رواية بنت القرية الفصل السادس والسابع بقلم ملك كريم


 رواية بنت القرية 

الفصل السادس والسابع 

بقلم ملك كريم


Part 6


وبعد إنتهاء نور من الاستعداد خرجت من الغرفه ووجدت سيلين و سعاد بانتظارها   فسارت معهما وهى شارده فى عالم اخر وأثناء سيرهما أصابها دوار شديد وكادت أن تسقط ولكن أمسكت بها سيلين : نور انتى كويسه 


نور : أه بس دوخت شويه  مش اكتر


وتابعت نور وسيلين السير إلى مجلس العائلة وعند دخولها أردف الجد نوح قائلا : اهى العروسه جت ...تعالى يا نور اقعدى جنب عريسك 


نظرت له نور نظرة سخريه وجلست على المقعد المجاور لمعتز ابن عمها  


اقترب معتز من نور وقال بهدوء : انتى كويسه يا نور 


نور بابتسامه صغيره.: الحمد لله يا معتز بخير 


الجد نوح بعصبية بسيطة : قولت تعالى اقعدى جنب عريسك يا نور 


تحدث ايمن  : سيبها على راحتها يا بابا  مش هيحصل حاجه لو قعدت هناك  

ثم تابع ..انت عامل ايه يا اسلام 


اسلام : الحمد لله يا عمى ايمن انا كويس ...

ماشاء الله كبرتى يا سيلين انا فاكر  اخر مره شوفتك كنتى لسه صغيره


سيلين بضيق : م الصغير مسيره يكبر ولا ايه 


الجد نوح : يلا يا جماعة نسيب العرسان يقعدوا مع بعض شويه 


بدت علامات التوتر تظهر على نور ونظرت إلى معتز وسيلين الجالسان بجوارها وهمست : متسبونيش لوحدى 


تحدث معتز بهمس  : متخافيش يا نور انا هقف قدام الباب مش هسيبك لوحدك 


وتابعت سيلين : وانا هقف معاه انتى مش لوحدك تمام 


وخرجت العائلة ولم يبقى إلا اسلام ونور اقترب اسلام وجلس بالمقعد أمام نور ونظر لها بنظرات متفحصه ثم أردف : اهلا يا نور 


أجابت نور بتهكم : اهلا ...ثم تابعت : ممكن اطلب من حضرتك طلب


اسلام بحيرة : طلب ايه ؟!


نور : حضرتك هتطلع لجدى وتقوله انك غيرت رأيك فى الجواز وانك  مش عايز تتجوز


اسلام بضحك : انتى بتهزري صح انا مستحيل اعمل كده انا اللى طالب الجواز اصلا  


نور : بس انا مش موافقه على الجواز .. وأتوقع انك مش هترضى تتجوز واحده مجبوره عليك 


اسلام : لا هتجوزها عادى جدا مفيش مشكله وأعملى حسابك بقى شهر واحد بس وهتكونى فى بيتى يا حلوه 


نور بعصبية : بقولك مش هتتجوزنى ...والجوازه دى مش هتم غصب عنك بقى أو برضاك 


اسلام بسخرية : وانتى بقى مفكره تهديدك ده هيخوفنى مثلا ..اصلا انا اتفقت مع جدك   أن الجواز بعد شهر ...يعنى هتجوزك غصب عنك وأعلى ما فى خيلك اركبيه 


وكانت سترد نور ولكن قاطعها دخول بسمه المفاجئ : نور !! 


نور بصدمه : بسمه 


بسمه : ازيك يا نور ...خضتينى عليكي ايه يا بنتى مش بتردى عليا من امبارح ليه 


نور  بحزن : معلش يا بسمه كان غصب عنى والله 


بسمه : يعنى انتى مش زعلانه علشان اللى حصل لمى كنتى عندى


نور : لا لا متخافيش مش زعلانه 


وبعد عده دقائق دلف تميم إلى غرفة الجلوس وبجواره معتز وتأتى العائلة من خلفهم


نظر تميم إلى أطراف الغرفه حتى وجد تلك الأميرة الحزينه جالسه بوجه باهت وعينيها الجميلتين منتفختان من كثرة البكاء ...شعر بوخز فى قلبه   عندما رآها فى هذه الحالة وفاق من شردوه على صوت إسلام :  ايه يا تميم مفيش ازيك ولا ايه 


تميم بضيق : ازيك يا اسلام عامل ايه ثم تابع ايه ناوى تستقر في مصر 


اسلام : الحمد لله كويس ... لا مش هستقر كلها شهر وهنتجوز انا ونور واسافر  امريكا تانى 


معتز بصدمه : نعم هتتجوز نور فى خلال  شهر ...جدى انت موافق على الكلام ده


الجد نوح : اه موافق 


ايمن بعصبية : لو سمحت بم أن الكل موجود وتميم وبسمه مش غرباء ...بس الجوازه دى فيها حاجه غريبه ازاى هتم بالسرعة دى كلها انا مش فاهم يعنى 


إسلام بهدوء : ولا حاجه غريبه ولا حاجه انتوا اللى مكبرين الموضوع مش اكتر انا شوفت نور وحبيتها واتقدمت وجدى وافق وهنتجوز بسرعه علشان لازم ارجع امريكا علشان شغلى


بعدما سمع تميم حديث اسلام الخبيث تسارعت ضربات قلبه وكان على وشك ضربه ولكن وجد يد إخته تمسك به لتمنعه من الحديث 


أردف الجد نوح وهو موجه نظره لنور : الخطوبه هتبقى بكره يا نور ياريت تجهزى نفسك 


نظرت ليه نور بحزن والدموع تنهمر على وجنتيها : انا مش موافقه على الجواز انا مش عايزه اتجوز افهمونى بقي  ..انا مش لعبه تقرروا عن حياتى   وانا اقف اتفرج عليكوا ...انا وافقت انى اجى هنا علشان بابا طلب منى كده قبل ميموت  ...بس خلاص أنا مش هستحمل اللى بيحصل ده انا هسيب البيت بكل هدوء زى مجيت بكل هدوء وياريت محدش يدور عليا وانسونى زى مكنتوا ناسينى قبل كده 


وخرجت نور من غرفة الجلوس ودموعها تشوش رؤيتها حتى خرجت من بابا القصر ذهب ايمن خلفها مسرعا هو وباقى العائلة ماعدا اسلام والجد نوح وزوجته وابنته الجالستان للشماته من تلك المسكينه


ايمن : نور استنى 


نظرت نور لعمها : ارجوك يا عمى متمنعنيش امشى من هنا ..ربنا يعلم انى كنت بعتبرك زى بابا بس انا مش هقدر اكمل 


معتز بهدوء : طيب محدش هيمنعك بس قوليلى انتى رايحه فين على الأقل 


نور بابتسامه حزينه : تعرف يا معتز من اليومين اللى قعدتهم هنا  انا اعتبرتك   اخويا واكتر انا كان نفسى يكون ليا اخ وربنا رزقني بيك ربنا يخليك لإخواتك ...ثم تابعت : ارض الله واسعه انا ليا ناس وأهل مش من دمى بيحبونى حتى على الأقل مش هيعاملونى بسوء مهما    حصل  ....ثم نظرت إلى سيلين وبسمه الواقفتين ينطران إليها ببكاء ..اقتربت نور من سيلين وامسكت وجنتيها : سيلين انتى عارفه أنى بحبك مش كده علشان خاطري متعيطيش هطلب   منك طلب ..اوعى يا سيلين تنسى اللى علمتهولك ..انا زرعت فيكى حاجات حلوه متتخليش عنها أبدا وادعيلى فى صلاتك اتفقنا 


حركت سيلين رآسها بالموافقة : اتفقنا يا نور ..ثم احتضنتها بشده : هتوحشينى اوى يا نور ... انا بدعى ربنا اكون  فى يوم من الايام زيك


نور بابتسامه حزينه : وهتكونى افضل منى كمان بس ادعى ربك وهيحققلك اللى انتى عايزاه


ثم اتجهت نور إلى بسمه : بسمه متعيطيش انتى كمان بقى ...انا اعتبرتك اختى والله...   معلش بقى ملحقتش اقعد معاكى كتير وبالنسبة للمشروع بتاعك كمليه اوعى تتراجعى الفقراء محتاجين واحده عندها قلب ورحمه زيك تساعدهم ماشى يا قمر 


احتضنتها بسمه بشده : ماشى يا قمر ربنا يوفقك يا نور وينور طريقك يا رب 


كان ينظر إليها تميم بعيون حزينه على مظهرها  الحزين ولكن ماذا يفعل ؟


اكتفت نور بالنظر إليه فقط 


ثم رحلت نور .... رحل هذا الطفل الحزين بقلبه الشريد رحل عن عالمهم المنافق المملوء بالتعاسه عادت من حيث أتت إلى عالمها البسيط السعيد وسط أهل ليسوا من دمها ولكن احبوها كأبنتهم واحبتهم كأهلها ...قد تكون وحيد فى هذه الدنيا ويرزقك الله السعادة فى اشياءك البسيطة .


.............................................................


يريد الناس أن يكون له عائلة تحبه وتعطيه الامان وان لم يجد الشخص الامان وسط عائلته اين سيجده يا ترى ؟؟ 


.............................................................


اثناء  وقوفهما ارتفع رنين هاتف تميم 


تميم : الو يا صبرى ها جبت المعلومات 


صبرى : اه يا باشا جبتها كامله وبعتها لحضرتك 


تميم : شكرا يا صبرى ...فتح تميم الرسائل الذى كانت عباره عن معلومات عن اسلام  وكانت هنا الصدمة ...معتز تعالى شوف كده 


نظر معتز إلى المعلومات  بهاتف تميم : ينهر اسود المعلومات دى صحيحه


تميم : صبرى لسه باعتهم دلوقتى وانت عارف معلوماته كلها صح 


دلف معتز وتميم الى الداخل فكان يجلس اسلام مع الجد نوح يتحدثون 


معتز بغضب : اسلام ...انت جاي تضحك علينا 


اسلام بتعجب : مش فاهم قصدك ايه 


الجد نوح : انت بتقول ايه يا معتز 


معتز بعصبية مفرطه : البيه اللى حضرتك كنت عايز تجوزه نور اختى ...متجوز ومخلف ما شاء الله عليه 


اسلام بتوتر : انت بتقول ايه يا معتز انت اتجننت 


معتز بعصبية : لا انا مش مجنون اتفضل  اقرأ يا جدى .


الجد نوح بغضب : كلامه صح يا اسلام ممكن تفهمني ايه ده 


اسلام بغضب : اه انا متجوز ومخلف كمان وكلامه كله صح ...انا كنت جاى انتقم منك يا نوح يا هلالى انا بكرهكوا كلكوا 


ايمن بغضب : تنتقم منه فى نور ليه عملتلك ايه ها انطلق يا ****


أخرج اسلام صوره : طبعا كلكوا عارفين اللى فى الصورة دى تبقى مين تبقى امى ...اللى اتمسح بكرامتها الأرض بسبب ابنك هاشم ومراته وكان لازم اجيب حق أمى


الجد نوح : ابنى ومراته عملوا ايه لامك اصلا 


اسلام بسخرية : يعنى انت مش عارف ان ابويا كان بيعشق صفاء مرات هاشم ابنك بس ابنك اتجوزها 


معتز بعصبية : برضوا مش فاهم ايه السبب واحد اتجوز واحده فين الكارثه


اسلام : الكارثه أن أبويا كان بيعامل امى زى الخدم وكان بيطلع عليها غضبه من هاشم وصفاء    كانت بتنام كل يوم ودمها سايل وانا جيت علشان ارد اللى اتعمل فيها فى حفيدتك نور  وبنتهم 


الجد نوح بغضب وقد صفعه صفعة شديده : وانا اللى وثقت فيك وكنت هسلمك بنت من بناتى طلعت ندل انت **** ومتستاهلش حتى شعرايه من نور الغلبانة اللى اهنتها وضربتها بسبب يا ****


اسلام بغضب : والله العظيم لعمل فيها اللى اتعمل فى امى انا هخليها تعيط بدل الدموع دم وتيجوا تتوسلوا تحت رجلى علشان ارحمها ومش هتعرفوا ..


تميم بسخرية : مش هتلحق يا حلو تعمل حاجه البوليس مستنيك بره...اصل البيه ماضى على وصلات امانه كتير اوى ومش مسدد وكمان القروض بتاع البنوك اللى متسددتش يعنى هتعفن فى السجن ولا ايه يا استاذ اسلام الجندى  


دخل البوليس إلى المنزل وأمسكوا  باسلام الذى قال بصوت جوهرى : والله لتروحوا كلكوا فى داهيه على أيدى ..هتندموا 


معتز بسخرية وهو ينظر لتميم : معلش بقى اصل الصدمه كانت كبيرة عليه ولا ايه يا اخويا 


تميم بضحك : طبعا يا حبيب اخوك 


.............................................................


فى الصعيد وتحديدا في منزل عائلة الغريب


عربي الغريب : انا بعت الصور لكارم الشامى أما نشوف بقى هيرفع عينه فى الخلق ازاى 


ابراهيم : والله يا ولدى الفكرة دى احلى من مليون طار بس برضو لازم اخد الطار


عربي : اعمل اللى تعمله يا ابوى بس أما نشوف سيد الرجاله هيعمل ايه 


.............................................................


بمنزل عائلة الشامى


كارم الشامى : يا فضحتك يا كارم يا نصيبه سوده ووقعت على دماغك .... انتى يا وليه تعالى هنا 


رابحه  : مالك يا اخويا حصل ايه


أعطى كارم الصور لرابحه : شوفى الصور يا رابحه شوفى الفضيحه اللى احنا فيها 


رابحه بصدمه : بنهر اسود  هنمشى ازاى فى البلد بعد الفضيحه دى ...مين اللى بعتلك الصور دى يا راجل 


كارم : المرسال بتاع عيله الغريب ...هرفع عينى فى البلد ازاى بعد الفضيحه دي ...وتركها واتجهه إلى الاعلى 


رابحه.: استنى يا راجل رايح فين .


كارم : رايح اسكندريه اغسل عارى بأيدى 


............................................................


فى القرية 


محروس بفرحه : يا اهل البلد الاستاذة نور رجعت البلد يا عيال الاستاذه رجعت 


واجتمع اطفال الحى جميعا حول نور 


نور بفرحه : وحشتوني اوى والله يا عيال عاملين ايه


الاطفال : الحمد لله كويسين البلد كانت وحشه من غيرك والله يا استاذه 


نور بابتسامه : ها اخبار الدروس بتاعتكم ايه اوعوا تكونوا قصرتم فى حاجه والله ازعل منكم 


امنيه   (  أحد الأطفال ) : متخافيش يا استاذه انتى سايبه رجاله وراكى 


ضحكت نور على حديثهم وبعد عده لحظات سقطت مغشيا عليها ..


امنيه : ألحقوا الاستاذة نور اغمى عليها


إجتمع رجال الحى والنساء منهم ...وحملها النساء حتى صعدوا إلى منزلها المتواضع 


الحاجه نوال : هاتوا الدكتور بسرعه البت هتموت مننا يلا بسرعة ....


.............................................................


بقصر عائلة القاسم


منير : ايه يا بسمه وشك باين عليه انك معيطه ثم نظر إلى تميم : عملتلها ايه 


بسمه: تميم معملش حاجه يا بابا 


منير : طب ايه اللى حصل 


جلست بسمه وجوارها تميم : وقصوا ما حدث على والدهم 


منير بصدمه : كل ده حصل طب ونور دلوقتي حالتها ايه دى اكيد منهارة


بسمه : نور سابت البيت ورجعت تانى للمكان اللى كانت عايشه فيه ومش هترجع تانى ...مش عارفه يا بابا انا متعاملتش معاها كتير بس كأنى أعرفها من سنين 


منير بحزن : هى طيبه وقلبها ابيض وتتحب ومتستاهلش كل اللى حصل فيها ده والله 


وأثناء حديثهم تركهم تميم وصعد اللى غرفته وجلس على فراشه وحدث نفسه 


- ليه حصل معاها كل ده ...هى متستاهلش كل ده والله شكلها النهاردة كان بيقطع قلبى ربنا معها ..ثم تنهد براحه : باين كده أنك وقعتينى يا نور بس خلاص   فات الاوان مش هشوفك تانى ...ياريت كنتى فضلتى شويه كمان كان ممكن حاجه تتغير بس محصلش نصيب ...

وخلد إلى النوم بعد يومه المرهق ..


.............................................................


فى القرية 


الحاجه نوال : ايه يا دكتوره نور مالها


الدكتوره : المريضة مش بتاكل بقالها فتره وده قصر عليها ...وانا علقت ليها محلول وهتبقى كويسه إن شاء الله


الحاجه نوال : يعنى لو كلت هتبقى كويسه 


الدكتوره : اه أن شاء الله


الحاجه نوال : شكراً يا دكتورة تعبناكى معانا ...هى هتفوق امته 


الدكتوره : ولا تعب ولا حاجه المهم الانسه نور تكون بخير ...هى هتفوق بعد ما المحلول يخلص  ولو حصل حاجه ابعتيلى حد من العيال وانا هاجى علطول 


الحاجه نوال : حاضر يا بنتى ربنا يكتر من امثالك 


.............................................................


فى قصر عائلة الهلالى


وقف أيمن أمام والده واردف بعتاب : شوفت يا بابا اهو ضيعت نور اللى زى الملاك   من إيدك انا مش عارفه الصراحه انت عملت كل ده ليه 


معتز بحزن  : اهى مشيت ومش هترجع تانى وهتعيش لوحدها وأهلها موجودين 


الجد نوح : خلاص انتوا هتفضلوا تتكلموا كده كتير ..عايزنى اعمل ايه اسلام يعتبر حفيدى واتقدم لنور وانا شوفته مناسب مكنتش اعرف انه ابن *******


ايمن : خلاص اللى حصل حصل ونور مشيت و  أن شاء الله ترجع لينا تانى 


هرولت سيلين سريعا الى الاسفل متجهه إلى غرفه الجلوس 


سيلين بفزع : ألحقوا ........................




Part 7


هرولت سيلين سريعا الى الاسفل متجهه إلى غرفه الجلوس 


سيلين بفزع : ألحقوا نور تعبانه اوى 


التفت الجميع إليها وعلامات الصدمه تظهر على وجوههم فتحدث ايمن : نور تعبانه !! عرفتى منين ..وهى فين دلوقتى


سيلين : انا كنت بتصل عليها علشان اعرف حصل ايه معاها وكده ...بس مكنتش بترد وبعد شويه واحده ست ردت عليا وقالتلى أنها تعبانه وهيجيبوا ليها دكتورة وسألتها فين انتوا قالتلى فى بيتها وبعدين الخط قطع وحتى معرفتش اجيب العنوان 


وجهه معتز نظره الى جده : جدى اكيد حضرتك عارف العنوان مش كده 


الجد نوح : اه عارفه ...أنا هروح على هناك تعالى معايا يا سيلين وهمى هيحصلونا 


انطلقت سيارتين من منزل الهلالى ..واحده تحمل الجد نوح وسيلين والأخرى ايمن ومعتز ويسيران خلف بعضهما 


.............................................................


تحركت جفون نور لتفتحها وتغلقها عده مرات بسبب شده الضوء 


الحاجه نوال بفرحه : نور صحيت روحى يا بت يا امنيه هاتى كوبايه الماء دى بسرعه 


ساعدت الحاجه نوال نور   على الجلوس لشرب بعض الماء : اشربى شويه الماء دول يا حبيبتى 


ارتوت نور بالماء ثم اردفت قائلة بصوت ضعيف : دماغى مصدعه ودايخه اوي هو ايه اللى حصل  


الحاجه نوال : اغمى عليكى يا بنتى والدكتوره جت وقالت انك مش بتاكلى حاجه خالص ينفع كده يا نور 


نور بابتسامه صغيره : معلش يا خالتى نوال والله كان غصب عنى حقك عليا 


الحاجه نوال : المهم انك بقيتى كويسه ... دلوقتى تاكلى وهتبقى زى الحصان 


وبعد كده دقائق ارتفعت طرقات الباب فنهضت امينه لفتح الباب فكانت واحده من الجيران ومعها صينيه مغطاه عليها بعض الطعام 


الجاره : خدى يا بت يا امنيه الاكل ده لنور ..هى عامله ايه دلوقتي 


امينه : الحمد لله بقت احسن 


وأغلقت امينه الباب وذهبت إلى غرفه نور وهى تحمل بيدها الطعام : الكل اهو يا استاذه نور كلى بقي علشان تتحسنى 


اخذت الحاجه نوال الطعام من امنيه ووضعته امام نور : كلى يا نور ...وبدأت فى تناول الطعام ولكن ليس بكميه كبيره 


الحاجه نوال : دا اكل بقى كلى شويه كمان 


نور : والله مش قادره اكل اكتر من كده 


............................................................


 وبعد عده ساعات وصلت سيارات عائلة الهلالى لداخل البلد الصغير وفور وصولهما   انطلقت سيلين مسرعة الى الاعلى ويتبعها الباقى

 ....طرقت سيلين الباب عده طرقات حتى فتحت لها امنيه : حضراتكم مين 


سيلين : هى نور جوه 


امنيه : اه جوه اتفضلوا ثم ارتفع صوتها : ألبسى الحجاب يا استاذه نور فى رجاله 


اتجهت سيلين إلى غرفتها : نور انتى كويسه خضتينى عليكي


نور بابتسامه : انا كويسه يا سيلين بس انتى جيتى ازاى 


سيلين : انا اتصلت عليكي كتير بس فى حد رد عليا وقالى انك تعبانه فجيت على طول 


ايمن جلس بالجانب الآخر من السرير واحتضن نور : انا خوفت يحصلك حاجه ...ايه اللى حصل 


الحاجه نوال : منهم لله الناس اللى كانت عندهم دول جوعوها ومخلوهاش تاكل لحد موقعت من طولها.. ناس معندناش ضمير يا اخ والله 


معتز بضحك : يا حاجه ..احب اقولك ان الناس اللى حضرتك بتتكلمى عليهم دول موجودين هنا 


الحاجه نوال : يا مصيبتى معلش يبنى مكنتش اقصد حاجه وحشه بس برضو ينفع تعملوا فيها كده 


نظر أيمن إلى والده الواقف أمامه نظره عتاب ثم وجه نظره الى الحاجه نوال : مينفعش يا حاجه دى غلطتنا احنا اسفين 


نور : خلاص يا خالتى حصل خير ...امنيه خديى خالتك نوال بيتها علشان الأدوية بتاعتنا وخليها تستريح شويه 


الحاجه نوال : خلى بالك من نفسك يا نور وكلى الاكل كله وإلا هتصل على الدكتورة ماشي 


نور : حاضر يا خالتى متخافيش 


وذهبت امنيه و نوال وتبقى فى المنزل عائلة الهلالى فقط وظل الجد نوح صامت لا يتحدث حتى لم يسأل أن كانت بخير أم لا 


أيمن  : انتى كويسه يا نور ولا ناخدك المستشفى 


نور : الحمد  لله بخير يا عمى متقلقش 


معتز بضحك : معلش يا نور مش قادر امسك نفسى بس مين الست اللى كانت هنا دى .


نور بضحك على مظهره : دى خالتى نوال جارتنا وتبقى البركه بتاع البلد كلها وكانت   صاحبه بابا وماما فتعتبر هى اللى مربيانى وبتعتبرنى زى بنتها 


وأخيرا تحدث الجد نوح بجمود : الف سلامه عليكي يا نور .


نور : الله يسلمك يا جدى 


تابع الجد نوح : يلا بينا علشان هترجعى معانا القصر تانى  


نور : لا انا مش هرجع معاكوا انا هفضل هنا ..انا بحب المكان هنا 


ايمن : بس مينفعش نسيبك هنا لوحدك يا نور وعيلتك كلها فى مكان تانى 


نور : كل اللى هنا اهلى وناسى ومتخافش عليا وسطيهم وانا هبقى مستريحه هنا اكتر  ولو كده اكيد هاجى عندكوا وانتوا هتجولى والود مش هيتقطع


ايمن : اعملى اللى يريحك يا بنتى 


سيلين : على كده بقى انا هنطلك هنا كل يوم 


نور بابتسامه : انتى هتنوري الدنيا كلها ..


.............................................................


ارتفع طرق الباب بطريقة غريبه 


فزع سليم من مكانه : مين اللى جاى دلوقتى وبيخبط بالشكل ده 


سلمى : مش عارفه قوم شوف 


توجهه سليم لفتح الباب فوجد والده يقف والشر يتطاير من عينه : اهلا يا استاذ سليم  ...فين بنت **** التانيه 


سليم بحيرة : ايه اللى حصل يا ابوى وايه اللى جابك هنا دلوقتى 


 دلف كارم اللى الداخل واتجه نحو سلمى وأمسك بها من شعرها : جاى اشوف بنت **** اللى جابت لينا العار والله لاقتلك النهارده 


سلمى : ااااه سيبنى يا بابا انا عملت ايه بس اااه رجلى ااااه 


حاول سليم فض الاشتباك : أهدى يا بابا وسيبها علشان هى تعبانه وايه اللى حصل وعار ايه اللى بتتكلم عليه 


أخرج كارم الصور : اتفضل شوف العار بنفسك 

نظر سليم وسلمى اللى الصور وكانت عباره عن سلمى ومعها معتز وهو يساندها للذهاب للمستشفى 


سليم : فيها ايه الصور مش فاهم يعنى عار ايه بقى


كارم : انت هتجننى يا سليم انت مش شايف الراجل ماسكها ازاى ...


تحدثت سلمى بعصبية : ماسكنى كده علشان دى ( وأشارت على قدمها ) 


كارم بحيره : مش فاهم 


سلمى : انا كنت فى الشغل ورجلى اتلوت واللى فى الصورة ده يبقى صاحب الشغل ولمى شافنى ساعدنى وودانى المستشفى كتر خيره ده بدل متشكره جاي تتهمنى انى ماشيه معاه 


سليم : وكمان اللى فى الصور ده معتز  شريك صاحب الشركه اللى بشتغل فيها ومن اكتر الناس المحترمه اللى ممكن تشوفها اصلا..ثم تابع ....مين اللى جاب الصور دى ؟؟


كارم : عربى الغريب 


سليم بغضب : وانت صدقته ..صدقت كده على بنتك ..انت عارف ان عربى الغريب ده اصلا عايز ياخد بطاره منا ..ومستنى غلطه 


كارم بعصبية : عايزنى اعمل ايه واحد جاى وبيقولى بنتك ماشيه  مع واحد وجايب معاه صور  مش عايزنى أصدقه 


سلمى ببكاء : صدقت ده عليا انا ...بنتك اللى انت مربيها ...اول مره اعرف انك مش عندك ثقه  فيا يا بابا .


اقترب منها كارم واحتضنها : سامحيني يا بنتى انا لمى شوفت الصور دمى فار ومكنتش   عارف اتصرف ...غير انى اجيب سلاحى واجى على إسكندريه  حقك عليا 


سلمى : مسمحاك يا بابا ..بس أتمنى انك تكون بتثق فيا اكتر من كده ...ولو حضرتك يعنى عايزنى اكلم معتز علشان تصدقنى مفيش مانع عندى


كارم : لا لا مش مهم ...انا مصدقك ...بس اهل البلد مش هيصدقونى ولا هيصدقوكى هنعمل فيهم ايه 


سليم : انا بقى اللى هتصرف فى اللى جاى ..المهم دلوقتي حد عرف انك جيت اسكندريه


كارم : لا محدش عرف 


سليم : خلاص انت ترجع لوحدك وكأن شئ لم يكن وتمشى رافع راسك فى البلد وسيب الباقى عليا 


كارم : هتعمل ايه يا ولدى 


سليم : هعمل كل خير 


.............................................................


تانى يوم فى شركة القاسم والهلالى 


فى مكتب معتز الهلالى


السكرتيرة : معتز بيه فى واحده بره عايزه تشوف حضرتك 


معتز ممسكا ببعض الورق :  خليها تتفضل 


دلفت سلمى إلى المكتب : السلام عليكم


انتبه معتز الصوت وترك  الاوراق وارتسمت ابتسامه صغيره على ثغره : وعليكم السلام .


جلست سلمى : انا اسفه لازعاج حضرتك بس انا جيت علشان اشكرك على اللى عملته معايا 


معتز : شكر ايه بس انا عملت اللى عليا مش اكتر ...المهم رجلك عامله ايه دلوقت


سلمى : الحمد لله بخير ...وهروح على المشروع النهارده اكمل الشغل بس قولت اجى اشكرك 


معتز : والله تعبتى نفسك ..مكنش ليه لزوم 


سلمى : ولا تعب ولا حاجه ..استأذن انا بقى اى أوامر


معتز : شكرا ..


وغادرت سلمى مكتب معتز واتجهت إلى عملها 


ونظر معتز اللى ساعه يديه : انا نسيت الاجتماع 


ونهضت مهرولا إلى غرفه الاجتماعات 

وجد الإجتماع انتهى وكان تميم يجلس بالداخل


تميم : لسه بدرى يا استاذ معتز كنت فين 


جلس معتز وأسند راسه للخلف : كنت مع القمر


تميم : نعم يا اخويا ...انت كويس .


معتز بأبتسامة صافيه : اول مره ابقى كويس كده 


تميم : لا انت تفهمى الموضوع


أبتسم معتز : سلمى شوفتها مرتين  مره فى الموقع ومره هنا فى المكتب  وكلمتها مره بس خطفت قلبى من اول نظره مش عارف ازاى... حاجه كده مفيش زيها ...قمر يا اخى قمر والله 


تميم بضحك على مظهره : باين عليك وقعت يا صحبى ...بس كانت بتعمل ايه هنا 


معتز بضحك :  الناس كلها بتقع على وشها بس انا وقعت على قلبى ...بس الوقعه تستاهل ....كانت جايه تشكرنى على اللى عملته معاها ....قمر يا أبا الحاج قمر 


تميم : خلاص يا عم الحبيب عرفنا أنها قمر ...المهم عملتوا ايه فى موضوع نور بنت عمك 


معتز : الحمد لله هى بقت كويسه بس قاعده فى بيتها القديم ومش عايزه ترجع القصر ..هى مستريحه هناك ...


تميم : طب هات العنوان بتاعها 


معتز باستغراب : عايزه ليه 


تميم بتوتر : مفيش بس بسمه كانت عايزه تروح فقلتلها هجيبه من معتز 


معتز امسك ورقه وكتب العنوان : اهو اتفضل 


.............................................................


وبعد مرور شهر وكانت الأوضاع مستقره كانت نور تستمتع بحياتها البسيطة وسط طلابها وجيرانها وكانت سيلين تأتى لزيارتها يوميا والعائلة تأتى إليها من حين لآخر ولم يقابلها تميم خلال هذا الشهر وحتى بسمه كانت تتحدث معها فقط ولم تذهب إليها بسبب امتحاناتها فى الكليه ....


وتقابل معتز عده مرات مع سلمى خلال العمل ولكن لم يظهر لها اى شئ من مشاعره نحوها 


وتم الحكم على اسلام  الجندى بالحبس لمده 10 سنوات ....


.............................................................


فى قصر عائلة القاسم 


دخلت بسمه إلى المنزل وارتفع صوتها بفرحه : اخيراااا اخر يوم امتحانات اخيرا خلصت تعليم انا فرحانه اوى 


عصمت : ايه يا بنتى صوتك جايب آخر البيت 


بسمه : فرحانه يا ماما أخيرا خلصت ...وكمان هروح لنور النهارده 


منير : هتروحيلها ازاى ..انتى تعرفى مكانها 


بسمه : البركه فى تميم هو اللى هيودينى وكمان جاب العنوان من معتز 


تميم : هااا مستعده علشان نلحق نروح 


بسمه بفرحه : مستعده طبعا يلا بينا 


وانطلق تميم و بسمه بالسيارة متجهين الى قريه نور 


 

.............................................................


بعد مرور عده ساعات 


وصل تميم وبسمه إلى القريه وصعدوا إلى أحد المنازل 


وطرقوا الباب عده مرات ولكن لم يفتح أحد وبعد عده دقائق فتحت الحاجه نوال الباب : اتفضلوا عايزين مين 


بسمه : مش هنا بيت  نور الهلالى ولا العنوان غلط 


الحاجه نوال : اه هو بس هى مش موجوده 


تميم : اومال راحت فين 


الحاجه نوال : بصوا أنزلوا تحت ورا البيت ده هتلاقوا جنينه كبيره وشجر وكده اكيد هتكون هناك 


بسمه : شكرا 


........ ....................................................


بقصر عائلة الهلالى 


ايمن : اشمعنا النهارده مروحتيش لنور يا سيلين 


سيلين : اصل بسمه هتروح ليها النهارده النهارده ...بس والله اقوم اروح انا كمان 


الجد نوح : والله انتى مجنونه مش كنتى بتقولى مش هتروحى


سيلين : اه مكنتش هروح بس دلوقتي هروح وارخم عليهم ...معتز تيجي معايا 


معتز : خمس دقايق وتكونى جاهز ...تيجي معانا يا رنيم 


رنيم : انا مش بروح الحتت البيئة دى 


معتز : برحتك 


.............................................................


فى الحديقة 


كانت نور جالسه على جزع  شجره كبير تقرأ كتابها وبعد عده دقائق سمعت صوت مرتفع يأتى إليها 


الاطفال بفرحه : استاذه نور ... استاذه نور ..النتيجه ظهرت 


نور بفرحه : بجد وعملتوا ايه 


محروس : نجحنا كلنا يا استاذه وجبنا الدرجات النهائية كمان 


احد الأطفال : من غيرك مش عارفين هنعمل ايه يا استاذه نور والله احنا بنحبك اوى 


نور : الف مبروك ليكوا كلكوا والله انا بحبكم اكتر ..ثم تابعت بحيره : انتوا كده عايزين هدايا للنجاح مش كده ....محروس 


محروس : نعم يا استاذه 


نور : خد مفتاح البيت بتاعى اهو اطلع هتلاقى شنط كتير كده هاتها وتعالى يلا بسرعه 


امينه : ممكن تقبلى الهديه دى مننا يا استاذه 


أمسكت نور الهديه من امنيه وكانت عباره عن اسوار مصنوع من الخيوط ممزوجه بشكل مميز : شكرا يا قمرات انتوا 


وبعد دقائق 


محروس : انا جيت يا استاذه 


أمسكت نور الهدايا منه وقامت بتوزيعها عليهم جميعنا ففرح الجميع وظلوا يحتفلون مع بعضهم البعض ثم رحلوا وعادت هى مره اخرى لتقرأ كتابها لا تدري ان هناك عيون تتابعها باشتياق..


كان يتابع تميم المشهد والابتسامه ترتسم على ثغره مما زادته وسامه ..وها هو قد رآها  بعد مرور شهر لم يرى وجهها المنير وعينيها الجميلتين ...


بسمه : شايف يا تميم الاطفال فرحانين ازاى وهى فرحانه بيهم كأنهم ولادها 


تميم : اه فعلا 


ثم اقترب تميم وبسمه منها 


بسمه : نور ...انا جيت 


نهضت نور واحتضنت بسمه: وحشتينى اوى يا بسمه أخيرا خلصتى امتحانات .


بسمه : أخيرا خلصت ..انا فرحانه اوى 


نور : حقك خلاص بقى خلصتى تعليم ....ثم نظرت إلى تميم : ازيك يا استاذ تميم 


تميم :  الحمد لله بخير ...وانتى 


نور : الحمد لله ..ثم أمسكت يد بسمه تعالى اقعدى معايا هنا معلش بقى مفيش كراسي بس جزع الشجر افضل بكتير 


جلسوا جميعا على ثم قالت بسمه : مين إلى كانوا هنا دول بس كنتوا فرحانين اوي


ابتسمت نور : اه دول الطلاب بتوعى ..النتيجه بتاعتهم ظهرت والكل نجح فكنا فرحانين وبنوزع هدايا 


تميم : وكل سنه بتعملوا كده 


نور : اه علطول بنعمل كده وكمان بنجمع فلوس من اهل البلد وبنعمل حفله صغيره احتفالا بيهم 


بسمه : والحفلة هتبقى امته بقى 


نور : لسه مش عارفين اول لمى نحدد موعد هقولك علشان تيجي ..بس انتى عارفه   الكارثه انى مش بحب الحفلات بروح احضر خمس دقايق واجى اقعد هنا تانى اقرأ الكتاب بتاعى 


بسمه : بس الكتاب بتاعك بايظ كده ليه ايه اللي حصله 


نظرت نور اللى تميم : .............


أحبك يا عابثاً، أنتَ من أخجل القمر بجماله، أنتَ لحن الخلود، أنتَ زهرة براري فاحت   بعطرها، أنتَ لي كل الورود، أنتَ من يسكن البحر في عيونه، أنتَ قلب بالعشق يجود، أحبك لأنّك أنتَ، ومن سواكَ في القلب يسود.💜✨

                    الفصل الثامن من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا



تعليقات



<>