روايةصغيرتى انا
...الفصل الرابع والخامس
والسادس ♥️
بقلم سهيله السيد
منى : صباح الخير يا حبيبى
احمد بغضب وصوت جهورى : خير ايييه وزفت ايه ..انا جيت هنا ازاى وايه اللى حصل ... انطقيييى
شعرت منى بالخوف ف منظره الذى دب الرعب فى قلبها وندمت أنها ساعدت طاهر على تنفيذ خطته ... أما هو عندما وجدها ساكنة امسكها من شعرها بقوة وهو يهزها بعنف
أحمد : قسماً بالله إن ما نطقتى وقولتى ايه اللى حصل لكون طالع بروحك ف ايدى ومحدش هيعرفلك طريق ..... قولييييى
منى وهى تتألم من يده التى تمسك بشعرها : انا معرفش حاجة ... حضرتك امبارح لما خرجت من المكتب قولتيلى هوصلك ف طريقى ولما جينا طلعت معايا وحصل اللى حصل وحاولت أمنع حضرتك كتير بس قولتيلى انك ... انك بتحبينى
دفعها أحمد بقسوة على السرير وقد وقع كلامها عليه ك الصاعقة وكل ما جاء فى باله صورة ألفت زوجته ...هل ستتركه؟ ... لا يستطيع أن يتخيل هذا وأنه اصبح الآن خائن لها .... عند هذه الكلمة وانقبض قلبه وارتعشت يداه .. هل ... هل خانها ؟
خرج من المنزل وهو تائه عبارة عن جسد بلا روح أما منى ف تنفست براحة لأنه تركها واسرعت تتصل ب طاهر لتخبره ما حدث
طاهر وهو يضحك بسعادة : براڤو عليكى يا ميمى
منى : براڤو ايه وزفت ايه بقولك كان هيموتنى ... انا خايفة ليعمل فيا حاجة
طاهر : متخافيش يا حبيبتى مستحيل يقربلك طول ما انا جنبك ... اخدتى صور زى ما قولتلك
منى : ايوه هبعتهالك دلوقتى
طاهر : ماشى وانتى اختفى عن الأنظار زى ما اتفقنا لحد ما اقولك
منى : هتوحشنى
طاهر بخبث وانتى كمان يا حبيبتى ... سلام
بعد انتهائه من مكالمته معها فتح الصور التى ارسلتها وهو يبتسم بشر وسعادة ويفكر فى الخطوة القادمة
طاهر : كدة بقى هقدر اخلص منهم مرة واحدة
دخل احمد المنزل ولم يجد أحد ف مازال الوقت مبكراً وكلهم نائمين ... صعد على الدرج بخطوات ثقيلة وهو لا يستطيع مواجهة زوجته بعد ما حدث ...وقف أمام باب الغرفة لوقت طويل لا يعرف كيف سينظر فى وجهها وأخيراً قرر أن يفتح الباب ويدخل ويا ليته لم يفعل وجدها قد غفت على كرسى فى الشرفة مؤكداً احساسه بأنها كانت تنتظره طوال الليل ... تقدم منها وحملها بين ذراعيه لكى يضعها على السرير ولكنها ب مجرد أن رفعها استيقظت وهى تنظر له بخوف وتتلمس وجهه بيديها
ألفت بنبرة باكية : احمد ... احمد حبيبى انت كويس ...انا .. انا .. اتصلت عليك كتير اوى و موبايلك كان مقفول انا خوفت عليك آوى .. كدة يا أحمد تعمل كدة انا كنت هموت من خوفى عليك
اغمض أحمد عينيه بألم وغضب من نفسه وضمها اكثر اليه وهى ما زالت بين زراعيه ... توقفت ألفت عن البكاء وقد شعرت أنه ليس بخير ولكنها انتظرت لكى يتحدث هو .... تسطح أحمد على السرير وهى ما زالت بأحضانه ولم يتحدث وهى لم تعترض ولكنها شعرت بسائل ساخن ينزل على عنقها .... مهلا هل يبكى
ألفت بخوف : أحمد ... أحمد مالك فى ايه ... رد عليا يا حبيبى متخوفنيش عليك .... شششش ... خلاص اهدى ... اهدى انا جنبك
رفع أحمد رأسه من عنها ومازلت دموعه تسيل على وجهه ... تألم قلبها من منظره وظلت تهدأه وتمسح دموعه حتى توقف وهو ما زالت تحتضنه
أحمد بعدما هدأ : مش هتسألينى كنت فين
ألفت ببتسامة : انا كنت عايزة اعرف علشان اطمن عليك أما دلوقتى انت قدامى وانا مش عايزة اضغط عليك وقت ما تكون عايز تتكلم انت عارف انى هكون اول واحدة تسمعك
أحمد بخوف : ألفت هو انتى ممكن يجى يوم وتسبينى ... اوعى تمشى وتسبينى لوحدى انتى عارفة انى مقدرش اعيش من غيرك ... اوعدينى انك عمرك ما هتسبينى يا ألفت ... اوعدينى وحياة اغلى حاجة عندك
استغربت ألفت من حديثه وشعرت بالخوف اكثر عليه عندما وجدت الدموع تتجدد فى عينيه فأسرعت فى الرد وهى تحتضنه
ألفت : مستحيل ... مستحيل اسيبك يا أحمد وانت عارف كدة
احمد : مهما حصل ؟
ألفت : مهما حصل يا حبيبى .... انا مكنتش هسألك على حاجة دلوقتى بس انا لازم اطمن عليك ... احكيلى ايه اللى حصل معاك
ابتلع احمد ريقه بتوتر وهو يقول : أبدا يا حبيبتي مفيش اما كنت مضغوط بس وفى واحد صاحبى حصلت معاه مشكلة و اتخيلت نفسى مكانه ... بس هو ده كل اللى حصل
ألفت : مشكلة ايه ؟
حكى لها أحمد عن كل ما حدث وهو يقول انها مشكلة صديقه وهو ينظر لها يريد أن يعرف ردة فعلها ولكنها كانت هادئة وهذا ما ارعبه
احمد بتوتر : ساكتة ليه يا حبيبتى ...
ألفت : عايزنى اقول ايه
أحمد : تفتكرى مراته ممكن تسامحه
الفت : لأ
أحمد بألم : بس هو بيحبها آوى
ألفت بهدوء : مفيش حد بيحب وبيخون يا أحمد كله إلا الخيانة ... على قد ما الست ممكن تحب الراجل على قد ما تقدر تدوس عليه وعلى قلبها لو خانها ..انا أسامح على أى حاجة إلا الخيانة ومتحطش نفسك مكانه تانى لانك مستحيل تعمل كدة
أومأ احمد بهدوء ولم يتحدث ولا يعرف ماذا يفعل كل ما يعرفه أنه لا يستطيع أن يتخيل حياته بدون زوجته
احمد : ألفت
ألفت : نعم يا حبيبى
أحمد : انا تعبان آوى ... عايز أنام
ألفت بخوف : انا آسفة فضلت اتكلم معاك وانت أكيد محتاج ترتاح
أحمد وهو يمسك يديها : تعالى نامى جنبى متنزليش وتسبينى
ألفت بضحك : وانا اطول انام جنب القمر ده ... يلا يا قرة عينى
ضحك احمد عليها فهى دائماً تحاول أن تنسيه حزنه حتى ولو لم تعلم ما به ... ضمها إليه ووجدها قد نامت و استسلم هو الآخر بعدما اجهد التفكير عقله
استيقظ غيث على لمسات هذه الصغيرة على وجهه وفتح عينيه لها فوجدها تبتسم وهى تنظر إليه بعينيها الفيروزية التى يعشقها .... يا الله إنها رائعة الجمال كأنها طمعت بجمال الكون لوحدها ظل ينظر لها وهو يهيم فى تفاصيل وجهها ولم يسمع أى شئ من حديثها
حور بغضب وصوت مرتفع : غيييثووو
غيث : هاا... فى ايه .. مالك
حور : بنادى عليك مث بترد عليا ... قول أنا اثف
غيث وهو يقبل جبينها : أنا آسف يا اميرتى
حور : خلاث... عاوزة اقولك على حاجه
غيث : قولى يا روحى
حور : غيثو أنا عاوزة أروح الحضانة اتعلم هناك
غيث : لا يا حبيبتى انتى لسه صغيرة لما تكبرى شوية هتروحى ماشى
حور : لأ انا كبيرة و جدو هو اللى قالى لازم اروح
غيث بغضب يحاول أن يخفيه : بصى يا حبيبتى انتى فعلاً ممكن تروحى بس انا بذاكرلك صح يبقى تروحى ليه
غيث : لأ انا عايزة اروح الحضانة مليش دعوه
غضب غيث من جده لانه عندما اخبره عن تسجيلهم لها فى الحضانة رفض ... يعرف نفسه انانى بحبها لكنه لا يستطيع ان يتخلى عنها ولو لساعات الدراسة القليلة لذلك حاول غيث أن يجعلها تنسى أمر هذه الحضانة وأخبارها أنه سيأخذها الى الملاهى ففرحت وتوقفت عن الحديث ونهضوا لكى يستعدوا لليوم
نزل غيث برفقة حور فوجد الجميع ماعدا والديه فتعجب من عدم حضورهما ولكنه لم يعلق ... جلس وهو ينظر لجده بغضب ولاحظ عز ذلك
غيث : حور حبيبتى ممكن تطلعى تجيبى موبايلى من الاوضة شكلى نسيته
حور : حاضر
نظر غيث لجده بعد ذهاب حور وهو يقول : انت ليه قولت لحور أن سنها مناسب لدخول الحضانة
عز الدين : انت عاوز تحرمها من التعليم ولا ايه
غيث : لأ طبعاً وأنت عارف إن فيه مدرسة بتجيلها البيت وانا بذاكر ليها يعنى مش مقصرين
عز الدين : انا قولت اللى عندى بكرة حور هتروح الحضانة
غيث بغضب : وانا قولت لأ
أحمد : احترم نفسك وانت بتكلم جدك وبكرة حور هتروح الحضانة برضاك أو غصب عنك
جاء غيث ليرد عليهم ولكن قاطعهم نزول حور وهى تركض
حور وهى تنهج : غيثو دورت على الموبايل كتير ومث لقيته
عز الدين : حور أنتى بكرة هتروحى الحضانة
حور بفرحة : بجد يا جدو
عز الدين : بجد يا حبيبتى
حور وهى تحتضن رجل غيث : هيييى هروح الحضانة يا غيثو
دفعها غيث بغضب وهو يخرج من المنزل : ابعدى عنى
بكت حور بشدة ف احتضنها أحمد وهو يهدأها
أحمد بحنان : اهدى يا حبيبتى هو ميقصدش انتى عارفة إن غيث بيحبك
حور ببكاء : بث انا مث عملت حاجة علشان يزعل منى
أحمد : هو مش زعلان منك هو بس تعبان شوية وهيجى يصالحك ماشى
حور : ماثى
ألفت : يلا تعالى معايا نجيب حاجات الحضانة سوا
حور بسعادة : يلا يلا بسرعة
أحمد بحزن: انا آسف غصب عنى اللى هعمله سامحوني ويا رب ابنى يسامحنى
عاد غيث إلى المنزل فى وقت متأخر والندم ينهش قلبه على طريقته معها وسأل عنها وجدها نائمة مع والدته بعدما عادوا من التسوق ..... لا يستطيع أن ينام بدونها ... صعد إلى غرفته وحاول كثيراً النوم ولم يستطيع ف نهض وذهب إلى غرفة والديه ففتح له والده الباب
احمد : تعالى يا حبيبى ... فى حاجة
غيث بتردد : أناا .. أناا ...هى حور هنا
أحمد : ايوه يا حبيبى نايمة مع ألفت جو
غيث : طب انا عايزها
أحمد : عايزها ايه بقولك نايمة ... بكرة هتشوفها
غيث : لأ انا عايزها دلوقتى لو سمحت يا بابا ومش قادر اتكلم والله
أحمد بإستسلام : خلاص هدخل اجبهالك
غيث : لأ انا اللى هدخل اشيلها
دخل غيث وجدها نائمة بهدوء بجانب أمه بعدما أبت عيناه أن تغفى وهى ليست موجودة بين أحضانه حملها برفق بين ذراعيه وذهب إلى غرفته تمدد على السرير وهو تتوسط احضانه يضمها بشدة لا يعرف لما قلبه خائف عليها ولكنه يعرف أن هناك شئ سيحدث حاول كثيراً أن يكدب احساسه ويبرر خوفه أنها سوف تبتعد عنه حتى لو بضع ساعات ... حاول كثيراً النوم ولم يستطع قضى الليل كله وهو يدفن رأسه فى عنقها يشتم عبقها الطفولى
حل الصباح واستيقظت حور وجدت نفسها بين أحضان غيث وهو ينظر لها وتذكرت صراخه عليها ف تجمعت الدموع فى عينيها وهى تحاول النهوض ولكن يديه الملفوفة حولها منعتها
حور ببكاء : ثيبنى انا مث بكلمك
تألم قلبه بسبب دموعها وهو يؤنب نفسه ويمسح دموعها
غيث بندم : انا آسف
حور : لأ مث هكلمك
غيث : انا آسف والله ما اقصد يا حوريتى انتى عارفة انى مقدرش اشوفك زعلانة منى ... اعمل ايه علشان تكلمينى
حور : جبلى ثوكلاتة كتير كتير وانا لما اجى من الحضانة هكلهم كلهم
هاا هى تحدثت عن ذهابها الذى حرمه من النوم ويحاول أن ينسى أنها ستذهب ...يتجاهل شعور الخوف بداخله لكى لا يحزنها
غيث بحزن : هجبلك يا حبيبتى ... اول ما تيجى هتلاقى كل اللى انتى عايزاه
اقتربت منه وهى تقبل خده وتحضنه بيديها الصغيرتين
حور : انا بحبك آوى يا غيثو
ضمها إليه بشده وكأنها ستذهب للأبد وهو يهتف بعشق خالص لها
غيث : وانا بعشقك يا روح غيث ..بحبك آوى آوى
حور : يلا علثان مثل اتأخر ... يلا
نهض غيث وهو يساعدها على تحضير نفسها بيومها الأول فى الحضانة ثم نزل ليجدهم جميعاً وك العادة تجاهلهم ومازال غاضباً منهم فهم السبب بإبتعادها عنهم
أحمد بخوف وندم : يلا يا حور السواق مستنيكى بره هيوصلك الحضانة
غيث : انا هروح معاها اوصلها
أحمد بسرعة : لأ مش هينفع
غيث باستغراب : مش هينفع ليه
احمد بتوتر : انت... انت كدة هتعلقها بيك زيادة وكمان انت هتنتظم ف مدرستك من النهاردة اتفضل اطلع اجهز علشان تروح
غيث بغضب : هوصلها النهاردة وبعد كدة اعمل اللى انت عايزه
احمد : انا قولت لأ يعنى لأ وأنت هتسمع كلامى وانا ساكت ... يلا يا حور
نزع احمد يد حور من بين يديه بصعوبة .. لا يريدها أن تتركه .. ظل نظره معلقاً عليها حتى ركبت السيارة مع السائق وذهبت ... شعور الخوف بداخله و زاد يشعر أن قلبه سيتوقف من شدة الخوف ...صعد إلى غرفته وهو يدمر كل شئ فيها ... يريدها أمامه كل ذرة بداخل جسده تخبره أن يذهب إليها...بعد فترة جلس على الأرض بتعب وهو يبكى ولا يعرف السبب يتمنى أن تكون بخير ...يحاول أن يهدأ عكس ضربات قلبه ..كور يده وظل يضرب موضع قلبه وهو ينادى عليها
أما حور فكانت تتحدث مع السائق بسعادة لذهابها الى الحضانة .... وفجأة انقلب السيارة وانفجرت وسط الطريق
يوجعنى الابتعاد عنك ؛ ولا استطيع الاقتراب منك...فقولى لى ؛ أى الوجعين اخف ؟.♥️
صغيرتى أنا ... الفصل الخامس ...♥️
أستيقظ غيث بفزع وخوف بعدما غفى على أرضية الغرفة .... نهض لكى يعرف كم تبقى من الوقت لعودتها ... يا الله ما زال الوقت مبكراً ... لا لن أستطيع
غيث بخوف : انا هروح لها واللى يحصل يحصل قلبى مش هيطمن غير لما اشوفها قدامى
نزل غيث لأسفل .. هذه المرة الأولى التى ينزل بدونها ... وجد الجميع ولكنه لم ينظر لهم توجه إلى الباب لكى يذهب إليها ولكن اوقفه صوت أباه
أحمد : أنت خارج كدة رايح فين
غيث : هشوف حور ... حاسس انها مش كويسة لازم اروح اطمن عليها
أحمد بتوتر : لأ مش هينفع اصبر لما تيجى
غيث بصراخ : مش قااادر افهموا بقى مش قادر هموت من خوفى هى فيها حاجة أنا اللى بحس بيها مش انتوا... عمركوا ما هتحسوا بيا انا جوايا نار مش هتهتدى إلا لما اشوفها .... لو حصلها حاجة مش هسامحكوا
شعر أحمد بالخوف والندم من كلام إبنه وكان سيتحدث معه إلا انه قاطعهم مجيئ الشرطة للمنزل
الظابط : مين فيكم عز الرفاعى
عز الدين : انا ... خير حضرتك
الظابط : فى عربية محروقة على الطريق العام وعرفنا انك صاحبها
عز بصدمة : انت بتقول ايه والسواق و .. و حور
الظابط : للأسف العربية متفحمة وملهمش أثر والواضح أنهم كانوا جواها ... البقاء لله
وقع الخبر عليهم ك الصاعقة ماعدا أحمد الذى لم ينظر لأى أحد سوى ابنه وفعل الجميع مثله واصبحوا كلهم ناظرين لغيث ولهدوئه فهو لم يتحرك ولم يبدى أى ردة فعل ... اقتربت منه والدته بخوف على ابنها
ألفت : غيث
غيث : ....
ألفت : غيث حبيبى رد عليا ... أنت كويس
غيث : انا رايح لحور زمانها دلوقتى مستنيانى علشان اخدها
سارة بدموع : غيث اهدى يا حبيبى ده قضاء ربنا
غيث : هى دلوقتى هتخرج من الحضانة وانا قولتلها تستنانى انا همشى بقى علشان متزعلش منى
اقترب عز الدين منه وهو يمسك كدفيه ويحاول كبح دموعه
عز الدين : فوق بقى .... بنقولك ماتت ..ماتت خلاص
غيث بصراخ هستيرى ودموع : متقولش ماتت كلكوا كدابين عايزين تبعدوها عنى .. هى كويسة ومستنيانى وانتوا مش فاهمين حاجه انا... أنا .... اااااااااه ... ليييه أنا عملت ايه ليكوا انا مطلبتش حاجة غير أنها تكون جنبى وحرمتونى منها ليييه
ألفت بدموع : اهدى يا غيث
غيث بصراخ أشد : متقوليش اهدى .. اهدى ازاى وانتوا طلعتوا روحى باديكوا ... انتوا مش حاسين بيا انا هموت قلبى هيوقف ... اااااااه يارب هى لأ ... هى لأ خدنى انا وسيبها هموت من غيرها
بقى يصرخ وهو لا يستوعب ما يقولونه حتى وقع مغشياً عليه ... اسرعوا إليه ليأخذوه على المشفى وأحمد يبكى بصمت ... هو السبب بحالة إبنه لم يستطع التحدث معهم ... وقفوا جميعاً فى انتظار الطبيب خارج الغرفة و دموعهم تأبى التوقف على صغيرة العائلة التى احبوها جميعاً ... قاطعهم خروج الطبيب المعالج
ألفت : ابنى ... ابنى كويس صح
الدكتور : اهدى يا مدام .. مكدبش عليكوا حالته حرجة جدا
أحمد بخوف : ليه ... هو ايه اللى حصل
الدكتور : اتعرض لجلطة ولحقناه ولو اتأخرتوا عن كدة مكنش عاش وخصوصاً إن سنه صغير على حاجة زى كدة وكمان الإنهيار العصبى ... أيا كان السبب في حالته حاولوا انه ينسى لأنه معرض يحصله كدة تانى وساعتها صعب نلحقه
ألفت بدموع : انا عايزة اشوف ابنى
الدكتور : صعب دلوقتى يا مدام
ألفت : لو سمحت هما خمس دقايق بس اطمن عليه
احمد : لو سمحت يا دكتور هندخل نشوفه بس وهنخرج
الدكتور : تمام الممرضة تجهزكوا وادخلوا .. عن اذنكوا
دخل ألفت وأحمد لغيث النائم بهدوء على سرير المشفى وحوله الاجهزة اقتربوا منه ودموعهم تسبقهم
ألفت : قوم يا حبيبي ... قوم ومتوجعش قلبى عليك انا مليش غيرك يا غيث وانهارت ف البكاء أما أحمد فلم يتجرأ على الحديث
أحمد لنفسه : انا السبب ... انا السبب في كل اللى حصل ... لو جرالك حاجة مش هقدر اسامح نفسي ومتأكد انك لم تعرف اللى عملته مش هتسامحنى
أنا آسف يا ابنى مكنش عندى حل تانى
خرجوا تاركين هذا الذى يصارع الواقع وينكر ما يدور حوله .... بعد مرور أيام تحسنت حالته الصحية ولكنه لم يتقبل كلامهم وحالته النفسية تسوء لذلك لم يجد الأطباء حل غير المهدئات لكى يسيطروا على حالته
مرت الآيام تليها الشهور وها قد مر على فقدها أربعة عشر سنة ولكنه إلى الآن لم يتقبل فكرة موتها أو الأصح لم يصدق ولا يعرف لما قلبه يخبره أنها لم تمت
تغير كثيراً فى هذه السنوات فهو لم يعد الطفل الصغير بل أصبح من أهم رجال المخابرات على مستوى البلاد ولكن أخلاقه ومبادئه تغيرت أصبح يكره عائلته فهو يحملهم مسؤلية بعدها عنهم ... أما هم فقد ندموا فهو أصبح هذا البارد بسببهم يا ليتهم سمعوا منه ... كان أحمد اشدهم ندما فهو لا يعجبه حال ابنه الذى اصبح يشرب ويدخن اكثر مما يتنفس لكى ينسى عدم وجودها بجانبه ... ها هو سوف يبلغ الثلاثين من عمره ولكنه لم ينساها
رجع غيث ك عادته تفوح منه رائحة الخمر وجدهم امامه ما إن دخل القصر يا الله كم يبغضهم ... تجاهلم لكى يصعد لغرفته ولكن اوقفه صوت جده الغاضب
عز الدين بغضب : استنى عندك ... أنت هتفضل كدة لحد امتى مش معنى إننا ساكتين عليك تسوء فيها ...اوعى تكون فاكرنا موافقين على اللى انت بتعمله
غيث بسكر : وأنت فاكر انى مهتم بيكوا علشان اهتم انكوا تكونوا راضيين عن تصرفاتى ولا لأ
أحمد بصوت عالى : احترم نفسك واعرف أنت بتكلم مين ... أنت مش شايف حالة امك عاملة ازاى .. دى قلبها بيتقطع عليك كل يوم وانا مش عارف اعملها حاجة .. فوق بقى انت كل حياتك بقت حرااام فووووق بقى وحس بيها
غيث بصراخ اشد : وانا مين يحس بيا ... هااا مييين لما حرمتونى منها وانا قولتلكوا لأ ... قولتلكوا متبعدوهاش عنى ... ليييه عملتلكوا ايه علشان تعملوا فيا كدة ... اوعى تقولى انكوا خايفين عليا لانى عمرى ما هصدقوا ولا هسامحكوا ... انا عايش بالاسم بس خدت روحى معاها ... حرام عليكوا انا هموت من غيرها
صعد إلى غرفته وأطلق صراح دموعه التى حاول كتمها بصعوبة أمامهم لا يريد أن يروا انهياره الذى هم السبب فيه .... يمسك موضع قلبه ويناديها لعلها تسمعه وتأتى لكى تخمد نيران روحه التى تحرقه ببعدها ... غفى مكانه على ارضية الغرفة بعدما ارهقه التعب
أما فى الأسفل فلم يستطع أحمد رؤية حالة ابنه التى تسوء كل يوم ... يتألم من صوت صراخه الذى يسمعه كل يوم وهو ينادى عليها ...ظن أنه سينساها بمرور الوقت ولكن الوقت لم يزيده إلا تعلقا بها ... مسح دموعه لن يستسلم سيساعد ابنه مهما كلفه الأمر ... ستعود له حبيبته ولن يتأخر فى التنفيذ
فى الصباح استيقظ غيث وهو يشعر بألم يكاد يفتك رأسه فتح عينيه بصعوبة ليجد اباه أمامه وهو يمد يده التى تحمل الدواء لكى يخفف ألم رأسه أخذه منه ولم يتحدث
احمد : شوية وهيخف الوجع
غيث بسخرية : يهمك آوى وجعى
أحمد : طبعا مش ابنى
غيث : .....
أحمد بهدوء : انا عارف انك مش طايقنى ولا عاوز تسمع منى حاجة بس أنا مش هطلب منك غير حاجة واحدة تنفذها وبعدها عمرى ما هطلب أى حاجة
غيث : هى ايه ؟
أحمد : تتجوز
غيث : ايه انت بتقول ايه ... مستحيل لو فاكرنى هنساها لما تعملوا كدة يبقى بتحلموا
أحمد : امك بتموت ... اسمعنى وبطل الهمجية اللى أنت فيها دى ... طبعاً متعرفش إنها عندها القلب وحالتها بتسوء بسببك كل يوم وهى شيفاك كدة ... هى مش طالبة حاجة من الدنيا غير تشوفك متجوز حتى لو هتمثل عليها انك مبسوط ... افتكر ولو حاجة حلوة ليها تخليك تفرحها متستحقش منك كدة
شرد هو فى كلام والده فلو كره الجميع هى لا ... هى ام تعارضه يوماً على شئ بل بالعكس كانت دائماً في ظهره ... لا يستطيع أن يفقدها
غيث بهدوء : موافق بس بشروط
أحمد بفرحة: موافق عليها كلها
غيث : اسمعنى الأول ... الجواز هيبقى صورى على الورق بس يعنى هى متتوقعش منى انى احبها مستحيل ده يحصل ومش عاوز بعد الجواز تقولى أنى اغير طريقتى معاها ومش هعمل فرح وزيطة والجو ده هو كتب كتاب وخلاص ... بس ده اللى عندى واشك إن فى واحدة توافق على كدة
احمد : لا هتوافق
غيث : ده انت مجهز كل حاجة ومختار العروسة بقى ... ويا ترى هتوافق ليه هى مجبورة
احمد بتوتر : لأ ... بس
غيث : بس ايه
أحمد : هى عندها شوية مشاكل
غيث : مشاكل ايه ؟
أحمد : هى كفيفة وعندها مشاكل فى رجليها بتتحرك على كرسى
غيث بصدمة : نعمممم ... هى دى اللى عايز تجوزهالى ... ويا ترى دى هتجوزها ولا اعالجها ملقتش غير واحدة عامية ومكسحة تجوزهالى
أحمد بحزن : صدقنى هتندم على كلامك ده ... وبعدين انت مش قولت إن الجواز هيبقى على الورق تهمك العروسة ف ايه
غيث : معاك حق متهمنيش ... وانا موافق
سنلتقي يوما وان كان لقائنا صدفه لايهم لَكن سنلتقي ✨🥀
صغيرتى أنا .... الفصل السادس .....♥️🌹
فى إحدى المناطق الشعبية حيث يقع بيت جمال الذى يظهر عليه الكبر وتوجد به زوجته وأولاده
سعدية زوجة جمال : جرا ايه يا اخويا هو الراجل بتاعك ده مش ناوى يدفع فلوس اكتر من كدة ولا ايه
جمال بغضب : انتى ايه يا شيخة ... مبتشبعيش ... مش كفاية بتصرفى الفلوس اللى بتتبعت للغلبانة اللى جوة دى ... روحى منك لله
سعدية بغضب : يعنى بعد كل اللى بعمله ده ومنى لله .... مش كفاية بشتغل خدامة للبلوة اللى جوة دى ...بعد كل ده وملقاش منك كلمة حلوة ولا شكر أبدا
جمال : والفلوس اللى من حقها اللى بتخديها كل شهر لا بتأكليها كويس ولا بتجيبى ليها هدوم ... كدة بتتعاملى معاها بما يرضى الله
سعدية : مش كفاية بخدمها دى عاوزة حد معاها أربعة وعشرين ساعة لا بتتحرك ولا بتشوف يعنى المفروض تقدر اللى بعمله
جمال بيأس : مفيش فايدة فيكى عمرك ما هتتغيرى
جاءت لترد عليه ولكن قاطعهم صوت الباب فذهب جمال لكى يفتحه ويتخلص من كلام زوجته .... تفاجأ عندما فتح الباب ووجد الطارق أحمد فهو لم يأتى لمنزله أبدا بل يجتمع به فى الخارج
جمال : احمد بيه ... اتفضل يا باشا
أحمد : ازيك يا جمال عامل ايه
جمال : الحمدلله ف نعمة يا باشا ... اتفضل .... يا سعدية ... هاتى حاجة للباشا يشربها
احمد : لأ ملوش لزوم يا جمال
جمال : مينفعش يا باشا دى آول مرة تشرفنى ف بيتى
سعدية : هو مين ده يا جمال ؟
جمال : احم ... أحمد باشا دى سعدية مراتى .... وده احمد بيه اللى حكيتلك عنه
أحمد : اتشرفت بمعرفتك يا مدام
سعدية : احنا اللى اتشرفنا بزيارتك يا باشا ...ثوانى واجبلوكوا حاجة تشربوها
جمال : خير يا باشا ... حصل حاجة
أحمد : لا أبدا... انا بس كنت جاى اقولك انى هاخد ملك
جمال : هو احنا عملنا حاجة ضايقتك يا باشا
أحمد : لأ مش كدة انا هرجعها على البيت ... هتتجوز غيث ابنى
جمال بفرحة : ألف مبروك يا باشا ... دى غلبانة وتستاهل كل خير
أحمد بحزن : فعلاً واتظلمت آوى بسببى... انا السبب فى حالتها دى ... بس كل ده هيتغير لازم اصلح اللى عملته زمان .... جمال هى فين عايز اشوفها
جمال : ف الاوضة يا باشا ... اتفضل معايا
هذه أول مرة سيراها بعد الحادث فهو تجنبها لكى لا يزيد ألمه وشعوره بالذنب
نهض معه ودخل غرفتها فوجد فتاة بملامح جميلة وجسد ضعيف رغم ملابسها المحتشمة والحجاب إلا أن ضعفها يظهر ... تجلس على كرسى متحرك ساكنة وهادئة جدآ ... دقائق مرت وهو يتفحصها حتى وجدها تتحرك بالكرسى فى اتجاه معين فى الغرفة وبدأت بالصلاة
أحمد بهمس : هى ... هى بتصلى على الكرسى
جمال : أيوه يا باشا
أحمد : طب هى بتعمل ايه طول اليوم
جمال بحزن : على طول قاعدة على الكرسى ده ومبتطلعش من الاوضة ... ما انت عارف ظروفها بقى يا باشا
يا الله هو مجرم ... كيف فعل هذا بها .. هو السبب ..يا ليته لم يفعل هذا ... يا ليته تحمل نتائج خيانة زوجته ولم يفعل هذا بها .... مستحيل أن يسامحه ابنه ... مستحيل أن يسامح هو نفسه
انتهت هى من صلاتها وشعرت أن هناك أحد بالغرفة
ملك : مين هنا ؟
جمال : انا يا بنتى... عاملة ايه يا حبييتى
ملك بابتسامة : الحمدلله بخير يا عمو جمال
جمال : كنت عاوز اعرفك على احمد بيه مديرى زمان ف الشغل
أحمد بتوتر : ازيك عامل ايه؟
ملك : الحمدلله ف نعمة
جمال : احمد بيه كان جاى يطلب إيدك لابنه يا ملك ... ها ايه رأيك
اختفت ابتسامتها ولمع الحزن في عينيها ... لماذا يريد شخص أن يتزوج فتاة مثلها وبإمكانه أن يتزوج الأفضل ... لا لن تستطيع تحمل المزيد من الإهانات ولكنها تزكرت كلام سعدية بأنها حمل ثقيل عليها ... ماذا لو كان الذى ستتزوجه يقبلها كما هى .. خرجت من افكارها على صوت جمال
جمال : ها يا بنتى قولتى ايه ... انا عن نفسى وافقت وصدقينى مش هتلاقى أحسن منه انا اعرفه من وهو عيل صغير
ملك : يعنى حضرتك موافق
جمال : ايوه ومستنين قرارك
سعدية من خلفهم : وايه اللى هيخليها ترفض .... هو فى واحدة سليمة ترفض عريس زى ده ف مابالك اللى زيها بقى
جمال بحدة : سعدية
سعدية : هو انا قولت حاجة غلط أنا بس بنصحها
أحمد : لو سمحتى يا مدام ده قرارها هى وبعدين هى متفرقش حاجة عن أى بنت
تجمعت الدموع فى عيونها كانت سوف تخبرهم أن يتركوها تصلى وتتخذ قرارها ولكن بعد سماع هذا الكلام لن تفكر
ملك : انا موافقة
احمد بسعادة : على خيرة الله .. ألف مبروك وإن شاءالله كتب الكتاب هيكون بكرة
ملك بصدمة : ايه !!؟ ... بكرة ازاى !!!؟ انا مشوفتوش ولا اتكلمنا ولا حتى فى خطوبة هتجوزه على طول كدة
أحمد : بصى يا بنتى ... انا ابنى ظروف شغله صعبة ف احنا هنكتب كتب الكتاب بس من غير فرح اتمنى دى حاجة متزعلكيش وصدقينى هو غبى وهمجى بس طيب آوى
ابتسمت ملك بخفوت : خلاص اللى تشوفوه
خرج أحمد من المنزل وهو يشعر بسعادة لموافقتها وألم وندم من نفسه على ما هى فيه ... ركب سيارته وظل وقتا طويلا ولم يتحرك ف عادت ذاكرته إلى ذلك اليوم المشؤوم قبل اربعة عشر سنة
Flash back
استيقظ أحمد من النوم على صوت رنين هاتفه فبعد عن ألفت ونهض من على السرير لكى يجيب
أحمد : ألو
المتصل : ازيك يا أحمد بيه ... منى عاملة ايه معاك
أحمد بصدمة وخوف : منى ؟؟!! وانا مالى بيها
المتصل : مالك بيها ازاى مش انت النهاردة كنت معاها فى الشقة ولا ايه
أحمد : انت .. انت بتخرف تقول ايه
المتصل : لا انا مبخرفش... ركز كدة واسمعنى كويس بس قبل ما تسمعنى شوف معايا ايه
اغلق المتصل معه وبعث صور له مع منى فنظر لها بصدمة كيف حصل عليها... أكيد هى من تفعل هذا ... رن مرة أخرى وكان نفس الرقم
أحمد : أنت عايز منى ايه ... عايز كام
المتصل : ايوه كدة ابتدأت تفكر .... بس انا مش عايز فلوس ... انا عايزك تخلص من البنت الصغيرة اللى عندكوا فى البيت
أحمد بصدمة : ايه... حور ... انت اتجننت ... مستحيل ده يحصل
المتصل : طب فكر لما الصور دى توصل لمراتك وعيلتك ... طب بلاش دول ... فكر لما الصور دى توصل للصحافة بعنوان رجل الأعمال المشهور أحمد الرفاعى فى أحضان السكرتيرة بتاعته
أحمد : انت عايز ايه ... هى عملتلك ايه ... دى طفلة صغيرة .... ايه السبب اللى يخليك عايز تخلص منها
المتصل : ميخصكش .. انت اللى عليك تنفذ اللى قولته لو عايز تحافظ على سمعتك
أحمد : طب انا هعمل كدة ازاى
المتصل : معرفش اتصرف بمعرفتك ... معاك لحد بكرة ... بكرة اسمع أنها قابلت رب كريم وإلا أنت عارف بقى ايه اللى هيحصل
قفل معه بدون حتى أن ينتظر رده ... تذكر اتفاقه مع جمال السائق الا يأخذها للحضانة بل يأخذها إلى بيته للتربى وسط ابنائه وهو يتكفل بمصاريفها ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهيه السفن ف عندما خرج جمال من القصر ومعه الصغيرة وجد عطلا فى فرامل السيارة ولم يستطع ايقافها ف انقلبت بهم ولو لم يخرج جمال بسرعة منها ومعه الصغيرة لكانت انفجرت وهما بداخلها .... تذكر كيف كانت حالتها وكيف انقذها الاطباء بصعوبة فهى كانت على حافة الموت فظلت حوالى ست شهور بالمشفى بعد الحادثة
أخذها جمال لبيته واخبرها انه صديق والدها المتوفى وقد اخبره قبل موته أن يرعاها و اخبرها أن إسمها يكون ملك فهى لم تتذكر شئ بعد الخروج من المستشفى ... وكل هذا كان بتعليمات أحمد
خرج من شروده وذكرياته وهو يتنهد بحزن يعلم أنه السبب حتى لو مجبور فهو سبب ما حدث ... لكنه سيحاول إصلاح ما حدث سوف يزوجها لابنه حتى ولو لم يعرف من هى سوف ينتظر حتى يخبرهم الحقيقة ولكن بعد أن يعرف عدوه فهو متأكد أنه وعائلته تحت المراقبة
تحرك بسيارته وذهب إلى القصر لكى يحاول أن يقنع زوجته فهى عندما علمت حالة العروسة رفضت زواج ابنه بها
وافقت بعد صعوبة ... وأخيراً حل الصباح وجاء اليوم الذى ينتظره فهو تكفل بكل شىء حتى تجهيز حور فهو بعث لها فستان هادئ مع بنات لكى يساعدوها فى التجهيز ... ولكن اين ابنه هو إلى الآن لم يظهر ... شعر بالخوف من أن يتراجع ابنه بحديثه ولكنه تنفس بارتياح عندما وجده أمامه .... اصر أحمد أن يكون كتب الكتاب فى مكتب المأذون بعيداً عن عائلته وبالأخص والده لمى لا يسأله عن عائلته أو من اين تعرف عليها وبالفعل تم عقد القران ولم يلاحظ غيث أى شئ
أحمد بابتسامة : ألف مبروح يا حبيبى
غيث بسخرية : مبروك ! ... اه الله يبارك فيك... عن اذنك
أحمد. : استنى رايح فين مش هتروح لعروستك
غيث : انت مصدق الكلام اللى بتقوله ده ... عروسة مين ما انت عارف اللى فيها ... سلام
تنهد احمد بحزن على حال إبنه وذهب إلى القصر مع ملك أو الأصح حور الجالسة فى السيارة ولم ينظر لها غيث عندما ذهب
كانت جالسة على كرسيها فى غرفته وها قد حل منتصف الليل ولم يأتى
أما فى الأسفل فذهب جميعهم إلى النوم ما عدا أحمد الذى يظهر عليه علامات الغضب وهو ينتظر ابنه .... دخل غيث من باب القصر وهو يترنح من أثر الخمور و يتمتم بكلمات غير مفهومة
أحمد بغضب : انت كنت فين لحد دلوقتى ... انت مش عارف إنك خلاص بقيت مسؤول عن واحدة معاك ... نسيت انك بقيت متجوز
غيث : انا عرفتك وقولتلك من الاول
أحمد : انت شارب ... مش قادر تمنع نفسك عن الزفت ده النهاردة بس ... يا اخى حرام عليك
غيث : انا طالع .. ل ..ل ..لعروستى
صعد غيث باتجاه غرفته تحت أنظار أحمد الحزينة وهو يدعو له بصلاح حاله ... فتح باب الغرفة
غيث بهمس : صغيرتى
اصعب الآلام ؛ ان يكون آخر الحلول جرح من تحب💔
دخل غيث الغرفة وما إن وقع نظره عليها حتى تسمر مكانه ... يستحيل ... تفحصها بنظره فوجد فتاة تجلس على كرسى عينيها نفس عين صغيرتى حتى انفها وشفتيها ... هل هذا من تأثير المشروب ام ماذا ... إنها هى ... إنها صغيرتى ... اقترب منها بخطوات ثقيلة حتى اصبح امامها ونظره ما زال عليها ... لكن لماذا لم تنظر إليه ... جلس على ركبتيه امامها كى يصبح فى مستواها ... اما هى فشعرت باحد يدخل الغرفة ولكن لم تتحدث ... شعرت بالخوف عندما لم تجد احد يتحدث ... فزعت عندما وجدت يدين تكور وجهها
غيث بلهفة و دموع : حوريتى ... كنت .. كنت متاكد إنك عايشة ... كنت متأكد انك مش هتسبينى لوحدى ... ليه بعدتى عنى كل ده ... ليه مشيتى وانتى عارفة انى مليش غيرك....ليه وانتى عارفة إن روحى فيكى ... انتى متعرفيش انا كان بيحصلى ايه ولا عامل ازاى ... ليه مرجعتيش من زمان ... ليه يا حور ليه
ملك : ......
غيث : خلاص مش مهم المهم انك رجعتيلى وانا مش هبعدك عنى ابدا ... هاخدك فى مكان مفيهوش غير انا وانتى ... مش هسمح انك تبعدى عن حضنى تانى
ملك : .....
غيث : حور مالك يا قلبى ساكتة ليه
ملك بتردد واستغراب : ااانا....اانا ...
غيث : انتى ايه يا روحى
ملك : انا مش حور ...اسمى ملك
انتفض من مكانه ك من لدغته افعى حتى هى فزعت عندما شعرت بيه ينهض بهذه السرعة .... كيف... كيف ليست هى ... هل اخطأ فى شعوره ... مستحيل ... حتى وإن اخطا يستحيل ان تخطأ ضربات قلبه التى يشعر بها .... هذا الشعور لا يراوده إلا بحضورها .... عاد من شروده ونظر لها بغضب
غيث بحدة : انتى مين
ملك بخوف: م ..ملك
غيث : انتى هتذلينى علشان تقولى اسمك ... انطقى ملك مييين
ارتعبت من نبرة صوته ونزلت دموعها وارتجف جسدها دون ارادة منها ... اما هو فكان سوف يصرخ اكثر ولكنه نظر لحالتها وكرسيها المتحرك وعينيها التى لم ترفعهما من على الارض ف تذكر حديث والده عن الفتاة التى تزوجها وعن ظروفها
غيث بسخرية : ايوه افتكرت هو انتى المعاقة اللى ابويا جوزهالى ... نورتى بيتك يا عروستى
كانت كلماته ك الخنجر تطعن فى قلبها ... كانت دموعها لا تتوقف وقد خاب ظنها فهى اعتقدت انها ستتزوج شخص حنون عليها متفهم لحالتها لكى يعوضها عن حياتها البائسة ولكن ها قد تهدمت احلامها وزاد عليها حزن جديد على حزنها ... لماذا تزوجها إذا كان لا يقبل بها .... كانت تبكى بصمت تحت انظار غيث الذى لا يعرف لما يألمه قلبه عليها ...دموعها تحرق روحه .... تجاهل شعوره نحوها وفسر انه شفقة عليها حتى لا يضمها إلى صدره .... تركها وغير ثيابه وتمدد على السرير وغط فى نوم عميق ولم ينظر لها حتى ... اما هى ظلت تبكى حتى نامت على كرسيها
فى الصباح اسيقظ وهو يفتح عيونه بصعوبة بسبب الضوء .. فتحها ونظر فى ارجاء الغرفة حتى وقع نظره عليها ف انتفض من على السرير وهو يسرع إليها... ♥️
