رواية حياة مطلقة
الحلقه الحاديه عشر والثانية عشر12
بقلم ساره رجب حلمي
الحلقة الحادية عشر
حست حياة بالندم على تصرفها ، وعرفت انها كشفت نفسها قدام ابنها ، وهو اكيد زعلان دلوقتى ، دخلتله اوضته.
حياة : ممكن اتكلم معاك ؟
حمزة: طبعآ يا ماما.
حياة: انت متضايق من ان عمو شريف جه هنا ، ولامتضايق منى انى حسستك انى مبسوطة ؟
حمزة: ماما انتى تعبتى اوى مع بابا وانا اتمنى انك تفرحى وتكونى مبسوطة ، بس خايف.
حياة: خايف من ايه ؟
حمزة: خايف تكونى فاكراه كويس ويطلع وحش زى بابا.
حياة: مهما كان وحش مش هيبقى زى طارق.
حمزة: يعنى انتى عايزة تتجوزيه يا ماما ؟
حياة حست بالخجل من سؤال حمزة المباشر، وسكتت.
حمزة: انا موافق يا ماما ، وانا حسيت انى ممكن احبه.
حياة: هههههههه مش هتبطل اللماضة دى بقى.
حمزة: طنط سمر كانت على طول بتقولى كده ، وبتقولى انت متأكد انك طفل.
حياة:كويس انك فكرتنى بيها ، كنت عايزة اطمن طارق عمل ايه لما عرف انكم هربتوا ، وعايزة اعرف ليه مجاش لحد دلوقتى ولا سأل.
دخلت اوضتها عشان تغير هدومها وتروح تطمن على سمر.
سما: ماما انتى خارجة ؟
حياة: اه يا سما رايحة اطمن على طنط سمر وجاية.
سما بخوف: هتروحى عند بابا ؟
حياة: لأ ياحبيبتى ، هسأل جارتنا ال هناك ولو كانت متعرفش حاجة هديها رقمى تديه لسمر عشان تكلمنى.
خرجت حياة وراحت ووصلت عند جارتها ، اللى كانت دايمآ تقولها انها بتسمع خناقات طارق معاها وضربه فيها ، عشان تسألها سمعت حاجة زى كده فى بيت طارق من اسبوع ولا لأ ،كان نفسها تخبط على سمر ، بس ممكن يكون طارق جوة وساعتها هتعمل مشاكل جديدة لسمر ولنفسها كمان.
حياة: ازيك يا ام زياد ؟
ام زياد: ازيك انتى ياحبيبتى ، الناس كلها قالوا ان ربنا بيحبك عشان نجاكى والله ، الحمدلله انك خلصتى منه وانتى بخير وصحتك وشبابك ، عشان ولادك برضو وربنا يخليكى ليهم.
حياة باستغراب: هو فى ايه ، انا مش فاهمة حاجة.
ام زياد: انتى متعرفيش ولا ايه ؟
حياة: معرفش ايه ؟، قولى قلقتينى.
ام زياد: منه لله طارق ، قتل سمر مراته من يجى اسبوع.
حياة اتصدمت لدرجة انها ماقدرتش توقف ،وراحت قعدت عالسلم ومسكت راسها بايديها الاتنين ، مفيش حاجة بتدور فيها غير انها السبب هى وولادها فى موت سمر ، ندمت انها جت وسألت ، ياريتها كانت فضلت مش عارفة كان هيبقى احسن من العذاب اللى هتعيش فيه من النهاردة ، فضلت تبكى بألم على سمر لإنها ضحية انسان مريض زى طارق ، جت قعدت جنبها ام زياد.
ام زياد: انا اول مرة اشوف واحدة زعلانة على ضرتها ؟ انتى اتطلقتى اه بس برضو ، هتفضل خدت جوزك ، بس انتى طيبة وبنت اصول من يوم ماعرفتك وانا بقول عنك كده ياحياة ، اهدى ياحبيبتى.
حياة: كانت طيبة وصانت عيالى وحافظت عليهم.
ام زياد: ماهو انتى بنت حلال ، عشان كده ربنا بيوقفلك ولاد الحلال اللى زيك ، انا بستغرب والله ان كلب زى طارق يقع فى اتنين ولاد ناس كده ويبهدل فيهم.
حياة: هو فين ؟
ام زياد: جم اهلها هنا وفضلوا يضربوا فيه لحد ماتعدم العافية ، وسلموه للبوليس، والمحامى بيقول فيها اعدام.
حياة: ده انتقام ربنا ، بس ضاع على ايده شباب واحدة طيبة وكويسة.
ام زياد: بحس انها كانت مستسلمة اوى لكل اللى بيحصل ، وده بسبب اهلها ربنا يسامحهم هما السبب ، كانت تشتكى ويقولوا استحملى ، يلا كل واحد بياخد نصيبه ، مش هنقدر نغير القدر.
حياة: طيب همشي انا لان حاسة بتعب.
دخلت حياة على اوضتها من غير ماتعدى على ولادها ، كانت حاسة بإجهاد رهيب ، بتفكر ان ده لازم كان يبقى مصير طارق ، ياترى ربنا فداها من ايده بسمر عشان حياة عندها عيال ، وهيتبهدلوا من غيرها فالدنيا ، اتفتح الباب.
حمزة: ماما ، مجتيش اوضتنا ليه ؟
حياة مابتردش.
حمزة: سلمتلنا على طنط سمر ؟ وحشتنى اوى.
حياة بتمسك دموعها : اه هى كويسة اوى دلوقتى ، متقلقش عليها خالص.
حمزة: هى كانت تعبانة ولا ايه ؟
حياة: كفاية اسئلة انا تعبانة ، اتفضل روح اوضتك.
خرج حمزة وسابها حزينة ، بتبكى مش عارفة فى ايدها ايه ممكن تعمله يعوض اهل سمر، عن المسكينةاللى راح شبابها هدر ،واصلآ مفيش حاجة تعوضهم عن بنتهم.
رن موبايلها برقم غريب بصتله وهو بعيد عنها ، ماقدرتش تجيبه ، رجلها مش مستجيبة تتحرك ، الاحزان متمكنة منها ، ومش عارفة تفارق قلبها ، كل ماتبدأ تفوق ، يحصل حاجة ترجعها تانى ، ولكن لعلها اخر الاحزان، رن موبايلها للمرة الرابعة ، وكانت افكارها مغطية حواسها مش مخلياها عارفة تسمعه ، فاقت من شرودها فجأة ولسه الموبايل بيرن ، قامت من سريرها بتكاسل، مسكته شافت الرقم ، متعرفهوش ، هترد تشوف مين اللى مصمم يكمل عدم راحتها بإنها تقوم من سريرها.
حياة: الو
شريف: حياتى عاملة ايه ؟
ودايمآ شريف بيسرق منها ضحكتها فى عز ألامها وأصعب أوقاتها.
حياة ابتسمت: لسه فاكرها ؟
شريف: انا عمرى مانسى ، ذكرياتنا فى ركن لوحدها كده فى الذاكرة عمره مايتمحى.
حياة: انت بتزود مرتب ام ادم عشان تديك معلوماات كل شوية ، ولا بتهددها بالرفد زى ماهددتنى ؟
شريف: ههههههههه يييييييي بديها مكافأت وحوافز واجازات ومسكتها مدير ، دى زمانها هايصة.
حياة: كداب.
شريف: على فكرة بتحبك جدآ بجد ، ونفسها تشوفك مبسوطة.
حياة: عارفة ، مع انها مطلقة زيي وكانت عايشة فى عذاب معاه ، ومعاها طفل بتشتغل عشان تصرف عليه ، يعنى ظروفها مش افضل عشان تشوفنى احتاج لحد يعمل معايا كده فالوقت اللى ماحدش فيه واقف جنبها خالص.
شريف: ماتقلقيش ، انا هقف جنبها ، اللى يحب حبيبتى احبه واخدمه.
حياة: شكرآ.
شريف: شكرآ !! انا مش مستنى منك شكر ياحياة ،وبعدين زعلت منك بجد من اول المكالمة متغيرة ودلوقتى تقولى شكرآ !!
حياة: سامحنى ، انا مش فى حالتى الطبيعية.
شريف: هو بعد مانا مشيت حمزة قالك حاجة ؟
حياة: لا عادى.
شريف: طب مالك ، متحيرنيش.
حياة: نتقابل بكرة واقولك ، انا محتاجة انام دلوقتى جدآ.
شريف: خلاص وانا مش هتقل عليكى واتعبك ، تصبحى على خير.
حياة: وانت من اهله.
قفلت معاه وهى بتدعى ربنا تقدر تنام وتنسى كل حاجة ، بس افكارها كانت مصممة تطاردها ، حتى فى احلامها ،حلمت بسمر بتضحك ومبسوطة ، حلمت بطارق زعلان ووشه اسود ، حلمت بولادها وبشريف ، وطارق كان بيقرب منهم وعلى وشه نظرة غضب، صحيت من نومها مفزوعة.
حياة: بسم الله الرحمن الرحيم ، للدرجة دى انا بخاف منه ! انا مش قادرة اصدق انى كنت عايشة مع قاتل ، مش مستوعبة ازاى ، لأ بجد عمل كده ازاى ، ذنبها ايه يضيعها ويحط الذنب فى رقبتى طول عمرى ، وافضل فاكرة انها ماتت لما حبت توقف جنبى وتفرحنى برجوع ولادى ليا.
وصلت حياة للمكان اللى اتفقت يتقابلوا فيه هى وشريف.
شريف: إتأخرت عليكى.
هزت حياة راسها ب لا .
شريف: واضح عليكى الزعل اوى ،فى إيه مالك ؟
حياة: انت تعرف ولادى رجعولى ازاى؟
شريف: اه عرفت من صاحبتك لما قالتلى انهم رجعوا قالت ال جابتهم مرات باباهم.
حياة: بنت طيبة اوى.
شريف: بجد !! واحنا يهمنا ايه فى كده
حياة: يهمنا انها لما جابتلى الولاد ، جابتهم من ورا طارق ، ولما عرف قتلها.
شريف: نعم !!! قتلها ازاى !! هو القتل سهل كده ؟
حياة: فضل يضربها لحد ما ماتت فى ايده.
شريف: معقول !! ده ايه مش بنى ادم ابدآ.
حياة: انا وولادى السبب .
شريف: لا ياحياة ده عمرها ، يعنى كان ممكن جدآ تموت من غير حاجة ، وممكن كانت عربية تخبطها ، بس ربنا اراد تموت على ايده عشان يتعاقب على اللى عملوا فيكى السنين دى كلها.
حياة: محامى اهل سمر بيقول مش اقل من اعدام.
شريف: احسن ياشيخة ربنا ينتقم منه ، بقولك ياحياة كنت عايز اطلب منك طلب.
حياة: اتفضل.
شريف: كنت عايز نبدأ فى اجراءات الجواز ده لو انتى معندكيش مانع.
حياة: هو ده وقته.
شريف: ايوا وقته جدآ ، مش عايز اسيبك بين احزانك تانى ، ومش عايز خبر اعدام طارق يجى والولاد بعاد عنى ، عايزهم يكونوا اتقربوا منى وحسوا انى بعوضهم عنه.
حياة: انا اصلا مش هجيبلهم سيرة ، صعب جدآ اعمل فيهم كده فى السن ده.
شريف: مهما خبيتى هيعرفوا ، لازم نكون جاهزين لده ،
هو انتى موافقة ياحياة ولا رافضة عشان كده بتحاولى تجبيها فى اى حاجة؟
حياة: كل ده ومش عارف حقيقة مشاعرى ، ومش فاهم اذا كنت موافقة ولا رافضة ؟ ده انت طوق النجاة اللى انقذنى من الضلمة والعذاي اللى كنت عايشة فيهم.
شريف: انا معملتش اى حاجة لحد دلوقتى تخليكى تقولى كده.
حياة: من غير ماتعمل ، كفاية وجودك فى حياتى.
شريف: وانا اوعدك انك هتعيشى معايا اجمل ايام ، وهعوضك عن كل لحظة ألم ، ومش انتى بس ، حمزة وسما كمان ، الحمدلله ربنا رزقنى بولد وبنت حلوين اوى.
حياة: وانا متأكدة انك هتبقى احن عليهم من ابوهم.
شريف: طب وافقى بقى ياحياة ، انا تعبت والله ، مش كفاية عليكى بعد 8 سنين مانستكيش لحظة واحدة فيهم ، عايش بذكراكى وبفتكرك فى كل لحظة وكل موقف ، وقت الفرح بتمنى لو كنتى تبقى معايا وتفرحى معايا ، ووقت الاحزان كنت بتمنى لو اترمى فى حضنك انتى واعيط واطلع كل حاجة مزعلانى وانا حاسس بدفاكى وحنانك.
حياة: ده اللى مخوفنى.
شريف: يعنى طلعتى فعلا بتأجلى لسبب ؟
حياة: مش بالظبط بس مجرد خوف.
شريف: ايه اللى مخوفك وانا اطمنك.
ال مخوفنى انك تكون ، عندك حلم عايز تحققه معايا ، وانت شخص مابتتهزمش ولا بتيأس ، ودلوقتى بتحاول تحقق حلم سنين عدت وبس ، وبمجرد مانبقى مع بعض ، شعورك بيا هيبقى فاتر ، وتحس بالندم انك ارتبطت بواحدة ام لطلفين زيي ، ومش من مستواك.
شريف: كلامك كله غلط مالوش اساس مالصحة ، انا كبير بما يكفى انى اقدر افرق ، بين احساس انى بحاول املك الإنسانة دى بأى شكل ، وإحساس إنى عايزها فعلآ لإنى بحبها ، ومشتاق لقربها.
حياة: طيب ، انا موافقة بس بشرط.
شريف: أشرطى واطلبى زى مانتى عايزة ، والدنيا كلها تبقى تحت رجلك فى ثانية.
حياة: بشرط انك تجبلى ايس كريم دلوقتى ، نفسي فيه.
شريف: تصدقى ياحياة ، انك هتاكلى اول علقة من علقات الجواز قبل الجواز على ايدى.
حياة: ده انا اتهريت ضرب كفاية ، حرام عليك.
شريف بحزن: تتقطع ايده وايد كل راجل معندوش ذرة نخوة ، بيمد إيده على مراته ، وبيستضعفها.
________________________
الحلقة الثانية عشر.
حياة كانت بتلعب مع ولادها لما رن جرس الباب.
قامت وفتحت واتصدمت ان اللى واقفة قدامها تبقى ام طارق.
حياة: اهلا وسهلا اتفضلى.
ام طارق: مش هتطردينى ، وتشتمينى ، وتعملى كل اللى يشفى غليلك منى؟
حياة: ليه اعمل كل ده ، وانتى فى بيتى ؟ وكمان انتى جدة الولاد ، من حقك تيجى فى اى وقت عشان تشوفيهم.
ام طارق: كتر خيرك يابنتى.
وطت حياة صوتها خالص : على فكرة مايعرفوش حاجة ، ومش هقولهم.
ام طارق: هتدخلينى ؟
حياة: طبعآ ، إتفضلى.
دخلت ام طارق ، ولما شافوها حمزة وسما كانوا متضايقين ان مامتهم دخلتها ، ومن غير كلام دخلوا أوضتهم.
حياة: معلش أاا.....
قاطعتها ام طارق: متقوليش حاجة ، عندهم حق يعملوا اكتر من كده.
حياة: خير يا ام طارق، كنتى عايزانى فى ايه ؟
ام طارق: بصراحة طارق هو اللى باعتنى ، عايزك تروحيله فى زيارة النهاردة.
حياة: وانا ليه اعمل كده ؟ ، اكيد مش موافقة.
ام طارق: الله يخليكى ياحياة ويخليلك عيالك ، نفذيله اخر طلب ليه فى الدنيا.
حياة: اخر طلب ازاى ؟
ام طارق عيطت: اتحكم عليه بالاعدام ياحياة ، خلاص يابنتى راح منى ، وانا معنديش غيره ، بس انا وهو عارفين انه عقاب ربنا على اللى عمله فيكى ، والله يابنتى هو اللى كلمنى وطلب منى ، اجيبك وابهدلك واهد حيلك فى الشغل ، وانا رفضت ، بس قالى انك صوتى فالشارع ولميتى الناس عليه وضربوه وكنتى فرحانة ، ومابقاش بيأثر فيكى الضرب ، فعايز ينتقم بطريقة تانية.
حياة: حسبي الله ونعم الوكيل ، ولا حاجة ماللى قالهالك حصلت ، هو اللى جه ضربنى فالشارع وكنت بتألم وكاتمة الوجع جوايا عشان صوتى مايطلعش وكفاية منظرى وحش وانا بتضرب فمكنتش عايزة اصوت كمان ، والناس ال ضربوه لانه كان رايح يضرب واحد معملوش حاجة ، ابنك يستاهل اللى وصله ، ظلمنى انا وسمر معاه واللى هو فيه دلوقتى نتيجة طبيعية اوى.
ام طارق: انا عارفة وموفقاكى فى كل كلمة ، والغلط عليا انا انى ماكنتش بوقفه عند حده ، بس ربنا انتقملكم مننا احنا الاتنين ، وعشان خاطر عيالك تروحى وتقابليه لأخر مرة ، شوفى هيقولك ايه اكيد هيكلمك فى حاجة تخص ولادكم وورثهم.
حياة شدت انتباهها كلمة هتقابليه لأخر مرة ، وحسن ان ممكن ربنا عايزها تروح لسبب ما.
حياة: تمام انا موافقة.
ام طارق: كتر خيرك يابنتى ، يلا عشان مانتأخرش.
وفعلآ نزلت حياة وام طارق وراحوا يزوروا طارق لاخر مرة.
طارق: ازيك ياحياة ؟
حياة: الحمدلله.
طارق: شكرا انك جيتى.
حياة: العفو ، عايزنى فى ايه ؟
طارق: انا عارف ان اى كلام هقوله مش هيرجعلك حقك فاللى عملته فيكى ، بس ربنا بيجبلك حقك اهو دلوقتى ، وخلاص هموت ، وعيالى هيبقوا امانة فى رقبتك ، وكل اللى امتلكه ليكم.
حياة: انت جايبنى توصينى على ولادى !! انت مش واخد بالك ان كلامك مش منطقى خالص ؟
طارق: لا مش بوصيكى عليهم ، لانك انتى اللى كنتى بتصونيهم وتحافظى عليهم حتى منى ، انا جبتك عشان اطلب منك تسامحينى.
حياة: أسامحك !! وانا جيالك تخيلت انك ممكن تطلب اى حاجة ، بس ماتخيلتش ابدآ انك تطلب اسامحك ، وياترى بقى عايزنى اسامحك على الضرب ؟ ولا الشتيمة بأب وأم ميتين ؟ ولا تحب اسامحك على الإهانة فى الشوارع ؟ ، ولا اقولك اسامحك على الشك فيا بالزور والظلم ؟ ، ولا اسامحك على الخيانة ؟ ولا على الفضايح اللى كنت عايسة فيها ؟ ، ولا على شكلى المبهدل ولبسي اللى مابيتغيرش وطرحتى اللى اتهرت من كتر اللبس وعينى الوارمة ووشى المزرق اللى كنت بنزل بيهم كل يوم اوصل ولادك ؟ ولا على الشفقة اللى كنت بشوفها فى عيون الناس ؟ وشماتة ناس تانية ، اختار حاجة اسامحك عليها لإن انت حسابك تقيل اوى ، صعب يتمسح فى كلمة سماح
طارق: انا ندمت.
حياة: بعد ايه !! بعد ما قتلت واحدة غلبانة مالهاش ذنب فى حاجة عشان حبت تجيبلى عيالى وتطفى نار قلبى ؟؟
انت ماندمتش ، انت مضطر تعمل ندمان وتوبت لانك كده كده ميت ، ولازم تموت مش عليك ذنوب ، بس ده بعدك وربنا مابيضيعش حق حد انت دلوقتى بتتعاقب على قتلك لسمر ، انما حقى انا لسه عقابك عليه فى الأخرة ، وانا مش مسمحاك ياطارق ، فااااااهم ، مش مسمحاك، ولو بعد ماتموت بعشرين سنة افتكرتك هدعى ان ربنا ياخدلى حقى منك.
سابته حياة ، مصدوم من كلماتها ، كان فاكر طيبتها هتخليها تسامحه لما تشوفه فى موقف زى ده ، بس هى خيبت ظنونه ادتله ضهرها ومشيت وكان بيبصلها بأمل انها ترجع تقول سامحتك ، بس كانت مرارة ذكرياتها اقوى من انها تسامحه.
دخلت بيتها وفتحت موبايلها ولسه هتسيبه لاقيته بيرن ، بصت شافت رقم شريف.
حياة: ازيك ياشريف ؟
شريف: انتى تليفونك مقفول من بدرى ليه ؟؟
حياة: كنت بزور طارق.
شريف: انتى بتقولى ايه !! ازاى تعملى كده بدون اذنى ؟
حياة: هتبقى اخر مرة.
شريف: وليه اصلا تتصرفى كده ، ايه اللى غصبك ؟
حياة: بعتلى مامته ، وطلبت واتحايلت لحد ماوافقت ، لما عرفت انه اتحكم عليه بالاعدام.
شريف: مايغور فى داهية ، كان عايز ايه ؟
حياة: بيطلب اسامحه.
شريف: طبعآ سامحتيه ؟
حياة: لأ طبعآ مستحيل ، انا فكرته بكل ظلمه ليا وقولتله انه دلوقتى بيتعاقب على قتله لسمر ، بس عقاب اللى عمله فيا لسه فى الاخرة وهفضل طول عمرى ادعى عليه حتى بعد مايموت.
شريف: طب على فكرة ، انتى مش مديانى حقى خالص فى حاجة ، ولو حطانى فى اهتماماتك ، فى مقابلة كنا المفروض اتفقنا عليها وماتمتش وانتى اتشغلتى بولادك ورجوعهم.
حياة: لأ اتقابلنا ، ساعة لما كنت زعلانة على سمر .
شريف: لا مرة قبلها ، كنت هحكيلك فيها سيبتك ليه ، وطلقت نادين ليه.
حياة: تعالى نتقابل دلوقتى حالآ ، انا مخنوقة من الزفت طارق وعايزة انسى.
شريف: تمام يلا هجهز سلام.
حياة: هاااا ،احكى كل اللى عايزه.
شريف: انا هبدأ بإنى لما سيبتك مغدرتش بيكى ، ولا كنت عمرى نفسي نوصل لحالنا ده ، كنت اتمنى نتجوز بعض أيامها ، ونكمل مع بعض لدلوقتى.
حياة: امال ايه اللى حصل ؟
شريف: اكيد انتى فاكرة كويس ، رأى ماما فى علاقتنا ، بس الموضوع ماوقفش لحد رأيها وبس ، الموضوع اتطور لدرجة انها هددتنى بأذيتك لو استمريت معاكى ، وكان كلامها شديد وتهديدها صريح ، انا خوفت عليكى لانى ماكانش عندى حاجة اخاف عليها واحميها بروحى غيرك ، قولت هبعد شوية ولما ماما تشوف ان فعلا علاقتى بيكى اتقطعت ، هتنساكى وتشيلك من دماغها ، وغلطتى انى ماقولتلكيش ، وسيبتك تتعذبى واتعذب معاكى من بعيد.
حياة: الله يرحمها ، طب وطلقت ليه ؟
شريف: يعنى مش بتدعى عليها انها كانت السبب فى انفصالنا ؟
حياة: لا طبعآ ربنا يرحمها ، وانا مسمحاها على كل ده ، ها بقى طلقت ليه ؟
شريف: طيب ، انا جيبتك هنا النهاردة عشان سبب طلاقى لازم تعرفيه قبل مانتجوز.
حياة: خير قول.
شريف: انا مبخلفش.
حياة: بتقول ايه !!
شريف: دى الحقيقة.
حياة: ده شئ مايفرقش معايا فى حاجة واتمنى يكون بالنسبالك كده برضو.
شريف: عشان انتى معاكى اطفال ؟
حياة: لو ماكانش معايا ده رأيي برضو ، بتخلف مبتخلفش شئ لا هيزيدك ولا هيقلل منك.
شريف: كل يوم بتأكد اكتر ان اختيارى ليكى من الاول كان صح ، وتصميمى عليكى دلوقتى صح.
حياة: وانا بحبك فى كل حالاتك ياشريف ، ودايمآ كامل فى عينى مافيش حاجة هتنقصك ابدآ.
عدا اسبوع ، وكانت فيلا شريف بتستعد لإقامة كتب الكتاب فيها ، طلت عليهم حياة بأجمل إطلالة ليها ، كل اللى شافها وعرف اسمها ماكانش بيقول غير( الحياة حلوة اوى ) ، كان شريف لما بيسمع حد فيهم الغيرة بتشعلل فى قلبه ، بس بيرجع ويفتكر ان حياة النهاردة بقت ملكه هو وبس ، ومش هيفارقها تانى ابدآ مهما حصل.
قعدوا جنب المأذون اللى كتب كتابهم ، وساعتها بصوا لبعض ،نظرة فيها عدم تصديق ، نظرة بتقول ان كل ده اكيد حلم.
شريف: معقول حلم 13 سنة عدوا بقى حقيقة ، منهم 5 كنت معاكى وكل يوم بحلم تبقى مراتى ، ومنهم 8 ضاعوا وانتى بعيدة عن عينى ، بس ساكنة قلبى وشايفك بيه.
