أخر الاخبار

رواية ملك للقاسي الفصل الرابع4والخامس5 والسادس6 بقلم فاطمة احمد


 
رواية ملك للقاسي الفصل الرابع4والخامس5 والسادس6 بقلم فاطمة احمد

الفصل_الرابع : تقلبات

صدمة الجمت لسانها لدقيقتين قبل ان تهمس :

- انتي.... انتي بتقولي ايه.... انا و ادم م م متجوزين ؟

تنهدت و ردت عليها :

- ايوة يا يارا و باباكي كان الوكيل و بابا و مازن الشهود و خلاكي تمضي على الورق من غير ما تحسي.



هزت رأسها بنفي ثم بدأت تشعر بالدوار ترنحت في وقفتها وهي تعيد كلام رهف في ذاكرتها حتى سقطت على الارض مغمى عليها !!



في الاسفل. 

تجهم وجه ابراهيم بغضب :

- ااادم بس بقى عيب تكلم عمك كده وبعدين خلي الليلة ديه تعدي على خير من غير مشاكل.

احمد بجدية :



- بص يا ادم انا عارف انك عايز مصلحة بنتي و اثببتلي ده بتصرفاتك اكتر من مرة بس ده ميعنيش انك تتحكم فيها وانا موجود و تتكلم عليها كأنك الواصي و هتعلمها الاخلاق انا بنتي عاقلة و مدام رافضة الجواز منك يبقى بلاش احسن.... و


 هتنفصلو.

رفع حاجبه و رمقه باستنكار :

- مش عايز جوازها مني ليه حضرتك فاكر ان زي ما خلتني اتجوزها وهي لسه متمتش 16 سنة هتخليني اطلقها يا عمي انا مبشكش في اخلاقها بس    دلالك الزايد خلاها تخرج في نص الليل و تودي اختي معاها وكمان حتى لو كان جوازنا صوري انا راجل ومبقبلش بردو حد يتدخل بيني وبين مراتي.



تدخلت حنان :

- بس يارا مبتعرفش انك متجوزها وكمان الجواز ده مش شرعي لانه متمش بموافقتها يعني.....

قطع كلامها صوت صراخ رهف من الاعلى وهي تناديهم ركض ادم للأعلى و خلفه البقية    دخل الى غرفة يارا و انصدم وعندما وجدها ملقاة على الارض ! فتحوا اعينهم بصدمة و اسرع ادم



 يحملها وبمجرد ان لمست يده جسدها شعر بصعقة كهربائية تسير في جسده فهذه اول مرة تكون قريبة منه بهذا الشكل. تجاهل افكاره ووضعها على السرير.

حنان بخوف : 

- ايه اللي حصلها يا رهف ؟

ردت عليها ببكاء : معرفش كنت بتكلم معاها و .... و بنتخانق وفجأة وقعت. 



استدار لها ادم قاضبا حاجبيه بهدوء :

- كنتي بتقوليلها ايه ؟

رهف بتوتر وخوف : الصراحة اتخانقت معاها وانا فقدت اعصابي وقلتلها انكم متجوزين من زمان وملقيتهاش غير


 واقعة كده.

حنان بغضب : 

- وانتي قلتيلها ليه لسانك ده مش هتقصيه. 

تقدم احمد من ابنته و حاول افاقتها عدة مرات لكن لم تجب كاد ينهض و يطلب الطبيبة فأوقفه ادم




 :

- متخفش يا عمي ده من تأثير الصدمة مفيش داعي تجيب دكتور. 

- انا خايف عليها الصدمة كبيرة وانت عارف انها مريضة و حالتها ممكن تبقى في خطر من الضغط اللي عليها ده. 



- مش هيحصل كده باذن الله و البخاخة بتاعتها على الكوميدينو اهي لو صحيت و احتاجتها هكون جمبها....ممكن تخرجو وانا هفضل قاعد لحد ما تفوق. 



حنان باعتراض :

- ادم مينفعش كد....

قاطعها ادم : لا ينفع مراتي وانا حر ومحدش ليه عندي حاجة وياريت تعرفو العيلة كلها كده هيبقى احسن.




تطلعت له حنان بعجز فهي تدرك جيدا انها لا ولن تستطيع تغيير رأيه زفرت وخرجت و خلفها احمد و الاخرون.

جلس ادم بجانبها يتطلع لها قليلا ولم يستطع منع نفسه من الشعور بالحنان     اتجاهها زوجته........نعم تزوجها منذ ان كانت في 16 من عمرها وهو في 26 تزوجها بطلب من عمه ووالده



 ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول حمايتها من كل سوء و الان علمت حقيقة زواجها فيا ترى كيف ستكون ردة فعلها عندما تستيقظ

______________________

في الاسفل

ضرب سليم بعكازه في الارض بقوة واردف بغضب : 

- انت جاعد بتجول ايه يا احمد مرته كيف

احمد بثبات : 

- ايوة يا بابا من 3 سنين جوزنا ادم و يارا والعصبية مش هتغير الحقيقة انه يارا مدام ادم الشافعي.

عمر بغضب : 

-عمي مهتجدرش تخدعنا بكلامك اكده جول انه ده غلط.

ابراهيم بحدة : 

- احترم نفسك يا ولد ايه تخدعنا ديه يارا مرات ادم والكل لازم يعرف الحقيقة و اهي وثيقة الجواز لو عايزين تتأكدو. 

زهرة بدهشة : 

- بجالكم 3 سنين مجوزينهم واحنا مش خابرين شي مش جلت جبل سابج انه كتب الكتاب لسه هيتعمل !!

احمد : ادم مكنش راضي يقول ل حد بس رهف قالت ل يارا

سليم بغضب :

- فهمني ليه عملت اكده يا ولدي واحنا مش عيلتك منشان تجولنا ولا انا خلاص خرفت ومبجتش انفع. 

احمد بانفعال : 

- حضرتك كنت عايزني اعمل ايه امها ماتت من سنين وانت قلت هتجوزها لواحد من الصعيد لما تكبر وانا مكنتش هقبل بكده انا عايز بنتي تدرس وتبني مستقبلها وده مكنش



 هيحصل      وهي هنا علشان كده جوزتها ل ادم علشان يحميها وفعلا كان قد المسؤولية ووافق يتجوز بنت 16 سنة ومعترضش احتراما ليا

صمت سليم يستوعب ماقاله ثم تنهد وقال :



- اني فهمت جصدك... السبب اللي خلاك تاخد مرتك وتعيشو بعيد عن عيلتك هو نفسه السبب اللي خلاك تجوز بنتك لابن عمها واحنا نعرف بالصدفة مجدر موجفك يا احمد.



اقترب منه وقبل جبينه باعتذار :

- يا حج انا مقصدش اللي فهمته خالص..... انا يعني كنت خايف يجي وقت    و بنتي تتجبر على حاجة مش عايزاها و كنت متأكد انك هتفكر تجوزها لابن عمها الكبير عشان كده




 طلبت من ادم يحطها في عصمته لحد ما يجي الوقت المناسب و نعلن جوازهم حضرتك عارف اني بحبك و بحترمك اوي بس بنتي مستعد اعمل اي حاجة عشان راحتها.



علي بسخرية :

- و راحتها هتبجا مع ادم اللي مبيعرفش يتعامل معاها و شغالين خناق طول الوجت    هتفرح لما بعد الجواز ترجعلك مطلجة و تجولك يا بوي مجادراش اعيش مع راجل بجسوة ابن عمي هتسامح نفسك لما تعرف انه بيظلمها معاه.



انقبض قلبه لثوان من كلامه ثم نفى :

- ادم مش هيعمل كده انا عارف و مدام اخترته يكون جوز بنتي يبقى اخترت الانسب و الاحسن متشغلش بالك. 



سليم بهدوء : 

- بس يا علي مهنجدرش نغير الواقع بما انه بجالهم سنين متجوزين يبجى نعملهم     الفرح وتروح على بيت جوزها جبل ما حد غيرنا يعرف انهم كانو متجوزين في السر اهل البلد مش هيسكتو لو عرفو.



- وهما مالهم يا بابا في حياة عيلتنا وبعدين احنا معملناش حاجة حرام ده جواز يعني !



قالها ابراهيم متحججا فأجابه والده :

- جواز مش معترف بيه العروسة تحت السن و اركان الجواز ناجصة مفيش اشهار و    البنت مكنتش عارفة انها مضت على ورق الجواز و كانو عايشين مع بعض في الاسكندرية وانت خابر زين اهل البلد هيقولو عليهم ايه !



انتبه عمر لكلامه ثم خطرت بباله فكرة ليبتسم بعدها بخبث اما احمد فإستأذن و خرج. 

_________________________

فتحت يارا عينيها ببطئ شديد كأنها لاتريد الاستيقاظ ابدا نظرت من حولها وجدت   نفسها على سريرها رفعت انظارها قليلا لتلمح جسدا ضخما امامها.




فركت عينيها بقوة وفتحتها مجددا لتلمح ادم جالسا على الكرسي امامها ينظر لها ببرود

انتفضت جالسة نظرت له وقالت بفزع : 



-ابيه ادم انت بتعمل ايه هنا.

امسكها ادم بقوة من ذراعها وقال من بين اسنانه :

- متقوليش ابيه تاني انا مش اخوكي انا جوزك اظن عرفتي الحقيقة بطلي تقولي ابيه عشان الكلمة ديه بتستفزني. 




فزعت يارا من نظرته وايضا كلمة "جوزك" ثم مالبثت ان تذكرت كلام رهف فادمعت عيناها وتلقائيا ضمت ركبتيها لصدرها ودفنت رأسها بينهما تبكي بقهر وألم



تطلع لها ادم قليلا الهذه الدرجة تخاف منه لهذه الدرجة لاتريده.....عند هذا الحد وابتسم بسخرية فهو بالنسبة لها الوحش المخيف القاسي والمتلبد.



اما يارا فهي الان في حالة لاتحسد عليها لعب القدر لعبته وتركها محاصرة بين كل شئ واي شئ اخر ماتوقعته ان تكتشف حقيقة زواجها كآخر شخص.



ادم بهدوء :

- يارا ممكن تسمعيني.

هزت يارا رأسها نافية ببكاء :

- مش عايزه اسمع حاجة سيبوني بقى حرام عليكم اللي بتعملوه معايا ده انا مش لعبة تتحكمو فيها مش لعبة. 



زفر ادم ومد يده ليمسكها و بمجرد ان التقت يده مع كتفها سرت قشعريرة في جسده وجسدها ايضا هذا ما استنتجه ادم من انتفاضها بخفة.



رفعت يارا رأسها له ثم ابتعدت بسرعة وهي تستغرب الشعور الذي امتلكها عندما امسكها ..... اخذت نفسا عميقا و تساءلت


 :

- امتى ده حصل بالضبط ؟

اجابها بجمود :

- من 3 سنين تقريبا وقتها عمه احمد طلب مني اتجوزك وفعلا كتبت كتابي عليكي وانتي مكنتيش فاهمة كنتي صغيرة اوي

.

جحظت عيناها بعدم تصديق ثم تلعثمت :

- اللي عملتوه ده حرام ازاي تجوزوني كده انتو فاكريني لعبة تتحكمو فيها.... انا مش موافقة على الجوازة ديه ماشي.



ابتسم ادم واقترب منها وتأمل ملامحها التي ازدادت جمالا بدموعها عيناها العسليتان ورموشها الطويلة والكثيفة بشرتها



 البيضاء الناصعة و.....شفتاها المكتنزتان تتحركان كثيرا يرغب في تذوقها مؤكد انها لذيذة جدا.......فتح ادم عيناه من تفكيره هذا ونهض بسرعة قبل ان يفقد سيطرته على نفسه :

- الفرح هيتعمل قريبا عشان نعلن جوازنا حطي في بالك اننا هنتجوز رسميا.



انتفضت يارا بفزع :

- ايييه لالا مستحيل انا هتجوزك ازاي.... انا طول عمري معتبراك اخويا ازاي هتبقى جوزي وبعدين انت مش شايف انك اكبر مني بكتير ده اللي يشوفنا هيفتكرنا اب وبنته !




نظر لها ادم بحدة وقال بنبرة مخيفة للغاية : بصي يابنت احمد انا لدلوقتي صابر معاكي وكتير اوي كمان بس لما افقد اعصابي



 هنسى انك وحدة ست حتى فخدي بالك كويس اوي ياهانم ، مال عليها ببطئ لتعود بجسدها للخلف ابتسم و غمزها بوقاحة


 :

- ثم انتي لقيتي حد زيي يتجوزك ده من حظك انك هتكوني مراتي شاب في سن مناسب    و متوفرة فيه شروط الجمال و الفلوس و كاريزما انا حلم نص البنات يا بنت عمي العزيزة.



رفعت رأسها اليه بسماجة :

- وانا من النص التاني اللي عمري ما حلمت بيك ولا شاغل تفكيري اصلا يا ابن عمي ماشي ؟




- اممم حلو على الاقل انتي بتحلمي بس خدي بالك ممكن من النهارده هكون موجود في كوابيسك طبعا ده لو لسانك فضل طويل. 

القى تهديده الصريح وخرج مسرعا تاركا اياها في صدمة كبيرة للغاية.



في هذه اللحظة دلفت رهف واحمد وحنان نظرت لهم يارا قليلا ثم ابعدت وجهها عنهم ، اقترب احمد بتوتر جلس بجانبها وقال


 :

- يارا بنتي اتأكدي اللي عملته كان علشانك ولمصلحتك.

يارا بسخرية وجفاء : 

- لا والله فيك الخير مصلحة ايه اللي بتقولو عليها تجوزوني بدون حتى مااعرف    وجاي في الاخر تخدعني وتقلي جوازك كذبة والاقيك بتقول حقيقي وهنتجوز ودلوقتي عرفت انه بقالي تلت سنين متجوزة هو الكدب اللي انا بقالي سنين عايشاه كله كان لمصلحتي ؟



احمد بهدوء :

- انا مكنتش هقدر اطمن عليكي غير مع ادم يابنتي صدقيني والله انا حطيتك في ايد امينة. 



حنان بتأكيد: 

- ادم وافق يتجوزك احتراما لابوكي وباباه وطول السنين ديه كان بيحاول يحميكي علشان هو جوزك و....



قاطعتها يارا بانفعال :

- بس بقى متقولوش جوزي لو سمحتو اطلعو عايزة ارتاح

رهف : يارا حبيبت.....

قاطعتها يارا مجددا :

- بصي انتي بالذات متتكلميش معايا خالص ونهائي كنت معتبرتك صاحبتي بس طلعتي اخت ادم وبس ياخسارة صداقتنا..


تنهد احمد ونظر لحنان ورهف وخرجوا جميعهم وتركوها تبكي كعادتها نهضت ودلفت    للحمام توضأت وخرجت ارتدت اسدالها و سجدت للخالق تصلي وتبكي بقوة راجية اياه ان يساعدها في محنتها فهي لا تريد الارتباط بأكثر رجل تمقته ولا تطيق وجوده بجانبها. 


_______________________

في صباح اليوم التالي.

كان الجميع جالسا حول طاولة الفطور عندما غمغم سليم بتساؤل :

- يارا مهتنزلش تفطر ويانا يا حنان ؟

اجابته بتنهيدة :

- مش راضية تنزل و امبارح مرضتش تتعشا كمان. 

عمر بخبث : 

- هيجيها نفس تاكل منين يا مرات عمي وهي عرفت صدفة انها متجوزة ربنا يكون فعونها.

ابراهيم محاولا تغيير الموضوع 

- احم مازن فين يا ادم ؟

اجابه بهدوء وهو يشرب كأس العصير و ينظر للطابق العلوي :

- رجع الاسكندرية امبارح يدير شغل الشركة من هناك وانا هديرها من هنا لحد مانرجع......نظر لعمر و تابع :

- نرجع انا ومراتي.

نظرت له رهف بحزن : 

- ابيه اسفة على اللي حصل امبارح مش قصدي اضايقك و اخرج بليل بس...

قاطعها بابتسامة : 

- خلاص يامجنونة بس ديه    اخر مرة تعملي كده تمام و يا ستي لو عايزة تتفسحي فاحنا اول ما نرجع هفسحك لحد ما تزهقي وتقولي عايزة ارجع البيت. 



اومأت رهف بسعادة بينما هو نظر لباب غرفتها بضيق ، لاحظته حنان فحمحمت :

- طيب انا هاخد الفطار ليارا مدام مش عايزة تنزل.

اوقفها ادم باقتضاب :

- سيبيها براحتها يا ماما لما تحس بالجوع هتجي لوحدها.... عن اذنكم. 

ذهب الى غرفته وجلس على السرير يراجع بعض الاوراق الى ان جالت صورتها في ذاكرته ، ملامحها عيونها الجميلة وجسدها الانثوي الصارخ رغم انه ممشوق لكن يبدو لفتاة اكبر



 من سنها .... شفتيها المكتنزتان يظهر عليهما التورم عندما تتبلل بالدموع و يدها صغيرة الحجم وناعمة الملمس وحتى صوتها له نبرة مميزة و ضحكتها الرائعة حقا هي جميلة للغاية.


 

زفر وشد على شعره بقوة لماذا اصبح يفكر هكذا كان يراها دائما طفلة صغيرة يعتبرها اختا له حتى بعد زواجه منها لم ينظر لها كفتاة ناضجة لكن ليلة أمس عندما حملها وشعر



 بجسدها بين يديه بدأ يراها انثى كاملة والان هو قلق من مشاعره فمع انه لم ينظر ل امرأة بحياته لكنه في النهاية رجل ويخشى ان يتعمق في مشاعره هذه و تزداد رغبته بها.



انتصب واقفا و رمى الاوراق على سريره بضجر وخرج كان المكان فارغا فمشى قليلا    في الرواق ولم يجد نفسه الا وهو يتجه لغرفتها وقف عند الباب قليلا و طرق عدة مرات لكن لم تجب عليه ففتحه و دخل. 

____________________

قبل قليل. 

نهضت يارا جالسة بعدما استيقظت من غفوتها الصغيرة مسدت رأسها ببطئ هامسة :



- انا مصدعة و جعانة جدا ياريت مرفضتش انزل اكل العند هينفعني ف ايه دلوقتي وانا مش عارفة اسند طولي من قلة الاكل


.

وقفت ودلفت الى الحمام و استحمت ثم ارتدت ملابسها...سمعت صوت طرقات على الباب في الخارج و اعتقدت انها حنان او رهف فوضعت منشفة صغيرة على شعرها المبلل و خرجت من غرفة حمامها لتنصدم عندما رأته يقف امامها !!




تفاجأ ادم من مظهرها وبقي ينظر لها..... تفحصها من الاعلى الى الاسفل ببطئ و انفاسه تتسارع شيئا فشيئا كانت ترتدي



 برمودا باللون الابيض تصل لفوق الركبة بقليل و بدي كات احمر يبرز جسدها الغض    قليلا و بشرتها البيضاء..... رفع عيناه عندما سمع صوت وقوع المنشفة على الارض و للتو لاحظ شعرها



 الاسود الطويل و رائحة جميلة تنبعث منه ووجهها الاحمر بشدة لا يدري ا بسبب الاستحمام ام بسبب الخجل عندما رآها هكذا.



اما يارا فكانت في حالة لا تحسد عليها وهي تلاحظ عيناه اللتان ستفترسانها شعرت بالحرارة تغزو جسدها فتحركت لتدخل الى حمامها لكن فجأة صرخت بفزع عندما امسكها من يدها و جذبها اليه.



بلعت ريقها وحاولت تحرير نفسها :

- انت بتعمل ايه سيبني.... بقولك سيب ايدي والله هقول للعيلة على وقاحتك ديه.

هز كتفه ببرود :

- وانا كده هخاف مثلا من تهديدك ؟ تحبي اندهلهم بنفسي يجم يشوفوني وانا مع مراتي في اوضتها ؟

يارا بحدة :

- انا مش مراتك انتو خدعتوني و جوزتوني وانا تحت السن القانوني ومن غير ارادتي !



مط شفته دون اكتراث :

- اعتراضك مش هيغير الحقيقة يا يارا اني جوزك وانسي حكاية الانفصال ديه انا مش هسيبك. 

- وليه بقى ؟



- لاني وعدت عمي احميكي لما اربط اسمك ب اسمي وكمان انا مش لعبة بينكم عشان    اتجوزك و اطلقك على حسب رغبتك انتي و ابوكي.... و يلا البسي حاجة من فوق بلاش اشوف جسمك ده عشان الشيطان شاطر وانا بسمعله اوي في الحاجات ديه.



تلونت وجنتيها بالاحمر القاني والآن تذكرت ما ترتديه امامه....تحركت ووضعت شالا خفيفا عليها ثم عادت له ، خطرت فكرة في بالها فقالت :




- وانت مش هتطلقني حتى لما.... حتى لما تعرف اني مستحيل ابصلك على    اساس زوج وكمان اني بحب حد تاني غيرك و عايزة ابقى مراته هو مش مراتك انت.



3 ثواني كانت الفاصل ليتصاعد اللون الاحمر لوجهه حتى كاد ينفجر و عيناه السوداء احمرت     حتى اصبحت بلون الدماء جز على اسنانه حتى اصدرت صوتا فهمس بنبرة مخيفة :



- قولتي ايه ؟

ارتعبت من منظره لكنها حمحمت بشجاعة :

- ايوة يا ادم انا بحب واحد زميلي في الكلية وهو ناوي يجي يتقدملي وانا ااااه.



صاحت بألم عندما رأت نفسها تلتصق في الحائط اثر دفعة ادم العنيفة لها انتفضت       برعب فقبض هو على فكها و اليد الاخرى امسك يدها ووضعها خلف ظهرها..... اقترب بوجهه من وجهها وهمهم بصوت قاتم :



- بتحبي واحد تاني وعايزة تتجوزيه ؟ جاااوبيييني !!

اغمضت عينيها برعب فزمجر :

- ده انا هموتك يا يارا لو كلامك كان صح والله العظيم هقتلك و اقتله.

هزت رأسها تنفي بسرعة :



- كلامي مش حقيقي انا بكدب.... اقسم بالله بكدب انا اصلا عمري ما كلمت راجل هحب ازاي.... س س سيبني انت بتوجعني.



 

ابتسم و حرك شفتيه بخفة على وجهها قائلا :

- المرة ديه هسيبك .... قبل وجنتها بعمق و تابع :

- بس لو عملتي كده تاني و جربتي تلعبي معايا هتشوفي مني حاجات عيب ماشي ؟



اغمضت عيناها منتفضة بخفة وهي تشعر بشفتيه و انفاسه الساخنة على بشرتها استندت    على الحائط وظلت هكذا لثوان حتى شعرت بشيء يسحب منها و لفحات باردة تضرب



 جسدها...... فتحت عيناها و نظرت حولها بتعجب فهي لم تجد ادم اين ذهب..... وضعت يديها على جسدها محدثة نفسها :



- الشال اللي كنت حطاه راح فين !

______________________

دخل ادم الى غرفته و نزع قميصه فهو يشعر بالعرق يتصبب منه ليس بسبب الجو الحار بل بسبب قربه منها.... تنهد و لف ذلك الشال الخفيف على يده ثم شمه بعمق وعلى وجهه



 ابتسامة خفيفة ترى مالذي يحدث له الآن لماذا قلبه ينبض بهذه الطريقة ولماذا يعجز عن التنفس بانتظام هذه الاحاسيس تزوره وكأنه مراهق وليس رجلا سيبلغ الثلاثين بعد ايام فقط !




عبس وجهه فجأة و زفر بخنق فهو يعلم جيدا ان هذه ليست مشاعر الحب التافهة او حتى الاعجاب فهو لم يكن يفكر في يارا الا عندما تقرب منها يعلم جيدا انه من الممكن ان تكون



 رغبة تجتاحه اتجاه زوجته مثل اي رجل لكن لا يريد ان يتعلق بأي فتاة خاصة لو كانت قريبته وابنة عمه الوحيدة !!


 الفصل الخامس زواج مؤقت.

- والقرار ده اتاخد دلوقتي ليه ؟

غمغم ادم باستغراب فأجابه احمد :

- يابني الشغل في الاسكندرية متجمع ومازن مش هيقدر يتصرف لوحده كفاية انه بيشتغل شغلنا هناك بقاله يومين




 واحنا مينفعش نقعد هنا شهر كمان انا و انت وابوك في اجتماع يخص مجلس الادارة لازم نحضره بعد بكره يبقى لازم كلنا نرجع. 


ابراهيم :

- يبقى الخطوبة مش هتتعمل في البلد طبعا لاننا مش هنقدر نروح ونجي في ظرف اسبوع ، بس انت سألت ابويا. 


هز رأسه بنعم :

- ايوة سألته وهو وافق... ايه رايك انت يا ادم الخطوبة تتعمل في الاسكندرية و الفرح هنا. 


تمتم باقتضاب :

- وليه المرمطة ديه كلها هو احنا لازم نعمل الفرح هنا في البلد ؟ 


جاء علي في هذه اللحظة :

- اكيد الفرح حيتعمل اهنيه ولا انت نسيت اصلك يا واد الاسكندرية وبجيت تتعر منينا. 


التفت له ادم بابتسامة باردة :

- مش انا اللي بنسى اصلي يا عمي وبيشرفني اني صعيدي ومدام عايزين يتعمل الفرح هنا انا معنديش مانع.... عن اذنكم. 


صعد لغرفة والدته وطرق الباب ، دخل ووجدها تحمل المصحف بين يديها وتقرأ وعندما رأته صدقت واغلقته مبتسمة :

- تعالى يا حبيبي. 


اقترب و قبل جبينها هاتفا :

- ماما متزعليش بسبب اللي حصل امبارح ، انا كنت متنرفز من البنات ومن غير ما اقصد عليت صوتي عليكي اعذريني. 


حنان وهي تمرر يدها على شعره ووجهه :

- انا مبزعلش منك خالص يا ادم مهما عملت وقلت مستحيل ازعل لدرجة تجي تعتذرلي يا حبيبي. 


صمتت قليلا ثم اردفت :

- اللي لازم نطلب منها السماح هي يارا. 


مط شفته بضيق و استنكار :

- ليه احنا حدفناها في النار يا ماما هي لازم تشكرني لاني لو متجوزتهاش كان زمانها متجوزة الولد اللي ملوش فايدة ده و


 طبعا عمي مكنش هيعترض على قرار جدي يبقى لازم هي اللي تشكرني وتعتذر مني لاني اضطريت اتجوز طفلة. 


ضحكت حنان :

- ههههه طفلة ليه البنت حلوة و سنها صغير اه بس مناسب ليك.


ابتسم بتهكم :

- مش بيهمني هي بالنسبالي زي رهف اختي ومستحيل ابصلها ك أنثى ابدا ، ممكن اسألك بتبصيلي كده ليه يا ماما ؟




قالها باقتضاب عندما وجدها ترفع حاجبها وتبتسم فحمحمت :

- احم لا ولا حاجة كنت بفكر في حاجة كده ، المهم انا هروح انده يارا يمكن تتوافق تاكل مفطرتش الصبح على الاقل تتغدا معانا. 

- ماشي وانا هروح اوضتي اكلم مازن و انزل اتغدا انا جعان. 

- طيب. 


قبل جبينها و يدها و ذهب الى غرفته وبعد دقائق خرج وقابل والدته التي اخبرته بأن يارا ترفض الاكل. 


تنهد بضيق فقالت :

- المسكينة مكلتش حاجة من امبارح ووشها اصفر بس معندة روح كلمها يا ادم يمكن تقدر تقنعها. 


ادم بضجر :

- يا ماما انا مالي هي..... ماشي هكلمها. 


اتجه الى غرفة يارا و اضطر لطرق الباب لان حنان كانت تراقبه.... اذنت يارا بالدخول بعدما وضعت الحجاب على شعرها فدلف :

- وبعدين معاكي مش راضية تاكلي ليه ؟


هزت كتفيها وهي تعبث بهاتفها دون مبالاة :

- مليش نفس. 


اغتاظ و سحب الهاتف من يدها :

- لما اكلمك بصيلي و اعدلي نفسك. 


تأففت يارا بحنق :

- اوووف بقى انت مالك ان كلت ولا لأ ان شاء الله اصوم ااسبوع حتى انت مالك يا ربي ؟




اجابها بحدة :

- فعلا مليش دعوة انتي مبتهمنيش اصلا بس ماما قلقانة عليكي بطلي دلع بقى و كفاية تشغلي بالها بيكي هي مش ام...


.


توقف عن الكلام فأخفضت عينيها بدموع :

- ماما لو كانت عايشة مكنتش هتخليكم تتحكمو في حياتي كده. 


اخذ نفسا عميقا وجلس بجانبها متحدثا بهدوء :



- بس ماما هي مامتك و بتخاف عليكي اكتر من بنتها و حتى باباكي بيحبك ، بصي يا يارا احيانا بنضطر نتنازل شويا و نتقبل الواقع الحياة بتخلينا نعمل حاجات مش عايزينها و




 بنلاقي مشكلة في اننا نتعايش معاها بس الوقت كفيل يحل اي حاجة..... احنا الاتنين مكناش بنتمنى نتجوز بالطريقة ديه بس اللي حصل حصل. 


رفعت نظرها اليه :

- هو انا ليه احيانا بحس انك هادي و حنين وبتتفهم غيرك واحيانا بحسك قاسي ومعندكش رحمة ايه التناقض الغريب اللي فيك ده. 


رمقها بهدوء :

- ملكيش دعوة.... مش هتنزلي تاكلي بقى انا جعان و ماما مش هتسيبني اكل غير لما حضرتك يا طفلة تشرفي معايا. 


يارا بغيظ :

- انا مش طفلة انت اللي عجوز ! عمتا انا جعانة اووي كمان بس.... بس مش عايزة انزل و اسمع كلام عمو علي و ابنه المستفز و مش حلو اكل هنا في الاوضة. 


صمت قليلا ثم انتصب واقفا :

- طيب يلا قومي جهزي نفسك هاخدك تتغدي برا. 


حدجته بدهشة :

- افندم ! لا انا....


قاطعها بصرامة :

- بقولك ايه اسمعي الكلام انا مبحبش اعيد اللي قولته مرتين يلا بسرعة بس لو عايزة تكملي اليوم وانتي جعانة براحتك. 


مطت شفتيها :

- ماشي بس اسأل بابا الاول. 


بعد دقائق كانت تركبه بجانبه في السيارة لتقول :

- مكنش ينفع تكلم ابن عمك بالطريقة ديه. 


طالعها بحدة :

- هو ماله اخرج معاكي ولا لأ انا بعمل اللي عايزه ومحدش بيتجرأ يناقشني لو جدي     مكنش معانا كنت هعرف اتصرف معاه ازاي..... وبعدين تعالي هنا هو صعب عليكي ولا ايه. 


اشاحت وجهها عنه بتوتر من شكله و نبرته :

- لا طبعا.... احم ممكن نروح. 


انطلق بسيارته بسرعة و اخذها الى احدى المطاعم طلب لها عدة اصناف قائلا :

- اتفضلي يا طفلة. 


نظرت يارا للمأكولات الشهية امامها و احست بمعدتها تصرخ من شدة الجوع فبدأت بالاكل بسرعة وادم ينظر لها بتعجب ثم بدأ الاكل ايضا..... بعد فترة نظرت له :

- ممكن تطلبلي تاني ؟ انا لسه جعانة. 


اجابها باستنكار :

- هطلبلك تاني عادي بس اوعى تاكليني انا كمان.

- هاها خفة. 


مر الوقت سريعا و خرجا من المطعم طلبت منه يارا ان يمشيا قليلا فهي بالفعل لا تريد العودة الآن ، اتصل ادم ب احمد و اخبره انهما سيتأخران ثم اغلق الخط :

- تحبي تروحي فين. 


هزت كتفها وهي تمسك يده دون قصد :

- اي مكان عادي.


نظر لها قليلا وكاد يسحب يده لكنه تراجع رغم شعوره بالضيق قليلا ف الناس هنا لا يعرفان    ان حفيدا كبيرهم متزوجان وان رأوهما هكذا ستكثر الاقاويل عنهم لكن رغم ذلك تحرك معها و



 ذهبا الى اماكن عديدة و اخذها الى محل الملابس واشترى لها اشياء كثيرة رغم رفضها. 


نظرت يارا الى ساعة يدها و شهقت :

- احنا بقينا المسا يا ادم و بابا زمانه قلقان عليا انا مخدتش بالي اننا طولنا اوي يلا نرجع. 

- ماشي يلا بس العربية بعيدة من هنا هنمشي شويا. 

- مفيش مشكلة. 


بعد مدة كان يتوقف بسيارته امام السرايا كانت الشمس قد بدأت بالغروب تنهدت يارا و نظرت له :

- شكرا. 


رد عليها دون ان ينظر لها :

- العفو يلا انزلي مش هقعد استنا كفاية اني ضيعت وقتي معاكي. 


ضيقت عينيها بتذمر :

- همجي ومغرور. 


مدت يدها لفتح الباب لكنها لم تستطع زفر ادم ومال عليها :

- هو انتي مبتنفعيش في حاجة هتفضلي غبية كده وانا بقول داخلة تجارة ليه. 


يارا :

- تجارة انجلش.

- مش فارقة. 

- على فكرة مفيش كلية اقل من التانية الكل زي بعض بس كل واحد و اهتماماته بتبقى ايه يا بشمهندس. 


قلب عيناه هامسا :

- غبية. 


ابتسمت باتساع :

- سمعتك على فكرة ، متشكرين يا رجولة ابعد بقى خليني اتنفس ااانت مقرب كده ليه. 


قالتها بارتباك عندما رأته يكاد يلتصق بها ، نظر ادم لها وبدون شعور غاس في ملامحها الجميلة حتى وصل بنظره الى شفتيها اللتان ترتجفان....


بلع ريقه و ازدادت وتيرة تنفسه ليقترب اكثر خافت يارا وكادت تخرج لكنه جذبها من يدها شهقت بخفة لكنها لم تكملها عندما لامست شفتاه خاصتها في قبلة مفاجئة !!


وضع ادم يده خلف عنقها و الصقها به ، قبلها ببطئ مدروس و تمهل كأن الوقت كله لهما وضع يده الاخرى على وجهها و استمر بتقبيلها 

وكلما شعر بجسدها المرتجف و يدها التي تحاول ابعاده ازداد شغفا و قوة حتى بدأ يقبلها بعنف دون ادراك منه !


اصدرت يارا انينا متألما تطالبه بالابتعاد عنها حتى فعل وبمجرد ابتعاده شهقت بخفة وكادت تبكي لكنه همس بأنفاس متسارعة :

- انتي مراتي.... انا معملتش حاجة غلط !!


اغمضت يارا عينيها تتنفس بصوت مسموع غير مصدقة لما عاشته الآن ، رفعت عسليتاها تطالعه بنظرات مبهمة حتى دفعته عنها و نزلت من السيارة.


دخلت بخطوات سريعة حتى قابلتها رهف التي سألتها بقلق : 

- يارا انتو اتأخرتو كده ليه و مجنتيش بتردي على اتصالاتي خوفتينا عليكي. 


نظرت خلفها باضطراب :

- مخدتش بالي من الاتصالات. 

- طيب تعالي معايا كويس ان جدو سليم وبابا و عمو مش هنا ومعرفوش انكم لسه واصلين في الوقت ده.


- يارا ثواني. 

كان هذا صوته وهو يناديها تسمرت مكانها متوترة وقالت :

- اا ايوة. 


توقف ادم امامها و اعطى لها الاكياس :

- نسيتيهم في العربية... وكمان تلفونك اهو. 

- ش ش شكرا. 

اخذتهم بسرعة و صعدت الى غرفتها بينما نظرت له رهف بتذمر :

- وانا مجبتليش حاجة يا ابيه ؟


ابتسم و قدم لها كيسا امسكته و اخرجت ما بداخله لتجد علبة هاتف باهض الثمن ، شهقت بدهشة متمتمة :

- معقول ده ليا انا. 


غمغم بخشونة :

- انتي كنتي عايزة واحد جديد وانا جبتهولك مش قصة يعني. 


ابتسمت بسعادة واحتضنته :

- انت احلى اخ في الدنيا ديه كلها انا بحبك اوي. 


حمحم وابعدها عنه برفق :

- انا هدخل انام شويا اصلي مصدع. 

- ماشي. 


صعد لغرفته و استحم وغير ملابسه ارتدى بنطال كحلي وتيشرت ابيض ثم امسك احدى الملفات وبدا يراجعها.... فجأة لاحت في ذاكرته صورة يارا وهي تمسك يده وتضحك تلك اللمعة في عينيها العسليتان هذه اول مرة يلاحظها. 


ابتسم بهدوء محدثا نفسه :

- معقول ادم القاسي اللي طول حياته مبصش لبنت تجي طفلة تشغل باله للدرجة ديه انتي       مختلفة يا يارا.... او للدرجة ديه مكنتش واخد بالي منك طول السنين ديه. 


تنهد و اكمل ما يفعله وبعد ساعة طرق الباب دخل احمد قائلا بجدية :

- ادم انا عايز اكلمك في موضوع مهم. 


رفع حاجبه ثم طالعه منتظرا ما سيقوله :

- اتفضل ؟


______________________

صباح اليوم التالي. 


استيقظت يارا و ارتدت ملابسها فستان رقيق باللون الپيج ضيق لحد الخصر ثم يتسع بعدها و طرحة باللون الابيض الذي يظهر بشرتها البيضاء الناعمة اكثر ، نظرت لنفسها في المرآة لثوان ثم مررت يدها على     شفتيها ببطئ شديد وهي تتذكر قبلته رغم رفضها لها وغضبها لأنه اقترب منها بدون ادنى حق





 لكنها لا تنكر انها عاشت لحظات جميلة معه البارحة حتى تلك القبلة جعلتها تجرب احاسيس لم تجربها من قبل ولمسة يده الخشنة عليها يا الهي هل كل هذا فقط لأنه قضى يوما واحدا معها !!


هزت رأسها على تفكيرها ثم همست باسمة :

- هو قاسي بس كيوت شويا مش بطال.... ههههه يجي يوم و اتقبله كزوج ليا ؟


اجابت نفسها :

- لو فضل معايا كده هتعلق بيه ومش هيبقى عندي مانع ابقى مراته رسمي ، بس بس ايه الكلام ده. 


نزلت للاسفل وجلست على طاولة الفطور بجانب رهف التي همهمت بخفوت :



- سبحان الله امبارح كنا بنتحايل عليكي تنزلي مرضتيش بس من لما ابيه ادم خرجك تتغدو برا وقضيو وقت مع بعض الابتسامة منزلتش من على وشك. 


نظرت لها بطرف عينها :

- اكيد مش هفضل زعلانة وانتو عايشين حياتكو بعد ما خدتو عني اهم قرار في حياتي مش كده. 


همست بحزن :

- متفكريش كده يا يارا حتى انا معرفتش غير من شهر سمعت بابا و عمي بيتكلمو على    الموضوع ده بالصدفة وكنت عايزة اقولك بس ماما حلفتني يفضل سر بيننا وحتى لما قولتلك



 الحقيقة كانت زلة لسان مني بس عمري ما فكرت اخدعك او اخبي عنك حاجة انتي عارفة اني بعتبرك اكتر من اخت ليا ومستحيل ازعلك. 


تنهدت يارا بعمق :

- اللي حصل حصل بقى مفيش داعي نتكلم فيه. 


اومأت ثم ابتسمت فجأة :

- على فكرة ابيه ادم انسان كويس هو قاسي شويا و صارم ومستفز بس فيه حنية الدنيا كلها و اعتقد انتي فهمتي قصدي بعد الوقت اللي قضيتيه معاه امبارح. 




صمتت قليلا تتذكر جولتهما وكيف فعل كل شيء لتتخلص من حزنها وتعود اليها ضحكتها و تقبيله الصادم لها ، اغمضت عيناها ثم ابتسمت دون شعور لتلتمع عينا رهف بخبث :



- اه صحيح انتي محكيتليش على اللي حصل معاكو امبارح.... شفايفك ورمت ولونها كان احمر. 


شعرت بالخجل يغزوها لذلك نظرت لها بطرف عينها :

- مفيش حاجة من اللي بتفكري فيه ماشي !!


صدع صوت جدتهما تنبههما بالصمت اثناء تناول الطعام فوضعت رهف يدها على فمها بطريقة مضحكة. 


بعد فترة صعدت رهف الى غرفتها و اتجهت حنان مع زهرة الى المطبخ و الرجال ذهبوا للخارج اما يارا فكانت تنظر الى باب غرفته في الاعلى مستغربة عدم ظهوره الى الآن.





هزت رأسها محاولة ابعاده عن تفكيرها ف اليوم سيسافرون وعليها تجهيز حقائبها ، صعدت الدرج ركضا ثم تمشت في



 الرواق وهي تطالع هاتفها حتى شعرت بنفسها تصطدم في جسد صلب تعثرت وسقطت على الارض لتصيح بألم :

- اااه رجلي. 


رأت يدا تمتد اليها فرفعت رأسها ووجدت ادم بقامته الشامخة يطالعها ببرود ، امسكت يده بتوتر ووقفت :

- احم س س سوري مكنتش واخدة بالي منك. 


تكلم بحدة استغربتها  :

- طيب تاني مرة خدي بالك عشان مضطرش اقف و اشيلك كمان !


انتفضت من نبرته الغاضبة لتقول بحزن :

- انا اسفة ، احم انت منزلتش تفطر ليه ؟

- انتي مالك اوعى تكوني مسؤولة عني او فاكرة نفسك مراتي بجد عشان تسألي عليا ؟


هتف بها في سخرية فدمعت عيناها :

- ادم ااانت بتكلمني كده ليه امبارح كنت كويس ايه اللي حصلك فجأة.... حتى انك قولتلي انتي مراتي و...


ضحك ادم دون مرح :

- مراتي ايه انتي مجنونة ديه كانت كلمة عادية بس انا عمري ما هفكر فيكي على اساس انك زوجة ليا.... ولا فاكرة اني انجذبت ليكي و بوستك من جمالك ؟


سكت يطالع ملامحها المصدومة ثم انخفض لها يهمس بقسوة :

- انتي ولا حاجة صفر على الشمال وزيك.... زيك زي اي بنت تانية قربت منها.


انهى كلامه و تحرك تاركا اياها متسمرة مكانها و الصدمة احتلتها ترنحت قليلا وهي      تتذكر كلامه "زيك زي اي بنت تانية قربت منها " ، هل له علاقات من ذلك النوع مع الفتيات ؟!! هل يعتبرها واحدة منهم لذلك تقرب منها !!


مسحت دموعها بشدة و احتدت عيناها لتنزل الى الاسفل سألت عنه و اخبروها انه في غرفة المكتب فذهبت اليه وقبل ان تدخل سمعت كلامه وهو يتحدث مع احدهم....

____________________


دخل ادم الى المكتب وجلس و امارات الغضب بادية على وجهه تذكر وجهها ودموعها فشد على شعره :




- بسس خلاص اطلعي من دماغي بقى !

رن هاتفه وكان مازن فتح الخط ليباشره الاخر بالاسئلة وعندما اخبره ادم بموعد الخطوبة و الزفاف. 


مازن بضحكة :

- مش معقول بنت عمك عرفت انها متجوزاك وكمان حددت موعد الخطوبة والفرح طب وهي عملت ايه وافقت ؟

ادم بهدوء :

- هتعمل ايه يعني مضطرة تتقبل الحقيقة حتى لو غصب عنها.


تنهد مازن :

- بس انت كده يا ادم بتجبرها تعيش حاجة هي مش عايزاها افرض مثلا مكنتش عايزاك جوزها انت هتقبل على نفسك تعيش مع واحدة عارف انها مش بتحبك ؟





اسند ظهره على الكرسي وقال بسخرية لاذعة :

- لا اطمن هي لازم تشكر ربنا انها هتبقى مراتي رسميا مش هتلاقي واحد زيي خالص.


مازن بسخرية هو الاخر :

- بس انت هطلقها.

صمت ادم قليلا ثم اردف بجدية :

- خلاص سيبك من الكلام ده و...


صمت عندما رأى الباب ينفتح بقوة اغلق الخط ليرى يارا تدلف وهي تصرخ بغضب :

- اشكر ربنا عشان هبقى مراتك ليه انت فاكر نفسك مين ؟

رد عليها ببرود :

- وطي صوتك ده اولا وثانيا انتي ازاي تجيلك الجرأة تتسمعي عليا وانا بتكلم ولا تربيتك ناقصة كده ومبتفهميش في الادب. 


زمجرت بعصبية :

- بقولك ايه سيب سيرة التربية ديه عشان لو اتكلمنا عليها انت اللي هتبقى الخسران ، كنت بتقول بقى ان زيي زي البنات التانيين صح ؟


لم يجبها فتابعت بحدة :

- بس انت احقر واحد في الكون ده ومش متربي ومش محترم و...


في اللحظة التالية كانت يارا قد سقطت على الارض بسبب صفعة ادم العنيفة

انتفضت ونظرت للارض بصدمة تحسست شفتيها وجدتها تنزف ، اغمضت عيناها بألم و شعرت برغبتها في البكاء لكن




 منعتها كرامتها ، لم يتجرأ احد ويرفع يده عليها من قبل كيف يأتي هذا الشخص بكل بساطة ويصفعها من يظن نفسه.


اما ادم فجذبها من ذراعها معنفا اياها :



اللي مش محترم الحقير ده لولاه كنتي هتكوني متجوزة ابن عمك اللي متجوز و مطلق مرتين ولولايا مكنتيش تحلمي حتى ف انك تكملي دراستك وحياتك عارفة يا يارا انا بكرهك اوي





 بس ملزم بيكي عشان احميكي و انفذ وعدي لأبوكي للاسف ، ديه اخر مرة صوتك يعلى فيها عليا تاني او تقللي ادبك بالكلام معايا هقطعلك لسانك فاهمة.


طالعته يارا بصدمة غير مصدقة انه نفس الشخص الذي قضت معه يومها البارحة او نفس      الشخص الذي ضحكت معه و عاملته دون تكلف لماذا يتصرف معها هكذا مالذي اختلف من ليلة البارحة الى اليوم. 


ورغم حيرتها و حزنها الشديد الا انها رفعت يدها و صفعته للمرة الثانية صارخة :

- ديه اخر مرة ترفع فيها ايدك عليا اوعى تتجرأ تعملها تاني سامعني !! انا كنت ابتديت     افكر ف انك شخص كويس بس انت فكل مرة بتثبتلي انك من غير قلب ولا رحمة.... انا بكرهك يا ادم بكرهك !!


دفعته من صدره و نظرت لملامحه الهادئة كأنه لم يتأثر بضربها له مثل غضبه و عصبيته اول مرة ، نزلت دموعها فغادرت غرفة المكتب سريعا و دخلت الى غرفتها بسرعة تحاول كتم بكائها





 فهذا الحقير لا يستحق نزول دمعة واحدة منها.... اخذت نفسا عميقا و اتجهت الى غرفة حنان التي نظرت لها بقلق من شكلها :

-  يالهوي ايه اللي حصلك يا يارا انتي كنتي بتعيطي ؟

ركضت لها يارا وجلست بجانبها على السرير وضعت رأسها على قدميها وقالت ببكاء هستيري : 

- انا مش عايزاه يا ماما مش عايزاه ابدا.

حنان باستغراب :

- مين ادم....ليه هو عملك ايه. 

فكرت يارا ان تقول لها لكنها تدرك انها ستذهب وتؤنبه ولأنها باتت تعلم طبيعة تفكير       ادم ف انه سيتمسك بها مدامها زوجته لن تستطيع الافلات منه واذا عرف والدها بما فعله ستحدث مشكلة كبيرة لا تعلم لماذا لكنها لا ترغب في ان يتعرض ادم الى التعنيف من ابيها ووالده ووالدته !!  






نهضت من حضنها متمتمة :

-  مش عايزه اتجوزه افهموني بقى ليه بتعملو معايا كده انا مبحبوش انا بكرهه ازاي تتحكمو في حياتي وتجبروني اعيش مع راجل طول عمري بخاف منه !




مسدت حنان على رأسها وقالت بحنان ام :

- ده اللي مضايقك بس !

عقدت حاجبيها باقتضاب :

-  وده مش كتير يا ماما ولا ايه.....حضرتك بتقصدي ايه بالكلام ده ؟

ابتسمت وابعدت يدها نظرت ليارا وقالت بهدوء لتلقي العاصفة الكبرى مع كلماتها : 

- جوازكم مش هيدوم اكتر من شهرين........ده جواز مؤقت !!


#الفصل_السادس : ستحبها رغما عنك...

_________________________

يارا بدهشة : 

- جواز مؤقت ده اللي هو ازاي يعني

ابتسمت حنان وقالت :

- بصي انا هفهمك كل حاجة انتي عارفة ان مامتك ربنا يرحمها كانت بنت عم باباكي صح

اومأت يارا فاردفت حنان :

- من زمان اوي عمك علي كان عايز يتجوز مامتك بس جدك موافقش عشان كان لسه طايش ومش بتاع مسؤولية وجوزها





 ل ابوكي وباباكي كان بيحب مامتك جدا وبعد سنتين شرفتي انتي وقتها ادم كان عمره 10 و ابن عمك عمر كان 14 سنة....

يارا باستغراب :

- وايه اللي حصل بعدها

تنهدت حنان واكملت بأسى : 

- في الوقت ده عمك علي ومراته اطلقو وسافر مع ابنه ومرضيش يرجع لهنا تاني لانه كان واخد موقف من جدك




 وزعلان منه جامد اوي و جدك تعب جدا من الزعل وطلب من علي يرجع بس هو شرط عليه علشان يرجع انه يوعده بحاجة....

صمتت حنان ثانية فسألتها يارا بلهفة :

- اه وبعدين شرط عليه ايه.

حنان : 

- شرط عليه انك لما تكبري يجوزوكي لابن عمك عمر واحمد مقدرش يرفض علشان    صحة جدك ووافق بالعافية فجدك اعلن للكل ان بنت احمد هتتجوز ابن عمها لما تكبر و مقالش عن



 اسمه وعلي رجع لعيلته وفهم عمر انك مراته المستقبلية و باباكي كان مضايق جدا من الموضوع ده خصوصا لما مامتك ماتت وانتي ف 8 سنين وبرضو مكنش راضي بعمر لانه متهور





 ومش بتاع مسؤولية زي ابوه تماما ده غير انه كان عايز يجوزك ل ادم واتناقش مع ابراهيم على حل وقتها انا قلتلهم على فكرة جوازك من ادم

يارا بصدمة :

- اييييه يعني انتي صاحبة الفكره ديه

تنهدت حنان وقالت بأسى : 

- مكنش قدامنا غير الحل ده وقتها ادم كان رجع من امريكا لما خلص دراسته وكنتي انتي 16 سنة واول ماقولناله على فكرة جوازكم رفض جامد لانه كان شايل فكرة الجواز من عقله



 وبرضو انتي لسه صغيرة بس احمد قاله انه جواز مؤقت ومش هيقولو لحد و في الوقت المناسب الكل هيعرف حقيقة زواجك وكده انتو اتجوزتو بدون علمك طبعا 

يارا بحزن :

- بس ابيه ادم فحياته معاملنيش حلو وكان دايما يزعقلي جامد وبدون سبب حتى بقيت اخاف من خياله

ابتسمت حنان وقالت : 

- ادم طول عمره صارم وشديد وخاصة انه مكنش عايزكم انتو ورهف تعيشو حرية زايدة و احنا في الاسكندرية وهو فحياته




 مجاش الصعيد خالص واول ماجينا لاحظ على عمر انه بيبصلك كتير وادم نظرته مبتخيبش وعرف من ابوه الحكاية




 وطلب منه يبعدو عنك فعلشان كده ادم كان قاصد ميخليكش تطلعي قدامه ومن غير مايطلب حتى ادم بحياته مكنش هيرضى حد ياخد حاجة ليه




تجهمت ملامحها :

- بس حتى رهف مكنش يعمل معاها كده ليه انا بالذات

حنان :

-  لأنك مراته يا يارا و لما ان الاوان طلب عمر من جدك ينفذ الوعد بس ادم فاجأهم انه     بقاله زمان متجوزك و حطهم تحت الامر الواقع ومحدش بيقدر يعترض على حاجة حصلت في الاساس بس متقلقيش ياحبيبتي بعد شهرين او تلاتة من



 جوازكم هتطلقو وادم مش هيجي جنبك نهائي وهيعاملك زي رهف تماما احنا عملنا كل ده علشان تخلصي من العهد اللي قطعوه لبعض من زمان.




اومأت يارا وهي لاتزال تحت تأثير الصدمة نهضت وذهبت لغرفتها وهي في قمة     سعادتها لادراكها ان هذا الكابوس مؤقت دلفت للحمام وتوضأت خرجت وسجدت لخالقها تدعوه بان




 يريحها ويرزقها بما تتمناه وبما يرضى وان يعود كل شئ لحالته وبعدما انتهت اخذت المصحف الشريف وجلست تقرأ آياته الكريمة...




_____________________________

في المساء

خرج ابراهيم واحمد وحنان ويارا ورهف وكذلك بقية العائلة ليودعوهم فهم سيعودون    الى الاسكندرية ، كان ادم ينتظرهم خارجا مستندا على سيارته ينظر لهم بهدوء



احتضنت زهرة حنان :

- مع السلامة يا بنتي. 

حنان بابتسامة :

-  والسلام ليه بس احنا هنلتقي الاسبوع الجاي نفسي افهم ليه مش هتيجو للخطوبة

زهرة :

- جولتلك مهنجدرش نسافر وياكم عمك عيان جامد و هنجهز لفرح العرسان. 

اومأت حنان بتفهم فاقتربت يارا وقالت بمرح : 

- ايه ايه بتتمعشقو قدام الناس كده مش عيب.

حنان :

- ههههه يابت عيب اسكتي

زهرة :

- مجنونة طول عمرك

يارا بغمزة :

- ههههه ماانتو اللي بتحضنو بعض راعو مشاعر السناجل الله.

رهف بسخرية : 



- لا والله مانتي    متجوزة ياروح خالتك وجوزك واقف قصادك اهو اندهيله يجي يحضنك و ابيه ماشاء الله جسمه كله عضلات هتحسي بدفاه كويس اوي. 




خجلت يارا واحمرت وجنتيها فحذرتها زهرة :

- بت عيب عليكي ربنا يصبرك عليهم ياحنان هتوحشكم جوي.

احتضنتها يارا ورهف وودعوا الجميع وقبل ان تركب يارا سيارة احمد اوقفها عمر بابتسامة : 




- مع السلامة يابنت عمي هنتوحشك جوي

نظرت له يارا بضيق من كلامه وقبل ان تقول شيئا كادت يد قوية تمسكها سرت قشعريرة في يدها وادركت صاحب تلك اليد جيدا

ادم ببرود : 



- وانت برضو هتوحشنا ياعمر ولا ايه رايك ياحبيبتي.

نظرت له يارا بصدمة ثم احمرت وجنتاها بشدة حاولت ابعاد يدها لكن لم تستطع فيده ضخمة للغاية مقارنة بيدها الصغيرة



نظر له عمر بضيق وذهب بينما سحب ادم يارا للجانب.

يارا بحدة خفيفة :

- ادم عيب اللي بتعمله سيبني احسنلك !

شدد ادم قبضته على معصمها وقال بتهديد :- بصي هما كلمتين بس الكلام مع الواد ده ممنوع والضحك قدام الرجالة ممنوع




 والهزار ممنوع كني واقعدي وبلاش الحركات الغبية ديه سامعاني يابنت عمي ؟




اجابته من بين اسنانها 

:

- مش هتجي انت على اخر الزمن تعلمني حدودي وابعد عني احسن والله اقول لبابا على اللي عملته معايا الصبح وهيخليك مسخرة. 


رد عليها باستهزاء :

- اعلى ما فخيلك اركبيه ويلا اتفضلي اركبي جمب رهف ومتخلنيش اسخع صوتك طول الطريق. 


سحبت يارا يدها بقوة :

- حتى انا مش عايزة اسمعك صوتي ماشي؟


تركته وركبت في سيارة ادم من الخلف وضعت رأسها على كتف رهف و الغضب يتآكلها من هذا المستفز الاحمق.




انطلق ادم بسيارته وهو ينظر لها من الفترة للاخرى كيف تلعب بيديها بتوتر وتعض على 



شفتها السفلى اغمض عيناه وزفر بهدوء فيوما ما سيجن من تصرفات هذه الفتاة.




اما يارا فهي الان في حالة لاتحسد عليها من الاحراج تطلعت له قليلا وتاهت في ملامحه هو وسيم للغاية بشرته الخمرية الجذابة ملامحه شرقية اكثير جاذبية عيناه سوداوتان كظلام





 الليل وحادتان من ينظر لهما يجزم ان هناك نارا تنبعث من مقلتيه رموشه كثيفة انفه دقيق وشفتاه مكتنزتان جذابتان.





رفعت نظرها قليلا لتتأمل شعره الكثيف الاسود الناعم تذكرت انه كلما يغضب يعبث فيه    ليهدأ اخفضت بصرها ولاول مرة تلاحظ كم ان المدعو زوجها مفتول العضلات عريض المنكبين




 وايضا طوله فارع للغاية مقارنة بجسدها و قامتها القصيرة وملابسه عبارة عن بنطال كحلي وتيشرت اسود وبليزر كحلي تساءلت ترى لماذا دائما مايرتدي ملابس داكنة مثل شخصيته



 تماما غامض مغرور بارد هو مغرةر قليلا لكن ثقته بنفسه وهدوؤه ورزانته تجعل منه جذابا للغاية عكس صديقه مازن الذي لايكف عن المزاح.




ابتسمت على افكارها وهنا انتبهت انها بالغت في تأمله لكن هذه أول مرة تنظر له جيدا او بالاحرى هذه اول مرة سمحت



 لعينيها بتامله.....تنهدت بعمق ونظرت للنافذة حتى غفت....

اما هو فكان يلاحظ نظراتها جيدا ويتابعها بصمت تاملت



 ملامح وجهه وشعره حتى انها وزعت نظراتها على جسده حتى اعتقد انها هذه المرة الاولى التي تراه لكن عيناها فضحت


 الانبهار الذي صدر منها ابتسم ابتسامة جانبية وبدا يراقبها هو الاخر وهاهي الان تنظر للنافذة بعد ان انتبهت اخيرا ان تصرفاتها فضحتها.



تذكر قبلته لها وشفتيها اشبه بالممنوعات لذيذة وخطيرة في نفس الوقت ليتهم   يعلمون ان شفتاها من المحرمات من يتذوقها يدمنها شعرها الذي رآه لاول مرة اسود ناعم وطويل


 يزيدها جمالا جسدها الانثوي الصارخ وعيناها الجذابتان مشبعتان بلون العسل الصافي يجزم انه لم يرى عيونا كعيونها

"ومن لم يقع في عشق عيناك



مازال عن جمال الدنيا اعمى"

هكذا مرت فترة السفر هو يراقبها وهي تراقبه ومشاعر عديدة خلقت لتكون اول كلماتها..... ستحبها رغما عنك.

________________________

وصلوا للاسكندرية اخيرا توقفت السيارتان عند وصولهما ترجل ادم من سيارته وكذلك الجميع.

تنفس احمد الصعداء :

- و اخيرا وصلنا.

ابراهيم بضحكة :

-  معاك حق امشي ندخل الفيلا بتاعتي

احمد : 

- لا يارا تعبانة وهتقع دلوقتي لو منامتش.

نظر ادم ليارا وجدها تفرك عيناها وتقف بضعف ابتسم بهدوء فقالت رهف :

- عمو احمد عايزة يارا تنام معايا بلييز.

احمد وهو ينظر ليارا بضحكة : 

-اه ياريت عندي شغل وهتعمل دوشة لو قعدت معايا. 

يارا بنعاس : 

- ربنا يسامحك يا ابو حميد ده انا كيوت خالص.

دلفت حنان ورهف و يارا وذهب ابراهيم مع احمد لمنزله وادم ليناقشوا بعض الاعمال. 


في منتصف الليل

استيقظت يارا وشعرت بالعطش خرجت من غرفتها بملابسها البيتية فهي لم تتذكر بعد انها ليست بمنزلها خرجت من غرفتها



 وهي غير واعية تمشي وعيناها مغمضتان لم تشعر الا وهي تصطدم في جسم صلب للغاية ارتدت للخلف وفتحت عيناها ووقع نظرها عليه لتشهق بفزع



يارا بصدمة : ادم.....


كان ادم قد عاد منذ دقائق دخل الى غرفته و ارتدى ملابس مريحة ، نظر للمرآة وتذكر    كلام احمد له ليلة البارحة فأظلمت عيناه بشدة وود لو يكسر كل شيء امامه لكنه هدأ نفسه قليلا. 



نزل للأسفل ليشرب الماء وعندما عاد يصعد الدرج لمحها من فوق تمشي بترنح وعيناها مغمضتان قليلا ابتسم عليها واتجه اليها وقف مقابلها حتى اصطدمت به..


يارا بصدمة :

- ادم ؟ انت بتعمل ايه هنا. 


اجابها بهدوء :

- مش عارف يمكن عشان ده بيتي وانتي قاعدة فيه ؟


تذكرت انها من المفترض ان تكون نائمة مع رهف الآن شهقت بفزع و كادت تهرب من امامه لكنه امسك يدها :

- استني عندك في ايه بتهربي مني ليه ؟


تمتمت بخجل :

- اا... مينفعش تشوفني بهدوم البيت وبشعري. 


ضحك باستخفاف واردف :

- بس انا شوفتك من قبل بشعرك ولمستك و بوستك كمان. 


شهقت بعنف وشعرت بالدماء ترتفع اليها لتغزو وجهها اخفضت رأسها وقبل ان تنطق كلمة واحدة تركها ادم فجأة :

- سبتك اهو تقدري تروحي. 


استدار ليذهب لكنها اوقفته بكلامها :

- ايه اللي غيرك فجأة كده ؟


نظر لها باستفهام فوضحت :

- امبارح كنا مع بعض مبسوطين عملتلي حاجات حلوة اوي عشان تفرحني للحظة    حسيت انك انسان كويس جدا و ممكن نعرف نعيش مع بعض بس ، بس النهارده الصبح اتعاملت معايا وحش اوي وكمان....




صمتت بحزن عند تذكرها ما حدث بينهما فحمحم ادم مغمغما :

- بخصوص اللي عملته انا   مكنتش اقصد بس اتنرفزت ومن غير ما احس.... احم انا مرفعتش ايدي على بنت من قبل بس يعني... انا عارف اني غلطت ف ... بعتذر !!



طلب ادم للإعتذار كان شيئا مستحيلا بالنسبة اليها... لو لم تكن تقف امامه الآن و تسمعه     بأذنيها لكذبت من قال ان ادم يعتذر ! لكن فعلته ايضا لم تكن بالعادية لذلك حقا كان يجب عليه قول كلمة " آسف ".



استطرد ادم بلهجة تغيرت للحدة :

- وانتي مش هتعتذري ؟ انتي كمان رفعتي ايدك عليا وللمرة التانية. 


جالت عيناها في محجريهما قبل ان تردف ساخرة  :

- طبعا ادم المتحضر مش   هيعيش لفترة اكتر من نص دقيقة... عمتا رغم انك اللي ابتديت الاول بس عادي ، سوري. 


- ايه سوري ديه ما تقولي آسفة !



هتف بها وهو يعقد حاجبيه عابسا لتتابع يارا كاتمة ضحكتها :

- معلش بتجي سهلة لما متكلمش عربي اصل كرامتي مبتعرفش انجلش فهي مش هتفهم لما اقول سوري. 



صمت ادم زافرا بضيق يختلجه لتباشره يارا بالسؤال :



- هو بابا قالك ايه امبارح ؟ بعد ما رجعنا انا وانت شوفته بيدخل اوضتك هو زعقلك عشان اتأخرنا بالله عليك جاوبني. 


نظر الى عينيها مباشرة واقترب منها :

- هيفرق معاكي ؟


توترت من قربه هكذا لكنها تشجعت :

- ايوة بيفرق معايا اوي. 


تنهد بعمق ووضع يده على وجنتها انحنى عليها و ضم شفتيها بشفتيه في قبلة شغوفة لتغمض يارا عينيها وهي تتمسك به...


مرت دقائق وهما على هذا الحال حتى ابتعد عنها وهمس بأنفاس متسارعة و صوت مبحوح :


- ارجعي اوضتك ومتخرجيش منها طول ما انا موجود ماشي. 


كان وجهها محمرا تماما وبعد كلامه هذا زاد خجلها لذلك ركضت الى غرفة رهف و نظراته تتابعها حتى اختفت. 


تنهد ووضع يده على صدره محدثا نفسه :

- اهدى شويا اهدى... ااه يا يارا انتي هتعملي فيا ايه !!



                  الفصل السابع من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close