رواية ما بعد العشق الفصل الثامن8 بقلم ساره مجدي


 الفصل الثامن

 ما بعد العشق الجزء الثاني من عشق الرجال 

 بقلم ساره مجدى

 

 

 

دلفت الطبيبه إلى الغرفة و خلفها المساعدين الخاصين بها و بين يد أحدهم الأوراق الخاصه   بورد ..... ليقف تمام سريعاً ينظر إليها باهتمام فى نفس اللحظه التى دلف رحيم و عبد العزيز أيضاً  

نظرت الطبيبه إلى تمام و قالت بهدوء أرعب كل الموجودين بالغرفة

- المدام مصابه ب Atrial fibrillation

- يعنى أيه ؟

قالها تمام سريعاً مقاطعاً كلمات الطبيبه و بصوت مرتعش لتقول الطبيبه موضحه

- يعنى مريضه الرجفان الأذيني .. و ده معناه أضطراب فى ضربات القلب و نقدر نقول أنها موصلتش لأمر معقد يعنى المدام بيجلها حالات زياده   مؤقته فى سرعة ضربات القلب وبتحس بارتجاف فى الصدر

خيم الصمت على الجميع و الجميع يشعر بعدم الفهم إلا رحيم الذى تحرك و وقف أمام الطبيبه و قال بهدوء

- أنا دكتور رحيم رضا النادى دكتور أمراض نفسيه و عصبيه

- أهلاً بحضرتك يا دكتور

قالتها الطبيبه بهدوء رغم بعض الاندهاش الذى أرتسم على ملامحها

- أنا عايز أفهم حالة مدام ورد كامله و بوضوح لو سمحتى

أومئت الطبيبه بهدوء و قالت

- طبعاً ... الرجفان الأذينى معناه كهربه سريعه جداً و غير منتظمه فى الأذنين الأيمن و الأيسر و وقتها بيفقد الأذنين قدرتهم على الأنقباض بشكل منتظم و ده بيكون بسبب الأوردة الرئوية و بيختلف الأعراض من شخص لشخص و فى حالة المدام هى محصلش معها أى عرض مباشر  بس مع الفحص تم أكتشاف الأمر و كمان مع كلامها عن أنها بتحس ببعض النهجان

كان الجميع يستمع إليها باهتمام و لكن من يتناقش معها هو رحيم و كانت ورد فى ذلك الوقت تخبىء وجهها فى صدر والدتها رغم أنها تشعر الأن باحتياجها لذراعى تمام تدعمها  و كأنه شعر بها فنظر إليها    ليراها على تلك الحاله فتحرك مباشرهً و جذبها من حضن والدتها و ضمها إلى صدره بقوه حانيه رغم أن عيونه و عقله بكامل تركيزهم مع حديث الطبيبه

- طيب و العلاج

قال رحيم باستفهام لتجيبه الطبيبه بهدوء

- أنا هكتب لها بعض الأدوية لمنع أضطراب نظم القلب و مضادات للتخثر (( تقوم بمنع تكوين أو نمو جلطات الدم و هى مهمه جداً لمرضى قصور القلب )) و ان شاء الله الموضوع بسيط متقلقوش

و غادرت مباشرهً بعد أن سمحت لها بمغادرة المستشفى

أغلق عبد العزيز الباب و قال موجّه حديثه لرحيم

- فهمنى يا ابنى

نظر رحيم إلى خاله و قال موضحاً فهو يعلم أن خاله و والدة ورد لم يفهوا حديث الطبيبه بشكل كامل فوضح بشكل بسيط

- ورد عندها عدم أنتظام فى ضربات القلب و الدكتوره هتكتبلها شويه أدوية تنظم الحكايه بس كده ... الموضوع بسيط ان شاء الله

شعر الجميع ببعض الراحه رغم أن بداخل قلوبهم قلق ينهشهم من الداخل كوحش ضارى

كما أن تمام كان صامت تماماً ... و بداخله مشاعر مختلفه و مضطربه و أيضا زيادة أحساسه بالذنب

~~~~~~~~~~~~~~~~

غادرت نعمات غرفة ابنتها حتى تتصل بسليمان التى لم تراه منذ أكثر من ثلاث أيام و لا يعلم   شىء عن أخته المريضه أى أم هى و أى أخوه هم لا يعلمون شىء عن أختهم الوحيده المريضه هذا ما وعدوها به

و لكن صدمتها كانت أكبر مما تتخيل حين علمت أيضا أنه فى المستشفى من أجل ابنته

لتغادر سريعاً غير منتبهه لصدمة ابنتها حين غادرت دون أن تتحدث إليها و لو بكلمه واحده بعد رحيل الطبيبه و لم تسأل عن ورده و حمزه

لكن الدفىء الصادر من قلب تمام و الذى يحيط بها متمثلاً فى ذراعيه جعلها تغمض عينيها ببعض الراحه

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تجلس أمام والدها تستمع إلى حديثه بتركيز شديد رغم أنها تشعر بخواء   كبير داخل قلبها و آلم قوى لا تتحمله تريد أن تصرخ بصوت عالى و تخرج تلك النيران التى تحرق قلبها

- يا بنتى أنا مش بجبرك على حاجه .... عمرى ما عملتها معاكى و مش هعملها دلوقتى بس أنا إللى شوفته و هو بيتكلم ... شوفت نظرة عينيه وهو بيبص على باب أوضتك

صمت لثوان ثم قال بصوت عميق

- ولازم تفهمى أنه مش سهل أبداً على شخصيه زى خالد أنه يروح لدكتور نفسى و يعترف بده

أخفضت رأسها أرضا و كلمات والدها تطرق أبواب عقلها و تستوعب مضمونها

أكمل حديثه قائلاً

- فكرى يا ليلى ... فكرى كويس و شوفى أنتِ عايزه تعملى أيه ... حبك لخالد كبير   لدرجة أنك تقفى جمبه و تسانديه و هو بيحاول يتغير علشانك و بسببك و لا أنتِ أصلا مكنتيش بتحبيه

رفعت عيونها تنظر إليه باندهاش مصدوم رافضه لكل كلماته و قبل أن تقول أى شىء

أشار لها بيده وقال بابتسامه حانيه

- أنا مش عايز أسمع ردك يا ليلى ... أنا عايزك تفكرى و تقررى و تكونى قد قرارك

ثم وقف على قدميه و أقترب منها و ربت على كتفها و دلف إلى المطبخ و هو يقول بمرح

- هعملك النهارده مكرونه بالباشميل عدى الجمايل يا لولا

لتبتسم إبتسامه صغيره و هى تقف لتتوجه إلى غرفتها و أغلقت الباب و قد أخذت قرارها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يجلس بمكتبه يحاول التركيز على تلك القضيه التى أوكلها له رئيسه أنها قضيه هامه و كبيره و فى نفس الوقت يشعر ببعض التوتر و القلق    اليوم موعده مع أكرم لا يعلم هل عليه الذهاب إليه مره أخرى أو يذهب إلى طبيب آخر غيره

هل ما قام به هو التصرف الصحيح أم أنه تسرع بأخبار والد ليلى بالحقيقه

هل سيسقط الأن من نظرهم أم أن تلك النظره التى رأها فى عينيه حقيقيه

أخذ نفس عميق فى نفس اللحظه التى وصلت إليه رساله على إحدى تطبيقات الرسائل جعلت الإبتسامه ترتسم على وجهه و يشعر ببعض الراحه و تلك الراحه جعلته يتصل بالعياده يأكد على موعده اليوم

و حين أنتهى وضع الملف داخل الدرج وأغلقه بالمفتاح و غادر سريعاً حتى أنه صدم فى أحد زملائه دون أن ينتبه

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يستمع لكلمات السكرتير الخاص به بتركيز شديد

حين أخبره خالد بإلغاء العرس وصلته أخبار أن منافسه فى السوق يقوم بشىء فى   الخفاء و لولا رجاله المنتبهين و الماهرين فى عملهم لما وصله هذا الخبر و كأن القدر يلعب معه لعبه لا يفهمها

أحداث و مواقف متتاليه تبعده عن أرض الوطن و عنها

أنتبه من أفكاره حين دلفت كارولين و بين يديها أوراق كثيره تقول بلغتها الأم

- الآمر أصبح خطير نديم .... جراند قد تخطى كل الحدود

نظر إليها نديم بعدم استيعاب ثم أبتسم و هو يرى الأوراق التى وضعتها أمامه و هى نفسها ما كان يناقشها مع السكرتير  

أشار لها أن تجلس و قال بهدوء

- جراند تحت أيدينا حبيبتى ... فمعلوماتك جديده

قطبت حاجبيها باندهاش ثم قالت بابتسامه ثقه

- هكذا إذاً ؟ لماذا لا استرخى و أترك تلك الأمور إليك ؟

رفع حاجبيه ببعض الغرور و قال بتأكيد

- بالطبع عزيزتى فهذا أقصى ما أتمناه ... و باقى الأمور أتركيها لى و أنا كفيل بها.

ثم نظر إلى السكرتير وقال

- قم بما أتفقنا

ليومىء السكرتير بنعم و غادر لينفذ أمر سيده على الفور فهو معتاد على هذا منذ كان يعمل مع والد كارولين

التى كانت تنظر إلى نديم بأعجاب و بعض المشاغبه ليقف و توجه سريعاً إلى الباب يغلقه جيداً و عاد إليها يحملها بين يديه كدميه صغيره و وضعها على الأريكة و هو فوقها يداعب وجنتيها بأنفه و شفتيه ... ليفتح لهم أبواب عالمهم الخاص ... دون لحظه تعقل أنهم بالمكتب داخل المؤسسه الكبيره

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حين أتصلت به والدته و أخبرته بالأمر كان يقف أمام المسبح يشاهد صغيرته و هى تداعب المياه بذراعيها و سيقانها برشاقه كما تدربت من قبل  و كان سعيد حقا و هو يرى ابتسامتها و سعادتها و لكن عليهم أن يعودان أخيه و أخته بحاجه له

لقد أتصل بحسناء و طلب منها الذهاب إلى ورد و الأطمئنان عليها طمئنته أيضاً ... و لكن يظل قلقً على سليمان و ما أصاب الصغيره

فى تلك اللحظه خرجت كارما من المسبح و هى تقول

- فى حاجه يا بابا ؟

نظر إليها باندهاش لتقول موضحه

- كنت بكلم حضرتك و مسمعتنيش فا قلقت

ربت على وجنتها و قال

- لين فى المستشفى هتعمل عمليه

لتشهق الصغيره بخوف ليقول هو مطمئناً

- متقلقيش حاجه بسيطه بس أحنا لازم نرجع علشان نكون جنبهم و لا أيه ؟

أومئت بنعم و قالت و هى تتحرك من أمامه

- حالا هكون جاهزه

و أختفت داخل غرفتها ليبتسم إبتسامه صغيره و بدء فى لملمة الأغراض حتى يتحركون فور إنتهاء كارما

~~~~~~~~~~~~~

كان يقف عند نهاية السرير ينظر إليه و هو نائم ثم ينظر إلى ابنته و هى نائمه و ذراعها   يتصل به المحلول المغذى  

أقتربت منه و وضعت يدها فوق كتفه لينظر إليها بعيون شديده الحمره و إرهاق واضح من قله النوم لتقول هى بأشفاق

- أطلع جمب ياسين و نام شويه يا سليمان

ظل صامت لعدة ثوان ثم قال

- تفتكرى كان بيحس بنفس إحساسى دلوقتى لما كنت أنا أو حد من أخواتى يتعب

تفاجئت بسؤاله و لم تجد ما تجيب به عليه و هو لم ينتظر الإجابه ....

- كان بيخاف علينا و قلبه بيوجعه زى ما قلبى واجعنى دلوقتى .... كان مش بيعرف يغمض عينيه و ينام .. زى ما أنا دلوقتى من كثرة الخوف مش قادر أغمض عينى عنهم ثوانى

ظلت صامته تستمع إليه و هى بداخلها تعلم جيداً أنه بحاجه إلى إخراج كل ما بداخل قلبه

- فاكر يوم ما كامل وقع من على الحصان و رجله أتكسرت ... شوفت وقتها خوف عمى عثمان و قلقه و شوفته وهو قاعد تحت رجل كامل طول الليل و شوفت كمان كامل لما عمى تعب و إزاى فضل تحت رجله طول فتره مرضه

- ما أنت مسبتش عمى منصور الله يرحمه و هو عيان خالص

قالتها بهدوء لينظر إليها بابتسامه ساخره وقال

- كنت بعمل الواجب إللى عليا ... مش عايز الناس تقول ولاده سابوه لوحده ... بس مكنتش خايف عليه ... إحساسى وقتها مش زى إحساسى دلوقتى و أنا حاسس أن قلبى هيقف من كتر الخوف ... أنتِ فاهمه أنا أقصد أيه ؟

أومئت بنعم ليقول هو موضحاً

- عارفه الفرق بين عمى و كامل و أنا و بابا ... أنى شوفت نظرة خوف عمى زمان على كامل ... و رجعت شوفتها فى عيون كامل هى هى لهفه و خوف و رعب و دعوه من القلب

- أنت مش عمى يا سليمان

و كأنه كان ينتظر تلك الكلمه ... هى ما أراد أن يستمع إليها .... أن تأكد له و هى بالتحديد أنه ليس والده

فى تلك اللحظه دخلت نعمات إلى الغرفة و هى تقول بعتاب

- البنت تبقى فى المستشفى يومين كاملين و محدش منكم يقول ... ينفع كده

ظل سليمان على وقفته يحاول تمالك نفسه حين أقتربت حور من زوجك عمها و قالت

- معلش يا طنط بس و الله مش مقصوده

شعرت نعمات بالخوف حين لم ينظر إليها سليمان لتقترب منه و هى تربت على ظهره    ليلتفت سريعاً و ضمها بقوه لتجحظ عيناها بصدمه و لكن همسة حور الغير مسموعه باسم منصور جعلتها تدرك كل شىء

ظلت تربت على ظهره لعدة ثوان أو دقائق لا أحد يعلم حتى قالت

- متقلقش ان شاء الله بنتك هتبقى زى الفل و هنطمن عليها كلنا

ثم نظرت إلى حور وقالت

- أنا معرفتش حد غير راشد علشان فى مشكله كبيره بين فدوى و جوزها و مش عايزه أقلقهم زياده

- مالها فدوى ؟

قالتها حور بقلق و خوف لتقول نعمات بهدوء حتى تطمئنها

- يا بنتى البيوت ياما فيها .   .. مشكله و هتعدى ان شاء الله .. متفكريش فى حاجه و كفايه عليكى خوفك على بنتك كامل هيخلص الموضوع

أومئت حور بقلق و لكن ماذا بيدها فأبنتها صباحاً سوف تدخل إلى غرفة العمليات

                     الفصل التاسع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا

لقراة الجزء الاول عشق الرجل كاملة من هنا


تعليقات



<>