رواية عشق مع وقف التنفيذ
الفصل الثالث عشر والرابع عشر
بقلم امير جمال
"تعبنا ولا مرة قلنا كفاية ،ولا حتى يقدر يفرقنا موت "💔
ثانية كانت مهلته لاحتواء جسدها ودار بجسده ليكون هو فى مواجهة الخطر ثانية كانت مهلته لاحتواء جسده ودار بجسده ليكون هو فى مواجهة الخطر
وكأن للقدر رأى آخر ،اخترقت تلك الرصاصة جانبه
سقط هو من بين يديها وغامت عيناه ..
لا يصدق ما حدث كان قاب قوسين او ادنى من الاعتراف بحبه لها ،ولكن لا ضير ان كانت هى اخر وجه يراه
وهرج ومرج دار فالقاعة صرخات يمنى الباكية وياسين الذى يستدعى الاسعاف بسرعة
احتوت هى جسده قدر الامكان وهو تمسك بيدها غريق يريد النجاة
يامن بضعف :ان...انا ..مش ندمان انى عملت كدا...انا وعدت احميكى ..كفاية عليا اموت وانا شايف لهفتك عليا
اروى تهزر رأسها بنفي والدموع لا تعرف طريق الوقوف على وجنتها :لا ..لا انت مش هتموت اسكت متتكلمش ..لا مش بعد ما لقيتك هتسبنى ..قوم يلاا قولى مش هبعدك عنى حتى لو غصب عنك...قوم زعقلى لما اعد ..فالبلكونة ..
لم يرد عليها لانه بالفعل قد فقد وعيه اثر كمية الدماء التى نزفها
اروى بصراخ :يامن ..يامن قوم انت نمت
طب ..طب علفكرة انا مخدتش الدوا النهاردة .قوم زعقلى
ياااااااااااامن
اتى ياسين مسرعا ومعه سرير ناقل من سيارة الاسعاف
ياسين :اخلوو المكان بسرعة ابعدو عنو ي جماعة محدش يلمسه
يمنى ببكاء :دا اخويا مش هسيبو ابدا مش هسيبو يروح مع اللى راحو
ياسين :انا دكتور مش ببيع درة خلونى اقدر اتصرف عشان نلحقو
يلا ي جماعة بسرعة
تحركو سريعا الى سيارة الاسعاف
اروى :انا هطلع معاه انا مراتو
"كانت تلك المرة الاولى التى تعترف فيها صراحة انها زوجته ،اااااه لو كان سمعها بصوتها العذب لكن اسعد انسان على وجه الارض لاعترافها انه تخصه ،انها له وحده"
-مش هينفع ي مدام انتى كدا بتعطلينا الحالة حرجة اووى
شد ياسين اروى من يدها :أروى تعالى معايا فعربيتى هنطلع وراهم عالمستشفي
تحركت سيارة الاسعاف سريعا نحو المشفي الخاص الذى يعمل به ياسين ومن خلفه كريم بسيارة ،يمنى وعزيز بسيارة ،واروى التى لم تكف عن البكاء بجانب ياسين كان ياسين اكثرهم تعاملا مع الموضوع بحكمة فهو مدرب على مثل تلك المواقف ويعلم ان الثانية قد تسحم الامر
وصلت سيارة الاسعاف للمشفي تحرك ياسين مع المسعفين الى غرفة الطوارئ
حاول يمنى واروى الدخول معه
ياسين بحدة :احنا مش فملاهى هنا انا مقدر خوفكو عليه بس كدا مينفع
اوصد باب الغرفة خلفه
بقت يمنى فى احضان اروى تبكى واروى التى تحاول مساندتها ولكن كيف وهى من احق بالمساندة ففاقد الشئ لا يعطيه
على الجانب الاخر يقف كريم يجوب الممر ذهابا وايابا يشعر انه مكتف اليدين ،رفيق عمره يصارع الموت فالداخل ،لا يعلم ما حدث او كيف حدث
كريم :قوم ي صاحبي قوم ،مش اتواعدنا احنا التلاتة لاخر العمر سوا ،ابوس ايدك متخلفش وعدك
اما عزيز بقي يتطلع لهم ظاهريا بملامح حزينة ،باطنيا يرقص قلبه طربا ،يود لو يمت يامن اليوم قبل غدٍ ،حسنا بالطبع لم يكن يود موته ،ولكن من ناحية مصلحته اذا مات يامن ،ستنتقل الثروة الى يمنى بحكم انها شقيقته وجزء من التركة لأروى ،وذلك احب جزء اليه بالموضوع سيسيطر على ثروة يامن وزوجته فى ان واحد
مرت تلك الدقائق مرور السنين عليهم
حتى خرج ياسين وكانت أروى اول من تركض عليه
اروى :ياسين يامن ..كويس صح ..فاق ؟!
خلينى اشوفه ابوس ايدك
ياسين :امسكو اعصابكو شوية ي جماعة الوضع مش مستحمل
احنا هنفتح غرفة العمليات دلوقتى
لازم يخطع للجراحة الاصابة كانت عميقة واثرت عالاجهزة الحيوية ادعولو
يمنى ببكاء :ياسين قولى الحقيقة يامن هيعيش
ياسين :ادعولو ي جماعة الاعمار بيد الله وهو محتاجكو دلوقتى
تم فتح غرفة العمليات واجراء الجراحة ليامن
نزلت اروى الى المسجد الملحق بالمشفي
ارتدت عبائة وطرحة من مرفقات المسجد واخذت تصلى وتتضرع لله
"يارب ،يارب انت عارف انى وحيدة فالدنيا دى ،عشت عمرى من غير اهل ولا عيلة ولا نسب ،ارجوك ب يرب احميهولى ورجعهولى ،انا ما صدقت الدنيا تضحكلى ،انا لو حصلو حاجة هموت ،يرب انا استحملت كتير عاملنى بلطفك متعاملنيش بعدلك يرب
مضت ثلاث ساعات
خرج ياسين من غرفة العمليات ازاح الكمامة عن فمه
جرى عليه اروى ويمنى وكريم سريعا
اروى :طمنى العملية نجحت هو كويس صح
ياسين :مع الاسف ي جماعة انا عملت كل اللى اقدر عليه بس التلف فالكلى اليمين بشكل كامل واضطرينا نستأصلها ومفيش فايدنا حاجة تانية حاليا
اروى :بس هو يقدر يعيش بكلية واحدة صح
ياسين بعملية :الانسان العادى يعرف يعيش بكلية واحدة مظبوط بس لو انسان سليم فحالة يامن لا ،الرصاصة اثرت على الاجهزة الحيوية ودلوقتى الجسم محتاج يبقي كل الاعضاء شغالة بكفاءة عشان يقدر يستعيد عافيته بعد ما طلعنا الرصاصة
يامن محتاج عملية زراعة كلية فاقرب وقت
كل اللى علينا دلوقتى لحد ما نلاقي كلية نحطو فالعناية المركزة ويخضع لغسيل كلوى صناعى
وفظرف 48ساعة لازم تلاقو متبرع
لازم يكون نفس فصيلة دمو وتتوافق انسجة المتبرع مع انسجة يامن
يمنى :انا اختو انا نفس فصيلة دمو
ياسين :مش كفاية ي يمنى لازم توافق الانسجة ولا جسمو مش هيبقل العضو الى اتزرع وجهاز الجسم المناعى هيهاجم نفسو عشان الكلية الجديدة دى عضو غريب عليه
اتفضلو ي جماعة لو سمحتو الكل يطلع غرفة الفحص يعمل تحليل دم وانسجة
ثم نظر الى اروى :ما عدا انتى طبعا ي مدام اروى
عقدت اروى حاجبيها باستغراب :ليه اشمعنا هما وانا لا
ياسين :عشان انتى عندك سكر ولو حصل واتوافقت فصيلة دمكو وانسجتكو جرحك ممكن ياخد فترة تلت اضعاف وقت جرحو عشان يلم مريض السكر سيولة الدم عندو عاليه ومش بتلتأم جروحه بسرعة زى البشر الطبيعين
الموضوع دا محسوم الكل ما عداكى يتفضل يعمل تحليل
ذهب الجميع لاجراء التحليل بما فيهم يمنى وكريم وعزيز وحتى ياسين نفسه وحرس يامن الشخصي حتى
بقت اروى تدعو الله ان يتوافق احد معه كان لديها ايمان ويقين ان الله سيستجيب لها وتتوافق انسجة يمنى معه
بعد مرور بعض الوقت
جاء ياسين وعدة من التحاليل فى يده وعلامات الاسف بادية على وجهه
ياسين :للاسف ي جماعة ولا واحد منكو اتوافق معاه
صرخت فيه يمنى :يعنى ايه ....ازاى ..ازاى وانا فصيلة دمى زيو
ياسين :قلتلك مش كفاية انسجتك موافقتش معاه
عزيز :يعنى خلاص كدا هيموت
هنا خرجت اروى عن صمتها واتجهت اليه وامسكته من تلابيب قميصه :قسما باسم بالله لو سمعت الكلمة دى منك او من حد لهدها على دماغك ومش هيهمنى انت مين
تفاجىء عزيز من نبرة القوة التى تتحدث بها اروى فلطالما عدها تلك الضعيفة المستكنة التى تخشى افتعال المشاكل
عزيز بغضب :انتى اتجننى انت فاكرة نفسك مين انت ازاى تكلمينى كدا
اروى :انا مدام يامن العمرى اللى بكرة باذن الله لما يقف على رجله من تانى مش هيرضي حد يمسو او يمس مراته بكلمة فاهم
اتجه ياسين للفصل بينهما :يجماعة خلاص وحدو الله دى مستشفي مينفعش كدا
عزيز بحنية زائفة :وانا قلت ايه يعنى انا بسأل عن وضعه واتمنالو الشفي مش جوز مراتى
ياسين عموما ي جماعة انا هحاول اشوف متبرع بطريقتى ادعوله
رحل ياسين بعد ان ادمى قلوب الجميع بأن لا احد منهم يمكن التبرع له ولا زالت الحالة خطرة ويبقي الوضع على ما هو عليه
......
رفض اى منهم الخروج من المشفي او الذهاب للراحة قبل ان يطمئنو على الاقل ان احد سيتبرع له
مسحت أروى دموعها وتحلت ببعض القوة فاما تكون او لا تكون
ادركتها يمنى وهى تغادر :اروى رايحة فين
اروى :راحة اطمن على دادة فريدة بالتليفون اشوفها خرجت من العناية.ولا لأ
هزت يمنى رأسها بقلة حيلة وانصرفت اروى الى وجهتها
ذهبت اروى فى الطابق العلوى الى غرفة الفحص :لو سمحتى عاوزة اعمل تحليل توافق دم وانسجة لكليتى مع جسم المريض اللى جه فالحادثة من شوية
الممرضة :حضرتك تقربيلو
اروى :لا انا مجرد فاعلة خير
الممرضة طب اتفضلى على غرفة الفحص
...........
صباحا
فى الشرقية
وقف احمد وشهد يودعون ياسر وعائلته
احمد بامتنان :انا متشكر لحضرتك جدا وقفت معايا فجوازى و قعدتنى فبيتك انا ومراتى زى ما اكون ابنك ومحدش بيعمل كدا فالزمن دا
والد ياسر :متجولش اجده ي ولدى احنا نعرفو الاصول صوح وانت من طرف الغالى
احمد منتحرمش منك ي حج
ودعت شهد هى الاخرى فاطمة ونادية وتبادلت الارقام هى وفاطمة على امل اللقاء
استقل احمد سيارته
جلس احمد وشهد فالمقعد الخلفي وتولى حازم القيادة
حازم بسعادة :متتصورش نهى فرحانة بيكو اد ايه ومصدقتش نفسها لما قلتلها انكو جايين
شهد :وانا كمان نفسى اشوفها حاسة اننا هنبقي صحاب
احمد :بس احنا مش هنعيش معاكو فالفيلا انا مقبلش كدا
حازم :متقبلش ايه دى لا صدقة ولا احسان دا حقك فورث ابوك وانت اكيد عارف انو كان رئيس مجلس الادراة ونصيبو اكبر حتى من نصيب ابويا
دا حقو ،وانا مش ابن حرام عشان اكل حقك ،وليك كمان نصيب فشركاتى وهتستلمو احنا النهاردة بس هنقضيها تعارف ،ومن بكرة هنبتدى الجد عشان تستلم شغلك ونشوف هنعمل ايه فموضوع ليلا
احمد :خلاص ي حازم بس قبل ما نروح على الفيلا وصلنا على مشوار
شهد بخوف :مشوار ايه متقولش انك هتروح الشقة تانى
احمد :لا هنروح عند اهلك
تيبست شهد على ذكر اهلها
تذكرت كيف كان يعاملها والدها
كيف كاد ان يزج بها فالجحيم بيده ،كيف هددها بحرمناها من جامعتها
هزت شهد رأسها بنفي :لا...لا ي احمد مش هنروح .هيحبسنى وياخدنى منك ،هيبعدنا عن بعض
ضمها احمد الى صدره بحنان :ششش ..اهدى ي حببتى محدش يقدر يبعدنى عنك حتى الموت ..اهدى وثقي فيا انتى متجوزة راجل مش عيل عشان تخافي..دلوقتى انت متجوزة ومفيش قانون ولا عرف يقدر ياخدك منى
لازم نواجههم عشان امك على الاقل
لو ملكيش خير فيهم مش هيبقي ليكى خير فحد
انتى هربتى كتير ودا وقت المواجهة
حازم اطلع على .....
.........
بالمشفي
صعدت اروى كى تأخذ نتيجة الفحص
الممرضة وهى تعطيها النتائج :النتائج متطابقة بنسبة 100%ي انسة بس للاسف انت عندك سكر لو اتبرعتى فى خطورة على حياتك و دكتور ياسين مش هيقبل يعملك العملية
اروى بارتباك وهى تأخذ التحليل :خلاص مفيش مشكلة
ضمت التحليل الى صدرها
وهى تردد :لا...هتعيش ..وهترجع تقف على رجلك حتى لو فيها موتى
وبحسم اتخذت قرارها وتوجهت الى غرفة ياسين
اقتحمت عليه الغرفة فتفاجأ الاخر بها هى حتى لم تطرق الباب
مدت التحاليل له بيد
اخذها منها وتطلع لمحتواها
كور قبضة يده بحزن على حالها :اروى انا قلت رأيي بالموضوع دا لو التحاليل مطابقة 100%انا مش هعمل جراحة فيها خطر على حياتك
جلست اروى على ركبتيها امامه وهى تترجاه :ياسين ابوس ايدك ...انا ممكن اعمل اى حاجة عشان يامن ...دا ضحى بروحه عشانى ..انت قلت فى خطر بس فيه نسبة نجاح
استرسلت فى البكاء بطريقة تقطع نياط القلب :وحياة اغلى حاجة فحياتك دا صاحبك ....انا هكتبلك اقرار منى ان اى حاجة تحصلى محدش مسؤول عنها غيرى
ياسين :قومى ي اروى ايه الىى انت بتعمليه دا
اروى :هتسيب صاحبك يموت
ياسين :انتى ممكن تموتى
اروى : مش مهم المهم هو الوقت بيعدى ومفيش متبرع
ياسين انت لو معملتليش العملية دى هعملها فحتة تانية وذنبو فرقبتك ،بيك من غيرك هعملها
ياسين بتردد فهو يتخذ اصعب قرار في حياته :انا صعب عليا اعمل كدا بس مقدميش خيار تانى
اروى بسعادة :بس عندى طلب اخير لازم توعدنى بيه قبل ما ادخل اوضة العمليات
ياسين :طلب ايه
اروى :.......
و
يتبع....
الفصل الرابع عشر 👑💚
"أخبرك سرا ؟
لم اتعمد حبك ،همست انت ..وسمعت انا
فغافلنى قلبي وهرب اليك "
ياسين :انتى ممكن تموتى
اروى : مش مهم المهم هو، الوقت بيعدى ومفيش متبرع
ياسين انت لو معملتليش العملية دى هعملها فحتة تانية وذنبو فرقبتك ،بيك من غيرك هعملها
ياسين بتردد فهو يتخذ اصعب قرار في حياته :انا صعب عليا اعمل كدا بس مقدميش خيار تانى
اروى بسعادة :بس عندى طلب اخير لازم توعدنى بيه قبل ما ادخل اوضة العمليات
ياسين :طلب ايه
اروى :محدش هيعرف ان اناالمتبرع ،قولهم ان دا راجل غلبان سمع عن الحادثة وعرض كليته للبيع عشان يعيش ولاده
ياسين بذهول :انتى مجنونة صح !!!ليه تعملى كدا هتستفادى ايه
اروى :مش هستفاد بس يامن لا يمكن يقبل منى مساعدة ،ولو عرف ان انو هيعيش بسبب كليتى هتبقي نفسو مكسورة وحاسس انو مديونلى ،هو مش ممكن يقبل مساعدة من اى حد وخصوصا انا
ياسين :مين اللى قالك كدة انتى اكيد غلطانة اسمع....
قاطعة حديثه قائلة :ياسين ابوس ايدك الوقت بيعدى متناقشنيش الله يخليك وان كان على مين اللى قالى كدا فيامن ذات نفسو هو اللى قالى كدا
راودتها ذكرى يوم مجيئه للمشفي المتواجد بها فريدة ،شجاره معها وجرح يده ونزيفه ،تذكرت عندما حاولت تضميد جرحه وما كان رده سوى
"
ابعدى عنى مش عايز حاجة منك ولا يمكن اعوز مساعدة منك بالذات ،ويوم ما ايدى تتمد ليكى هكون ميت ،انتى فعلا غلطة فحياتى "
ياسين الآن فى وضع لا يحسد عليه أيخبرها بعشق صديقه لها وانه لولا تلك الفاجعة لكان اعترف بعشقه لها !
اتخذ قراره حسنا لن يسرق من صديقه متعة هذه اللحظات
سيقوم باجراء تلك الجراحة وان كان الله معها وكتب لها الحياة سيترك تلك المهمة ليامن بالافصاح عن مشاعره
اروى :ياسين ...ياسين انت رحت فين
ياسين :ها..معاكى اهو
اروى :ياريت نتحرك بسرعة ...هو انا هعملها هنا !!
ياسين :لا طبعا مش هنا انتى ناسية ان يمنى والزفت جوزها دا هنا ومش صعب عليه يعرف من المتبرع عشان في حالة انى هعملهالك هنا اسمك هيتكتب فسجلات المستشفي و يا من ذات نفسو لما يفوق هيعرف
انا هعملهالك فمستشفي واحد صاحبي كنت شغال فيها اول ما بدأت ،هى الامكانيات اللى فيها مش زى هنا طبعا بس هتقضي الغرض
بس انتى هتعملى ايه مع يمنى !!!انت متخيلة انها مش هتشك فيكى وانتى هتختفي فنفس الوقت اللى هيلاقو فيه المتبرع ؟
متهيألى لو عيل صغير اصلا هيلاحظ
اروى :انا هتصرف متقلقش من الموضوع دا يلا ارجوك كل ثانية بتفرق معاه وانا قلبي مش متحمل
ياسين بحزن على حالها :طب اروى ..ارجوكى راجعى نفسك تانى ..احنا ممكن نستنى اكتر وننزل اعلان فالجريدة
اروى بنبرة شبه ميتة :ياسين .انا مش راجعة فقرارى لو مش عاوز تساعدنى هتصرف ...انا كل ثانية بتعدى عليا وهو كدا بموت الف موتة انت مش فاهم حاجة
واراجع نفسى ليه هو عنده صحاب وعيلة وحياة انا معنديش حاجة اخسرها
كان يود الصراخ "ي غبية انتى نبض قلبه "ولكن لم يستطع
ياسين :ماشى ي أروى يلا بينا هتخضعى لشوية فحوصات الاول هناك قبل العملية
اروى :تمام استنانى عشر دقايق عبال ما اتصرف مع يمنى
تركته ممسكا باوراق تحاليلها جز عليها حتى كادت تتمزق
"يرب ليه حطتنى فالاختبار دا ...يعنى عشان صحبي يعيش اعرض مراته للخطر ..يرب قومها بالسلامة انا مش تقدر اشيل الذنب دا
وعلى الجانب الاخر
يمنى تجلس على حالها امام غرفة العناية
بجوارها كريم
يود الحديث اليها يخفف عن روحها الالم ،ولكنه قد عاهد نفسه قبل ان يعاهدها انه لن يتدخل فى حياتها حتى تكتشف بنفسها حقيقة عزيز ،ولكن قلبه لا ي طاوعه
كانت يمنى تجلس بارهاق تضع رأسها بين يداها الاثنان،يومان كاملان تجلس على تلك الوضعية لا زالت بفستانها الذى حضرت به الحفلة كان شعرها ينسدل على وجهها يغطيه تماما
كان يقرر تجاهلها بناء على رغباتها السابقة ولكنه لاحظ انين خافت يصدر منها تلفت حوله لم يجد عزيز ،جثي على ركبتيه امامها
كريم :يمنى يمنى انتى كويسة
رفعت وجهها ليجد شلالات دموع تنهمر من عينها
كانت تبكى بصمت ،تكتم شهقاتها حتى لا يلاحظها احد
تبكى على نصفها الآخر المتواجد بالداخل على حافة الموت
تبكى على حبيبها الذى ظنته سندها ولكنها الآن لم تشعر بتفاعله معها
انخلع قلب كريم على منظرها ،رمى بقراراته عرض الحائط
مسح دموعها من على خدها
كريم بحزن :بااس ...ليه الدموع دى ياسين قال انو هيبقي كويس مسألة وقت والله على ما يلاقو متبرع
يمنى :ولو ملاقوش ي كريم خلاص كدة مفيش يامن تانى
هز رأسه بالنفي ومن داخله لا يريد حتى التفكير في احتماليه حدوث الامر
:لا مش هيحصل متقوليش كدا ثم اشار على باب العناية المركزة الذى يفصلهم عن يامن :شايفة الباب اللى هناك دا ،اللى وراه مش مجرد صديق دا اخ وعيلة وكيان ،دا جبل ،واتأكدى ان الجبل مش ممكن يشرخ بالسهولة دى ،ثقي فربنا وخلى عندك ايمان انو مش ممكن يخذلنا ،يامن مش هيسبنا بالسهولة دى
يمنى ببكاء:بس امتى ي كريم ..الوقت مبيعديش وانا لو يامن جراله حاجة والله هموت نفسى انت سامعنى
بدون تردد ضمها الى صدره لا يعلم ايواسيها ويطمأنها ام يواسى نفسه ولكن مما لا شك فيه ان كلاهما يحتاج الى ذلك الاحتواء
لربما ليس من حقه ذلك التصرف ولكن فلتذهب القيم والمبادئ الى الجحيم شعر برجفة تسرى بها عندما ضمها اليه اخرجها من حضنه وبدون تردد نزع جاكيت بدلته والبسه لها ليبث اليها بعض الدفيء
شعرت هى بدفئ يغمرها
رائحة عطره الملتصقه بجاكيته ارسلت في نفسها بعض من الاطمئان بوجود الدعم الى جانبها
مرارا وكريم يظهر له حبه ولكن الآن فى تلك اللحظات الصعبة شعرت بأن افعاله لمست قلبها حقا اتصلت اعينهم فى محادثة سرية لوم وعتاب مقابل ضعف وضياع
قطع تواصلهم البصرى تنحنح اروى
أروى :يمنى .كريم انا مضطرة امشى
قطبت يمنى حاجبها باستغراب :تمشى !!!تمشى تروحى فين
راحة القصر تغيرى هدومك يعنى
اروى :لا راحة المستشفي اللى فيها دادة فريدة هى فاقت وطالبة تشوفنى مفيش ليها حد غيرى
تفهمت يمنى موقفها فلطالما كانت تشعر بالشقفة تجاهه وتعلم من حديث يامن مدى اهمية تلك السيدة في حياتها
يمنى :ماشى ي حببتى وانا معاكى بالتليفون اى جديد هتصل عليكى
اروى :ماشي
كريم :تعالى عشان اوصلك
اروى باندفاع :لااااا
استغرب يمنى وكريم من ردة فعلها
اروى :احم اقصد يعنى خليك مع يمنى هى محتاجاك اكتر انا هاخد تاكسى
كريم خلى بالك منها ..ومن يامن انا عارفة انت بتحبو اد ايه
استشعرت يمنى خوفها على اخيها من نبرتها فالحديث
يمنى برجاء :اروى تفتكرى يامن هيع. ...
وضعت اروى يدها على فم يمنى قبل ان تكمل كلامها
امسكت يدها باصرار :متكمليش هعيش...هعيش ي يمنى مش هسمح بغير كدا يحصل ثقي فربنا وفيه لازم احنا كمان نصدق دا عشان ربنا يكفائنا على ايمانا
ضمت كلاتاهما الآخرى ثم استأذنت اروى بالذهاب
اثناء خروجها من المشفي شعرت بقبضة يد تشتد على زراعها وتسحبها لمكان ما
عزيز :ايه ي حلوة فكرتى فكلامى
استجمعت اروى شجاعتها ودفعته فى صدره ارتد على اثرها للخلف :انت عايز منى ايه سيبنى فحالى بقي احترم نفسك ي اخى وتحترم مراتك الغلبانة دى ...احترم انى لحد دلوقتى مقلتش ليامن والا كان هيبقالو تصرف تانى
ضحك عزيز ضحكة خافتة :يامن ايه بقي دى كلها ساعات بيقضيها فتحى دماغك واختارى الجنب الصح عشان تكسبي
اروى بشراسة :اخرس قطع لسانك ...ياريت مشفش خلقتك فوشى ياما قسما بربى هبلغ يمنى بكل حاجة وهى اصلا مش طايقاك اليومين دول
عزيز :بتحلمى هى بتثق فيا وبتحبنى زى المجانين مش هتصدق بنت ملجأ زيك وتكدبنى انا
ويترى بقي ربة الصون والعفاف سايبة جوزها بين الحيا والموت وراحة فين
ايه راحة جمعية خيرية ولا راحة تشوفي مصلحتك مع حد تانى
عند هذا الحد وفقدت اروى قدرتها على التحمل
صفعة مدوية نزلت على وجنته وبشجاعة لم تعهدها في نفسها من قبل
:بنت الملجأ دى اشرف منك ومن اللى خلفوك ،انت اوسخ من اوسخ بنى ادم قابلتو فحياتى ومعرفش واحدة بطيبة يمنى عملت ايه فحياتها عشان تقع فيك لو فاكرنى عضمة طرية تبقي غلطان
انا اخت الرائد عدى الجبالى اللى بكلمة منو تروح ورا الشمس مش كل الطير اللى يتاكل لحمه ها
ابعد من وشى الساعة دى بقي
ثم تركته وغادرت المشفي
وتركته يغلى من الغضب لم يستوعب بعد انها صفعته بتلك القوة :
ماشى يبنت الملجأ ..ان ما خليتك تبوسى جزمتى عشان ارضي عنك مبقاش انا عزيز ..
......
وصلت سيارة حازم اسفل منزل عائلة شهد
تعالى خفقان دقات قلبها ،تشتاق لأمها كثيرا ،قلبها خالِ من المشاعر تجاه والدها تعلم انه سيقيم القيامة وسيحاول ابعداها عن احمد
حازم :تحب اطلع معاكو
احمد :ليه مش هعرف احمى مراتى وجاى تسندنى
حازم بحرج :انا مقصدش حاجة كنت عاوز اوصلك بس انى جنبك لو محتاج مساعدة
تداركت شهد الموقف
:هو ميقصدش ي حازم احنا بس متوترين من الى هيحصل فوق ومنعرفش ابويا هيستقبل رجوعى ازاى ومعايا احمد
وجودك هيوتر الاجواء اكتر
حازم:انا مش زعلان منو ولا عمرى هزعل حتى لو ايده اترفعت عليا ،انا عارف انو قلبو مش صافي من ناحيتى بشكل كلى ودا حقو بس الايام هتثبتلك انى فعلا استحق السماح
هز احمد رأسه بتفهم، ترجل من السيارة وامسك بيد شهد
:حبيببتى انتى جاهزة
زفرت شهد الهواء دفعة واحدة ،هى حقا تخاف من تلك المواجهة خوف طفل ابلى بلاء سئ فى امتحاناته وينتظر العقاب من والده
شهد :هبقي بكدب لو قلت مش خايفة ،بس وجودك جنبي بيدينى الامان اوعى ،اوعى ي احمد تتخلى عنى مهما ضغط عليك
ضمها احمد الى صدره بقوة حتى اجزمت انها سمعت صوت عظامها :اسيبك ايه ي غبية ،لا انتى ولا ابوكى ولا اتخن تخين ربنا خلقه هيقدر يبعدنى عنك
قلتلك انتى حبك استعمار وانا مش عاوزو يتحرر لآخر نفس فيا
مهما كان الى هيحصل فوق ومهما كان اللى هسمعه هستحمله عشانك انتى
يلا بقي مش عاوز اشوف وشك غير بيضحك
خرجت من حضنه مبتسمة :انا كنت حابسة دموعى بالعافية كلامك زى ما يكون خلاها تتبخر
انت فعلا عوض ربنا ليا فالدنيا
وانا اسفة ،سامحنى سلف عالقسوة اللى هتشوفها فوق
صعد كلاهما البناية حتى وصلا الى طابق اهلها
ذكرت الله فى سرها ودقت على جرس الباب
لم يأتيها الرد فدقت على الجرس مرة آخرى
نجوى :ايه ي وردة مش معاكى المفتاح
سقطت الملعقة من يدها جراء تلك المفاجأة كانت تتوقعها الخادمة التى بعثتها بطلبات المنزل ،لكن المفاجأة كانت ابنتها الغائبة
نجوى بهمس :بنتى
شهد:هتدخلينى ولا ارجع مكان ما جيت
نجوى :تعالى فحضنى ي نور عيني
ركضت شهد الى حضنها والاخرى كانت تقبل كل انش فى وجهها كأنما تعوض نفسها عن غيابها عن المنزل كل تلك الاسابيع
نجوى :وحشتينى وحشتينى اووى يبنتى هنت عليكى كل دا
شهد بدموع :محصلش والله ي امى يعلم ربنا انا كنت مشتاقة لحضنك ازاى بس لو مكنتش عملت كدا كان بابا هيبعنى
:واكسر رقبتك كمان انتى جيتى ي فاجرة
دب الذعر فى قلبها
لم تكن تحسب ان تلقاه بتلك السرعة
شهد بخوف :ب..با..بابا
عبد الرحمن :اخرسى ي واطية انا مش ابوكى
بنتى اللى حطت راسى فالتراب وخليت واحد زى يامن يجبرنى على حاجة مش عايزها ؟!
بنتى الى خلتنى زى العيل الصغير قصاد واحد من دور عياله
شهد:لا ي بابا انت معملتش حاجة غصب عنك مش دا اللى كنت هتعمله لو كنت اتجوزت يامن ولا ايه
ما انت عملت كدا بس مقبضش تمن جوازى منو
ثم تابعت ببكاء انا عارفة انك ابويا ومكنتش اتخيل يوم من الايام انى اقف قصادك كدا واواجهك بس انت الى اضطرتنى لكدا لما اتعاملت معايا على انى سلعة ممكن تبيع وتشترى فيها انت صح ابويا بس متعرفش عن الابوة شئ
عبد الرحمن :انا ببيع واشترى فيكى ي واطية
صحيح انك ناقصة رباية وناكرة للجميل
دا انتى عايشة عيشة مفيش واحدة من صحابك تحلم تعيشها كل طلباتك مجابة حسابك فالبنك مليان فلوس كنت هجوزك جوازة متحلميش تجيلك تانى وتقوليلى عمرك ما كنت اب ناقصك ايه ها !؟
شهد بصراخ :لا ناقصنى ناقصنى كتير ناقصنى احس بحبك وحنانك عمر الفلوس ما اشترت سعادة
انا مبشوفكش فبيتنا غير بالصدفة لا عمرى مرضت وسهرت عليا ولا عمر وفقت جنبي فنجاحى ولا عمرك احتوتنى زى اى اب
ثم اشارت على امها
شايف دى :الست دى بالنسبة لى كات الام والاب هى سهرت وربت واحتوت انت بقي عملتلى ايه غير الفلوس
انا عمرى ما هنسى ان بسببك اعز صاحبتى اتورطت فجوازة ملهاش فيها والله وحده يعلم البنى آدم دا بيعاملها ازاى
عبد الرحمن :لا دا انتى عيارك فلت بقي
رفع يده ليصفعها اغمضت عينها بألم فى انتظار صفعته ولكن لا صوت الصفعة ولا حتى اثرها
فتحت عيناها لتجد يد احمد تقبض على كف والدها وانفاسه تتسارع كأنما كان يجاهد لضبط توازنه
احمد :لحد هنا ولا انا سكت عشان انت ابوها واحنا فبيتك لكن لا عاش ولا كان الى ايده تترفع عليها فوجودى وطول ما انا عايش
عبد الرحمن :ودا مين دا ان شاء الله دا اللى انت هربتى من فرحك عشانو
هزت رأسها بنفي ودموعها تأبي ان تسكن مكانها ،شعرت بالخجل من اتهامات والدها لها فى وجود احمد
احمد بحدة :شهد ،مراتى اشرف من الشرف ،والحقيقة انى مش عارف ازاى ابوها اللى مفروض هى تربية ايده يتهمها الاتهام دا ،الصراحة ان انا اللى اصريت عليها تيجو نطلب سماحك بس بعد الاتهام دا بقي شبه مستحيل اى حاجة
نجوى :هو دا جوزك ي شهد
شهد :ايوا والله دا جوزى على سنة الله ورسوله والقسيمة معانا انا مش ممكن اعمل حاجة غلط
عبد الرحمن :وانتى فاكرانى هصدق شغل العيال دا
جايبالى واحد من الشارع وتقوليلى جوزك
احمد :انت ايه !!!!!ازاى كدا ليه مصر تخلينى اخرج عن شعورى وانت اد ابويا
عبد الرحمن اسمعى يبت انتى ودا قرارى الاخير ومعنديش غيرو:عاوزانى اسامحك
شهد :ايوا ي بابا عشان خاطرى
عبد الرحمن :تخليه يرمى عليكى اليمين دلوقتى
شهقة فلتت من نجوى :يلهووى ي عبد الرحمن انت عاوز تطلق بنتك
عبد الرحمن :اخرسى انتى مسمعش صوتك
تخليه يرمى عليكى اليمين دلوقتى وهترجعى البيت ولا كأن حصل حاجة واجوزك جوازة تليق بيا
تطلع احمد الى شهد كأنما يستجدى الاجابة من عينها
شهد بجمود :عاوز تسمع ردى
عبد الرحمن:
يريت
ذهبت شهد الى احمد ظن انها ستطلب منه الطلاق ولكن فعلتها خالفت التوقعات قبلته قبلة طويلة على وجنته
شهد وهى ممسكة بيد احمد :دا ردى عليك
دا جوزى ومش ممكن اسيبه عاوزنى اسيبه عشان تبعنى تانى مش هيحصل
دا حبي ومش ممكن اسيبو مهما حصل خليلك الفلوس و العربيات والشركات بكرة تعرف ان كل دا ميساويش لحظة سعادة واحدة مع حد بتحبه
همت بالخروج فا وقفتها والدتها
نجوى :يبنتى هتسيبنى وتروحى فين خليكى عشان خاطرى
شهد :مش هقدر ي امى متخافيش انتى اللى طلعت بيكى من الدنيا هتصل بيكى واسأل عليكى انا هنا جنبك وعمرى ما اسيبك رقمى زى ما هو استنينى
عبد الرحمن :خدى اللى معاكى دا واطلعو برا لا انتى بنتى ولا اعرفك
اخرجهما بالقوة من منزله
وخارجا لم تستطع قدماها التحمل افترشت الارض بجسدها واخذت فى البكاء
لم يعرف هو كيف يتصرف فضمها الى صدره وتركها تفرغ شحنة حزنها
احمد :شهد .ابوس ايدك كفاية دموعك دى بتقلتنى
شهد :ان..انا ...انا كنت عارفة انو مبيحبنيش بس متوقعتش يطلب منى كدا ،فلحظة كدا يتخلى عنى ويقولى لا انتى بنتى ولا اعرفك ..يعنى ...يعنى انا دلوقتى مليش حد
احمد :ششش مسمعكيش تقولى كدا ابدا ..انا جوزك وابوكى واخوكى وكل حاجة عيلتى هى عيلتك وبعدين انتى نسيتى اروى صاحبتك اللى حكتيلى عنها محاولتيش تكلميها ليه
شهد كأنما ارشدها الى بر الامان :اروى ...ايوا صح دى هتفرح ااوى برجوعى ..بس انا معرفش يامن بيعاملها ازاى وهيسمحلها تكلمنى ولا لا
احمد :اتصلى بيها وشوفى وتفائلى بالخير تلاقيه ي حببتى
شهد :صح انت صح خلينا ننزل تحت واكلمها
..........
فى المشفي المختار لإقامه عمليه أروى
تم اجراء الفحوصات الازمة وضبط الضغط ومعدل السكر وهيأت اروى للعملية
خلعت محبسها وسلسالها وتم تجهيزها بثياب المشفي
دخل ياسين عليها مرتديا الزى الرسمى للعمليات
ياسين بثبات :أروى ...انتى فظرف ساعة هتخشى العمليات ..عاوزك تعرفي ان قصاد المخاطرة اللى بعمليها دى انا هبذل اقصي جهدى عشان تطلعى منها على خير كل حرف اتعلمته فحياتى مش هدخره للعمليه دى اذكرى الله وادعيه انك تخرجى على خير
اروى بخوف :ياسين عاوزاك توعدنى لو حتى حصلى حاجة يامن يعمل العملية بسرعة
ياسين :هتخرجى وهتقومى منها ثقي فيا ،متوصنيش على اخويا
انا هسيبك دلوقتى تقرى شوية قرآن وتدعى ربنا وانا هجهز اوضة العمليات موبايلك جنبك لو تحبي تكلمى حد
ثم تركها وغادر اخذت تدعو الله ان يشفي زوجها ويمهلها فى عمرها بعض من الوقت حتى تراه مرة اخرى
اضاء هاتفها معلنا عن مكالمة
نظرت الى الاسم واتسعت عيناها من الفرح عندما وجدته شهد
ضغطت على زر الايجاب بسرعة
:الو شهد انتى فين
شهد :اروى ..يروحى انا اسفة انا اسفة سامحينى على اى حاجة حصلتلك بسببي
اروى بضعف :بتتأسفى على ايه ي غبية كفاية عندى سماع صوتك دلوقتى
شهد :انتى صوتك عامل كدا ليه ي اروى ،الزبالة دا بيعمل فيكى ايه بيضربك بيعذبك
اروى ببكاء:لا لا ي شهد ارجوكى متقوليش كدا عليه انتى مش عارفة حاجة مش عارفة حاجة
شهد :انتى بتعيطى عشانو ايه اللى بيحصل عندك ي أروى
اروى :شهد انا دلوقتى فالمستشفي عاوزاكى تجيلى دلوقتى فظرف ربع ساعة مسألة حياة او موت
شهد :ليه مستشفي ليه ،انت كويسة صح متخوفنيش عليكى ارجوكى
مفيش وقت ي شهد فى امانة لازم احفظها عندك تعاليلى على مستشفي ". ......"
فورا
ثم اغلقت الخط وتنهدت بثقل
فها هو الله قد منٌ عليها وستتمكن من رؤية صديقتها قبل ان تخوض تلك المعركة
على الجانب الاخر :احمد انا لازم اروحلها بسرعة فالمستشفي
احمد باستفهام :ليه خير حصل ايه
شهد :مش عارفة مقالتش حاجة هى عاوزة تشوفنى بسرعة وخلاص صوتها مهزوز كأنها بتودعنى
احمد :طب يلا حازم تحت بالعربية وهيوصلنا
ركب كلا منهما السيارة
حالة شهد كانت كفيلة بعدم طرح حازم اى اسألة
حازم :اطلع عالفيلا
شهد :لا اطلع على مستشفي "....."
حازم باستغراب :ليه حصل ايه
احمد بسرعة ي حازم وهحكيلك فالطريق
نفذ الاخر امر اخيه وانطلق مسرعا الى المشفي
...........
فى مقر شاهين
شاهين بغضب :اعدت تقولى سيبنى هتصرف سيبنى هتصرف واديك اهو نيلت الدنيا ،كان عندى حق لما قلت عليك عيل ميعتمدش عليه
جاسر :اييييييه ،خلصنا بقي انا دماغى وجعتنى ،انت مضايق ليه وانا مش شايف ان عملت حاجة غلط ان عاش هتبقي قرصة ودن ليه ،وان مات اديه خاد نصيبو عشان يبقي يرفع ايده ويخلى الامن يطردنى برا شركته
شاهين :انت غبي ومتسرع من امتى بنعمل كدا القتل دا اخر حاجة نعملها ،وبعدين انا عايزة اعرف انت مين ساعدك فدخول قصره
اتاه صوت من خلفه
:انا اللى ساعدته ي باشا
شاهين :عزيز !!!انت نزلت مصر امتى
عزيز :من حوالى شهر بس مجتش الفرصة عشان ابلغ سعاتك يامن العمرى يبقي اخو مراتى و
انا اللى ساعدت جاسر يدخل القصر ومش شايف انو اتصرف غلط
شاهين :ازاى يعنى ي عزيز واحنا استفدنا ايه من اللى عملو
عزيز بثقة :لا استفدنا واستنفدنا كتير
استفدت ان الباشا مفرفر فالمستشفي وعزرائيل قرب يوصله ولو اتكل الورث هيبقي لاخته اللى هى اصلا زى الخاتم فصباعى ومراته هتعسلج شوية بس مش مشكلة ليها صرفة وانا اللى همسك الشركة ونفوق بقي لشغلنا
شاهين :دا انت طلعت دماغ ي عزيز طول عمرى اقول عليك من احسن رجالتى
عزيز :فالخدمة دايما ي باشا احنا تحت امرك ادعى بس ان عزرائيل يوصله بسرعه ويقابل وجه كريم
شاهين :دا انا اصلى وادعى كمان
ثم ضحك الثلاثة ضحكات صاخبة كأنما سيتقبل الله دعاء من خرجو من رحمته
.......
وصل الثلاثة الى المشفي واستعلمو عن غرفة اروى
قابلو ياسين وهو يدلف خارج الغرفة
شهد :دى اوضة 119
ياسين :ايوا هى انتى مين
شهد :انا شهد صاحبة اروى
ياسين :اه صح ماشى يريت تخشى انتى لوحدك وبلاش ضغط عليها عشان ما صدقت ضغطها اتظبت
احمد :خشى ي شهد واحنا مستنينك هنا
هزت شهد رأسها ايجابا
ودخلت بخطى بطيئة غرفة اروى كأنما كانت ترجو ان يكذب حدثها
شعرن بالضعف عندما وجدتها ترتدى ثياب المشفي ومتصل بيدها ابرة لتوصيل المحلول الى الوريد
اروى ببسمة صغيرة :تعالى ي شهد قربي واقفة بعيد ليه
شهد:اروى ..ايه اللى بيحصل انتى فيكى ايه
اروى :نصيب ومكتوب انا مبسوطة انى هشوفك قبل ما ادخل العملية
شهد :عملية ايه !!!!!
سردت لها اروى ملخص سريع لما حدث معها منذ هربها من العرس مرورا بزواجها من يامن وحادثة الاصابة ومشاعرها تجاهه وقرارها بالمجازفة بعملية كتلك
كانت شهد تسمع في صمت دموعها تحجرت من كثرة البكاء هذا اليوم
:ليه تعملى كل دا وفى نسبة خطر عليكى
اروى بابتسامة جاهدت للمحافظة عليها :حبيتو. حبيتو ي شهد متسألنيش ازاى وامتى بس حسيت معاها مشاعر عمرى ما عشتها حسيت ان الدنيا ابتدت تضحكلى ومش ممكن اسيب الفرصة تضيع من ايدى انا مش جيباكى النهاردة عشان تأنبينى انا جايباكى عشان توعدينى وعد
شهد :وعد ايه
امتدت يدها بعلبة قطيفة صغيرة تحتوى على السلسال الخاص بها :العلبة دى فيها السلسلة بتاعتى توعدينى تحافظى عليها وتشيليها فعينك ومحدش يعرف انها معاكى ولا حتى اى مخلوق
لو طلعت عايشة هترجعيهالى وقت ما اكلمك
لا قدر الله مطلعتش هتخليها معاكى ذكرى منى
وحاجة كمان انا عارفة انو صعب عليكى تبصي فوش يامن بس لو حصل وربنا مأردش اعيش هتقوليلو كل حاجة وكل مشاعرى نحيتو وابقي خليه يحط على قبرى ورد جورى من اللى بحبه
شهد اخذت تهز رأسها نافية :لا ي أروى لا انتى اللى هترجعى وهتقوليلو كل حاجة
اروى :الاعمار بيد الله ي شهد عشان خاطرى اوعدبنى
شهد :اوعدك
دلف ياسين الى الغرفة
ياسين :اروى خلاص جه معاد العملية زى ما اتفقنا ثقي فربنا وفيا وخليكى قوية انتى مرات يامن العمرى
أروى :ثقتى فيك وفربنا كبيرة
ثم وجهت حديثها لشهد :يلا ي صحبتى هتاخدى الامانة ولا تكسفينى
اخذت العلبة ودستها في حقيبتها
ضمتها كثيرا الى صدرها كأنما تبثها القوة :عاوزكى تخرجى من هنا عشان اعرفك على جوزى وحب عمرى يلا ي هانم قدامنا كلام وحكايات كتير شايلهالك
قبلتها شهد على وجنتها وتركت المجال لياسين والممرضات بمباشرة عملهم تم وضع اروى على السرير النقال واغمضت عينها تحركو فاتجاه غرفة العمليات مرورا من امام حازم واحمد
"انا اروى ،الفتاة اليتيمة ،ابنة الملجأ،الآن وفى تلك الساعة اضحى بجزء منى واضع حياتى على المحك لأجل نبض قلبي ،لم اتوقع في يوم ان اعشق جلادى ،ولكن لا تؤاخذنى ي الله بما ليس لي سيطرة عليه ،لربما لم يكتب لى ان اكون لدى عائلة ولكنك كتبت لىٌ الحب ،فاحفظه لى واجمعنى بيه على خيرا ،مؤكد اعمال الخير التى قمت بها فى تلك الحياة باركتنى وجعلتنى زوجة له ،فأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،او انزلته فى كتابك،او ادخرته لنفسك في علم الغيب ،انت تحفظه لى وتردنى اليه ،يارب"
