رواية عشق مع وقف التنفيذ
الفصل الحادى عشر والثاني عشر
"هواكى فى قلبى نقطة ضعف "🌺
هرع احمد من هول الموقف ثانية كانت المدة ليتدارك ما يحدث
اقتحام عدد من الرجال شقته ويضع احدهم السلاح على رقبة شهد
صرخت شهد ببكاء :احمد!!!!!!!
-ارمى سلاحك فورا بدل ما اطير رقبته
احمد:انتو مين ي ولاد ال ....
انتو كلاب شاهين مش كدا
شدد الرجل من السكين على رقبة شهد حتى خرجت بضع قطرات من الدماء :بقولك سيب السلاح احسن ما اسيبلك الحلوة دى اجزاء
رمى احمد السلاح فورا
لم يكن امامه خيار آخر ،رفع يده دليلا على وضع الاستسلام :خلاص خلاص رميته اهو سيبها
-مش بالسهولة دى اسيبها ،الباشا بيسلم عليك انت والامورة ،وبيقولك اهى دى نقطة ضعفك اللى هترجعك ليا
احمد باصرار :انا مش ممكن ارجعلو تانى لو روحو فايدى وارجع قولو عيد حساباتك احمد سليم ملوش نقطة ضعف
اقترب الرجل بوجهه من اذن شهد حتى لفحت انفاسه وجهها وهى تبكى بقهر
-سامعة بيقولك ملوش نقطة ضعف ،انتى مش عشيقتو برضو ولا انتى متأجرة بالمدة
ايعقل ان يتخلى عنها حقا ،ايعقل انها لا تساوى شيىء عنده حتى
يتركها تموت بهذه السهولة
تطلعت له للحظة كادت ان تصدق ما يحدث ولكن نظرة الثقة في عينيه
كانت كفيلة بقلب الموازين ،أليس هو من تكفل بها اسابيع فى منزلة حتى
يحميها من رجال الزينى،اذا مؤكد ان ما يحدث مجرد خطة هى لن تكذب قلبها
واحساسها به طوال تلك الايام وقبل ان تزيد فى التفكير وفى جزء من الثانية
،سحب احمد سلاح اخر من خصره واطلقه على مصباح انارة مكانه فوق رأس الرجل الممسك بشهد
سقطتت بقايا الزجاج على وجه الرجل ،فزع من المفاجاة وكحركة تلقائية ترك يده الممسكة بشهد ووضعها على وجهه
انتشلها احمد سريعا وهرعوا الى المطبخ الذى اوصد احمد بابه و سده بواسطة طاولة المطبخ
اختبأ مع شهد التى كانت مذعورة من هول الموقف فى احد الاركان
شهد بارتجاف:ه..هنموت ي احمد كان حاطط السكينة على رقبتى ..وكان ...كان هيموتنى
امسكها من كتفيها بسرعة ليحتوى ارتجافها :شهد متخافيش والله ما فى حاجة هتحصلك انا افديكى بعمرى
بدت وكأنها لم تسمعه :ه..هنموت ..هنموت
احمد باصرار :اسمعينى ي شهد ،مبقاش راجل لو مخرجتش انا وانتى من هنا سُلام ،
تردد فى نطقها ولكن لسانه ابي الانصياع لأوامر عقله :انتى ..انتى بقيتى جزء منى ومش ممكن اسيبو مهما حصل
تطلعت له شهد بعدم بفهم فعاجلها بسؤاله :بتثقى فيا
هزت شهد رأسها بسرعة
سمع صوت رجال شاهين يحاولون كسر الباب ،اخرج هاتف من جيبه وفتحته على مسجل الصوت :صوٌتى
شهد باستغراب :ايه !!!!
احمد بقولك صوتى بسرعة !!!!!
انصاعت شهد لاوامره واخذت تصرخ بما لديها من قوة حتى اشار لها بيده كعلامة للتوقف
وضع الهاتف مفتوح على مسجل الصوت فى احد اركان المطبخ، شبك يده بيدها
وسريعا سحبها الى باب الخدم الكائن فى اخر المطبخ والمطل على الشارع الخلفي
ركبا سيارته بسرعة وانطلقا بها فى لمح البصر
اما عند رجال شاهين حاولو كسر الباب عدة مرات وكانت تعرقلهم الطاولة التى وضعها احمد خلف الباب حتى استطاعو بالنهاية كسره سمعو صوت الصراخ فظنو انهم لا زالو مختبئين
برهة من الوقت حتى اكتشفو حيلة احمد ولكن فى تلك البرهة كان احمد وشهد بالفعل قد رحلو
..........
فى مكان بعيد
حيث سيارة احمد مصفوفة فى أحد الشوارع جالس بقلة حيلة يتقطع قلبه على شهد المنهارة من البكاء بجانبه يود لو يضمها الى صدره حتى يشعرها بالامان التى افتقدته
يحق له الآن الاعتراف امام نفسه ان مشاعره ربطت بها
تلك الاسابيع القليلة التى قضها معها
ضحكتها ،عفويتها ،برائتها
كرته السحرية كما سماها ولعل ابرز ما رسخ مشاعر تجاهها فى قلبه دورها فى كشف الحقيقة وتوبته الى الله يكره ان يراها تبكى يود لو يحرق العالم ولا يرى دمعة واحدة تنزل من عيناها التى تشبه البحر
احمد بصوت حنون:شهد كفاية عياط بقي والله مش قادر
شهد ببكاء:كفاية ايه ي احمد احنا هنموت وبتقولى كفاية ،هموت وانا هربانة من اهلى ،هموت من غير ما اشوف امى وصحبتى ،انت مش عارف كان احساسى ايه والسكينة على رقبتى ،احمد هو انا وحشة للدرجة دى ،ليه كل دا بيحصل معايا
احمد :انتى انضف انسانة شفتها فحياتى ،اوعى
اوعى فيوم تقولى كدا ،دا ابتلاء من ربنا عشان يشوف قوة صبرنا
شهد لو بتثقي فيا كملى معايا للاخر ،انا عارف انك مكنش ليكى فكل دا بس قدرك وارادة ربنا خلى دا يحصل
شهد:انا مبثقش فحد غيرك ،بس هنعمل ايه كدا خلاص الشقة مش هنعرف نرجعلها ولا انا هعرف ارجع لأهلى
احمد:هنروح الشرقية
شهد باستغراب:الشرقية !!!!هنعمل ايه هناك
احمد:هنعد عند أهل ياسر صاحبي
شهد:مش ياسر دا اللى كان شغال معاك عند شاهين ،احمد انت بتفكر ازاى هو دا التخفي مثلا دا فاقل من ساعة زمن هيكون مسلمنا له تسليم اهالى ،امال احنا هربنا ليه عشان نروح نحط رقبتنا تحت رحمته
احمد:خلاص خلصتى !!!
ياسر اه بيشتغل مع شاهين بس مجبور زيي ،ياسر صحبى وقعدت عند أهلو فترة فبلدهم ناس بسطاء وطيبين جدا
وياسر راجل عمرو ما يعمل كدا ،لانه ببساطة مبيكرهش حد فالدنيا قده ،متسألنيش شغال معاه ليه عشان سر صحبي مش ممكن يطلع برا بس لازم تعرفي ان مش دايما الصورة اللى بنشوفها هى الصح
الحقيقة ليها الف صورة وصورة وعمرك ما تحكمى على حد من مرة ولا اتنين ولا تلاتة
متحكميش على حد اصلا غير لما تعاشريه وتعرفي حصلو ايه فحياتو
المهم شاهين عمر ما ياسر يخطر فبالو اصلا ،ولا عمر دماغه توديه الشرقية ،اى فندق هننزل فيه ساعتين زمن يعرف مكاننا ومن ناحية تانية هيبقى عينى عند شاهين واعرف هو ناوى على ايه متنسيش حوار يامن العمرى وصحبتك ،الزمن بيعيد نفسو بقصة اهلى
زمان كنت ضعيف مقدرش امنع اللى حصل
لكن دلوقتى الزمن اتغير واقدر اعمل حاجات كتير
ها قلتى ايه ؟!
موافقة نخوض المهمة دى سوا ؟!
هنخوضها سوا ونخرج منها سوا ودا وعدى ليكى ووعد الحر دين عليه
ابتسمت له ب حنان وسط دموعها وضعت يدها على يده :موافقة عشان عارفة ان معايا راجل هيحمينى
شعر احمد بدقات قلبه
رغم كل ما عرفته عنه
لا يزال يرى نظرة الكمال تجاهه فى عينها
شدد على يدها كعلامة للدعم :ريحى عينك شوية بقي عشان لسة الطريق الشرقية طويل
هزت رأسها بالايجاب هى بحاجة لتلك الغفوة حتى تنسى ما حدث وترتب افكارها للقادم
.........
فى مقر شاهين
يقف شاهين يغلى من الغضب امامه رجاله ولجانبه جاسر
شاهين:حيوانات ....انا مشغل شوية بهايم
بقي حتى عيل زى دا وبت مفعوصة يضحكو على رجالة بشنبات
-ياباشا مهو.....
شاهين:اخرس مشوفش خلقكو قدامى النهاردة لحسن ميصبحش عليكو نهار فيها
انصرف الرجال سريعا فلاول مرة يكون شاهين بهذا الغضب منذ سنوات
شاهين :طبعا لازم يعرف يهرب وانا كنت فاكر ايه يعنى ،دا تربيتى يعنى يلعب بالبيضة والحجر صبرك عليا ي ابن محمود ان ما جبتك راكع تحت رجلى مبقاش انا شاهين
جاسر بتهكم :مش دا بقي اللى كنت عاملى فيها دراعك اليمين
انت عملت عملية استئصال ولا ايه
شاهين :اخرس انت التانى ،شوف مش دا كلب ولا يسوى بس عمرك ما تعرف تعمل ربع اللى كان بيعملو ،خليك انت فشوية الصيع الى. حواليك
جاسر :ولو اثبتلك العكس ؛؟
شاهين :بلاش الثقة دى ،انت حتة عيل فرفور متعرفش تمسك سلاح
جاسر :ملوش لزوم الغلط ،المرة دى هكون معاك عشان تقنع ابن العمرى بالصفقة ولو مرضاش نضغط عليه ولو نجحت هتعترف قدامى انك كنت غلط فكل كلمة قلتها عليا
شاهين بتهكم:ودا عشان تثبتلى نفسك ولا عشان البت اللى فكستلك
جاسر :ملكش فيه المهم مصلحتك تقضى
ها قولت ايه
شاهين بعد ان فكر قليلا :وانا قبلت
...........
فى قصر العمرى
مؤخرا منذ محاولات عزيز لابتزاز أروى والتعرض لها
صارت تفضل الاختلاء بنفسها فى جناحها ،تتعمد التأخر فالوقت عند فريدة حتى لا تلتقي به
تشعر بالامان لمجرد وجود يامن بالقصر ،لا تنكر ان علاقتهم كاصدقاء تحسنت كثيرا وهى تجد فى قربه نوعا من الألفة ولكن لا زالت تقنع نفسها انها مرحلة مؤقتة فى حياته وكلما شعرت بتحرك مشاعرها تجاهه تذكرت نفسها بظروف زواجهم وانها لم تكن الا بديل لانقاذ الموقف
بعد العشاء جلس يامن بجانب اروى مع يمنى وعزيز يشاهدون التلفاز
كانت اروى تتطلع للتلفاز بشرود
كان يعرض فعاليات الاحتفال بعيد الام السنوى
وكأن العالم اتحد سويا حتى كلما تتنسا كون انها يتيمة وان صح القول مجهولة الهوية لا بد من تذكيرها كان يعرض التلفاز حفلة لاطفال صغار يغنى اربعة منهم اغنية اهداء لأمهاتهم:
بعد الحب دة اية الى تعمل كل دة تستاهل اية
بعد الحب دة اية الى تديى حنان كدة من غير حساب نبوس التراب الى ماشية علية
امى ثم امى لحد اخر يوم فى عمرى
حضن من اول حياتى وهمة همى
الى كتر خيرها داب خيرها فى دمى وعايش فية
بعد الام فى اية دعوة حلوة فاتحة سكة مقفلة
بعد الام فى اية يهدى بالة الى فى عيالة
الدنيا كلها مفتحالة وراضية علية
امى ثم امى لحد اخر يوم فى عمرى
حضن من اول حياتى وهمة همى
الى كتر خيرها داب خيرها فى دمى وعايش فية
اعملها تمثال الى طيبة قلبها فوق الخيال
اعملها تمثال الى سهرت والى تعبت والى ربت
والى شالت حمل جبال
امى ثم امى لحد اخر يوم فى عمرى
حضن من اول حياتى وهمة همى
الى كتر خيرها داب خيرها فى دمى وعايش فية
لو هعملك اية تستهلى ميت الف عيد عل الى عملتية
لو هعملك اية مين فى تعبى سهر منمشى
مين فى اول مرة بمشى سندت علية
امى ثم امى لحد اخر يوم فى عمرى
حضن من اول حياتى وهمة همى
الى كتر خيرها داب خيرها فى دمى وعايش فية
بعد الى عملتية اعمل اية يوم فى الى وصلتينى لية
بعد الى عملتية من حنانك من سماحتك الجنة تحتك
دة الى ربنا قال علية
المجموعهـامى ثم امى لحد اخر يوم فى عمرى
حضن من اول حياتى وهمة همى
الى كتر خيرها داب خيرها فى دمى وعايش فية
ي ترى ماذا يشعر اؤلئك الصغار الان لا تنكر انها تغار منهم ودت يوما لو نطقت كلمة" ماما "
تدفع عمرها لترى والدتها
هل والدتها متوفية ام على قيد الحياة
وان كانت على قيد الحياة هل تكرهها لتلك الدرجة
هل يتخلى احدا عن ابنته وهى لم تكمل الخمس سنوات
قطع شرودها لمسة يامن على كتفها :أروى انتى كويسة
أروى بشرود :ها ...كنت بتقول حاجة ي يامن
يامن :لا انتى مش معايا خالص ..فى حاجة تعباكى !
اروى بنفى :لا ابدا بس سرحت شوية
عزيز بمكر :و سرحانة فمين بقي ؟
قبل ان ترد اروى على هذا التلميح السخيف سبقها يامن :سرحانة فيا طبعا ،مفيش واحدة يكون متجوزة يامن العمرى وتفكر فحاجة تانية وبعدين قلتلك 100مرة متدخلش بينى وبين مراتى
يمنى بتدارك الامر :معلش ي يامن هو ميقصدش
ثم اتجهت لتغير دفة الحديث
صحيح عاوزين بكرة نزور قبر بابا وماما بكرة عيد الام
يامن :خلاص بعد ما اخلص شغل هعدى عليكى نروح
يمنى :وانتى ي أروى هتروحى معانا المقابر تشوفي مامتك
أروى بحزن لم تنجح فى اخفاؤه:لا
انا مليش حد أروحله اتفضلو انتو
عند اذنكو انا مرهقة و عايزة انام
ادركت يمنى ما تفوهت به الان كيف تنسى ما قصه عليها يامن عن ماضى اروى
انتظر يامن حتى اختفت اروى من امامه
يامن بحدة :ايه يمنى الزفت اللى قولتيه دا انت خلاص مفيش عقل
يمنى ببعض الدموع:انا اسفة والله مش عارفة قلت كدا ازاى
يامن:انتى لو قاصدة تفكريها ان ملهاش اهل مش هتعملى كدا
انا طالع اشوفها
تركهم يامن وانصرف سريعا للحاق بأروى
............
فى جناح يامن وأروى
تقف أروى امام الشباك بشرود وبعض الدموع تترقرق فى مقلتيها
فوجئت بيد توضع على كتفها
يامن بنبرة حنونة :أروى انا اسف عالى يمنى قالتو هى....
قاطعته أروى بوضع اصبعها على فمه
:متكملش مش مفروض تعتذر ..يمنى انسانة تلقائية وهى مكنتش تقصد اكيد ...بس انا انا موجوعة اووى
يامن:اروى سامحينى
اروى بعدم فهم :على ايه
قبل ان يرد عليها قام بضمها الى صدره
تفاجأت فى اول الامر وما لبثت ان استكانت
يامن:عيطى ...طلعى كل اللى جواكى
وكأن اروى كانت تنتظر جملته
بكت كثيرا ،بكت كأن لم تبكى من قبل
بكت على كل لحظة يتم عاشتها فى حياتها ،على كل مرة تنمت يد حنونة تحتويها ولم تجد ،على كل مرة ودت فيها نطق كلمة امى ...
بعد فترة من الوقت خرجت من حصار يامن
كفكفت دموعها بكف يدها :انا اسفة لو ازعجتك ونكدت عليك بس حقيقي انا ممتنة ليك عالاحتواء دا
يامن :ينفع واحدة تقول لجوزها ممتنة
خجلت من كلمته وكى تهرب من الموقف سريعا :انا هنام بقي تصبح على خير
يامن:راحة فين تعالى
اروى :ايه هنام عالكنبة انا نمت امبارح عالسرير
يامن:لا هتنامى على السرير النهاردة
اروى :بس كد مش هتتعب!؟
يامن فى نفسه :ياريت كل التعب كدا ،ياريت كل يوم اغفي على صورتك وانتى نايمة زى الملاك
اروى :يامن..يامن انت سامعنى
يامن :اه اه
ثم بصوت حاول صبغه بالحدة :اتفضلى بقي نامى عالسرير انا مش هعيد كلامى مرتين ...
فى لمح البصر بدلت ثيابها واندست تحت الفراش كطفل صغير ،حاول يامن كتم ضحكاته على منظرها الطفولى
صدح صوت هاتفه ليعلن عن مكالمة من رقم مجهول اخذ هاتفه وخرج الى الشرفة حتى لا يزعجها بصوت الهاتف لربما يكون عميل لديه يتحدث فى احد المشاريع
يامن:الو مين معايا
-تقدر تقول زبون عايزك فمصلحة
يامن بعدم فهم :زبون ايه !!!وانا ببيع بليلة
مين معايا ؟!
-بالمختصر المفيد عاوزينك تدخل شحنة سلاح عن طريق الخامات اللى بتستوردها من برا
محدش يقدر يوقف شحنة تبع شركاتك فالمينا ابدا
يامن بغضب :شنحة ايه !!!!
انت فكامل قواك العقلية !!!!
يلا يبن ستين فسبعين انت من هنا انت مش عارف بتكلم مين
سمع صوت ضحكات على الجانب الاخر :لا عارف بس انت اللى متعرفش انا ممكن اعمل ايه وخاف على نفسك بقي وسلملى على المدام مش كان اسمها أروى برضو ؟!
هسيبك تفكر ومش هتحتاج تتصل بيا هتلاقينى ملازك على طول
تشاو يا ...يا باشا
جاسر على الطرق الاخر :ولسة ...هتشتغل معانا وبرضو هاخدها منك بس الصبر
بقي يامن فترة يتطلع الى الهاتف
ماذا يقول شحنة سلاح و أروى
هل هدده للتو
طوال السنين لم يجرؤ احد على الوقوف ندا لندا امامه
نفض من باله تلك الافكار فليس يامن بمن يخاف او يضعف ،كذلك ربما تكون مزحة سخيفة من احد الصحفين ترك هاتفه وتوجه للنوم كحاله فى الاسابيع الماضية يظل يتطلع اليها حتى يغفو وتزوره هى فى احلامه...
......
حوالى الثامنة صباحا
ايقظ احمد شهد فقد وصلو الى الشرقية
فركت عينها كالاطفال ومطت شفتيها للامام كدليل على اعتراضها للاستيقاظ
احمد بمزاح :مش عارف بصراحة انتى جايبة منين السلام النفسى اللى يخليكى تنامى كل دا فوسط الى احنا فيه دا انا قلتلك ريحى عينك مش ادخلى فغيبوبة
شهد بغضب :بتتريق حضرتك ،اعمل ايه يعنى انا كائن لا يصلح للبهدلة وجريمة فحق نفسى انى افضل صاحية كل دا
ثم بتلقائية :وبعدين منمش ليه بقي وانا مطمنة عشان انت معايا
بقي يتطلع لها فترة وهى لم تعى ما تفوهت به
تبا لتلك الدقات التى لا تتوقف عن النبض لها فياليته يستطيع مصارحتها بما يشعر به ولكن عبثا ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
قطع شروده رنين هاتفه كان ياسر يعلمه بقدومه لاستقباله فى منزل عائلته
نزل احمد من السيارة ممسكا بيد شهد
كانت عائلة ياسر مكونة من والده ووالدته واخته الصغيرة تكاد تكون فى نفس عمر شهد
والدة ياسر "نادية ":ي مرحب ي مرحب البلد نورت
احمد :بنورك ي حجة معلش هنتقل عليكو فترة
والد ياسر "اشرف ":ولا تعب ولا حاجة دا انتو من طرف الغالى اتفضلو اتفضلو استريحو من المشوار
بعد ان رحبت بهم العائلة وقدمت لهم واجب الضيافة
فاطمة "اخت ياسر" لشهد :هو انتى مراته
تطلعت احمد لشهد الذى منحها نظرة خاطفة قبل ان تجيب :لا ي حببتى مس متجوزين حتى مفيش دبلة فايدى اهو
نادية :ما تتحشمى يبت كدا تكسفي الضيفة
متاخديش على كلامها ي حببتى هى فاطمة كدا بترغى كتير
شهد ببشاشة :لا ي طنط محصلش حاجة
نادية :الله على طنط طالعة من بؤك زى السكر
بقو يتبادلون الاحاديث
نزلت شهد بغرفة فاطمة معها
واحمد بغرفة ياسر القديمة
لحقت فاطمة شهد الى الغرفة
فاطمة بمزاح :بصي بقي احنا مش فجسم بعض اه والهدوم هتطلع واسعة عليك شوية بس ماشى حالها
شهد :لا متحمليش هم اى حاجة منك حلوة
فاطمة :ها يستى سامعة ...
شهد بعدم فهم :سامعة ايه
فاطمة :احكيلى حكايتك انتى واحمد ،شكلك مشفتيهوش وهو بيكلك بعنيه
ارتبكت شهد واخذت تفرك بيدها :احمد...لا لا انتى متهيأليك
فاطمة :انتى خايفة تحكيلى !متخافيش تحكى الغريب
دا لا يعرفك ولا يعرف حاجة عنك اعتبرينى زى اختك وفضفضي
تنهدت شهد بقلة حيلة فهى حقا تريد من تشاركه همومها :هحكيلك. .......
........
مضت الايام و يا من يعيش فى حالة من الارتباك
غضبه على اتفه الاشياء اصبح ملازم له مؤخرا
لم تكف رسائل التهديد والمكالمات المجهولة عن الوصول اليه ولا بدا ان يختمها بشيء عن أروى
كانت هى فالمشفي تطمئن على فريدة كعادتها هو يلهى نفسه بالعمل حتى وصله على هاتفه مقطع فيديو يحتوى صورة اروى وهى تقف مع احد الاشخاص وشعاع ليزر تابع لاحد الاسلحة مسلط على جبهتها وهى تتعامل بعفوية ولا تدرى
اتبع هذا الفيديو رسالة "ايه بقي مش خايف على نفسك خاف عالمدام ،دى لو مراتى مخلهاش تخرج من تحت عينى وخصوصا لو بالجمال دا ،شوف انت بقي ممكن يحصل فيها ايه ،يريت تطلع من دور الواد الصايع اللى مبيهموش ونشوف شغلنا بقي متعرفش يمكن المرة الجاية الرصاصة تطلع بجد"
سقط الهاتف من يد يامن لم يتخيل ان الامر بتلك الخطورة
لا لم يسمح بان يمسها شئ ،وفى نفس الوقت لن يرضخ ،اطالما كان سيد الجميع ما الذى يحدث له الان بحق السماء اخذ مفاتيح سيارته وانطلق مسرعا تجاه المشفي متخطيا كل اشارات المرور
وصل سريعا وجد أروى لا زالت تقف مع هذا الشخص الذى من ملابسه يدل على انه الطبيب المعالج لفريدة
اروى :يعنى هى ممكن تطلع من العناية امتى حضرتك
الطبيب:فخلال اسبوع ان شاء الله ،طبيعى انها تطول خلى بالك ي آنسة ان العملية نجحت بمعجزة هى سنها كبير على عمليه فالقلب كبيرة زى دى
أروى :مش هوصيك عليها ي دكتور
الطبيب بنظرة اعجاب :فعينى ي آنسة والله متعرفيش احنا بنعزك ازاى
تدخل يامن سريعا فالحوار التى فزعت اروى من وجوده على غفلة هكذا :لا منعرفش عرفنا كدا ي روح امك
شهقت اروى من اسلوبه الفظ :يامن بتقول ايه
يامن بغضب :اسكتى انتى ليكى حساب معايا اما نروح
الطبيب بحدة :انت مين وازاى تكلمنى كدا
يامن :جوز الانسة يننوس عين ماما وفظرف 3ثوانى تختفي من وشى بدل اعدمك البالطو اللى انت فرحان بيه ده
اختفي الطبيب من امامه سريعا
سحب الاخر اروى من يدها وجرها معه الى السيارة :مش عايز اسمع حسك لحد ما نوصل انا عفاريت الدنيا بتتنطط فوشى
لم تتفوه اروى بحرف خشية من غضبها
وصل بسرعة جنونية الى القصر :نزلت هى من السيارة سريعا ركضت الى الجناح فى محاولة بائسة منها لتفادى غضبه
لحق بها قبل ان تغلق الباب :استنى ي ست هانم انتى اللى كمان مقموصة
اروى :يوووه .اعملك ايه يعنى .و ايه الهمجية اللى اتكلمت بيها مع الدكتور دى هى الناس شغالة عندنا
يامن بصوت عالى :اه شغالة عندنا كل الناس دى فظرف ثانية اشترى المستشفي باللى فيها وتبقي شغالة عندى
الدور والباقي عالى واقف يعاكسك وانتى مبسوطة ومبترديش
أروى بصدمة :انا مبسوطة ؟؛!!!
انت اللى انسان غريب الراجل كان واقف بيتكلم بكل احترام ،انت اللى داخل بزعابيبك
يامن :اه تقصدى انى بتلككلك !!
أروى :اه بتتلكك فى ايه الى حصل
يامن :اللى حصل انك مش محترمانى ولا محترمة الدبلة اللى فايدك وسايباه يقولك ي أنسة وعينو هتطلع عليكى وانا دمى بتحرق عليك
أروى :لا بقي انا محترمة غصب عنك .مسمحلكش انك تقولى كدا ،وانت محموق كدا ليه ،انا اصلا مش معتبراك جوزى وفترة وهنتطلق
اثارت تلك الكلمة غضبه كثيرا واحمرت عيناه كألسنة اللهب
بعد كل ما يعانيه من اجلها هى لا تعتبره زوجها
كور قبضة يده وحطم المرآة بها اطلقت اروى صرخة من المفاجأة تطلعت الى المرآة وبقايا الزجاج المتهشمة ويده التى اصبحت تنزف دما
جرت عليه سريعا تحاول وقف نزيف يده دفعها بشدة ارتدت على الامام على اثرها
يامن بصوت حاد :ابعدى عنى مش عايز حاجة منك ولا يمكن اعوز مساعدة منك بالذات ،ويوم ما ايدى تتمد ليكى هكون ميت ،انتى فعلا غلطة فحياتى
تركها وغادر الجناح
لم تسعفها قدمها لحملها فانهارت على الارض وتركت دموعها فى الهطول
فمتى جفت دموعها من الاساس
كانت محقة فى كبت مشاعرها تجاهه فحتى هو لا يعتبر زواجهم سوى غلطة ...
.........
"نرجو من جميع السادة الركاب ربط الاحزمة استعداد للهبوط الى مطار القاهرة الدولى فى خلال عشر دقائق"
صدحت بها مضيفة الطائر
امسكت نهى بيده :هانت ي حبيبي حطينا رجلينا على اول الطريق
-ربنا يخليكى ليا عشان وافقتى نسيب حياتنا ونيجى ندور عليهم
نهى :ارفض ازاى وانت مش مرتاح بحياتك وكل يوم ضميرك مأنبك عليهم انا حاسة بيك وان شاء الله ربنا هيوفقنا
-لازم ..لازم ي نهى الاقيهم ونرجع لحضن بعض من تانى وفلوسهم اللى عندى لازم ياخدو حقهم ..يرب خليك معايا
وما كان هذا الشخص سوى حازم شقيق احمد واروى الغائب
.......
اسدل الليل ستائره ولا زال يامن مختفي
منزوى بالاسفل فى مكتبه يشرب الكثير من الخمر عله ينسى كلماتها وينسى معه الخطر المحيط به ،ليس بعد ان وجد حبه
نعم يحبها ،يعشق كل تفاصيلها ولكن لماذا القدر يعانده الى هذا الحد
كما انه يكره ان يكون ضعيف بسببها يتعرض للابتزاز لم يجروء احد على الوقوف فى وجهه وها هى كسرت كل القواعد على يده وبالاخير لا تعتبره زوجها
اما هى
تجلس بالشرفة لم تبكى فقد استنفزت كل طاقته بالبكاء وهو لم يتكبد عناء السؤال عنها
كل منهم يحب الاخر فى صمت واسبابهم تمنعهم من الخضوع ..
"كل واحد عنده سر جوه منه ومداريه
ميت حقيقه ومداريها عن اقرب الناس ليه
وانت اقرب حد ليا
يا حبيبى لو عليا كنت اقولك
بس خايف ايوه خايف واعمل ايه
كل ماجى عشان اصرحك فجاه انا بيمنعنى شوقى
ده اللى انا بنيته فى ليالى كل ده يتهد فوقى
كل ما اتقدمت خطوه فى لحظه برجع خطوتين
خايف احكيلك حقيقتى تيجى تسالنى انت مين
نفسى اشوف نفسى فى عينيك ان انا صعبان عليك
واللى فات من عمرى مات واتولدت انا بين ايديك
كل ماجى عشان اصرحك فجاه انا بيمنعنى شوقى
ده اللى انا بنيته فى ليالى كل ده يتهد فوقى
كل ما اتقدمت خطوه فى لحظه برجع خطوتين
خايف احكيلك حقيقتى تيجى تسالنى انت مين"
اخيرا فُتح الباب ،اخيرا رق قلبه وصعد للاطمئنان عليها
تطلع الى الغرفة وجدها فارغة
اقترب من الشرفة وجدها تجلس تضم ركبتيها الى صدرها بملامح باكية تبدو ضعيفة منهكة وكأنها استنفذت كل طاقتها فالبكاء ،تذكر اول يوم لها فى قصره حينما قضت ليلتها فالشرفة ونزفت على اثرها
دخل غاضب عليها لم تلتفت حتى له
يامن:انتى فاكرة نفسك بتعملى ايه بعد كل دا !!!
لم تجبه او تعيره اهتمام كأنه سراب
استفزه اهمالها اكثر
اجبرها على الوقوف وهزها من كتفها وهى على نفس نظرة الثبات
انتى قاصدة ايه من كل دا بطلى بقا تمثيل
الى هذا الحد ولم تستطع الصمود:اوعى تفكر تلمسنى تانى مرضاش ايدك تتوسخ بغلطة حياتك
مسح على وجهه بنفاذ صبر :اروى ادخلى جوة
الجو برد وممكن تنزفى زى ما حصل قبل كدا
أروى بعدائية :مش داخلة ،مش قابلة انك تتواجد مع غلطتك فمكان واحد ،متعملش خايف عليا ،ويرب اموت
يامن :ادخلى عشان معملش تصرف ميعجبكيش
أروى بعند:مش داخلة وورينى هتعمل ايه
بدون تردد امسك راسها بيده و صدمه برأسه وضعت يدها بوجع على رأسها وتشوشت الرؤية لديها حتى فقدت وعيها داخل احضانه فالحال
حملها برفق ووضعها على الفراش وجلس خلفها وهو يضمها بشدة كأنه يود ان يخفيها داخل ضلوعه :انا اسف ..اسف عالى قولته ..اول مرة احس نفسى ضعيف وقصادك ...اول مرة حد يلوى ايدى بيكى انتى ...لو مكنتيش فحياتى مكنتش حسيتك كدا..ليه ظهرتى فحياتى .وبتهدد بخسارتك ..اوعى تسيبينى .انا عارف انك هتصحى مش طايقانى بس سيبينى اشبع بوجودك جنبي انا تعبان اوووى ضمها اليه اكثر حتى غفلت عيناه من التعب
.......
فى الشرقية
بقي احمد مدة طويلة لم ير شهد فيها كان يود ان يثبت لنفسه انه يستطيع الاستغناء عنها ولكن سحقا لم يستطع
نزل الى حديقة المنزل وجدها تقف مع ياسر
شعور الغيرة بدأ يتدفق الى اوردته
ذهب اليهم سريعا :خير ي ياسر فى حاجة
شهد وقد لمعت عينها اثر وجوده فقد اشتاقت له كثيرا
ياسر:لا ابدا كنت بطمن عالجماعة وهى وقفتنى تشكرنى عالى عملته محصلش حاجة
انا هستأذن انا بقي ي احمد عشان شاهين ميشكش فغيابي كل دا اومأ له احمد وحتى تأكد من انصرافه امسك شهد بقوة من معصم يدها :انتى ازاى واقفة معاه لوحدكوا كدا
احمد :محصلش حاجة انا كنت بشكرو مش اكتر فى ايه
احمد وقد فقد سيطرته على التحكم باعصابه :ولا ياسر ولا اى جنس راجل ربنا خلقه يحقلك تقفي معاه
شهد باستغراب :احمد انت ب..بتغير
احمد :أيوة بغير
لا انا نقصان ولا ضعفان
ولا مسطول ولا سكران
ولا زايغ من عيني الضيّ
ولا حد احسن مني في شيّ
بس بغير
واللي قالولك غيرة الراجل قِلّة ثقة او قلة فَهم
خَلْق حمير
غيرة الراجل نار في مَرَاجِل
نار بتنوّر مابتحرقش
طب لو عندك حتة ماس
حتخلّيها مداس للناس؟؟
ولا حتقفلي اوضة عليها بميت ترباس
يمكن حتى تأجري ليها جوزين حراس
يبقى انا لا انا جاهل ولا غافل
شهد بفرحة :احمد ...انت بتقول الشعر دا ليا انا ..انت حافظ شعر للجخ
احمد :انتى فكرانى جاهل انا خريج تجارة
شهد :انا مش فاهمة حاجة
جثى احمد على ركبته امامه وامسك كف يدها وبنبرة رومانسية :
حاولت اخبي اكتر من كدا مقدرش
انا
انا بحبك
ومش قادر على بعدك اكتر من كدا
مش قادر تكونى قدامى ومكلمكيش
شهد
بكل المشاكل اللى فحياتى
بكل الجرايم اللى ارتكبتها و تبت عليها
تقبلى تتجوزينى
تقبلى تكملى حياتك معايا
وتكونى ام لولاد كتير شبهنا
و
يتبع........
الفصل الثانى عشر 💚
"أراك عصي الدمع شيمَتُك الصٌبرُ،أما للهوى نهى عليك ولا أمرُ"
جثى احمد على ركبته امامه وامسك كف يدها وبنبرة رومانسية :
حاولت اخبي اكتر من كدا مقدرش
انا
انا بحبك
ومش قادر على بعدك اكتر من كدا
مش قادر تكونى قدامى ومكلمكيش
شهد
بكل المشاكل اللى فحياتى
بكل الجرايم اللى ارتكبتها و تبت عليها
تقبلى تتجوزينى
تقبلى تكملى حياتك معايا
وتكونى ام لولاد كتير شبهنا
تقبلى نبدأ سوا من الصفر عشان نعيش بفلوس حلال
تقبلى تعيشي معايا فالخطر لحد ما اطلع من المستنقع دا نهائي
تقبلى تفضلى جنبي خطوة بخطوة لحد ما الاقي ليلا وارجعها لحضنى
تقبلى تكونى مدام شهد احمد محمود سليم
ها قولتى ايه ...
لم تجبه شهد وبقت تطلع فيه باستغراب ويكأن الكلام غير موجه لها
احمد بمرح:اخلصى يبنتى ركبتى وجعتنى
شهد بضياع:لا
صعق احمد من الكلمة لم يكن ينتظر ان تجيبه انها تعشقه ولكن كان يتوقع على الاقل انها تكن له مشاعر طيبة
استقام فى وقفته وبقلب ينهشه الحزن
-انا اسف لو كنت اتخطيت حدودى وازعجتك
هم بالمغادر اوقفته بيدها
-لا ،لا مش هقدر اعيش من غيرك ...انا انا مش عارفة مفروض يقولو ايه فالمواقف دى بس ..انا بحبك ..بحبك وبس ..بحب رجولتك وشهامتك اول ما شفتنى وحمتنى فبيتك ...خوفك من الحرام وحبك للتوبة والرجوع لربنا ...حبك لاختك اللى منقصش مع السنين ...حبيت احمد الراجل والسند ..لما رجالة شاهين حطو السكينة على رقبتى خفت اموت من غير ما اقولك انى بحبك ..اليومين اللى مشفتكش فيهم هنا كنت هتجنن...مش عارفة اكل ولا اشرب ولا انام...حبك بقي عامل زى الادمان جوايا..
حبك استعمار ي احمد
حسنا لو افترضنا ان سعادة احمد الآن لو قسمت على سكان الكرة الارضية لكفت وفاضت
احمد بسعادة :انا مبحلمش صح
شهد:لا مبتحلمش ..انا مكنتش اتخيل ان فوسط الخطر الاقي حب حياتى عوض ربنا حلو اووى ي احمد
احمد :عارفة انا نفسى فايه دلوقتى ...هموت واحضنك واصرخ اقول بحبك ..بس انتى مش حلالى لسة وعاوز ربنا يباركلى فيكى
-هى دى اخلاق اخويا
نظرو من خلفهم وجدو ياسر وعائلته
امسكت شهد بذراع احمد ووجنتها تشتعل من الخجل لا بد انهم سمعو حديثهم
احمد بمزاح:انت يبنى بتعمل ايه هو هتذلنا عشان بيتك
ياسر :اسد يلا فى ايه انت متضايق عشان قفشتكو متلبسين
احمد :ابوك واقف متلبسين ايه الله يخرب بيتك هتفضحنى
اشرف :لا ي حبيبي انتو اتفضحتو ي حبيبي يخلاص دا فى واحد لسة واقف فاخر الشارع بيقولكو ابقو علو صوتكو عشان مش سامع كويس
نادية :نعمل ايه بقي ي حج فالعيال دى
فاطمة :جوزوهم بقي ولموهم ي امه
ثم غمزت لشهد وهمست لها :مش قلتلك بيحبك
احمد :خلاص ي جماعة واضح انى كنت مفضوح وواضح ان كلكو كنتو واخدين بالكو عشان كدا بقي انا حابب ابلغكو انى قررت اتجوز انا وشهد
هأجر شقة صغيرة على قدنا وادور على شغل هنا حتى لو على قده عبال ما ربنا يفرجها
اشرف :و احنا قصرنا معاك فحاجة ي ولدى
احمد:يتقطع لسانى قبل ما اقول كدا ي حج بس انا حابب ابدأ من الصفر ونعيش بفلوس حلال ومراتى تاكل لقمتها بعرق جبينى انا هدور على شغل ويومين كدا واسافر القاهرة عشان ورقنا وبطاقة شهد فضلو فالشقة وفى قرشين كدا كنت شايلهم من شغلانة كنت بشتغلها ،اكيد مكنتش بأكل نفسى من فلوس حرام
شهد بخوف:لا ي احمد مش هترجع الشقة تانى هياخدوك منى
احمد :متخافيش ي حببتى زمانهم يأسو انهم يلاقونا من زمان هى ساعة زمن واوثقى فيا
قبل ما اسافر هقولك
نادية :حيث كدا بقي عوايدنا بتقول متشفش العروسة غير يوم الفرح
احمد بتلقائية :نعععمم!!!!!!!!
لكزه ياسر فى ذراعه
تدارك احمد نفسه :احم احم اقصد يعنى ليه كدا ي حجة ما تخليكى محضر خير
نادية :لا ي حبيبي هو كدا و يلا بقي عشان عاوزين العروسة ورانا تجهيزات ياما
سحبو شهد رغم عنها التى لم تستطع ان تكتم ضحكة فلتت منها على طيبة هذا العائلة
............
صباحا فى قصر العمرى
استيقظت أروى على رائحة عطر قوية امسكت رأسها بتعب واخذت فى استرجاع احداث اليوم الماضى
وجدت يامن امامها يرتدى بذلته ويصفف شعره استعدادا للمغادرة
يامن بتهكم :نموسيتك كحلى ولا ايه ي هانم
تذكرت اروى ما حدث ليلة امس وكيف ضربها فى رأسها حتى تفقد الوعى
قفزت من على السرير :انت ازاى تخبطنى فراسى كدا انت مجنون
لم ينظر لها وتحدث ببرود :طلبت منك بالذوق تدخلى جوا وانت مرضتيش ،الظاهر انك زى ما قلتلك قبل جوازنا مينفعش معاكى معاملة البنى آدمين ومبتمشيش غير بالغصب
اروى بحدة :يعنى مبيمشيش معايا معاملة البنى آدمين ليه ان شاء الله بتحايل عليك كل يوم تهزأنى ،انت اللى بتخلق لنفسك شماعات تعلق عليها عقدك ورغبتك فالسيطرة عاللى قدامك انت فعلا مريض بجنون العظمة زى ما قلتلك قبل كدا
ترك الفرشاه من يده وتقدم منها فتراجعت للخلف كحركة لا ارداية كادت انت تتعثر بالكرسى وتقع ولكن ذراعه كانت الاسرع ،حيث لف ذراعة حول خصرها ونظر فى عينها بقوة :اه انا مريض بجنون العظمة ،عمرى ما هكون ضعيف ،ولا اخلى عيلة زيك تهز صورتى وقولى زى ما تقولى و مفيش مرواح مستشفي تانى لحد ما انا اذن عيطى وصوتى ودبدبي زى ما انتى عايزة ومش هيمشى غير كلامى
يلا بقي كدا زى الحلوة غيرى هدومك وفظرف عشر دقايق اشوفك تحت عالسفرة
تركها وغادر دون نطق حرف اخر
من هذا الذى يحدثها الآن ،ذاك ليس يامن الذى كان يعاملها برفق فى الاسابيع الماضية ،ربما اخطأت بقولها انها لا تعتبره زوجا وان زواجهم مؤقت ،ولكن هو ايضا كسر قلبها النابض بالمشاعر تجاهه حينما اخبر ان زواجه منها كان مجرد غلطه ويفضل الموت على ان يقبل مساعدة منها نهضت بسرعة لتبدل ثيابها فهى ليست حمل مشاجرات آخرى وخصوصا فى وجود المدعو عزيز
بدلت ثيابها ونزلت على مائدة الافطار وجدت يمنى تصب الشاى بجانبها عزيز الملهى فى طعامه و يا من يتصفح بريده الالكترونى على هاتفه
القت عليهم التحية ،لم ترد يمنى فقد كانت شاردة فى عالم آخر
Flash back لما حدث يوم المؤتمر الصحفي
يمنى :عاوز ايه ي كريم احنا مش هنخلص من السيرة دى
كريم :لا مش هنخلص انتى عارفة انى بحبك وكنت مش عايش من غيرك روحى رجعتلى لما نزلتى مصر
يمنى بانفعال :عيب كدا انا ست متجوزة ومش ممكن اخون ثقة جوزى
كريم بتهكم:جوزك اللى كل يوم بيخونك مع واحدة شكل اتفضلى اتفضلى بصي جوزك المخلص بيرقص مع مين وسايبك اتفضلى بصي ،انت عارفة كويس انو بيخونك بس بتضحكى على نفسك ،عاوزة تقنعى نفسك باخلاصه وبحبك الاعمى اللى مخليكى بتخترعى 100حجة وحجة عشان منظرو قدامك ،انا مش هتعرضلك تانى يا يمنى لحد ما تشوفي الحقيقة قصاد عينك ،اللى. باعنا مش بس خسر دلعنا ،دا خسر حبنا وجدعنتنا وخوفنا عليه
Back
منذ ذلك اليوم وهى تراقب تصرفات عزيز
كلمات كريم زرعت الشك بداخلها اكثر وبدأت فى ازاحة الغيامة من على عينها واخيرا البارحة عاد متأخرا بحجة مقابلته مع احد رجال الاعمال ولكنها شمت اثار عطر نسائي على قميصه
كانت شاردة وهى تصب الشاى الساخن وانحرفت يدها قليلا كادت ان تصبه على يد يامن وفى اقل من الثانية صرخت أروى صرخة كبيرة هزت ارجاء القصر ،استحوذت انتباه الجميع بما فيهم يمنى والمشهد كالآتى :
يمنى تصب الشاى الساخن على يد أروى التى عاجلت بوضع يدها فوق يد يامن ما ان لاحظت ما كاد يحدث له تركت يمنى البراد من يدها بسرعة ويامن الذى سقط هاتفه
يامن :ايه اللى. انتى عملتيه دا ي مجنونة ايدك اتحرقت
أروى بألم :ااااااااااه ،مش قادرة
سريعا حملها بين يديه وركض بها لاقرب حمام
فتح الماء البارد على يده التى تبدل لونها الى اللون الاحمر بفعل الحرارة
يامن بحدة :البهايم اللى هنا هاتولى تلج بسرعة !!!!!!
اتت يمنى مسرعة وهى تحمل التلج :أروى ..اروى انت كويسة ..انا مش قصدى
يامن :انتى تخرسى خالص ...ايه ي يمنى عقلك مش فيكى
خرجت يمنى حتى لا تتحمل غضبه يكفيها الدوامة التى تدور بعقلها ،ولكنها كانت حقا اسفة على ما حدث لزوجة اخيها بدون قصد
وضع يامن التلج على يد أروى الصغيرة فصرخت نتيجة صدمة تغيير الحرارة :متخافيش عشان خاطرى هتبقي كويسة
حاولت سحب يدها من يده ولكنها لم تستطع :بطلى فرك بقي وسيبيها
اخذ يدلك لها يدها بالتلج ووضع عليه كريم لاثار الحروق
نظر في عينها التى كانت تلمع نتيجة الدموع :انتى ليه عملتى كدا ...انت خفتى عليا
اروى بتلعثم :ل..لا مش كدا ...بس اى حد مكانى كان هيعمل كدا
يامن :اى حد كان هيحرق ايده بدالى
أروى :متكبرش الموضوع لو سمحت
ازاح خصلة من شعرها خلف اذنها واقترب منها وهمس لها :بتحاولى تلبسي قناع القوة وهو مش قابل ...وشك البرئ مش عارف يخبي خوفك عليا ..انا زى جوزك مش عيب
لم يرغب فى احرجها اكثر من ذلك
جمع اشياؤه وغادر الى الشركة،بالرغم من انه شرع بتمزق قلبه عليها ،ولكن منطقة ما في قلبه سعيدة بخوفها عليه لربما تكن له شئ جميل
.......
بمنزل كبير لم نذهب اليه من قبل
دخل حازم على نهى التى كانت تنيم ابنهما الصغير تيم
حازم بفرحة :لقيتو ي نهى لقيتو...
نهى :هشش ..الولد نام تعالى برا
خرجوا هما الاثنان الى الصالة
نهى :لقيت مين اوعى يكون اللى فبالى
حازم :ايوا ي نهى لقيت احمد الرجالة اللى. بعتهم يدوروا علىه قالولى ان فى شقة باسم احمد محمود سليم فالقاهرة ..بس الغريب ان ليلا ملهاش اى اثر خالص .مش مهم اكيد عايشة معاه ...
الراجل اللى بعتو قالى انو بقالو فترة سايب الشقة وانا مكلف واحد يراقب المكان واول ما حد يروح الشقة هيدينى خبر
ضمتها نهى بفرح هى الاخرى :شفت ي حبيبي شفت ربنا كرمك ازاى عشان انت عاوز تلم اخواتك وتديهم حقهم
حازم:لازم ي نهى لازم ....حقهم عندى فشركتى اكبر من حقي
انا خلاص صفيت كل شركاتى برا وانقل لفرع هنا ...ورحمة عمى محمود لنرجع كلنا من تانى.
..........
بشركة يامن
دخلت عليه السكرتيرة تعلمه بوصول شاب يصر على مقابلته
يامن:لو مفيش معاد سابق متدخليهوش مين جاسر دا انا معرفش حد بالاسم دا
السكرتيرة :حضرتك قلتلو كدا هو مصر يقابلك وبيقول ..احم يعنى انو الموضوع يخصك انت والمدام اروى
يامن باستغراب :دخليهولى كدا اما اشوف حكايته ايه
دخل جاسر عليه بكل عنجهية وجلس امامه دون ان يلقي عليه التحية واضعا قدما فوق الاخرى
بقي يامن يحدق فى وجهه يبدو مألوف لديه
يامن:اناا...شفتك فين قبل كدا اوعى تكون..
جاسر باستفزاز :ايوا انا اللى كنت موجود فخناقة الكافية ..انا صاحب اروى
يامن :قوم فز يلاا ..صاحب مين ي روح امك مسمهاش أروى اسمها مدام العمرى
فظرف تلت ثوانى مشوفش خلقتك قدامى بدل ما وربي انده للامن يرموك برا زى الكلب
جاسر :ايه ي وحش ما براحة على نفسك شوية دا انت لسة صغير
مش مشبه على صوتى كدا ...الصراحة قالولى عليك ذكى وبتلقط الأمور بسرعة بس شكلهم كانو غلطانين
لو مش عارفنى اعرفك :جاسر شاهين الباشا .ابن شاهين الباشا اكبر تاجر سلاح فمصر
يامن :هو انت ي ابن ال***** اللى كل شوية تهددنى دا انت جيت لقضاك
جاسر :انت عمال تغلط وانا ساكتلك مع انك عارف انا ممكن اعمل ايه فيك وفاللى يخصك ..انا صبرت عليك كتير وعاوز اسمع ردك دلوقتى ياما هنفذ تهديدى
يامن :عاوز تسمع ردى مش كدا !؟دا ردى
خلع جاكيت بدلته ورماه باهمال وعاجل جاسر بضربة قوية نزف الدماء على اثرها واخذ يضرب فيه بغضب ويسدد اليه لكمة تلو والآخرى
دى عشان بصتلها
ودى عشان حطتها فدماغك
ودى عشان يامن العمرى مبيتهددش ي روح امك
جاسر بضعف اثر الضربات الموجهة له :انت اتجننت وربي لاندمك عالى حصل دا
يامن :فستين داهية ي روح ابوك. مش يامن العمرى اللى يتلوى دراعو وانا قادر احمى نفسى ومراتى
امسك هاتفه :منى هاتى الامن بسرعة يرمى الكلب اللى فالمكتب دا
حضر الامن واخذو جاسر الذى بقي يسب ويلعن و يتوعد وبقي يامن الذى صدره يعلو ويهبط من فرط الانفعال ..
........
مضت الايام واستعدادات زفاف احمد وشهد البسيطة على قدم وساق وجاء اليوم الموعود
خلال تلك الايام عرفت فيها شهد معنى العائلة وان القليل من الحب والحنان كفيلان باسعاد المرء
وعرف احمد معنى كرم الله اخذ يبحث عن عمل حتى وجد وظيفة فى مكتب محاسبة صغير ،كبداية عمل شريف وايضا استأجر شقة صغيرة تكفيه هو وشهد واستعدوا للانتقال فيها بعد الزواج ،احضر لها ايضا فستان زفاف بسيط ولكن كان فى عينها اجمل من مائة تصميم عالمى
اخبرها انه سيسافر القاهرة لاحضار بطاقتهم الشخصية رغم اعتراضها وخوفها عليه سلمت امرها لله وبالفعل وصل احمد الى شقته
تأكد من انه قد اخذ كل متعلقاته الشخصية واورقاه وحزم حقيبة ثيابه ،لقد كان يجزم انه اليوم سيكون اسعد شخص على هذه الارض ،ولو بقي يشكر الله طيلة عمره على لطفه عليه ما وفاه حقه
فتح باب الشقة تزامنا مع طرق الاخر على الباب
وجد شاب طويل ذو شعر اسمر وهيئة مهذبة تعجب من طرق شخص مثله بابه
احمد :حضرتك عاوز مين
ولكن الاخر بقي يتطلع الى كل تفصيلة فى وجهه رفيق طفولته التى افتقدها سنوات
احمد :ي استاذ ..انت مين وعايز ايه هو اكيد انت اتلخبطت فالشقة فوسع عشان مش فاضي
قبل ان يعاود اغلاق الباب وضع حازم قدمه ك حائل
حازم:الشقة مش غلط ،مش دى شقة احمد سليم
استغرب احمد كثيرا فعلى ما يبدو انه ليس من تجار السلاح كيف يعرفه اذا
احمد :ايوا انا انت مين وعايز ايه
حازم :طب ممكن نتكلم جوة عشان الموضوع مهم
تأفاف احمد بضيق هكذا سيتعطل اكتر ،ولا زال امامه طريق سفر
ارشده اللى حجرة الجلوس
احمد بضيق :لو سمحت ياريت تتكلم بسرعة عشان النهاردة فرحى ومش فاضي
حازم بفرح:النهاردة فرحك ،هتتجوز النهاردة
احمد:وانت مالك انت هتتكلم ولا تطلع برا
حازم :لا مالى ،انا ليا الحق فكل حاجة تخصك
ثم مد يده التى كانت تحتوى على رباط قديم عفا عليه الزمن لا يتناسب ابدا مع هيئته المنقمة
امسك بقبضة يد احمد المتفاجئ من الصدمة وشمر عن ساعده ليظهر نسخة مطابقة لهذا الرباط :
الرباط دا جبت منو نسخة يوم سبوع ليلا
انا حازم سامى سليم
ابن عمك
واخوك.
رمش احمد عدة مرات حتى يتأكد انه لايتوهم ما يحدث
ايعقل ان يجد رفيق دربه بعد كل تلك السنوات ..ومتى بيوم زفافه
احمد بجمود :النمرة غلط ي استاذ انا مليش قرايب واتفضل اطلع برا
حازم:متحاولش تتهرب منى ي احمد عمرها ما كانت اخلاقك ي صاحبي
احمد بغضب :متقوليش ي صاحبي ،تعرف انت ايه عنى ايش عرفك ان دى مش اخلاقي ها...ما تيجى اعرفك انا على اخلاقك ..مش انت وعمى خدتو بعضكو وسافرتو ولا تحب اقول هربتو..مكلفتوش خاطركو تدورو علينا ولا انتو ما صدقتو ،تعرف ان اختى اتخطفت وانا بقيت تاجر سلاح
سرد له بانفعال ملخص ما حدث معهم خلال التسعة عشر عاما
لا اراديا نزلت دموع حازم لم يكن يتصور انهم عانو بكل هذا القدر
حازم بحزن :انا اسف ..اسف ..بس انا كنت وقتها طفل صغير مملكش اقول رأيي ..ابويا غلط لما هرب بس السكينة كات سارقاه وعاش طول عمره بتأنيب الضمير .عاش يتمنى يرجع الزمن بيه وميعملش كدا ..مات وهو حاسس بالذنب
انا صفيت كل شغلى وجيت مصر عشانكو و عشان ارجعلكو حقو ..عارف ان دا عمرو ما هيعوضك بس ارجوك متحرمنيش منك .متحرمنيش من اخويا وصحبي ..
حط ايدك فايدى وورحمة ابويا وابوك هنلاقيها وهنرجع من تانى
ضمه حازم بقوة وبكى الاثنان سويا
شدد احمد من احتضانه فعلم انه سامحه
تركه وهو يمسح دموعه :الحاجة الوحيدة اللى تخلينى اسامحك انك هتساعدنى نلاقي ليلة واتأكد ان اليوم اللى هنلاقيها فيه هو نفس اليوم اللى هاجى اقولك انى سامحتك انت وعمى الله يرحمه
حازم :واعتبر دا وعد منى ووعد الحر دين عليه
ينفع تاخدنى معاك احضر فرحك ..ولا هتحرمنى من اللحظة دى
احمد:مش هقول لا ..انا عيشت عمرى وحيد متنماش اكتر من اخويا جنبي فيوم زى دا
يلا عشان نلحق السفر واعرفك على مراتى
حازم هنسافر فين :الشرقية ..يلا هحكيلك فالطريق
.......
اسدل الليل ستائره
اليوم تقام حفلة كبيرة فى قصر يامن على شرف ياسين
الذى حصل مؤخرا على دكتوراه فى الجراحة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف
اصر يامن على اقامة الحفل كنوع من التقدير لصديقه
ارتدت أروى فستان احضره لها يامن ابيض الون
اعطاه مظهر ملائكى كالعادة
زينت اصبعها بخاتم هدية عيد ميلادها اللى اصبح ملازم لها
قرر يامن اليوم الاعتراف لأروى بحبه فسيخوض تلك المعركة امام قلبه واما ان يخرج منها خاسرا او ان يفوز بملكة قلبه
.........
وصل احمد وحازم الى الشرقية
عرف ياسر وعائلته على حازم وكان ذلك بمثابة عوض الله بالنسبة لاحمد التقي بأخيه فى يوم زفافه
جهز نفذ واستعد لمقابلة عروسه
عملت فاطمة على تزين شهد التى بدت كآية من الجمال فى فساتنها البسيط كانت دقات قلبها تتصارع من فرط السعادة سمعت دقات على باب الغرفة
وضعت فاطمة الطرحة على وجهها وتقدمت معها نحو الباب
فتحته لتجد ملك قلبها فى ابهي صوره يتطلع لها بشغف وحب كبيران
مد يده ليزيح الطرحة عن وجهها
اوقفته فاطمة وقطعت عليه سحر اللحظة
-ممنوع ي استاذ الا بعد كتب الكتاب
احمد :على فكرة كدا مينفعش مش كفاية الحصار اللى عاملاه علينا بقالك كام يوم
فاطمة بضحك :مليش فيه عشان تحس بحلاوة الحاجة لما تاخدها اتفضل يلا بسرعة الشيخ مستنى عشان كتب الكتاب
انصاع احمد لأوامرها فكلها دقائق وستكتب على اسمه لأخر العمر
اتجهو لكتب الكتاب وبدأ الشيخ فى المراسم
كان والد ياسر وكيل العروس وحازم وياسر هما الشاهدان على عقد الجواز
صدح الشيخ بجملته المشهورة :بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
لم ينتظر مباركة احد ركض بسرعة تجاه شهد وازاح الطرحة عن رأسها :ليجد عينها التى تشبه البحر تحدق به بحب كبير
-من اول يوم شفتك فيه وانا نفسي اعمل كدا اسف مش قادر استنا
ضمها بشده الى صدره ورفعها عن الارض واخذ يدور بها فى ارجاء المكان ودوت ضحكاتهم وحازم الذى كان سعيد لسعادة اخاه
انزلها احمد برفق :انا عارف انى معملتلكيش فرح عشان الظروف مس سامحة بس اتأكدى ان يوم ما نخلص من كل حاجة هعملك احلى فرح فالدنيا ودا وعد منى
شهد بحب :انا مش عايزة فرح انت فرحة قبلى اللى مش ممكن الاقي فرحة زيها
حمحم حازم
:مش تعرفنى على العروسة بقي يعم
استغربت شهد :مين دا ي احمد
حاوط حازم من كتفه :دا يستى حازم سليم اخويا
صرخت شهد من المفاجأة :احمد دا اخوك اللى حكتلى عنو
حازم :ايوا ي بنتى اخوه بجد اومال فوتوشوب هيبقي يحكيلك بعدين بس مش عايزين نضيع فرحة اليوم ?
