رواية زوجة مغترب الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم نسمه مالك


رواية زوجة مغترب 

الفصل الثالث عشر والرابع عشر

بقلم نسمه مالك



 البارت الثالث عشر...

.

اخيرا..

انتهو من فرش شقه مريم الجديده بمنزل والدها..

فجميع افراد العائله عملو على قدم وساق لتصبح الشقه جاهزه فى ساعات معدوده..

وهى..

اين هى..لقد هربت من واقعها بالنوم..

اخذت صغيرها بحضنها وغاصت بنوم عميق من شده تعبها..بل من شده الم قلبها..

تتمنى ان يصبح كل ما تعيشه مجرد كابوس وسينتهى وتستيقظ تجد زوجها بجوارها محتضنها بحمايه هى وصغيرها..

لكنها فاقت على صوت والدها الذى يتحدث بغضب عارم بعلو صوته..

عبد الخالق:اقسم بالله لولا خاطر مجيتك يا عم الشيخ ما كنت سبتها على ذمته لحظه واحده..

نظر لادهم واكمل بتحذير..بنتى لو اشتكت منك مجرد شكوه واحده انت او امك هقتلك بايدى مش هخليك تطلقها بس..

ارتدت اسدالها سريعا واقتربت من الباب ترى من بالخارج..

شهقت بعنف واضعه يدها على فمها حين لمحت زوجها يقف بكل انكسار امام والدها بجواره شقيقه وشقيقته ايضا وبينهم امام المسجد المقابل لمنزلهم..

هبطت دموعها بغزاره حين لمحت وجه زوجها الممتلئ بالكدمات وقميصه الابيض الملوث بنقاط دمائه..

اندهشت واتقبض قلبها حين دخل شقيقها معه احدى اصدقاءه وبيده احدى الاوراق..

اعطاهم لوالده فجلس وبدا يدون بهم بعض الكلمات واعطاهم لزوجها الذى اخذهم بصمت ومضى عليهم واقترب اصدقاء شقيقها ايضا ومضو وانصرفو هما وامام الجامع..

ساد الصمت قليلا وهى ستجن ترد معرفه ما يحدث..

تبحث بعيونها عن والدتها وهمست من اسفل اسنانها بغيظ..

مريم:انتى فين يا وليه يا ماما..

قطع الصمت اسامه بتعب واضح..

اسامه:طيب يا عم عبد الخالق انا بعتذرلك للمره المليون..

واتمنى ان حضرتك متكونش لسه شايل من ادهم..

نهى حديثه وهب واقفا واكمل..

انا هستاذنكم لانى بقالى يومين منمتش..

وقف ادهم وشقيقته ايضا واستعدو للرحيل برفقه شقيقهم..

اخذ عبد الخالق نفس عميق وهب واقفا وتحدث بأصرار..

عبد الخالق:مش هتمشو قبل ما تاخدو واجبكم..

اسامه:باحراج من اخلاق هذا الرجل الاصيل..والله يا عم عبد الخالق انا تعبان ومش قادر..يبقلنا عزومه عندك.. 

عبد الخالق:خلاص يبقى بكره بأمر الله نفطر مع بعض..

اقترب منه اسامه واحتضنه بشكر وتحدث باحراج..

اسامه:انا مش عارف اشكرك ازاى..الف شكر يا عم عبد الخالق..

عبد الخالق:بأسف..انا يا بنى برضو مديونلك بالاعتذار عن العلقه اللى ختها بس هنقول ايه ذنب ناس بتخلصو ناس..

اسامه:عندك حق..يله الحمد لله انها جت على علقه..نظر لشقيقه واكمل ببتسامه..فداك يا عم ادهم المهم بيتك ميتخربش..

يله السلام عليكم..

نهى حديثه واتجه للخارج خلفه اشقائه..

انتظرت هى قليلا ومن ثم ركضت مسرعه لوالدها تتحدتث بالهفه..

مريم:ايه اللى حصل يا بابا..

جذبها والدها لداخل حضنه وتحدث بحنان..

عبد الخالق:دراعك عامل ايه دلوقتى يا حبيبه ابوكى..

مريم:الحمد لله يا بابا متقلقش عليا..

نظرت له بفضول شديد واكملت..قولى يا بابا ورق ايه اللى كنتو بتمضو عليه دا..ابتلعت ريقها بصعوبه واكملت..

هو ادهم هيطلقنى..

جذبها عبد الخالق للخارج وتحدث بتسائل..

عبد الخالق:هو الواد تيمو لسه نايم..

مريم:لا انا صحيت ملقتهوش جنبى..شكل ماما خدته وانا محستش بها..

نظرت للدرج ااذى بدأو يصعدو عليه واكملت بتسائل..

احنا طالعين فوق ليه يا بابا؟؟!!

عبد الخالق:بهدوء..هتعرفى دلوقتى..

اقترب بها من شقه شقيقها فألتفت هى خلفها للشقه الفارغه تبحث عن عزالها..

لكن؟؟!!

لم تجد له أثر..

ضرب والدها الجرس وفتحت والدتها..

لتشهق مريم بعنف واضعه يدها على فمها ودموعها بدات تهبط بغزاره..

خطت للداخل تنظر حولها بنبهار..

وتتعالى صوت شهقاتها اكثر..

فعزالها قد فرش بالكامل بطريقه ولا أروع..

نظرت لوالدها وهمست من بين شهقاتها..

مريم:دى شقه محمد يا بابا..نظرت حولها واكملت..دا مخليها سوبر لوكس علشان يتجوز فيها..

عبد الخالق:اخوكى لسه قدامه مش اقل من 3 او 4سنين على ما يخلص كليته ويشوف جيشه اكون انا بأمر الله شطبتلو الشقه اللى قصادك..

اقترب منها وقبل رأسها بحب شديد واكمل..

دى من دلوقتى بقت شقتك يا حبيبه ابوكى..

صمت قليلا واكمل..بس جوزك أصر نكتب عقد وقال هيدفع ايجار كأنه ساكن وانا مرضتش اضغط عليه اكتر من كده..

بلحظه..

كانت ارتمت بحضن والدها تبكى بنحيب شديد وتتحدث من بين شهقاتها..

مريم:ربنا ميحرمنيش منكم ابدا..

ربط هو على ظهرها بحنان وقبل رأسها وعينه على زوجته الواقفه تبكى ايضا لبكاء ابنتها وتحدث بعتاب..

عبد الخالق:ايه يا ام مريم هنقضيها عياط ولا ايه..انا مشربتش كوبايه الشاى بتاعتى انهارده من ايدك..

اقتربت منه جيهان وقبلت كتفه بعمق وتحدثت بحب شديد..

جيهان:من عنيا يا عبدو..

نظرت لابنتها واكملت..الاكل على النار يا مريم ابقى اطفى عليه وابنك نايم فى سريره يا ضنايا..

مريم:بزهول..انتى اللى فرشتى الشقه كده يا ماما..

ضحكت جيهان ووالدها ايضا وتحدثت بفخر..

جيهان:عماتك وولادهم وبناتهم يا ضنايا خلصو الفرش فى ساعتين زمن..امال دا انتى مريم الغاليه بنت الغالى..

نظر لها والدها وربط على وجهها بكف يده..ويده الاخرى يشاور بها على عيناه وتحدث بحب شديد..

عبد الخالق:من العين دى ذات ومن العين دى ميه يا حبيبه ابوكى..ولا يهمك ولا يقدر يزعلك حد طول ما انا على وش الدنيا يا مريم..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..هو..

اصر ان يصل شقيقه بنفسه حتى منزل والده...عفوا منزل والدته..

لكنه لم يسير معه للداخل فقد تركه عند باب البيت وعاد مره اخرى لزوجته..

فتحت هند الباب ودخلت خلفها شقيقها..

بحثو عنها بعيونهم..فحركت هند راسها بيأس حين وجدتها تجلس امام التلفاز تشاهد احدى المسلسلات بنتباه..

اقترب شقيقها وجلس على اقرب مقعد متأوه بشده..

نظرت هى بتجاههم نظره خاطفه وعادت النظر مره اخرى لشاشه التلفاز وتحدثت بتسائل وقليل من السخريه..

شاديه:امال فين السنيوره مراتك يا سبع..

اغمض عينه بعنف واخذ نفس عميق واستغفر بسره وهب واقفا متجه نحو غرفته هو وشقيقه وتحدث من اسفل اسنانه..

اسامه:عايزانى اجبها علشان نطلق تانى..سبتها هناك انا كلها اسبوعين تلاته بالكتير وهغور انا كمان..

نهى حديثه ودخل الغرفه وغلق الباب خلفه بعنف..

نظرت هى لابنتها وتحدثت بغيظ..

شاديه:بقى خدنى معاك يا اسامه اصل هتقهرنى زى بابا..

نظرت لها بتمعن واكملت..

طيب ياروح امك انا لمتلك هلهيلك انتى كمان فى اكياس زباله بالف سلامه ياختى والقلب دعيلك..

هند:ببتسامه ساخره..هو انتى عندك قلب علشان يدعلنا اصلا يا ماما!!؟؟..

شاديه:بغضب..عندى كبده يا بت اشوحلك حته..

رفعت صوتها..امشى اخفى من قدامى لقوم اجيبك تحت رجلى انا مفروسه منك..

همت هند بالسير اقفتها هى سريعا..

بت استنى..المحروس اخوكى الصغير خلصنا من اللى ما تتسمى وطلقها ولا لسه..

نظرت لها هند بتشفى وابتسامه سعيده وتحدثت بستفزاز..

هند:توء مطلقهاش..هيطلقها ازاى وهو بيموت فيها..دا كمان هيعيش معاها عند باباها فى البيت وادهم قال لو هى موافقتش انه يسافر معايا انا واسامه مش هيسافر..

نهت حديثها وضحكت بتساع..فأمسكت شاديه كوب موضوع على الطاوله امامها وقذفتها به بكل عنف..

لتسرع هند وتركض لداخل احدى الغرف مبتعده عنه فيسقط ارضا وينكسر لاشلاء..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..قلبه..

ينبض بعنف..

يقف امام باب شقتهم الجديده بعدما سمح له حماه بالصعود..

اخذ نفس عميق وضرب الجرس..

لحظات وفتحت له زوجته..

وقف امامها ينظر لها بدموع تلتمع بعيناه..

تبدله هى النظره بأخرى متألمه للغايه..

طالت نظرتهم قليلا..

وبلحظه..كانو قطعو المسافه بينهم سويا والتقطها داخل حضنه يحتضنها بقوه وصوت شهقاتهم تتعالى..

جذبته هى للداخل واغلقت الباب خلفهم وذادت من ضمه ويدها تربط على ظهره تارا وشعره تارا اخرى..

تحدث هو بصعوبه من بين شهقاته ويده تزيد من ضمها..

ادهم:حقك عليا يا مريم..انا اسف انى مكنتش ليكى الزوج اللى اتمنتيه..صمت قليلا واكمل بنحيب..عارف انك تستهلى واحد احسن منى وتستهلى كل حاجه حلوه فى الدنيا..

قبل عنقها بعمق واكمل بصدق..بس انا والله العظيم بحبك..

يمكن مبقتش اقولها وبقيت سلبى معاكى وديما ساكت..

ابتعد عنها وامسك وجهها بين كفيه واكمل..بس تصرفاتى بتقولها يا مريم..غيرتى عليكى..واصرارى اننا نكمل مع بعض وانى مطلقتكيش حتى بعد ما باباكى خلى قريبك يضربونى انا واخويا دا معناه انى بعشقك مش بس بحبك ومستحيل اسيبك مهما حصل..

اغمض عينه بعنف لتهبط دموعه بغزاره واكمل بغصه..

وانتى عارفه ان اللى بيحصلنا دا سببه امى..

تنهدت هى بألم وهمست من بين شهقاتها..

مريم:طيب واخرتها..ما هى هتفضل امك يا ادهم..يعنى هنفضل فى التعب دا طول العمر..

جذبها داخل حضنه وسار بها لاقرب مقعد جلس وجذبها على قدمه وتحث بتعقل..

ادهم:لا يا مريم مش هنفضل كده..صمت قليلا واكمل بغصه..

انا هسافر الكويت مع اسامه يا مريم..

نهى جملته ونظر لها بلهفه يترجاها بعيناه ان تمنعه..

ان تتمسك به بكل قوتها وتمنعه من الغربه..

لكن..هى ايضا غاضبه الان..فألقت كلمات لم تكن تقصدها..ظنت انه يقول هذا من المه الان ولن يفعلها..هى نعم واثقه انه لن يتركها هى وصغيرها ويرحل..

مريم:سافر يا ادهم..سافر..يمكن لما تبعد نقرب اكتر من كده لبعض..

لو تعلم كم الندم التى سوف تشعر به حين تتذكر جملتها هذه..

لو تعلم كم المعاناه التى ستعيشها حين تصبح زوجه مغترب كانت تمنت لو ينقطع لسانها حتى لا تتفوه بهذه الكلمه الحمقاء..سافر..

اغمض عينه بعنف والم حارق بقلبه..فمن ظن انها لن تتركه يرحل قد اخبرته بكل سهوله ان يذهب..

يعلم ان ما فعله بها هو وولدته لم يكن بهين..

اذا اسلم حل ان يبتعد فتره ليعرف كلا منهم قيمه الأخر..

فتح عينه ونظر لها بغصه مريره وهمس بصوت مبحوح من شده تأثره..

ادهم:هسافر..هسافر يا مريم..

حركت رأسها بالايجاب وهمت بالقيام من على قدمه..

لكنه أسرع بأمساك خصرها وقربها من صدره وهمس بعشق..

ادهم:واحشتينى..

ارتعش جسدها قليلا من فعل لمساته..

نظرت له بخجل ورفعت أصابعها تلمس احدى الكمات بوجهه وهمست بدموع..

مريم:بتوجعك..

ابتسم هو بحزن وهمس بمزاح..

ادهم:ابوكى نفخنى انا واخويا..صمت قليلا واكمل بتأكيد..

بس عنده حق انا لو عندى بنت فى ادبك واخلاقك وجمالك هعمل اكتر من كده..

تحسس هو ذراعها مكان أصابعها برفق واكمل باحراج..

ايدك ملحقتش تخف..

امسك يدها وقبلها بعمق واكمل..حقك عليا يا حبيبتى..

جذبته هى واتجهت به لداخل الشقه وتحدثت بفرحه..

مريم:تعالى شوف شقتنا الجديده..

سار معها ينظر بتفاجئ لجمال الشقه ونظر لها بعيون متسعه وتحدث بزهول..

ادهم:الشقه تجنن يا مريم..صمت قليلا واكمل بأحراج..باباكى قالى هياخد ايجار 400ج بس والشقه تستاهل ال400ج دول فى اليوم..

نظر حوله بنبهار واكمل..دا الشقه اللى كنا فيها اصغر من دى وتشطبها على قدها وكانت 700ج..

اقتربت منه والتصقت به وهمست بدلع..

مريم:ابقى ادينى انا الايجار يا ابو تيمو عايز تدفع 700 او 800براحتك على الأخر..

ابتسم هو لها ولصقها به اكثر وتحدث بعبث..

ادهم:ابو تيمو كلو ليكى يا ام تيام..وضع جبهته على جبهتها وهمس بانفاس ساخنه..الواد تيمو انا سيبه بيلعب تحت مع جده..

قبلها بجانب شفاتيها بعمق..

وانا عايز العب شويه مع امه..

مريم:بعبث..وانت فيك نفس يا ابو تيمو بعد الخضه اياها والعلقه بتاعت انهارده..

نظر لها بعيون متسعه وتحدث بتسائل..

ادهم:قصدك انى خسعت..

مريم:خلى الطابق مستور بق؟؟..قطعت حديثها وشهقت بتفاجئ حين حملها بين يديه واتجه بها لغرفتهم الجديده وتحدث بمزاج ممتزج بألم حاد..

ادهم:تعالى وانا هثبتلك..نظر لعيونها واكمل برجاء..خلينى اشبع منك شويه قبل ما اسافر..

نهى حديثه والتقط شفاتيها بقبله عاشقه من بين كم ألمهم ودموعهم يخبرها بها..انه ان الأوان للغربه..




البارت الرابع عشر......


بعد مرور بعض الوقت..

..حياتها..

بعدما استقرت قليلا..اصبحت هادئه..

واخيرا..

هى وزوجها وطفلها سعداء..

يذهب لعمله كل صباح ويأتى على موعد الغداء..

تستقبله هى بأروع ابتسامه وحضن دافئ مشتاق..

بيده احدى الالعاب..

لصغيره الشقى الجذاب..

وبجيبه شوكولاته لها من افخر الانواع..

لم يغمض له جفن الا عندما يحتضنهم بحنان..

رجلهم هو ومصدر الامان..

سلسه..مرحه..حياتهم حتى الأن..

ولكن؟؟!!

دوام الحال دوما محال..

فقد حان وقت الفراق..

وما اصعب الوداع..

استقال من وظيفته وجهز جميع الاوراق..

سيرحل..سيبتعد..سيسافر ويترك وطنه..حبيبته..زوجته..وطفله الرضيع..

وستحمل هى لقب جديد..

حين تنطقه تشعر بنتزاع قلبها بيدا من حديد..

ومن بين شهقاتها وبكائها بنحيب..

انا مريم.. #زوجه مغترب ببلد اخر غريب..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..كعادتها..

تنتظر مجيئه..

تجهزت بأحلى الثياب..

تعطرت بعطرها الهادئ..

اصبحت كتله من الجمال برقتها وهدوئها المعتاد..

وقد ذادت جمالا واشراق..

نظرت لهيئتها بالمرأه برضا وانتبهت لصوت تكه مفتاح الباب..

اذن..لقد عاد قلبها..

ركضت سريعا بفرحه عارمه واحتضنته بلهفه واشتياق..

بادلها هو الحضن بشوقا اكبر مقبلا جبهتها وشعرها بواهله..

رفعت وجهها تنظر له بعشق وهمست ببتسامه..

مريم:واحشتنى يا ابو تيمو..

ادهم:بغصه..وانتى اكتر يا احلى ام تيمو..

وقف على اطراف أصابعها وجذبته لها قليلا وقبلت وجنتيه بعمق وابتعدت عنه متجه نحو المطبخ وتحدثت بستعجال..

مريم:طيب يله خد دش بسرعه انا محضرالك الحمام على ما تخلص اكون حطيت الغدا..

ابتلع ريقه بصعوبه والقى جمله جعلتها تتسمر مكانها بصدمه مؤلمه..

ادهم:انا استقلت من الوظيفه يا مريم ومسافر بكره مع اخويا..

لحظه..اثنان..عفوا هذه لم تكن جمله على الأطلاق..

هذه كانت صاعقه قويه بالنسبه لها..

بزهول تام استدارت تنظر له بعيون متسعه وملامح كساها الرعب والالم وهمست بعدم فهم وعدم تصديق ايضا..

مريم:وظيفه ايه؟؟ ومين اللى استقال؟؟

ومين اللى هيسافر..

اغمض عينه بعنف من شده تألمه..

يظهر هو التماسك والجمود عكس كم الألم والقهر بداخله..

اقترب منها وامسك يدها واتجه نحو احدى المقاعد جلس واجلسها بجواره وتحدث بجديه..

ادهم:مش انا قولتلك انى هسافر مع اخويا الكويت وانتى قولتلى ساف؟؟..

مريم:بأنقاس مقطوعه من شده رعبها..دا كان وقت غضب وانا كنت بقول اى كلام..

امسكت يده تضغط عليها بقوه واكملت برعب..

لكن انا عارفه ومتأكده انك مستحيل تبعد عنى انا وابنك..

اه والف اه يا قلب قد كتب عليك الأحتراق..

نظرت لعيناه بتوسل ان ياكد لها انه لن يبتعد كما يخبرها دوما..

لكن هذه المره خاب ظنها حين همس ببكاء..

ادهم:مبقاش ينقع يا مريم..صدقينى لازم اسافر..

هبطت دموعه بغزاره واكمل من بين شهقاته..

حاسس بكسره نفس بتقتلنى..

امسك وجهها بين يديه واضعا جبهته على جبهتها واكمل بتاكيد..

اول ما استقر هناك هبعتلك انتى وتيام..انا مقدرش اعيش من غيركم..

صامته..تنظر له بضياع..

ايعقل ان يذهب..

لن تنعم بحضنه بعد اليوم..

ضحكته....دخلته من باب المنزل عليها هى وصغيرها..

رائحته..لمسته..قبلته..

حديثه معها وجها لوجه..

مزاحهم..

شعورها بالأمان يتلخص بتكه مفتاحه بالباب..

هى الان اشتاقت لهم حين ذكر انه سيسافر..

اذن ماذا تفعل حين يذهب..

الان لا تذكر له غير كل الحب..

تلاشى كل غضبها منه..

تناست كل شئ المها وجرحها..

تتذكر فقد ان..حبيبها..زوجها..والد صغيرها..سيبتعد عنهم..

سيتركهم..

انتشلها هو من دوامه افكارها وتحدث بمزاح محاولا تلطيف الأجواء قليلا..

يله يا ام تيمو حضرى الاكل علشان ناكل وننزل نتصور انا وانتى وتيمو مع بعض وهشترى شويه طلبات هاخدها معايا..

جذبها من خصرها داخل حضنه مقبل أسفل شفاتيها بعمق واكمل..

وهسهر معاكى للصبح انا طيارتى الساعه 10 بليل..

ابتعد عنها ببطئ واتجه نحو الحمام واكمل بستعجال..

هاخد دش بسرعه وهنزل اجيب الواد تيمو ناكل وتلبسيه وتلبسى ونخرج على طول..

نهى حديثه وخطى داخل الحمام مستند بظهره على الباب يبكى بصمت واضعا يده على فمه يكتم شهقاته بقوه حتى لا تصل لأذن من تركها بحاله لا يرثى لها بالخارج..

لا يعلم انها تستمع اليه جيدا لكن..

 بقلبها..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

اخيرا..

ايقنت انها خسرت ابنائها..

امام اعيونها تجمع ابنتها ثيابها..

حان وقت الوحده يا قاسيه القلب..

ماذا جنيتى الان وكل من يحمل بقلبه لكى حب نزعتيه انتى بيدك..

زوجك..مات قهرا..

ابنائك..سيرحلون بعيدا عنك..

وانتى ستبقين بمفردك..

حسره..شعرت بها تسير ببطئ بأورتدها وتسرع نحو قلبها..

تتظاهر بالجمود والامبالا..

ولكن..من يستطيع تحمل الوحده..

فالوحده قاتله..تعلم هى هذا جيدا..

عيونها تتابع ابنتها التى تجمع كافه شئ يخصها داخل حقيبه سفرها..

وشقيقها الأكبر ايضا الذى لم يخرج ثيابه من حقيبته حتى..

ابنها الصغير لم تراه منذ اكثر من شهر..

وسيسافر هو ايضا برفقه أشقائه..

لا تعلم هل سيأتى ليراها قبل ذهابه ام سيرحل دون وداعها..

ابتلعت غصه مريره بحلقها حين تذكرت انها ستمضى الباقى من عمرها بمفردها..

التمعت الدموع بعينها اخفتها سريعا وتحدثت بجمود وبعض السخريه..

شاديه:ها يا هند لميتى كل حاجاتك..وهتسافرى تقعدى مع السنيوره مرات السبع الكبير..

هند:بدموع..اه يا ماما لميت كل حاجه..وهريحك منى خالص..

شاديه:لا تريحينى ولا اريحك الله يسهلك انتى واخواتك بعيد عنى..

صمتت قليلا واكملت بتسائل..

ومرات المحروس السبع الصغير هتسافر معاكو..

هند:لا..لما ادهم يستقر هيبعتلها..

شاديه:بلويه فم..يستقر..امممم..

نظرت لابنها واكملت..

وناوين ترجعو بعد اد ايه على كده..ولا مش ناوين ترجعو تانى..

اسامه:انا هنزل فى اجازتى كل سنه عادى..لكن ادهم لازم يكمل سنتين الاول علشان يقدر ينزل عقده كده..

نظر لها بستغراب واكمل..

وبعدين انتى عيزانا ننزل يعنى يا ماما علشان نتاكل علقه تانى بسببك..ابتسم بألم..الله الغنى عن الاجازه كلها..

نظرت له شاديه بلامبالاه عكس الالم الحارق بقلبها..

اخذت نفس عميق واكملت بتماسك تام وهدوء مقارب للبرود..

شاديه:براحتكم..متنزلوش..بس لما اموت ويوصلكم خبرى ابقو انزلو ادفنونى..

وبرغم كل شئ..هى بالأخير والدتهم..

انهمرت دموع هند بشده وتعالت صوت شهقاتها بنحيب..

واغمض شقيقها عيونه بعنف واضعا رأسه بين كفيه..

فهبت هى واقفه واكملت بجمود..

متعيطش اوى كده يا ختى قال يعنى البت بتموت فيا..

سارت نحو غرفتها واكملت بستفزاز..

بعيد الشر عنى وطوله العمر والصحه ليا..

نهت حديثها واغلقت الباب بوجههم..

لينظر اسامه لشقيقته الباكيه ويحرك رأسه بيأس من افعال والدته ويردد..

اسامه:ربنا يهديكى يا ماما..

ابتسمت هند بمرار من بين دموعها وهمست بأسف..

هند:مافيش فايده فيها..

بينما هى تجلس على سريرها تكتم بقلبها حسرتها بشده..

تحاول التماسك..الجمود..لكن..

ما اصعب الحسره حين تتمكن من قلب احدهم لن تتركه الا بالمرض او الموت حزنا..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..الاب..

سند..ظهر..حمايه..

وعندما يكون مكتمل الرجوله والاخلاق..

يصبح هو بر الأمان لأبنائه..

..بشرود..

ينظر للفراغ..

واعى هو ودارك وفاهم جيدا معنى ان تكون ابنته..

زوجه مغترب..

ستتألم وحيدته كثيرا..

ولكن..بالاخير سترضى وتستسلم للأمر الواقع..

دوما كل شئ بأوله صعب للغايه..

وهو حسم امره ان يقف بظهر ابنته حتى تتخطى اول مرحله بعد سفر زوجها..

قطع شروده يد حنونه تربط على ظهره برفق..

جيهان:بحب..ايه يا ابو مريم..اللى واخد عقلك يتهنى بيه..

تنهد هو بحزن وجذبها برفق تجلس بجواره واضعا يده على كتفها وتحدث بتسائل..

عبد الخالق:قوليلى يا ام مريم لو انا كنت سبتك؟؟قطع حديثه حين اندفعت هى سريعا وتحدثت بغضب..

جيهان:تسبنى؟؟!!ايه تسبنى دى يا عبدو..وتسبنى فين ان شاء الله..

ضحك هو بصوته كله وتحدث من بين ضحكاته..

عبد الخالق:يا وليه اسمعى الكلام للأخر..

امسك ذقنها بأصابعه يجبرها على النظر له..فنظرت هى له بعبوس طفولى عاقده بين حواجبها..رفع احدى اصابع فك عقدتها وتحدث بتعقل..

انا قصد. لو كنت سافرت يعنى واتغربت بعيد عنك انتى والولاد كنتى هتحسى بأيه..

صمتت هى قليلا..تتخيل عدم وجوده معها..

سريعا تجمعت الدموع بعيونها وهبطت بغزاره على وجنتيها وارتمت بحضنه بكل قوتها تبكى بنحيب وتتحدث من بين شهقاتها..

جيهان:ربنا ما يحرمنا منك ابدا يا عبد الخالق..ولا يحرمنا من دخلتلك علينا..

ابتعدت عنه ونظرت له بعشق واكملت..دخلتك علينا بالدنيا يا اخويا..

ذادت شهقاتها واكملت بعدم تصديق..

بقى انا كنت اقدر انام بعيد عن حضنك ليله..

خبطت بيدها على ركبتها واكملت..

الله يكون فى عونك يا بنتى ويقدرك على غياب جوزك..

بكت اكثر واكملت..دا انا مجرد التخيل بس وعاملت كده امال لو حقيقى بقى هعمل ايه؟؟!!

عبد الخالق:بغصه مريره..ربنا يستر على بنتك..

الحمد لله انى جبتها تقعد فى وسطنا..صمت قليلا واكمل بتأكيد..

عايز انا وانتى واخواتها نكون حوليها..عايزها متعيطش يا جيهان..

جز على اسنانه واكمل بعيون تلتمع بها الدمع..

انتى مش عارفه دموع البت بنتى دى بتعمل فى قلبى ايه..

انتبهو لدخول ابنائهم فنظر لهم عبد الخالق واكمل بأمر..

انا عايز اشوف بنتى ديما مبسوطه وفرحانه وبتضحك اتصرفو..

محمد:اطمن يا حاج انا هظبتهالك خروجات وفسح متقلقش عليها..

محمود:وانا قولت لجوزها هقدملها فى الكليه تانى خليها ترجع دراستها وتبقى وسط اصحابها هتبقى مفاجأه حلوه ليها..

عبد الخالق:تتصرفو..تتشقلبو..المهم لو شوفت اختكم معيطه او زعلانه فى يوم هحسبكم انتم..

نظر لزوجته واكمل..

هى جت من بره هى وجوزها..

جيهان:اه يا اخويا جهم وانت بتصلى فى الجامع..

نظر عبد الخالق لأبنه واشار له ان يقترب وهمس بأذنه..

عبد الخالق:واد يا محمد تروح تجيب اكله سمك وجمبرى وشوربه سى فود وتطلعهم لاختك وجوزها واتوصى شويه بالشوربه..

نهى حديثه واخرج بعض المال من جيبه واعطاهم له..

محمد:بعبث عنيا يا حاج..بس اسمها اجبلنا كلنا..

عبد الخالق:امممم طيب خد يا طفس فلوس معاك بزياده ولما تطلع اكل اختك وانت نازل هات الواد تيمو معاك..

اسرع محمد للخارج وتحدث بستعجال..

محمد:احلى ابو مريم عليا النعمه..

ابتسمت له جيهان بحب شديد وهمست بخجل..

جيهان:عملت حسابنا فى الشوربه يا عبدو..

غمز لها بشقاوه وتحدث بعبث..

عبد الخالق:طبعا يا عيون عبدو..

انتفضو على صوت محمود الذى تنحنح بقوه شديده ونظر لهم نظره شريره وتحدث من اسفل اسنانه بمزاح..

محمود:هاااا اححححححححم..مسسسسسسساء الخيييييير يا عبدو انت وعيونك..نظر لوالدته ورقص احدى حواجبه واكمل بستفزاز..

نحن هنا..

ضحكت جيهان بقوه على عبوس زوجها ونظره الأشمئزاز الذى ينظر بها لابنه وتحدثت من بين ضحكاتها..

جيهان:الواد قاعد حرس علينا يا عبدو ههههههههه..

لكمته بكتفه برفق واكملت بغيظ..ايه يا واد هتمسك لسانا ولا ايه..قوم امشى انجر على اوضك..

هب واقفا وجلس بينهم بالغصب وتحدث ببرود..

محمود:انا مرتاح كده..انا مبسوط هنا..ههههههههه هات بوسه يا عبدو وانت مش طيقنى كده..

نهى حديثه وقبل والده بصوت مرتفع جعل عبد الخالق يضحك ايضا بقوه..

ولكن من بين ضحكاتهم قلبا يتألم لألم وحيدتهم..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

هو..

يضع ثيابه بحقيبه سفره..

هى..

تخرج كل ما يضعه بالحقيبه..

وتعيد وضعه مره اخرى بالدولاب..

دموعها تهبط بغزاره..

وتتحدث بهستريه مقاربه للجنون..

مريم:لا مس هتسبنا..احنا ملناش غيرك يا ادهم..مش هتسافر لا..

اقترب منها ومسك معصميها يدها يحاول اوقافها عن حركتها الهستريه..

يحاول جذبها داخل حضنه..

لكنها تبعده عنها بعنف وتخرج جميع ثيابه بسرعه مجنونه واغلقت الحقيبه وحملتها واسرعت بها للخارج وضعتها بغرفه اخرى واغلقت الباب بالمفتاح واضعه المفتاح بصدرها ووقفت امام الباب كالحارس حتى لا يعبر هو للداخل ويجلب الحقيبه مره اخرى..

تظن انها هكذا ستمنعه..

ولكن انتهى الامر وحسم قراره وسيرحل مهما حدث..

اقترب منها بخطوات بطيئه..عيناه تفيض بالدمع..

ينظر لها بشتياق قد بدأ يزداد من الأن..

تبادله هى النظره بأخرى تائه..ضائعه..مزهوله..

طالت نظرتهم كثيرا..

كلا منهم يتشرب ويحفر ملامح الأخر عن ظهر قلب..

وبلحظه..كانو قطعو المسافه معا محتضنين بعضهم بقوه..

بل كل منهم يعتصر الأخر داخل حضنه..

تستنشق هى رائحته بعمق شديد وتهمس من بين شهقاتها..

مريم:متسبناش..بحلفك بالله ما تسبنا..انا وابنك ملناش غيرك..

ادهم:بنحيب..انا سيبك وسط اهلك يا مريم..

مريم:بنحيب اشد..انت كل اهلى..انت امانى وحمايتى..

انت بلدى يا ادهم..

لو سفرت انا اللى هتغرب والله مش انت..

ادهم:هرجعلك..

مريم:مش هتمشى..مستحيل..

ربط على ظهرها بحنان واكمل بتعقل ولم يبعدها عن حضنه ولو انش واحد...

ادهم:يا مريم انا بقالى اكتر من شهر وانا قايلك انى هسافر وانتى شيفانى وانا بجرى على الورق ومتابعه معايا خطوه بخطوه..بتعترضى بعد ما استقالت من شغلى وطيارتى فاضل عليها كام ساعه..

مريم:كنت بحسب نفسى هقدر..كنت بحسب نفسى هستحمل بعدك..

شدت من احتضانه بكل قوتها..

معرفش انى هندم اوى كده وان لحظه الفراق هتموتنى بالشكل دا..

ادهم:هبقى معاكى على التليفون دايما..

تمسكت به بقوه وتحدثت بغصه مريره بصوت متقطع من شده بكائها..

مريم:وحضنك دا اعوضه ازاى..

رفعها داخل حضنه دافنا وجهه بعنقها يقبله بنهم من بين شهقاته ودموعه الغزيره التى تهبط على بشرتها..

تجذبه هى لها بكل قوتها..

تريد الان حقا ان تخفيه داخل قلبها بين ضلوعها..

لحظات مرت وهى تستمتع بقربه وحضنه ولمسته لها..

ومن بين كم دموعهم والمهم اتجه بها لغرفتهم و همس بأذنها برجاء من بين سيل قبلاته..

ادهم:طيب كفايه عياط علشان خاطرى وخلينى اشبع من حضنك شويه..

ابتسم بألم واكمل بمزاح يحاول تلطيف الاجواء قليلا..

شوربه السى فود اللى ابوكى بعتهلنا دى جباره و شكلها هتخلينا نخاوى الواد تيمو انهارده..

نهى حديثه وسحبها لأعماق حضنه يغرقها بعشقه وشوقه الخالص لها..ومن بين كم هذا العشق عيونهم تفيض دمعا غزيرا وقلبهم يدمى بشده..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

انا الاصيله..بنت الاصول..

اتغرب رجلى وقالى رجعلك..

انا لوحدى وانتى وسط اهلك..

قلبى صرخ وانفجرت دموعى..

غربتى فى بعدك انت يا كل اهلى..

الغربه..

عمر بيجرى وبيتسرق منى..

بعيد عن بلدى واهلى وبنتى..

غريب فى بلد لوحدى..

من غير ضهر ولا سند..

قلبى بيصرخ وبيبكى..

من شوقى وحنينى لابنى..

فراق..دموع..

قهر..وجع..جفا..كسره..

..الغربه..

موت بالبطئ..

ضياع لشبابى وحلمى..

وجرح فى قلب حبيبتى..

واتقال لمراتى فى غابتى..

 


               الفصل الخامس عشر من هنا

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


تعليقات



<>