رواية هوس عاشق
الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون
فتحت أعينها ببطئ وجدت نفسها بغرفة فارغة، بِها صناديق كثيرة، حاولت الصراخ ولكن ذلك الشريط اللاصق الموضوع على فمها منعها من الصراخ..
لم يمُر سوى بعض دقائق كتى وجدت باب يُفتح أمامها ودلف رجُلًا طويل القامة، نظرت لهُ ولنظرته لها التي بثت الرُعب بقلبها، ولم يكُن ذلك أحدًا سوى داغر.
نظر لأحد رجاله حتى يزيل الشريط اللاصق من على فمها.
نورسين بخوف : إ.. إنت مين وعاوز مني إيه؟
داغر بحدة : تقربي إيه لناصر؟
نورسين بخوفٍ وجسدها كله يرتجف :ب..بابا.
إبتسم داغر وأردف بسخرية : ابوكي، حلو كده.
نورسين ببعضًا من الشجاعة : إنت عاوز إيه مني؟ م..مالِك لو عرف صدقني مش هيسيبك.
داغر بحدة : ومش هيسيبني ليه؟ مالِك هيدور عليكِ ليه من الأساس؟
نورسين بصراخ : لأني مراته، وصدقني مش هيسيبك مستحيل يسيبني أنا واثقة، هيجي وهيقتلك.
نظر لها بصدمة بينما أمر رجاله بوضع الشريط مرة أخرى وخرج من الغرفة بسرعة كبيرة وإحدى رجاله يلحق بِه.
دلف داغر لمكتبه وجلس وأردف بغضب : إبن الكلببببب
نهض داغر وهو يُكسر كل شئ أمامه ويردف بغضب : ورحمة أبويا منا سايبه، وكمان بيضحك عليا!!! عرفنا إنه كان مديها لمالِك بايعها ليه لأيام بردوا!!
نظر بغضب لذلك الواقف أمامه وإقترب منه وأمسك بتلابيب قميصه وأردف بحدة وغضب : وإنت إزاي معرفتش أنها مرات مالِك، إيه لذمتك!!! فهمنيي
صرخ بكلمته الأخيرة وإبتعد عنه وأردف : تجيبلي مالِك هنا عرفه إن مراته عندي، تجيبه دلوقت فاهم؟
وناصر، ناصر يبقى عندي دلوقت، يبقى مرمي ف المخزن زي الكلب مفهوم!؟
مُساعده بخوف : مفهوم يا باشا الإتنين هيكونوا ف المخزن.
داغر بغضب : ناصر بس يا غبي.
- حاضر يا باشا.
رحل من أمامه سريعًا بينما جلس داغر على مكتبه وأردف بحدة وصدره يعلو ويهبط من كثرة الغضب : هقتلك يا ناصر، كنت فاكر إنها بنتك وهقدر آاذيك بيها، بس لعبتها صح، حبيت توقع بيني وبين مالِك، ورحمة أبويا من هسيبك.
مر الوقت حتى وصل مالِك لقصر داغر، ترجل من سيارته بلهفة وكان داغر يقف ف بهو القصر، تقدم منه مالِك وأردف : مراتي فين يا داغر؟
داغر بثبات : موجودة يا مالِك، وبعدين فِكرك كنت هعرف إنها مراتك وهأذيها؟
مالِك : عاوز أشوفها هي فين؟
أشار له داغر وسار الإثنان ناحية الغرفة التي تمكث بها نورسين، دلف مالِك للداخل وجدها تجلس على الأرضيه وقدميها ويديها مُربطان، فك مالِك قدميها ويديها وضمها لصدرنده بخوفٍ وأردف بأسف وهو يتفحص وجهها : حقك عليا، أنا اسف، إنتِ كويسة؟ فيكِ حاجة؟
ضمها لصدره ودموعه تنهمر على خديه بآلم : أنا آسف، لتاني مرة مقدرش أحميكِ يا نوري، آ.انا آسف يا حبيبتي، حقك عليا.
حملها مالِك وذهب تِجاه السيارة و وضعها على المقعد الخلفي وأردف وهو يمسح دموعها : ثواني وجاي، مش هتأخر أتفقنا؟
نورسين بخوف : لأ خليك.
مالِك : صدقيني مش هتأخر يا نوري ثواني بس.
ربت على وجهها وأغلق السيارة وعاد مرة أخرى للداخل.
داغر بثبات وهو يضع يداه بجيوب بنطاله : مبنساش حد عمل معايا معروف ف يوم من الأيام يا مالِك، وإنت معروفك معايا مستحيل أنساه، لما عرفت إنها مراتك جيبتك.
مالِك : وناصر؟
داغر بغموض : ناصر حسابه معايا كبير أوي، وقولتلك مبنساش معروف حد عمله معايا، و ردي لمعروفك إنت وجلال الي عملتوه معايا من 7 سنين، هتشوفوه بيترد ف ناصر.
مالِك : ماشي يا داغر، مع السلامة.
كاد مالِك يسير للخارج ولكن إستوقفه داغر قائلًا : اصفيلك مع عثمان بالمرة؟
إبتسم لهُ مالِك وأردف : يا ريت، لأن زين هو الي عاوز يصفي معاه، ومش عاوزه يوسخ أيده مع عثمان، صفي معاه إنت.
داغر بأعينه الحادة : إعتبره حصل يا مالِك.
رحل مالِك بإتجاه سيارته وهو يبتسم على الزمن الذي يُعيد نفسه مرة أخرى، دلف للسيارة و وجد نورسين غفت بِها.
ركب مالِك وربت عليها بحنو وأدار مُحرك السيارة مُتجهًا للمشفى حتى يطمئن عليها وعلى طفله
في ڤيلا الفيومي.
زياد : خالو قالك إيه يا شاهي؟
جلست شاهندا على الأريكة وهي تردف : الحمدلله لقاها.
زين بتساؤل : مقالش مين الي كان خاطفها؟ أو لقاها إزاي؟ كانت فين أصلًا؟
شاهندا : أبوها
جلست فرح وأردفت : هو إحنا مش هنخلص من كل المشاكل دي؟ نفسي نرجع لحياتنا الطبيعية.
شاهندا بإبتسامة : كل حاجة هترجع زي الأول وأحسن بكتير كمان، وعلى فكرة نورسين حامل.
فرح بفرحة عارمة : بجد.
شاهندا بإبتسامة : أه والله، مالِك راح بيها دلوقت للدكتور يطمن عليها.
زياد : أمال أختها فين؟ كده طالما ناصر حاول يخطف نورسين يبقى عاوز أختها.
زين مؤيدًا لحديثه : معاك حق.
شيري من خلفهم : متقلقوش أنا هنا مروحتش ف حِتة، كمان ناصر بيدور عليا ومالِك منبه عليا إني مطلعش من برة الڤيلا نهائي.
ثم وجهت حديثها لشاهندا : مالِك قالك إيه عن نورسين؟
شاهندا : رايحين المستشفى يطمن عليها وهيجوا ع الڤيلا تاني.
زياد بضحك : والله عامر صعبان عليا كل ما يجي يكتب الكتاب يحصل حاجه.
شاهندا : أنا بقترح عليه يجوزهم وخلاص، وهو قال إن عامر طول الشهر ده كان معاها و واقف جمبها وكمان علاجها الي فضل سنين ومظهرش أي نتيجة أو تحسُن، ف الشهر ده إتحسنت كتير بسبب عامر.
زياد : عامر لو كان كمل ف دراسته وعمل دراسات عُليا كان زمانه بقى دكتور أمراض نفسية، عشان كده قدر يخرجها من حالتها.
فرح بنبرة كوميدية : دكتور نفسي ولا الحُب قادر ع المُستحيل؟
زياد بضحك : الحب قادر ع المُستحيل فعلًا.
ضحك الجميع بينما في غرفة لينا..
كانت تجلس على الفراش تبكي بصمت، أمسكت بهاتفها تُعيد الاتصال بمحمد للمرة التي لا تعرف عددها..
ألقت الهاتف بغضب مرة أخرى، كـكُل مرة إتصلت بِها يكون مُغلق.
لينا مُحادثة نفسها بدموع : والله يا محمد اعرفلك طريق وهندمك على الي عملته ده، شهر بحاله!! وأفوق من العملية مشوفكش!! أعرف صُدفة من الدكتور إنك بتطمن عليا من بعيد لبعيد!!
مسحت دموعها وأردفت مرة أخرى بإبتسامة حزينة : مكنتش أعرف يا محمد إن غيابك هيكون فارق أوي بالشكل ده، متخيلتش إني هتعب أوي كده.
أمسكت بهاتفها وفتحت صورته ونظرت لها بحزن : مكنتش أعرف أني هحبك يا محمد، مكنتش أعرف خالص، الشهر ده على قد ما هو حزين، على قد ما هو حلو..
حلو عشان عرفت إني بحبك، و وحش وحزين عشان معرفش عنك حاجة، معقول تبقى دي النهاية خلاص كده؟
مكتوب عليا كل نهاياتي تكون حزينة؟
تعرف ف الشهر ده، والله برغم إن زين قدام عيني على طول بس مفكرتش فيه زي الأول، مبقاش يجي على بالي يا محمد، قلبي مبقاش يدُق لما يكون قريب مني، مبقتش بتوه ف إبتسامته، بقى كل شئ عادي قدامي، بقى إبن خالتو وبس يا محمد..
فيه حاجات كتير عاوز احكيلك عليها، أولها إني مش قادرة أعيش من غيرك، وآخرها إني بحبك..
معقول خلاص مش هترجع تاني؟ وخلاص تبقى دي النهاية من قبل ما تبدأ قصة حُبنا تنتهي؟ معقول يا محمد؟ مش وعدتني إنك هتحاول معايا لحد آخر لحظة؟ مليت خلاص كده؟ عارفة إني وجعتك كتير أوي، استحملت كتير أوي معايا، بس كان غصب عني، عاوزة أشوفك وأقولك قد إيه بعاني ف بُعدك يا محمد، و قد إيه أنا بحبك، يمكن حُبي ميجيش حاجة قصاد حُبك ليا، بس بحبك..
تعرف حاجة إنت قاسي أوي عليا، على قد حُبك وحنيتك عليا على قد قساوتك معايا، بتقسى أوي ف عقابك، عقابك قاسي أوي صدقني مش قادرة استحمله.
ضمت الصورة لصدرها ودموعها تنهمر من أعيُنها.
في مكان آخر..
وقف مالِك بالسيارة أمام عيادة أيهم الذي هاتفه على الطريق وأخبره بالأمر وطلب منه أن يحضر لها طبيبة.
نظر مالِك لنورسين التي مازالت نائمة ومد يده بحنو حاول إفاقتها..
مالِك بحنو : نوري..
ظل يلفُظ بإسمها عِدة مرات ختى إستيقظت وفتحت أعينها، إنتفضت بخوف بينما أردف مالِك بحنو : أهدي أنا معاكِ أهو.
نورسين : إنت كويس؟
مالِك بإبتسامة : أه يا روحي، ويلا عشان جينا العيادة نطمن عليكِ.
أمأت نورسين برأسها ونزل الإثنان من السيارة وأمسكت بذراع مالِك حينما شعرت بدوار يداهمها، بينما حملها هو بين ذراعيه.
نورسين بخجل وهي تنظر حولها : مالِك نزلني، إنت بتعمل إيه، نزلني بقولك
مالِك بمُشاكسة : ليه؟ واحد شايل مراته، إيه المشكلة؟
نورسين : نزلني طيب، شايف الناس بتبصلنا إزاي؟
مالِك : وأنا هعمل إيه بالناس لما يأغم عليكِ؟ وإنتِ مش قادرة تمشي أساسًا.
نورسين بخجل و وجنتيها أصبحوا كحبة الطماطم من كثرة إحمرارهم : لأ أنا كويسة نزلني.
دلف مالِك للعيادة وهو يردف : خلاص وصلنا أهو.
إبتسم مالِك لأيهم الذي كان يقف بإنتظارهم وأردف : اتفضل يا مالِك، الدكتورة جوة في إنتظاركم.
دلف مالِك لغرفة الكشف وأنزل نورسين من بين زراعيه بينما أردفت الطبيبة : إتفضلي أكشف على حضرتك.
نظرت نورسين لمالِك بخجل، بينما فهم هو نظراتها ورفع حاجباه واردف : بتحلمي يا نورسين إني اطلع من هنا، ويلا عشان منضيعش وقت لأني عاوز اطمن عليكِ وعلى الطفل.
تأففت نورسين وهي تنظر لهُ بغضب..
بعد وقت كانوا يجلسون الإثنان أمام الطبيبة التي أردفت : الحمدلله البيبي كويس وصحته كويسة.
مالِك : ونورسين؟
الطبيبة : المدام عندها ضُعف شديد، واضح إنها مبتاكلش، لازم تهتم بالأكل شوية عن كده، وكمان كده هينعكس على الطفل بردوا، ف الاحسن إنها تهتم بنفسها شوية، وهكتبلها شوية أدوية مثبت حمل لأن واضح إنها مخدتهوش، وبعض الأدوية التانية.
أمأ مالِك برأسه وهو ينظر لنورسين التي قابلت نظراته بتوتر شديد...
بعد وقت كان الاثنان بالسيارة، يسير مالِك بهدوء حتى توقف بإحدى الأماكن ونظر لنورسين واردف بتساؤل : إزاي مكنتيش بتاخدي العلاج؟
نورسين بتوتر : ك..كان بيوجع معدتي، ف مكنتش باخده.
مالِك بغضب : نعم!! وكنت كل شوية أقولك خدتي العلاج تقوليلي أه الممرضة إديتهولي، كنتِ بتضحكي عليا؟
نورسين : كان بيوجع معدتي وبعدين أنا مبحبش العلاجات والبراشيم
مالِك وهو يمسح وجهه بغضب : هو بمزاجك يا نورسين؟ فهميني بس هو بمزاجك؟ ولا ده علاج برد خدتيه مرة وجع معدتك ف خلاص كده؟
نورسين : خلاص بقى هاخده يا مالِك ارتاحت؟
مالِك بحنو : حبيبتي ده عشانك وعشان ابننا، واظبي ع العلاج شوية، وبعدين إنتِ لو كويسة وبتاكلي كويس مش هتحتاجي لعلاج، يعني هو مش حاجة غير إنه مؤقت بس، وبعدين هتبقي كويسة، اتفقنا؟ وضع مؤقت بس هتمشي عليه يا نوري ماشي؟
إبتسمت له نورسين وأردفت : ماشي يا مالِك.
قبل مالِك جبهتها وأدار مُحرك السيارة عائدًا للڤيلا.
في قصر دَاغـر..'
يجلس بذلك الظلام على كرسيه وأمامه ناصر مُربط على كرسي أمامه، فُتحت الأنوار وظهر داغر جالسًا واضعًا قدمًا فوق الآخرى وينظر لهُ بغموض وأعين حادة، إرتعد ناصر وأخذ العرق يتصبب على جبينه وهو يردف : داغر!!
داغر بسخرية : نورت يا ناصر، إيه مكنتش متوقع تشوفني؟ متوقعتش إني اكتشفك ولا إيه، فكرك هتضحك عليا يا ناصر؟
ناصر بخوف : ما عاش الي يضحك عليك يا داغر.
داغر : برافو عليك، ما عاش الي يضحك عليا.
قال كلمته وهو يرفع مسدسه ويُصوبعده نحو رأسه بحدة ويردف : حسابك جه دلوقت يا ناصر، سيبتك كتير أوي تلعب براحتك، ولعبي أنا بيكون على خط الموت، خط الموت الي إنت قررت ترقص عليه برغبتك وإنت عارف نهايتك فيه إيه.
ناصر بخوف : داغر بالله عليك ما تعملها، مش هتشوفني تاني صدقني، همشي من مصر وهصفي كل حاجة، مش هتشوف إسمي حتى، سواء ف مصر أو برة مصر.
جلس داغر و وضع قدمه فوق الآخرى وأردف : للأسف يا ناصر داغر مبيتهاونش ف عقابه، ومبيتراجعش ف أي قرار.
قام من مكانه مرة أخرى وأشار لأحد رجاله الذي تحرك نحو ناصر، بينما خرج داغر بإبتسامة ساخرة وهو يستمع لصراخ ناصر خلفه..
بعد وقت كان يجلس داخل مكتبه، يعطي أوامره لأحد رجاله قائلًا : كل حاجة تدين عثمان بكل جرايمه تسلمها للبوليس، عاوزه ياخد إعدام مفهوم؟
وقبلها تخليه يمضي ع الورق ده، إنه يرجع كل حاجة لطليقته.
- أمرك يا باشا، إعتبره حصل.
مرت الأيام ويتجهز الجميع لحفل زفاف ميرا وعامر، وعادت لينا للعمل بالشركة مع مالِك.
في الشركة، تحديدًا مكتب عامر.
دلف زياد للمكتب وجلس أمام عامر وأردف : عاوز ف موضوع
- موضوع إيه؟
- نتجوز أنا و سيليا معاك إنت وميرا.
عامر بدهشة : مش عارف.
- وأنا هتجوزك إنت؟ إيه مش عارف دي؟ أسأل سيليا أو أنا هكلمها ولو كده نتجوز إحنا كمان، أنا خلاص اتخرجت من الجامعة وكمان مفيش داعي نطول كده ف نتجوز.
- تصدق إنك غِتت، وهسأل سيليا الأول، ويا رب متوافقش عشان غتاتك دي.
أخذ زياد إحدى الملفات الموضوعة على المكتب ودفع عامر بِها واردف : إتلم يالا.
- طب مفيش جواز يا زياد.
زياد بمرح : إيه يا عامر بتاخد المواضيع على قلبك كده ليه؟ خليك فريش يا أخي مش كده.
عامر بسخرية : والله!!
زياد بإبتسامة : أه، هستنى مكالمتك ليا، وع العموم سيليا هتوافق أنا بس كنت بعرفك إنت، وأنا هظبط الدنيا على كده.
عامر بسخرية : لأ فيك الخير والله إنك بتعرفني.
زياد وهو يعدل ياقة قميصه وأردف : عشان تعرف بس يا أبو نسب.
نهض زياد من مكانه وأردف : يلا هسيبك يا أبو نسب وأروح اظبط الدنيا.
في مكتب لينا..
في مكتب لينا تستعد حتى تذهب لتناول الغداء مع ميرا،
كانت لينا تُهندم ملابسها وبالوقت ذاته دلف زين للمكتب.
- لينا عاوز أتكلم معاكي
لينا وهي تأخذ متعلقاتها الموضوعه أعلى المكتب : مش هينفع يا زين خليها يوم تاني أو النهاردة ف البيت أبقى أتكلم.
زين بحدة : لينا بقول عاوز أتكلم معاكِ، موضوع مينفعش يستنى دقيقة واحده مش يوم.
- زين بليز ميرا مستنياني وأنا مستعجلة مش هينفع اسيبها وأقف هنا اسمعك.
قالت جملتها تِلك وهي متجهة للخارج، بينما قبض زين على ذراعيها وأعادها للوقوف أمامه ولازالت يداه قابضة على ذراعيها.
- لازم تسمعيني يا لينا.
بالوقت ذاته كان يقف محمد بإنتظارها وقرر الصعود حتى يرا لِما تأخرت هكذا.
- زين ب..
- ششششش
"قالها زين وهو يضع يده على فمها، ووضع جبينه على جبينها وهو ينظر لها"
وبالوقت ذاته جاء محمد للشركة، لم يستطع الإبتعاد أكثر من ذلك، حسم أمره من قبل وقرر عدم العودة ولكن كعادته كان قلبه يضرب بجميع قرارته بعرض الحائط، مثل الآن، جاء لرؤيتها، أراد أن يعرف إن كان غيابه سبب أثرًا بحياتها أم لا، قرر العودة للمرة الأخيرة ومن تِلك المرة ستترتب باقي حياته، وصل لمكتبها وكاد أن يدخل أوقفه صوت زين ولينا وايضًا كان يراهم معًا
في الداخل كان يقف زين ولا زال واضعًا يده على فمها وجبينه يضعه على جبينها.
- لينا أنا عارف أنا جرحتك قد أي، كنت شايفك على طول قدامي وكنت عارف إني بحبك بس كنت مفكر حب أخوي يا لينا.
لينا صدقيني أنا بحبك وعرفت واتأكدت إني بعشقك مش بس بحبك يا لينا، أنا بندم على كل لحظة شوفت فيها حبك ليا ف عيونك وكنت ببادلك الحب ده بحاجه توجعك وتجرحك، جبت واحده وعرفتك عليها وقولتلك هتجوزها وكنت باخد رأيك فيها وبقولك إني هتجوزها بِكل برود.
أنا آسف يا لينا عارف إن آسفي ده مش هيداوي أي جرح أنا سببته ليكِ بس صدقيني هعوضك عن كل ده، أديني فرصة، فرصة واحده بس هعوضك كل الي شوفتيه مني يا لينا، أنا إتغيرت صدقيني، إتغيرت من زين الي بيسهر كل يوم ف night club شكل وكل يوم بعرف بنت مختلفة، لزين بيعشق بس نظرة من لينا ومُستعد يعمل أي حاجه عشانها، ومُكتفي بيها..بيها هي وبس
لينا صدقيني أنا كنت بسهر وبعرف بنات عشان اثبت لنفسي إني مبحبكيش بس كنت غلطان، عارف إني كنت غلطان، سامحيني يا لينا، ارجوكي سامحيني..عارف اني مستاهلش، بس طالب فرصة واحده، وحياة حبك ليا الي ف قلبك يا لينا فرصة واحده وأنا هثبتلك إني بحبك وهثبتلك قد أي إتغيرت عشانك.
صمت زين وهو يغمض عيناه ولينا تطلع إليه فقط ولازال جبين كلًا منهما مستندًا على الآخر؛ كلامه لازال يتردد بأذناها، تِلك الأحرف والكلِمات التي كانت تبكي مِن شدة تمنيها، كانت تبكي فقط لأجل أن يقول لها أُحبك لا شئ آخر، وترتمي بأحضانه وينتهي كل شئ، كم تمنت تِلك اللحظة كثيرًا وإنتظرتها.
نظر لهم محمد بدموع وإتجه لخارج الشركة بأكملها، وركب سيارته وسار بِها في أقصى سرعة..
توقف بعد وقت بِمكان هادئ خالٍ من كُل البشر، توقف وأخذ يصرُخ بأعلى صوته.
محمد بصراخ : لييييييييييييينا.
هدأ محمد وتحدث بدموع : مش هيحبك قدي صدقيني، هو حبك لما حس إنك هتروحي من أيديه، لكن أنا كنت عارف إنك مستحيل تبقي بين أيديا بس حبيتك يا لينا، عشقتك من قلبي، والله يا لينا ما هيحبك قدي، لا هو ولا غيره يا لينا، لا هو ولا غيره.
أكمل بصراخ : إنتِ سمعاااااني مش هيحبك قدي يا لييييييييييييينا........
روايه 💞 هوس عاشق 💞
الفصل الثاني والعشرون
في صباح يومٍ جديد..
في ڤيلا الفيومي تحديدًا غرفة مالِك.
نورسين : مش هتروح الشغل؟
مالِك : تؤ تؤ
نورسين : ليه.
إحتضنها مالِك واردف بحنو : هقعد مع مراتي حبيبتي الي وحشتني أوي أوي، وأهتم بيها شوية وأديها العلاج بنفسي لحد ما تكون كويسة، بعدين هنزل الشغل.
نورسين : بس كده هتهمل شغلك.
مالِك وهو يدفن رأسه برقبتها ويستنشق رائحة شعرها بتلذذ : وهو شغلي أهم من مراتي؟ مفيش حاجه أهم منك عندي يا نوري، إنتِ عندي رقم واحد وأي حاجة تانية تيجي بعدك يا نوري.
استدارت نورسين بجسدها واحتضنت وجهه بين يديها وأردفت بإبتسامة وهي تداعب انفه بأنفها : بحبك يا قلب نورك.
إبتسم مالِك على فتاته تِلك التي تأسرُه دائمًا، إحتضنها وهو يغمض أعينه ويحمد ربه على وجودها الآن بين أحضانه وهي سالمة ليس بها أي مكروه.
في مكان آخر..
يجلس بحزن على فراشه يُفكر بِتلك التي لا يستطيع إخراجها من عقله، ف عقله وقلبه أصبحوا أسيران لها.
قطعه من أفكاره تِلك صوت الطرقات.
قام من مكانه وإتجه ناحية الباب وفتحه.
محمد : زين
دلف زين للداخل وجلس على إحدى الأرائِك.
زين : لقيتك مُختفي قولت اجيلك بنفسي يا محمد.
محمد : فيك الخير يا زين.
قام زين من مكانه ووقف أمام محمد : جيت اباركلك.
إستنيتك كتير ف الشركة تيجي ومجيتش ف جيتلك أنا بنفسي أقولك مبروك يا محمد.
محمد بعدم فهم : مبروك على أي.
زين بسخرية : بقى مش عارف على أي، على لينا، الي خدتها مني.
نظر له محمد بعدم فهم بينما أكمل زين : مبروك لينا وحُبها الي بقى ليك إنت مش ليا أنا، كسبت يا محمد وأنا الي خسرت، كسبتني ف معركة خسرت فيها كُل حياتي.
رجع للوراء وهو يصفق بيده : مبروووووك يا دكتور محمد.
إبتسم زين بحزن والدموع تتحمع بعيناه : قولتلها إني بحبها، كنت عارف إني غبي، بس أنا فعلًا كنت قاسي أوي كده يا محمد، جرحتها لدرجة أنها تحبك إنت وتنساني أنا، دي حتى مكرهتنيش، بتعاملني عادي، معاملتها دي بتقتلني، بتطعن ف قلبي وهي مش حاسة.
أكمل حديثه بسخرية : كنت غبي أوي، غبي لدرجة إني يوم ما عرفت إني بحبها وروحت أعترف بحبي، كانت هي جاية تعترف بحبها ليك إنت.
نظر لمحمد الذي يقف أمامه بصدمة ولا يصدق أيًا مما يقوله
بينما أكمل زين
Flash Back
ظلت لينا صامتة بينما أكمل زين قائلًا :, فاكرة لما كنت بجيبك من كل دروسك وإنتِ ف ثانوي، كنت بقولك عادي خايف عليكي بس، لكن أنا كنت بغير، كنت عاوز أعرف أي ولد أو أي حد بيشوفك يعرف إني ليا وتبعي، وبردوا خوف يا لينا كنت ببقى خايف عليكي أوي، وفاكرة الجامعة، كنت كل ما اجي اجيبك لازم أضرب حد، لينا أنا..
قاطعته لينا : بس..
بس يا زين كفاية، متكملش.
إبتعد عنه لينا وهي تردف بدموع ولازالت تبعد عنه : آ.. أنا آسفة يا زين، أنا بحب محمد، غصب عني حبيته، غصب عني قلبي دق ليه، غصب عني بيوحشني، بخاف عليه، بغير عليه، أنا حبيت محمد، حبيت كل حاجه فيه، حبيت كلامه ضحكته صوته كلامه حنيته إهتمامه بيا، لهفته ف الكلام معايا، إهتمامه بأدق تفصيلة تخصني، ورغم كل إهتمامه ده تعرف أنا كنت بعمل أي، كنت بوجعه زي ما بتوجعني بالظبط، شايف كمية الوجع الي كنت بوجعه ليه..
أكملت بسخرية : بس صح هتعرف منين وإنت أصلا كنت بتوجع فيا بمنتهى القساوة ومكنتش يتحس ولا بترحم قلبي، تعرف أنت كنت عامل معايا زي أي..؟
زي شخص أعمى وحيد مش معاه غير شخص واحد بس، ومقدمهوش حل غير إنه يمشس وراه لأنه أعمى، برغم إن الشخص ده كان بيحط ف طريقه دايمًا شوك وإزاز عشان يجرحه، والاعمى كان بيسكت لأنه مكنش قدامه حاجه غير إنه يمشي وراه لأنه أعمى.. أهو أنا بقى يا زين الأعمى ده، كنت عامية بحبك وماشية وراك برغم إنك كنت بتمشي وبترمي وراك شوك وإزاز عشان ادوس عليه واتوجع بس كنت عامية وماشية وراك، فاجئة محمد ظهر ف حياتي كان بيداوي ليا كل الجرح الي إنت بتسببه ليا وكل ألم كنت بتسببه ليا هو كان بيداويه، وأنا حبيته يا زين، حبيت محمد، حبيت مُداويته ليا، حبيت طبطبته عليا، حبيت حبه ليا رغم إنه كان عارف إني بعشقك إنت وعمره ما طلب إني أحبه وأنا كنت دايمًا بجرحه بإني كنت ببقى عارغه إنه بيحبني وكنت بجري عليه واقوله إني بحبك وإنت مش حاسس، وكان بيسمعني ورغم جرحه مني ومن كلامي كان بيداوي جرحي منك، حبيته يا زين وحبيتني وأنا معاه.
Back.
زين بسخرية : شوفت غباء أكتر من كده.
محمد بحزن على حاله برغم تِلك الفرحة التي وُلِدت بداخله : زين، إنت تعرف لينا كام مرة كانت بتعيط عشانك، كام مرة طلبت تشوفني عشان بس تعيط وتقولي هي قد أي بتحبك، تعرف إن يوم ما إنت خدتها عشان تتعرف على البنت الي كنت عاوز تخطبها، لينا مشيت من النادي الي اتقابلتوا فيه وجاتلي، أول ما جت أغم عليها وروحت بيها المستشفى طلع عندها كانسِر، لينا لما سافرت وأنا كنت معاها مكنش عشان تكمل دراستها، لأ يا زين عشان تعمل جلسات الكيماوي بتاعتها برة مصر، لينا يوم ما لبست الحجاب ملبستهوش عن اقتناع، هي شعرها كلوا وقع ف حبيت تداريه ولبست الحجاب، لينا حبيتك أوي يا زين، ولو بتحبني دلوقت ف هي مهما تحبني مس هتحبني ربع الحب الي شوفت ف عيونها ليك، قلبها مش معاها عشان أنا أكسبه هو ف الأصل معاك إنت هكسبه أنا إزاي.
زين بعدم تصديق : إنت.. إنت بتقول أي، لينا أي الي جالها كانسر وأنا معرفش، هي إزاي متقوليش حاجه زي كده..
تركه زين وخرج مُسرعًا من البيت مُتجهًا للفيلا لرؤية لينا.
بينما إرتدى محمد ثيابه ونزل للحاق بِه.
وصل زين للشركة وصعد لمكتب لينا، فتح الباب ودلف للداخل بينما وقفت لينا وأردفت : في إيه يا زين؟
زين : مقولتيش ليه إنك كان عندك كانسر، إزاي متعرفنيش حاجة زي دي؟
نظرت لينا لمحمد الذي دلف خلفه وذهبت ناحيته وأردفت بلهفة : محمد كنت فين؟ مختفي ليه؟
أمسك زين ذراعها وأردف بغضب : لينا أنا بكلمك، معرفتنيش ليه؟
نفضت لينا ذراعها وأردفت : وأعرفك ليه يا زين؟ فاكر لما اتصلت بيك آخر مرة وأنا مسافرة، فاكر يومها قولتلك إيه؟ وإنت رديت عليا بإيه؟ فاكر يا زين؟ وكنت عاوزني أقولك إيه؟ إشفق عليا يا زين واقف جمبي كـشفقة لأني مريضة وتعبانة؟
زين : أكيد مكنتش هقف جمبك عشان كده، أنا بحبك والله ليه مش عاوزة تفهمي؟
لينا بصراخ : الي بيحب حد عمره ما هيقدر يجرحه، الي بيحب حد مُستعد حتى يضحي بروحه عشان الي بيحبه، مش هيكون سبب ف بُكاه برغم أنه قادر بكلمة واحدة مته يوقف الحزن والبُكا ده، صدقني يا زين إنت متعرفش يعني إيه حب، متعرفش يعني إيه تحب حد، متعرفش يعني إيه تشتاق لحد وقلبك تحس أنه مش معاك لأن الشخص ده مش موجود، متعرفش يعني إيه كلمة بس من الي بتحبه ترفعك لسابع سما وكلمة تانية زيها تنزلك لسابع أرض، متعرفش يعني إيه حب يا زين للأسف.
زين : صدقيني لأ، أنا بحبك والله، آسف على كل الي عملته
أردفت لينا وهي تضم يدها لصدرها : آسف على إيه؟ إنت مش اسف خالص، بالعكس أنا بشكرك يا زين، بشكرك على الي عملته فيا، بشكرك إنك فوقتني من وهم كبير أوي كنت معيشة نفسي وقلبي وعقلي فيه، وهم بنيت حياتي عليه وبشكرك إنك فوقتني منه.
زين بآلم : يعني خلاص انتهت؟
لينا : مفيش حاجة كانت من الأساس عشان تنتهي، أفهم كده.
نظر لها زين وأردف : ماشي يا لينا، مش هجبرك تحبيني، ولا هجبرك تكوني معايا، مش زين الي يفرض نفسه وحبه على بنت يا لينا.
ابتسمت لينا وأردفت بسخرية : مش قولتلك إنت متعرفش يعني إيه حب أصلا يا زين..
تنهدت وأردفت : ع العموم، ربنا يهديك يا زين.
نظر لها زين بينما خرج من المكتب ومن الشركة بأكملها، وبقى محمد واقفًا أمامه، يريد قول الكثير من الكلام، يريد أن يتحدث، يريد إخبارها كيف مرت عليه تلك الأيام من دونها، لكنه فضل الصمت، يريد أن تبدأ هي معه ولو لمرة واحدة، لمرة واحدة فقط يريد أن يشعر أنه حقًا يفرق معها، أجل عرف أنها أحبته ولكنه يريد أن يسمعها تخرج من فمها هي حتى يتأكد قلبه.
نظرت له لينا وأردفت بآلم : هونت عليك؟
كاد أن يتحدث لكنها فاجئته بإندفاعها نحو أحضانه، شدد هو أيضًا على احتضانها بينما ظلت هي تبكي بين أحضانه وأردفت بين بكائها : وحشتني أوي يا محمد، إنت ليه عملت كده؟ ليه بعدت عني؟ تعرف الأيام دي عدت عليا إزاي من غيرك؟
أغمض عيناه وهو يستمتع بكل ما تقوله، تمنى كل ذلك، دموعهت تقتله، لا يريدها أن تبكي ولكن لا يريدها أن تتوقف عما تتفوه بِه، كلماتها باتت تروي قلبه ليُحيا من جديد..
أكملت لينا حديثها بدموع : فيه حاجات كتير أوي عاوزة أقولها ليك، كلها قولتها بس لصورك، كنت بتمنى ترد عليا وتضحك زي ما بتعمل وتتكلم معايا بس دي كانت صور، إنت قاسي أوي يا محمد، متخيلتش أن قلبك ممكن يقسى عليا بالشكل ده ف يوم!!
إبتعدت عنه ونظرت له بلومٍ وعتاب بينما أردف هو : مش قساوة، كان لازم أبعد يا لينا، بس متخيلتش إنك هتلاحظي بُعدي حتى.
لينا : وليه ملاحظش؟ وقُربك هو كل حاجة بالنسبالي!!
إقترب منها وهو يردف : ليه يا لينا؟ ليه وحشتك؟ ليه بالنسبة ليكِ بُعدي عنك وحش أوي كده؟ ليه بتتكلمي مع صوري؟ ليه؟
لينا ببكاء وهو ترجع للخلف وهو لازال يقترب بخطواته : عشان بحبك.
محمد : حبتيني ليه؟
لينا : كنت بحبك، بس.. أنا كنت غبية صدقني
محمد : مش ممكن بس حبيتي حنيتي، اهتمامي، وقفتي جمبك مش أكتر.!؟
لينا وهي تهز رأسه ببكاء : لأ، حبيتك إنت، حبيت محمد، حبيت قلبك، حبيت روحك، حبيت نظرتك ليا، حبيتني أنا وأنا معاك إنت.
اقترب اكثر واحتضن وجهها بيده واقترب بوجهه منها حتى بقى على قرابة منها، بينما هي كانت تنظر له، لازالت تبكي، أنفاسها تعلو وتهبط من ذاك الاقتراب..
ابتلع محمد بكائها داخل فمه وهو يقبلها، قبلة يخبرها بها كم اشتاق لها، كم يحبها حقًا، كم كان يتآلم من دونها، والأهم من ذلك كم حقًا يعشقها...
إبتعد عنها عندما شعر بدفعاتها له..
محمد وهو يرفع حاجباه : إيه؟
لينا بخجل وهي لا تقوى على النظر له : م..مكنتش عارفة أتنفس..
ضحك محمد على فتاته وضمها لصدره وأردف بِعشق جارف : بحبك يا لينا، بحبك يا قلب محمد.
لينا بإبتسامة : فاكر لما قولتلك بحب إنك تقولي قلب محمد؟
- أه
- عشان بحبك، بحب كل كلمة أقولها ليك وترد بقلب محمد عشان ببقى عاوزة أتأكد إني لسة قلبك، ببقى عاوزة كل شوية تطمني إني ف قلبك.
أبعدها محمد عنه وهو ينظر لعيناها ويردف بعشق : لينا قلب محمد، لينا وبس.
على الجانب الآخر في مكتب جلال..
عامر : مالِك باشا خد اجازة.
جلال بصدمة : نعم!! وحضرتك هتاخد عشان فرحك، وزياد عشان قرر يتجوز معاك، ومحمد مُختفي من الشركة، ودلوقت مالِك، وأنا الي هشيل ليلتكوا كلها لوحدي!!
عامر بمُشاكسة : معلش يا أبو نسب خليها عليك، وبعدين أما أنت الي مش هتدلعنا، مين هيدلعنا يعني؟
إبتسم جلال بسماجة وأردف : هه ظريف يا عامر.
عامر بخبث : شيلنا النهاردة يا جلال بيه عشان احنا نشيلك بكرة
قال جملته وهو يغمز لهُ، بينما أردف جلال بدهشة : تشيلني ف إيه؟
عامر وهو يغمز لهُ : إيه يا أبو نسب!! مش فاهمني بردوا!!
دفعه جلال بإحدى الملفات الموضوعة أمامه : غور من وشي يا عامر، طب أقولك مفيش جواز.
عامر بخوف مصطنع : إيه يا حمايا، شايل الموضوع على قلبك ليه؟
وبعديز أنا غلطان يعني أني بس بمهدلك إني عاوز افرح بيك!!
جلال بسخرية : لأ يا أخويا، اتجوز إنت بس وافرح بنفسك.
قام عامر من مكانه وأردف بخبث : ع العموم أهو بكرة كل شئ يبان يا حمايا، يلا أسيبك بقى لأني خلاص خدت الإجازة وهروح أخد خطيبتي نشتري شوية حاجات لينا.
جلال : اتنيل يا أخويا، ما هو ده الي إنت فالح فيه، رايح فين؟ رايح لخطيبتي، جاي منين ؟ من عند خطيبتي، هتعمل ايه؟ هكلم خطيبتي، أنا أبن كلب أساسًا يوم ما وافقت عليك.
عامر : عيب يا حمايا عيب لما تشتم واحد ميت ف تربته.
نهض جلال من مكانه مُتجهًا ناحية عامر بغضب بينما خرج عامر من المكتب راكضًا وهو يضحك وجلال يردف بصراخ : أهرب زي النسوان، والله لأجيبك يا عامر، وأقولك مفيش جواز.
في ڤيلا الفيومي..
تجلس بغرفتها تتذكره وابتسامة ترتسم على شفتيها، مر شهران على وفاة والدتها، ولم يتركها يومًا، كل يوم يهاتفها، كل يوم يجعلها تستيقظ على شيئًا مُختلفًا منه، أحيانًا يرسل لها مقطعًا صوتيًا وهو يغني لها، وأحيانًا رسالة يخبرها بها كم إنها جميلة وأن وجودها يُشكل بحياته فارقًا كبيرًا، لم يخبرها حتى اليوم أنه يحبها ولكن كل أفعاله توحي لذلك، كلماته الحانية معها، اهتمامه بها، رسائله، نظراته، كل شئ يفعله معها يخبرها عن طريقه أنه يحبها، حقًا الأفعال أصدق من أي شئ، أصدق من ألف كلمة تُقال، والألذ من كل ذلك، تلميحه الدائم لها بأنه يحبها؛
التلميح بالحُب دائمًا ألذ من الإعتراف بِه..
قطع شرودها رنين هاتفها، نظرت للهاتف وجدته هو، ابتسامة إرتسمت على شفتاها لا إراديًا وأمسكت بالهاتف وأجابت على اتصاله..
أحمد بحب : أخبارك إيه يا جميل؟
فرح : الحمدلله بخير
أحمد : يا رب دايمًا أشوفك بخير و فأحسن حالاتك.
فرح لا إراديًا : بكون ف أحسن حالاتي لما بكلمك.
احمد : بجد؟
استوعبت هي ما قالته للتو و وضعت يدها على فمها، لم تعرف ما تقوله له بعد ذلك..
فهم أحمد خجلها وأردف مغيرًا للحديث : فطرتي ولا لسة؟ أكيد لسة عارف.
ابتسمت فرح وأردفت : وهقوم حاضر أكل دلوقت..
ضحك احمد على فتاته وأردف : شطورة يا فرحتي، يلا هخلص حبت ورق ف إيدي واتصل بيكِ الاقيكِ فطرتي، اتفقنا؟
- اتفقنا
- ولو اتصلت لقيته محصلش؟
فرح بإبتسامة : تؤ تؤ هيحصل.
أحمد بحب : ماشي يا فرحتي، مع السلامة.
- مع السلامة..
أغلقت معه وهي تبتسم بفرحة عارمة، ابتسمتها تِلك تنعكس عن فرحة قلبها..
