رواية لعنة العشق الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون بقلم شاهندة


 روايةلعنة العشق

الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون


الفصل الخامس والعشرون

وجدت مايا ذلك الرجل الذى يدعى صديق يقف أمامها عند خروجها من عملها..يرمقها بتلك النظرة التى لم ترتح لها على الاطلاق..اقترب منها بهدوء لتتوجس خيفة منه..مد يده اليها قائلا:


اذيك يا مايا


تجاهلت يده الممدودة اليها قائلة فى برود:


مهيب قالك قبل كدة مبسلمش على رجالة..الظاهر انك نسيت


أرجع صديق يده الى جواره قائلا بسخرية:


سبحان الله مع انى اول مرة شفتك فيها كانت ايديكى فى ايدين ابن خالك ده ولا انا غلطان؟


قالت فى حدة:


والله ده شئ ميخصكش..خير بقى..حضرتك عايز منى ايه؟


اقترب منها دون ان يحيد بنظره عن عينيها ليقول بنبرة اقشعر لها بدنها:


عايزك


تراجعت خطوة الى الوراء وهى تقول بصدمة:


أفندم؟


ابتسم وهو يتأمل ملامحها الجميلة برغبة قائلا:


من أول لحظة شفتك فيها وانا حاسس بحاجة بتشدنى ليكى..عمرى فى حياتى ما واحدة أثرت فية بالشكل ده..وصدقينى أنا عرفت كتير..لقيت نفسى بصمم انك تكونى لية ومش هسكت ولا ارتاح غير لما ألاقيكى فى حضنى


اتسعت عينا مايا بصدمة وهى تقول:


انت أكيد مجنون


لتفيق من صدمتها وهى تقول بعينين مشتعلتين غضبا:


لو فكرت للحظة واحدة انى ممكن أوافق على كلامك ده تبقى أكيد اتجننت..وانا مش هقف لثانية واحدة كمان عشان أسمع كلام واحد مجنون..للأسف خدت من وقتى كتير


واستدارت لتغادر فاذا به يمسكها من يدها بقوة قائلا:


اقفى هنا واسمعينى..انا لسة مخلصتش كلامى


نزعت يدها من يده بغضب قائلة:


إياك تلمسنى تانى وإلا قسما بالله هصرخ وألم عليك الدنيا


كاد صديق أن يتحدث لولا أن قاطعهم صوت ايهاب يقول بقلق:


فيه حاجة ياآنسة مايا؟


التفتت مايا الى ايهاب قائلة بتوتر:


لأ مفيش ياايهاب..أكيد الأستاذ غلطان فى العنوان..ممكن لو سمحت توصلنى فى سكتك


نقل ايهاب نظره بين صديق ومايا لتستقر نظراته على مايا قائلا:


أكيد ..اتفضلى معايا


ابتعدت مايا مع ايهاب تتبعهم عينا صديق الذى قال بغضب:


بقى كدة يامايا..طيب مبقاش صديق ان مكنتيش فى خلال يومين بالكتير فى حضنى..بإرادتك..أو....غصب عنك


***************


فتح أدهم باب حجرته بلهفة ليقف مصدوما..يرى ذلك الجمال النائم بسلام..اقترب منها بعد أن أغلق الباب ليرى وجهها الشاحب..أصابه القلق فاقترب منها أكثر ليجلس بجوارها على السرير يتلمس جبهتها ووجنتها بقلق ليتأكد من عدم اصابتها بالسخونية..اطمأن قلبه عندما تأكد من ان حرارتها طبيعية..ليتأمل وجهها الذى اشتاق اليه بعشق وهو يقول بهمس:


قلقتينى عليكى يا كارمن..ياترى فيكى ايه؟..وشك مخطوف كدة ليه..الخوف عليكى هيموتنى ..ياترى حالتك دى بسبب اللى حصل بينا؟


ليتنهد مستطردا:


أنا مقدرش أقولك آسف على أجمل مشاعر عشتها معاكى واللى هتفضل ذكرى حلوة هعيش عليها..انا خايف بس تفتكرى انى استغليت طيبتك و شفقتك علية يوميها..بس والله انا كنت ضعيف وغصب عنى استسلمت لمشاعرى ناحيتك..أنا لو آسف بجد..فهكون آسف انى أجبرتك تتجوزينى بس بردو كان غصب عنى والله..مشاعرى من ناحيتك كانت أقوى منى..مقدرتش أتخيلك لحد غيرى..خدت الأولاد حجة عشان أضغط عليكى توافقى وانا عارف ان قلبك طيب وهتوافقى عشانهم..كان نفسى يومها أقولك انى محتاجلك أكتر من الأولاد..كان نفسى أقولك انى عمرى ما حسيت انى عايش غير لما شفتك..عمرى ما قلبى دق غير ليكى..وعمرى ما اتمنيت حضنى يضم حد أدك..انتى حياتى ياكارمن..بس والله لو راحتك وسعادتك فى بعدك عنى انا مستعد أبعد..حتى لو فى بعدك عذابى ياحبيبتى


مال ليقبل يدها برقة ليشعر بضغطة يدها ليرفع عينيه اليها لتقابله عينيها العاشقتين المغروقتين بالدموع وهى تقول:


عمر راحتى ما كانت فى البعد عنك..انا تعبت لما انتى بعدت عنى..أنا كمان أول مرة قلبى دق دق عشانك انت..واول مرة اتمنى حد..اتمنيتك انت..وفى حضنك بس حسيت انى لقيت نفسى..


لتتأمل ملامحه بعشق مستطردة:


آخر ليلة لينا مع بعض..كل لمسة لمستهالى كانت بتاخدنى فوق السحاب..كل همسة كانت بتطيرنى من السعادة..أنا اللى خفت تفتكر انى استغليت ضعفك وحبيت أورطك معايا بس والله انا كمان ضعفت واستسلمت لأنى مش بس بحبك أنا بعشق......


لم تكمل كلمتها التى ضاعت بين شفتى أدهم..فى قبلة حملت مشاعره الثائرة..لتبادله قبلته بنفس القوة والمشاعر...يضم رأسها بيديه..ينهل من رحيق شفتيها حد الارتواء..قطع قبلتهما ليتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها ناظرا الى عينيها بعشق..ليسألها بعينيه أيكمل ما بدأه أم يكون حملا عليها مع ارهاقها وتعبها الواضح لتبتسم فى عشق وهى تأخذ بيده لتمدده بجوارها ليرفع الغطاء كاشفا عن قميصها الأسود الرائع ذو الحمالات الرفيعة والذى يظهر الكثير من جسدها ويجعلها فاتنة للغاية..شهية ولذيذة كقطعة من الشيكولاتة ومغرية بشكل قطع أنفاسه ليدرك سبب خجلها ورفعها الغطاء حتى رقبتها..تأملها فى عشق لا يصدق ان هذا الجمال كله ملكا له ليرفع وجهها الذى أخفضته خجلا ويقول بعشق:


من انهاردة انتى ملكى أنا وبس..بحبك ياكارمن..بعشقك ياأميرتى


لتبتسم له كارمن قائلة بعشق :


وأنا بعشقك ياأدهمى


لتتقابل الشفاه فى قبلة عبرت عن العشق الذى يجمعهما..وتتسارع الأيدى تثير أعتى المشاعر فى جسديهما ..يتخلصون من لعنة العشق ..ويتذوقون فقط حلاوته ..لينتهى بهم الأمر وهما فى قمة السعادة..يشعرون بلذة العشق.. ليقبلها أدهم فى جبينها المتعرق قبلة طويلة مفعمة بالمشاعر ليعتدل آخذا اياها فى حضنه لتضع يدها على صدره وتغمض عينيها وهى تشعر لأول مرة بالسعادة المطلقة دون الخوف من الغد


*****************


ابتسمت جورى وهى تنظر الى فستان الزفاف الأبيض والذى لطالما تخيلته فى أحﻻمها..ولكنه لم يكن أبدا بتلك الروعة لتجد يده تحيط بخصرها من الخلف..يضمها الى صدره قائلا بنعومة:


عجبك؟


التفتت جورى الى أيهم دون أن تخرج من محيط ذراعيه..قائلة فى سعادة:


حلو اوى..يجنن ياأيهم


ابتسم أيهم فى حنان وهو يتأمل ملامحها السعيدة قائلا:


انتى اللى تجننى بحلاوتك وشقاوتك ياقلب أيهم


ابتسمت بخجل وهى تلاحظ قربه الشديد منها لتقول بارتباك:


احم..أنا اتأخرت على فكرة ولازم أمشى


ابتسم يدرك تهربها من قربه.. ثم قال بحزم:


مش قبل ما تقيسى الفستان عشان نشتريه..ونختار فرش الجناح بتاعنا..الفرح آخر الشهر وأنا مش مستعد أأجل ولو يوم واحد


ابتسمت جورى قائلة:


خلاص ياأيهم..هتصل بماما وأقولها انى هتأخر شوية..عشان نخلص كل حاجة


ثم قبلته بخفة على وجنته قائلة:


أنا ميرضنيش زعلك ياحبيبى


أمسكها من خصرها وهو يقول بشقاوة:


متلعبيش بالنار ياجورى..عشان هتلسعك..أنا ممكن حالا أعمل فعل فاضح فى الطريق العام وهنبات فى القسم وساعتها لازم تسترى علية..آه بقولك ايه الحكاية مش سايبة وأنا ورايا رجالة


ضحكت جورى وهى تقول:


مجنون


ابتسم وضحكتها العذبة ترن فى أذنيه كالأنغام وهو يقول:


اذا كان جنانى هيسعدك بالشكل ده..أنا مستعد معقلش أبدا


ابتسمت بخجل و هى تقول:


مجنون فعلا بس قسمتى انى أحبك انت


لمس خدها بنعومة وهو يقول:


وانا كمان ياجورى قسمتى انى أحبك ياوردة حياتى


نظرت اليه بعشق..ليتنهد قائلا:


قلتلك ايه أنا..امشى أدامى قبل ما أتهور


ثم نظر اليها وهو يرفع حاجبيه صعودا ونزولا قائلا :


الا قوليلى ياجورى ..هو ماينفعش نخلى الفرح آخر الأسبوع؟


لم تستطع جورى تمالك نفسها لتنطلق ضحكتها مجلجلة ليعض أيهم على شفتيه قائلا:


يخربيت جمالك..صبرنى يارب لآخر الشهر..بنت نوال هتجننى


***********


كان مهيب يتابع تحركات مايا من بعيد..يزداد عشقه لها وهو يراها تعمل وتصدر الأوامر هنا وهناك بجدية تامة وحرفية ..لاحظ أيضا تعاملها مع ايهاب والذى بدا عاديا للغاية ولا وجود للمسات او نظرات تدل عل ارتباطهما..كانت أحيانا ما تتقابل نظراته معها لتحمل نظراتها عتابا وألما وتحمل نظراته ندما وشوقا..من أجل فراق فرض عليهم..تغمرهم التعاسة..فأصعب ما فى الحياة هو فراق الأحبة..كانت مايا تغادر الشركة لترى مهيب يقف مستندا على سيارته ينتظرها ليعتدل واقفا فور رؤيتها ويتجه اليها فى حين وقفت هى متسمرة تراقب اقترابه بقلب مضطرب حتى وقف أمامها ليقول:


مش ناوية تحنى علية بقى وتسامحينى يامايا..انا بجد تعبت من بعادك..ومش قادر أتحمل أكتر من كدة


قالت مايا ببرود مصطنع:


زى ما قدرت تستحمل فراقنا قبل كدة وكنت هتستحمله العمر كله لو كنت كملت مع ديالا..يبقى هتقدر تتحمل يامهيب..قلتلك حكايتنا خلصت وياريت نقفل الموضوع ده


قال مهيب فى ألم:


ياه يامايا..جبتى القسوة دى كلها منين..انتى لايمكن تكونى البنت اللى عرفتها طول عمرى وحبيتها


ترقرقت الدموع بعينيها واختفت واجهتها الباردة المصطنعة وهى تقول بمرارة:


جبت القسوة من جراح كنت بلملمها عمر بحاله..من قلب اتكسر ألف مرة وكل مرة كنت بداويه عشان أكمل وأقدر أعيش..لكن المرة دى خلاص موت قلبى بايديك واللى بيموت مبيرجعش تانى يعيش يا مهيب..ارحمنى بقى بجد كفاية انا معنتش حمل جرح واحد تجرحهولى ..انسانى بقى زى ما انا نسيتك


نظر الى عينيها مباشرة وهو يقول بألم:


عايزة تفهمينى انك خلاص نسيتينى ومبقتيش تحبينى


نظرت اليه وقد اختلجت ملامحها ..تود أن تكذب وتنهى كل شئ ولكن لسانها لا يطاوعها على الكذب بل هى من تمنعه بصعوبة عن قول..لا لم أنساك حبيبى ولن أتخلى عن حبك فى قلبى مادمت حية وأتنفس


ليتنفس الصعداء وهو بتسم قائلا فى هدوء:


اجابتك وصلتنى..انا كمان مش ممكن أنساكى وهتفضلى لآخر يوم فى عمرى حبى الاول والاخير..وهيفضل عندى الأمل انك تسامحينى ونبتدى مع بعض من جديد


نظرت اليه مايا فى حيرة..هو يبدو مختلفا..هل تخلى عن أنانيته؟..قلبها الخائن يرقص من السعادة لتمسكه بها ولكنه أيضا خائف من أن يتخلى مهيب عنها فى يوم من الأيام..حاولت انهاء حيرتها بالمغادرة..لتلبس نظارتها الشمسية..وتلتفت مغادرة تتبعها عيناه ولكنه مالبث أن انتابه القلق وهو يرى سيارة تقترب منها وتتوقف فجأة بغتة ..لينزل منها بعض الأشخاص الملثمين والذين اختطفوا مايا ووضعوها بالسيارة ليصرخ مهيب باسمها فى لوعة وهو يسرع الى سيارته يتمنى من كل قلبه اللحاق بها..فهل سيستطيع؟

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

👇26👇

دلف مهيب الى منزل والديه..حيث تجتمع العائلة تنتظر فى قلق وخوف مكالمة من الخاطف لطلب فدية فى مقابل رجوع مايا إليهم..وقفت علية عندما رأت مهيب قائلة فى انهيار:


بنتى فين يامهيب..وديت بنتى فين؟والله لو جرالها حاجة ما هسامحك..فاهم..مش هسامحك أبدا


نكس مهيب رأسه فى حزن فى حين ربت راجى على كتفها قائلا:


اهدى بس ياعلية..مهيب ملوش ذنب فى اللى حصل..ومايا هترجع حتى لو هدفع ثروتى كلها عشان ترجع


التفتت اليه علية قائلة بلوعة:


ترجع فين يا راجى..بنتى راحت خلاص..محدش اتصل بينا لحد دلوقتى...يبقى بنتى ضاعت..ضاعت ياراجى..وانتوا يعنى بنتى هتهمكم فى ايه؟هتهمكوا فى ايه قولولى؟


ثم نظرت بحقد الى كل من كارمن وجورى الواقفتين بصمت يرمقون ما يحدث بأعين حزينة..لترجع بعينيها الى راجى قائلة:


ولادك و اختاروا خلاص ..ومبقتش بنتى ليها وجود فى حياتكم..معدتش تهمكم..صح ولا انا غلطانة؟


قال مهيب بمرارة:


بلاش الكلام ده ياعمتى..انتى مش عارفة غلاوتها عندنا ولا عارفة انتى بتقولى ايه


التفتت اليه توكزه فى صدره قائلة:


انت بالذات متتكلمش معايا ..ياما جرحتها..ياما عذبتها وهى ياحبة عينى كانت بتستحمل وتكتم جواها..لغاية ما خلاص..بنتى ضاعت منى..ضاعت منى


وانهارت بالبكاء لتنهض وجد وتأخذها فى أحضانها لتتركها تبكى حتى هدأت ..تتابعها الأعين بشفقة ..اقترب راجى من مهيب الذى يبدوا حزينا.. مكسورا وضعيفا ليقول له فى حزن:


مفيش أخبار جديدة يامهيب؟


هز مهيب رأسه نفيا وهو يقول بحزن:


مفيش أى جديد يابابا..لما مشيت ورا العربية..هربت منى ..ولما كشفنا على أرقام العربية..طلعت مزيفة..ومفيش ولا مكالمة من اللى خطفوها وده عندى ملوش غير معنى واحد


نظر اليه الجميع بترقب ليقول راجى بقلق:


معناه ايه ياابنى؟


قال مهيب فى انكسار ولوعة:


لو اللى فى بالى صح..تبقى مصيبة يابابا


قال راجى فى قلق:


ما تتكلم ياابنى علطول وكفاية ألغاز


قال مهيب وهو ينظر الى والده بمرارة قائلا:


معناه ان اللى خطفها مش عايز فلوس يابابا..ويكون عايزها هى


علا نحيب علية وتعالت الشهقات ليقول راجى بفزع:


ايه اللى خلاك تفكر بالشكل ده ياابنى؟


قال مهيب فى مرارة:


ايهاب يابابا..شاف مايا واقفة مع واحد مرتاحلوش نهائى..وكان بيبصلها بطريقة معجبتوش وهى كانت متعصبة ع الآخر وخايفة لدرجة انها طلبت من ايهاب يوصلها..ودى مش طبيعة مايا ..مايا قوية ومش سهل حاجة تخوفها..انا..انا شاكك ان يكون الراجل ده ورا حكاية خطفها


قال أدهم فى عصبية:


وهو ميعرفش الراجل ده؟


قال مهيب وهو يهز رأسه نفيا:


لأ ..أول مرة يشوفه وكل اللى فاكره عن شكله..انه راجل كبير فى السن وان خنصر ايده الشمال مقطوع


شهقت علية بصدمة..ليقول أيهم فى حيرة:


مش معقول


نقل الجميع نظراتهم بين علية شاحبة الوجه بشدة وبين أيهم الذى استطرد بحيرة:


عامل البوفيه اللى ادى المخدر لجورى قالى ان دى نفس مواصفات الراجل اللى خلاه يعمل كدة..معقول يكونوا الاتنين نفس الراجل؟


نظروا اليه بحيرة لتقول وجد:


عامل بوفيه مين..ومخدر ايه اللى اداه لجورى..وازاى منعرفش حاجة عن الموضوع ده ياايهم؟


ألقى أيهم نظرة خاطفة لجورى التى شحب وجهها لتذكرها تلك الحادثة ليعود بنظره الى والدته وهو يقول بضيق:


دى حكاية طويلة هحكيهالكم بعدين..المهم ان الراجل ده شكله قاصدنا و بيضرنا واحد ورا التانى


قال مهيب بقلق:


معرفتش عنه حاجة تانية ياأيهم؟


قال أيهم:


مفيش غير اسمه واللى ندهلوا بيه واحد من رجالته..كان اسمه تقريبا صديق .. بس صديق ايه معرفش


نظر كل من راجى ومهيب فى نفس اللحظة الى علية ليدركوا سر شحوبها ويعلموا انها ميزت ذلك الرجل وتعرفت عليه ليقترب مهيب من عمته قائلا فى عصبية وسط دهشة الجميع:


مش صديق ده هو الراجل اللى شفته انا ومايا معاكى ياعمتى؟


قالت علية بارتباك:


لأ..آاه..أصل......


ليقاطعها راجى قائلا بغضب:


انتى لسة بتشوفى صديق ياعلية بعد العمر ده كله؟


تبادل الجميع النظرات الدهشة..بينما قالت علية بخوف:


لأ يااخويا..ده يومها بس قابلته بالصدفة


قال أدهم بحيرة:


انت تعرف الراجل ده يابابا؟


قال راجى بغضب:


الباشا كان متقدم لعمتك زمان و انا رفضته لما عرفت انه نصاب وبتاع ستات وكان طمعان فى فلوسها


قالت علية بغضب:


متقولش عليه كدة ياراجى..صديق بيحبنى وكان....


قاطعها قائلا فى حدة:


انتى لسة بتدافعى عنه بعد العمر ده..لسة مشفتيش حقيقته؟مسمعتيش ابنى بيقولك ايه..صديق كان بيبص لبنتك ازاى..وراحلها الشركة كمان..عارفة ده كله معناه ايه؟


هزت رأسها نفيا وقد تجمعت الدموع بعينيها قائلة:


مش عايزة أعرف..مش عايزة أعرف..ومش ممكن صديق يعمل كدة..أنا متأكدة..مستحيل


هز راجى رأسه يأسا وهو يقول:


مفيش فايدة فيكى ياعلية هتفضلى طول عمرك مغمضة عنيكى عن حاجات واضحة زى الشمس


نزلت دموع علية فى صمت بينما قال مهيب فى عصبية:


تفتكر الراجل ده بيعمل معانا كدة ليه يابابا؟


قال راجى بحزن:


أكيد بينتقم منى فيكم..مش بعيد كان مدبر مصيبة لجورى أو يكون هو ورا الرصاصة اللى كانت تقصد أدهم وجت فى رعد


نظرت كارمن بسرعة الى أدهم الذى أغمض عينيه الما وهو يتذكر مقتل جواده..لتمسك يده بحنان ليفتح عينيه وينظر الى أيديهم المتشابكة ثم يرفع عينيه اليها لتومئ له بعينيها أنها بجانبه..ليبادلها ايماءتها يخبرها بعينيه الحانيتين أن رسالتها قد وصلته وأنه يحمد الله على وجودها بحياته ..لينتبه الى مهيب مجددا عندما سمعه يقول فى قلق:


مش بعيد يكون هو كمان ورا الرسالة اللى وصلتنى..بس اللى انا خايف منه انه يكون خاطف مايا مش عشان ينتقم..لأ..عشانها حليت فى عينيه


قال راجى فى ألم:


مع الراجل ده مستبعدش أى حاجة


قالت علية بعصبية:


ما قلت مستحيل..انتوا ايه مبتفهموش....خليكوا قاعدين تظلموا فى صديق..وسايبين البنت المخطوفة دى.. أنا هقوم أمشى وسايباهالكوا خالص


نظر اليها راجى وهى تغادر غاضبة ليقول بسرعة وهو يخشى ان تكون توقعاته صحيحة:


مهيب..أدهم..أيهم..ورا عمتكم بس متخلوهاش تحس بيكم..عشان لو اللى فى بالى صح..يبقى هى اللى هتوصلكم لصديق..وساعتها محدش يتصرف بدماغه..كلموا البوليس وعرفونى..مفهوم؟


أومأوا برءوسهم وهم يتجهون للخارج..تتبعهم العيون بقلق وتبتهل القلوب لرجوعهم سالمين


****************


قال عادل بحدة:


مش معقول ياسوسن ..كل اما اقولك حدديلى ميعاد مع أهلك..تماطلى بالشكل ده..انا كدة هحس انك رافضانى ومش عايزة ترتبطى بية


نظرت اليه سوسن بعتاب قائلة:


يوم ارتباطنا يا عادل أنا عايشة بحلم بيه من يوم ما عرفتك..ومش هحاسبك على كلامك ده لأنى متأكدة انه من ورا قلبك وانك عارف أد ايه انا بحبك ونفسى أرتبط بيك


تنهد عادل قائلا:


طب بتأجلى ليه ياسوسن مقابلتى لأهلك؟


قالت بصبر:


انت عارف ان ابن عمى كان متقدملى وبابا كان موافق بس انا رفضت ودى حاجة عندنا فى الصعيد مش سهلة بس بابا قدر يتفهم انى مبحبوش واتقبل ده..مش هينفع تيجى دلوقتى وتتقدملى ..بابا ممكن عشان لسة رافض ابن اخوه وعشان ميزعلش عمى يرفضك انت كمان


قال عادل بغيرة:


وهو باباكى هيفضل يرفض فى العرسان عشان خاطر أخوه ميزعلش


قالت سوسن :


اهدى بس وافهمنى..احنا بس محتاجين شوية وقت لحد ما ابن عمى يخطب


نظر اليها عادل باستنكار قائلا:


نعم يااختى..انتى عايزانى أستنى لما ايه؟..افرضى ابن عمك مرضاش يخطب..أتسوح أنا؟


ابتسمت وهى تربت على يده قائلة:


اطمن ..مش هتستنى كتير..ماما قالتلى انبارح ان عمى كلم عمتى على بنتها..يعنى كل الموضوع ان عمى عايز يخطب لابنه من العيلة..وبنت عمتى بتحب ابن عمى..يعنى الموافقة مضمونة والموضوع مش هياخد وقت..ثم تعالى هنا انت مش كنت دايما تقولى هستناكى العمر كله..جاى دلوقتى وبترجع فى كلامك


نظر الى عينيها بحب قائلا:


انا مرجعتش فى كلامى ياسوسن..أنا مستعد استناكى عمرى كله..بس ابقى متأكد انك لية..مش خايف تضيعى منى وترتبطى بغيرى


قالت سوسن بحنان:


متخافش ياعادل..أنا ليك ومستحيل أكون لغيرك..كل اللى بطلبه منك شوية وقت وانا بنفسى اللى همهد الموضوع لبابا..ها يا عادل..هتستنانى ؟


ابتسم قائلا بعشق:


هستناكى ياعمرى..هستناكى


****************


كانت كارمن تقف فى الحديقة تتابع الأطفال فى شرود..تفكر فى أدهم وماذا يفعل الآن مع إخوته..تخشى عليه..فلو أصابه مكروه.....لتنفض أفكارها فى عنف..ترفض وبكل شدة أن تفكر فى هذا الاحتمال..فأدهم سيكون بخير..يجب أن يكون بخير..أفاقت على صوت جود يقول فى قلق:


انتى كويسة ياماما؟


ابتسمت كارمن وهى تربت على شعره قائلة فى حنان:


آه ياحبيبى كويسة


نظر اليها قائلا فى تردد:


هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟


ابتسمت قائلة:


انت تؤمر أمر ياقلبى انت


نظر اليها قائلا :


هو..ممكن يعنى..متجيبيش أطفال؟ ..احنا مش عايزين اخوات ياماما


أصابت كارمن الصدمة من كلمات الصغير خاصة وهى ترى الرجاء فى عينه وعين جودى التى تتابع ما يحدث فى صمت ..لا تدرى بما تجيبه ..لتقول بعد لحظة:


طب ممكن أعرف ليه ياجود؟


ترقرقت الدموع فى عين جود وهو يقول:


عشان متروحيش لربنا وتسيبينا زى ماما لما راحت لربنا بعد ما ولدتنا


نظرت كارمن اليهما وقد تحطم قلبها من الحزن عليهما..مازال يؤثر فيهما موت أمهما..ومازالا يخشيان الفراق..لتقول بحنان:


متقلقوش ياحبايبى انا لا يمكن أسيبكم وأمشى..حتى لو جبت نونو صغير..هفضل معاكم ..وأخدكم فى حضنى كلكم زى ما عايزة دلوقتى حالا آخد حضن كبير..من ولادى حبايبى


لتفتح ذراعيها مستطردة:


تعالوا فى حضنى بسرعة


ليندفعوا الى حضنها..يبحثون عن الحنان و الأمان..لتمنحهم إياه بسخاء ..فهى تعلم جيدا كيف هو شعور من فقد حنان الأم وتدرك جيدا كم يؤلم هذا الشعور


*************


دخلت علية الى كل غرف المنزل الخاص بصديق..تبحث عنه بجنون ولكنها لم تجده..أعادت الاتصال به لتستمع الى رسالة المجيب الآلى يخبرها أن الرقم مغلق أو خارج التغطية لتزفر بغضب.. تتساءل ..أين هو الآن..ترى هل هو حقا وراء اختطاف ابنتها..مجرد التفكير بذلك الاحتمال يصيبها بالجنون..ولكن لا..مستحيل..يجب أن لا تستسلم لذلك الشيطان الذى يخبرها بأنه خائن جبان..صديق حبيبها ولا يمكن أن يفعل ذلك بها..ولكن اذا كان فعلا برئ من اتهاماتهم..لماذا ذهب الى مايا فى عملها ولماذا خافت مايا منه؟أيكون قد أدرك أنه....لا بالطبع لا..لا يمكن..بل هل يمكن؟


أمسكت بحقيبتها وأسرعت بالنزول من الشقة وهى تمسك بهاتفها وتتصل بعزيز ..الساعد الأيمن لصديق والذى رد على هاتفه قائلا:


أهلا بست الكل..خير ياهانم


قالت علية دون مقدمات:


انت فين؟


قال عزيز:


تحت أمرك ياهانم..أؤمرينى


قالت علية بحزم:


عايزة أقابلك حالا


قال عزيز:


مينفعش بالليل ياهانم..أصلى فى مشوار كدة


قالت علية بتصميم:


حالا ياعزيز قلتلك..عندى مصلحة ليك..وهديك اللى انت عايزه


قال عزيز بابتسامة جشعة ظهرت بصوته:


أوامرك ..تحبى نتقابل فين؟


قالت علية وعينيها تلمع بالدموع:


هقولك ياعزيز..هقولك

                الفصل السابع والعشرون من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>