رواية عشق مع وقف التنفيذ
الفصل التاسع والعاشر
احمد:واسمها ايه الشركة دى
شاهين بخبث:شركة العمرى
العمرى مرة اخرى اليس هذا خطيب شهد التى هربت من زفافها معه وتركها تزرف الدموع انهارا على ما فعله بصديقتها
احمد بثبات حتى لا يظهر عليه انه يعرف صاحبها :ايوا يعنى ايه المطلوب منى
-تجمعلى معلومات عنو اهلو صحابو متجوز ولا لا نقاط ضعفو وقوته
احمد:بس شركة كبيرة زى دى تفتكر صاحبها محتاج الفلوس اللى هياخدها منك عشان يدخلك الشحنة البلد
شاهين:هههههه فلوس ايه ي ابو حميد انا جبت سيرة فلوس انا اساسا مش هدفع مليم احمر تكونش فلوس حرام عشان ابعترها
احمد بحنق :اومال
شاهين :انت شغال معايا بقالك 19سنة ومع ذلك معرفتنيش لسة مش لسة بقولك تعرفلى نقاط ضعفو احنا بقي هنشوف اضعف نقطة ليه ونضغط عليها ويا يشتغل معانا بالرضا يا.......انت عارف بقي هنعمل ايه انهى كلامة بغمزة منه
احمد :انا عمرى ما اقتل واللى بتفكر فيه دا مستحيل يتم كفاية حرام بقي كفاية
شاهين بحدة :احمد!!!!!انت نسيت نفسك ولا ايه انا بس اللى اقول امتى كفاية اتفضل من قدامى وابدأ شغلك مش بنلعب هنا احنا وسط حيتان الشحنة فاضلها كام شهر ومش هستنى اما تزنق فالوقت واخسر بضاعة بملايين يلااااا
خرج احمد من المكان يشعر بالاختناق وكأن الهواء سُحب من رأتيه دفعة واحدة
لا لن يجرؤ على قتل روح او حتى تعذيبها
ليس وهو اكتر من جرب وجع الفراق
تسعة عشر عاما من الوحدة
تسعة عشر عاما من الفراق
تسعة عشر عاما من الألم
تسعة عشر عاما لا يفارق مشهد قتل والديه امامه
تسعة عشر عاما يحياها يود لو يلمح فيها طيف ليلا
تسعة عشر عاما يغلفها الحرام وهو يعمل فى تجارة السلاح
قاد سيارته حتى وصل الى احد الاماكن العالية صرخ بعلو صوته على كل لحظة اراد فيها التوبة الى الله ولم يستطع
على كل أمر نفذه وهو يشعر بالانكسار
اخذ ينادى بعلو صوته وكأنه يناجى ربه :
يارب....يارب انا عارف انك سامعنى ....يارب ارجوك ساعدنى يرب ...ولاول مرة منذ تسعة عشر عاما تتساقط دموعه ...يرب انت قادر على كل شئ طلعنى من الارف اللى مغرقنى دا ...يرب متخلنيش اموت وانا وحيد وانت غضبان عليا ..يرب انت عارف انى متكتف بالحاجة الوحيدة اللى فضلالى فالدنيا دى ..بس مش هقدر اقتل ولا اعيش حد اللى عيشته ..انا مش وحش ولا عمرى كنت وحش ...طول عمرى رد الفعل مش الفعل ...انا عايزة اتوب ...حسسنى انك لسة راضى عنى ومخرجتش من رحمتك ...يااااااا رب كانت ليلة بكى لأجلها الجبال تساقطت الامطار بغزارة فى تلك الليلة وكأنها تذكره بقوله تعالى "اذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "
لم يهتم بالامطار المتساقطة عليه ولا لبرودة الجو كل ما يود ان يفعله ان يريح نفسه وينسى ولو للحظة من هو
بعد عدة ساعات شعر وكأن طاقته كات نفذت وان صح القول ان للامطار الغزيرة وذاك الجو البارد اثر فيه
صعد الى سيارته وقادها بضعف نحو منزله
.......
فى منزل احمد سليم استنفذت شهد كل طاقتها فالبكاء على ما وصلت اليه أروى بسببها ف على ما يبدو ان تلك الليلة كانت سوداء على الجميع ولكن شعور الحزن تبدل عندها للخوف
لقد تأخر احمد كثيرا الم يخبرها انه سيأتى فى غضون ساعتين
بدأت تشعر بالوحدة والرهبة من المكان ماذا ان علم الزينى طريقها وبعث من يتخلص منها
اين عساه يكون احمد لن تنكر انها تشعر بامان كبير فى قربه لم تشعر به من قبل بالرغم من انها لم تعرفه سوى من يوم واحد
سمعت صوت المفتاح فى مقبض الباب ادركت انه اتى ترددت ان تخرج او تبقي فى غرفتها حسمت امرها بالخروج شهقة صغيرة فلتت منها وهى تراه فى حالة رثة ثيابه مبللة بالكامل يتحرك بعدم اتزان وعيناه غائمة كأنه لا يرى بوضوح وبدون تفكير اسرعت تسنده من كتفه
وسألته بقلق:ايه اللى عمل فيك كدا انت مشيت تحت المطر
اجابها بضعف :مش فارقة ....يرب اموت وارتاح من كل دا ...
احست انه يهلوس قادته برفق الى غرفته اراح جسده المتعب على الفراش
شهد:قوم غير هدومك بسرعة قبل ما يجيلك حمى
ولا قبل ما يجيلك ايه اكيد جالك بالحالة دى تحسست جبهته وجدتها تغلى من الحرارة
ماذا تفعل توضع فى هذا الموقف من قبل
شهد بقلق: ي استاذ ..احمد رد علياا
طب اعمل ايه دلوقتى يربي
فتحت خزانته اخرجت منها ثياب ثقيلة حاولت ايقاظه حتى انتبه لها
-لو سمحت تعال على نفسك وقوم غير هدومك وانا هشوف هتصرف ازاى
اومأ لها بضعف تركته يبدل ثيابه ووقفت هى فى منتصف الصالة تدور حول نفسها بحيرة :يربي اعمل ايه انا عمر ما اتحطيت فالموقف دا
لمعت برأسها فكرة:بس انا هعملو كمادات يخف
احضرت طبق ملئ بالماء لم تجد ما يصلح ليساعده فى الكامادات غير الطرحة التى كانت تلف بها وجهها اثناء هربها مزقتها الى قسمين ودخلت وجدته ابدل ثيابه ونام كما تركته بدأ فى وضع الكمادات له وكأنها تقوم بمهمة قومية وبعد نض ساعة تحسست جبهته
وجدتها كما هى
:تأفأفت بضيق يربي طب اعمل ايه مش هسيبو كدا لازملو دوا
دواء
من أين ستأتى به لا حل غير ان تأخذ المفتاح من جيبه وهتهرع الى اقرب صيدلية لم تتردد لحظة اخذت المفتاح من جيبه وركضت الى اقرب صيدلية اخبرت الصيدلى عن حالته اعطاها مضاد حيوى وخافض للحرارة عادت تركض الى المنزل راجية من الله ان لا يراها احد
جلبت كوب من الماء واجبرته على تعاطى جرعة الدواء وبقيت فى مهمتها باستكمال عمل الكمادات حتى غفت بجانبه دون ان تشعر ........
..........
تركض فى مكان مظلم علها تجد مخرج من هذا المكان ظلت تركض بكل ما اوتيت من قوة حتى وجدت بقعة ضوء تقدمت من بلهفة وجدت عدى موليا اياها ظهره
وما ان همت بالحديث حتى تباعدت المسافة بينها اكثر واكثر حاولت الركض حتى تلحق به ولكن عبثا كان قد اختفي
استيقظ يامن صباحا وجدها غافية فى حالها قام من جانبها تنهد بيأس و أخذ حمامه وارتدى ملابسه
خرج وجدها تتقلب فى الفراش استنتج ان يراودها حلم مزعج دنا منها يحاول ايقاظها
:أروى انتى سمعانى اصحى
صرخت تزامنا مع عودته للواقع وتلقائيا احتضنت يامن
تيبس هو على اثر تلك الحركة حاول وضع يده على رأسها ليطمئنها ان هذا ما كان غير كابوس
ولكنها ادركت ما فعلته بغير وعى منها وتراجعت للخلف ب حذر
ابتعد هو عنها مسافة فآخر ما يريده فى تلك اللحظة هو اخافتها
سألها بنبرة حانية عكس طبيعته القاسية :انتى كويسة
تعجبت هى من طريقة نطقه تلك الجملة اليس قبل قليل كان ينهرها ..
تعلقت ذاكرتها باليوم التالى ليوم الزفاف
نظرت الى المكان وجدت نفسها ترتدى بيجامة عادية وليس فستان الزفاف ونائمة باريحية على الاريكة
اروى:هو انا جيت هنا ازاى ايه اللى حصل وانت مكنتش لابس كدا !!!
يامن:اللى انتى بتقوليه دا كان امبارح
انتى امبارح تعبتى وجالك نزيف فمناخيرك ودخلتى فغيبوبة سكر خدتك على المستشفي لحقتك
انتى ليه مقلتليش انك عندك سكر ؟
اروى بحزن:حاولت اقلك بعد كتب الكتاب رفضت تسمعنى تفتكر كات هتفرق معاك فحاجة كنت هتجبلى الدوا يعنى ؟
يامن بحدة :انتى ليه شايفانى حيوان للدرجة دى انا ممكن اعاقب عالى يجى عليا
مقبلش حد يعصانى بس مش لدرجة ان اسيبك تموتى
اروى بتقرير:وانت معملتش حاجة تثبت ليا فيها العكس
قاطع حديثهم رنين هاتف اروى التقطته بسرعة عله يكون اخيها لقد اشتاقت له كثيرا
وجدته الطبيب المسؤول عن حالة فريدة يخبرها ان تحدد موعد عمليتها اليوم وعليها الحضور
حاول يامن ان يستشف طبيعة المكالمة لم يستطع قامت من السرير بعد انهاءها المكالمة
يامن:بتكلمى مين.
-دا ....دا الدكتور المسؤول عن حالة دادة فريدة
-مين فريدة دى
اروى:دى المربية بتاعتى وفمقام امى عشان انا مليش ام ...
تفاجئ من اخر جملة
يامن:ملكيش ام ازاى
ادركت ما تفوهت به من حماقة فتلك التلقائية ستجبرها على اعادة سرد قصتها البائسة
تجاهلت سؤاله واخذت فى الالحاح عليه تعلم انه لن يفوت فرصة كهذه لاذلالها
أروى :ابوس ايدك خلينى اروح هتعمل عملية وملهاش غيرى و...
يامن :موافق
أروى :حرام عليك انا.....لا ايه دا انت قلت موافق
يامن:عوزانى اقول لا !!
اشرق وجهها بابتسامة لم يكن يتصور ان بكلمة واحدة منه يجعلها تفرح كل هذا الفرح
اروى بسعادة :انا متشكرة لحضرتك اووى وهسمع كلامك و..
قاطعها بوضع يده على فمها
يامن:شششش متقوليش حضرتك تانى انتى مراتى و..
قاطع جملته طرق على الباب
شتم فى نفسه فقد كان فى حالة صدق شعورى وكان سيخبرها بندمة عن ما حدث لها البارحة ولكن سريعا ما حمد الله انه لم يكمل لن يسمح بانهيار شخصيته الصلبة فى حضورها
حتى وان كان نادما على ما حدث لها من تعب
فتحت يمنى الباب وعلى وجهها ابتسامة صافية
يمنى :حمد الله على السلامة ي أروى
-الله يسلمك
يمنى :طب من غير لف ولا دوران فى حاجات كتير مش فاهماها ومش هخرج من هنا غير لما اعرفها
يامن:مش وقته ي يمنى كلامك دا
يمنى باعتراض :لا وقته ي يامن مراتك اتحسنت ومش هسكت اكتر من كدا معناه ايه انو مفهمنى انكو بتحبو بعض وهو ميعرفش ان عندك سكر وازاى لقيناكى غرقانة فدمك ففستان فرحك انتى نمتى بيه ازاى
وكمان وهو بيطلعلك تصريح الخروج من المستشفي عرفت ان اسمك أروى محمد الجبالى يعنى مش بنت عبد الرحمن بيه زى ما فهمنى ممكن اعرف ايه اللى بيحصل
يامن:اصل.....
قادت أروى دفة الحوار :هو ملوش ذنب انا فعلا كنت مخبية عليه ان عندى سكر وفزنقة الفرح ملحقتش اخد الدوا
اما الفستان فانا كنت تعبانة امبارح وطلبت من يامن يسبنى انام بيه
وعمو عبد الرحمن مش بابا هو ابو صحبتى المقربة وبيعتبرنى بنتو عشان بابا متوفى و اكيد يامن خانه التعبير مش اكتر
تطلع لها يامن بهذول لم يكن يظن انها ستنقذه من مواجهته مع يمنى وخاصة بعد افعاله المشينة معها
يمنى :ماشى ي أروى بس انت ي يامن لينا قعدة سوا برضو
تركتهم وانصرفت واغلقت الباب خلفها
تقدمت لدخول الحمام فامسك يده معترضا طريقها:ليه كدبتى عشان تنقذينى شكلى قدامها مع انك ببساطة كان ممكن نحكيلها كل حاجة عشان تخلصى منى
أروى :بس انا مش كدا ،لو كنت حكتلها عملت فيا ايه مكنتش هتبص فوشك تانى ،انسانة فطيبتها مش ممكن تسكت عالظلم دا وهبقى سبب فتوتر علاقتكو وانا اكتر وحدة عارفة يعنى وجع بعد الاهل وانك تخسر حتة منك
يامن:انا مش فاهم
نزعت يده من يدها :مش مهم تفهم اعتبرنى بردلك جميلة عشان سمحتلى اروح اشوف ديدا
تفتكر انو هل جزاء الاحسان الا الاحسان ي باشا
تركته وانصرفت تاركة اياه يفكر فى كلامها بقد لمس كلامها قلبه وشعر انها بنفسها الطيبة تمتلك ثروة فاقت ثروة امواله اضعاف...
........
فى الاسفل
دان عزيز يجلس على مائدة الطعام منتظر نزول يمنى حتى تتلو عليه الاخبار بدا غير مقتنع بهذا الكلام
ربما تلك الخدعة تنطلى على يمنى ولكنها لم تنطلى عليه
بعد دقائق هبط يامن مرتدى بذلته الانيقة وجلس على مائدة الافطار
عزيز :ايه ي ابو نسب انت رايح الشركة ليه انت مش مفروض عريس
يامن بجدية :واسيب شغلى لمين هو مال سايب وبعدين كدا كدا أروى خارجة راحة تزور واحدة معرفة بالمستشفي
عزيز :يعنى من تالت يوم جواز وخارج ومرحتوش شهر عسل ليه
يامن:عزيز !!!!خليك فحالك مش معنى انك جوز اختى انك تدخل فحياتى انا حر بكيفي اعمل اللى يعجبنى متتحشرش فالى ملكش فيه
ثم وجه حديثه لأخته :جراا ايه ي يمنى متشوفي جوزك
يمنى :متزعلش ي يامن اكيد مش قصده
تافاف عزيز بضيق من طريقته
بعد دقائق وجد أروى تهبط الدرج بثوبها الرمادى المكون من بنطال واسع وتيشيرت ملتصقين ببعض فيما يعرف بال jump suit
حمحت حتى تلفت انتباه يامن :حض..اقصد يامن انا جهزت ينفع اخرج
يامن:اخرجى بس تعالى افطرى الاول
أروى :شكرا مش جعانة
رمى يامن الشوكة من يده بضيق :انا مش بعزم عليكى اتفضل افطرى وتاخدى دواكى انت مش عارفة حصل فيا ايه اما تعبتى امبارح
تطلع له الجميع بزهول واولهم أروى :ماذا !!!ايخاف عليها
أدرك هو ما تفوه به: اقصد كلى عشان متتعبيش زى امبارح
جلست بخجل على مادة الطعام شاركتهم الافطار ولكنها لم ترتح فى وجود ذلك المدعو عزيز نظراته التى يرميها بها ليست مريحة على الاطلاق
نفضت تلك الافكار من ذهنها واكملت طعامها
انهى يامن قهوته وقبل ان يغادر :السواق مستنيكى بالعربية التانية هيوصلك مكان ما تحبي متتأخريش
تركهم وغادر بدون ان يزيد حرف آخر
اسأتذنت هى من يمنى وغادرت ايضا حتى ترى فريدة قبل دخولها غرفة العمليات
............
فى منزل احمد سليم
فتح عيناه ببطئ شعر بالارهاق يجتاح جسده نظر فى ساعة يده وجدها العاشرة صباحا انام كل هذا الوقت نهض من على السرير ولكن اصدمت قدمه بجسد صغير
كانت شهد نائمة على الارض
ماذا تفعل تلك هنا أيعقل انها قضت ليلتها على الارض
تلفت حوله وجد صحن الماء وبقايا الكمادات وبجانبه بعض الادوية
احدث حقا ما يفكر فيه انه تعب البارحة وهى سهرت تعتنى به
لم يارب شعور الدفئ من قبل اخر مرة اهتم فيها احد به كانت والدته وهو طفل ابتسم بسخرية هى لن تكون مثل والدته
"الاحتواء مريح ولكنه لا يحيي المشاعر "
:شهد ...شهد اصحى
شهد:يا ماما سبينى عايزة انام
ابتسم على طفوليتها
احمد :وهى ماما برضو صوتها ناشف كدا
انتفضت فى اقل من ثانية وفى اثناء وقوفها اصدمت برأسه
احمد:اى ...ايه دا مش تحاسبي ثم اكمل بضحك:انتى مربكة اووى على فكرة
شهد:انا اسفة مقصدش ...هو انت كويس
-حصل ايه امبارح
:انت امبارح اتأخرت اووى وبعدين لما جيت كنت متغرق مية وسخن وبتلخبط فالكلام وانا عملتلك كمادات و....
احمد :و..؟
شهد بحذر:ونزلت جبتلك دوا عشان الكامادات مأثرتش فيك
فى اقل من ثانية احتضنت جهنم عينيه
:انتى ايه نزلك انتى مش عارفة بتعملى ايه ....انا ممكن اووى اكون متراقب ....كان ممكن يموتوكى لو شافوكى عندى
شهد ببكاء:انا اسفة بس معرفتش اتصرف ازاى معرفتش اسيبك كدا من غيرة ما اساعدك
مسح على شعره عدة مرات
ليس جزاؤها انها ارادت مساعدته ان ينهرها هكذا
احمد:انا اسف بس انا اتعصبت لما عرفت انك نزلتى
شهد:خلاص ولا يهمك هو .....لو مش هتضايق يعنى ..ايه اللى حصلك امبارح
احمد باسترجاع لما حدث البارحة :مش لازم تعرفي .او مفيش لازمة انك تعرفى محدش هيعرف يساعدنى
شهد:انت مجربتش تفتح قلبك لحد وشفت هيساعدك ولا لا انت اللى قافل على حزنك ب 100مفتاح ومن اول يوم شفتك فيه عرفت كدا ..لو حاجة خطيرة متخافش زى ما قلت انا اضعف من انى ابلغ عنك
ها قلت ايه تجرب ؟
بدا على احمد الاقتناع بكلامها يود لو يلقي همومه على شخص يشاركه حتى بالقليل من ما مر به
احمد:هحكيلك بس هعمل قهوة عشان مصدع
شهد :ماشى وانا مستنياك
بعد دقائق كانا يجلسان فى الصالة كما لو كانت جلسة اعتراف امام محكمة
حكى لها كل شئ
والده ووالدته
طفولته
حازم وليلا
ذاك اليوم المشؤوم يوم مقتل والده ووالدته
خطفهم من قبل شاهين
فراقه عن اخته
تهديده له بها طوال التسعة عشر عاما
كل جريمة ارتكبها وكل امر اطاعه كل عمليه سلاح قام بتنفيذها
واخيرا عن تلك العملية الاخيرة وتلميحات شاهين ان يراقب يامن والضغط عليه باحد افراد عائلته
كانت شهد تستمع اليه ودموعها تتساقط تكتم شهقاتها بيده لا تصدق انه يوجد انسان بذاك الشر
لا تصدق انه عانى كل تلك المعاناه وحده واخيرا مامعناه ان يضغط على يامن باحد افراد عائلته
مهلا
أروى احد افراد عائلته
اهذا يعنى ان حياتها بخطر
احمد:شفتى حالتك بقت ازاى لمجرد سمعتى ما بالك بيا وانا عايش كدا ودى حياتى مش خلتينى احكيلك ساعدينى اعمل ايه
شهد:قبل اى حاجة انت ممكن تقتل !!!
احمد :لو اقدر اقتل مكنتيش شفتينى انهيارى امبارح
مكنتيش هتلاقينى قاعد بتكلم معاكى اصلا
شهد بعقلانية :طب بص فى حاجة مش عارفة ذكائك مراحش ليها ازاى
انت طول السنين دى تحت طوعه عشان بيهددك باختك
هو انت اصلا طول ال 19سنة دول شفتها ؟
احمد:لا هو مكنش بيرضى وكان بيهددنى انو هيموتها
شهد:دا عشان انت مهزوز و مفيش على لسانك غيرها طول الوقت
ربط احمد كلامها بثورة شاهين كلما طلب منه رؤيتها :تقصدى انو ....
شهد:ان اختك ممكن تكون مش معاه اصلا وهو بيلعب عالوتر دا
احمد بثورة :انا هخلص من الشيطان دا ....
-استنى انا بقول احتمال مقولتش اكيد
احمد:طب هعرف ازاى
شهد بمكر :هقولك ....
...........
فى المستشفي
وصلت أروى الى المستشفي لحقت بفريدة قبل الدخول لغرفة العمليات قبلتها من جبهتها ودعت الله ان تخرج من هذه العملية سالمة
جلست هى على احد المقاعد بجوار العمليات تتلو القرآن وتدعو الى الله وتضرع له عسى ان يستجيب دعائها وتتم تلك العمليه على خير
.........
فى شركة يامن
بعد ما انهى اجتماعه مع بعض العملاء
جلس فى مكتبه يريح ظهره من ضغط العمل دخل عليه كريم بدون طرق الباب كعادته
يامن :انا كام مرة قلت متدخلش عليا من غير ما تخبط
كريم بغمزة :وانا من امتى سمعت كلامك يعنى
ممكن نتكلم بجد بقي
ايه اللى حصل يوم الفرح دا
يامن:يووووه انا زهقت بقي هو كل ما حد يشوف خلقتى يقولى يوم الفرح انا اهرب من يمنى وعزيز تيجى تنط فوق دماغى ارحمو اللى خلفونى بقي
انا شيطان وانتو ملايكة وجناحتكو فاضلها شوية وتطير حلو كدا
كريم :باحراج خلاص انا مقصدش كنت عايزة اطمن عليك مش اكتر
بقولك ايه ما تاخدنى اتعشى معاك النهاردة
يامن بعدم فهم :اخدك فين انا مش رايح حتة انا هخلص واروح البيت
كريم :ما انا اقصد البيت اصل الشغالة واخدة اجازة وكدا وانت عارف صاحبك غلبان ومبيعرفش يعمل حاجة و..
يامن:خلاص خلصت شغل الشحاتة دا ...تعال ي حبيبى بس بطل تسول
سعد كريم كثيرا فقد اشتاق لوجه يمنى واليوم سيشبع عينيه برؤيتها
صدح صوت هاتف يامن يعلن عن مكالمة كانت من الحارس الذى كلفة بمراقبة أروى لا يعلم لماذا يفعل ذلك ربما اراد الاطمنان ان كل شئ يسير على ما يرام معاه
:ايوا ي يامن بيه الهانم الصغيرة متحركتش من المستشفي قاعدة بتقرا قرآن جنب العمليات
الست اللى جوة قربت تطلع
يامن:ماشى عينك ما تنزلش من عليها من غير ما تحس
اغلق الخط وتنهد بارتياح انها على ما يرام
كريم بفضول:مين اللى انت بتراقبها دى ..دى المدام مش كدا قول قول قفشتك خلاص حبك بان
يامن:اطلع برا ي كريم مش ناقصك ابو تقل دمك ي شيخ
كريم :ماشى ي سطا بس متمشيش من غيرى ها اوعى تاكل عليا العشوة
قذفه يامن باحد الاقلام:غور كتك داهية فمنظرك
خرج وترك يامن يفكر فى تلك التى شغلت تفكيره بين ليلة وضحاها
............
عند أروى
خرجت فريدة من غرفة العمليات جرت مسرعة فى اتجاهها ولكن منعها الممرضات لانها سوف تدخل العناية المركزة
توجهت الى الطبيب المعالج :خير ي دكتور العملية نجحت
الطبيب بابتسامة :ايوا حضرتك نجحت ودى معجزة كبيرة من ربنا عشان سنها دا بس هى هتفضل بالعناية المركزة كام يوم عشان نطمن عليها
أروى :الحمد لله يرب الحمد لله انا متشكرة لحضرتك جدا
الطبيب :دا شغلى ي فندم الف سلامة على المريضة
شعرت أروى ان ثقل كبير انزاح من على كتفها
حمدت الله على نعمته
قررت العودة للقصر حتى لا يغضب عليها يامن ويسمح لها بزيارتها غدا
ركبت السيارة وتوجهت الى القصر
ترجلت من السيارة وما كادت تدلف الى البوابة حتى تفاجئت بحشد كبير من الصحفين وكاميرات التصوير يحيطون بها
-مدام أروى هل صحيح ما تردد عن طبيعة زواجك بيامن العمرى
-مدام أروى هل صحيح ما تردد من شائعات عن دخولك المشفى صباح يوم عرسك ولا زلتى بفستان الزفاف
-هل صحيح ما تردد ان لكى اخ فى جهاز العمليات الخاصة
خافت أروى كثيرا من هجومهم عليها وخشيت التفوه بحرف يعاقبها عليه يامن
أروى بنبرة اشبه للبكاء :لو سمحتو ابعدو عنى
احد الصحفين :مدام اروى رجاءا ردى على الاسألة
لمح الحراس ما يحدث لها قامو بالفصل بينها وبين الصحفين ونهرهم بشدة وتهديدهم بتبليغ الشرطة لان هذا تعدى على مساحة وحدتهم الشخصية
جرت أروى سريعا ودخلت من البوابة الخلفية
وجدت يد تسحب معصمها والاخرى تكمم فمها
سحبها معاه حتى الصقها باحد الحوائط
ما كان هذا الشخص سوى عزيز
شعرت بالخوف يدب فى اوصالها وهتفت بارتجاف :ايه....حضرتك عاوز منى ايه
عزيز :لا حضرتك ايه بس ...دا انتى مرات الغالى انا عزيز ولو عشانك انتى تبقي زيزو
حاولت ازاحة يده:لو سمحت ابعد عنى ملوش لزوم الكلام دا عيب
ضحك عزيز ضحكة خبيثة :لا العيب حاجة تانية بس بعدين ...انا حبيت بس اعرفك انى اقدر اوصلك فأى وقت وان باين اووى انك مغصوبة على يامن ومصلحتك معايا انا
استجمعت أروى شجاعتها :احترم نفسك وابعد عنى ....لو اعترضت طريقي تانى هقول ل يامن
عزيز :لا حقيقي ضحكتينى لو عندك الشجاعة قولى وشوفى كلامك قصاد كلامى مين يكسب
انا هسيبك دلوقتى بس مش علطول
مسيرك تجيلى بمزاجك
ترك يدها فجرت هى سريعا
كانت تجرى وكأنها فى سباق الحظ العثر يلاحقها
مصيبة جديدة فى الطريق اليها
اثناء جريها اصتدمت باحدى الخدم
أروى :انا اسفة والله مقصدش
داليا :ولا يهمك ي هانم انت بتجرى كدا ليه حصلك حاجة
أروى:ل..لا مفيش حاجة انا كويسة بس مرهقة هطلع انام
تذكرت جملة عزيز "انا ممكن اوصلك فاى حتة "
خافت من النوم فى غرفتها فليس صعب عليه الدلوف اليها خاصة في غياب يامن
اوقفت الخادمة مرة اخرى :لو سمحتى
داليا:تحت امرك ي هانم
أروى :هو ..هو ممكن يعنى تخلينى انام فاوضتك
استغربت داليا كثيرا هى مجرد خادمة اتترك جناحها الفخم وتنام بغرفة خادمة
داليا:ليه ي هانم جناحك فى حاجة
أروى:لا هو ..اصل ..مهو بصراحة انا تعبانة اووى ومرهقة مش قادرة اطلع السلم وفى صحفين اتعرضولى برا ..و لو مش موافقة خلاص..
قاطعتها داليا:لا ي هانم والله يقطعنى مقصدش دا القصر كلو ملكك انا بس استغربت طب اتفضلى معايا
قادتها داليا حجرتها الصغيرة
كادت ان تخرج لتتركها على راحتها امسكت يد داليا بنبرة راجية :ممكن لو سمحتى متقوليش لحد انى هنا غير لو يامن سألك
داليا :تحت امرك ي هانم
اغلقت الباب على نفسها بعد مغادرتها
داعية الله فى نفسها ان يزيح عنها هذا الهم استندت على سرير داليا الصغير وغطت فى نوم عميق
..............
مساءا
دخلت سيارة يامن من بوابة القصر الخارجية تبعتها سيارة كريم
اوقفهم احدى حراس القصر
-يامن بيه فى حاجة عايز اقولهالك
يامن:خير حصل حاجة
-النهاردة جم صحفين كتير واتعرضو للمدام و...
يامن بلهفة :أروى حصلها حاجة
-لا حضرتك بس هما سألوها اسألة كتير و
سرد له ما حدث الصباح وطبيعة الاسألة التى وجهت اليها وهروبها الى الداخل بمجرد ان خلصوهم منها
كور قبضة يده وبغضب
هو ليس مكلف بان يعلم جميع البشر بتحركاته اتخذ قراره السليم
يامن:تبلغ الصحافة ان بكرة هيكون فيه مؤتمر وبعد المؤتمر هعمل حفلة عشان اعلن جوازى و مفيش اى تفاصيل زيادة تخرج اتفضل يلا
انصرف الحارس
كريم باستفهام:انت صحيح هتعمل اللى قلت عليه دا
اكمل يامن سيره :انا عمرى ما قلت حاجة ورجعت فيها
كل تصرفاتى قاصدها
دلف وجد يمنى وعزيز يشاهدون التلفاز رحبت يمنى به كثيرا قطبت حاجبيها حينما شاهدت كريم الذى كان يبتسم لها ابتسامة صفراء
مالت يمنى على اذن يامن:هو كريم بيعمل ايه هما
يامن:هيتعشى معانا فى مشكلة !!
يمنى :لا ابدا مفيش
تطلع حوله لم يجد أروى
يامن:امال اروى فين لسة فوق
يمنى بنفي:لا هى مش مع قريبتها فالمستشفي
يامن:المفروض انها رجعت من الصبح هى خرجت تانى !!!!
عزيز :منعرفش والله ي ابو نسب ما تشوفها كدا يمكن راحت حتة كدا ولا كدا
اتت داليا على اصواتهم
يامن بيه تسمحلى ثوانى
تقدم يامن معها :خير فى ايه
-المدام من الصبح نايمة فاوضتى
تنهد بارتياح انها بخير
يامن:بس بتعمل ايه فاوضتك
داليا:معرفش ي بيه هى كات زى ما تكون بتجرى وقالت تعبانة ومش قادرة تطلع السلم ومقولش لحد انها عندى غير حضرتك
يامن بلهفة :طب تعالى ورينى اوضتك
فتح الباب وجدها تنام على الفراش تحتضن نفسها بوضع الجنين يبدو على وجهها الارهاق
اقترب منها وايقظها بحذر
-اروى اروى اصحى
استيقظت اروى على صوته
سألها يامن:انتى بتعملى ايه هنا منمتيش فجناحى ليه
تذكرت اروى تطاول عزيز عليها صباحا تردتت فى اخباره
بالطبع لن يصدقها ويكذب زوج اخته
أروى:اصل ..اصل كان فى صحفين كتير و ..انا كنت تعبانة ..ومقدرتش اطلع السلم وبس
بدى عليه عدم الاقتناع بكلامها
طب قومى يلا عشان العشا
اروى:هو لو سمحت ممكن اسألك سؤال
يامن :خير
اروى بحذر :هو انت هتطلقنى امتى
يامن بحدة :انتى ليه مصرة تعصبينى مش هطلقك دلوقتى ونقفل عالموضوع دا على الاقل طول ما يمنى هنا خلينا حتى نبعد فترة عن عيون الناس ولا مشوفتيش اللى حصلك الصبح من الصحافة
اروى :يعنى بعد ما يمنى تسافر هتطلقنى
اغبية هذه الفتاة لا زالت تسأله ثانية هو لن يطلقها ولن يخرجها ابدا من حياته
هو لا يعرف ماهية المشاعر التى تسيطر عليه فى حضرتها ولكن الاكيد انه لم يتركها ابدا
الى امد غير معروف
وربما الى ان يرث الله الارض ومن عليها
يامن بنفاذ صبر :ان شاء الله بس يلا عشان العشا
على مائدة العشاء
كانت حرب العيون هى المسيطرة على المجلس نظرات الاستهزاء من عزيز مقابل نظرات الغضب من كريم
حضر يامن ممسك اروى من يدها بالرغم من اعتراضها لم تمانع حتى لا يشك احد بعلاقتهم وعلى رأسهم عزيز وقف على راس مائدة العشاء وقبل ان يجلس
يامن:طبعا دلوقتى عارفين كلكو اللى حصل امبارح واللى حصل النهاردة من الصحافة و عشان كدا انا قررت اعمل مؤتمر صحفي بكرة وبعدها حفلة اعلن فيهم جوازى من أروى
يمنى :معاك حق بجد الصحافة بقت متطفلة بطريقة بشعة زى ما يكون مفيش فالبلد غيرك
تأمل كريم قسمات وجهها الذى اشتاق له
عفويتها
صوتها
برائتها
اشتاق لكل شئ بها
اجلس يامن اروى بجانبة التى لم تزل عينها من صحنها حتى لا ترى ذاك المدعو عزيز
انهى الجميع طعامهم وقبل ان ينصرف كريم انقطعت الانوار
صرخت اروى صرخة عالية فهى تخاف من الظلام ولديها فوبيا من الاماكن المعتمة
اسرع يامن بضمها اليه
اروى بارتجاف :مين ..مين طفي النور شغلوه بسرعة
يامن بذعر:متخافيش اهدى دا تلاقي الكهربا قطعت
يمنى :هما كانو منبهين ان فى عطل فالمحولات وهيقطعو الكهربا النهاردة عبال ما بتصلح
اروى :لا لا ...مش عاوزة اعد فالضلمة لا
ادرك يامن انها تخاف بشدة من الظلام
يامن:اهدى متخافيش هنجيب شمع دلوقتى وننور الاوضة
سربعا حملها بين يديه وهى متشبثة به بشدة كطفل صغير يخاف ان يترك والده
يامن بامر :كريم بات هنا النهاردة مش هتمشى فالضلمة دى فى اوض كتير
عزيز ويمنى هاتولى شمع او كشاف على جناحى فورا
صعد حاملا اروى الى الجناح ظل ممسكا بيدها فكر فى حيلة يحاول صرفها عن خوفها
يامن:اللى يشوفك وانتى قافشة فيا ميقولش انك كنت لسة بتطلبي الطلاق انا عجبتك ولا ايه
اروى بذهول متناسية خوفها :ايه اللى انت بتقول دا مش صحيح انا بس ...
اقترب منها اكثر :انتى ايه ها ...
اروى :لو سمحت كدا مش هينفع
يامن بحنان:متخافيش انا مش هأذيكى انا بس كنت عاوز اعرفك انى ند...
قاطع حديثه دخول يمنى المفاجئ دون ان تطرق الباب تماما مثل كريم وتحمل شمعتان بيدها
يمنى :ايه يعم دا قصر طويل عريض مفهوش الا شمعتان ...
غضب يامن كثيرا للمرة الثانية التى تقطع عليها لحظة مهمة
يامن بغضب :ايه ي يمنى مش فى زفت باب
انتى شغالة مع كريم متفقة معاه عليا،بيقبضك كويس يعنى
ضحكت يمنى كثيرا على عفويته:انا اسفة معلش هبقي اخبط بعد كدا خد انت شمعة واحنا واحدة وكريم الغلبان يعينى هيبات فالضلمة
انتشلها من يدها :هاتى وغورى من هنا
انصرفت وهى مازالت تضحك عليه
أروى بجدية :طب لو سمحت يعنى ينفع اعد فالبلكونة
برضو الشمعة دى مش عاملة حاجة وانا هخاف انام كدا
يامن:عمرك ما تخافي وانا موجود
روحى نامى على السرير وانا هعد قصادك على الكرسى احد ما النور يجى عشان متقلقيش
أروى باستغراب:انت حقيقي هتعمل كدا ...
يامن :يلا قبل ما اغير رأيي
اندست اروى فى السرير واغمضت عينها هتنعم بالنوم وهى تشعر بالامان فى قربه
اسند هو الشمعة على احدى الطاولات وبقي جالسا على الكرسى يتأملها بصمت حتى غفت فى نوم عميق
.........
فى مقر شاهين
دخل عليه احد رجاله التابعين لاحمد
فقد كانت خطة شهد ان يدفع مبلغ من المال لاحد الرجال المقربين من شاهين و يستدرجه فالكلام ليعلم مكان ليلا وبجيبه يوجد هاتف محمول مفتوح وعلى الطرف الاخر احمد بختبأ فى احد الاماكن القريبة و يستمع الى حديثهم من سماعة هاتفه
كان شاهين يدخن سيجاره كالمعتاد و ممسك بجهاز الاب توب يتفقد بريده الالكترونى
شاهين :فى حاجة ي ياسر ولا ايه
ياسر :لا ي باشا بس حبيت ابلغك ان احمد من ساعة امبارح والمهمة الجديدة وهو مش طايق حد وشايط فينا
شاهين :يتفلق وهينفذ برضو اللى امر بيه ورجله فوق رقبته
ياسر :بس ي باشا ايه يجبره لكل دا
شاهين :اللى يجبره روح اخته اللى فايده واللى المخلص الوفى مش هيخاطر بيها
ياسر بمحاولة استدراجه فالحديث :انت صحيح ي باشا ممكن تموت اخته
ضحك شاهين ضحكة شريرة :اختو مين ي غبى اللى اموتها وانا اعرف مكانها اصلا انا من زمان خليت رجالتى يرموها قصاد باب ملجا ومعرفش. ولا يهمنى اعرف هى فين بس هو زى الاهبل ولا يعرف ومخليه 19سنة زى الخاتم فصباعى
احمرت عيني احمد بشدة اثر سماعه هذا الكلام
ماذا يعنى
ايعنى انه ارتكب كل تلك الجرائم
ويعصى ربه طوال تسعة عشر عاما تحت تهديد وهم
سحب سلاحه من خصره واقتحم الغرفة غاضبا و
يتبع.........
الفصل العاشر 🌸
🌏
سحب سلاحه من خصره واقتحم الغرفة غاضبا
ذعر شاهين من مظهره لابد وانه سمع حواره مع ياسر وساسر ايضا تظاهر بالمفاجأة حتى لا يشك شاهين بأمرة
امسكه احمد من تلابيب قميصه بيد وصوب مسدسه نحو راسه باليد الاخرى
احمد:بقي انت ي شيطان كل دا بتخدعنى
19سنة وانا شغال عندك عشان وهم
شاهين باستفزاز فيعلم انه لن يقتله:مش ذنبي انك مغفل وشوية عواطف بتحركك
احمد:هموتك ...والله هموتك اختى فين
صاح شاهين بعلو صوته فتجمع الحرس الذين حالو بينه وبين احمد
شاهين :معرفش اختك غارت فين ولا راحت فستين داهية سبناها على باب ملجأ شوف انت بقي عايشة ولا ميتة واه للحق عشان مكنش قصرت معاك هى فاقده الذاكرة يعنى حتى لو اتعرفت عليها استحاله هى تتعرف عليك
احمرت عيني احمد من الغضب وبرزت عروقه بشدة :انت..قسما باسم الله لتدفع تمن كل دا حق ابويا وامى اللىى موتهم بدم بارد
حق اختى اللى ربنا وحده يعلم هى فين
حد ال 19 سنة اللى عصيت فيهم ربنا عشان كلب زيك ولا يسوى
شاهين :لا ي روح ابوك دول مش بس 19سنة
دا هتقضي عمرك كلو تحت رجلى
احمد بتوجيه كلامه للحرس :ايه ي جماعة ما تشوفو اللى مشغلكو ،دا بيحلم. وهو صاحي
انا معنديش حاجة اخسرها ولا نقطة ضعف انا خلاص خرجت من تحت طوعك
ضحك شاهين ضحكة عالية :مشكلتك انك غبي
مقلتليش صحيح اخبار البت اللى عندك بالبيت ايه
دق قلب احمد ايقصد شهد
ايعرف انها فى منزله
اذ هو يراقبه كل تلك المدة
شاهين :اه ي قلب ابوك براقبك قلتلك قبل كدا انا الشيطان الكبير مصدقتنيش يعنى ممكن تكون نايم فامان الله تلاقي رصاصة حلوة كدا راشقة فقلبك وقلبها
صمت احمد لفترة فظن شاهين انه خضع له مجددا :ايه مش نكمل شغلنا بقي ولا ايه
احمد :اه دا عند امك
متقدرش تجبرنى تانى عالوساخة دى ولو اخر يوم فعمرى مش هرجع تانى وشهد انا هعرف احميها ازاى
تركه وقبل ان يغادر
:بس متزعلش من اللى هعمله وافتكر برضو ان اخرة طريقك عندى
احمد دون ان يلتفت اليه :وانت متنساش ان اخر طريقك حبل المشنقة وانت بالبدلة الحمرا
............
فى منزل احمد سليم
جلست شهد على الاريكة تقضم اظافرها بتوتر
لا تنكر ان جزء منها يشعر بالقلق عليه
ولكنها عنفت نفسها :ايه ي شهد انتى نسيتى ولا ايه انتى متعرفيهوش بقالك تلت ايام وتاجر سلاح
سمعت صوت ادارة مقبض الباب جرت عليه بلهفة
:طمنى ايه الاخبار
احمد:انتى كنت صح هى فعلا مش معاه
جثي على ركبيته امامها وترك العنان لدموعه :تصورى قالى رماها على باب ملجأ ...عارفة كمان انا حتى لو لقيتها مش هتفتكرنى قالى انها فقدت الذاكرة
جثت على ركبتها امامه هى الاخرى
وامسكت يده بكف يدها الصغير :
انا عارفة ان دا صعب عليك بس لسة المشوار قدامك طويل و اول حاجة انك اكيد مش هتشتغل معاه تانى ومش هتضطر تقتل يعنى باب التوبة اتفتح قدامك امسك فيه بايديك وسنانك
احمد :صح انتى عندك حق انا ربنا استجاب دعائي وبعتك ليا عشان تساعدينى انا مش عارفة اشكرك ازاى انتى جميلة اووى ي شهد
خجلت شهد من كلامه:احم احم هتعاكسنى ولا ايه
ضحك احمد كثيرا هى ليست جميلة الشكل فقط بل جميلة الشكل والخلق
شهد:فى حاجة مهمة لازم تعملها دلوقتى
احمد باستغراب :حاجة ايه ...
شهد :هتصلى ركعتين شكر لربنا وتتوب ليه عن كل ذنب عملته وتفتح قصاد ربنا صفحة جديدة
نهض احمد وكفكف دموعه :ايوا معاكى حق اكيد ربنا هيقبل توبتى ربنا كبير وهيساعدنى الاقي ليلا
شهد:طب بتعرف تصلى !
احمد :ايوا انا لما كنت صغير كنت بصلى مع بابا كتير متخافيش انا مش ضايع للدرجة دى
تركها وذهب لتوضا وكان ماء الوضوء يغسل كل ذنوبه قضى ليلته يصلى ويتضرع الى الله عسى الله ان يقبل توبته ...
............
فاليوم التالى
كانت الاستعدادات على قدم وساق فى قصر العمرة لاقامة المؤتمر الصحفي والحفل
لم تغادر اروى القصر الا ساعتين فقط ذهبت للمشفي للاطمئنان على حالة فريدة
واثناء عودته اصرت على احدى الخادمات مرافقتها للجناح تنفست الصعداء عندما لم تجد عزيز بالقصر
وجدت علبه كبيرة موضوعه على الفراش فاخبرتها الخادمة ان يامن بعث لها فستان الحفل
انصرفت الخادمة
فتحت اروى العلبه وجدت فستان طويل باللون الذهبي اقل ما يقال عنه انه اسطورى مع جزمة من نفس اللون والمجوهرات الخاصة به
فرحت لهذه الاشياء كثيرا كفرحة طفل ينتقى ملابسه ليلة العيد
شرعت فى تجهيز نفسها تاركة مصيرها يحركه القدر
بعد عدة ساعات امتلأت القاعة التى خصصها يامن لاقامة المؤتمر الصحفي
وقف هو بهيبته وعظمته الكاملة يرتدى بدلة باللون الازرق القاتم وشعره المصفف بحرفيه وعطره النفاذ
وقف اسفل الدرج ينتظره
اتسعت عيناه باعجاب واضح حينما وجد ملاكه ينزل على الدرج وكأن هذا الفستان خلق خصيصا لها
وايضا خصلاتها ااااااه من خصلات شعرها الاسود الطويل
لم ينجح فى اخفاء نظرة الانبهار بعينيه وقد شاهدتها وابتسمت على اثرها
مد يده امامه :تسمحيلى ي هانم
ضحكت على كلامه وامسك كف يده
وتقدما نحو القاعة
سكنت الاصوات عند دخولهم كانت طلتهم تشبه ملك وملكة يلقون التحية على الجمهور
وقف يامن اعلى منصة تحاط بكاميرات التصوير والميكرفونات لتكبير الصوت
ارتبكت اروى من هذا الحشد
ضغط يامن على يدها كأنه يوصل لها رسالة مضمونها "لا تخافي فانا معك "
يامن:طبعا انا جمعتكو النهاردة عشان نخلص من الحوار السخيف دا
مش من الذوق ي حضرات انكو تتجسسو على راجل ومراته وتتدخلو فاصغر تفاصيل حياتهم
حياتى مش ملككو دى مساحة وحدتى الشخصية
و عشان ننهى الكلام بالموضوع دا
احب اقدملكو
مدام اروى العمرى مراتى وحبيبتى
امسك يدها وقبلها امام هذا الحشد
ثم تابع:ومش هسمح لاى حد انو يتطاول عليها زى ما عرفت امبارح
اللى حصل تانى يوم فرحنا اننا كنا فالمستشفي فعلا
اروى عندها السكر وتعبت من مجهود الفرح والحمد لله بقت كويسة
واكتر من كدا ملكوش عندى واى تدخل فحياتى الشخصية بعد كدا هتأخذ ضدوا اجراء قانونى
اما دلوقتى فالمؤتمر خلص واسيبكو تستمتعوا بالحفلة
امسك اروى وغادر خارجا حيث تقام الحفلة
كان بانتظارهم كريم وياسين وبالطبع يمنى وعزيز الذى كان يأكل اروى بعينه كأنه اليوم ندا للقمر
وقفو يتحدثون فى بعض الامور حتى بدأت اغنية جديدة
مد يامن يده لاروى :تسمحيلى بالرقصة دى
شبكت اروى يدها فى يده حتى لا تلفت انتباه احد وتقدمو لساحة الرقص التى اخليت من الناس تلقائيا ما ان خطتها قدمهم
وضع يده على خصرها ويده بيدها
وهى بدورها وضعت يدها على كتفه
وتراقصو على انغام الاغنية :
صاحبة الصون والعفاف ،احلى واحدة فالبنات
اللي عمر ما قلبي شاف، زيها في المخلوقات
تسمحيلي برقصة هادية؟ تسمحيلي بقربي منك؟
حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك
يا خلاصة الجمال، يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كام سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقى أساس حكايتي
والاجابة كانت انتي، انتي كنتي غايبة فين !
يا حبيبتي انتي نوري، انتي احساسي بحياتي
انتي مالكة من شعوري كل ماضي و كل آتي
انتي مفتاح الحياة للي نفسه يعيش سعادة
قلبي محتاجلك معاه وكل يوم يحتاج زيادة
يا خلاصة الجمال، يا نشيد العاشقين
يا إجابة عن سؤال كان شاغلني من سنين
كام سؤال عن مين حبيبتي
مين هتبقى أساس حكايتي
والاجابة كانت انتي، انتي كنتي غايبة فين !
لم يستطع كلا منهما ان ينكر سعادته وهو يتراقص مع الاخر
كأن الزمن توقف فى تلك النقطة نسو من هم
ونسو زواجهم الاجبارى
واغتنمو لحظات من الزمن ل ربما لن تتكرر
يامن :انتى حلوة اووى النهاردة
اروى بابتسامة :بتعمل كل دا ليه
يامن:مش عارف ...صدقينى معرفش كل اللى عاوزو منك النهاردة تنسى احنا مين وبنعمل ايه ونرجع الصبح زى ما احنا توافقي
اروى بسعادة :اوافق طبعا
انتهت الرقصة
وعلى معاه تصفيق المدعوين
اما عزيز كان الحقد يأكل قلبه استأذن من يمنى وانصرف سريعا متعللا بصداع اصابه من صوت الموسيقي
مال يامن على اذن اروى :انتى الحفلة دى لازماكى بحاجة
اروى باستفهام:لا ليه
يامن:طب تعالى عشان عاملك مفجأة
كادا ان يخرجا الى الحديقة ولكن لم يكونو ليمروا من امام يمنى مرور الكرام
امسكت بهم كمخبر :قفشتكو رايحين فين
يامن:ملكيش دعوة ي حشورة
يمنى بعبوس :انا حشورة ي يامن اخس عليك
يامن:يبنتى امشى من قصادى مش فايقلك وبصى عشان انتى مفسدة الاجواء الرومانسية من الدرجة الاولى حذارى اشوفك فالحديقة الخلفية
يمنى بشك :ليه هتعملو ايه
يامن بنفاذ صبر :يبنتى هو انا كنت خلفتك ونسيتك ما تروحى تشوفي جوزك
يمنى بعبوس :يعنى مش هتاخدنى معاكو
يامن:لا
يمنى بنبرة درامية :انا كنت بسأل بس يمكن جلبك حن 😂
يامن :يلا ي بت من هنا مش فاتحها سبيل
امسك يد اروى وخرج قبل ان تلحق بهم يمنى
اروى :انت واخدنى على فين
-شششش.قلتلك مفجأة
اخذها الى الحديقة الخلفية والتى سرعان من اتسعت عينها من جمال المنظر
كانت الحديقة الخلفية مزينة ببتلات الورد الطبيعى بالونين الاحمر والابيض مع بعض افرع الانوار الصغيرة وطاولة بالمنتصف بها شموع وعليها انواع فاخر من الطعام التفتت ليامن وجدته يفتح امامها علبة قطيفة وبداخلها خاتم رقيق من الالماس على هيئة فراشة تمام مثل هيئة اروى
يامن :كل سنة وانتى طيبة
ادمعت عيني اروى بدموع الفرحة :انت عرفت منين ان النهاردة عيد ميلادى
يامن:الصبح بالصدفة وقعت قدامى بطاقتك وشفت تاريخ ميلادك محبتش افوت الفرصة دى من غير ما اخليكى تحتفلى بيه حسيت ان دى اقل حاجة ممكن اقدمهالك بعد اللى عملتو معاكى
البسها الخاتم الذى لائم اصبعها بشكل مثير
جلسو على طاولة الطعام وبجانبهم عازف كمان حتى يكتمل الجو الرومانسى
اروى :انت بتعمل كل دا ليه
يامن:جايز حسيت انى اتماديت معاكى وعاوز اصلح غلطى
اروى بحذر :يعنى انت مش هتقتل عدى
يامن :طب انا راضى ذمتك دا منظر قاتل انا لا يمكن اعمل كدا ابدا ممكن نعمل هدنة بينا ونعتبر نفسنا ك اصدقاء
اروى : ومش هتهددنى ب عدى تانى
يامن :ابدا
اروى :اوكى موافقة
يامن :بس قبل اى حاجة انا عايزة اعرف حكايتك ايه ...
تنهدت اروى :هحكيلك......
.............
بمكان لم نذهب اليه من قبل
حيث منزل كبير يتساقط من حوله الثلوج في احدى البلاد الاجنبية
تجلس سيدة كبيرة فالعمر تحتضن صورة بيدها وتتساقط من عينها الدموع
دخل عليها شاب فى نهاية العقد التانى من عمره بطوله وشعره الذى يشبه خصلات الحرير
-اكيد مش ناسياها لسة مش كدا
=كفاية بقي يبنى تقطيم فيا انا مبقتش قادرة
-لا ي ماما لازم تحسو بالذنب وحشاكى اووى
كنتى فيهم لما هربنا وسبناهم والله اعلم عايشين ولا ميتين
-وانا كان فايدى ايه اعملو كنت اسيبك تموت انت كمان
=كان فى الف طريقة وطريقة بس انتو تختارتو الاسهل ابويا مات وهو بيتمنى يرجع يكفر عن غلطه بس اكتر من كدا مش هستحمل
-يعنى ايه مش فاهمة
=يعنى هاخد مراتى وابنى وانزل مصر ادور على اخواتى
..............
مرت الايام سريعة على بعضهم وبطيئة على البعض الاخر علاقة يامن واروى تحسنت الى حد ما اصبح يتعاملون كالاصدقاء ولكن لا زال كل منهما يقنع نفسه ان الاخر مرحلة فى حياته ولا بد لها ان تنتهى
عزيز لا يكف عن التعرض لاروى
وكريم لا يكف عن اختلاق الحجج لرؤية يمنى
وذات يوم فى منزل احمد
يجلس هو وشهد يتناولون العشاء فى وسط تفكير واقتراحات كل منها لطريقة يبدأون منها الوصول ل ليلا
قطاع حديثهم صوت انفجار هائل صرخت شهد على اثره
اسرع احمد باحضار سلاحه وخرج
وجد مجموعة من الملثمين يضع احدهم سكين على رقبة شهد
وهى تصرخ بفزع :احمد!!!!!!!
