركعتين شكر لربنا ي جماعة يامن فاق ومؤشراته الحيوية كلها كويسة

يمنى :طب عاوزة اشوفه

ياسين كلكم مرة واحدة صعب هو طالب يشوف اروى

ثم وجه كلامه لأروى :يلا ي مدام أروى مش عايزة تشوفي جوزك


ربتت يمنى على كتفها كانما تدعمها

:خشى انتى احنا ممكن نستنى انا عارفة انك مهمة عندو

منحتها يمنى نظرة ممتنة وتقدمت باتجاه الباب كمن يتسلم جائزة بعد عمل شاق

دخلت الى الغرفة وجدته معتدل فى جلستة وابرة طبية متصلة بيده

كان يامن كالصائم وقت الافطار

يملى عينه بوجهها البرئ الذى عشقه ،مر عليه كل شئ ك كابوس ،استيقظ منه على اجمل واقع

"هى "

يامن :تعالى واقفة بعيد ليه

أروى :انا مش مصدقة ان عينى شايفاك

يامن :ولا انا مصدق انك بخير

أروى :عملت كدا ليه ،انت كان ممكن تموت

يامن :مكنتش هقبل اعيش لو خسرتك ،كانت مخاطرة مش محسوبة بس مش ندمان عليها

أروى :بس انت بتكرهنى وكنت شايفنى غلطة

يامن:مش هقدر اقول ليكى اى حاجة دلوقتى سيبينى املى عينى منك ،انا طفل ضعيف محروم

أروى :كل حاجة تطلبها هعملهالك حتى لو على رقبتى

قطع تلك اللحظات الرومانسية المسروقة من الزمن دلوف ياسين للغرفة

جز يامن على اسنانه بغضب :ايه ي هادم اللذات ،انت اتعديت من كريم ولا ايه ،هو مش ام الباب دا معمول عشان تخبطو عليه ولا عشان يكمل المنظر الجمالى

ياسين :يبنى انت لسة فايق قوام رجعت للسانك الاربعة ريختر دا

ثم بغمزة من عينيه :ايه الكلام على ايه

يامن :اطلع برا ي بارد ي سئيل

ياسين بضحك :كدا ماشى ،عالعموم انا مضطر استأذنك واخرج المدام دلوقتى عشان في ظابط من النيابة عاوز يدخلك دلوقتى عشان التحقيق

أروى باستغراب :تحقيق ايه !!

ياسين :انتى ناسية ان ضرب النار دا بفعل فاعل وكان فالحفلة شخصيات عامة كتير

لازم تحقيق طبعا

انا خارج ي ريت خمس دقايق بالكتير واتخلصو كلامكو عشان دا تحقيق رسمى مينفعش يكون موجود فيه غيرك

خرج وتركهم

كادت اروى ان تغادر حتى امسك يده

زحفت حمرة الخجل الى وجنتها :يا.يامن عيب كدا مينفعش

يامن بمراوغة :ليه انتى مراتى

أروى :انا لازم اخرج عشان التحقيق

يامن بحب :امشى بس لازم تعرفي حاجة اللى فات دا مش فرص ضيعناها ،كل الحكاية انو مكنش لينا

لسة اجمل يوم فحياتك مجاش ي أروى

بصعوبة سحبت يدها منه وغادرت مسرعة حتى لا يلاحظ خجلها

فعلى ما يبدو ان كلا منهما سيبدا بتذوق حلا العشق

دلف الظابط المسؤول عن القضية

الظابط :يامن باشا حضرتك كويس نبدا

هز يامن رأسه بالايجاب

فاشار الضابط للعسكرى اللذى معه

:افتح يبنى المحضر فى ساعته وتاريخه....

و

يتبع.........

الفصل السادس عشر 💚🌺

"*كانت تضئ كل باهت يمر عليها ، حتي بهتت هي ولم يضيئها احد *"

:افتح يبنى المحضر فى ساعته وتاريخه

اسمك ؟

-يامن يوسف عبد الوهاب العمرى

سنك؟

-29سنة

سبب اقامتك للحفلة الى حصل بيها الحادث

يامن :كنت بحتفل بصاحبي عشان اخد الدكتوراه

الضابط :هل بتشك فحد من المدعووين

يامن بحنق فهو يسأل اسألة بديهية للغاية كما انه مشتاق لرؤية وجهها ويريد ان يطيل النظر فى عينها لتعوض ما فاتهم من بعد :اكيد لا ،مش هعزم حد اشك انو عاوز يأذينى

الضابط :انا ليه حاسس انك بتتريق

يامن :مش بتريق بس حضرتك انا لسة فايق مبقاليش ساعة وانت بتسألنى اسمك وسنك

دى حاجة اى عيل صغير عارفها متنساش انى شخصية عامة

الضابط :دى اجراءات المحضر مش جايبها من بيت ابويا طب نخش فالسؤال علطول

هل حضرتك بتتهم حد اتهام صريح وواضح بمحاولة قتلك او في عداوة ليك مع حد

يامن :اكيد ليا اعداء فالسوق حد خدت منه صفقه او علمت عليه ،بس لا انا مقدر.....

بتر جملته فور تذكره ما حدث بالتفصيل ،لم يكن هو المعنىٌ بتلك الرصاصة بل كانت حبيبته ،فلولا انقاذاها كانت هى ضريحة المشفي وربما تحت التراب

الضابط :سكتت ليه ،حاسس انك افتكرت حاجة !!

يامن :ايوا افتكرت ،يوم الحفلة لقيت شعاع احمر رفيع على فستان مراتى ،عرفت ان ليزر مسدس وان حد عاوز يأذيها ،خدتها فحضنى والرصاصة اصابتنى مكانها

الضابط بحدة :وانت مقلتش دا ليه من الاول

يامن :ايييييية ،بقولك لسة فايق انت مبتفهمش

الضابط :انا مراعى انك قايم من حادثة بس متحاولش تتطاول عليا ومتنساش انت بتكلم ظابط

يامن بتهكم :ظابط ايه ان شاء الله ،ظابط ايقاع !!

اعرف انت بتكلم مين ،عشان ممكن بتليفون واحد اخلعك اابدلة اللى انت فرحان بيها دى

حمم الضابط بحرج ،فهو يعلم انه قادر على تنفيذ تهديده ففضل الصمت على ان يجد نفسه منقولا من الخدمة وربما الى احدى القرى الريفية

الضابط :ملوش لزوم كل الكلام دا انا بشوف شغلى ،طب كدا انا محتاج المدام احقق معاها

يامن :لا انت مش هتجبها ولا اسمها هيدخل التحقيق انا عارف مين عمل كدا

الضابط :وضح كلامك اكتر من فضلك

شرع يامن بسرد ما حدث له منذ اسابيع

بداية من مكالمات ورسائل التهديد ،وابتزازه للعمل فى تجارة السلاح

الضابط :انت متأكد من اللى انت بتقوله دا ،لو كدا تبقي مش مجرد محاولة قتل ،دى شبكة تجارة سلاح

قولى كل حاجة ،كل حاجة حتى لو معلومة تافهة من وجهه نظرك مهمة بالنسبة لينا احنا حد هددك بشكل صريح

يامن :ايوا ،واحد اسمه جاسر جالى الشركة و.............،

الضابط :اتفضل امضى على اقوالك

واعمل حسابك ان ممكن نتصل بيك او نستدعيك فاى وقت او نتصل بيك ،واتمنى يكون صدرك رحب وتساعدنا عشان دا موضوع حساس اووى للبلد

يامن :اكيد انا حابب دا اكتر منك بس أهم حاجة اسم مراتى ميتذكرش فالتحقيق

اغلق الضابط المحضر واستدعى قوة للتحرك الى منزل المدعو جاسر على وعد بعدم ذكر اسم أروى باى تحقيق

اراح يامن ظهره الى الخلف ،لقد عاد وعادت المشاكل گأن سكان الارض جميعهم تحالفو ضده كى لا ينعم ابدا براحة البال

لم يلبث ان خرج الضابط من عنده حتى فوجئ بالباب يفتح

ويمنى تجرى عليه تحتضنه كطفل صغير متشبث بوالده وتقبله بكل جزء من وجهه ،شدد على يدها كى يشعرها انه بخير ،يعلم ان قلبها بالتأكيد كان يحترق عليه وهو مريض فبالرغم من انهما متساويان فالعمر الا انها رُبيت على يده منذ فترة المراهقة بعد موت والديهما وتوليه مسؤليتها بكل شئ

تساقطت دموع بمنى رغما عنها :حمد الله على سلامتك ي حبيبي ان ش الله كنت انا وانت لا

يامن :ششش ...متبقيش هبلة مالى ما انا رجعت وزى الفل اهو

يمنى :بجد يعنى مش حاسس انك تعبان

يامن بمزح :لا تعبان عشان انتى ضاغطة على جرحى ي دراما كوين هتموتينى الله يخربيتك

ازاحت يدها من عليه بسرعة كانما لدغها عقرب :انا آسفة والله آسفة من فرحتى بيك مخدتش بالى

تقدم منها عزيز محتضنا كتفها فجز كريم على اسنانه بغيظ وجاهد كى لا يُفضح امره امامهم

عزيز :ما خلاص بقي ي حبيبتى متقلبهاش نكد مش كدا ولا ايه ي كريم

لم يرد عليه كريم وكأنه لم يسمعه من الأساس

القي يامن نظرة على كريم فوجد بها لمعة حزن وعضب لم يفهمها

-مش هتسلم علياا ولا ايه ي صاحبي ،موحشتكش

كريم :انت بتقول ايه ،متعرفش انا كنت عامل ازاى وانت جوا ،احنا كلنا كنا بنموت الف مرة واحنا مش عارفين نعملك حاجة لولا ياسين والمتبرع مكنتش زمانك فوسطنا دلوقتى

قطب يامن حاجبه بدهشة :متبرع !!!متبرع ايه انا فيا ايه

هنا تولى ياسين مهمة شرح الموقف له بعمليه

:الرصاصة احترقت الجانب الايمن عندك والكلية تأذت جامد واضطرينا نستأصلها

وللاسف مكناش نقدر نعتمد على كلية واحدة عشان جسمك كان ضعيف فالوقت دا

كنت محتاج عملية زرع كلية

يامن :ومين الى اتبرعلى حد منكو !!

التقت عين ياسين بعين اروى الامعة كأنما تترجاه الا يخبره باى شئ

ياسين بنفي :لا كلنا عملنا الفحص حتى انا عشان نشوف نسبة تطابق الانسجة وللاسف محدش مننا اتوافق

احم...ما عدا المدام أروى طبعا لانها مريضة سكر وكدا بنكون بنعرض حياتها للخطر دا راجل غلبان لما انتشر الخبر جه مع ناس كتير كانت عاوزة تتبرع وكان ابنه توفي فحادثة وفكر يتبرع بكليته صدقة على روحه وهو الوحيد الى تطابقت انسجته

تنفست اروى الصعداء وحمدت الله انه وفي بوعده ولم يشى بها

تنهد يامن بثقل :طب انا وضعى ايه وهخرج من هنا امتى

ياسين :دلوقتى وضعك مستقر كام يوم نطمن عليك وهكتبلك على خروج

هز يامن رأسه متفهما

-طب يلا ي جماعة

يمنى :يلا فين انا مش هسيبك

يامن :يمنى قلتلك روحى

كلكو روحو انا بقيت كويسة وعاوز استريح

أروى بخفوت :بس انا هفضل معاك

لم يعترض ابدا على اقتراحها وصدقا لو لم تكن هى اقترحت ذلك كان هو طلب منها البقاء

كريم :ماشى ي صاحبي زى ما تحب هنمشى ونجيلك بكرة

ودعته يمنى وانصرفت مع عزيز اللذى تآكل قلبه من الحقد ف بإفاقته هُدمت كل احلامه ومخططاته

وقف ياسين مع أروى على عتبة الباب وحدثها بصوت خافت مستغلا انشغال كريم بالحديث مع يامن

ياسين بغضب مكتوم :انتى ايه اللى انتى بتعمليه دا ها ،هو دا اللى احنا اتفقنا عليه تريحى نفسك

اروى بضعف :غصب عنى ي ياسين والله مش قادرة اروح هكون مرتاحة وهو جنبي

ياسين :طب وهتعملى ايه فالنوم ،جرحك ميستحملش انك تباتى على كرسى ولا حتى على الكنبة ،انتى ناسية انو الجرح لسة ملمش وانتى ماشية بمسكن

اروى :سيبها على الله ي ياسين وانا هدبر امورى متخفش

ياسين :مش عارف اقولك ايه انتى اكتر واحدة عنيدة شفتها بحياتى

بس تعرفي

:انا مبسوط اووى ان فى واحدة طيبة زيك فحياة يامن

منحته ابتسامة صغيرة فهى لا تعرف كيفية الرد على مثل تلك المجاملات

وعلى الجانب الآخر كان كريم يشاكس يامن فقد اشتاق كل شئ به حتى غضبه الغير مبرر حينما يمازحه كريم

كريم بنبرة خبيثة وغمزة صغيرة ليامن :ايه بقي

يامن :ايه !!!!!

كريم :ايه ؟

يامن :اه ايه !!!!والله ما فاهم

كريم بخبث:لا انت فاهم وبتستهبل ،مكنتش راضى حد مننا يعد ووافقت لما أروى قالت تعد ليه ،؟

ايه ها الصنارة غمزت ولا ايه

يامن :مش عارف فى حاجة اتنست سهوا ولا عمدا بس دى مراتى والمصحف الشريف مراتى ،انت اهبل يلا

كريم :اه مراتك بس مش كنت واخدها تخليص حق و عشان صورتك فالمجتمع ولا ايه :بقيت احس عينك بتطلع قلوب وهى موجودة

عينك فيها لمعة عمرى ما شفتها ومتأكد انو حاجة كبيرة

يامن بهيام :هى فعلا حاجة كبيرة وكبيرة اووى بس مش هينفع احكيلك هنا

ربت كريم على كتفه بدعم :ماشى ي صاحبي وانا هستنى تقف على رجلك وتحكيلى

ثم تابع بمزح :بس مقولتليش برضو هتقولو ايه لما نمشى

تناول يامن احدى المخدات من على السرير وقذفها عليه بكل غل

:غوور ياض من هنا يعلن ابو رخامتك ي شيخ

غادر ياسين كريم وهو يضحك من كل قلبه

فادام الله ضحكتهم وشقاوتهم مدى العمر

وعلى الجانب الآخر :أحست هى ببرودة الجو المفاجئة فلقد انصرف الجميع وبقيت هى معه بمفردها

لم تكن تعرف كيفية التصرف وماذا ستقول

اكان عليها ان تصر على البقاء

هى تحبه ولكن تخجل منها وخصوصا انها لا تعرف مشاعره تجاهها هى تشعر ان مشاعره تجاهها مذبذبة

تارة يحدثها برقة وحنان وكأنها اجمل نساء الدنيا في عينه وتارة ينهرها ويشعرها بدونتيتها ،يعتصر قلبها حزننا كلما تذكرت جملته "انا جوازى منك كان مجرد غلطة "

اخرجها من افكارها نداء يامن لها

يامن :واقفة بعيد ليه تعالى

سحبت كرسي وجلست الى جواره

والصمت هو سيد الموقف

امسك بكف يدها وطبع قبلة حارة على باطنه

ارتعشت اروى اثر تلك اللمسات ،مشاعر لم تختبرها من قبل احست بفراشات تدغدغ معدتها

استشعر يامن القشعريرة اللتى سرت فى بشرتها اثر لمسته

يامن :ايه مالك بتترعشى كدا ليه

اروى :اص..اصل ..يعنى بلاش كدة لو سمحت

يامن :تبقي لسة زعلانة

اروى :هتصدق لو قلت لك انى اصلا مش فاكرة كنا متخانقين ليه ،انا بس بحاول احفظ بينا مسافة ،مسافة تخلينى اعرف اداوى جروحى بعد ما تسيبنى

-مين قالك انى هسيبك !

-انت ،كل تصرفاتك متناقدة ،انا لسة منستش انك قلتى انى غلطة ،منكرش ان ليك مساحة جامدة فحياتى هتفضي لما تسبنى بس مهما صبرت نفسى عارفة انك فيوم هتسبنى ،عارفة انت اتجوزتنى ليه و عارفة انى مش من مقامك وانك اكيد فترة وهتبيع وتستغنى بواحدة تحفظ مكانتك وتشرف اسمك قدام الناس

يامن :خلاص خلصتى !!تسمحيلى اقولك حاجة

اروى :اتفضل

يامن : انتى غبية اووى

اروى باندهاش :انت بتقول ايه

يامن :ايوا غبية ،غبية عشان مش قادرة تفرقي بين الكره ومشاعر تانية ،الكلام اللى بيتقال فلحظات غضب او تحت ضغط ابعد ما يكون عن الحقيقة ،الصورة الحقيقية مش دايما اللى عينك بتشوفها

ثم تابع بألم :انا عارف انى مش الصورة المثالية الى كان نفسك شريك حياتك يبقي عليها

انا معشتش مرفه ومدلع وصحيت لقيت نفسي يامن العمرى

انا راضي عن شخصيتى ومش برمى حاجة على شماعة الظروف راضي عن كل حاجة الا حاجة واحدة !!

سلوكى معاكى ،مش انت اللى مفروض يحصلك كدا

فى حاجات مش لازم تعرفيها دلوقتى ولا عندى طاقة او استعداد انى اوصفها عشان دا مش وقته ولا مكانه بس اعرفي انى كنت ضغط جامد اووى واى حاجة غلط قولتهالك عشان مقدرتش اسيطر على شعور احتمال فقدك عارف انك مش فاهمة حاجة بس اعرفي ان اللى سمع عن الوجع مش زى اللى داقه وعاشه

وبمجرد ان انهى كلامه فوجئ بها تضم جسدها الصغير اليه تحاول احتواء جسده لم تجد كلام يمكن ان يحتوى وجعه الخفي الذى جهلت سببه سوى هذا الحضن

لاول مرة

بكامل ارادتهاو بمبادرة جريئة منها

قد تكون لا تفهم شئ وبعض القضايا مبهمة امامها ولكنها متأكدة ان هذه المحادثة كانت من اسمى لحظات الصدق الشعورى ليامن

اما هو كان يتوقع منها مزيد من الاسألة والعناد وكان يترب افكاره بكيفيه الرد عليها بالتأكيد لن يكون الاعتراف بحبه فى مثل هذا الموقف وذلك المكان هى تستحق شئ اكثر رومانسية واثارة من هذا بكثير

شدد يامن من احتضانها وبقيا هكذا بدون كلام لبعض الوقت ...

لم يخرجهم من سحر تلك اللحظة سوى شعور اروى بوجع جرحها نتيجة لفرق القوة والحجم بينها وبين يامن

حمحمت بحرج وانسلت من بين احضانه

مسح هو على شعره عدة مرات حتى خرج صوتها

أروى :كفاية عليك كدا النهاردة انت لازم تنام وترتاح عشان جرحك

يامن :وانتى هتعملى ايه

اروى :هنام هنا عالكنبة عشان لو عزت منى حاجة

يامن :لا مفيش نوم عالكنبة

اروى :ليه هى اول مرة !!

كيف يخبرها انه لن يستطيع الابتعاد عنها بعد هذا العناق العنيف ،لربما ليست اول مرة تنام هى على الكنبة وهو على السرير ولكنه اقسم بداخله انه لن يسمح لها بذلك الفعل بعد اليوم لا الآن ولا حتى الى ان يعترف لها بحبه ويعلن ملكيته لها

يامن بنبرة حنونة :ممكن تتعاملى معايا ك زوجك ل ليلة واحدة وتنمينى

ارتبكت اروى و اخذت تفرك يدها بتوتر ملحوظ :انيمك ...انيمك ازاى يعنى

يامن تعدى جنبي عالسرير وتلعبي فشعرى لحد ما انام

اروى :مم...مش هينفع

-ولو قلتلك عشان خاطرى

الى هنا ولم تستطع الرفض جلست بجانبه على طرف السرير واغمض هو عيناه وبقيت تلعب بشعره حتى احست انه استسلم للنوم

حاولت النهوض من على السرير ولكنها فوجئت بيده تحيط بها بقوة فعلى ما يبدو انه يحلم بها فى نومه حاولت ازاحة يده بكل قوتها ولكن عبثا اضطريت الى البقاء بجانبة انتظارا حتى يتقلب فى نومه ويزيح يده من عليها

بقيت لمدة طويلة تجاهد حتى لا تغلق عينها ولكن تأثير احداث اليوم اضافة للمسكن القوى الذى اعطاه لها ياسين انعكس عليها وسقطت فى نوم عميق

احس هو بانتظام نفسها

فتح عينه وابتسم من زاوية فمه بثقة قربها منه واراح رأسها على صدره

ولاول مرة منذ عدة سنوات يسقط فى نوم عميق

............

سطع قرص الشمس الذهبي ليعلن عن يوم جديد

جالس هو وابنه على مائدة الافطار ليتفاجئ بقوة من الشرطة تقتحم المكان ومن خلفهم يقف الحارس مطاطىء الرأس فهو لا يتسطع منع الشرطة من اقتحام المكان

شاهين بحدة :ايه اللى بيحصل هنا وازاى تتهجمو كدا على بيتى

الضابط :معلش هنبقي نبعتلك كارت دعوة المرة الجاية

معانا اذن من النيابة بالقبض على جاسر شاهين

جاسر :تقبض عليا انا !!!!انت اتجننت وتقبض عليا ليه اصلا

الضابط :هتعرف فالنيابة خدوه عالبوكس

قامت القوات باحاطته وجره الى سيارة الشرطة وسط صراخ جاسر وشتائمه النابية

اتصل شاهين على المحامى الخاص به وركب سيارته يتبعه حرسه الى النيابة العامة

........

وصل شاهين مع المحامى الى النيابة واذن المحامى بمرافقة جاسر للتحقيق

جاسر بحنق :اقدر اعرف انا هنا بعمل ايه وازاى تاخدونى من بيتى بالشكل المهين دا

الضابط :انت متهم بمحاولة قتل يامن يوسف العمرى

جاسر باندهاش مصطنع :انا اقتل!!!ومين يامن دا اصلا انتو مجانين وامتى الكلام دا

الضابط :احفظ ادبك وراعى انك قصاد تحقيق رسمى

الواقعة كانت يوم "......"

مساءا بفيلا العمرى ويامن العمرى بيتهمك شخصيا بمحاولة قتله

جاسر :هقتله ازاى واليوم الى انت بتتكلم عليه دا يوم جوازى !!!!!

صعق الضابط مما قاله كيف تكون ليلة زواجه وهو المتهم الاول بواقعة القتل

المحامى :اسمحلى ارد ي فندم نيابة عن موكلى

التاريخ المذكور بواقعة القتل دا نفس تاريخ زواج موكلى وادى قسيمة الزواج

ثم فتح حقيبته واخرج منها القسيمة واعطاه للظابط الذى بعث بها الى احد الموظفين للتأكد من صحتها

بعد ما تم مراجعة القسيمة والتأكد من صحتها

-انا بطالب باخلاء سبيل موكلى لانو مفيش ولا شهود ولا ادلة ضده دا مجرد اتهام كاذب ومش معقول موكلى هيسيب عروسته وليلة فرحه ويروح يقتل وفى كمان شهود على كدا مدعوين الفرح بتاع جاسر باشا

تنهد الضابط بقلة حيلة وقام بإخلاء سبيل جاسر بضمان محل اقامته ريثما تظهر ادلة جديدة

خرج جاسر برفقة شاهين وركب سيارته مغادرا المكان

نظر كلاهما الى الآخر وضحكا ضحكة عالية

شاهين :اه منك ومن دماغك ي عزيز

Flash back

باليوم الذى اجرى فيه يامن عملية الزرع وعلم من يمنى بالامر ،فهاتف شاهين


الو ايوا ي باشا الزفت يامن دا لقوله كلية وعمل العملية

خلى جاسر ي دارى اليومين دول عبال ما نشوفله صرفة اكيد هيتفتح تحقيق رسمى لما يفوق وهيذكر اسمه بسرعة مفيش وقت لازم نرتب وكل حاجة ونسبقهم بخطوة

شاهين :اسمعنى ي عزيز ،عاوزك تشوفلى صرفة بالموضوع دا انا مش هستنى لما يجى البوليس يطبو علياا وياخدوه

فكر عزيز مليا :الحاجة الوحيدة اللى تنفي عنه التهمة تواجده بمكان تانى قبل الحادثة

الحل الوحيد انك تضربله قسيمة جواز بتاريخ قديم

فمش معقولة عريس هيسيب ليلة فرحه ويروح يقتل

شاهين :وانا هلاقي فين عروسة فالوقت دا ي عزيز

عزيز :اى بت جاسر كان يعرفها ي باشا اديها قرشين عشان توافق وبعدين يطلقها مش معقولة ملوش علاقات يعنى ي باشا وانت سيد العارفين

End flash Bach

شاهين :عزيز دا سم ومن بعد احمد دا احسن واحد اشتغل عندى

جاسر :معاك حق :بالرغم من انى مبحبوش اووى بس منكرش انو لولاه مكنتش خرجت من الورطة دى

.........

مضى عدة ايام أُعلم فيها يامن بما حدث مع جاسر فى التحقيقات


غضب فى نفسه كثيرا ولكنه سرعان ما استعد رباط جأشه فلابد له ان يعلم ان المعركة لا زالت بالبداية

تحسنت صحته كثيرا واستعاد عافيته وسُمح له بمغادرة المشفي

اما أروى حالتها تسوء كثيرا جرحها لم يشفي بعد وتعيش على المسكنات القوية

وياسين يلعن تحت انفاسه مائة مرة انه سبب بشكل او بآخر فى المها

.......

صباحا بقصر العمرى

يجلس الجميع على مائدة الافطار

عاد كل شئ كما كان

يامن يتناول فطوره استعداد ليوم عمل جديد بالشركة وأروى تضع عينها في طبقها للتهرب من نظرات عزيز التى ضاقت ذرعا بها

رن هاتف أروى معلنا عن مكالمة جديدة

ظنتها شهد لانه منذ خروج اروى من المشفي وشهد تهاتفها يوميا

تجمد نظرها على الشاشة والمفاجأة كانت كبيرة

لم يكن المتصل سوى "عدى "أخيها الغائب

بقيت تحدق بالشاشة كثيرا

حتى استرعي انتباه يامن :مين اللى بيتصل

اروى بتلبك :دا....دا ...اخويا عدى

اندهش يامن لانه نسى او ربما تناسى عن عمد وجوده ولكن لما المفاجأة الم يكن يتوقع ان يعود او يهاتفها ،ولكن اترى هل هى مكالمة بريئة ام علم بزواجهم

اخذت اروى الهاتف وانصرفت الى احدى الغرف

ضغطت على زر الايجاب

أروى :عدى حبيبي وحشتنى

وصلها لها صوته الغاضب فمما لاشك فيه انه علم بزواجها

:وحشتك ..وحشتك فين ي هانم لا باين ماشاء الله والهانم اللى صورها منورة عندى وهى متجوزة

اتجوزتى ي أروى اتجوزتى من ورايا ليه ملكيش راجل

اروى ببكاء :لا والله ي عدى انت متعرفش الظروف اللى حص....

اروى :اسكتى متعصبنيش بقي انا هنا طافح الدم وانت بتستغلى انهم مانعين عننا وسايل التواصل وتتجوزى من ورايا

ومن مين مش دا جوز صاحبتك

انتى خطفتيه منها ولا عملتى ايه بالضبط !!!

انتى خنتى ثقتى فيكى

انهارت ارضا باكية ضعفها وجرحها الجسدى اضافة لجرح روحها ،

هى لم تعرف يوما عائلة سواه ،كيف يظن بها هذا الظن ويوجها اليها كل تلك الاتهامات

فوجئت بيد يامن تنتشل الهاتف من يدها

لقد غادر غرفة الطعام منذ البداية ووقف خلف الباب يستمع لها كان يتوقع السيناريو الذى نسجه عدى من خياله او ربما الظروف هيئتها له لم يرد التدخل بينهما ولكن ما ان سمع صوت بكاءها حتى خرج عن طور هدوءه

تناول منها الهاتف

يامن بعلو صوته :اسمعنى قبل ما تقول اى حاجة وتتهمها اى اتهام

انا السبب

انا السبب فكل حاجة ،شهد هربت وانا اللى غصبت عليها وهددتها لو متجوزتنيش مكانها هقتلك

فاهم انا اللى جبرتها اوعى تتهمها بحاجة

قُطع الخط معلنا عن انتهاء المكالمة حاول اعادة الاتصال ولكنه وجده خارج نطاق الخدمة

جلس على ركبتيه امامها احاط يدها الصغيرة بيده

:انا اسف ،انا عارف انى لخبطت حياتك وانا السبب فكل حاجة قالهالك يريتك ما شفتينى ولا جيتى فسكتى

اسكتته بوضع يدها على شفتيه وجابته من وسط بكائها

:ارجوك متقولش كدا انت مش لازم تعتذر انا مش ندمانة انى اتجوزتك ولا جيت فسكتك

انا مقهورة على ظن عدى بيا ،انا تربيته وهو عارفنى ازاى يظن انى سرقتك من شهد ولا هو عشان مش من دمى مش واثق فيا كدا هو انا هفضل لحد امتى الحزن محاوطنى كدا هو انا مش مكتوبلى افرح

يامن :هتفرحى ..والله لتفرحى وتعيطى من كتر الفرح ثقي فيا ارجوكى ومتسألنيش عن حاجة

هزت رأسها بالايجاب واتجه معها الى الحمام لغسل وجهها ومحى اثار الدموع من عليه

........

بشركة العمرى بعد يوم عمل طويل واجتماعات ليعوض كريم ويامن غيابهم عن السوق كل تلك الفترة

اراح يامن ظهره على الكرسى وحل رابطة عنقه جلس كريم امامه فقد سرد له صباحا ما حدث مع أروى ومكالمتها مع عدى

كريم :الحقيقة انى مش فاهم دماغك لحد دلوقتي منين بتعشقها ومنين شايفها بتتنشأ على كلمة حلوة ومش راضي تعترفلها

يامن :انت عمرك ما هتفهم هى اللى شافته بحياتها مش سهل لا منى ولا من الزمن مقدرش اجى فلحظة واقولها بحبك

انا برتب لحاجة احلى بكتير يوم تحس فيه انها اميرة

عاوز فاليوم دا كل كلمة اقولها ليها وكل شعور حاسه يطلع زى ما انا عاوزه بالضبط والموضوع دا محتاج ترتيب مش جو شقلب واقلب دا

كريم :واليوم دا هيكون امتى ان شاء الله

سرح يامن متخيلا ذلك اليوم الذى ينتظره على احر من الجمر

:يوم عيد الحب

كريم :سيدى ي سيدى ربنا يخليكو لبعض

اقوم انا اكمل شغلى

صحيح متنساش ان انا وياسين جايين نتعشى عندك النهاردة

يامن :مش ناسى هخلص شغلى واعدى عليك نروح سوا

.............

بفيلا حازم سليم

عاد كلا من حازم واحمد بعد يوم شاق آخر صباحا بالبحث في ملاجئ الايام وبعد الظهر بشركة حازم التصميمات الهندسية

فقد استلم احمد نصيبه من ارث والده وعمل مع حازم فى شركته

عادا منهكين من العمل فوحدا شهد ونهى يلاعبان الصغير تيم فى حجرة المعيشة رأو معالم الخيبة على وجههم

ربتت شهد على كتف احمد بحنان

:لسة برضو مفيش اخبار

احمد بقلة حيلة :مفيش ي شهد احنا هنتجنن زى ما يكون الارض انشقت وبلعتها

اتاهم صوت نهى قائلا :انا مش عايزة احبطكو بس انتو ازاى بتدورو باسمها لحد دلوقتي مهو لازم متلاقوش حاجة

حازم :تقصدى ايه مش فاهم

نهى :يعنى زى ما فقدت الذاكرة ونسيت كل حاجة

وارد جدا انها تكون ناسية حتى اسمها

احمد باستغراب :لا لا مش معقول حتة نسيت اسمها

شهد :حبيبي انا خايفة اقولك كدة برضو ،عشان كدا انتو مش لاقيين اسمها فاى دار ايتام

وضع رأسه بين يديه بقلة حيلة :ي ربي يعنى اعمل ايه دلوقتى احنا كدا زى ما نكون بندور على ابرة فكوم قش

نهى :انتو هترجعو تلفو تانى على دور الايتام بس مش بنفس الصورة انتو بعلاقات حازم تقدرو تعرفو فكل ملجأ البنات اللى دخلوه فالوقت بتاع الحادثة او مدة قريبة منها مش هتلاقو اسمها اكيد بس لو شفتو البنات ممكن احساسكو او اى حاجة تعتركو فيها

مش عارفة انا كدا بفكر صح ولا لا بس دى اسلم حاجة انا وصلتلها

احمد :على فكرة انتى بتتكلمى صح

حازم ،من بكرة نرجع ندور تانى قبل الشركة زى ما نهى قالت

حازم :تمام ،يرب يعترنا فيها بقي

نهى :طب يلا ي جماعة العشا جاهز اكيد مكلتوش حاجة من الصبح

جلس الجميع على مائدة العشاء

حازم بسعادة :الله بيتزا اهو هو دا الكلام والله

بدأ احمد وحازم بتناول الطعام وسط اعين الفتيات المترقبة ما لبث ان تذوق كلامها

حتى اشمأزت ملامحهما سعلو كثيرا

حازم :كح كح......ايه ي نهى القرف اللى انتى عاملاه دا ي حببتى انتى عايزة تموتينا

وكزته نهى فى كتفه وبصوت خفيض :شش ...اسكت يخربيتهم هتفضحنا دا شهد اللى عاملة الاكل

اما شهد كانت تقف بحماس مستعدة لمدح احمد على صنع يدها

شهد :ايه رأيك فالبيتزا ي حبيبي

احمد بملامح مشمأزة :كح.كح ..ح ..حلو ي حبيببتى بس متعمليهاش

شهد بغضب :بتتريق عليا ي احمد هو دا اللى هنتسحمل كل حاجة مع بعض

احمد :انا قولت كدا امتى

تابعت شهد ببكاء :ايوا قلتلى هنستحمل كل حاجة مع بعض وانك بتحب اى حاجة منى ي كداب ي غشاش

احمد وكأنه ينفض عن نفسه تلك التهمة :ايوا ي حببتى قلت كدا بس محلفتش

لم يستطع حازم ونهى كبت ضحكاتهم واحمد هو الاخر

تطلع الى شهد فوجدها تستعد لنوبة بكاء اخرها

اخذها فى احضانه وربت على كتفها :ششش ...خلاص ي حبيبي بهزر والله انا هستحمل كل حاجة منك حتى او كانت البيتزا الغريبة دى

شهد ب

                الفصل السابع عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>