رواية زوجة مغترب الفصل الخامس عشر والسادس عشر نسمه مالك


 رواية زوجة مغترب 

الفصل الخامس عشر والسادس عشر 

بقلم نسمه مالك



البارت الخامس عشر......


..بالعالم..

يمر الوقت..

لكن بعالمها هى..فقد توقف الوقت منذ سفر زوجها..

تغرب هو واخذ قلبها وانفاسها..بل اخذ حياتها معه..

تائهه..ضائعه من دونه..دوما عيونها باكيه..

منعزله بشقتها..لم تغادرها لها اكثر من شهر..

لم تنجح جميع محاولات والديها واشقائها بأخراجها من تلك الحاله..

توسلت لهم ان يتركوها قليلا..

هى فقد تريد وقت حتى تستطيع تقبل غيابه عنها..

 بوهن..اعتدلت جالسه بعدما نامت اكثر من نصف اليوم..

تهرب من واقعها بالنوم المستمر..

نظرت للغرفه حولها بضياع..

حتى استقرت عيونها على سريرهم بمكانه هو..

بيد مرتعشه..تملس على مكانه بكف يدها بشوقا بالغ..

هنا حضنها..قبلها..اغرقها بحبه وحنانه لها..

تتذكر فقد معاملته الحسنه لها..

تناست كافه اوجاعها منه ولم يتبقى سوى وجع غيابه عنها..

تنهدت بألم حاد غالقه عيونها لتهبط دموعها بغزاره متأوها بصوتا مسموع تحدث نفسها بزهول وعدم وتصديق..

مريم:ااااااااااه يا ربى..اعمل ايه..ياربى اروح فين..

مش عارفه اعيش من غيره..ارتمت بمكانه تحتضن وسادته بكل قوتها واكملت بنحيب..

اااااااه يا ادهم بعدك نار بتاكل فى قلبى..معرفش انى بحبك كده..معرفش ان البعد هيموتنى بالطريقه دى..

تمسكت بالوساده اكثر وهمست برجاء شديد..

ارجعلى..بالله عليك ارجعلى..

دفنت وجهها بالوساده وتعالت شهقاتها بصراخ مكتوم..

فقد تريده هو لا شئ اخر..

امانها..حمايتها..ظهرها..حبها وعشقها وزوجها ووالد ابنها هو..

بصعوبه..تحركت من مكانها متجه نحو دولابها..

فتحت الجزء الخاص بملابسه تنظر نحوها بقهر شديد..

اخذت قميص له واحتضنته بعشق..

رفعته على فمها تقبله بواهله..

شبه ابتسامه ظهرت على وجهها من بين سيل دموعها حين تذكرت حديثه لها عندما أصرت ان يترك لها بعضا من ثيابه..

فلاش بااااااااااااك..

بقلب يعتصر..

تركته يجهز حقيبته أخيرا..

هم هو بأمساك احدى ملابسه لتوقفه هى بلهفه سريعا..

مربم:لا استنى يا ادهم بلاش القميص دا..اقتربت منه واخذته من يده واكملت..انا بعشق القميص دا سبهولى..

ابتسم هو لها ابتسامه هادئه..ولف يده حول خصرها جذبها داخل حضنه مقبلا وجناتيها بعمق وتحدث بألم شديد فشل فى اخفائه..

ادهم:دا القميص اللى كنت لابسه وحضنتك بيه بعد ما كتبنا كتابنا..

اتسعت عيونها بزهول وتحدثت بفرحه..

مريم:انت لسه فاكر..

شدد من احتضانها دافنا وجهه بعنقها يقبله بحب شديد وتحدث بصدق..

ادهم:عمرى ما نسيت اى ذكرى بنا يا مريم..

ابتعد عنها وامسك وجهها بين يديه واكمل..

زعلتك كتير..ومثلت انى ناسى ذكريات حلوه بنا..

عارف انى مكنتش الزوج اللى حلمتى بيه..

صمت قليلا واكمل بدموع..

بس انا كنت قاصد يا مريم..نظرت له بستفهام وعدم فهم فأكمل هو..

كنت قاصد انسى ومفتكرش علشان كنت عارف ان هيجى علينا يوم ونفترق..

هبطت دموعه بغزاره واكمل..

واليوم اللى عامل حسابه جه..وعلشان كده..

عيزك لما تشتاقيلى اوى تفتكرى انى كنت بزعلك ومبفتكرش منسبتنا الحلوه وكمان كنت على طول ساكت وبعملك وحش وانك اخيرا ارتحتى منى ومن قرفى ومن وشى اللى يقطع الخميره من العيش..

مد اصابعه يمسح دموعها التى اغرقت وجهها واكمل بتأكيد..

لما تفتكرى قسوتى عليكى هتقوى شويه وتستحملى البعد..

حركت رأسها بالنفى وهمست من بين شهقاتها..

مريم:وانت هتستحمل ازاى..

ولا هترتاح انت كمان من زنى على دماغك..

بكى بنحيب بصوتا مسموع وانتشلها بكل قوته يعتصرها داخل حضنه وهمس من بين شهقاته بصعوبه..

ادهم:اقسم بالله يا مريم انى كنت بقسى عليكى من شده حبى ليكى..انتى غاليه اوى اوى واصيله بنت اصول ونعمه الزوجه يا حبيبتى..

 وكل اللى هفتكره ليكى يخلينى اجيلك زاحف..

 ابتعد عنها ونظر لعيونها الباكيه بنحيب واكمل..

على قلبى وعينى بعدى عنك يا ام تيام..

قبل شفاتيها بعمق واكمل..بأذن الله هرجعلك..

او ابعتلك انتى وتيمو..المهم فى اقرب وقت هنكون مع بعض اوعدك يا مريم..

احتضنها مره اخرى واضعا رأسها على صدره ويده تربط على ظهرها بحنان واكمل بأمر..

ممكن كفايه عياط..وضع اصابعه اسفل ذقنها يجبرها للنظر له واكمل..عايز اشوف ضحكتك شويه بقى علشان خاطرى يا ام تيمو..

ابتسمت هى ابتسامه حزينه من بين بكائها ودفنت وجهها بصدره تقبله بحب وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..

مربم:طيب سبلى بقى شويه من هدومك هنا متخدهمش كلهم..

ادهم:عنيا يا حبيبتى..شوفى اللى يعجبك وخديه..

سارت بوجهها على كافه صدره تقبله ببطئ قبل صغيره متفرقه واكملت بأمر..

مريم:الترنج والغيار اللى لابسه دا تقلعه كله وتدهولى فى ايدى متحطهوش فى سبت الغسيل..

رفعت عيونها ونظرت له نظره جعلت قلبه ينبض بجنون واكملت..عايزه اشم ريحتك فيهم..

طالت نظرتهم قليلا..

نظره تحمل الكثير والكثير من الشوق الذى يزداد وهما بأحضان بعضهم..

اذا ماذا يفعلون عندما يفترقون.. 

وبلحظه كان اقترب منها التصق بها ومال على شفاتيها واقتنص منها قبله عاشقه ساحبها بها للحظاتهم الخاصه وصوت بكائهم وشهقاتهم تتعالى..

نهايه الفلاش بااااااااااااك..

جالسه على الأرض امام الدولاب تحتضن ثيابه بكل قوتها دافنه وجهها بهم تستنشق رائحته بهم..

انتفضت بفزع..عندما شعرت بأحد يحتضنها..

فاقت من شرودها على يد والدتها التى تربط على ظهرها بحنان وتتحدث بقلق..

جيهان:مريم قلقتينى عليكى يا ضنايا..

اظهرت القوه والامبالاه وتحدثت بستغراب..

مريم:قلقتك ليه يا ماما..

جيهان:يابنتى بخبط بقالى ساعه على الباب وفتحت ودخلت وعماله انادى عليكى مبترديش عليا..

مريم:حقك عليا يا ماما مسمعتكيش..

جلست جيهان جوارها على الارض تنظر لها بغصه والم شديد على حالها وتحدثت بتعقل..

جيهان:عيطى..نظرت لها مريم بجمود وتماسك فاكملت جيهان بأمر..عيطى يا مريم..عيطى واصرخى كمان جوه حضنى..

نظرت لها بغضب مصتنع واكملت بحذير..

لكن متعمليش فيها البت القويه قدامى وقال ايه علشان انا مزعلش واتعب..وتفضلى انتى كاتمه فى قلبك كده لحد ما يجرالك حاجه..

جذبتها داخل حضنها مره اخرى وملست على شعرها واكملت..

حقك تصرخى وتقولى انا عايزه جوزى..حقك تقولى انك تعبانه فى بعده..قبلت شعرها واكملت..انا حاسه بيكى يا ضنايا..

مريم:بهدوء ما قبل العاصفه..تيام فين يا ماما..

جيهان:تحت مع ابوكى..

لحظه..وكانت مريم تمسكت بوالدتها تبكى كطفله صغيره..

تبكى بكل ما تحمل من الم..وتصرخ بصوت مسموع من بين شهقاتها..

مريم:يا ماااااما ااااااه يا ماما مش قادره..بموت فى بعده يا ماما..

ابتعدت عنها فجأه وهبت واقفه ودارت حول نفسها واكملت بجنون..

معرفتش قمته غير لما بعد عنى..

حاسه بوحده مميته وانا فى وسطكم يا ماما..

مش قادره اصدق انه سبنى انا وابنه وسافر..

صمتت قليلا واكملت بزهول..انا مش عارفه الوحده اللى بتقول نفسى جوزى يسافر دى جنسها ايه...

صرخت بجنون..اللى بتحسب ان اللى جوزها بيسافر بتعيش احلى عيشه تيجى تشوف عيشتى..

جلست على ركبتيها واكملت بضعف..

وحيده وانا فى وسط اهلى وناسى..اغمضت عيونها بعنف واكملت بغصه شديده..لانه هو كل ناسى..

حاسه انى عريانه من غيره يا ماما..

حاسه بخوف فظيع..خبطت بيدها واكملت..خبطته على باب الشقه وتاكه مفتاحه هى الامان بالنسبالى..

وضعت يدها على قلبها واكملت ببكاء حاد..

فلوس ايه اللى تعوض نار وحرقه قلبى فى بعده..

فلوس ايه اللى تعوضنى عن حضنه يا ماما..

نظرت لوالدتها واكملت بتأكيد..

مش عايزه فلوس..والله العظيم مش عايزه فلوس يا ماما..

انا عايزه جوزى يرجعلى وياخدنى انا وابنه فى حضنه دى بالدنيا وما فيها والله..

تستمع والدتها لها بقلبها ودموعها تغرق وجهها..

جلست مريم بتعب ضمه قدمها لصدرها واضعه ذقنها على ركبتها واكملت بغصه مريره..

هو اللى سافر وانا اللى اتغربت يا ماما..

اقتربت منها والدتها واحتضنتها بحنان بالغ..

ظلت فتره مستكينه بحضن والدتها..

طال صمتهم قليلا فقطعت جيهان الصمت وتحدثت بتسائل..

جيهان:بت يا مريم هى جتلك بعد ما جوزك سافر يا بت..

اتسعت عين مريم وابتعد سريعا عن والدتها تنظر لها بزهول وتحدثت بلهفه وهى تزيل دموعها سريعا..

مريم:لا مجتش يا ماما..

ضحكت بفرحه عارمه واكملت..ومتأخره كمان يجى اسبوع عن معادها..

جيهان:بفرحه..يمكن حامل..نكدك وعياطك زياده عن اللزوم شكلك حامل يابت..

صرخت مريم بفرحه واحتضنت والدتها مره اخرى وتحدثت بستعجال..

مريم:يارب يسمع منك يا يارب..هتبقى فرحه نابعه من وجعى والمى وتصبرنى شويه على البعد..

انا هروح اجيب اختبار من الصيدليه واجى بسرعه..

قبلت وجناتيها واكملت..ادعيلى يا ماما..

نهت حديثها وهبت واقفه وركضت تجاه الحمام تغسل وجهها الذى ظهر عليه بريق امل وفرحه منتظره..

واخيرا ستخرج من شقتها لمرتها الاولى منذ سفر زوجها..

تاركه والدتها تدعو لها من صميم قلبها..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..وحيده..

والوحده موت بالبطئ..

امامها الطعام ولكنها لا تاكل..

شارده بحزن رغم جمود ملامح وجهها..

فقد ايقنت الأن انها خسرت ابنائها للابد..

فلم يهاتفها احدا منهم منذ سفارهم حتى الان..

تجلس بمفردها طيله الوقت..

لا احد يسأل عنها مطلقا..

تنظر لغرفه ابنتها..وغرفه ابنائها بحسره شديده..

ادركت غلاوتهم بعد خسارتهم..

ولكن صلابه قلبها دوما تنتصر..

وخطرت على بالها فكره ستخبر بها ابنائها وهى على علم انها ستكون كارثه بالنسبه لهم..

امسكت هاتفها وضغطت احدى الارقام وانتظرت قليلا حتى اتاها الرد..

هند:الو..ازيك يا ماما..

شاديه:بستهزاء..ماما..لسه فاكره ان ليكى ام..ازيك يا سنيوره..

هند:بملل..خير يا ماما؟!.

شاديه:خير ياختى كل خير..فين اخواتك الحلوين دلاديل مراتتهم..

هند:بنفاذ صبر..عايزه ايه يا ماما اتكلمى على طول..اكيد عايزه فلوس..

شاديه:ببرود..اكيد..قوليلهم يزودو اللى بيبعتوه شويه انا مبشحتش منهم دا حقى عليهم..

هند:حاضر هقولهم..حاجه تانى..

شاديه:اه يا شملوله..بلغيهم ان جايلى عريس واحتمال اوافق عليه..ولا فكرنى هفضل زى قرد قطع كده لوحدى يا حلوه انتى وهى..

هند:بزهول مقارب للجنون..تتأيه؟؟!!..

شاديه:هتجوز يا حليتها..ايه عندك اعتراض..همت هند بالصراخ قاطعتها هى سريعا..ولو عندك اعتراض انتى عارفه هتحطيه فين يابت..علت صوتها واكملت بأمر..بلغيهم ومتنسيش تقوليلهم على ذياده الفلوس..نهت حديثها واغلقت الهاتف بوجهها كعادتها..

تاركه ابنتها مصعوقه من هول ما سمعت فوالدتها كل مدى تفاجئهم بقوه جبروتها وقسوتها الذائده..

ولكن..كيف ستخبر اشقائها بخبر زواج والدتها. وهل هى حقا صادقه ام تفعل هذا لاعادتهم..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..هو..

بدونها..رجلا بلا قلب..بلا روح..

اصبح كأله..يعمل ليل نهار بلا توقف..

يهلك نفسه بالعمل عله يمضى الوقت..

لكن..لن تبتعد عن باله ولا لحظه..شغله الشاغل هى..

عيونها..شعرها..ضحاتها..حتى دموعها..

اشتاق لها حد الجنون..

شارد بلحظاتهم سويا فيرتعش قلبه وينبض..بل يصرخ بعشقها..

يتشنج جسده وينتفض شوقا وحنينا لها..

وبعد يوم عمل شاق..

اخيرا عاد لسكنه بيده الكثير من الاشياء قد ابتاعها لزوجته وصغيره..

كل ما تشتهيه حبيبته قلبه لها..

فتح الباب ونادى بعلو صوته..

ادهم:مريومه..ام تيم؟؟!!..

قطع حديثه وسقطت الاشياء من يده حين تذكر انها ليست هنا..

تناسى هو انه  مغترب بعيدا عنها..

لن يجدها تنتظره كعادتها وتركض عليه تحتضنه بكل قوتها..

لا يوجد هنا سوا الصمت..الوحده..فراغ..

دمعه حارقه هبطت على وجنتيه..

وضع يده على قلبه وتأوه بأسمها بصوتا مسموع..

ادهم:اااه يا مريم يا بنت الاصول..

يا حبيبه قلبى وعمرى مشتاقلك بجنون..

هبطت للاكياس وحملها واتجه نحو حقيبه سفره وضع بهم بعض الثياب الجديده التى جلبها لها بنظام وترتيب دقيق وحدث نفسه بأصرار وعزيمه..

هعوضك..وغلاوتك عندى اللى معرفتش قيمتها غير لما بعدت عنك لعوضك يا مريم..

قبل احدى قمصانها التى اخذها معه بواهله وعشق شديد واغلق عينه يتخيلها به..

ليقطع تخيله رنه هاتفه..اخرجه سريعا وابتسم بفرحه عارمه حين وجدها هى من تهاتفه..

بلهفه..رد عليها..مريم يا قلب ادهم..

مريم:ببكاء وضحك ايضا..انا حامل يا ادهم..



البارت ال16..

..قلبه..

تمتلكه هى..

..مريم..

الأصيله..

..بكل ما تحمل الكلمه من معنى..

زوجه خلوقه..

صبوره..وايضا عاشقه له هى..

تحملت كافه افعاله رغم انها لم تكن مجبره عليها..

فأنها تمتلك عائله تغنيها عنه وعن افعاله وافعال والدته..

لكنها تحملت وصبرت علي افعالهم كثيرا..

بل والاكثر انه دوما وابدا كان يسمعها وهى تدعو له وتدعو لوالدته ايضا من صميم قلبها..

فهل سيتقبل الله دعائها..دعونا نرى..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..انا حامل يا ادهم..

القتها هى على سمعه من بين شهقاتها وضحكاتها..

اخترقت هذه الجمله الصغيره قلبه قبل اذنه..

دار حول نفسه واضعا يده على جبهته بعدم تصديق ودموعه تهبط بغزاره..

ساد الصمت لدقائق يقطعه صوت شهقاتهم العنيفه..

مسح دموعه واخذ نفس عميق وابتسم بتساع وفرحه عارمه  وهم بالحديث..

لكن؟؟!!..تلاشت ابتسامته وظهر الألم والندم على ملامح وجهه عندما تذكر احدى مواقفه الغير مشرفه معها اثناء حملها الأول..

فلاش باااااااااااااك..

بفرحه وخجل..

تنظر لهيئتها فى المرأه..

بعدما ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لاستشارتها الأسبوعيه..

امسكت هاتفها وهمت بالاتصال على زوجها لأخباره بخروجها لكنها توقفت عندما استمعت لصوت فتح باب الشقه..

خرجت من غرفتها مسرعه متوقعه ان تكون حماتها كالعاده..

شهقت بفرحه شديده حين وجدته زوجها..

اقتربت منه واحتضنته بقوه وتحدثت بحب..

مريم:يا حبيبى يا ادهومى كنت متأكده انى مش ههون عليك وهتيجى معايا للدكتور..

بملل..بعدها عنه وتحدث بأمر..

ادهم:انزلى بسرعه امى مستنياكى فى الشارع هتروح معاكى..

مريم:برجاء..طيب تعالى معانا انت كمان..نفسى تشوف ابننا والله هتتبسط اوى..

ادهم:انا مصدع ومش شايف قدامى وعايز انام ساعتين وهقوم اغور..

مريم:طيب يا ادهم نام وارتاح شويه وقبل ما دورى يجى هرن عليك أصحيك تلبس وتيجى تحضر معايا الكشف.. والدكتور بيكون زحمه اصلا يعنى قدمنا زى ساعه ونص على ما ندخل..

ادهم:بنفاذ صبر..هتفضلى ترغى كتير وتسيبى امى فى الشارع..

مريم:يا ادهم مامتك لما بتيجى معايا بتخلى الدكتور يعاملنا وحش جدا من كلامها وافعالها..

ادهم:بغضب..انتى هتخلينى اجى معاكى اطلع عين اهل الدكتور دا ليه..وهو مال اهله بامى تقول ايه ولا متقولش ايه..

مريم:بهدوء وتعقل..يا ادهم مامتك بتدخل فى شغله وبتلف الشاشه منه وتفضل تتأمل فيها ولو قال على علاج ولا اكل معين لازم اكله تفضل تتريق على كلامه وبقيت احس انهم بيأخرو أسمنا قصد بسببها..

ادهم:ببرود..طيب انزلى يا مريم امى مستنياكى وهى اللى هتروح معاكى والا مافيش مرواح خالص ان كان عجبك..

اخذت نفس عميق تحاول امتصاص غضبها واقتربت منه وامسكت يده تضعها على بطنها.. لكنه سحبها سريعا وابتعد عنها بزهق..نظرت له بعيون تلمع بها الدمع وهمست بغصه مريره..

مريم:ايه يا ادهم انت بتنتش ايدك منى كده ليه انا كنت هخليك تحس بحركه ابنك..

دمعه حارقه هبطت على وجنتيها مسحتها سريعا واكملت..

من يوم ما حملت فيه وانت ولا مره حسيتك عايز تلمس بطنى بأيدك وتحس بحركه ابننا..

ادهم:بجمود..لما اشوفه قدامى ابقى المسه واشيله كمان..

سار من امامها واكمل بستعجال..

وانجزى فى يومك ولا عايزه تسمعى كلمتين من امى بسبب تاخيرك عليها كل دا..

سار بتجاه الحمام واكمل وهو مواليها ظهره..

وياريت تتلاشينى خالص اليومين دول انا مش طايق نفسى ولا طايق حد اعتبرينى كأنى مش موجود معاكى.. 

نهى حديثه ودخل الحمام غالق الباب خلفه بعنف..

وقفت هى قليلا تحاول السيطره على دموعها..

تنهدت بألم وتماسكت قدر استطاعتها وجذبت حقيبتها واتجهت بمفردها من دونه كعادتها ودائما تعود باكيه بسبب أفعال والدته التى لا تطاق..

 مرت عده ايام وهى تتلاشاه..

لكن اليوم عطلته..وهذا حدث بالنسبه لها..

جهزت اشهى الاكلات والحلويات المفضله له..

اخذت شاور بعد ساعات طويله داخل المطبخ..

ارتدت احلى الثياب..

وضعت بادى لوشن برائحه الياسمين وقليل من مساحيق التجميل.. 

وبخطى شبه راكضه اتجهت نحو الغرفه الجالس هو بها..

مندمج بمشاهده احدى الأفلام..

جلست بالقرب منه تنظر اليه بشوقا جارف وابتسامه رائعه تزين ثغرها الوردى..

تتأمل ملامحه بهيام ظنا منها ان صغيرهم سيكون شبيه له..

..بقلب ينبض بعنف..

بيد مرتعشه..

بفرحه عارمه..

تملس على بطنها المنتفخه قليلا تستشعر حركات جنينها..

اغمضت عينها بستمتاع شديد..تنهدت براحه بصوتا مسموع وفتحت عيونها تنظر للجالس امامها يشاهد التلفاز بتركيز عالى ومتجاهلها تماما..

اكثر من اسبوع وهو لا يحدثها..منطوى عنها كعادته..

حركت رأسها بيأس من افعاله الغير مبرره ووجهت نظرها هى الاخرى للتلفاز..

لحظات مرت وهى تشاهد بزهول ودهشه وظهر على وجهها الأشمئزاز والفزع ايضا من هذا الفيلم المرعب والمقزز للغايه بالنسبه لها..

عضت على شفاتيها بخجل وحدثت نفسها انها فرصه للتقرب منه وكسر حاجز الصمت والخصام بينهم..

اخذت نفس عميق وهبت واقفه وسارت بخطوات بطيئه بتجاهه وعلى غفله كانت اندست داخل حضنه وتحدثت بعبث..

مريم:خلينى فى حضنك انا خايفه يا ادهم من الفيلم المرعب دا..

رفعت نظرها له واكملت بستغراب..انت ازاى بتتفرج عليه كده ومش قرفان حتى من القتل والاشكال المرعبه اللى فيه دى..

استدار بوجهه عنها ونفخ بضيق وتحدث بأمر..

ادهم:قومى اقعدى مكانك..

تمسكت بيدها وقدمها به اكثر دافنه وجهها بعنقه وهمست..

مريم:ما دا مكانى يا ادهم..قبلت عنقه قبله رقيقه واكملت بعشق..

واحشتنى.. وواحشنى حضنك..

رفعت وجهها تنظر له بدموع تلتمع يعيونها واكملت..

مخاصمنى ليه يا ادهم؟؟انا عملت ايه علشان تبعد عنى بقالك 13 يوم..

رفع يده يبعدها عنه لكنها تمسكت به اكثر فتحدث هو بغضب ونفاذ صبر بجمله يقسم انه بعدها أستمع لصوت تمزق قلبها بكل عنف..

أدهم:بزهق وبعلو صوته..قومى بقولك مش طايق ريحتك..

نظر لها بشمئزاز واكمل..ريحتك وحشه..

ابتعدت عنه ببطئ..

بزهول..

بانفاس مقطوعه..

بوجهه شحب كشحوب الموتى همست بعدم تصديق..

مريم:ريحتى وحشه؟؟!!..

ابتعد بنظره عنها وتحدث بالامبالاه..

ادهم:شمى نفسك كده..

لجمتها الصدمه..جعلتها فقدت القدره على الحركه والنطق ايضا..

للحظه..عفوا لحظات..بل دقائق طويله..

جالسه امامه تنظر للفراغ بشرود..

عقلها لم يسعفها لاستقبال ما قاله..

وبصمت تام دون النظر له تحركت بوهن بخطوات بطيئه واتجهت نحو الحمام غالقه الباب خلفها ووقفت اسفل المياه البارده رغم بروده الجو الشديده لعلها تطفئ نيران قلبها الذى يشتعل وأوشك على الأحتراق..

مزقت ثيابها بغضب عارم وبكميات مهوله من الشامبو والشاور جل بدأت تغسل جسدها بعنف لدرجه انها أصيبت ببعض الخدوش الشديده..

اكثر من ساعه وهى على وضعها..

تقف اسفل المياه المنهمره عليها والتى اختلطت بدموعها الغزيره..

شعرت بتهاوى جسدها فجلست أرضا بتعب واضعه وجهها بين كفيها تبكى بنحيب بصوتا مكتوم..

فبعض الكلمات تكون احيانا جارحه حد الموت خصتا عندما تكون من اقرب المقربون..وهو جرحها بشده..اهانها بقسوه..

شعرت بنعاس شديد..فاغلقت المياه وبضعف هبت واقفه ولفت جسدها بمنشفه واتجهت لغرفتها بخطى متعبه للغايه..

خطت للداخل وارتمت على سريرها وذهبت بنوما عميق فى ثوان معدوده..

جالس هو مصتنع البرود والجمود..لكن قلبه يأنبه بشده على ما قاله لها..

وتسرب القلق لقلبه بسبب غيابها داخل الحمام كل هذا الوقت..

هم بالوقوف متجها اليها..لكن صوت فتح الباب جعله يتراجع..

انتظر قليلا ظنا منه انها ستأتى وتجلس برفقته مره اخرى..

لكنها لم تأتى..

تنحنح كمحاوله منه لأخراج صوته وتحدث بصوتا مسموع..

ادهم:اعميلى شاى يا مريم..لم ترد عليه كعادتها فور سماعه..

انتفض واقفا بفزع واتجه للخارج يبحث عنها..

اغمض عينه بعنف وكور قبضه يده بغضب عارم من نفسه حين وجدها ترتمى بنصف جسدها على السرير وقدميها تلامس الارض تغص بنوم عميق اشبه بغيبوبه وترتعش بشده..

اقترب منها ومال عليها واضعا يد اسفل ركبتيها ويده الأخرى حول خصرها وحملها ليعدل وضع نومها..

فتحت عيونها بصعوبه التى أصبحت شديده الحمار من شده بكائها ونظرت له نظره حارقه وابتعدت عنه بعنف وتحدثت بجمود دون بكاء..

مريم:ابعد عنى وايااااك تلمسنى تانى..نظرت له بعمق داخل عيناه واكملت ببتسامه متألمه مصتنعه وهمست بغصه مريره..انا ريحتى وحشه..

هم هو بالحديث قطعته هى بعنف..اطلع بره لو سمحت..

اخذت نفس عميق واكملت بوعيد..

ومن اللحظه دى هعتبرك زى ما ديما بتقولى..

نظرت له بأسف..هتعبرك مسافر..مش موجود معايا..

 ووعد منى يا ادهم مش هقرب منك ولا حتى اقولك تعالى معايا للدكتور تانى..

نظرت له بعمق اكبر واكملت بتأكيد..

بس هيجى عليك يوم وتندم على كل افعالك معايا دى..

وجهت نظرها لبطنها وملست عليها بحنان واكملت..وهتتمنى يرجع بيك الوقت علشان تحس بحركه ابنك و تتحايل عليا كمان تيجى معايا للدكتور..

نظرت له بغضب واكملت.. خليك فاكر كلامى دا كويس..

نهايه الفلاش بااااااااك..

فاق من شروده على صوتها الحنون..

مريم:ادهم..حبيبى روحت فين..

وضع يده على فمه يكتم صوت شهقاته..

وهمس بصعوبه..

ادهم:م مبروك يا حبيبتى..

مريم:بدموع فرحه..مبروك علينا يا حبيبى..

مسحت دموعها سريعا واكملت بفرحه شديده..انا هحجز عند الدكتور واروح انهارده اعرف انا حامل فى اد ايه واصورلك كل حاجه وابعتهالك..

نادم هو اشد الندم على كافه شئ..

تصعبها عليه كثيرا وتزيد حده ندمه اكثر..

لا تستحق منه ما كان يفعله بحقها..

فقد تستحق ان يضعها داخل قلبه وعيناه ويعاملها كملكه متوجه..

طال صامته فتحدثت هى بقلق..

ايه يا ادهم ساكت ليه..فيك حاجه..ابتلعت ريقها بصعوبه واكملت بخوف..انت زعلت انى حامل ولا ايه؟؟..

بألم وأسف وندم حاد همس من بين شهقاته العنيفه..

ادهم:ايوه زعلان..بكى بنحيب واكمل..وندمان اشد الندم كمان..

مريم:ببكاء وفهم لمقصد حديثه همست..خلاص با ادهم اللى فات فات..احنا ولاد انهارده..ربنا يرجعك لينا بألف سلامه دا عندى بالدنيا يا حبيبى..

ادهم:بألم حارق..اااااااه يا مريم يا اصيله ياست البنات..

ااااه لو تعرفى انا بحبك اد ايه..وندمان اد ايه..

بكى بنحيب اكبر..واد ايه نفسى اترمى تحت رجلك دلوقتى واقولك سامحينى انا غلطت فى حقك..

امسك قميصها يتحسسه بمكان بطنها واغمض عينه يتخيلها امامه واكمل..لو تعرفى اد ايه نفسى احس بنبض قلب طفلنا الجاى واحس بحركته واوديكى بنفسى للدكتور ومسبكيش ولا لحظه..

ضم قميصها لصدره واكمل..كان عندك حق يا ام تيام لما قولتيلى ان هيجى عليا يوم واندم..انا ندمان يا مريم..والله ندمان على كل لحظه زعلتك فيها..على كل لحظه بعدت عنك فيها..

تستمع له بقلب يعتصر الما وفرحا ايضا..فقد انتظرت كثيرا لسماع هذه الكلمات منه..

لكن كانت تتمنى تسمعها وهو هنا بجوارها..

صمت هو قليلا واكمل بتشفى..

غربتى دى عقاب ليا علشان اعرف قيمتك يا ام تيام..

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

..نيران..

تشتعل بقلبها..

تدور حول نفسها..ستجن من الوحده..

لم يسأل عنها احد..

الجميع يبتعد عنها تجنبا لسانها السليط..

لكنها ابدا لن ترضى بهذا الوضع طويلا..

لمعت عيونها بخبث وهبت واقفه وحدثت نفسها كعادتها..

شاديه:اما البس واروح اطمن على مرات ابنى..

ضحكت بستهزاء واكملت..المحروس ابوها بيفهم فى الأصول اوى وديما يقول اللى يجى بيتى يبقى معاه الحق..رفعت حاجبها واكملت بوعيد..وانا هعرف ازاى اجيب عليهم كل الحق وارجع ولادى تحت طوعى تانى..

امسكت هاتفها وطلبت احدى الارقام اكثر من مره ولكن دون رد..فهمست بغيظ..اه يا ادهم الكلب يادلدلو اما وريتك انت والحيزبونه الشعنونه اللى متتسمى..عادت الأتصال مرات ومرات حتى اتاها الرد اخيرا..

ادهم:بجمود..ايوه..

شاديه:بسخريه..ايوه..ايوه الله عليك يا اخويا..

ادهم:بنفاذ صبر..خيييييييير..

شاديه:كل خير..انا بكلمك اعرفك انى راحه اتحق لمراتك واهلها فى بيتها..تصنعت البكاء..علشان تعرف ان امك قلبها طيب ومبتحبش تزعل حد..

ادهم:برجاء..ابوس ايدك متروحيش..انا عارف ان قلبك طيب اووووووى بس خليكى بعيده..

شاديه:بغضب..اييييه يا روح امك انت هتمشينى على كيفك ولا ايه..انا قولت هروح يبقى هروح..

ادهم:بغضب..يا ماما انا مراتى حامل جديد ومش حمل تعب ولا زعل و؟؟؟..قطعت حديثه هى بشهقه حاده والقت بعضا من كلماتها السم..

شاديه:بستغراب وزهول مصتنع..حامل؟؟!!حامل من مين يا موكوس؟؟!!!..



                الفصل السابع عشر من هنا      

لقراة باقي الفصول اضغط هنا


       

تعليقات



<>