روايةلعنة العشق
الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون
الفصل الحادي والعشرون
قال صديق بعينين تلمعان بالنصر:
آدى أيهم وجورى وحكايتهم خلصت خلاص..طلقها وأهى مرمية فى المستشفى..ومهيب كمان هتروحله رسالة بكرة تعرفه حقيقة مراته وإزاى طلع أكبر مغفل لما ضحكت عليه ..ما فاضلش غير أدهم ودى حكايته حكاية والحل الوحيد عشان أوجع راجى فيه انى أموته ياعلية
قالت علية بخوف:
لأ ياصديق..كله إلا الموت..أنا صحيح عايزة أنتقم من أخويا فى عياله وافرقهم عن اللى بيحبوهم زى ما هو فرقنى عنك..صحيح نفسى أكسر قلوبهم زى ما كسر قلبى..لكن توصل للقتل..لأ طبعا..مستحيل
اقترب منها صديق يمسك يدها قائلا:
اسمعينى وافهمينى كويس..أدهم مبيحبش مراته زى ما قلتيلى واجوزها عشان ولاده..لو فرقته عنها مش هينكسر..موته بقى هيكسر ضهر راجى..ده غير ان ثروته هتتقسم عل اتنين مش تلاتة وانتى بقى ساعتها تخلى بنتك تشد حيلها وتتجوز مهيب ..والفلوس كلها تبقى فى ايدك
قالت علية بتردد:
بس.....
وضع اصبعه على شفتيها قائلا:
من غير بس..انتى عمرك مشيتى ورايا ومكسبتيش؟
نظرت اليه تهز رأسها نفيا كالمغيبة..ليبتسم مستطردا وهو يقول:
يبقى تمشى ورايا المرة دى كمان وأوعدك انى هحققلك انتقامك
اومأت برأسها ايجابا ليقول:
جهزى نفسك عشان نظبط المسائل..وننفذ الخطة
نظرت اليه بحيرة ليسحب اصبعه من على فمها وهو يفرك اصبعيه السبابة والإبهام وهو يقول:
الفلوس ياحبيبتى.ظبطينى عشان اظبط الدنيا
ابتسمت وهى تتجه لحقيبتها وتفتحها لتخرج منها مبلغا من المال الذى يحتاجه لتنفيذ خطته الجهنمية
*********
قال عادل بصدمة:
لأ اهدى كدة وفهمينى بالراحة
قالت سوسن من وسط دموعها:
زى ما قلتلك..واحد اتصل بجورى وقالها ان أيهم وعاصم بيتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتبه..جريت هى على المكتب فملقتش غير الدكتور عاصم اللى نفى الكلام ده..ولما قامت تروح لأيهم البيت لأنها مش عارفة توصله بالفون..داخت وكانت هتقع..دكتور عاصم لحقها وسندها..ودخل أيهم ساعتها وافتكره حاضنها..طبعا اتهمها بالخيانة وبكل غباء طلقها
نظر لها بعتاب لتقول متلعثمة:
قصدى يعنى..المهم..هو خرج من هنا وهى أغمى عليها..و
فجبناها المستشفى علطول..الدكتور حمدى قال ان دمها كان فيه نسبة مخدر كبيرة..وانها كان ممكن تروح فيها..بس الحمد لله ربنا ستر..بعد ما فاقت افتكرت أيهم وطلاقها منه وكلامه ليها..جالها انهيار عصبى والدكتور ادالها حقنة مهدئة ومن ساعتها وهى نايمة
ثم صمتت لثانية لتتمالك نفسها وتأخذ نفسا عميقا ثم تقول بمرارة:
أنا معرفتش أعمل ايه..لو اتصلت بطنط نوال..ممكن يجرالها حاجة لما تعرف باللى عمله أيهم..ومش هعرف آخدها عندى لأنى ساكنة فى بيت مغتربات زى ما انت عارف..مكنش أدامى غير انى اكلمك تيجى تقولى اعمل ايه ياعادل
ربت عادل على يدها بحنان قائلا:
اهدي بس واطمنى..انا هتصرف
قالت فى حيرة :
هتعمل ايه؟
قال فى هدوء:
هتاخدوا يومين أجازة من الجامعة وتسافروا شرم..هتقعدوا فى شقتى اللى هناك..منها جورى تريح أعصابها على ما اشوف المجنون التانى ده وأتصرف معاه..ومنها مامتها بردو متحسش بحاجة لغاية لما نصلح الأوضاع..قومى اتصلى بيها وقوليلها ان وراكم بحث يخص الجامعة واضطريتم تسافروا فجأة عشان تلحقوا تخلصوه..وانا هفهم أيهم اللى حصل ونحصلكم على هناك
قالت سوسن بحزن:
تفتكر هيصدق كدة بسهولة..وحتى لو صدق تفتكر جورى هتسامحه بالبساطة دى؟
ربت على يدها قائلا:
احنا هنعمل اللى علينا والباقى على ربنا
قالت سوسن:
ونعم بالله
ثم نظرت اليه بحب مستطردة:
ربنا يخليك لية ياعادل..مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه..
ابتسم وهو ينظر الى عينيها قائلا بمشاكسة:
كنتى هتعملى صينية بطاطس
ابتسمت فاستطرد قائلا:
أيوة كدة فكيها ومتشيليش هم..يلا قومى كلمى مامة جورى ..واعملى اللى قلتلك عليه
قاطع كلامهم صوت عاصم يقول بارتباك:
احم..انا اسف لو كنت قاطعتكم بس غصب عنى سمعت كلامكم..والحقيقة انا عندى شك فى حاجة لو طلعت صح ..ممكن عن طريقها نثبت براءة جورى أدام أيهم
نظر اليه عادل بتساؤل لتقول سوسن:
الدكتور عاصم ياعادل..
ثم نظرت الى عاصم قائلة:
وده عادل صديق أيهم
نظر لها عادل باستنكار لتقول بخجل:
وخطيبى
قال عاصم:
الف مبروك
ابتسم عادل قائلا:
الله يبارك فيك..لو ممكن حضرتك بس توضحلى اكتر ازاى ممكن نثبت براءة جورى
عدل عاصم من وضع نظارته الطبية وهو يقول:
الحقيقة انا شاكك ان حد بيحاول يفرق بين جورى وأيهم والدليل على كدة المكالمة اللى جاتلها..والمخدر اللى اكيد اتحط فى عصيرها..ده غير وجود أيهم فى مكتبى فى اللحظة دى بالذات..يعنى لو وصلنا لعامل البوفيه وضغطنا عليه شوية..ممكن نعرف مين اللى وراه..ولا ايه رأيكم؟
قالت سوسن فى أمل:
والله فكرة..
لتصمت وهى ترى نظرة عادل الزاجرة لها وليلتفت عادل بعدها لعاصم قائلا:
كلامك منطقى جدا يادكتور..وانا معاك نروحله حالا .. واهو بالمرة نضرب الحديد وهو سخن؟ولا ايه؟
اومأ عاصم برأسه لتلتمع عينا سوسن وداخلها ينمو الأمل فى اظهار براءة صديقتها وإرجاع المياه لمجاريها بين جورى وأيهم
**************
قالت ديالا بحدة:
قلتلك ياماما..مفيش فايدة.. لسة بيحبها..مش قادر ينساها حتى بعد ما عرف انى حامل لسة بيحنلها ومش قادر يبعد عنها..أنا تعبت ياماما..بصراحة الجوازة دى معدتش جايبة همها..مهيب مزنقها علية اوى ..والدكتورة بقت طماعة ومعنتش عارفة أكفيها فلوس منين..بتهددنى انها هتقول لمهيب انى مبخلفش وانى مثلت عليه انى حامل
صمتت ديالا وهى تسمع صوت آنية تكسر لتلتفت ببطئ وصدمة تخشى ما ستراه لتتسع عينيها وهى ترى مهيب يقف جامدا تتقافز شياطين الدنيا على وجهه لتزدرد ريقها بتوتر وهى تغلق الهاتف قائلة بخوف:
مهيب
اقترب منها مهيب ببطئ قائلا بنبرات أثارت القشعريرة بجسدها:
أيوة مهيب..مهيب اللى اتخدع فيكى وصدقك..مهيب اللى بيتمنى انه لا كان شافك ولا عرفك ولا دخلك حياته يامجرمة
أنهى كلماته وهو يصفعها بعنف لترتمى على الأرض تبكى..نظر اليها باحتقار قائلا:
تعرفى لما سمعتك انبارح بتقولى لصاحبتك انك اتجوزتينى عشان تحرمى مايا من حبيبها زى ما حبيبك حبها واتحرمتى منه..عرفت انك انتهيتى بالنسبة لى..ورغم انى كنت عايز اموتك بس خفت على ابنى اللى فى بطنك ومقدرتش اعملك حاجة.. بس الحمد لله ان ربنا كشفك وعرفت حقيقتك..ظهر غشك وكدبك وأرفك بس خسارة انى أضيع نفسى وأوسخ ايدى بدمك..وكفاية عليكى ارميكى من حياتى للأبد....انتى طالق ياديالا..طالق ..طالق
ليتركها منهارة ويسرع الى حجرته ليلملم أشياءه وهو يتصل ليحجز على اول طائرة مسافرة للفيوم..ليعود الى حبيبته مايا
صدر صوت رسالة آتية من جواله..ليفتح هاتفه ويجدها رسالة من رقم غريب..قرأ نصها الذى يقول
"مراتك بتخدعك..هى أصلا مبتخلفش....اتأكد من الدكتورة لو مش مصدقنى..بالشفا يامغفل"
نظر الى الرسالة يقرأها مرة أخرى..ليقول بمرارة:
انا فعلا مغفل عشان سبت جوهرة وبدلتها بواحدة مزيفة الكل كان عارف حقيقتها الا انا
ليصرخ بندم:
إلا أناااا
***********
كان أدهم يمتطى جواده رعد..يتنقل به بين جنبات المزرعة..يتأمل بهدوء ماحوله..تشرد أفكاره الى من شغلت عقله وملكت قلبه..وجعلته يسهر الليالى فقط ليتأمل ملامحها الجميلة النائمة كالملاك البرئ..يتذكر ضحكاتها..غمازتيها الرائعتين..لمساتها له خلال نومها وتمرير يدها كالقطة على صدره .. تثير فيه أعتى المشاعر حتى انه يضطر لأخذ حمام صباحى بارد كل يوم ليطفئ شوقه اليها..انه يرغبها..يعشقها..يود لو يحول زواجهم الصورى لحقيقة واقعة..يود لو يغمرها بعشقه ولكنه يخشى رفضها..ويخشى ايضا موافقتها فقط كى ترد له الجميل..يراها سعيدة بوضعهما كما هو..نعم يرى منها فى بعض الأحيان نظرات تدل على عشقها ولكنها تخفيها بسرعة فيتخيل انها فقط اوهامه..أفاق من أفكاره على صوت صهيل جواده..ليربت على عنقه مهدئا اياه وهو يقول:
هش..اهدى يارعد
ليصهل الجواد مجددا..ويشعر أدهم بتوتره لينظر حوله بسرعة يحاول أن يجد سببا لقلق جواده ليسمع صوت اطلاق النار ليرتفع الجواد ملقيا بأدهم أرضا ..تأوه أدهم من الألم ليسمع اطلاق النار مرة أخرى..ويرى جواده يخر صريعا على الأرض..اندفع أدهم اليه ليرى جرحه ينزف بغزارة ليقول بألم:
رعد ..اهدى أنا...
ليصمت وهو يرى دمعة نزلت من عين جواده ليغلق بعدها عينيه الى الأبد..ليصرخ أدهم بلوعة:
رعد.
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
👇22👇
وقف أيهم فى مكانه الذى يذهب اليه كلما شعر بضيق..كان ينظر الى النيل شاردا فى افكاره..يشعر بأنفاسه تغادره ببطئ وبروحه تسحب منه.. أحس بيد توضع على كتفه ليلتفت ويرى صاحب تلك اليد ليجده صديقه عادل..التفت مجددا ناظرا الى النيل وهو يقول فى ضيق:
ايه اللى جابك دلوقتى ياعادل؟..من فضلك سيبنى..عايز أقعد لوحدى
وقف عادل الى جواره ينظر الى النيل بدوره قائلا:
اللى جابنى غبائك ياصاحبى
عقد أيهم حاجبيه قائلا بغضب:
عادل انت اتجننت؟
نظر اليه عادل قائلا بهدوء:
انت اللى اتجننت لما ظلمت انسانة بريئة من غير ماتتأكد وخسرتها بتسرعك وغبائك
جز أيهم على أسنانه وهو يمسك عادل من ياقة قميصه قائلا بغضب:
تعرف لو مكنتش صاحبى..كنت وريتك الغباء شكله ايه
ثم تركه واتجه ليغادر المكان ليقف مصدوما من وجود عاصم أمامه يقف فى توتر.. ليخرج من صدمته ويتجه اليه فى غضب قائلا:
انت ليك عين تورينى وشك ياحقير..ياجبان
ليلكمه بقوة فى وجهه ..ثم كاد ان يلكمه مرة أخرى لولا أن كبله عادل يمنعه من التعرض له مرة اخرى..قال عاصم وهو يفرك فكه بألم:
انت ظالنى وظالمها على فكرة..جورى بريئة
قاوم أيهم عادل وهو يحاول الافلات منه قائلا لعاصم بعصبية:
اخرس خالص مش عايز أسمع صوتك ولا عايز أسمع اسمها ..ابعدوا عنى بقى وسيبونى فى حالى
قال عادل وهو يلهث من محاولات أيهم الافلات من قبضته:
اسمع منه بقى..جورى بريئة زى ما قالك ومعانا الدليل على برائتها..والله العظيم جورى بريئة
توقف أيهم عن الحركة تماما وهو ينظر الى عادل فى صدمة..ليومئ عادل برأسه مؤكدا على كلامه..قال عاصم بثبات:
اسمع التسجيل ده..ولو مش متأكد احنا مستعدين نجيبلك عم صالح عامل البوفيه لغاية عندك يأكدلك كلامه
عقد أيهم حاجبيه وكلمات عم صالح تنساب الى أذنيه من خلال تسجيل الهاتف لتصيبه بصدمة كبيرة:
**والله يابهوات هقولكم على كل حاجة بس أبوس ايدك يادكتور عاصم بلاش البوليس أنا عندى عيال ولو انا اتسجنت هيتشردوا..انا مش حمل بهدلة وانا فى السن ده
قال عاصم:
قول ياصالح..متخافش..مش هنعملك حاجة ولا هنبلغ البوليس
ابتلع صالح ريقه قائلا:
فيه راجل كبير جالى وقالى احط برشام فى عصير الست جورى وأدوبه كويس وأدهولها فى ايدها ولما رفضت هددنى يخطف حد من عيالى..وانا مش أد الناس دى..خفت على عيالى يادكتور..الضنا غالى**
أغلق عاصم التسجيل وهو ينظر الى ملامح أيهم الشاحبة ليكمل قائلا:
بص ياأيهم فى اليوم ده جه تليفون لجورى من واحد بيقولها ان انا وانت بنتخانق فى مكتبى..جريت طبعا على مكتبى ملقتش حاجة م الكلام ده..ولما لقيتها مرعوبة ولون وشها مخطوف طلبتلها عصير ..وهى قايمة تجيلك داخت وسندتها ساعة ما انت دخلت..هو ده كل اللى حصل وربنا شاهد علية
قال أيهم بنبرات منهارة:
انتوا عارفين ده معناه ايه؟
نظر عادل وعاصم إليه بشفقة على حاله ..ليفرك أيهم وجهه مستطردا:
أنا كدة ابقى ظلمتها ..ظلمتها و مديتهاش فرصة تدافع عن نفسها..وبكل غباء الدنيا طلقتها ..طلقتها
نظروا الى حالة انهياره بحزن..لا يدرون كيف يخففون عنه..
تجمعت الدموع بعينيه وهو يقول:
مستحيل هتسامحنى..أنا عارف...خلاص خسرتها للأبد
ربت عادل على كتفه قائلا:
كل حاجة ممكن تتصلح بس نوصل للى حاول يفرقكم عن بعض
مرر أيهم يده فى رأسه قائلا فى مرارة:
وهتفرق فى ايه؟..خلاص جورى ضاعت منى
أمسكه عاصم أيهم من كتفيه قائلا بغضب:
بالسهولة دى بتستسلم..يا خسارة حبها ليك..ياخسارة تمسكها بيك..تعرف أنا كمان حبيتها بس لما حسيت انها بتحبك بعدت واتمنيتلها الخير.. لو كنت حسيت من ناحيتها بذرة حب لية كنت حاربت الدنيا علشانها..فوق ياأيهم وحارب عشان ترجعها ليك..ولو هتتخلى عنها بالسهولة دى يبقى سيبها احسن وساعتها هقرب انا وأعوضها عن كل العذاب اللى عاشته طول عمرها..وهعوضها عن جرحك ليها كمان
نظر أيهم الى عاصم لا يستطيع أن يغضب منه رغم غيرته الشديدة من تصريحه بحب جوريته..ولكنه محق فى كل كلمة قالها..فاذا استسلم الآن فهو لا يستحقها والأفضل لها أن تكون مع عاصم..لم يستطع تحمل الفكرة لذا قال فى اصرار:
جورى مش ممكن تكون لحد غيرى ياعاصم
ثم التفت الى عادل قائلا:
يلا بينا نروحلها بيت طنط نوال ياعادل
نظر عادل اليه بحزن..أقلق أيهم ليقول بخوف:
فيه ايه ياعادل؟..انطق
قال عادل بتردد:
أصلك يعنى..بعد ما.. طلقتها جالها انهيار عصبى ونقلوها المستشفى
قال أيهم فى صدمة:
انهيار عصبى..أنا السبب..أنا السبب
ثم أمسك يد عادل قائلا فى لوعة:
اسم المستشفى ايه
قال عادل وهو يربت على يد أيهم قائلا:
اهدى بس..هى دلوقتى بخير..وخرجت من المستشفى..وديتها هى وسوسن شقتى اللى فى شرم الشيخ..عشان مامتها متحسش بحاجة..بس بلاش تروحلها دلوقتى..الدكتور محذر من أى ضغط نفسى عليها
قال أيهم فى حزن:
أنا بس عايز أشوفها وأطمن عليها ..وواحدة واحدة هقرب منها وأرجعها لحضنى من تانى
قال عاصم فى هدوء يخالف ألم قلبه:
طيب أنا هستأذن دلوقتى وربنا يصلح الحال ما بينكم ياأيهم
التفت أيهم الى عاصم قائلا فى امتنان:
انا مش عارف أشكرك ازاى ياعاصم..انت فعلا انسان نبيل
ابتسم عاصم بحزن قائﻻ:
انا معملتش حاجة..سلام
وغادر ليقول أيهم لعادل:
يلا بينا على شرم ياعادل ..بسرعة
*************
كان مهيب يقف بعينين غاضبتين..تشتعل نيران الغيرة بقلبه..يرى مايا تقف وسط مجموعة من العمال..تلقى اليهم ببعض الأوامر..ينظر اليها البعض وكأنها الشمس فى جمالها بينما تبتسم الى إيهاب الذى يقول لها بعض الكلمات..لقد جاء من المطار رأسا الى هنا ظنا منه أنها بمفردها ليجدها محاطة بمجموعة من الرجال يود الآن لو قام باختطافها من وسطهم..لتلمع عينيه وهو يرى أنها فكرة لا بأس بها..ليتجه ناحيتها بخطوات سريعة وينتبه الجميع له إلا هى..فقد كانت تعطيه ظهرها ولكنها لاحظت صمت الجميع لتلتفت لترى إلام ينظر جميعهم.. وتتفاجأ بمهيب يتجه اليها بخطوات غاضبة ليومئ للجميع برأسه ثم يسحبها من يدها وسط صدمتها ليمشى مبتعدا بها عن الجميع..توقفت مايا قائلة فى عصبية:
انت مش هتبطل أسلوبك ده؟
اقترب يواجهها وهو يقول بتصميم:
لأ مش هبطل..وبصى يامايا..أنا جاى من سفر وعلى آخرى عشان عايزك فى موضوع مهم..ومش حمل مناهدة ولا معارضة..الكورة فى ملعبك دلوقت..ياتيجى معايا برضاكى..ياهشيلك وهاخدك غصب عنك..وانتى عارفانى..مجنون وأعملها..كل اللى عايزه فرصة..فرصة واحدة..هتسمعينى فيها والقرار بعد كدة قرارك انتى..اتفقنا؟
نظرت الى عينيه لا تدرى أتوافق أم ترفض؟ ولكنها استسلمت لتسمعه تلك المرة فقط ثم تغادر منهية تلك المهزلة للأبد
*************
كانت كارمن بالخارج مع الطفلين عندما سمعت بما حدث لرعد لتسرع على الفور بالعودة الى المنزل..تركت الطفلين للدادة وأسرعت الى حجرتهما ودلفت اليها بسرعة..لتجد أدهم جالسا على الأرض..يستند برأسه إلى الحائط يغمض عينيه بألم..هالها مظهره لتسرع اليه وتجلس على ركبتيها أمامه تتفحصه بسرعة لترى مدى اصابته فوجدت أنها فقط بعض الخدوش..لتعود بعينيها إليه..ليرفع هو عينيه اليها فى تلك اللحظة وترى بهما ولأول مرة نظرة احتياج اليها..لتسرع وتفتح له ذراعيها ليرتمى بينهما بألم..بشوق..وبلهفة..يعتصرها بقوة حتى أنها شعرت بأنها ستختفى بين ضلوعه..ضمته بحنان وربتت على ظهره مهدئة وهى تهمس فى أذنه قائلة:
عيط ياأدهم ..خرج اللى جواك..متكتمش مشاعرك بالشكل ده..أنا عارفة رعد كان بالنسبة لك ايه
وكأنه كان ينتظر كلماتها لتتساقط دموعه فى صمت ..تشعر بها وهى تبللها..ربتت على رأسه بحنان..وظلا هكذا لفترة طويلة..حتى هدأ أدهم وابتعد عنها دون أن يخرجها من محيط ذراعيه..يتأمل وجهها بضعف..بشوق وتردد..ليقول بصوت هامس:
أنا محتاج النهاردة أنسى كل حاجة جوة حضنك ياكارمن ..محتاجلك اوى
نظر الى شفتيها بشوق ليقترب منها بسرعة ويلتقطهما فى قبلة قوية ..شغوفة..وعاشقة وقد عجز عن كبح جماح نفسه وهو فى قمة ضعفه..ليبتعد عنها فقط ليمنحها فرصة لتتنفس..أو ربما فرصة للهرب..ولكنها ظلت مستكينة بين ذراعيه..تخفض عينيها بخجل ..رفع وجهها اليه بأنامله لتواجه عينيه عينيها الجميلتين..قال برجاء ألا ترده خائبا:
عارف انى بطلب منك تضحية كبيرة..بس بجد محتاجلك..عايز أنسى معاكى كل حاجة..ولو رفضتينى فصدقينى هعذرك و....
لتقاطعه هى باحتضانها إياه بقوة تمنحه الإذن فى أن ينسى الدنيا بين أحضانها ليضمها الى صدره يستنشق عبيرها بشغف ليتوه بين خصلات شعرها..أخرجها من حضنه ليضم وجهها بيده ويعود ليقبلها مرارا وتكرارا ولكن تلك المرة بنعومة أذابتها .. لتنتفض بين ذراعيه وتبتعد قليلا..نظر الى عينيها ولاحظ خجلها وخوفها الفطرى..ليقول هامسا:
متخافيش ياكارمن
فقط احتاج الأمر أن يقول تلك الكلمتين لها لتشعر على الفور بالأمان..فهو على الرغم من كل شئ
..حبيبها..لتعود الى محيط ذراعيه يقبلها بحنان ..ثم إبتعد يتأملها بعشق ملك عليه جوارحه
..لينهض وينهضها معه ليحملها ويتجه بها الى سريرهما..مددها برقة واعتلاها يقبلها
بعشق قبلات متفرقة على وجهها وعنقها ...حتى وصل الى شفتيها فقبلها بشوق قبلة
تلو القبلة حتى نسى مع قبلاته ولمساته وعشقه لها كل شئ ...نسى ألمه..عذابه.... وتذكر فقط أنه عاشق لها حتى النخاع
