رواية صغيرتي انا الفصل الاول1والثاني2والثالث3 بقلم سهيله السيد


 

رواية صغيرتى انا 

 الفصل الاول 

بقلم سهيله السيد 

فى أحد القصور الضخمة حيث تعيش عائلة عز الدين الجد الأكبر للعائلة ومعه 

زوجته سارة و ابنائه الاثنين ...طاهر وهو الإبن الاكبر



 لعز الدين ومعه زوجته ابتسام وابنه امجد وابنته ولاء ... أما أحمد فهو الإبن الثانى لعز الدين ومعه زوجته أولفت وابنه الوحيد غيث 


اجتمعت العائلة حول مائدة الإفطار ولكن بدون غيث


عز الدين : ابنك فين يا احمد ...هو من دلوقتى مش عامل اعتبار للعيلة ولا بيحترم الكبار 


ابتلع احمد طعامه وهو يقول : لأ مش كدة يا بابا هو بس مبيحبش يفطر 


طاهر : مفيش حاجة إسمها مبيحبش أنت اللى مدلع ابنك ...يعنى مثلاً عندك



 أمجد ابنى مع أنه أصغر من ابنك بس بيحترم الوقت اللى بنتجمع فيه وبيكون موجود 


سارة : خلاص يا عز محصلش حاجة لكل ده وبعدين هو لسه صغير خليه يعمل اللى هو عايزه 


عز الدين : هو اكبر حفيد للعيلة لازم يتعلم المسؤلية من وهو صغير ومسيره يكبر ويمسك شركاتنا والاملاك


اغتاظ طاهر من كلام والده فهو الابن الاكبر للعائلة و لولا تأخر زوجته فى الانجاب لاصبح ابنه هو الأكبر والوريث ولكنه لن يستسلم ولن يدع كلام والده يحدث 


عز الدين : هو المحروس ابنك فين

احمد : تلاقيه لسه نايم يا بابا

عز الدين بعصبية : الولد ده لازم يتغير ومن النهاردة نادوا على حد يصحيه ينزل 


ألفت بتوتر : حاضر يا عمى ...صفاء ...يا صفاء

الدادة صفاء باحترام : اوامرك يا ألفت هانم

ألفت: وبعدين معاكى يا صفاء هو انا مش قولتلك قبل كدة بلاش كلمة هانم دى 

صفاء : انا آسفة بس انا اتعودت عليها

ألفت : لا بعد كدة اتعودى وقولى ألفت بس


ابتسام بسخرية : انتى عايزة الخدم يتكبروا علينا ولا ايه ...ما هى لازم تقول يا هانم ولا انتى جاية من نفس البيئة بتاعتها علشان كدة متفرقيش عنها كتير


سارة : عيب الكلام اللى بتقوليه ده يا ابتسام 

ابتسام : هو انا قولت 



حاجة غلط لازم كله واحد يعرف مكانته الخدامة خدامة والهانم هانم


غضب احمد بسبب إهانة زوجته وجاء ليرد ولكن ألفت مسكت يده وابتسمت له لكى يهدأ 


ألفت : أنا اسفة يا صفاء على الكلام اللى قالته ابتسام

صفاء بإبتسامه لطيبة هذه السيدة : محصلش حاجه يا هان... توقفت صفاء عن الكلام عندما نظرت لها ألفت بتحذير من أن تقول هانم


ابتسام : انتى بتعتذرى عنى ليه انا مغلطش فيها انا قولت الحقيقة وبعدين الناس مقامات 


....: والجزم مقاسات 

كان هذا صوت غيث الذى جاء من خلفهم وغضب من كلام زوجة عمه فهو يحب صفاء ويكن لها الاحترام 


عز الدين بضحك : بووووووم فى منتصف الچبهة 


ضحك الجميع عليه ما عدا طاهر وزوجته وأولاده الذين ذهبوا غاضبين منهم


احمد بهمس لوالده : ايه يا حاج مش ده غيث اللى عايز تأدبه وتعلمه المسؤلية...يلا اهو جيه علمه


عز الدين : مين اللى قال كدة ده غيث طول عمره محترم ...


ضحكت سارة وألفت عليهم ف غيث بالرغم من صغر سنه إلا انه يمتلك



 شخصية قوية تجعل الجميع يهابه 

جلس غيث معهم يتناول طعامه بهدوء فهو طفل قليل الكلام بارد ولكنه عصبى 


عز الدين : هو مفيش صباح الخير ...سلامو عليكو اى حاجة ولا انت نازل على كفرة


نظر له غيث بطرف عينه ولم يتحدث فابتلع عز الدين ريقه و هو يقول : كمل فطارك يا حبيبي احنا كفرة واسمى أبو لهب أساساً 


ضحك الجميع عليه ولكن قاطعهم صوت صراخ صفاء فهى حامل فى الشهر الأخير


ألفت : انا هاخدها واروح المستشفى دى بتولد

احمد : السواق هياخدكوا 

غيث : انا هاجى معاكى ...يلا 


ذهبت ألفت وغيث وصفاء الى المشفى ودخلت صفاء غرفة العمليات وهم بإنتظارها ...وبعد حوالى ساعتين خرج الطبيب

ألفت : خير يا دكتور ... اخبارها ايه


الدكتور : البقاء لله مقدرناش ننقذها

ألفت بحزن : لا اله إلا الله ...طب هى كانت حامل ؟

الدكتور : البنت كويسة والممرضة شوية وهتجبها ...عن اذنكوا

ألفت : مسكينة اتحرمت من حنان الام وهى لسه طفلة 

غيث : هما ملهمش قرايب ياخدوا البنت دى يربوها

ألفت : مش عارفه يا ابنى بس مشوفتش حد جالهم قبل كدة أو هما راحوا لحد 


جاءت الممرضة ومعها الطفلة الصغيرة وما إن همت بٱعطائها ل ألفت اعترض غيث الطفل البالغ من العمر 12 سنة 

غيث : هاتيها ليا انا اللى هشيلها 

ألفت : امسكها كويس دى لسه طفلة


انقبض قلبه عندما حملها وتعالت دقاته واحس بكهرباء تسير فى أنحاء جسده وما إن وقع نظره عليها حتى تاه فى ملامحها ...يالله كم هى جميلة 

فتحت عينيها ذات اللون الفيروزي ليتأملها غيث لدقائق حتى انه نسى كيف يتنفس 


غيث : ملاك ..انتى ملاك ولا حورية من الجنة ..حوريتى ...حور 

ابتسمت الصغيرة وكأنها تفهمه ليضحك هو ويضمها اليه

غيث بإبتسامة : صغيرتى الجميلة...صغيرتى أنا ..حور 


قامت ألفت بالاتصال على زوجها واخباره بما حدث لكى يأتى وتتم إجراءات



 الدفن بمدافن العائلة لانهم لا يعرفوا من هم عائلة 



صفاء ولا من هو زوجها أما غيث فهو لم يترك الصغيرة حتى عندما طلبت ألفت أن تأخذها رفض ولاحظت 


العائلة إصرار غيث على عدم تركها وفسروا ذلك بأنه وحيد وليس لديه أخوات لذلك تعلق بها .....تمت إجراءات الدفن ورجع الجميع إلى المنزل 


سارة : ألفت هى البنت الصغيرة فين ؟

ألفت : أنا سألت عليها وقالولى انها مع غيث ف الاوضة وهو اللى طلب يأكلها لما جابوا اللبن الصناعى


عز الدين بتعجب : ده مسبهاش من الصبح وهو مش بيحب الاطفال ايه اللى غيره !!؟..... خلينا ف المهم هنعمل ايه مع البنت دى 


ابتسام : هنوديها دار أيتام طبعا ...ولا إيه رأيك يا طاهر

طاهر بتوتر : ا اه ...انا بقول كدة برضو  


غيث : مش هتروح ف حتة ...هى مش هتخرج من البيت ده

قاطعهم غيث وهو يحمل الطفلة بين يديه وذهب وجلس بجانب والديه 


احمد : قصدك ايه بكلامك ده ؟


غيث : قصدى اللى سمعتوه ..حور مش هتخرج من هنا 


نظر له الجميع بدهشة وتحدث جده قائلاً : حور مين!!؟

غيث ببرود : هى دى حور 

ألفت : مين اللى سماها ؟

غيث : أنا 


أحمد : غيث حبيبى مش هينفع كلامك ده احنا هنوديها دار أيتام وهنبقى نروح نزورها تمام 


غيث بعصبية : انا قولت لأ يعنى لأ ...لو هى راحت انا كمان هروح معاها و ده اخر كلام عندى 


عز الدين : خلاص هتقعد هنا بس هنمشى الإجراءات رسمى و احمد هيتبناها وهتبقى اختك 

غيث بصراخ : مستحيل 


اندهش الجميع من ردة فعله حتى هو لا يعرف لماذا لا يريد انا تكون اخته مجرد التفكير فى ذلك آلم قلبه وبشده ولا يعرف السبب ولكن كل ما يعرفه انها مستحيل أن تصبح اخته


غيث بتوتر : اقصد يعنى ...ما تتسجل بإسم اهلها الحقيقين وتفضل هنا برضو 

احمد : احنا منعرفش أبوها يا حبيبى علشان كدة مش هنعرف 


غيث : خلاص تتسجل بإسم اى حد بس معادا بابا واحنا اللى هنربيها


عز الدين : نسجلها بإسمك يا طاهر 

طاهر بتوتر : بإسمى ازاى ... لأ طبعا أنا مش ابوها


احمد : ما احنا عارفين انك مش ابوها ...احنا بس هنسجلها على اسمك علشان تفضل وسطنا 

طاهر بعصبية : وانا ايه اللى يجبرنى على كدة ...مستحيل اسجل بنت مش بنتى على اسمى ..عن اذنكوا


سارة : هو اتعصب ليه كدة الموضوع مفيهوش حاجة

أحمد : خلاص انا هكلم كمال صاحبى وهقوله وهو اكيد مش هيرفض هى ابوها ع الورق بس وهتفضل معانا

عز الدين : على خيرة الله كمال جدع ومش هيرفض لا هو ولا مراته 


احمد : تمام ...يلا نطلع ننام اليوم كان متعب اوى النهاردة 

ألفت : هات حور يا غيث 

غيث بخوف وهو يضم حور اليه : انتى هتاخديها ليه

ألفت: علشان انيمها معايا يا حبيبى 


غيث وهو ينهض : لأ هتنام معايا انا وبكرة هنجيب ليها كل حاجة تحتاجها ومتخافيش انا هعرف أخلى بالى منها ...تصبحوا على خير


صعد إلى غرفته وسط دهشة الجميع ولم يعطهم فرصة للرد ...تمدد غيث على السرير وهى فوقه وبين ذراعيه 

غيث : عاوزين ياخدوكى منى يا حوريتى ...بس ده مستحيل ..انا معرفش متعلق بيكى اوى كدة ليه بس اللى اعرفه انى مستحيل ابعدك عنى يا ملاكى 


لا مساحه لـ غيرك ولا فراغًا منك الى الابد حبك ساكن قلبى ساكن عقلى، ساكن روح الروح♥️


- من لم يرى معشوقتهُ طفلته لـم يكن عاشقاًً♥️



صغيرتى أنا ..الفصل الثاني..♥️


استيقظ غيث فى الصباح على صوت بكاء حور الشديد وفزع بشدة ونهض يسير بها فى الغرفة وهو يحاول تهدأتها 


غيث : هوووش.....بس ..بس يا روحى ..بس يا حبيبتي خلاص اهدى 


توقفت عن البكاء وهو يهدهدها ...زفر براحة عندما سكتت ولكنه اشتم رائحة غريبة 


غيث :  ايه الريحة دى ...

رفع حور لمستوى انفه واكتشف انها رائحتها


غيث : ايه ده ..بقى كدة يا حور تيجى منك انتى ..اخس عليكى ده انا عمال اسكت فيكى بقالى ساعة ولا الارجوز وتيجى انتى تغدرى بيا 


قاطعه دخول أمه اليهم وهى تضحك على كلامه


ألفت : صباح الخير يا حبيبى


غيث : صباح النور يا امى .... احنا هنروح النهاردة نشترى هدوم وكل حاجة تحتاجها حور انا وانتى 


ألفت : ماشى يا حبيبي ..هاتها بقى

غيث وهو يضمها اكثر الى صدره : عايزاها ليه !؟؟


ألفت : هغير لها وهأكلها كمان 


غيث : لأ ...هعملها انا كل حاجة وانتى قوليلى ازاى 


ألفت : يا حبيبي مش هينفع هاتها هخلص وارجع شيلها تانى 

غيث : خلاص انتى غيرى هدومها وانا اللى هأكلها 


ألفت : ماشى ...هاتها بقى 


اعطى غيث حور ل أمه مغصوبا فهو لا يريد تركها ولا ثانية ....ذهبوا للتسوق لكى يحضروا لها كل الاشياء التى تحتاجها من ملابس والعاب وغيرها وصمم غيث أن يختار هو كل شئ لها وقد سجل أحمد حور على اسم صديق عمره الذى لم يعارض الفكرة ابدا


انتهوا من التسوق وذهبوا الى البيت ورفض غيث أن تكون لحور غرفة منفصلة عنه وبعد معارضات كثيرة من أبيه وأمه إلا انهم وافقوا ووضعوا اشيائها فى غرفته ....نام الجميع ما عدا غيث الذى يلعب مع طفلته وصوت ضحكاتهم يملئ الغرفة 


غيث بسعادة : امتى وتكبرى بقى ...انا مش عارف هقولك ازاى انى بحبك من ساعة ما اتولدتى ... أنا ذات نفسى مش مصدق ...انا بس خايف تكبرى وتعتبرينى ابوكى أو اخوكى ساعتها هموت بجد مش هقدر استحمل ...بس انا مستحيل اخلى ده يحصل انا مش هخليكى تحتاجى حد غيرى .... أنا مش عارف هما هيقبلوا الكلام اللى هقوله بكرة ولا لأ بس سواء رفضوا أو وافقوا مش مهم انا مستحيل اسيبك دقيقة واحدة 


تسطح غيث على السرير بعدما غفت حور وهو يقبل وجنتيها وجبينها ودفن رأسه فى عنقها يشتم رائحتها الطفولية حتى نام هو الآخر


اجتمعت العائلة حول مائدة الإفطار وغيث ك العادة نزل متأخراً وجلس وفى حضنه حور النائمة دون ان يقول أى كلمة 


عز الدين بهمس لسارة زوجته : هو الواد إبن الكلب ده مش بيحترمنا ليه .. الظاهر أبوه معرفش يربيه 


ضحكت سارة وألفت عليه وتحدث أحمد قائلاً : أنت الأساس يا حاج ... وبعدين لو عاوز تقوله حاجة قولها ف وشه 

عز الدين : اقول يا اخويا ...مقولش ليه يعنى ...احم ...غيث 


نظر له غيث ولم يتحدث فقال عز الدين : الفطار له معاد وبعدين لما نكون متجمعين لازم تكون موجود مش تقعد ف الاوضة ولا كإنك معتبرنا اهلك 


غيث ببرود : يعنى من الآخر  ..عايزين ايه 


عز الدين : سلامتك يا حبيبى ...عايزين سلامتك ... لأ  انا كنت بقول الكلام ده علشان تنزل تلاقى أكل بس اصل انت عارف ابوك مفجوع وانا قلبى عليك


ضحكوا عليه ونظر له احمد بغيظ وهو يقول : مفجوع ...بقى ده اللى كنت عايز تقوله 


عز الدين : انا راجل رجلى والقبر يا حبيبى ...عايز اعيش اليومين اللى فاضلين ليا وانا سليم 


سارة بضحك : لما انت مش قده بتتكلم ليه 


عز الدين وهو يغمز لها : سيبك منهم ....انتى مالك احلويتى ليه كدة النهاردة 


سارة بخجل : عيب اللى انت بتقوله ده ...انت بقيت جد وكبرت وشكلك خرفت يا عجوز 


عز الدين بمكر : هوريكى العجوز ده هيعمل ايه يا قلبه 


ابتسام بضيق : اوووف ايه الزهق ده .... ايه رأيك يا طاهر نسافر انا وأنت والأولاد اسكندرية النهاردة 


طاهر : تمام ... قومى اجهزى انتى والاولاد 


ابتسام بسعادة : يلا يا حبايبى نلبس 


عز الدين بضيق : هو انت هتفضل مهمل كدة وسايب كل الشغل على اخوك ... وفى الاخر تصرف انت ومراتك الفلوس ومش ف دماغكوا حاجة 


احمد : خلاص يا بابا محصلش حاجه ...هما هيروحوا يغيروا جو عادى 


طاهر : أيوه خليك انت حبيب ابوك انت وابنك واطلع انا الوحش فى الاخر ...عن اذنكوا لازم أمشى لان القاعدة ف البيت ده بقت تخنق 


سارة بحنان وهى تضع يدها على يد عز : متزعلش منه يا حبيبى هو اكيد ميقصدش حاجة 


عز الدين : ولا يقصد مبقتش فارقة 


احمد : ما تخف رومانسيه يا حاج ده احنا قاعدين برضو ...ده مراتى مش هتصدق انى بحبها بعد حبكوا ده 

عز الدين بضحك : اتعلم منى انا خبرة برضو 

احمد وهو يغمز لألفت : وماله العلام حلو برضو 


ألفت بإحراج : احم ...غيث انت ملبستش علشان المدرسة ليه يا حبيبي 


غيث : لأ ما انا مش هروح

الفت  : ليه انت تعبان فيك حاجة

غيث : لأ انا مش هروح تانى 


احمد : نعممم.... ده اللى هو ازاى

غيث ببرود : عادى ... مش هروح إلا ف الامتحانات 


احمد بعصبية : ومين اللى هيسمحلك بكدة ...وهتعمل ليه كدة أصلا 


غيث : والله انا قولت اللى عندى ...وليه ..لانى مش هسيب حور لوحدها واخرج

الفت بحنان : يا حبيبى ما احنا هنبقى معاها 


غيث : لأ ...ده آخر كلام عندى وبعدين متخفوش مش هجيب درجات وحشة ولا هسقط عن اذنكوا 


صعد إلى غرفته وسط غضب ودهشة الجميع منه 


سارة : غيث اتعلق آوى بحور 

عز الدين : اتعلق بس ...ده مش عايز يسيبها دقيقة واحدة


ألفت : طب وبعدين هنعمل ايه 

أحمد : ولو عملنا ابنك هيسمع كلامنا يعنى 


عز الدين : ابنك ده ولا مش ابنك 


احمد : والله انا فاكر انى ربيته بس مش عارف بقى كدة ازاى .....بقولك ايه ما ترجعيه وتجبيلنا بت اسهل على الاقل هنقدر عليها 


ألفت : ارجع ايه هو كيس لب ... وبعدين أنت محسسنى انه ابنى لوحدك ... هذا الشبل من ذاك الأسد يا حبيبى 


احمد بغمز : طب خلاص نستعوض ربنا فيه ونجيب غيره 

نهضت ألفت بسرعة : أنت قليل الادب ومبتكبرش 

أحمد بضحك : خودى بس ...هقولك كلمة سر 


عز الدين بخبث : سر آوى 

احمد وهو ينهض لكى يلحق : سر جدا


عز الدين : طب ما تيجى انتى كمان اقولك سر من أسرار الدولة 

سارة بضحك : انهى دولة 

عز الدين بغمز : الدولة العثمانية طبعاً ...طول عمرى بحب التاريخ علشان كدة بقول نعيد الأمجاد


سارة وهى تنهض بخجل : عمرك ما هتكبر أبدا يا عجوز 

عز الدين : قلب العجوز يا ولاد 


نهضوا جميعاً غافلين عن هذا الذى ينظر لهم بشر وحقد كبير 

طاهر : انا لازم اخلص من البت دى قبل ما اتفضح واخسر كل حاجة ... هضرب عصفورين بحجر واحد وهدمركوا كلكوا واللى هيخلص من البت دى هو انت يا احمد وهكره ابنك فيك 


أما فى غرفة غيث فهو يرفع حور فى الهواء ويلتقطها وسط ضحكاتهم ... هى عالمه الصغير يريد أن ينعزل بها عن الجميع فى كمان لا يوجد غيرهم


جلس وهى بحضنه يحدثها وكأنها تفهمه : اه لو تعرفى عملتى فيا ايه ف يومين بس ....اومال لما تكبرى هتعملى ايه ...انا مبقتش عايز اسيبك ثانية واحدة وبتخنق لو حد غيرى شالك حتى لو كانت امى مش عايز اشوفك مع حد غيرى انا ...اكبرى انتى بس وانا مش هخليكى تحتاجى حد غيرى 


نظر لها وجدها غفت وهى بحضنه قبل جبينها وخديها ودفن رأسه فى عنقها وهو يتمتم بكلماته الذى لا يتحدث بها إلا معها 


بعد مرور أربعة سنوات ........


لستُ النُّجُوم بذاتِها، ولـٰكنْ بإستِطاعَتي أنْ أُضِيء قلبَك إذَا إعَتمْ... 💜


الثالث





بعد مرور أربعة سنوات..... كبر غيث وكبر معه حبه لهذه الطفلة التى سرقت لب قلبه ...احتلت عقله وكيانه و زاد تعلقه بها فهى أصبحت كما يقول عنها دماء روحه 


أما هذه المشاغبة التى أصبحت سعادة البيت ف جميع العائلة تحبها وهذا يغضب غيث كثيراً فهو لا يريدها أن تضحك لغيره ولا تجلس مع أى احد حتى لو كان أمه ...حاولوا كثيراً أن يقنعوا غيث أن تصبح لها غرفة مستقلة عنه ولكنه يرفض كل مرة 


فى غرفة غيث تململت تلك الصغيرة ذات الأربع سنوات فوق جسد غيث واستيقظت وهى تنظر له ثم ابتسمت بمكر طفولى واقتربت من أذنه 


حور بصوت عالى : تووووووووووووووت 


غيث بفزع ونعاس : اييييه ... مين مات ...البيت بيولع !!!!؟

حور وهى تضحك بشدة : يا خواف ...غيثو الخواف 


نظر لها غيث بغيظ : انا هوريكى مين الخواف يا قطتى ...تعالى بقى 


تظاهر غيث أنه يركض خلفها وهى تجرى خوفاً منه ...امسكها من ملابسها ورفعها لمستواه وهى معلقة بالهواء ف ابتسم على مظهرها ولكنه اخفاه واظهر غضبه المزيف 


غيث : مسكتك ...هتهربى منى فين 

حور : يا مامااااا ... يا جدوووو ....الحقوناااى

غيث : محدش هينجدك منى ... مش هتفلتى من ايدى 

حور بخوف وعيون متسعة : ااانت ..ااانت هتعمل فيا ايه


ابتسم غيث بشر : هبلعك 

حور : ابعد عنى يا مفجوع ...هو انا لحمة هتبلعنى ...روح كل بعيد عنى 


ضحك غيث حتى ادمعت عيناه على مظهرها وهى تحرك رجليها فى الهواء لكى ينزلها ...نظرت له بعبوس لانه يضحك عليها ف توقف ووضعها بين ذراعيه يضمها لصدره 


حور ببرائة وكأنها لم تفعل شئ : صباح الخير يا غيثو


غيث وهو يقبل خديها : صباح العسل يا قلب غيثو


اقتربت منه حور وهى توزع قبلات صغيرة على وجهه غافلة عن هذا الذى سيخرج قبله من بين ضلوعه من شدة النبض 


حور ببرائة : تعرف انى بحبك اوى يا غيثو ...انت احلى واحد ف الدنيا ...مث فى حد احلى منك

 

ثقلت أنفاسه من حركاتها التى تسحره وكلماتها التى تزلزل تحكمه امامها..... جمع هو ما بعثرته هذه الصغيرة فى نفسه واستغفر ربه لكى لا يندفع تجاه مشاعره التى ستهلكه ذات يوم 


غيث : من غير لف دوران والحركات القرعة بتاعتك دى ...عايزة ايه من الآخر 


تحدثت حور بسرعة : الملاهى ...عايزة اروح الملاهى 


غيث بتعجب : ااه يا جزمة يا بتاعة مصلحتك ... بقى بحبك ومفيش احلى منى ف الدنيا صح ؟ 


حور : لما تودينى الملاهى هتبقى احلى واحد ف الدنيا وهحبك 

غيث وقلبه ينبض بشدة : بجد ...بجد يا حور هتفضلى تحبينى حتى بعد ما نكبر 


حور ببرائة : اه هفضل احبك على طول وكتير اوى اكبر من البحر 


كلماته البسيطة كانت كفيلة بطمأنة روحه الغارقة بعشها فهو يخاف من أن تكبر وتحب شب بعمرها فهو  اكبر منها ب اثنتى عشرة سنة .. يخاف أن تعتبره اخاها أو فى مقام والدها ولكنه لن يسمح لهذا بالحدوث ابدا .... خرجه صوت حور من أفكاره ولم ينتبه أنها تنادى عليه منذ فترة


غيث : نعم يا روحى

حور بحنق طفولى : انت ساكت ومث بترد عليا 


ابتسم غيث وقبل جبينها : مقدرش يا حبيبتى مردش عليكى انا بس كنت سرحان إننا هنروح الملاهى امتى

حور بسعادة : يعنى هنروح 

غيث : ايوه يا حبيبتى ... طفلتى تؤمر وأنا أنفذ ....يلا بقى نصلى ونلبس وهنروح بعد الفطار على طول 


حور وهى تصفق بسعادة : هييييييى ... يعيث غيثو يعيث

غيث بضحك : طب يلا يا بكاشة 


نزل غيث ك عادته متأخراً برفقة حور وهو يحملها على كتفيه وهى تضحك بسعادة ثم جلس وهى بحضنه يطعمها 


عز الدين بحنق : يا اخى انا لو جوز امك مش هتعاملنى كدة .... نسبلك البيت ونمشى لو بنزعج حضرتك ... والله اقوم امشى

  ضحكت سارة بخفوت عليه : يا حبيبى سيبه ف حاله انت هتفضل تناقر فيه كدة 

عز الدين بغضب : لأ وهو بيحس آوى  ... ده ولا كإنى بكلمه .... شايفة عمال يأكل حور ازاى ومعبرش حد ... يا شيخة ده مرفعش وشه ف وشى لما كلمته


احمد : يا بابا ما انت عارف انه قليل الكلام ... انا ساعات بنسى أنه بيعرف يتكلم والله 


عز الدين : تربيتك منيلة يا زفت ده إذا كنت ربيته أصلا 


ضحكوا جميعاً على كلامه غافلين عن ذاك الذى يفكر فى خطته لكى ينفذها وغيث كما هو لم يتحدث معهم فقط يطعم حور ويأكل ؛ نهض وأخبرهم عن ذاهبه للملاهى هو وحور حملها بين ذراعيه وتركهم دون أن يسمع ردهم 


عز الدين : أنت متأكد إن ده ابنك!!؟

احمد : عاوز الصراحة .. لأ 


ألفت بضحك : انتوا عايزين ايه من ابنى سيبوه ف حاله الواد محترم ومبيكلمش حد 

عز الدين بغيظ : ابنك ملاك يا اختى واحنا شياطين


أحمد : طب أطير انا على الشركة علشان عندى شغل كتير 

سارة : فى رعاية الله يا ابنى

عز الدين : هو انت مش ناوى تروح مع اخوك يا طاهر ...مش ناوى تشتغل فى الشركة اللى متعرفش شكلها دى 


طاهر بغضب : سبتلكوا الشغل ... عن اذنكوا 


احمد : ليه كدة يا بابا ... ليه تزعله كدة 


عز الدين بصوت عالى : انت مش شايفه مستهتر ازاى هيشيل المسؤلية امتى ده لولاك كان زمانه ف الشارع هو و مراته ب عياله 

احمد : يا بابا ده اخويا وفلوسى هى فلوسه مفيش فرق بينا 

عز الدين : يا ريته يفهم كدة ... ربنا يهديه

أحمد : يا رب ... أنا همشى بقى 


استمع طاهر لحديثهم وزاذ حقده على أخيه ورفع هاتفه واتصل بسكرتيرة أحمد لكى يبدأ فى تنفيذ خطته 

طاهر : الو 

منى ( السكرتيرة ) : ايوه يا باشا

طاهر : جهزى نفسك التنفيذ هيبقى النهاردة

منى : تمام يا باشا


أما عند ابطالنا ف لم تتوقف حور عن اللعب وقد حرص غيث على تلبية جميع طلباتها ظلوا هناك حتى المساء ثم ذهبوا اللى المطعم وبعدها عادوا الى المنزل وقد غفت حور أثناء الطريق فقد تعبت من كثرة اللعب قبل غيث جبينها ووضعها على السرير وابدل ثيابه ثم عاد اليها و جعلها تتوسد صدره مكانها المعتاد ....ظل هكذا فترة طويلة يمرر يده بين خصلات شعرها ويشتم رائحته التى أدمن عليها 


غيث : ااه لو تعرفى بتعملى فيا ايه ... مش عارف اللى بعمله صح ولا غلط بس انا مش قادر ابعد عنك صدقينى حاولت بس مقدرتش وتعبت من كتر التفكير لحد ما خلاص مبقتش قادر ... مش عارف بكرة مخبى ايه بس اللى اعرفه انك هتكوني معايا فيه ... انتى اه طفلة بس بحس معاكى بكل حاجة حلوة الأمان بالنسبالى بوجودك والعشق هو انتى ....اصبحتى دماء روحى يا صغيرتى .


دفن رأسه فى عنقها وغفى هو الآخر تاركاً ورائه كل شئ ما عدا صغيرته 


أما عند أحمد فى الشركة فقد انتهى من عمله وطلب باقة زهور حمراء لزوجته فهى تعشق الورود الحمراء 

واستعد للذهاب لكنه سمع صوت صريخ من احدى الغرف ذهب مسرعاً لمصدر الصوت ... دخل الغرفة ولكنه لم يجد أحد ف كل العاملين قد ذهبوا .. شعر بأحد خلفه وقد قام بحقنه فى كتفه قبل أن يلتفت فوقع على الأرض أثر المخدر 


طاهر بشر : كدة حلو اوى هنوديه على البيت وانتى عارفة هتعملى ايه طبعا يا ميمى


منى : طبعاً يا باشا 


استيقظ احمد صباحاً وهو يشعر بألم يكاد يفتك رأسه وهو ينظر حواليه ... نظر بجانبه فوجد منى عارية وهو أيضا فهب واقفاً وهو يرتدى ثيابه و هو لا يستوعب ما حدث أو كيف جاء إلى هنا 


منى : صباح الخير يا حبيبى 


احمد : ......... 


يقول : " هِي لو تُخطئ ألف مرة آخذها إلي صدري وأعاتبها .. ما عودت طفلتي علي الهجران "♥️


شباب أنا اسفة بس هوقف الرواية لحد ما التفاعل بتاعها يزيد .... وبجد بحب اعرف رأيكوا يعنى مش تكتبوا تم تم وخلاص لأ عايزكوا تتناقشوا معايا فيها                 

                الفصل الرابع من هنا

لقراءة باقي الفصول من هنا


تعليقات



<>