رواية امراه لا تعرف المستحيل الفصل التاسع والعاشر بقلم مروه عبد الجواد

رواية امراة لا تعرف المستحيل

الفصل التاسع والعاشر

بقلم مروه عبد الجواد



البارت التاسع .

مد فتحي يده علي  نور وجذبها من  شعرها يجرجرها .

- بقي انتي تفضحيني كده قدام امك وتحكيلها علي اسرار اوضه النوم اللي بيني وبينك ، محدش قالك ان اسرار بيتك متخرجش بره باب الشقه .

-- والله مفضحتك دي  هي اللي شافت وشي متبهدل وسالتني .

جذبها يمينا ويسارا تاره من شعرها بشده .

--  حتى لو شافت وشك وارم ،  قولي لها وقعت .. اتخبطت .. اي حاجه انما انتي عايزه تبينلها اني مفترى  .

هزت راسها نافيه وهي تحاول ان تفلت من يده  .

-- ابدا والله انا معملتش حاجه هي اللي عرفت .

--   باقولك ايه  لو عايزه تعيشي في البيت دا  معززه مكرمه ، يبقى اياكي تحكي اي حاجه تحصل هنا لحد من اهلك ، سامعه ولا اعيد  الكلام تاني ، ودفعها بشده  على الارض .

نظرت الي الارض وهي تبكي وباسي .

-- حاضر ... حاضر  سمعت والله .

اقترب منها فتحي .

--  ايوه كده خليكي حلوه واسمعي الكلام علشان اتبسط منك واتعودي علي طبعي علشان مزعلكيش .


#####


وائل الشرقاوي صاحب اكبر مستشفي في الشرق الاوسط حاد الملامح قوي الجسد عريض البنيه ذات عيون عسليه حاده كعين الصقر .

يقف وائل الشرقاوي وامامه عدد من الدكاتره والمسؤلين ، قاطب حجبيه وبصوت مرتفع .

-- انا مقلتش قبل كده مواعيد العمليات لازم تبقي مظبوطه ، انا عايز اعرف مين المسؤول عن تاخير عمليه مدام ولاء ،  انا كلامي مبتسمعش ليه .

ردت الكتوره دره في محاوله تبرير لما حدث .

--  ترد دي ربع ساعه يا دكتور ، واللي اخرنا كده اني ادتهم اوردر بالتاخير ؛ لان بنك الدم مكنش فاتح علشان تدخل عمليات .

نظر وائل لها ببرود .

-- ربع ساعه .. وهز راسه وانت يا دكتوره اللي ادتيهم الاوردر .

ثم ارتفع صوته قليلا .

--  اه ماانتي  مش عارفه قيمه الوقت بتستهوني  بربع ساعه وبتقوليها بكل بجاحه ربع ساعه .

قطبت دره حاجبيها ونظرحولها فوجدت جميع الدكاتره والمسؤلين الموجودين ينظرون لها باحراج .

اردف وائل كلامه .

-- مااهو لو حضرتك مديره شاطره وعارفه شغلك مكنتيش قلتي كده واخدتي القرار الصح وانك تجازي المتسبب في الخطء ، انما حضرتك عالجتي الغلط بغلط اكبر منه ؛  لان التاخير دا آجل عمليه الشيخ عبدالمسعود لبكره  ،   اللي هو  جاي من السعوديه مخصوص   علشان يعمل عمليته هنا في المستشفي  اللي حضراتكوا فيها واما شخص بقيمه الشيخ عبد المسعود  ،  يجي اول مره هنا ويلاقي تاخير وتسيب ، عمره ماهيفكر يجي تاني ، علشان كده  مخصوم منك اسبوع والمسؤول عن بنك الدم مفصول   ويجي واحد تاني مكانه .

فانظر الاطباء لبعضهم بضيق .


واردف وائل حديثه مره اخرى .

-- مش هكرر كلامي تاني وانتم عارفين لما بعيد الكلام ايه اللي  بيحصل ،  لو كل واحد مالتزمش هنا باختصاصاته و بمواعيده يتفضل مع السلامه من دلوقتي ، واللي مش عاجبه كلامي ميورنيش وشه تاني .

صمت الجميع وهم ينظرون لبعضهم البعض .

واردف وائل  كلامه مره اخرى .

-- تمام .

وبدا بالانصراف ،وانصرف وراءه باقي الدكاتره والمسؤلين ، ماعدا دكتوره دره والدكتوره جيهان .


نظرت جيهان الي دره بضيق .

--  انتي ازاي تسكتي انه يخصملك اسبوع ، انتي ناسيه انتي مين ووضعك هنا في المستشفى   ايه  ووالدك يبقى مين ، وانه مش من حقه انه يخصملك ويهينك بالشكل دا ، دا والدك شريك في المستشفى  يعني زيك زيه .

ردت دره بضيق .

-- انتي اللي ناسيه ان وائل له حق الاداره ونصيبه اكبر من بابا .

رفعت جيهان احدي حاجبيها .

--   وايه يعني ، برده مش من حقه يخصملك ويهينك قدام الدكاتره بالشكل ده ، انا مش فاهمه انتي ازاي ساكته كده .

--  بضيق ، مش وقته يا جيهان انا مش ناقصه ،  نتكلم بعدين .

وتركتها وانصرفت .


..........


مر اسبوع علي زواج نور ، وقد ذهب فتحي الي عمله وعاد الي بيته عصرا فدخل شقته يبحث عن نور وبصوت مرتفع قليلا .

--  نور... نور .. انتي يابت .

خرجت نور  من المطبخ منهمكه بعباءتها ذات رائحه الطبخ .

--  نعم يافتحي .

--  انا داخل اغير هدومي حطي الغداء علشان جعان .

-- الاكل لسه على النار.

رد فتحي بضيق .

--  ليه  انا مش قايلك  على ميعاد رجوعي واجي الاقي الاكل جاهز ؛  علشان الحق انام ساعتين وانزل تاني الشغل ، ايه اللي اخرك كده .

-- الكهرباء كانت قاطعه ولسه جايه من شويه.

--  ضرب كف على كف،  وانا مالي ومال الكهرباء وانت بتطبخي على الكهرباء ولا هتاكليني على الكهرباء .

-- ما انا استنيت لحد ما الكهرباء جت علشان افرم الطماطم علشان الطبيخ .

رفع حاجبيه الاثنان معا ومسك شعرها وامال رأسها بقوه لاسفل .

--  استنيتي ايه بروح امك ،  وانتي  في بيت ابوكي محدش قالك ، ان  النور لما بيقطع تعصري الطماطم في المصفاه اللي انا شرهالك بفلوسي ، علشان تطبخي لجوزك اللي راجع تعبان من الشغل .

وشد شعرها بقوه .

حاولت نور ابعاد يده عنها . 

--  بالراحه يا فتحي ، نص ساعه والاكل يكون جاهز .

-- نصف ساعه ، وانا ايه اللي يخليني استني نص ساعه .

نور:  خلاص يافتحي براحه مش قادره حرام عليك ، سيب شعرى .  

--  حرمت عليكي عيشتك يابعيده ، انا لو اعرف الجواز هيبقي نكد كده مكنتش اتجوزتك ، بس هقول ايه  انتي  هتعرفي ده كله منين ما انتوا تلاقيكو مكنتوش  بتطبخوا الا مره كل شهر .

فابتعدت عنه نور بقوه ، ونظرت له بغضب .

--   لا احنا بنطبخ وبيتنا بيت اصول وكرم ، انت كنت اطول تجوز واحده زيي صغيره وانت قد ابويا ، علشان كده تلاقي مراتك طفشت منك .

اقترب منها وعينيه مليئه بالشر وانهال عليها ضربا .

--   وكمان بتردي عليا .

علت صرخات نور .

-- ابعد عني حرام عليك ، كفايه يامفترى .

--  علشان تبقى تردي عليا ، و تعرفي ازاي تعملي جوزك كويس مش انا مفترى  يا بنت   الاصول ،  انا بقي هربيكي من اول وجديد  وهعتبرك بنتي اللي بريها طالما اهلك مش عرفوا يربوكي .

وجذبها من مرفقها الي الارض وداس عليها بعده ضربات غلي جسدها  .

--  هنا غير بيت ابوكي تسمعي كلمتي ومسمعش منك غير كلمه حاضر ونعم ... حاضر ونعم وبس ياروح امك .

حاولت نور  ابعاده وبصراخ .

حاضر .. حاضر .

--  ايوه كده اتظبطي .

ثم تركها واتجه الي غرفه نومه ثم التفت لها مره اخرى .

-- ادخل انام مسمعش حسك ، اصحي الاقي الطفح اللي بتعمليه خلص سامعه ولا لا .

نظرت له وهي تبكي .

-- حاضر .. حاضر .


..........


تجلس فاطمه  في منزلها علي الاريكه في حيره وتنظر لزوجها .

-- انا قلقانه على البت يا سيد ، قلبي واكلني عليها ولا حس ولا خبر ، وكلل ما اروح الاقيها علي طول مكتومه كده مبتتكلمش ولا بتحكي ولا بتقول حاجه .

  --  دي بقالها اسبوع متجوزه ، عايزاها تقولك ايه يعني ولا تحكي في ايه ،  انتي مش كنتي لسه عندها من يومين .

-- اه بس مش هي نور اللي بتتكلم وتضحك وتهزر البت مكتومه كده انا حاسه بيها حاجه .

--  بنتك عايشه ومتهنيه وعايشه في عز ، انتي بس اللي قلقانه علشان بعيد عنك .

--  اصلك  يا راجل مشفتش وشها كان عامل ازاي ، يوم ماكنت عندها في الصباحيه جوزها كان مبهدلها ، وبعدها اروحلها علي مرتين الاقيها ساكته مبتتكلمش .

 --  مش كانوا  عرسان وقالك غصب عنه ، تلاقي بنتك اللي نرفزته اصلها بت مقاوحه وبتحب ترد مش بتريح نفسها .


--  لسه عرسان دلعها ويهنيها مش يضربها ويبهدلها .

-- بكره ياخدوا علي بعض وهو كان موتها يعني .

--  يخرب عقلك راجل وانت عايزه يموتها ياراجل .

--  مش تجبيلي سيره البت دي مش تفكريني دا لولا انها اتجوزت كنت موتها ورحت فيها اللومان  .

--  مافضناها سيره ياسيد هي حكايه ، انا هقوم اروح للبت اطل عليها.

-- ماتسبيهم ياوليه دول لسه عرايس  مكملوش عشر تيام  .

--   البت مكلمتنيش ولا  حتى على التليفون بقالها يومين وبتصل عليها مبتردش وانت من يوم فرحها مهنش عليك تروح تطل عليها وتباركلها . 

دخل محمود ووجهه في الارض سلامو عليكم .

نظر له سيد .

-- وعليكم السلام.

قاطعته فاطمه .

--  مالك حاطط وشك في الارض كده ليه  خير في ايه مش عوايدك .

جلس محمود  علي الكرسي ، وابتلع ريقه وباحراج .

 --  اصل شفت الواد اللي كنت شفته مع نور قبل كده.

قاطعه سيد بغضب .

--  عرفته مين وشفته فين.

نظرت فاطمه الي زوجها .

--  ما خلاص بقى ياسيد  البت اتجوزت عايز تعرف لايه .

ثم نظرت الي ابنها رادفه .

-- لايه السيره دي يامحمود . 

قاطعها سيد .

-- علشان اربيه وافش غلي فيه .

نظر محمود لوالده بتاسف .

--  لا ما هو قالي ميعرفش نور .

نظرت فاكمه الي ابنها باستغراب .

--  ميعرفش نور ازاي ، انت مش جيت قلت انك شفتها ماشيه معاه . 

ضحك سيد باستهزاء .

-- تلاقيه بيضحك عليك ،  علشان خاف منك لتديله علقه زي اللي خدها منك .

نظر محمود لوالده وهز راسه نافيا .

--   لا يا حاج انا شفته ووقفته و ضربته  فضل يحلفلي ، ويقول انه ميعرفهاش واول مره يشوفها فعاكسها لما لقاها ماشيه لوحدها لكن هي صدته ، ولما صدته مسك ايديها غصب عنها ، وان انا لما جيت شفته فعلا ماسك ايديها ،  وقال انه اول مره يشوفها وعمره ما شافها قبل كده وكان فاكرني بقطع عليه وعايز اشقطها منه ، مكنش يعرف اني اخوها .


نظرت فاطمه لزوجها بتاسف .

-- يا حبيبتي يا بنتي ظلمناكي ومش سدقناكي ، دي البت فضلت تحلفلي وتترجاني اسدقها  .

نظر سيد الي ابنه بتمعن .

--  انت متاكد يامحمود من الكلام دا .

هز محمود راسه بالموافقه .

--  اه والله يابابا ،  هو دا اللي حصل والواد فضل يحلف انه اول مره يشوفها كانت المره دي  .

قاطعه  سيد  بضيق .

-- وانت يا ابن الكلب مش عارف تتاكد الاول قبل ما تيجي تتكلم . 

نظرت فاطمه الي سيد .

--  ظلمنا البنت يا سيد ، اما اروح افرحها واقولها ان برائتها ظهرت .

--  لا تقولي ولا تعيدي اللي حصل حصل ، متفتحيش في القديم  يافاطمه .

-- ليه سيد بلاش اعرفها دي البت ياحبه قلبي نفسها اتكسرت بعد الموضوع دا .

-- هبص في عينيها ازاى ولا في وشها ازاي يا فاطمه وانا ظلمتها ، وخصوصا لما   جتلي  قبل فرحها بليله تبوس على رجلي علشان مجوزهاش وانا اعند معاها واقولها لازم اجوزكي عشان تتربى واذلكي طول العمر وتنكسري زي ماكسرتي ابوكي .

نظر محمود الي والدته بتاسف .

-- وانا اوريها وشي ازاي انا كمان ، وانا السبب في اللي حصلها .

هزت راسها باستياء .

-- معاكوا  حق .

ثم تذكرت عندما اخذتها الي الطبيبه كي تكشف عليها وتعلم هل هي عذراء ام لا ،  وعندما قالت لها نور انها لم تسامحها فيما فعلته بها .

-- ثم اردفت كلامها ، ولا قايله ولا عايده يلا الله يهنيها في جوازتها ويعوضها عن اللي حصل .


.........


يجلس امجد في مكتبه يضع مرفقه علي المكتب ويده علي راسه بعدما روي لكريم ما حدث مع ريهام .


رد كريم بضيق علي امجد .

--  انت اللي غلطان يا امجد ازاي تدخل الشغل في حياتك الشخصيه ، وبعدين هي رفضت تدخلك في حياتها اكتر من مره لاقيه لزمته انك تعمل كده في جوزها ، سيبهم يحلوا خلافتهم بنفسهم ، انت مش وصي عليها .

-- غلطان اني بدافع عنها واحميها .

قاطعه كريم .

-- تحميها من مين دا جوزها يعني اقرب منك ليها . 

قاطعه امجد بغضب .

محدش اقرب لريهام مني ، و هفضل وراها لحد ما اثبتلها وساخه جوزها .

--  تاني يا امجد بلاش احسن .انت كده بتكرها فيك مش بتقربها .

--  مكنتش عايز اصدمها في جوزها ، بس هي اللي اضطرتني لكده.

طرقت غاده الباب ودخلت المكتب تدخل .

--  انا خلصت شغل يا فندم .

رد امجد عليها .

--  تمام يا غاده اتفضلي روحي انتي .

نطرت غاده الي كريم .

انا كنت لسه هعدي علي حضرتك المكتب ، نفس المكان النهارده يا فندم ولا اتغير .

نظر كريمزالي امجد باحراج ثم عاود النظر الي غاده مسرعا . 

-- اه ... اه ....

قطب امجد  حاجبيه مستغربا ونظر الي كريم .

--  مكان ايه .

ردت غاده .

-- دي  الماموريه الجديده .

نظر امجد الي كريم .

--  ماموريه ايه .

نظر كريم الي غاده .

-- روحي انتي يا غاده دلوقتي .

ردت غاده باستغراب  .

--  حاضر يا فندم .

وبدات  بالانصراف ..

عاود امجد النظر الي كريم بتعجب  .

-- في ايه كريم وماموريه ايه دي .

-- بعدين هبقي احكيلك .

قطب امجد حاجبيه  بجديه .

--  كريم في ايه وماموريه ايه ، احنا هنهزر في الشغل ولا ايه .

رد كريم بخجل .

--  الصراحه ،  انا كنت عايزه اقرب من غاده ، وزي ما انت شايف بتصدني دايما ،  فقلت اقولها في ماموريه سريه و عناصر اجراميه لازم نراقبهم و كده يعني ، وبقابلها بالحجه دي .

ضحك امجد بصوت مرتفع .

-- وعمال تنصحني .... وبلاش ندخل الشغل في حياتنا الشخصيه .. وابعد عن ريهام  .. هي مش عايزاك .. وشوف غيرها .. وانت طلعت انيل مني .

-- اعمل ايه الحب اعمى .

--   طب اشرب بقى.



امراه لاتعرف المستحيل ( لعبه الحياه ) 

البارت العاشر


طرقت فاطمه الباب علي شقه ابنتها .

-- افتحي يانور .

سمعت  صوت والدتها  فدارت وجهها ببعض خصلات شعرعا واظهرته الي الامام ؛ لكي تداري علامها الضرب الواضحه عليه هاتفه .

-- حاضر .

فتحت الباب لوالدتها ودخلت فاطمه وهي تنظر لها 

-- اذيك يانور .

ثم لمحت اثار علي وجهها وابعدت شعر نور علي وجهها ، فابتعدت نور عن والدتها  وجذبت شعرها علي وجهها مره اخرى ، اردفت فاطمه كلامها .

-- يا لهوي يا بنتي ايه اللي في وشك كده .

حاولت نور الهرب من حديث  والدتها واشارت لها بالجلوس علي الاريكه .

-- تعالي اقعدي ياماما ، تلاقيكي تعبانه من الطريق .

جلست نور علي الكرسي فاقتربت فاطمه منها وجلست علي الاريكه .


-- ايه اللي في وشك دا يابنتي .

ردت نور ببرود .

-- مفيش يا ماما انا وقعت اتخبطت في الدولاب.

--  اتخبطتي ، وريني كده .

مدت فاطمه يدها ورفعت شعر نور من علي وجهها ورفعت اكمام العبائه التي ترتديها نور فشاهدت يدها عليها بعض اثار الضرب .

ثم اردفت كلامها ، دا  مش خبط ابدا ولا دي واقعه ، هو ضربك تاني .

بكت نور .

-- لا يا ماما وقعت .

-- عظيم تلاته دي ما واقعه هو انا مش بشوف انتي بتخبي عليا ولا هو قايلك مش تحكيلي على حاجه .

نظرت نور الي والدتها وهي تبكي .

--   خذيني معاكي يا ماما انا تعبانه قوي .

--  في ايه احكيلي ، ايه اللي حصل لو محكتيش لامك هتحكي لمين .

-- كل يوم والثاني ضاربني ومبهدلني على اتفه الاسباب شتيمه وضرب ما بقتش مستحمله خذيني معاكي ياماما .

ثم مدت يدها الي والدتها وهي تتوسل اليها بدموع .


نظرت لعا فاطمه .

--   ياقلب امك معلشي يا بنتي ، قلبي بيتقطع عشانك انا الود ودي اخذك معايا ، بس الناس هتقول ايه سابت بيت جوزها بعد اسبوعين جواز اصبري يا نور ، وهاوديه وشوفي ايه بيريحه واعمليه ، معلش يا بنتي اصبري خراب البيوت مش بالساهل .

-- مش قادره يا ماما ...مش قادره ... انتي مش شايفه انا متبهدله ازاي .

-- انا هخلي ابوكي يكلمه معدش يمد ايده عليكي تاني .

قاطعتها نور .

-- لا يا ماما ..  لا..  بلاش .

--  ليه يا نور .

--  لو عرف اني قولتلك حاجه هيبهدلني .

--  لا حول الله يا رب ، ربنا يهديه الكي يا بنتي انا عارفه ده كله كان مكتوب لك فين .


.........

يقف وائل الشرقاوي في قاعه المحاضرات وهو يشرح مادته فيرمق  طالب وطالبه يتهامسان فشاور على الطالب 

-- انت .

-- انا يا دكتور .

--  اه  انت واللي جنبك تقف معاك .

--  وقفت الطالبه بتردد .

--  بره المحاضره .

--  ليه يا دكتور انا عملت ايه .

-- انا قلت بره المحاضره انتو الاثنين .

ردت الطالبه .

--  بس يا دكتور معملتش حاجه و كنت مركزه مع حضرتك ،  واقدر اقول لحضرتك  كنت بتشرح  تقول ايه.

نظر وائل لها .

-- محدش قالك ان في حاجه اسمها الاحترام  ....احترام المكان اللي انتي فيه والدكتور اللي واقف بيشرح ولا حضرتك بتتناصحي عليا انك مركزه وبتتكلمي في نفس الوقت  ، كلمه ثانيه وهححرمكم تدخلوا محاضراتى وانتم عارفين كنتم بتعملوا ايه ، اطلعوا بره .

فخرج  الطلبان بهدوء .

واردف وائل حديثه  موجه الي باقي الطلبه .

اي شخص هيتكلم في محاضراتي  ، هيتحرم انه يدخل تاني المحاضرات الكلام موجه للجميع .

وبدا يكمل شرح مادته .


..........

تجلس ريهام في الليفنج هي وبناتها يشاهدا التلفاز ، خرج رافت من غرفته وهو يرتدي ملابس الخروج ونظر الي ريهام .

-- انا خارج ياريهام .

فنظرتةريهام الي ساعه الحائط ، ثم عاودت النظر له مره اخري .

--  الساعه ١١ انت هتطلع لوقتي .

--  ضحك بسخريه .

-- انت هتمسكيلي الساعه .

-- لا لكن الوقت تاخر هتروح فين دلوقتي ، تعالا اقعد معانا انا والبنات .

ردت جني .

اه يابابا تعالا اتفرج معانا علي التلفزيونوفي فيلم جديد حلو اوي .

لم يابه رافت لكلام جني ونظر الي ريهام .

--  انا مش بستاذن منك انا بعرفك ، واروح فين دي مش شغلتك .

ثم تركها وخرج .

تمتمت ريهام ربنا يهديك يارافت ليا ولبناتك وبيتك ، ثم نظرت الي بناتها يلا بقي علشان   تدخلوا تناموا الوقت اتاخر .

نظرت لها منه وهي تضع يدها علي فمها تتاوب .

-- انا خلاص فصلت هدخل انام .

نظرت جنه الي والدتها .

-- لا انا عايزه اتفرج علي التليفزيون .

ابتسمت ريهام لجني هنشوفه بكره في الاعاده ، انما دلوقتي كلنا هندخل ننام .

حملت ريهام جنه لتدخلها غرفتها ونظرت الي منه يلا ياحببتي .

وادخلتهم غرفه نومهم ، ثم سمعت صوت جرس هاتفها 

في الليفنج ، نظرت لبناتها .

-- التليفون بيرن هروح اشوف مين ليكون حد من حالات العياده في حاله طارئه ولا حاجه .

فهزوا راسهم بالموافقه .

تركتهم ريهام وخرجت تجاه الهاتف والتقطته فوحدت المتصل امجد ،  تتمتم بصوت منخفض .

--  امجد .. عايز ايه تاني .

فانطفا الهاتف وعاود الاتصال مره اخرى ، فلم ترد ريهام ، واذ بصوت مسج الرسائل علي الهاتف .

فتحت الرساله وشاهدتها ( جوزك رايح دلوقتي بيت عشيقته صوفيا  ولو مش مصدقاني ده العنوان ...... تقدري تروحي وتتاكدى ) 

قطبت  ريهام حاجبيها  وهي تشاهد المسج وتمتمت بصوت منخفض 

--  عشيقته مش معقول... اكيد امجد بيقول كده علشان يضايقني ....

- اممم طب ما تروحي تتاكدي يا ريهام ... 

--ازاي اروح مكان معرفوش ....

-  ولا خايفه يكون كلام حقيقي...

-- فابتلعه ريقها لا اكيد مش حقيقي ، هو اكيد رايح يقعد مع احد من الصحابه ...متخليش شويه كلام فاضي يخرب بيتك ، انت عارفه امجد عايز يعمل مشكله بينك وبين جوزك.

-  اه صح اكيد امجد كداب وعايز يوقع بيني وبين رأفت .


.......


فتحت صوفيا الباب ودخل رافت مبتسما .

-- وحشتيني ياحب .

ودخل واغلق الباب خلفه .

--  كنت فين بقالك كام يوم ، اتصلت عليك مبتردش .

جلس رافت  في الانتريه ونظر لها .

-- ايه وحشتك .

اقتربت صوفيا منه وجلست بجواره .

-- طبعا وانا اقدر استغني عنك .

-- وانتي وحشتيني قوي .


.........

تجلس فاطمه تضع يدها علي خدها وتنظر الي زوجها وهما جالسان علي الاريكه امام الناصبه .

--  البنت وشها وجسمها كله متبهدل يا سيد ، صعبت عليا اوي ،  وهي بتقولي خذيني معاكي ، البنت الصغيره على البهدله دي مش كفايه واخذه واحده واحد قد ابوها  .

--  متقلبيش عليا يا فاطمه انا فيا اللي مكفيني  من ناحيتها ، انا هاروح اكلمه وابهدله معدش يمد ايده عليها .

اشارت له فاطمه بيدها نافيه ،  لا اوعه البنت حلفتني ما حد يكلمه ليضربها تاني .

-- طب هكلم متولي يكلمه يخف علي البت شويا .

-- لا يا سيد مش عايزين نعمل مشاكل معاه  فيروح يبهدل البت .

--  امال اعمل ايه شورى عليا انا شايل هم البنت اللي اتبهدلت بدرى دي .

--   نصبر شويه يمكن حاله ينصلح وربنا يهديه ، انا كلمتها وقلتلها تهادوه  وتسمع كلامه ،  هما برده لسه  متجوزين جديد  مش واخذين على بعض واهي تعرف طباعه ايه .

.........


تستلقى نور في استقبال مستشفي حكومي غائبه الوعي ، و الطبيب والممرضه يقومون باسعافها .


يخرج الطبيب.

-- انا هاكلم القسم . 

يقطب فتحي حاجبيه .

-- ليه يا دكتور بوليس ليه .

-- دا ضرب مبرح و بدايه ارتجاج في المخ ، و لازم ابلغ .

--  ضرب ايه بس يا دكتور دي وقعت من على السلم.

--  لا دا ضرب مش واقعه من   على السلم وبعدين انت خايف ليه لما الضابط يجي هيسالها ، وهي تقول بقى سلم ولا ضرب ، انت قلتلي انك جوزها ، صح 

تلعثم فتحي .

-- آآ .. اه  جوزها .

نظر له الطبيب بتهكم .

--  اه  .

وتركه وذهب ، تمتم  فتحي بصوت منخفض .

-- يادي المصيبه بوليس و  ظابط .

دخل غرفه الاستقبال ووجد نور نائمه ، خاول افاقتها وناداها .

-- نور .. يا نور البت ماتت ولا ايه ، ثم مد يده ووكزها في كتفها فلم تستجيب له ، واردف كلامه .

-- ٠ انا همشي قبل ما الشرطه تيجي .

خرج من الغرفه وتلفت يمينا ويسارا ، ثم خرج مسرعا تجاه باب الخروج .


.........


تقف احدى الممرضات مع الاخرى في مستشفى وائل الشرقاوي.

-- شفتي اللي حصل.

--  اه يا ختي شفت بس ازاي الدكتوره دره تسكت كده .

-- ضحكت بسخريه ، اصلها بترسم على تقيل يا بت انتي مش واخده بالك ولا ايه .

--  ازاي مش فاهمه .

-- بترسم على الدكتور وائل ، عايزه تكوش علي الراجل بالمستشفي باللي فيها .

--- ضحكت هي الاخري ، اه قولتيلي علشان كده متكلمتش ولا ردت عليه .

--   الكل عارف انها هتتجنن عليه ، بس هو ولا معبرها ولا سائل فيها ولا في غيرها .

--  يا اختي هو بعبر احد اصلا يا اللي ما شفته يبص على واحده ، ثم ضحكت بخبث ، يمكن مالوش في الستات .

-- ضحكت الاخرى يخربيت   عقلك اسكتي يا بت هتودينا في داهيه ،  بس ولا دكتور قدر يتنفس ولا يتكلم قصاده .

-- هو في حد يقدر يتكلم بعد دكتور وائل ، ولا يتنفس قصاده ، انتي فاكره لو حد مشي من المستشفى هياخد ربع اللي بياخده هنا ،  الشهاده لله الدكتور وائل بيدي المرتبات هنا اضعاف مضاعفه من المستشفيات التانيه ، في شغل كتير هنا اه بس الفلوس والمرتبات كبيره عن اي مستشفي بره .

--  علشان كده محدش يقدر يتنفس ولا يتكلم امال ايه بس برده ، هو بيتكلم في الصح لكن مضيقها شويه ومحبكها شويتين .

--  طب يلا يا ختي على شغلك قبل ما ينطلنا ويخصملنا احنا كمان .

-- على رايك مش ناقصين ، اما اروح الف على العيانين .


............


تجلس جيهان مع دره في مكتبها .

-- وبعدين يا دره هتفضلي ساكته كده كثير .

-- مش عارفه اعمل ايه يا جيهان،  كل ما احاول اقربله  يصدني ، جربت معه جميع المحاولات مفيش فايده .

--  يمكن في حد تاني .

-- يا ريت لو في حد تاني كنت ارتحت وعرفت ، لكن هو  من ايام الجامعه وكل ما واحده تقربله يصدها .

--  ضحكت ، اه فعلا كان مجنن البنات كانوا هيموتوا عليه  وعلي تقله ، لكن هو مكنش   شايف حاجه غير المحضرات والمذاكره  ، علشان كده طلع الاول على الدفعه واشتغل دكتور في الكليه ، ومكتفاش بكده دا اشتغل في المستشفى هنا ، لحد ما اشتري اكتر من نصها من والدك .

--  بمجهوده ياجيهان المستشفى مكنتش كده هو اللي كبرها وطورها وخلي  اسمها مسمع في مصر والخليج دول بيجوا مخصوص علشان اسمه  ، هو فعلا يستاهل .

--  انت مسالمه ليه كده مش عادتك يعني ،  انتي لما  بتعوزتي حاجه بتعمليها وبتخديها ،  انا مش فاهمه لحد دلوقت  ازاي مش قدرتي تجيبيه و توقعيه .

-- بحبه قوي يا جيهان وهو ولا هنا ولا حتى حاسس بيا ثم تتنهد .

--   انا مش مسدقه ، دا انتي كنتي مدوبه شباب الجامعه فيكي ، مش قادره عليه ازاي .

-- اعمل ايه وائل غير اي شاب قابلته او عرفته  .

--  طيب اجمدي كده علشان الدكاتره هنا بدوءا يحسوا انك بتحبيه وهو مطنشك .

قطبت دره حاجبيها .

--  وهما مالهم انا محدش يقدر يجيب سيرتي دا  انا ارفدهم كلهم قوليلي مين دا اللي جاب سيرتي  .

--  محدش جاب سيرتك لكن الكل بدا يلاحظ ، انا قلت انبهك مش اكتر ، انا  هقوم اشوف شغلي ، اصل الدكتور وائل زمانه على وصول .

و بسخريه اردفت كلامها .

-- ليخصملي انا كمان .

-- بتتريقي  ، طيب روحي بدل ما انا اللي اخصملك .


..........


دخلت فاطمه علي في  غرفه المستشفى ، وخلفها سيد و محمد.

وضعت فاطمه يدها علي صدرها .

--  يا لهوي يا بنتي مالك ايه اللي  حصلك ، في ايه يا بنتي.

اتي سيد ونظر لها وهي مستلقيه ووجهها وجسدها به كدمات .

-- في  ايه يا نور انتي عملت حادثه ولا ايه يابنتي .

نظر لها محمد بتعجب .

-- الف سلامه عليكي  ، مالك يا نور ايه اللي حصل وجوزك فين .

تطلعت لهم نور وسط الامها واهاتها وهي تبكي لم تعلم هل تبوح بما حدث لها من زوجها الخسيس وما فعله بها فان اعترفت لاهلها ، هل   سيقفون بجوارها ويساندونها امامه ؟!  ام تكتم الامها وتصبر وتتاقلم  كما قالت لها والدتها  ، هتفت نور ........


                 الفصل الحادي عشر من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات