رواية عشق من نار ج٣ من عشق الادم
الفصل السابع والثامن والتاسع
بقلم ماري حلمي
هنا دخل السيد جلال يتكأ على عصاه لينهض أدم بدوره يرحب به أشد ترحيب ومن ثم جلس بجانبه على تلك الأريكة الكبيرة التي تتوسط المكتب !
هتف السيد جلال متسائلا :
- دلوقت هتقولي هتروح فلسطين ليه يا أدم ولا لا ؟؟
زفر أدم بهدوء مجيبا :
- هقولك يا عمي ، بس خلي الموضوع ده سر بيني وبينك لحتى أرجع واشوف انا هعمل ايه مع أمي وأحمد ؟؟؟؟ !
طالعه السيد جلال بأنتباه كبير مجيبا :
- طبعا يبني السر هيكون بقلبي ان شاء الله ، اتكلم !
نهض أدم يضع يديه بجيب بنطاله يسير ناحية النافذة الكبيرة التي تطل على المدينة الساحرة من أمام ، تنهد بهدوء ليغمض عينيه ويبدأ كلامه قائلا :
- بعد فرح جورج بيومين جاتلي مكالمة من رقم دولي وبالتحديد فلسطيني ! واحد مجهول قالي ( تعال يا أدم شوف أختك هنا بفلسطين مبقالهاش حد بعد موت أمها ) !!! الصراحة يا عمي أنا فكرت واحد بيتسلى بيا وقصده يشوه سمعة أبويا الله يرحمه ! قفلت السكه بوشه وقعدت أحاول أنسى المكالمة دي! بعد يوم رجع اتصل بيا لكن أنا قفلت بوشه برضه ! رحت على السفارة الفلسطينية هنا علشان أعرف مين ده إلي بيحاول يلعب معايا ده وعلشان اسمي كبير دخلوني بسرعة ، طلع واحد اسمه ( الحاج محمد ) راجل كبير بالسن عنده 60 سنة أمام جامع بمدينة حيفا المحتلة ! راجل سمعته زي الفل وبخاف ربنا !
وقتها الشك بدأ يكبر بقلبي وبدأت أصدق ان كلام الراجل ده صح وان انا ليا أخت بفلسطين من أبويا !!! رجعت اتصلت بالحاج محمد مرة تانية وطلبت منه تقارير وتحاليل وصور للبنت إلي بيقول عنها ( أختي ) !! بعتلي تحاليل ( DNA ) و زي ما الراجل قال البنت طلعت أختي وأبويا طلع متجوز فلسطينية بالسر وقت ما كان بفلسطين قبل عشرين سنة ، امها توفت من جديد ومبقالهاش حد ومفيش حد يعرف بالقصة دي غير الحاج محمد بس حتى البنت متعرفش ان ليها إخوان هنا بمصر !!! دلوقت لازم أروح فلسطين وادخل إسرائيل علشان زي ما انت عارف يا عمي حيفا المحتلة بقت تحت السيطرة الأسرائيلة بعد حرب 48 !! و مرام دي هتساعدني جدا علشان تعرف حد قريب من والدها بالسفارة الإسرائيلية !!
أنهى أدم كلامه وهو يجلس على مقعد قريب يضع يديه حول رأسه بعد أن بدأ يشعر بصداع يحتل كيانه بأكمله !!
بينما بقي السيد جلال يحاول أن يستوعب هذه الأخبار الصاعقة التي جعلته عاجزا عن الكلام !
والد أدم يعتبر صديقه المقرب ف لماذا لم يخبره بذلك مطلقا ؟؟!
والآن كيف سيكون وقع الخبر على عائلة الزهراوي بأكملها .. !!
نهض من مكانه يتجه ناحية أدم ليجلس بجانبه ويضع يده حول كتفه يهتف له بحنيه كبيرة :
- عارف الموضوع صعب يا أدم بس أنت أدم الزهراوي إلي محدش يقدر يكسره ! خليك قوي علشان تعرف تحل الموضوع !
رفع أدم رأسه يطالع الأخير قائلا :
- أنا دلوقت بقيت ضعيف قدام نفسي يا عمي ، دلوقت هقول لأمي ايه ؟ إلي طول الوقت بتقولنا عن وفاء ابويا وحبه ليها ؟ اقولها جوزك طلع متجوز وحدة عليكي وعنده بنت ؟؟ !
تنهد السيد أدم بهدوء مجيبا :
- الست صفية عقلها كبير واكيد بس نعرف ايه السبب إلي يخلي أبوك يتجوز عليها ساعتها هتستوعب الموضوع !!
طالعه أدم مجيبا :
- وأختي !! هقولها ايه ؟ هخليها تحبني وتيجي معايا مصر ازااااي ؟؟ وعشق عشق يا عمي لو عرفت إني رايح فلسطين يمكن يجرالها حاجة ، انت شايف الأخبار والشهداء إلي بيسقطو كل يوم هناك ؟ أرجوك يا عمي عشق الوحيدة دلوقت إلي مستحيل تعرف بالقصة دي !!
اومأ السيد جلال متفهما بينما أكمل أدم كلامه قائلا :
- أيهم كمان هيروح معايا ، هو يعرف القصة وانت وانا و مرام بس !
طالعه السيد جلال بأنتباه قائلا :
- طيب ومرام تعرف حد من السفارة الإسرائيلية ازااااي ؟؟؟!
أجابه بهدوء :
- تعرف واحد كان صاحب أبوها ، هو فرنسي بس بيشتغل هناك ، هيدخلنا على أساس سياح بس بشرط نقعد أسبوع واحد بس ، لو مضى الأسبوع ومخرجناش وقتها هيعتقلونا !! هحاول أقنع
( بيان ) بالأسبوع ده وأجيبها معايا !!
هتف السيد جلال بدون فهم :
- مين ( بيان ) دي ؟؟!
أبتسم أدم مجيبا :
- أختي ! عارف يا عمي بمجرد ما أفكر ان هيكون عندي أخت بنت برتاح شوية ، من وانا صغير انا وأحمد ونفسنا يكون عندنا أخت ، سبحان الله بقى عندنا أخت و عندها عشرين سنة كمان !!
أبتسم السيد جلال ليهتف :
- إلي يريح بالموضوع أنها بنت ! والبنات حنينين اكتر من الولاد ، اكيد هتحبوها وتحبكم !!
هتف أدم :
- ان شاء الله يا عمي ، دلوقت هنقول للعيله كلها إني هسافر فرنسا مع أيهم ومرام علشان صفقة كبيرة ، وبس أرجع انا هقولهم !!
اومأ السيد جلال متفهما ..
****************************
نزلت من سيارة الأجرة وغضب الدنيا كله يظهر على وجهها الخبيث لتقف تطالع القصر بأنبهار كبير ! الغبية شقيقتها كيف تترك ذلك الأدم وهذا النعيم وتموت ؟!
هكذا كانت تفكر تلك المسماة ( دلع ) التي فكرت بخطة شيطانية بمجرد ان خرجت من شركة
الزهراوي لتنتقم من أدم ! لتأتي بسرعة إلى قصره !
سارت بالرواق المؤدي إلى بوابة القصر الكبيرة لتجدها مفتوحه لتدخل تقف تكاد عينيها تسقط من مكانهما من جمال الحديقة التي أمامها ! أختها لم تكن تسمح لها ولا لوالدتها أن يأتين إلى القصر ويزورنها فيه ، هي التي كانت تذهب إليهن فقط !
وصل إلى مسامعها صوت أطفال يأتي من الحديقة لتدير رأسها تشاهد جاسر الصغير يلاحق شقيقته بطفولية وسعادة كبيرة بينما الصغيرتين يركضن هنا وهناك بسعادة ! دققت النظر أكثر لترى عشق تجلس برفقة نور والسيدة صفية والسيدة نازلي يتبادلن أطراف الحديث !
بمجرد ما رأت عشق علمت بأنها هي زوجة أدم
فصورها بالجرائد برفقته جعلتها هذه الدلع تحفظ تفاصيلها بدقة !!
عدلت من فستانها الذي بدأ يتطاير بفعل الرياح لتسير ناحيتهم تتهادى بمشيتها بميوعه كبيرة !
كانت أول من رأتها السيدة صفية لتنهض من مكانها بصدمة تهتف :
- دلع ؟ انتي بتعملي ايه هنا ؟؟!
يبدو بأن سمعة هذه الدلع وأخلاقها المنحرفة جعلت من العائلة تنفر منها !!
هتفت بميوعه :
- جايه أشوف ابن أختي !
بينما أخذت عشق تطالعها من أسفل قدمها حتى أعلى رأسها بنفور من ملابسها الغير محتشمة تلك لتهتف للسيدة نازلي بتسائل :
- مين دي يا عمتي ؟؟!
كانت الأخيرة على وشك الرد ليأتها رد دلع :
- أنا دلع و بيدلعوني دلوعه بكون أخت عبير مرات أدم الأولى وخالة جاسر !
نهضت عشق بدورها مجيبه :
- وعايزة ايه ؟؟
أدرت دلع وجهها ناحية جاسر لتهتف :
- عايزة اخد جاسر !!
حولت عشق عينيها ناحية الصغير لتجده يقترب منهم بسرعة يقف بجانبها يهتف :
- مين دي يا مامي ؟؟
كانت عشق على وشك الرد عليه وهي تحاوطه بيديها لتكن دلع الدلع الأسرع تهتف له مجيبه :
- أنا خالتو دلع يا حبيبي اخت أمك الله يرحمها !
قطب الصغير حاجبيه بغضب طفولي يهتف :
- بس ماما عشق مالهاش اخوات بنات ؟ وبعدين ماما اهي عايشه مش ماتت !!!!!!
كلماته تلك جعلت عشق تبكي بقوة وهي تشعر بقلبها يحترق على ذلك الصغير الذي لم يعرف أم سواها هي ؟
هتفت دلع مجيبه :
- عشق مش امك يا واد ، بقولك امك الحقيقية ماتت !
اقترب الصغير منها يطالعها بغضب كبير ليرفع قدمه يدوس على قدمها بكل ما اوتي من قوة جعلتها تصرخ من الألم وهي تسقط على أرضية الحديقة تجلس تخلع كعبها العالي يطالع قدنها التي ألمتها بشدة !!
بينما دخلت عشق وبقية النسوة نوبة ضحك هستيرية على تلك المتعجرفة التي نالت جزائها من ذلك الأسد الصغير !!
اقتربت منها عشق تهتف بقوة :
- أنتي وحدة عايزة تتربي من أول وجديد ، بالبداية كنت حابه اتعاطف معاكي علشان خالة ابني ، بس وربنا يا دلع لو قربتي من ابني او حاولتي تاخديه مني و الله لأخليكي تندمي أنك جيتي على الحياة !!!
نهضت دلع تبتعد عنها وهي تسير على قدمها بصعوبة لتختفي مبتعدة أكثر واكثر حتى خرجت من القصر بأكمله !!
وقفت على الشارع تطالع القصر من خلفها بكره كبير !
فاليوم كان الأسوء بحياتها كلها من أدم ومن زوجته ذات الشعر الأحمر !!
هتفت بغضب كبير متوعدة :
- هخليكي تندمي يا عشق انتي وجوزك وابنك ده !!!!
***************************
هناك !
في فلسطين المحتلة وبالتحديد في مدينة حيفا الساحلية المحتلة التي تتباهى كأنها عروس جديدة بالقرب من البحر الساحر الذي يعطيها رونقا أخر جميل وكأنه عريسها العاشق !!
في إحدى المنازل البسيطة في منتصف المدينة
جلس الحاج محمد على سجادة الصلاة بعد أن أنهى صلاة العصر يدعو الله كما يفعل بالعادة
بينما زوجتة الحاجة ( سمية ) تقف بمنتصف مطبخها تقوم بتجهيز وجبة الغداء لتلك الفتاة اليتيمة التي حان موعد قدومها من الجامعة !!
تنهدت الحاجة بهدوء وهي تطفئ الفرن ومن ثم تتجه تخرج من المطبخ لتستمع لطرقات الباب ترتفع !
لا بد من إنها عادت ... !
فتحت الباب لتظهر فتاة أية بالجمال الفلسطيني الساحر تمتلك عينان كسواد الليل وبشرة حليبة صافية بالاضافة إلى تلك الحفرتين اللتين تجعلان منها لوحة فنية ساحرة عندما تضحك !
ترتدي فستان أسود وحجاب أسود يغطي شعرها الكستنائي الجميل !
حسنا هي ما زالت ترتدي الأسود حدادا على والدتها التي رحلت منذ أسبوعين فقط ..!
هتفت ( الحاجة سمية ) بحنيه :
- يلا يا حبيبتي ادخلي غيري وتعالي علشان توكلي !!
أبتسمت بيان بهدوء مجيبه :
- مش جاي على بالي يا خالتي !
أمسكت الحاجة سمية يدها تدخلها بهدوء لتجلسها على ذلك المقعد الخشبي ومن ثم جلست بجانبها لتهتف :
- حبيبتي والله ما بجوز من الله إلي قاعدة تعمليه بحالك ! امك الله يرحمها صارت عند ربنا واكيد بتزعل منك يوم تشوفك بهي الحالة !!
أوشكت دموعها على النزول لتهتف :
- ضليت لحالي يا خالتي ، يتيمة من غير آب وأم!
أحتضنتها الحاجة سمية بحنيه كبيرة تهتف :
- ما تحكي هيك يا قلب خالتك ، انا وعمك محمد جمبك ، الله ما رزقنا بأولاد وعوضنا فيكي !
هنا جاء الحاج محمد من الداخل ليشعر بقلبه يؤلمه على هذه الفتاة التي لم تعلم بعد بأن لها عائلة كبير بمصر !
جلس بجانب زوجته يهتف :
- قومي حطي الأكل يا سمية البنت شكلها جوعانة بس مستحية تحكي
أبتسمت كل من بيان والحاجة سمية على كلماته تلك ، بينما تابع كلامه قائلا :
- و بعدين يا بيان يا بنتي ؟ ما انا قولتلك ان في قرايب الك بمصر !
طالعته تهتف :
- وانا شو بدي بالقرايب يا عمي ؟ الأب والأم ما بعوضهم حد ، حتى لا عندي أخ يسندني بهي الحياة كمان !!
قالت كلماتها الأخيرة لتنهار باكية في أحضان الحاجة سمية التي طالعت زوجها بحزن كبير !
هتف الحاج محمد مجيبا :
- ومين قال هيك يا بيان ؟ انتي عندك بدل الأخ اتنين يا بنتي ........!!!
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️. 8
نزل من سيارته يطالع البيت المتهالك من أمامه بصدمه ! كيف يعقل أن تكون ( السيدة اعتدال ) والدة طليقته المرحومة تسكن هنا ؟
تلك السيدة التي كانت تعد من اغنى أغنياء سيدات المجتمع المخملي ! أيعقل بأن الزمن قد أوصلها إلى أفقر الفقراء ؟!
تنهد بهدوء وهو يدور حول السيارة ليفتح الباب لطفله الصغير ( جاسر ) يحمله بهدوء ليوقفه أمامه ومن ثم أغلق الباب !
هتف الصغير لوالده بتسائل :
- أحنا جينا فين يا بابا ؟
احنى أدم جذعه ليصبح على مستوى ابنه يهتف له بحب :
- شوف يا حبيبي ، أنت بقيت راجل كبير وعقلك أكبر من سنك ، أنت عارف امك عبير الله يرحمها كان عندها أهل و تيتا والدة امك يا كبيرة وتعبانة ونفسها تشوفك وتتعرف عليك وأنا جبتك هنا علشان كده !
زم الصغير شفتيه ببعض الغضب يهتف :
- بس أنا معرفش ماما غير عشق ، هي ماما وبس
أبتسم أدم بهدوء مجيبا :
- طبعا يا حبيبي عشق هي امك إلي ربتك وحبتك اكتر من نفسها حتى ، بس لازم تكون عارف ان عبير هي أمك إلي حملت فيك وجابتك على الدنيا ! و لازم متنساش ده أبدا
اومأ الصغير بتفهم ليهتف :
- والبنت إلي جت اليوم عندنا القصر بتكون خالتي صح ؟؟
ضيق أدم عينيه ببعض الغضب مجيبا :
- هي دلع جت القصر اليوم ؟؟!
اومأ الصغير برأسه قائلا :
- أيوه وقالت إنها هتاخدني منك بس ماما عشق وقفتها عند حدها !
قبض أدم على يده بغضب واضح وهو يتوعد لتلك اللعينة بأشد العقاب !
أنتصب في وقفته يمسك بيد صغير يتجه ناحية البيت ليطرق الجرس بهدوء !
لحظات ووجد سيدة كبيرة تظهر من خلف يبدو عليها الكبر والتعب الشديد !
بقي أدم يطالعها بصدمة من حالتها تلك !؟
أيعقل بأن هذه هي نفسها ( اعتدال السراجي )
سيدة من سيدات الأعمال الشهيرة ؟!
بينما انشقت إبتسامة واسعة على ثغر العجوز لتهتف :
- أدم !! ده أنت يبني ؟!
أحنت جذعها تطالع الصغير بحنيه كبيرة لتهتف :
- وأنت أكيد جاسر !
أنهت كلامها ذلك وهي تحتضنه بحنيه كبيرة وهي تبكي بقوة جعلت الصغير يبكي معها أيضا !
بينما دخل أدم للمنزل يطالعه بشفقه كبيرة !
كيف يمكن لسيدة كبيرة مريضة أن تسكن به ؟ ليس به أي فرش والشتاء قد بدأ يطرق أبواب العالم !
بيت متهالك ليس مناسبا لسيدة مثلها !
تلك اللعينة ( دلع ) كيف تسمح لنفسها بأن تسكن والدتها المريضة هنا ؟
جز على أسنانه متوعدا أكثر لها !
فالسيدة اعتدال تكون جدة طفله ومن واجبه مراعاتها !
مرت ساعة وأدم ما زال عند السيدة المسكينة التي أبقت الصغير بأحضانها تشتمه وكأنها لم تشبع منه بعد !
هتفت قائله :
- مش عارفة اقولك ايه يا أدم ، والله فرحتي بشوفة حفيدي خلتني اتحسن اوووي ..
أبتسم أدم بهدوء مجيبا :
- مكنتش عارف أنك لسه بمصر يا خالتي ، فكرت رجعتي أمريكا بعد وفاة عبير !
أرتسمت علامات الحزن على ثغر العجوز مجيبه :
- رجعت أمريكا فعلا بس للأسف خسرت كل املاكي وثروتي بسبب طيش بنتي دلع ، و زي ما أنت شايف بقيت عايشه ببيت متقبلش الحيوانات أنها تعيش فيه حتى !
هتف الصغير بطفولية لوالده :
- بابا ، البيت هنا بارد أووووي و تيتا كده هتمرض
أبتسم أدم مجددا يهتف :
- متخفش يا حبيبي أنا هنقلها بيت كويس ودافي
صفق الصغير بيده بطفولية بينما هتفت السيدة اعتدال معترضة :
- متكلفش على نفسك يا أدم ، انا خلاص بقيت متعودة على العيشة دي ، كفاية عليا أشوف جاسر كل وقت والتاني وهكون بخير !! .
نهض أدم ناحيتها يهتف لها بحنية :
- مش مكلف على نفسي ولا حاجة يا خالتي ، أنتي والدة ام ابني ومن واجبي أهتم بيكي !
هنا دخلت تلك الدلع تدندن ببعض الكلمات ترتدي ثيابها المثيره لتقف مصدومة وهي ترى أدم في عقر دارها !!
أرتسمت أبتسامة شيطانية على ثغرها لتهتف :
- اووووووو ابن الحسب والنسب بذات نفسه جه عندنا ؟؟!
نهض أدم يهتف للسيدة أعتدال :
- أنا هتكلم مع دلع شوية يا خالتي ..
اومأت له بتفهم لتنهض تمسك بيد الصغير تتجه به ناحية المطبخ لتعد له الطعام !
بينما دخل أدم إحدى الغرف بعد أن لحقته دلع ليغلق الباب خلفه بقوة !!!
وقف يطالعها بنظرات قاتلة بينما بدأت تقترب منه أكثر وأكثر وهي تهتف بميوعة :
- سكرت الباب ليه يا أدم ؟
صفعة قوية نزلت على وجهها كانت الرد منه جعلتها تخفض رأسها ألما بعد أن تدفقت الدماء من وجهها بقوة !هتف بغضب كبير :
- أنتي بأي حق تيجي عندي القصر اليوم وتطلبي تاخدي جاسر ؟
رفعت رأسها تهتف بصوت متألم :
- كنت عايزة اخلي عشق تتجنن بس اخد جاسر
وعند ذكر أسم زوجته الحبيبة بدأ يتحول كأنه ثور هائج ليمسكها من يدها بقوة كادت تنكسر بين يديه ليهتف :
- أسم عشق ميجيش على لسانك يا دلع
طالعته بغضب تهتف :
- فيها ايه اكتر مني يعني ؟ انت كنت لازم تتجوزني انا علشان خالة ابنك وانا إلي هربيه ، ده أمانة أختي !!!!
صدحت ضحكات أدم تملى المكان ليهتف بغضب :
- أمانة أختك ؟! امممممممممممم وامك المسكينة إلي معيشتيها عيشة الذل دي مش أمانة أختك ؟ ثروة أمك الكبيرة ضيعتيها بسبب أخلاقك وتربيتك العاطلة و جايه تقوليلي أمانة ومش أمانة ؟؟
سكت قليلا ليكمل من جديد :
- شوفي يا بت انتي ، شغل الليل والكابريهات والرجالة إلي بتتنقلي بينهم كل يوم ده هتشيليه من دماغك ، هتفضلي جنب أمك تاخدي بالك منها ، وخلي بالك أنا مش بقول الكلام ده علشانك ! أنتي متهمينيش ولا شايفك أصلا ! بس انتي محسوبة أنك خالة أبني وانا مش عايز حد يقول لأبني بالمستقبل خالتك كانت كذا وكذا ، وكمان علشان امك ست محترمة متستاهلش تتذل بأخر أيامها
سبحان الله ربنا رزقها ببنتين نقمة عليها بس نقول ايه الله يرحمها عبير مبتجوزش عليها غير الرحمة !!
نفضها من بين يديه لتسقط على الأرضية يهتف لها مجددا :
- فاهمة انا قولت ايه ؟؟
اومأت برأسها بخوف وهي ما تزال تضع يدها على خدها بألم ، تابع أدم كلامه قائلا :
- أنا هنقولكم شقة مفروشة في منطقة كويسة وخلي بالك هتابع تحركاتهم وتصرفاتك على طول ..... !
أنهى كلماته تلك وهو يعدل من ثيابه ليخرج صافقا الباب خلفه بقوة ، بينما بقيت دلع تفكر كيف ستنتقم !!
المسكينة في كل مرة تفكر فيها تنقلب أفكارها على رأسها .... !
*****************************
هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي معلنه عن وصول بالركاب بالسلامة ! سار بجانب زوجته وهو لم يكف للحظة عن انزال عينيه من عليها ! تبدو كأنها ملاك رقيق على هيئة بشر يشير على الأرض بمظرها الجديد ذلك ! أبتسمت بسعادة وهي تعدل من حجاب برقة جعلته يهمس بأذانها قائلا :
- بلاش تبصيلي كده يا مريم ! ده انتي بقيتي شبه البسكوته إلي عايزة تتاكل أكل!
أبتسمت بخجل شديد عند سماعها لأسمها الجديد من بين شفتيه لتهتف :
- أول مرة أحس ان اسمي بقى حلو اوي كده يا محمود !
حاوط كتفها ليخرجا من المطار يستقلان سيارة أجرة إلى قصر الزهراوي !
مرت نصف ساعة اتصل السيارة أمام القصر لينزل ومن ثم يمسك بيدها يسيران ناحية الداخل !
منحها أبتسامة صافية ليهتف :
- جاهزة ؟
اومأت برأسها بهدوء وسعادة غامرة سيطرت عليها ... !
طرق الجرس ليفتح الباب بعد لحظات وتظهر منه نور زوجة أحمد التي وقفت تطالعهما بفم مفتوح من الصدمة !
أبتسم بهدوء يهتف :
- ممكن ندخل ؟
أفسحت لهما الطريق ليدخلا يجدان السيدة صفية والسيدة نازلي وأحمد برفقة أيهم وفرح يجلسون بالداخل ، مجرد ما رأهم الجميع حتى وقفو من الصدمة !!
هتف أحمد بتسائل :
- أنتو مين ؟؟
صدرت منها ضحكة صغيرة لتهتف :
- أحنا إلي تعرفونا! !
في هذه اللحظات كانت عشق تهبط من الأعلى لتهتف وهي تراهم أمامها بسعادة :
- ماشاء الله تبارك الخالق ، مبروك عليكم !
أتجهت مريم ناحيتها تحتضنها بسعادة وهي تهتف :
- حبيبتي ، أنتي السبب إني دخلت الأسلام انا وجورج ، قصدي محمود ..
ثم وجهت انظارها ناحية الجميع تهتف :
- أنا من هنا ورايح بقى اسمي مريم مش كلارا و جورج بقى محمود ، دخلنا الأسلاك عن قناعة كبيرة ، عشق الوحيدة إلي كانت تعرف ب ده ، بسببها انا حبيت الحجاب ولبسته واقنعت جورج يسلم كمان !!
هنا دخل أدم يمسك بيد صغيره ليهتف بسعادة :
- وطبعا عشق حبيبتي ومراتي قالتلي على القصة..
نقدم ناحية صديقة يحتضنه بسعادة ليهتف :
- ده محمود أخويا مش صاحبي بس !
جلس الجميع بسعادة يتبادلون الضحكات التي سيطرت عليهم ..
نهض أدم يستأذن من الجميع برفقة شقيقه أحمد يتجهون ناحية مكتبه الخاص !
دخل ليدخل شقيقه خلفه ويغلق الباب خلفه بهدوء ، تنهد أدم بهدوء ليجلس بجانب شقيقه يهتف :
- مالك يا أحمد زعلان كده ليه ؟
طالعه شقيقه يهتف :
- أنت مريض يا أدم مش كده ؟؟!
طالعه شقيقه بصدمه يهتف :
- مين قال كده ؟
تنهد أحمد مجيبا :
- انت قولتلي قبل فترة ( أنا هتكسر يا أحمد ) وقولتلي هتدخل فلسطين بشغل ، بس انا عارف أنك بتكدب عليا وهتسافر فرنسا تتعالج !!!!!!
أبتسم أدم بهدوء ليضع يده بيد شقيقه يهتف بحنيه :
- لو انا مريض يا أحمد كنت أنت أول واحد تعرف ، أنت أخويا وسندي بالحياة ، أنت هدخل فلسطين حقيقية مش كدب !
طالعه أحمد مجيبا :
- أنا إلي قولت لعمي جلال على روحتك على فلسطيني ، فكرت أنك في خطر ف قولتله علشان يساعدك !
أبتسم أدم مجداا قائلا :
- عارف ، ربنا يخليك ليا يا حبيبي !
هتف أحمد متسائلا :
- طيب وهتروح فلسطين ليه ؟ عمي جلال قال أنك هتكون بطل ومن الكلام ده ، هو أنت هتروح تحارب ؟؟؟!
ضحك أدم بقوة مجيبا :
- شوف يا أحمد اي حد يدخل فلسطين بيكون بطل فعمي جلال كبر الموضوع مش اكتر !
سكت قليلا ليكمل بجدية :
- عشق ! خلي بالك منها كويس يا أحمد ، حطها بعنيك واهتم فيها اوووي ، وإذا ولدت وانا لسه مرجعتش سمي الولد سراج ! ولو ربنا كتب وانا مرجعتش الولاد وامهم أمانة برقبتك !-
أوشكت دموع أحمد على السقوط ليحتضن شقيقه وهو يهتف :
- بعد الشر عليك ، أنت هترجع وتربي أولادك بنفسك ءن شاء الله ..
****************************
حملت صورة والدها ووالدتها بين يديها تبكي بحرقة كبيرة على الوضع التي وصلت إليه ، قريبا ستترك موطنها فلسطين وتذهب لوطن أخر لا تعلم عنه شيئا ، كيف ستستطيع ذلك ؟
هنا دراستها وأصحابها ، هنا قبر والدتها الذي أصبح ونيسا لها بوحدتها تلك !
همست للصورة بكسرة :
- ليش هيك عملتو فيني انتو الأتنين ، خليتوني لحالي وروحتو ! ليش يا بابا مقولتليش ان عندي إخوان بمصر ؟ ليش طول الوقت خليتني احس إني وحيدة ؟؟
انهارت باكية على سريرها وهي تحتضن الصورة وكأنها بين أحضانهم الأن ، دخلت الحاجو سمية لتجدها على تلك الحالة لتهرع ناحيتها تحتضنها بقوة وهي تهتف :
- مالك يا بيان يا بنتي ؟ ليش بتعيطي ؟
رفعت رأسها مجيبه :
- عمي محمد قالي إني لازم اروح أعيش بمصر عند اخواني !
مسحت الحاجة لها دموعها تهتف بحزن :
- اه يا حبيبتي لازم ، هناك عيلتك وأهلك
حركت رأسها بهستيرية مجيبة :
- لع ، أنت هون عيلتي وأهلي ، اخواني هدول انا بكرهم من غير ما أعرفهم ، ليش خلوني هون وحيدة وما سألو عليا طول العشرين سنة يا خالتي ؟؟؟ ليش انا مكتوب علي الوحدة ليييش ؟؟؟؟؟
احتضنها الحاجة سمية بحنية كبيرة تهتف :
- يعني انتي ما بدك تروحي على مصر ؟
رفعت رأسها تهتف بحزم :
- ما بدي اروح هون عيلتي وبس واخواني هدول ما بعترف فيهم .... !
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️9
**************************
لا يدري كم بقي يتأملها وهي ساكنة بين أحضانه تتمسك به بقوة حتى بنومها ! الليل بأكمله بقي مستيقظا فقط يتأملها وأنفاسها التي يعشقها تضرب صفيحة وجهه بنعومة ، يحاول فقط أن يشبع حبه منها قبل الذهاب ... او ربما الرحيل .
لا يعلم بالتحديد ماذا سيحدث هناك في بلاد الشام وبالتحديد في فلسطين المحتلة ! لا يعلم ان كان سيعود ويقبل شفتيها من جديد ام لا !!
لا يعلم ان كان سيحتضنها من جديد او هذا هو الحضن الأخير لها بين يديه !!
تنهد بهدوء وهو يحدق بها من جديد وهي ما زالت نائمة تنعم بدفئ أحضانه ! ربما لا تريد الأستيقاظ أبدا ! ربما قلبها يرفض فراقه !
رفع يديه يمسد على شعرها الأحمر الذي طالما عشقه وما زال ! رائحة الفراولة الشهية التي تتسرب منه جعلته يقترب أكثر من شفتيها المغرية يقبلها بهدوء ممزوج بأشتياق قد بدأ يضرب قلب الحبيب قبل مفارقتها حتى !!
قبله عمل جاهدا أن تكون بقدر عشقه لها !
ذلك الأدم لم يشبع تقبيل بها طوال الليل ليؤرقها أيضا بنومها لتبدأ تتململ بنعاس وهي ما زالت تتمسك برقبته كطفلة صغيرة ترفض مفارقة حنان والدتها !!
فتحت عينيها لتقابل عينيه تطالعها بحنان جعلها تبتسم بتلقائية لتهتف :
- مالك يا أدم بتبصلي كده ليه ؟
أقترب يهمس بأذانها برقة جعلتها تغمض عينيها :
- علشان أشبع من عنيكي الحلوة دي قبل ما أسافر !
لا تدري لما عند ذكره السفر أحست بضيق يضرب أبواب قلبها لتهتف :
- السفر امتى ؟
تنهد بهدوء ليقربها منه أكثر مجيبا :
- اليوم بالليل !!
بدأت دموعها تهطل بهدوء على وجنتيها دون أن تتكلم ليطالعها بدوره بعتاب قائلا :
- أحنا اتفقنا على ايه يا عشق ؟ مش قولتلك بلاش عياط يا حبيبتي ؟؟
اومأت رأسها بهدوء مجيبه :
- أيوه ، بس غصب عني ، حاسه السفرية دي فيها حاجة وأنت مش عايز تقول !
أحس بتأنيب الضمير يسيطر عليه بسبب حالته تلك ولكن عقله رفض الخضوع وقول الحقيقة لها حتى لا تنهار أكثر !
وضع يده على بطنها المنتفخة يهتف بحنان :
- لو ولدتي وانا مسافر الولد ده سميه سراج يا عشق ، أول ما تشيليه بيدك قوليله إني بحبه جدا علشان هو قطعة منك ، قوليله إني عشقت امه عشق مفيش حد يقدر يتخيله ..
وضعت يدها فوق يده تطالع عينيه التي شعرت بأنهما على وشك البكاء لتهتف :
- سراج هيستنى ترجعلنا بالسلامة ووقتها هييجي !!
أبتسم على كلماتها تلك ليقترب منها أكثر يضع رأسه ناحية قلبها ليهتف بحب :
- خليكي متأكدة ان مفيش ست بالعالم كله تقدر تاخدني منك ، انتي العشق يا عشق ، انتي الحياة إلي منحتيها لقلبي ، انتي عشق أدم !!
رفعت يدها تلعب بشعره بعشوائية جعلته يستسلم لذلك الشعور الجميل الذي سيطر عليه ليهتف بحب كبير :
- بحبك يا عشق ، بعشقك ، بموت فيكي !!!
أحنت رأسها تضع قبله على شعره لتهمس بجانب أذانه قائله :
- وأنا بموت وبحيا فيك يا أدم ..
رفع رأسه يعتدل بجلسته على السرير ليمد يديه يحتضنها بقوة وحب ليضعها على ركبتيه لتتمسك بدورها برقبته بحب وتضع رأسها على صدره مستسلمه لشعور الأمان الكبير الذي يسيطر عليها بمجرد وجودها معه !!
همس بدوره بجدية :
- السفرية ممكن تاخد وقت شوية يا عشق ، إلي عايزه منك أنك تكوني قوية وقت اللزوم ، الولاد لسه صغيرين ومحتاجينك ، أوعي تنهاري او تستسلمي لو سمعتي حاجة ؟! خليكي عشق إلي قلبت كيان أدم الزهراوي بقوتها وجمال روحها قبل شكلها ! وقت تحسي نفسك ضعيفة تذكري إني معاكي بقلبي قبل روحي ، حطي إيدك على قلبك ووقتها هتحسي بوجودي !!! ومتسألينيش ليه بقول كده !
اومأت برأسها دون أن ترد وهي تضع يدها على قلبه تطالعه بنظرات عاشقه تحاول أن لا تشعره بأنها ليست مطمئنة أبدا لرحيله ذلك ..... !
*****************************
اجتمعت عائلة الزهراوي بالأسفل من أجل وداع أدم ! لم يعلم أحد لما هذه المرة جاء الجميع من الأساس لوداعه !! هل القلوب تعلم بذلك الشيء المخفي بالغيب ؟!
جلست السيدة صفية والسيدة نازلي وكل واحدة منهن قلبها غير مطمئن بتاتا ولكن يجاهدن على البقاء قويات أمام الجميع وبالتحديد أمام أطفال أدم وعشق !!
بينما جلس أحمد بجانب زوجته يداعبه طفله الصغير ولكن عقله ذهب بعيد هناك حيث فلسطين التي ستحتضن شقيقه خلال أيام قليلة !!
في هذه الأثناء وصل أيهم برفقة زوجته فرح ووالده السيد جلال وزوجته صفاء ..
أخذت فرح تبكي بهدوء وقلبها أيضا يتألم لفراق زوجها ! أمسك بدوره بيدها يقتادها ناحية المطبخ يختلي بها بعد أن أعطى صغيرته لصفاء !
أغلق الباب خلفه ليطالعها بعتاب قائلا :
- وبعدين بقى يا فرح ؟ مش قولتلك بلاش عياط ؟ مش عايز أروح وأخر حاجة اشوفها وشك الحلو ده وهو بعيط!!
أحتضنته بقوة تهتف بصوت متقطع من كثرة البكاء :
- مش قادرة على فراقك يا أيهم ! حاسة قلبي قاعد بيتقطع مش عارفة ليه ، فلسطين الوضع فيها مش تمام !!
احتضنها أكثر يغمض عينيه ليهتف :
- إلي كاتبه ربنا هو إلي هيكون ! بأذن الله أنا هرجع مع أدم بخير وسلامة !
أخذت تطالعه بحب بينما بدأ يمسح لها دموعها بحنيه ليهتف :
- حبيبتي ارجوكي كفاية عياط ، وبعدين عشق لو شافت حالتك دي هتشك ،! خليكي قوية علشانها وعلشاني وعلشان بنتنا !
أقتربت منه تقبله على شفتيه بعمق ليبادلها بأكثر ليهتف لها مجداا :
- اوعديني أنك مش هتعيطي ؟!
ابتسمت بهدوء وهي تمسح دموعها مجيبه :
- أوعدك
ليمسك يدها يقبلها برقة ومن ثم يخرج ينضم للجميع بالخارج ..... !
بينما بالأعلى لا زال أدم يضع عشق داخل أحضانه ينعم بجمال قربها ، بينما هي تلعب بصدره بطفولية لا تتخلى عنها ، هنا فتح الباب لتدخل الصغيرتين برفقة شقيقهما يركضن ليقفزن على السرير بطفولية ليحتضنهما أدم بحب يهتف :
- مش هتبطلو عادة أنكم تدخلو بدون استئذان ؟؟
دفنت الصغيرتين رأسيهما بأحضانه يبتسمن بهدوء ، بينما هتف جاسر قائلا :
- بابا ، العيلة كلها تحت مستنينك !!
اومأ أدم بتفهم بينما رفعت عشق رأسها تهتف :
- اليوم عدى بسرعة كده ليه ؟
قبلها أدم على جبينها ليهتف :
- يلا بقى يا عشق انزلي مع الأولاد تحت على ما اجهز أنا !!
نهضت تهتف :
- حاضر
انتصبت بوقفتها تتجه ناحية الحمام تبدل ثيابها بأخرى مناسبة ومن ثم أرتدت حجابها تهتف لأطفالها :
- يلا يا حبايبي ننزل تحت
اتجه الصغار ناحيتها يخرجون أمامها بينما هي منحت زوجها نظرة طويلة تحمل الكثير من الكلام والمشاعر ومن ثم خرجت تتجه ناحية الأسفل !
بينما نهض أدم يتناول هاتفه ليضغط على بعض الأرقام ليأتيه صوتها من الناحية الأخرى تهتف :
- جاهز ؟
هتف بجدية :
- جاهز ، ساعتين كده وهلاقيكي بالمطار يا مرام ، خلي بالك متنسيش الأوراق !!
أجابته بجدية :
- متقلقش ، كل حاجة جاهزة
سرعان ما أغلق الهاتف معها يتجه ناحية الحمام ينعم بحمام دافئ ليريح أعصابه أكثر قبل يغادر ...... !!
هبطت عشق للأسفل لتجد الجميع ينتظرون !
هتفت بتلقائية :
- مالكم يا جماعة ؟ في ايه ؟
تقدم والدها ناحيتها يحتضنها بحب يهتف :
- مفيش يا قلب أبوكي ، جيت انا وامك نشوفك وتفاجئنا ان الكل هنا !
أحتضنته بحب تهتف :
- حاسه في حاجة يا بابا !
تقدمت والدتها أيضا ناحيتها تهتف :
- حبيبة ماما ، انتي قربتي على الولادة وعلشان كده بقيتي شكاكه بكل حاجة
تنهدت عشق تهتف بقلة حيلة :
- يمكن !
هنا تقدم أيهم ناحيتها يهتف لها بحب أخوي :
- الموزه الجميلة مش بتتكلم معايا ليه ؟
زمت شفتيها كالأطفال مجيبه :
- علشان مش بتسأل عليا يا رخم ! ده أنت بقيت مش تيجي تطمن عليا أبدا
أبتسم بحب وهو يطبع قبلة على جبينها مجيبا :
- ده أنتي أختي وقلبي وأكتر حد قريب مني ، لو قصرت معاكي شوية بس ده مش معناه إني مش بحبك ! ده انتي الكنز الثمين إلي لقيته بعد سنين كتيرة !!
أحتضنته بسعادة تهتف :
- ربنا يخليك ليا يا روحي
هنا هبط أدم يجر خلفه حقيبة سفره التي أعدتها له عشق ليلة أمس ! ألقى نظرة سريعة على الجميع ومن ضمنهم والدته التي طالعته بحب
تنهد بهدوء يفكر كيف ستكون ردة فعلها بعد أن يعود لها بتلك المفاجأة التي ربما لن تكون جيدة لها أبدا !!
مر الوقت والجميع يتبادلون التحيات والسلام لأدم وأيهم !
نهض أدم يقف لتنهض عشق تتقدم ناحيته ترمي نفسها بين أحضانه تتمسك به بقوة جاهدت على عدم البكاء أمامه وأمام الأطفال .
همس بجانب اذانها قائلا :
- بعشقك
بادلته الهمس قائلة :
- وأنا كمان
بدورهم اتجه الصغار يحتضنون والدهم ووالدتهم بسعادة ليمسك أحمد هاتفه يقوم بألتقاط صورة لهم وهم بوضعهم هذا !!
ربما ستكون صورة للذكرى .... !
بعدها اتجه أدم ناحية والدته يحتضنها بحب جارف يهتف لها :
- ادعيلي يا ست الكل !
منحته ابتسامة حنونه تهتف :
- قلبي وربي معاك يا حبيبي !!
******************************
خرج أدم من القصر تاركا خلفه عشقه وزوجته الجميلة التي سرعان ما ذهب حتى صعدت إلى غرفتها تختلي بنفسها تطلق العنان لدموعها بالنزول ، تبكي ذهاب حبيبا وقلبها يتألم لفراقه ..
خرج أدم تاركا خلفه أطفال صغار لا يدرون ما يجري حولهم ، وشقيق جلس يدعو الله أن يرد شقيقه الأكبر سالما معافى ..
ووالدة حاوطته بدعوات صعدت إلى السماء السابعة متمنيه أن يعود لأحضانه بأسرع وقت ..
أستقل السيارة برفقة أيهم تاركا قلبه بالقصر !
سرعان ما وصلت السيارة أمام مطار القاهرة الدولي ليجد مرام تقف تنتظره بجمود وقلبها أيضا تحول منذ زمن لحجر صلب .. !
خرج من السيارة برفقة أيهم ليتجهون ناحية مرام ومن ثم ناحية الداخل ..
بعد ساعتين حلقت الطائرة تتجه ناحية المملكة الأردنية الهاشمية لتهبط بعد وقت بمطار علياء الدولي ...
تنفس أدم الصعداء بمجرد ما خطت قدمية دولة الأردن الشقيق ، إذا فقد أصبح على قرب من لقاء شقيقته المجهولة ..
اتجه الجميع ناحية إحدى الفنادق التي تم الحجز بها ليبقو هنا الليلة وغدا سيتم السفر إلى وجهتهم ... إلى فلسطين ...
فكيف ستكون الأمور بمجرد أن تطأ قدم أدم ومن معه الأراضي المحتلة ....؟؟؟؟!
لقراءة باقي الفصول الجزء الثالث3 من هنا
لقراءة الجزء الثانى2جميع الفصول كاملة من هنا
ولقراءة الجزء الاول جميع الفصول كاملة من هنا
