الفصل السابع عشر والثامن عشر
بقلم اميرة جمال
"إن الحب له رائحه مثل رائحة المسك لقول سيدنا يعقوب. إني لأجد ريح يوسف.." إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ "
رائحةُ الفرجِ لا تُخطِئها أنوفُ الموقنين💛
خلال نص ساعة من الانتظار وصلت الطبيبة وبعد الفحص الدقيق
احمد بقلق :مالها ي دكتورة مش بتفوق ليه كات كويسة
الطبيبة بابتسامة :دا طبيعى ي استاذ متقلقش
احمد :طبيعى ازاى دى وقعت مرة واحدة
الطبيبة :مبروك المدام حامل
احمد :ح..حامل ..بجد ي دكتور انتى متأكدة
ابتسمت الطبيبة فهو لا زال تحت تأثير الصدمة :متأكدة ويدكتورة فجملة واحدة 😂
ايوا ي استاذ متأكدة هو انا ببيع بليلة المدام حامل فشهر
احمد بسعادة :يعنى انا هبقي ام وهى هتبقي اب
حازم :يبنى بطل بقي الهبل اللى انت بتقولو دا ابوس ايدك 😅
احمد :قصدى يعنى هبقي اب وهى ام
الحمد لله يرب الحمد لله
طب ...طب شهد كويسة هى تعبانة ليه مش بتفوق ليه
الطبيبة :اكيد بذلت مجهود وهى مكنتش تعرف انها حامل
انا هكتبلها على شوية فيتامينات ومثبتات حمل بس قبل كل دول الراحة التامة عشان هى جسمها ضعيف وفأول تلت شهور دول اصلا الحمل مبيبقاش ثابت
احمد :تمام تمام بس هى هتفوق امتى
-فى خلال دقايق
اتفضل الروشتة اهى واتمنى تشرفونى فالعيادة عشان نتابع نمو الجنين
احمد :حاضر ي دكتورة انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاى انا بقالى زمن مفرحتش كدا
الطبيبة :تحت امرك ي فندم فاى وقت
نهى :اتفضلى معايا ي دكتورة انا هوصل حضرتك لحد الباب
خرجت نهى بصحبة الطبيبة
نسى احمد خلافاته مع حازم واتجه اليه يضمه بقوة
:حازم انا مش مصدق ان ربنا رضي عنى
حازم :ليه بتقول كدا ،انتى ليه دايما فاكر انك حد وحش و انك خرجت من رحمة ربنا
احمد بدموع لا يعلم اهى دموع الفرح ام لتذكره كيف كان فالماضى :انا عملت كل حاجة وحشة ،كل حاجة ممكن تتخيلها الا القتل ،كنت بتكسف من ربنا اقف قدامى وانا قلبي كلو ذنوب
،ساعات بحس ان احنا مش لاقين ليلا عشان ذنوبي ربنا بيعاقبنى فيها وحارمنى منها
رفع حازم رأسه اليها وبيده ازال الدموع من على وجنته :
متقولش كدا انت اكتر انسان قوى شفته فحياتى ومس عشان اخويا بقولك كدا ،حقيقي دى الصورة اللى انا شايفك عليها اللى متهزتش لما عرفت ماضيك
انت كنت بتعمل كل دا تحت ضغط
الواحد مننا لما بيشوف مشهد قتل ودم فالتليفزيون نفسيته بتتهز
ما بالك واحد شاف اهلو بيتقتلو قدامو واختو بتتخطف ومتهدد بيها اربعة وعشرين ساعة يعنى عايش 19سنة تحت ضغط
تفتكر ربنا لو مكنش راضى عنك كان بعتلك واحدة زى شهد
تفتكر ربنا لو كان خرجك من رحمته كان زرع حبها فقلبك ،فى ناس بتعيش عمرها كلو عبال ما تلاقي الحب ،وناس بتعيش وتموت وهى بتدور عليه وبرضو مابتلاقيهوش ،وانت ربنا رزقك بالحب واراد انك تطلع من المستنقع اللى كنت عايش فيه وعترك فيا ،وانا عندى يقين اننا هنلاقي ليلا ونخلص من شاهين ونرجع حد باباك ومامتك
واكبر دليل على كرم ربنا ابنك او بنتك اللى جايين
قول الحمد لله ي احمد "كن حامدا ،فقد سمع الله لمن حمده "
احمد :انت عندك حق ،انت متعرفش كلامك دا ريحنى اد ايه
ربت حازم على كتفه بدعم :انا جنبك ومعاك فاى وقت بس انا اللى مش واخد بالك
اكتفي احمد بابتسامة صغيرة مجاملة
:طب ممكن تسبنى شوية مع شهد ،عاوز اكون اول حد يبلغها الخبر دا
حازم :حقك طبعا بص انا هطلع اطلب عشا من برا لازم نحتفل بعد الخبر الجميل دا واكيد مش هناكل من البيتزا المعوقة دى حسبي الله ونعم الوكيل 😂
انصرف احمد ولم ينس ان يغلق الباب خلفه حتى يحفظ لهم قدر من الخصوصية
مال احمد على الفراش بجانب شهد ازاح خصلة من شعرها قد تمردت على جبينها ،كان حازم محق فى كل كلمة قالها
لقد رُزق وجودها بحياته منذ ان التقيها وحياته تتغير الى الافضل بداية بمعرفه كذب شاهين عليه كل تلك السنوات ،مساعدته فى العودة الى الله ،بداية تحرك مشاعره نحوها ،واخيرا تكليل قصة حبهما بالزواج ❤
بقي يملس على وجنته ويهذب بشعرها بحنان حتى تستيقظ
حركت جفناها حركات سريعة مشيرا الى بداية عودتها للوعى
همس بصوت عذب بجانب اذنها مباشرة :اصحى ي عمرى بقي لازم تتقاسم الفرحة سوا 💚
فتحت جفناها بصعوبة رمشت عدة مرات حتى تعتاد على الاضاءة
شهد بصوت خافت :ا..احمد هو حصل ايه
احمد بابتساماته الرجولية الساحرة :محصلش اى حاجة غير انك كنتى بتشوفي غلاوتى عندك 🌺
شهد:طب انا بعمل ايه هنا ،كلو من البيتزا الحقيرة دى انا عمرى ما دخلت مطبخ اصلا يوم ما اتفزلك اعمل بيتزا ،يلا اهى جت سليمة ،خلينا ننام بقي عشان تعبت
احمد :ايه هو دا مفيش نوم غير لما تاكلى
شهد :لا يعم انا نفسى اتسدت كل انت وسيبنى انام
احمد :تفتكرى يصح اول مرة يجيلنا فيها ضيف نسيبو من غير عشا
قطبت حاجبيها باستغراب :ضيف !!!!ضيف لمين هو احنا حد يعرفنا اصلا ؟
حد جاى لحازم يعنى
احمد :توء ،جاى لينا احنا ،انا وانتى وبس
ثم وضع يده على بطنها :تحديدا هنا وهيشرف بعد تمن شهور
التمعت عينى شهد بدموع الفرح :احمد...انت مبتهزرش صح ..انت تقصد اللى انا فهمته
اومأ برأسه ولم يتخل عن ابتسامته الساحرة
وفى خلال ثانية او أقل
قفزت من على السرير واخد تقفز على الارضية بسعادة :انا حاااااااامل ،هبقي ام ،هنبقي اب وام احمد سامع ،ي نهى انا حاااامل
اوقفها احمد بيده وثبتها جيدا مانعا اياها من القفز :بس ي مجنونة ،هتموتى الطفل قبل ما يجى
هزت رأسها بالنفي وحاوت نفسها من منطقة البطن كانها بذاك الفعل تبث الامان الى جنينها :لا مش هيحصلو حاجة ،دا بتاعى انا بس.ً......
بترت جملتها فور تذكرها خلافها مع ابيها وتبريه منها
:بابا ...بابا وماما مش هيبقو جنبي ...محدش هيخلى بالو منى فحملى ..محدش هياخد بايدى ويأكلنى ..انا ليه فرحتى مش كاملة كان نفسي اكون وسط اهلى وافرحهم انهم هيبقو جدود
تركها تفرغ شحنة حزنها وبكاؤها واكتفي بالتمليس على شعرها وضمها لصدره
حتى شعر بانخفاض صوت شهقاتها :خلاص خلصتى عياط ،ازاى ب غبية ملكيش حد ،قلتلك ميت مرة وهفضل اقولهالك انا مش بس جوزك :انا ابوكى واخوكى وامك وصحبتك وكل حاجة الا لو كنتى مش مكتفية بيا
شهد :متكملش ،والله مكتفية بس بتصعب عليا نفسى مش اكتر كان نفسى اهلى يبقو جنبي
احمد بوجع :انا كمان كان نفسى يبقي اهلى جنبي من زمان كان نفسى فايد تطبطب عليا
احنا شبه بعض بالضبط ،بس الفرق انك عندك فرصة ترجعى علاقتك معاهم حتى لو زمن ،لكن اللى عندى راح والىى راح مبيرجعش
بحاول اعوض نفسى بيكى وباخويا ،ودلوقتى بابننا اللى جاى ،ارجوكى ي شهد متكسريش فرحتنا خلينا نعيش السعادة ولو لدقايق احنا منعرفش بكرة مخبيلنا ايه
لمس كلامه قلبها فحقا الفرصة لا زالت امامها بمحاولة الصلح معاهم لكن هو احباؤه تحت التراب
شهد :انا اسفة لو فكرت بيهم
احمد :انا عمرى ما نستهم لحظة عشان افتكرهم عشان خاطرى ي شهد بلاش ننكد على نفسنا وسيبى كل حاجة لوقتها يمكن فيوم ربك يحلها كن عنده
زادت من ضم جسده الصغير لها :طب ايه بقي مش هتعشينى ولا تجوعنى انا وابنى من اولها
حملها بين يديه بسرعة كأنها لا تزن شيئا :تعالت ضحكاتها ،نزلى ي مجنون هتعمل ايه
احمد :مش هخليكى تمشى على رجليكى دلوقتى خالص انتى لازم تستريحى ،يلا بينا زمان حازم طلب وليمة عشا ،عشان نحتفل بالباشا الصغير دا
خرج بها من الغرفة استعدادا للاحتفالهم الصغير
فعلى ما يبدو ان احدهم سيقضي ليلته مستيقظا من فرط السعادة
...........
فى فيلا العمرى
اروى :موافقة ،انا موافقة ابقي معاك بس عندى شرط
عزيز :شرط ايه
اروى :عاوزة اخد حقي منو عاوزة اضربو فشغلو اغلى حاجة عندو انا عمر ما حد هاننى زيو كدا
عزيز :ما انتى طلعتى حلوة اهو وليكى فالانتقام ،امال محسسانى ليه فالاول انك كنتى قطة وديعة
اروى بوجع :انا كنت قطة وديعة ،بس من ساعة ما دخلت البيت دا وانا خسرت روحي ،وحياتى خسرت كرامتى ،خسرت اخويا اللى مليش غيره ،وفالاخر شك فيا
تفتكر اى انسان ممكن يستحمل على نفسو كدا !!
المهم انا موصلتش للشرط كل دا
عزيز :ما تقولى هو انا ماسكك
اروى :انا هساعدك فورق الصفقة اللى انت عاوزة ودا هيبرد نارى وهحس انى خدت حقي لما اضربه على قفاه ،لكن مفيش حاجة هيكون اسمها انا وانت
عزيز بعدم فهم :يعنى ايه وضحى كلامك
اروى بتردد:يعنى لو اتطلقت من يامن عمرى ما هكون ليك انا ممكن اكون مجروحة وعاوزة اشفي غليلى بس عمرى ما هكون خاينة
فكر عزيز مليا ،فهو ان قبل عرضها يكون بالتأكيد رابح ،سيمرر ورق شحنة السلاح ليامن عن طريقها وسيحظى بنسبته من العملية من شاهين ،اما بالنسبة لها فمع الوقت سترضخ فها هى قد رضخت لاول اتفاق بينهم ولا رجعة من هذا الطريق فليتحلى بالصبر ليحصل على مراده كاملا
عزيز :ماشى وشوية شوية انتى اللى هتطلبي منى الباقي
اروى :مفروض اعمل ايه دلوقتى
عزيز :انتى دلوقتى هتطلعى تنامى وتحاولى تصالحيه عاوزين نجر ناعم معاه عشان نعرف نجيب امضته
اروى :ماشى ربنا يستر
تركته وانصرفت سريعا ،اما هو اخرج هاتفه من جيبه ليجرى مكالمة
عزيز :شاهين باشا عندى ليك خبر بمليون جنيه
شاهين :مليون جنيه حتة واحدة ،هو انا ابو هشيمة ولا ايه
عزيز :هتبقي اكتر منو بعد ما شحنة السلاح تخش
شاهين :وهتخش ازاى والىى اسمو يامن دا واقفلنا زى العمل الرضى
عزيز :ابعت بس الورق ي باشا وانا هجبلك امضته
شاهين بشك :عزيز ،انت مالى ايدك من الحوار دا ولا هتلبسنا
عزيز بثقة :عيب عليك ي باشا زى ما خرجتلك جاسر من القضية زى الشعرة من العجينة ،فظرف كام يوم هجبلك امضته عالورق هو انا اى حد
شاهين :ماشى هبعتلك الورق مع الراجل بتاعنا ،بالك لو صدقت ي عزيز هنغنغك فلوس
عزيز :انت تؤمر ي باشا
انهى مكالمته وهو يتنهد براحة ،صعد الى غرفته ليجد يمنى فى انتظاره لم تبدل ملابسها لملابس النوم بعد
يمنى :كنت فين ي عزيز كل دا
خلع جاكيت بدلته وبدأ فى حل ازرار قميصه :مش ملاحظة انك بقيتى تسألينى السؤال دا فالطالعة وفالنازلة ،فوقي ي يمنى انا مش ابنك ولا انتى امى
عاوزة ترتاحى كنت بشرب سيجار ها خلاص كدا ولا فى اسألة تانية
جرحها رده الخالى من المشاعر ،فتماسكت حتى لا تنزل عبراتها امامه:انا مش بخنقك انا مراتك ومن حقي اطمن عليك وانا اسفة انى بتدخل فحاجة متخصنيش
عزيز بحنق:يووووه ي يمنى متزهقنيش بقي وبلاش قمص
حاولت رسم البسمة على شفتيها :لا انا هو مش مقموصة ولا حاجة نام انت على ما ادخل اخد دش
اخذت اول ملابس وجدته امامها وركضت الى الحمام فتحت ال دش ووقفت تحته تبكى بصمت ،منذ ان نزلو مصر وتغير حاله مائة وثمانون درجة ا يترى كان كريم محقا فى كلامه بشأن عزيز ،لا لا
لن تستطيع حتى التفكير فى الامر
اقنعت نفسها ان عزيز كما كان ولم يتغير وان توتر اعصابها فى فترة مرض يامن كانت لها الاثر فى عصبيتها وشكلها الزائد
..........
صعدت هى الى الجناح وجدته ينام على السرير ويعطيها ظهره
لم يكن نائما ولكنه لم يرد ابدا انت تلتقي عينيه بعينها ،يفضل ان يخوض صراعه وحده ،جزء منه يرى ان ما فعله هو الصواب لتخليها عنه فى اصعب لحظات حياته عندما كان قاب قوسين او ادنى من حافة الموت ،والجزء المحب لها بقلبه نادم على اتهامه لها قبل ان يسمع مبرر
انتصر جانبه المغرور ورجح لنفسه كافة الميزان ،انه مهما كان السبب
كان عليها البقاء الى جانبه ودعمه
وهى
بالرغم من كلام عزيز ان عليها ان تبادر بالصلح معه حتى يستطيعا الحصول على امضته
الا ان كرامتها لم تسمح لها حتى بالاقتراب منه
تناولت مخدة من على السرير ووضعتها على الاريكة واغلقت جفنيها عل النوم يزورها ليريحها من دوامة التفكير
..........
صباح يوم جديد استيقظت اروى لم تجد احد بالجناح نظرت الى الساعة وجدتها التاسعة صباحا
اخذت حمامها وارتدت ملابسها ونزلت وجدت الجميع على مائدة الافطار حانت منها التفاتة صغيرة الى عزيز ثم القت عليهم تحية الصباح
رد الجميع التحية الا يامن الذى لم يرفع حتى عينه عن حاسوبه النقال
تناول الجميع طعامهم فى صمت يعلم الجميع بتوتر الوضع ،قطع يامن حاجز الصمت
:يمنى ،بلغيهم فالمطبخ ان جايلى ضيوف النهاردة على العشا وعاوز كل حاجة تكون على اعلى مستوى
يمنى :حاضر بس ضيوف مين دول
يامن :دا راجل اعمال ليا شغل معاه ،وبنته هتيجى معاه وكريم معانا ،بلغيهم ان اى غلط مش هسامح فيه
اروى :انا هخرج اروح لدادة فريدة
تجاهل يامن كلامها كأنه لم يسمعها من الاساس
:عزيز عاوزك تحضر العشا انت كمان
اروى بغضب :هو انا وسط شفاف مش بكلمك انا
يامن :ومردتش عليك مفروض تفهمى ان طلبك مرفوض
اروى :دا مش طلب انا ببلغك مش باخد اذنك انت مش هتحبس حريتى
تجاهلها للمرة الثانية وتناول هاتفه ومفاتيحه ونهض مستعدا للمغادرة رميت هى الشوكة بغضب فقد سأمت من معاملته الفظة
وقفت امامه تقطع طريقه :ايييييييه
انت ايه فاكرنى جارية عندك ولا شارينى من سوق العبيد ،انت اكتر انسان ظالم شفتو فحياتى
امسك بذراعها وفى لحظة واحدة لواه خلف ظهرها حتى سمعت صوت طرقعة عظامها واطلقت صيحة متأوهة :آاااااااه
يامن بهمس مخيف :ايه وجعتك
اتأكدى ان دا واحد على مليون من اللى هتشوفيه لو صوتك على عليا تانى واه انا ظالم ومعنديش قلب ومش انسان ،فى حاجة جديدة نزلت السوق ولة هتقولى نفس الى قلتيه الاول
لمعت عيناها بالدموع من اهانته وايضا تلك المرة مختلفة
سابقا كان يهينها وهما مفردهم والآن الاهانة على الملأ امام عزيز ويمنى والخدم
يامن :دموع التماسيح وجو الشحفتة دا مش هيأثر فيا ولا هضعف على اوضتك يلا ورجلك متخطيش باب القصر ولا هتشوفي تصرف مش هيعجبك وعاوزك زى الشاطرة كدا تلبسي حاجة حلوة عشان تكونى فاستقبال الناس
بقيت تنظر له باستحقار ولم ترد عليه
يامن بحدة وصوت عالى :سمعتينى بقول ايه يلاااااا
الفت يدها فركضت هى للاعلى وعبراتها تسابق قدمها ايهما يؤدى وظيفته اسرع
تلفت حوله فوجد اخته وزوجها والخدم بتطلعون اليه :انتو بتبصو كدا ليه كل واحد على شغله يلاااا
تقدمت منه يمنى وملامحها جميعها تعاتبه على ذاك التصرف :ليه كدا ي يامن حتى لو عاوز تزعقلها مش قدامنا ولا قدام الخدم
وضع يامن نظارته الشمسية وارتدى قناع البرود :دا بيتى ي يمنى اعمل فيه اللى انا عايزه ومحدش يقولى اعامل مراتى ازاى محدش يتدخل فاللى بينا ولا حتى انتى
تركهم وغادر دون ان يضيف ادنى كلمة آخرى
تاركا تلك المسكينة غارقة فى احزانها التى على ما يبدو لم يكتب لها ان تنتهى
"الحب يعنى الآه ،وقلبي فىه تاه ،املى به قد ضاع وآسفااااه ،
والروح كم تشتاق لأيام الصفاء
والقلب ولد عاق ما اقساه ......
وهواك عذبنى هواك ....
ودموعى تمطر فى سماك....
وهواك يقتلنى هواك ....
ودموعى ليست من سواك ..
............
فى احد ملاجئ الايتام
خرج احمد وحازم مرتسما على وجوههم اليأس
جلس احمد على احد الارصفة بقلة حيلة
نظر له حازم بتعب لم يجد كلمات يواسيه بها وهو اول من يحتاج المواساه
ثالث ملجأ ايتام يزوره اليوم ولم يجد اى معلومات
لا معلومات تفيد ي دخول احد الفتيات فى هذا السن عن ذاك التاريخ
احمد :انت كل مرة تطمنى اننا هنلاقيها ومنيأسش بس انا المرة دى اللى بقولك لا متيأسش هنلاقيها
حازم باندهاش :يااه ي احمد انت اللى بتقولى كدا
احمد :مستغرب ليه كلامك جوايا حرك حاجات كتير اووى امبارح ،زى ما ربنا كرمنى وحسنلى حياتى مش هيسبنا لنص الطريق ابدا رحمة ربنا اوسع من كدا
تعالى نصلى الضهر فالمسجد ونطلع على الشركة ،قول ي يرب انا حاسس انها قريبة منى اووى
.............
انقضي اليوم سريعا
حل المساء والاستعدادات على قدم وساق لاستقبال ضيوف يا من
تم اعداد اشهى الاصناف وتزيين القصر وتنظيفيه على اكمل وجه
ارتدت اروى فستان بسيط ورفعت شعرها ديل حصان ،غصبت على نفسها كثيرا لحضور هذا العشاء خشية من غضبه واهانته لها مجددا امام المدعووين
سمعت هرج ومرج بالاسفل فعلمت بوصول يامن وضيوفه
اخذت نفسا عميق ونزلت من على السلم لتجد يامن برفقته رجل كبير يرتدى بذلة سوداء ويرتسم على ملامحه الوقار ولكن ما سوء صورته تلك الفتاة الصغيرة من عمر اروى او اصغر
ترتدى فستان احمر قصير بحمالات رفيعة يظهر اكثر مما يخفي ووجها لا تظهر ملامحه من كثرة كا غطى بمساحيق التجميل
التقت عينى اروى ويامن فى نظرة طويلة لم تتبين ملامحها على الاطلاق انتبهت سلمى لما بنظر اليه فتنحنحت لتلفت انتباهه وبنبره هادئة :ايه ي يامن مش هتعرفنا
اشار لاروى بالتحرك فنزلت من على السلم بهدوء ووقفت امامه
اعرفك ي عثمان باشا دى اروى مراتى
سلمى :اووووه مراتك ،انت متجوز ،مع ان شكلك من النوع الحر خالص اللى ميحبش يربط نفسو
عثمان :الجواز مش ربط و خنقة ي بنتى دا بناء عيلة واستقرار
سلمى بدلع :واتيفر ي بابي بس برضو مش متخيلة ازاى واحد زى يامن بواسمته وشياكته ممكن يربط نفسه كدا
اروى بصوت حاولت صبغه بالبرود :عمل فنفسه ايه ي آنسه هو قالك انو جابنى من تحت القطر ولا حاجة
سلمى :نو مقصدش كدا ،بصى انتر شكلك مقفلة مش هتفهمى قصدى فخلاص
فضلت الصمت كى لا يصدر منها اى تصرف احمق
لم يعقب يامن ايضا وكأنه لم يحدث شيء على الاطلاق
عرفهم ايضا على يمنى وعزيز و اتجه الجميع لتناول الطعام
خلال العشاء التزمت اروى الصمت ولم ترفع عينها من طبقها :يكفيها ما شعرت به من اهانات لشخصها كأنثي عندما اخذت سلمى فى التمايل بجسدها على يامن فى محاولة منها لاغراءوه بحجة تناوله المياة تارة والملح تارة آخرى والاخيؤ يبتسم لها فى لطف كأنما يعجبه ما يحدث
لكن لم يكن احدا على تلك الطاولة بأكثر سعادة من عزيز الذى يعلم ان حبل الثقة والحب بين يامن واروى شارف على الانقطاع
مرت تلك اللحظات مرور السنين على اروى
حتى انصرف الجميع مع عدا كريم الذى بقي فى غرفة المكتب مع يامن ينهى بعض الاعمال
استأذنت يمنى فى الخلود الى النوم متحججة بارهاقها
تعلل عزيز باجراءه مكالمة عمل ثم يلحقها
وأروى بقيت فى الحديقة تسير بلا هدف تفكر فى حياتها اللى ظنت انها ستتحسن ولكنها الحياة لا تمهلها فرصة للراحة وكأنها ليست فتاة كباقي الفتيات القليل يسعدها ولكن من اين له ايضا هذا القليل
شعرت بوجع جرحها فذكرها ذلك بانها نسيت اخذ مسكنها هذا اليوم وضعت يدها على جانبها الايمن بوجع ثم قررت الصعود للجناح والهروب الى النوم كى يخف وجعها قليلا كادت ان تدخل الى القصر حتى تفاجئت بيد تجذبها الى احد الاركان
وما كانت تلك سوى يد عزيز
شهقت اروى بفزع ثم سرعان ما استعادت ثباتها الظاهرى عندما وجدته عزيز
اروى :مش هتبطل حركاتك دى بقي افرض حد شفنا
عزيز :محدش هيشوفنا كلهم ملهيين نفوق لشغلنا بقي ولا ايه ،شكلك خدتى عالمرمطة ونسيتى
اروى بوجع :منستش بس انت مكلفتنيش بحاجة لسة ايه هشم على ضهر ايدى
عزيز :وادينى جتلك صحصحى معايا كدا واسمعى
اخرج من جاكيته اوراق
قطبت اروى حاجبها باستغراب :ايه دا
عزيز :لا صحصحى معايا كدا عشان دا اللى هيجيب يامن الارض ويشفي غليلك
الورق دا تقبي وتغطسى وتتشقلبي وتخليه يمضى عليه
اخذت منه الورق وممرت نظرها عليه وجدته ورق احدى الشحنات التى ستدخل مصر تحت اسم شركات العمرى
اروى باستفهام :الشحنة دى فيها ايه
عزيز :الله ،وانتى مالك انتى مش عايزة حقك
اروى :انا مبحبش اكون زى الاطرش فالزفا فيها لاخفيها شحنة ايه دى
عزيز ببرود :طالما مصرة ماشى ما انتى خلاص بقيتى شريكتى :دى شحنة سلاح
وكأن قنبلة فجرت بذاكرتها منذ ان سمعت تلك الكلمة
وضعت يدها على رأسها بوجع
ومضات من احداث ليست واضحة وجوه مشوشه
صراخ وضحكات
صوت اطلاق نار
دماء
بكاء
و
فراغ
فتحت عينها كأنها حضرت احدى الافلام القصيرة غير معلومة الابطال
لم تفهم ما شعرت به
او تتبين حتى احداث
او
وجوه
ولكن شعور بالخوف طوقها خرج صوتها مهزوزا :س..سلاح انت بتقول ايه
عزيز بخبث :مالك ي حلوة اتهزيتى كدا ليه شكلك بسكوته وبتخافي
اروى بضعف :ان...انت شغال ايه
عزيز ببرود :تاجر سلاح
اروى : سلاح ي نهار اسود لا احنا متفقناش على كدا كلو الا كدا ،دا سلاح يعنى هيتقتل بيه ناس ابريا ويامن اللى هيلبسها
امسك عزيز يدها ولواها خلف ظهرها بغضب :انتى هتستهبلى ي روح امك ،امال فاكرانا هننتقم منو ازاى هو لعب عيال اخلصى وخليه يمضى
اروى بدموع :لا غيرت رأيي ومش هعمل كدا مش هسمح ناس تموت بسببي حرام عليك ...طب مفكرتش فيمنى ازاى معيشها كل دا بفلوس حرام
عزيز بغضب :وانتى مال اهلك انا معيشها بفلوس حرام ولا حلال انا ميهمنيش غير الفلوس ايا كات هتيجى ازاى بلاش مثالية فارغة بقي وادعاء براءة الى معاه فلوس بس اللى بيعيش والفقير بياخد على دماغو
اروى :طب ويمنى
عزيز :يوه يمنى يمنى يمنى
ما تتنيل ولا تتحرق عليها وعلى دماغها ،انا عمرى ما حبتها ،وكنت واخدها سلمة عشان فلوسها واول ما الاقي اغنى منها هسيبها وارميها هى متلزمنيش فحاجة
نظرت له اروى باشمأزاز :انت اوسخ انسان شفتو فحياتى
عزيز لا بقي دا انتى عايزة تتربي
رفع يده ليهوى بصفعة على وجنته اغمضت عينها فانتظار صفعته
فسمعت صوته الجهورى :حسك عينك ايدك الوسخة تترفع على حد من حريم بيتى
فتحت اروى عينها وجدتها معشوقها تمسكت بقميصها بخوف
دفع هو يد عزيز
واتجه اليها يضمها بحنان
:اروى انت كويسة ...عملك حاجة او اذاكى
هزت رأسها بنفى ودموعها تنزل بخوف
:انا خايفة منو اووى متسبنيش
قبل جبينها قبلة حارة
اهدى ومتخافيش
توتر عزيز وارتفع منسوب الادرينالين فى دمه
:دا.....دا..دا
متصدقش اى حاجة تقولهالك دى جتلى اترجتنى عشان اخدلها حقها منك
يامن :اخرس ي كلب كل حاجة عملتها مراتى كات بعلم منى
Flash back لما حدث يوم ان عرف يامن بغياب اروى فترة مرضه
سحب يامن اروى من يدها واتجه الى جناحه بغضب واغلق الباب من خلفهم
:اتفضلى احكى انتى فعلا سيبتينى وروحتلها
أروى :دا هى كانت فالعناية ومكنش حد معاها غيرى هى ملهاش ولاد
يامن بصوت عالٍ:وانا مالى ملهاش ولاد ولا ملهاش زفت انتى فعلا سيبتينى وانا بموت عشانها للدرجة دى مسواش عندك حاجة
أروى بدموع :لا والله مش كدا ...
يامن :لا كدا انتى اتخليتى عنى فاكتر وقت كنت محتاجلك فيه عشان حد تانى جوزك كان اولى ي هانم بس واضح انى مش فدايرة اهتماماتك خالص
اروى لا والله اسمعنى وصدقنى شعرت اروى بظل احد خلف الباب
سحب يامن من يده وادخلته الحمام الملحق بالغرفة
اروى بصوت خفيض :يامن ارجوك اسمعنى ومتعليش صوتك
انت بتثق فيا ولا لا
كان يامن فى صراع لما ادخلته الحمام وتتحدث بذلك الخوف مؤكد هناك من يهددها
رمى بكلامه السابق عرض الحائط
وامسك يدها وضعها على قلبه :اسألى دا
بثق فيكى اكتر من اى حد
يبقي اسمعنى ومتقاطعنيش
سردت له ما حدث منذ ان وطأت قدمها ارض القصر تهديده لها وكلامه ونظراته الوقحة وآخرهم عرضه الصريح لها ومحاولته للايقاع بينهم
انهت حديثها واستشعرت بخيبة امل حينما وجدته لم ينطق حرف نزلت دموعها رغما عنها :انا عارف انك صعب تصدق دا بس مفيش فايدى حاجة اعملها ومش عايزة اخسرك ومستعدة اثبتلك
اتفقا معا على خطة للايقاع بعزيز وهى ان يمثلا المشاجرة ويستمر يامن فى اهانته حتى يكون امامها سبب قوى ليصدق عزيز خيانتها
واخيرا ركب لها يامن جهاز تسنط لتسجيل كل كلامهم
كان يظن الامر مقتصرا بالبداية على خيانة اخته والتفكير الحقير بزوجته ولكن ما زاد غضبه منذ ثوانى سماعه بعملية السلاح الذى ينوى ادخالها عن طريقه
هذا يعنى انه رجل شاهين
وتابع له ولجاسر
هو من سهل لجاسر دخول القصر يوم الحادث
احتضنت جهنم عيناه وركض للحديقة بغضب يتبعه كريم
End flash back
امسكه يامن من تلابيب قميصه بعد ان شمر عن ساعديه :بقي انت ي كلب تبص لمراتى وتخون اختى انا
اختى اللى عملتك بنى ادم وسابت العز اللى كنت معيشها فيه عشانك
اخذ يكيل له اللكمات وهو لا زال تحت تأثير الصدمة
:عزيز بضعف اثر الكمات والضربات التى اكالها له يامن :محصلش دى كدابة
ركله بقدمه فى معدته :اخرس ي وسخ متجبش سيرة مراتى انا سمعت كل حاجة بودنى ودينى لاسففك التراب واخليك تبوس جزمتها
نزلت يمنى الى الحديقة وفوجئت بذلك المشهد الدامى
نهض عزيز بضعف واتجه اليها :ي...يمنى تعالى شوفي اخوكى ومراته بيتهمونى بايه ....ساعدينى ي حببتى دول افترو عليه
نظرت اليه نظرة فاقدة الحياة نظرت خلفها كانما تبحث عن شئ ما افاق عزيز على صفعة مدوية على وجنته من يمنى :دا ردى الوحيد عليك
انا سمعت كل حاجة بودنى وانك عمرك ما حبتنى
حرام عليك دا انا ادتلك صوابعى العشرة شمع عملتلك ايه حبي ليك محركش جواك حاجة طول السنين دى ليه كدا هى دناوة وخلاص
عزيز :اوووووه اطلعو من دماغى بقي ،انا هدفعك تمن القلم دا ي يمنى ودينى لاعرفكو مين هو عزيز
سمع صوت من خلفه :مش لما تطلع من السجن الاول
التفتو جميعا ليجدو قوى من الشرطة انتشرت فى القصر واثنان من العساكر يقيدان حركة عزيز :
انت متهم بالاتجار فالاسلاح ومعانا تسجيلات بدا
اتفضل امشى معانا من غير مقاومة
تحرك عزيز بهستيريه
فبعدما ظن انه لامس النجوم بيده سقط لسابع ارض :ابعدوو عنى متعرفوش انا مين والله لادفعكو التمن
يمنى بدموع :وحيات سنين عمرى وحبي ليك لاطلقك منك واعرفك مقامك خدوه من وشى
اخذته قوة الشرطة الى البوكس وهو يسب ويلعن ويتوعد ويامن محتضنا أروى ليطمنها بعد ما مرت به من صراعات وخوف
وكريم يتابع مشهد انهيار يمنى بقلب دامى
يفضل الموت الف مرة علي ان يجد محبوبته بهذا الشكل والضعف
همست بوجع قبل ان تنهار ارضا فاقدة الوعى :آاااااااااااه
افرتشت بجسدها الارضية
ركض اليها الجميع واولهم كريم الذى حاول افاقته وسقط قلبه عليها
بدى ظاهر للعيان لهفته وخوفه عليها الذى لم يستطع اخفائهم
حملها بيده يود لو يدخلها قلبها او يعطيها من عمره حتى تزهر من جديد
صعد بها لحجرتها وتم احضار الطبيب وافاقته ظلت صامتة رافضة التحدث مع احد
:كتب لها الطبيب عدة ادوية ومهدئات وابعادها عن مصادر التوتر
...........
مر اسبوع كامل حاول فيها يامن واروى اخراج يمنى من حزنها بشتى الطرق ولكن استجابة يمنى لتلك المؤثرات ضعيفة جدا كانت تكتفي بابتسامه تخفي خلفها المزيد من الوجع
وفى احد الايام
خرجت اروى الى المشفي كعادتها فالايام الاخيرة ويامن فى شركته
ويمنى جالسة فى الحديقة كعادتها
اضاء هاتفها معلنا عن اتصال من يامن
فتحت الخط فآتاها صوت غريب عليها
يمنى باستغراب :الو يامن !!
مين معايا
الشخص :حضرتك تعرفي صاحب التليفون دا
دب الذعر فى نفس يمنى :ايوا دا اخويا حصل ايه
-انا مدير كافيه"......"
اخو حضرتك كان بيتغدا عندنا ووقع مرة واحدة محطش منطق تعالى الحقيه
سقطت الهاتف من يدها
وجرت بسرعة كبيرة الى سيارتها تسأل الناس فى الشوارع بلهفه عن هذا المكان حتى وصلت تلهث من فرط الركض
بدى المكان هادئ بشكل مخيف
دخلت الى الكافيه فوجدته مظلم
خرج صوتها خائفا :ي...يامن انت هنا
اضائت شاشة امامها امعنت النظر فيها وجدت صور مختلفة لها من مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب
وتحت كل صورة تاريخها وذكرى ما
فتحت فمها بذهول
اضاءت الانوار لتجد المكان مزين بطريقة خرافية وكريم يجلس على ركبتيه امامها
:الصور دى مش مجرد ذكريات
دى مشاهد حفرتها فقلبي
مع كل صورة منهم وكل ذكرى بيكبر حبك جوايا
انا حافظ كل تفصيلة بتتعلق بيكى
كل همسة عملتيها
انتى بالنسبة ليا مش اخت صاحبي
انت عشقي الوحيد
اللىى عمرى ما يأست ربنا يجمعنى بيه
انت روحى وعمرى اللى جاى
ثم اخرج من جيبه علبه قطيفة وفتحها لتلمع عين يمنى بذهول :
انا عارف انك مجروحة
اسمحيلى اعوضك عن كل حاجة
ادوقك طعم الحب
ارحمى عاشق ولهان غارق فحبك للنخاع
انا قلبي يحترق بجمر عشقك
تقلبي تتجوزينى وتحيي نبض قلبي من تانى
و
يتبع ..........
❤❤❤❤🌺
الفصل الثامن عشر 👑🎶
"حُبك مثل الموت والولادة ،صَعبٌ بأن يعاد مرتين "
اضائت شاشة امامها امعنت النظر فيها وجدت صور مختلفة لها من مرحلة الطفولة والمراهقة والشباب
وتحت كل صورة تاريخها وذكرى ما
فتحت فمها بذهول
اضاءت الانوار لتجد المكان مزين بطريقة خرافية وكريم يجلس على ركبتيه امامها
:الصور دى مش مجرد ذكريات
دى مشاهد حفرتها فقلبي
مع كل صورة منهم وكل ذكرى بيكبر حبك جوايا
انا حافظ كل تفصيلة بتتعلق بيكى
كل همسة عملتيها
انتى بالنسبة ليا مش اخت صاحبي
انت عشقي الوحيد
اللىى عمرى ما يأست ربنا يجمعنى بيه
انت روحى وعمرى اللى جاى
ثم اخرج من جيبه علبه قطيفة وفتحها لتلمع عين يمنى بذهول :
انا عارف انك مجروحة
اسمحيلى اعوضك عن كل حاجة
ادوقك طعم الحب
ارحمى عاشق ولهان غارق فحبك للنخاع
انا قلبي يحترق بجمر عشقك
تقلبي تتجوزينى وتحيي نبض قلبي من تانى
يمنى بصوت مبحوح:لا...لا ي كريم انا خلاص صلاحيتى ك أنثي انتهت
انا مش حمل تجارب من تانى مش حمل وجع ولا كدب ،مش حمل كسرة من تانى
انا....انا معنديش حاجة اقدمهالك ....معنديش مشاعر فاضلة لحد ...ارجوك بلاش كدا
كريم :انا هداوى جروحى وجروحك ...صدقينى انا مش طالب منك حاجة ....انا وجودك فحياتى يكفينى
يمنى ارجوكى ....انتى مش عارفة انا استنيت كام سنة عشان فرصة زى دى
همسك فيها بايدى وسنانى
هترفضينى مرة واتنين وتلاتة
هلف وارجع اتقدملك عشرة وعشرين والف ومش هيأس
وفرى على نفسك التعب
حتى لو مش بتحبينى زى ما بحبك ،بشرفي انى هخليكى اسعد انسانة فالدنيا
يمنى بدموع :الى انت بتعمله دا غلط...انا لسة على ذمة عزيز
كريم باصرار :هرفع عليه قضية طلاق ...لا طلاق ايه قضية خلع ....انتى اكيد مش عايزة منو حاجة
هستناكى شهور العدة
يمنى :هتلاقينى مكشرة طول الوقت وهخنقك
كريم بابتسامة :وانا وعد منى عمرك ما هتكشرى وانتى فحياتى
القت نظرة على يامن الواقف بجانب أروى :هز رأسه لها بالايجاب دلالة على موافقته
يمنى بخفوت:موافقة
كريم بسعادة :انتى قولتى موافقة صح
هزت رأسها بمعنى نعم
فظرف ثانية كانت محمولة بين يده يدور بها فى المكان بسعادة
:وااااااافقت ... اخيرا واااافقت
هتبقي مراتى .....سامع ي ياسين هتبقي مراتى
يمنى بضحك:نزلى ي مجنون بتعمل ايه
انزلها على الارض وامسك وجهها بيده :اوعدك انك عمرك ما هتندمى ...هنسيكى الماضى وكل اللى حصل ..وهستنى اليوم اللى هتيجى تقوليلى فيه بحبك ي كريم
فوجئ بيد توضع على كتفه من يامن وبصوت حاول صبغه بالحظة :وانا هستنى اليوم اللى تشيل ايد امك من عليها
كريم :ايه ي عم هو انا كنت عملت حاجة
يامن :لا معملتش حاجة خالص شلتها وقعدت تلف بيها زى الاهبل
وماسكلى وشها بايدك وانا واقف بالع لسانى وساكت واخد بالك ولا ايه
ياسين :خلاص يعم متحبكهاش بقي كدا دا الواد ي عينى محروم بقالو سنين
يامن :فل
نتفق بقي على ضوابط الفترة دى
انت مش هتشوفها ولا تقابلها
كريم :ااه ..ان شاء الله معلش حاسب كدا عدينى كدا
تجاوز كريم يامن واتجه الى يمنى وامسك يدها :هو انا مش المفروض استأذنك عشان تبقي مفجأة بس عشان معملش حاجة نفسيتك مش مستعدة لها :تقبلى اخطفك ساعتين تلاتة كدا
يامن :شوف الحيوان بقول ايه ودا رايح يقولها ايه
كريم بضحك :يعم روح بقي فدور ابو العروسة اللى انت عايشه دا
اقولك
اتجه اليه وشبك يد يامن واروى معا :خد دى وسيبلى حبيبتى
نظر يامن واروى لبعض بسعادة :كل منهما فَرِح لاجل يمنى ،هى تستحق الخروج من حزنها ،تستحق ان يعوضها الله بشخصٍ مثل كريم ،ليمحى سيئات ذلك الشيطان المدعو زوجها
عاد كريم الى يمنى :ها قولتى ايه بسرعة
يمنى بابتسامة :هتاخدنى
طالما قلتى هتاخدنى فين يبقي استعنى على الشقى بالله
اخرج من جيبه قماشة سوداء وربط اعينها
وهمس لها بجانب اذنها :متخافيش منى ،انا عارف حدودى وانك لسة على ذمة راجل ومش ممكن اعمل حاجة تغضب ربنا ابدا ،سيبنى نفسك وانا هخليكى تعيشي شعائر عمرك ما شفتيها قبل كدا ،اخوكى عارف كل حاجة متخافيش انا بنفسى هرجعك ليه
وتلك المرة رمت بالحسابات والتحفظات عرض الحائط
ستعيش ،ستعيش وتقتلع حبه من قلبها ،الحياة اقصر من ان تمضى فى حزن ووجع وحسرة على ما فات
اخذها كريم وغادر المكان
خلى الكافية الا من يامن واروى وياسين
ياسين بمزح:طب كدا اللى معاه مراته واللى معاه حبيبته وانا بقي شكلى وحش اووى
يامن :الصراحة اه ...يبنتى اتجوز بقي وشوفلك واحدة تستر بيها نفسك بدل ما انت سنجل بائس كدا
ياسين :لا ي عم انا رايح المستشفي اشوف المرضى بتوعى سيبنالك انتو الحب والغرام
يامن بغرور:يحبيبي انت لو كنت لقيت حد يعبرك مكنتش رحت للعيانين يلا يلا من هنا بدل ما نحسك يكرف عليا
غادر ياسين هو الآخر سحب يامن أروى من يدها واجلسها على احدى الطاولات :تسمحيلى انا بقي اعزمك على العشا
اروى بسعادة اسمحلك طبعا
اتى النادل واملاه يامن الطلبات ثم انصرف بعد صب لكل منها احدى العصائر ريثما يُعد الطعام
اروى :انا كنت عايزة اشكرك
يامن:تشكرينى على ايه
اروى :عشان صدقتنى فاليوم دا ...وقبلت تخليك ورايا لحد ما نكشف حقيقة عزيز ...
تعرف انا كل اللى كان مخلينى ساكتة كل دا جملة قالهالى عزيز فاول مواجهة بينا
..قالى روحى احكيلو لو تقدرى عمرو ما هيكدب جوز اختو ويصدق واحدة من الشارع زيي
يامن:انا بثق فيكى اكتر من بتتخيلى ،حاولى تنسى الصورة اللى كنت عليها فاول جوازنا وتثبتى مكانها الصورة اللى هتشوفيها من هنا ورايح
لو في حد يستاهل الشكر فهو انتى
انا عارف انو كان عاملك ضغط جامد ومكنش سهل تخشى معايا فاللعبة دى
تعرفي
انا اللى واجعنى اكتر من كلامه فحق اختى
انو عيشها سنين من مال حرام
مكنتش اتصور انو جشعو للفلوس هيخليه يتاجر فالسلاح
انا ندمان انى بايدى جوزتهالو
وبحركة لا ارادية وضعت يدها على يده :متلومش نفسك انت ملكش ذنب ،اخطاؤه ربنا والقانون هيعاقبو عليها ويمنى ربنا هيعوضها خير بكريم
فرح كثيرا بحركتها تلك
يامن بابتسامة :وانا ربنا هيعوضنى خير بيكى
زحفت حمرة الخجل الى وجنتى أروى
مشاعر جديدة تعيشها معه
يوم تلك الحفلة كان يوم فارق فى حياتهم
يوم ان ادرك كل منهما مشاعرهم وعشقهم
كل منهم تنازل وضحى بشئ من اجل الآخر ولكن ايهما تضحيته كان اكثر تأثيرا
حمحت اروى بخجل فافلت هو يدها لم يرد ان يضيع منهم سحر تلك اللحظات :بس قولى بقي انت كنت عارف ان كريم بيحبها
يامن :يوم فرحنا كان بداية شكى فيه عينه منزلتش من عليها
من ساعة ما نزلت مصر وهو كان بيتحجج باى حجج ويجى يتعشى عندنا اكيد كان لازم اشك فيه
بس طالما متخطاش حدود الادب ولا تجاوز مكنش ينفع اخد منو موقف متنسيش انو صاحبي واكتر من اخويا
اروى :تفتكر خدها على فين دلوقتى
ابتسم يامن من زاوية فمها فور تذكره خطة كريم لليلة والاجابة على ذاك السؤال بالتأكيد في مكانٍ اخر
.....................
انزلها من السيارة وهى لا زالت معصوبة العينين
يمنى :مينفعش ي كريم والله كدا شيل البتاع دى احنا فين
كريم :استنى بس كمان خطوتين قداام بااس كدا
ازال تلك الرابطة
فتحت يمنى عيناها على وسعهم
كانت فى مكان اشبه بكوخ صغير يحاوطه الثلج من كل مكان وسلالم كثيرة ومرتفعات واشجار
والكوخ مطلى باللون الاحمر
وبالونات هيليوم مكتوب عليها حروف اسمها
احست انها فى دييزنى لاند
كل شئ كان مثالى بطريقة مبهرة
يمنى بفرح :دا....دا تلج انت عملت المكان دا ازاى
كريم :انا ببنى فالمكان دا بقالى سنتين
اشتريت المنطقة دى وبجمع فلوسها من شغلى
محاوطها بازاز عازل عشان اعزلها عن العالم اللى برا
عارف انك طول عمرك وانتى بتتفرجى على افلام كرتون و نفسك تروحى ديزنى وتلعبي بالتلج
كنت حاسس ان فى يوم ربنا هيجمعنى بيكى
وكل ما احس انى يأست
باجى المكان دا واعد جو الكوخ بحس بوجودك
يمنى بعبرات الفرح تترقرق فى مقلتيها :انا مش عارفة اشكرك ازاى على اللى بتعملو معايا دا ...انا ازاى كنت عامية كدا
كريم :ششش....انتى كل اللى عليكى تنسى الدنيا بحالها وتستمتعى معايا من جديد
وبالفعل تم كل شيء بصورة مثالية تماما كاحلامهاة
ارتدو بذلات واقية من الثلج
تسابقو حول الكوخ
بنو اشكال من التلج
تزلجو على الجليد واقامو سباقات
عاشو لحظات مسروقة من الزمن ..تذوقت فيها يمنى حلاوة الحب
بعد ان قضو ساعتين من الجنة
نزعو البذلات ودخلو لتفقد الكوخ
وجدت صورها مثل الصور التى كانت فالكافية تزين الجدران
كل صورة بتاريخ ما
فوجئت لطاولة ممتلئة بكل انواع الحلوة المفضلة لها
والسكاكر و الشوكلا
تماما كحلم طفولتها
اعد لهم كوبين من الشوكولا الساخنة وقضو لليلة فى تناول الحلوى واللعب والحديث عن مخططات المستقبل
فى نهاية اليوم
اوصلها كريم لقصر يامن
تبدلت ملامح يمنى كليا وجزئيا
كل جزء بملامحها يضحك
كريم :الفرحة اللى شايفها فعيونك دى تساوى عندى حياة
يمنى بابتسامة : انا مش عارفنى انت طلعتلى منين وعملت فيا ايه فالكام ساعة دول بس اللى انا حاساه دلوقتى احساس جميل مقدرش اوصفه
كريم :اللى جاى احلى صدقينى توعدينى انك تفضلى جنبي علطول
يمنى :انا اللى بطلب منك النهاردة وبكامل ارادتى تفضل جنبي علطول
كريم :متتصوريش ان قلبي بيرقص من جواه دلوقتى
كون انى عيشت معاكى الكام ساعة دول فدا كدا كفاية عليا وممكن اعليهم 100سنة بس كون انى هكمل حياتى معاكى كدا يبقي انا هاخد اكتر من حقي اضعاف
ودعها حتى تأكد انها دخلت القصر كان يامن يتطلع لهم من شباك جناحه ،كان محق عندما استأمنه على اخته
القي نظرة على تلك النائمة امامه
وهمس بصوت خفيض :وانتى كمان اجمل يوم فحياتك جاى قريب ي عمرى
...........
فى مقر شاهين
يدخن بصورة هستيرية
وبجانبه جاسر الصامت لا يعرف هو الاخر من اين حلت تلك المصيبة عليهم
شاهين بغضب :احمد وبعدين عزيز
هو ايه خلاص رجالتى عمالين يسبونى واحد ورا التانى
بقي حتت عيل زى يامن دا يوقع عزيز احسن راجل عندى
ودينى وما اعبد لاوجع قلبه واطفي نارى ....
الزمن بيعيد نفسه
نفس عند محمود لما قرر يقف قصادى ويعصى اوامرى
لازم قلبه يوجعه عشان يعرف هو واقف قصاد مين
جاسر بقلق :لا ي بابا الا اروى قلتلك دى تلزمنى مش هخليك تموتها ابدا
شاهين بخبث :غبي وهتفضل طول عمرك غبي
القتل مش هيوجع قلبه زى اللى هعمله
جاسر :هتعمل ايه
شاهين :ششش ...شوف واتعلم .عشان تحلف بحياتك انك اتربيت على ايد شيطان زيي
